الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

“دعوة من لبنان المُقيم إلى لبنان المُغتَرِب”
كَلِمة أُلْقِيتْ في مؤتمر الجالية الأميركيَّة المعروفيَّة في بوسطن ماساشوستس

التواصُل والتكامُل والتفاعُل ضروري بين لبنان المُقيم ولبنان المُغتَرِب من الناحية الاقتصاديَّة. وهل أنَّ الظُّروف الآنية تسمح لبعض الُّلبنانيين المُتَعَطّشين في العودة إلى وطنهم الأم لبنان؟ وكيف؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب ما هي خُطَّة العَمَل وآليَتُّه الّتي سنقوم بها في بلاد الاغتراب، وبالتنسيق مع الفاعليات الاقتصاديَّة والقيّمين على الاقتصاد اللّبناني في لبنان؟

لَمَستُ من خلال زياراتي المُتَكررة إلى الولايات المُتَّحِدة، رغبة البعض من اللُّبنانيين المُغتَربين العَودة إلى الوطن، فاسْتَشَرت حَضَرات القَيّمين على هذا الموضوع الهامّ اقتصاديًا في أميركا، وَرَحَّبوا به كلّ ترحيب، وقبل مُغادَرَتي لبنان، قُمت بِحَملة واسعة النِّطاق بالتَّنسيق مع كبار المُستشارين الإقتصاديّين في لبنان، أمثال د. عدنان القصَّار وزير الإقتصاد السَّابق ورئيس غرفة التجارة والصناعة العالمي، ومع لجان مُشتَرَكة في غرفة التجارة والصناعة وبعض الفعاليات الاقتصاديَّة الهامَّة، ومُدَراء عامِّين لمصارِف هامَّة في لبنان، تجاوَبَت كُلّ الفعاليات الاقتصاديَّة وأبدَتْ فَرَحَها لهذا الطَّرح مِنْ قِبَل المُغتَرِب الُّلبناني، وكان ذلك في مكتب وزير الإقتصاد د. عدنان القصَّار، حيث أبْدَتْ الَّلجنة المُشتَركة كُل تعاوُن وتضامُن وتفاعُل مع الهيئات الإغترابيَّة، وأبدَتْ استعدادها المُطلَق للقيام بِكُلّ ما يتطلبه منها العمل النَّاجح إن شاء الله. وأنا المؤتمنة على هذه الورقة الهامة لإيصالها إليكم بصدق وأمانة، ولكن قبل الخروج بالإستنتاجات التالية، لديّ كلمة أقولها: أهلاً بِكُم أيُّها الأحبَّة في دنيا الاغتراب.

دعوة إلى المُثُل والقيم، دعوة إلى العودة إلى الوطن الأُمّ، فَلُبنان بحاجة ماسَّة إليكم، إلى الرُّجوع إلى رُبوعِه، تَتَمتَّعون بِصَفاءِ سَمَائِه وعليل هَوائِه، لبنان بحاجة إلى أموالِكُم، إلى نبوغِكُم، إلى ثقافَتِكُم، إلى عبقريَّتِكُم، إلى أولادِكُم، إلى النُّهوض بِهِ إلى أعلى ذرى المَجد والعُمران بعد النَّكسة الأليمة التي حَلَّت بِهِ.

لبنان بحاجة إلى قُدُراتِكُم وطاقاتِكُم الماديَّة والمعنويَّة، وأنتُم أحَقّ النَّاس باستِثمار خَيْراتِه وأَرضِه واقتِصادِه. لماذا هذه المُقَدِّمة؟ وما المقصود مِنها لدعوَتِكُم إلى وَطَنِكُم الأُمّ لبنان؟

أولاً: لَفَتَ نَظَري في جريدة النهار المُؤَرَّخَة في ٢٣ أيار ٢٠٠٦ مشروع عقاري في وسط بيروت بقيمة مليار وثلاث مائة مليون دولار أميركي لِمُستَثْمِر كويتي كبير المَدعو صلاح الدين الميَّال يقول: «إرحموا لبنان سياسيين واقتصاديين ومُغتربين» رَكّزوا على تسويق لبنانكم، فأنتُم أفضل مُسَوّقين لِلُبنان القادر على إحداث ثورة في المنطقة العربيَّة، مُبدِياً أَسَفه للواقع الذي يَتَخَبَّط به لبنان في السنوات الأخيرة وَهُوَ المُؤهَّل لاسترجاع مكانَتِه بين الدُّول خلال مُدَّة قصيرة تُمَكّنه مِن أن يكون في الصَّدارة بعد غِيابٍ طويل.»

أثَّرَ فِيّ كلام رجل الأعمال الكويتي، وشارَكْتُه أسَفي أنا أيضاً لواقِع لبنان البعيد عن أبنائِه وَتَساءَلْت: أين هُم أبناء وطني المُقيمون مِنهُم والمِغتربون والمُشرَّدون في كل أنحاء العالم؟ أليسوا هُم أَحَقّ النَّاس بالاستثمار وبناء الوطن؟

ثانيًا: يتساءل المُغتَرِب الُّلبناني الَّذي يرغب في العودة إلى وَطَنِه – وهذه التَّساؤلات لها مُبرراتها الهامَّة – : هل أنَّ رحيلنا من لبنان إلى الغربة يعني اللاعودة؟

تَعِبنا من العَمَل في بلاد الاغتراب، تَعِبنا من التَفكُّك السّياسي والانهيار الاقتصادي، باللّه عليكم أيُّها الُّلبنانيون
اتَّفقوا ،اتَّحدوا، تَضَامَنوا أيُّها السياسيّون، ليعود لبنان إلى مَركَزِه الاقتصادي المَرموق: ارحموا لبنان المُغتَرِب، شَجِّعوه ليعود باستثماراتِه، بأموالِه، بِعلمِه، بِنُبوغِه، بأولادِه بِقُدُراتِه الماديَّة والمعنويَّة إلى وطنِه الأُمّ، لنعود إليكم ونقوم بمؤسَّسات وشركات وبتطوير وإنعاش لبنان اقتصاديًّا واجتماعيًا وتربويًا وتهيئة المُناخ المُلائِم للنُّهوض ببلدنا الحبيب لبنان.

أنتُم تغفلون الأبعاد الاقتصادية، أفصلوا السياسة عن الاقتصاد، فالاقتصاد هو الأساس لِرُقيّ الأُمَم ونهضتها والتَقدُّم والعُمران. والازدهار هُوَ بالقوَّة الاقتصاديَّة والتنمية الاقتصاديَّة وخَلق فُرَص عَمَل للشَّاب الطَّامِح المُثَقَّف الَّذي لا يرى أمامَهُ إلَّا الهجرة – الَّتي ليسَت بالأمر السَّهل- والإبتعاد عن الوطن.
انهَضوا بِلُبنان المُقيم مِن خلال لبنان المُغتَرِب، وآنَ الأوان للحدّ من الهجرة والتَّركيز على بناء الاقتصاد وتسويق البلد.

ثالثاً: نعود إلى عمل اللجنة المُكلَّفة درس مشاريع العودة إلى البلد الأُمّ بالاستنتاجات التاليَّة:
– ردم الهُوّة السَّحيقة بين لبنان المُقيم ولبنان المُغتَرِب.

– خَلق لجنة مُشتَرَكة بين لبنان المُقيم ولبنان المُغتَرِب تزور باستمرار القوَّات والفعاليات اللبنانيَّة والاقتصاديَّة ضمن خطة عَمَل أو برنامج عَمَل مِن قِبَل الَّلجنة الاغترابيَّة المُكَلفَّة القيام بهذا العَمَل، ابتداءً من رئيس الوزراء ووزير الإقتصاد والمال والتنمية الإداريَّة، يطرح الأمور المُستَجدَّة على الأرض، وما تتَطلَّبه اللجنة الاغترابية للسَّير قدمًا في مُخَطَّط تنموي، يَتحقَّق مُستقبلاً مِن قِبَل الفعاليات الاغترابيَّة.

– خَلق فُرَص عمل للشَّاب الطَّامِح الَّذي لا یری أمامه إلا السَّفر خارِج الوطن، أفكار وأسئلة ومُناقشات ومُبادرات ووضع برنامج علمي عملي زمني تستقدمه إلى أحضان الوطن.

– لجان مُشتَرَكة مع المُجتَمَع المدني، هَدَفُها التَّجاوُب والتَّفاعُل من أجل بناء اقتصاد حُرّ يتجاوَب مع كُلّ الفعاليات.

– تعاوُن مع وزارة الإقتصاد والصِّناعة والمال.
– برنامج عَمَل مع وزارة الصِّناعة، خطة اقتصاديَّة مع الشَّراكة الأوروبية.

– الإصلاح الاقتصادي يلزمه قرار سياسي على مستوى رفيع، وتمنياتنا على السياسيين أن يعُوا وجودهم، ويهتموا بالموضوع الاقتصادي بعد اتفاقهم وتضامنهم مع بعض.

– إصلاح مالي: زيادة الإيرادات، تحديد الإنفاق. تحديات: برنامج جدي للإتحاد الأوروبي، الوفاق الوطني يُحَفّز لبنان لمؤتمر دولي، خفض الإنفاق، التوفير، خفض الهدر.
-القطاع الزراعي: الاهتمام بالقطاع الزراعي والتصدير إلى الخارج.

– التنمية المناطقية : خلق مناطق اقتصادية في جميع المناطق اللبنانية.

– مشاريع قوانين يُقرّها مجلس النواب ومجلس الوزراء حول كل المشاريع في عملية الإصلاح الزراعي والاقتصادي والصناعي بشكل علمي مدروس مع رؤيا واضحة للإصلاحات، وبرنامج رؤيا قابل للتطوير مع كل الإمكانات والطاقات والقدرات للنهوض بلبنان الحبيب في الداخل والخارج.

– هيئة تهتم بالتكنولوجيا، التقرير التقني، تسهيل خدمات استمرارية في التطبيق. ولبنان بلد التنوع والعبقرية والذكاء والعلم والاستكشافات، بلد الصعود إلى المريخ (د. شارل عشي ود. ادوار شويري حطّوا على سطح المريخ من خمسة من أبناء لبنان المبدعين النوابع، حيث أسّسوا مستعمرة على سطح المريخ. وكلهم من أصل لبناني)

وكما قُلت سابقاً، إنَّ آلية العمل الفُضلى: القيام بِلِجان مُشتَركة وزيارة لبنان وعقد اجتماعات مُشتَركة ومُنَظَّمة مع الفعاليات الاقتصاديَّة والسياسيَّة، ابتداءً من غرفة التجارة والصّناعة وتَجَمُّع رجال الأعمال، ومؤسَّسَة (IDAL) المؤسَّسة الوطنيَّة لتنمية الاستثمارات وتشجيع الاستثمار وتأمين فُرَص عمل للمُغتربين اللّبنانيين: في الطّب، في التّعليم، في الطّب العلاجي، في الشركات السياحيَّة، مشاريع مُتَفرِّقة.

إنَّهُ التَّواصُل والتَّكامُل والتَّفاعُل بين لبنان المُقيم ولبنان المُغتَرِب، تزيد من ارتِباط العالَمَيْن ببعضهما. فالإنسان هو مِحوَر كل شيء.

مغتربون