يعتبر النّشاط المدرسي عنصرًا أساسيًا في العملية التربوية التي تساهم في تربية النشء تربية شاملة متكاملة، وامتدادًا للمناهج الدراسية وميدانًا تطبيقيًا يمارس فيه المتعلمون ما تلقونه من معلومات. وتنقسم الأنشطة التربوية المدرسية إلى قسمين:
الأنشطة الصفية (Classroom Activities) وتتمّ داخل الغرفة الصفية، والأنشطة اللاصفية (Extracurricular Activities) وتتمّ خارج الغرفة الصفية.
تسهم الأنشطة اللاصفية بكل أشكالها في تنمية شخصيات المتعلمين وتربيتهم إجتماعيًا ونفسيًا وجسديًا وفكريًا، ما يساهم في إعدادهم لحياة مستقبلية ذات أثر كبير في تعلمهم بقدر يفوق أحيانًا التعليم داخل غرفة الصف.
مفهوم الأنشطة اللاّصفية
هي أنشطة تعليمية مخططة ومقصودة تنمّي لدى المتعلمين إتجاهات ومهارات تساعدهم على التكيّف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، والمشاركة في حلّ المشكلات والقضايا الإجتماعية. وعادة ما تكون هذه الأنشطة مكملة للمنهاج التربوي الكلي، بحيث تخطّط لها الأجهزة التربوية وتوفّر لها الإمكانات اللّازمة لتحقيق الريادة في العملية التربوية.
تؤدّي الأنشطة اللاّصفية دورًا هامًا في إكساب المتعلمين المهارات اليومية وفي الكشف عن مواهبهم وقدراتهم واستثمار طاقاتهم، وتحسين التحصيل العلمي والمعرفي لديهم، وتنمية مهارات البحث، وإثراء ميولهم وإثارة دافعيتهم، وعلاج بعض الحالات النّفسية التي يعانيها بعض المتعلمين مثل الخجل والإنطوائية والخوف.
أشكال وصور الأنشطة اللّاصفية التقليدية:
1- الإذاعة المدرسية: تعتبر من أهم أشكال تفعيل الأنشطة اللّاصفية التي تجعل المتعلم فاعلًا وايجابياً، ولها دور هام في تنمية الثقة بالنّفس لديه وتعويده على النطق السليم والقراءة الصحيحة، فضلًا عن دورها في تثقيف المتعلمين إجتماعيًا، سلوكيًا، وطنيًا، وعلميًا. وكلما كانت فقرات الإذاعة متنوعة (رياضية، فنية، مسرحية، دينية..) تضاعفت الفائدة منها وزاد تأثيرها على المتعلمين.
2- النّوادي المدرسية: يساهم وجود هذه النوادي في القدرة على العمل ضمن فريق، واتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، فضلًا عن تنمية المهارات والقدرات وتعزيز الشعور بالإنتماء والولاء. مثل: النادي الكشفي، نادي الفنون الشعبية، نادي الموسيقى والمسرح، نادي البيئة.
3- العمل التّطوعي: يعتبر انخراط المتعلمين في الأعمال التّطوعية داخل أو خارج حدود المدرسة أحد أبرز أشكال المشاركة الفاعلة في الأنشطة اللاّصفية، حيث ينمّي لديهم شعور المساعدة والعون في المجتمع، ويحفزهم على الإنتاج وتحمل المسؤولية، ويمنحهم القدرة على حلّ المشكلات.
4- الرّحلات العلمية والتّرفيهية: تعتبر من الأنشطة التي تربط المتعلم بمجتمعه وتكوّن له مجموعة مهارات اجتماعية. ومن أمثلة الرحلات العلمية الزيارات الميدانية للشركات والمؤسسات، زيارة المتاحف والمجمعات العلمية، زيارة المواقع الأثرية التاريخية..
5- الدّورات التدريبية وورش العمل: وهدفها العمل على تزويد المتعلمين بمهارات تكنولوجية وفنية، والقيام بدورات خاصة باللّغات والذكاء العقلي والإنفعالي وغيرها.
برامج الإثراء المدرسي الحديثة (Extracurricular Activities ECA)
هي أنشطة لاصفية تتمّ بشكل أسبوعي أثناء اليوم الدراسي أو بعده، وتوفر فرصًا للمتعلمين لاكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتسمح لهم بالإبداع والإبتكار، فضلًا عن تنمية روح المنافسة الصحيحة وروح الفريق. وتتضمّن برامج الإثراء:
– اللغات والثقافة
– تعزيز التعليم (دورات مكثفة، مجموعات للدراسة والعمل..)
– العلوم والتكنولوجيا الرقمية (الروبوتات، نادي العلوم، انتاج الأفلام، مهارات علوم الحاسوب..) ويساهم الروبوت تحديدًا في تقديم المثال العلمي الأفضل لمفهوم التكامل بين العلوم، إذ يعتمد المتعلم على ما يمتلكه من معلومات ومعرفة سابقة من خلال المواد والمناهج الدراسية (الرياضيات، العلوم، الهندسة، التكنولوجيا..) لاستخدام الأدوات والقطع وتصميم جسم الروبوت.
– الفنون الإستعراضية والإبداعية (الدراما، الحرف اليدوية والفنون..)
– مهارات الخطابة ومهارات القيادة
– الرياضة والمغامرة
– الطهي
– خدمة المجتمع والمسؤولية الإجتماعية
– قسم السعادة (أو نادي السعادة): يتيح للمتعلمين اكتشاف شخصياتهم الفردية وتطوير ابداعاتهم وتعزيز الاستفادة من هواياتهم بالإشتراك مع المعلمين والمعلمات.
تجربة مدارس العرفان
اعتمدت مدارس العرفان منذ تأسيسها الأنشطة اللاصفية وعملت مع الوقت على تطويرها مواكبةً لكل عمليات التطور المعرفي والتكنولوجي والبحثي. وبالتّالي هي تعتمد اليوم أنجح برامج الإثراء المدرسي، أهمها:
– الأنشطة الرياضية المختلفة
– الرّحلات التّرفيهية الهادفة
– الدراما والموسيقى: حيث أدخلت برامج التربية المسرحية والموسيقية بشكل منهجي ولا منهجي بإشراف مختصّين، ما ساهم في تكوين شخصيات المتعلمين بعيدًا عن الخوف والخجل والتردّد فضلًا عن تنمية الحس الفني لديهم.
– الحساب الذّهني الفوري: والذي تميّزت به مدارس العرفان على مستوى العالم، حيث احتلت المركز الأول عالميًا بين 25 دولة في العام 2019 في دبي، فضلًا عن التفوق الذي أحرزه طلابها خلال مشاركاتهم الدولية في تركيا، جنوب أفريقيا، تايلاند وغيرها..
– الروبوت و Rubik’s cube: حيث عمدت إدارة مدارس العرفان إلى إدخال مفهوم الروبوت بدءًا من مرحلة الروضة (3 سنوات) حتى المرحلة الثانوية بحيث يصبح المتعلم قادرًا على تشكيل الروبوت وبرمجته.
– برامج القيادة: من خلال تدريب المتعلمين على الخطابة والإلقاء والحضور والتفاعل مع الجمهور.
– المختبرات الإفتراضية: وهي عملية منهجية ولامنهجية واكبتها مدارس العرفان لاكتشاف مواهب وقدرات المتعلمين وتنمية الإبتكار والإبداع لديهم.
– النّوادي المتنوعة: النادي البيئي، نادي التصوير، نادي الفنون الشعبية، نادي اللغات..
– قسم السعادة: وهو محور كل ما ذكر سابقًا، حيث يشرف هذا القسم على برامج الإثراء والأنشطة اللاصفية من خلال فريق عمل متكامل، هدفه تعزيز روح المرح والسعادة في نفوس المتعلمين وتكريس مفهوم الأنشطة والألعاب، والبرامج التربوية المسلية الّتي تساعد في تطوير شخصيات المتعلمين.