الثلاثاء, آذار 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الثلاثاء, آذار 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

زراعات الكفاية المنزلية

في النصف الثاني من القرن الماضي، بدأت زراعة الخضار التي كانت محصورة في مساحات قليلة تتطور وتزدهر حتى أصبحت مصدرًا أساسيًا في حقل الإنتاج الزراعي وتدرّ مالًا وفيرًا للمزارعين الذين أتقنوا هذا العمل من تأصيل للبذار والنبات وتحديد موعد الزرع مع ممارسة الدورة الزراعية، وذلك بفضل التقنيات الحديثة المتطورة التي تعتمدها هذه الزراعات وصولًا إلى المستوى الجيد في الإنتاج.

ومن خلال اكتشاف نباتات مرغوبة من قبل المستهلك اللبناني وحملها خصائص وراثية جيدة ومتطورة من حيث قدرتها على مقاومة الآفات الزراعية وجفاف التربة وتأقلمها مع جميع أنواعها، إضافة إلى قدرتها على إنتاج أكبر كمية ممكنة من الثمار والخضار الورقية والساقية مع مواصفات مميزة للبذور والثمار عن الأصناف السابقة، وكذلك من خلال تنظيم عملية التسميد الذواب وطرق الري والمكافحة العضوية والكيميائية حسب الحاجة لمنع إتلاف المحصول، وبعدها يتمّ نشرها بين المزارعين في مختلف المناطق الزراعية. كما يمكن تصدير الكثير من هذه المنتجات للأسواق الخارجية إضافة إلى تصنيع المنتجات الغذائية خاصة الخضار التي لا تصلح للتسويق والإستهلاك الطازج.

لما كانت زراعة الخضار من أهم الزراعات في لبنان والتي تعطي مردودًا ماديًا وفيرًا للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله واهتمّ بالمزروعات من حيث توقيت الزرع، أنواع الأتربة، المعاملة، المكافحة، الري، التغذية، القطاف ثم التوضيب، البيع، والتصنيع… فإنّ زراعة الخضار تلعب دورًا أساسيًا في الإقتصاد اللبناني وخاصة على صعيد زراعة الخضار الموسمية السريعة الإنتاج التي تعطي إنتاجها في وقت قصير لا يتجاوز ستة أشهر، نتكلم هنا على زراعة الأراضي أو المساحات الصغيرة، وغالبًا ما تستخدم هذه الزراعة في حدائق المنازل أو في الحقول الجبلية الصغيرة المساحة ممّا يزيد من أهمية التوسع في زراعة الخضار وزيادة إنتاجها وتحقيق عائدًا سريعًا من المال، أو توفير المصاريف التي تنفق على شراء الخضار، ويعلم أنّ الخضار التي زرعها واعتنى بها على ما تحتوي.

ومن المهم جدّا أن يلجأ الإنسان إلى زراعة وتأمين حاجاته اليومية من الخضار التي يستهلكها بشكل أساسي في غذائه، من خلال زراعة حدائق وشرفات وأسطح المنازل بواسطة الكثير من الأواني مثل الأصص والصناديق الخشبية والأكياس…..كما هو وارد في الصور المرفقة.
تنمو الخضار بشكل عام في جميع الأتربة لكنّها تفضل وتنمو جيدًا في الأراضي التي تحوي أتربة مختلطة وعميقة ومفككة وخصبة (أي غنية بالمواد الغذائية) والجيدة الصرف للمياه الزائد.

مواعيد الزرع: تختلف حسب أنواع الخضار وإلى أي مجموعة تنتمي، فمنها ينتمي إلى مجموعة الخضار الشتوية وأخرى إلى الربيعية أو الصيفية أو الخريفية، وإنّ ارتفاع مواقع الزرع عن سطح البحر يحدد في الكثير من الأحيان نوع الخضار وتوقيت الزرع.

النضج: لكل نوع من الخضار موعد خاص لمراحل النضج (حسب الإستهلاك وليس النضج النهائي وتكوين البذور) بمعنى آخر، في أي مرحلة من نمو النبات أو الثمار يراد أكلها طازجة أو مطهية، وحسب الغاية من زراعته والأجزاء التي تؤكل (الأوراق، الدرنات، الساق، الثمار، الأبصال، الأزهار، السوق الهوائي والأرضية).

تقسم نباتات الخضار إلى عدة مجموعات من حيث تشابه صفاتها في كل مجموعة معينة أو بعدة صفات. هذا يسهل لنا دراسة أنواع النبات. إنّ التقسيم النباتي من أفضل الأعمال التي استخدمت في دراسة مورفولوجيا نباتات الخضار، لأنّ هذا التقسيم مبني على أساس الصفات الفيزيولوجية (الطبيعية) ودرجة القرابة الوراثية بينها، واتخذت الزهرة كأساس لتقسيم النبات، لأنّها عضو ثابت في تركيبتها ولا تتأثر أو تتغير بتغيّر الظروف البيئية المحيطة بها فتبقى كما هي وللعائلة التي تنتمي إليها.

يمكن من خلال هذا التقسيم التعرف على درجة القرابة الوراثية بين النبات وإمكانية تلقيحها بين بعضها البعض لإنتاج أصناف جديدة او أصناف محسنة من حيث جودة إنتاجها وشكلها ولونها ورغبة المستهلكين لها، كما يفيد التقسيم في العمليات الزراعية وحاجات النبات للخدمات الحقلية مثل الحراثة، مكافحة الأعشاب والآفات، التسميد العضوي والكيميائي،…

تمّ تقسيم الخضار حسب الأجزاء التي تؤكل وتضم المجموعات التالية:
1- خضار جذرية: تضم الخضار التي يؤكل جذرها، وتشمل الجزر، الفجل، اللفت، الشمندر، البطاطا الحلوة.
2- خضار ساقية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الساق في التغذية سواء كانت هذه الساق هوائية كما في: الهليون أو ساق منتفخة كما في: الكرنب، وإمّا ساقًا متحورة تحت سطح التربة مثل: البطاطا والقلقاس،…
3- خضار بصلية: تضم الخضار التي تؤكل أبصالها، وتشمل البصل، الثوم، الكراث.
4- خضار زهرية: تضم الخضار التي تؤكل منها الأجزاء الزهرية، وتشمل القرنبيط، أرضي شوكي، البروكولي.
5- خضار ورقية: تضم الخضار التي تؤكل أوراقها، وتشمل الملفوف، الخس، السبانخ، الرشاد، الهندباء، البقدونس، الشمرة، البقلة، الروكا.
6- خضار التي يؤكل منها أعناق الأوراق، وتشمل السلق، الكرفس.
7- خضار ثمرية: تضم الخضار التي تؤكل ثمارها قبل نضجها أو ناضجة. وتشمل الناضجة: البندورة، البطيخ الأحمر والأصفر. غير الناضجة: الكوسى، الخيار، المقتي أو القثاء، القرع، اللوبياء، البامية، الفليفلة، الباذنجان.
8- المحاصيل البذرية: تضم النباتات التي تؤكل بذورها، وتشمل البازيلا، الحمص، الفاصوليا، الفول، الذرة.

الزراعات الربيعية

تقسم بحسب موعد الزرع، وتضمّ مجموعتين:
– الزراعات الربيعية المبكرة للخضار التي تعطي إنتاجًا في فصل الربيع مثل: الفجل، الروكا، الرشاد…..
– الزراعات الربيعية المتوسطة والمتأخرة للخضار التي تعطي إنتاجها خلال فصل الربيع وتمتد إلى فصلي الصيف والخريف، وهي التي تبدأ بالإنتاج بعد زراعتها بحوالي بين 20 إلى 50 يوما مثل: الخيار، القثاء، الكوسا، اللوبياء، السبانخ، الهندباء… ومنها ما يعطي إنتاجا في أواخر الربيع ويستمر حتى فصل الخريف مثل: الفليفلة، الباذنجان، السلق، البامية… ومنها يبدأ بالإنتاج بعد زراعته بحوالي 80 يوما مثل: البندورة والفاصولياء. أمّا البطاطا فتزرع في أوائل فصل الربيع وتقلع بعد حوالي من 90 الى 150 يوما أي بعد اكتمال نضج درنات البطاطا وحسب أنواعه ومعاملته أو العناية به من حيث الري والتسميد والتحضين أو التطمير والتعشيب ومكافحة الآفات التي تعتريه وتؤدي إلى تخفيض إنتاجيته….

الزراعات الخريفية

بعد أن ترتوي الأرض بمياه الأمطار خلال شهري أيلول وتشرين الأول ويكون قد تمّ إنبات غالبية بذور النباتات والأعشاب البرية التي تزاحم الخضار المراد زرعها على الغذاء والماء، وعندما (يطيب يد الأرض للحراثة) أي تصبح التربة قليلة الرطوبة نوعا ما نعمد إلى حراثتها حراثة عميقة بواسطة السكة على عمق حوالي 40 سم، التي تؤدي هذه الحراثة إلى موت النباتات البرية بالإضافة إلى خلط التربة مع السماد العضوي المخمر إذا ما وضع لتحسين خواص التربة وتغذية النباتات التي تزرع في المستقبل القريب، ثم تزرع بذور القمح أو الفول أو البازيلا مع الحراثة السطحية بواسطة الفرامة، وإذا ما أراد المزارع زراعة الثوم فيلجأ بعد الحراثة العميقة وموت النباتات البرية إلى تقسيم الأرض على خطوط وتحديد أماكن إنشاء الأثلام، ثم حفرها ووضع السماد العضوي المخمر في الأثلام وخلطه مع تراب قاعها وتسويتها وزراعتها بفصوص الثوم.

زراعة الخضار الصيفية

زراعة الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامة التي تلعب دورًا أساسيًا في الإقتصاد اللبناني وتعطي مردودًا جيدًا للمزارع، خاصة إذا ما أتقن عمله من حيث توقيت الزرع، العناية بالنبات من مكافحة الآفات، ري النبات، التسميد العضوي والكيميائي لتغذية النبات، القطاف والتوضيب ومن ثم البيع والتصنيع … وخاصة الخضار الموسمية التي تعطي إنتاجا مبكرًا ووفيرًا، هذا على صعيد زراعة الحيازات أو المشاريع الصغيرة (من دونم حتى خمسة دونم)، مما يزيد من أهمية التوسع في زراعة الخضار وزيادة إنتاجها وتحقيق عائدًا سريعًا.

تنحصر زراعة الخضار بشكل أساسي في لبنان على عدة محاصيل خضرية، أهمها:
– الفصيلة الباذنجانية تضمّ: البندورة، البطاطا، الباذنجان، الفليفلة.
– الفصيلة القرعية تضم: الخيار، الكوسا، البطيخ الأحمر والأصفر، القرع، القثاء، اللقطين أو اليقطين.
– الفصيلة البقولية أو القرنية تضم: الفاصولياء، اللوبياء، الفول، البازلاء، الحمص، العدس.
– الفصيلة الصليبية تضم: الملفوف، القرنبيط، اللفت، الفجل، البروكولي.
– الفصيلة الخيمية تضم: الجزر، البقدونس،…
– الفصيلة المركبة تضم: الخس،…
– الفصيلة النرجسية تضم: البصل، الثوم، الكراث.
– الفصيلة الرمرامية تضم: السلق، السبانخ، الشمندر السكري،…
– الفصيلة الخبازية تضم: البامياء،…
وتختلف إنتاجية هذه الأصناف حسب اختلاف عوامل الوقت والمعاملة والأحوال الجوية وطبيعة التربة وعمقها، وصلاحيتها للزرع وإصابتها بالآفات الزراعية من حشرات وعناكب وفطريات وبكتيريا وفيروسات وغيرها. هذا بالإضافة إلى عامل نقص العناصر الغذائية التي تحتاجها النبات أو زيادة إستهلاك عنصر غذائي أكثر من غيره مما يؤدي إلى ظاهرة عدم امتصاص باقي العناصر.

ونظرًا لأهمية الدور الذي تلعبه الخضار في تحقيق الأمن الغذائي وفي رفع مستوى المعيشة وتدعيم الإقتصاد الوطني، نضع بين أيادي المزارع اللبناني، أكان محترفًا أو تقليديًا، هذا الموضوع الذي يتطرق إلى سبل كيفية زراعة الخضار بدءًا من تهيئة الأرض حتى القطاف.

أهمية الخضار الغذائية

تتصدر الخضار على اختلاف أنواعها قائمة المواد الغذائية التي تقدم لجسم الإنسان ما يحتاج إليه من الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية إضافة إلى وجود الألياف النباتية الهامة للتغذية واستمرار الحيوية. فالإنسان منذ القدم أدرك حاجته لجميع أنواع الخضار الشتوية منها والصيفية، فاعتمدها في قوائم طعامه اليومي.

لذا، زراعة الخضار لها أهمية ملحوظة في تأمين أجزاء من الإحتياجات الغذائية للإنسان. والخضار هي نباتات عشبية حولية أو ثنائية الحول. الحول الواحد معروف بالموسم الواحد أي الخضار التي تزرع في وقت أقل من سنة على سبيل المثال: البندورة تزرع بدءًا من شهر نيسان في المناطق الساحلية حتى شهر حزيران في المناطق الجبلية، وتتوقف عن الإنتاج في شهر تشرين الثاني عند تدني الحرارة. الحولان أي موسمان وهي النباتات التي تعطي الجزء الذي يؤكل في الحول الأول والأزهار والبذور في الحول الثاني مثل البقدونس والسلق والملفوف…

وتزرع الخضار سنويّا حسب حاجة السوق، منها ما تستخدم أجزاؤها للتغذية فقد تؤكل ثمارها طازجة أو مطبوخة مثل البندورة، الملفوف، البازيلا،… ومنها ما تؤكل نوراتها الزهرية مثل القرنبيط، البروكولي،… أو أوراقها مثل الخس، البقدونس، السلق، الرشاد،… أو جذورها مثل الفجل، الجزر، الشمندر، اللفت، البطاطا الحلوة،… أو أبصالها مثل البصل، الثوم،…

تأصيل نباتات الخضار

إنّ تأصيل النبات يستوجب الأخذ بالإعتبار لعدة نقاط هامة. يجب مراقبة النبتة خلال الموسم لمعرفة قدرتها على تأقلمها مع المناخ والأرض المزروعة فيها، مقاومتها للأمراض والحشرات الضارة، تحملها للعطش، وأيضا مراقبتها من حيث النمو الخضري الجيد للخضار الورقية والإنتاجية العالية للأزهار والثمار، بالإضافة الى شكل الثمار المتناسق وجودتها العالية من حيث الحجم واللون والطعم هذا في الخضار الثمرية. تجمع بذور الخضار الورقية والزهرية بعد نضجها وتحفظ للموسم الذي يليه بعد تجفيفها ونقعها لمدة دقيقتين في محلول نحاسي مثل: البندورة، الفليفلة، القرنبيط، الباذنجان،… أمّا في الخضار الدرنية، فتجمع الدرنات الصغيرة بعد القلع لتزرع في الموسم القادم كما في البطاطا.

تقنية زراعة الأشجار المثمرة

تشكّل الأشجار المثمرة الجزء الأهم والأساس من الزراعة، وتعتبر ثمارها مصدر غذاء للإنسان، كما أنها تعدّ مواد خام ضرورية للصناعات الزراعية الغذائية.

ولثمار الأشجار المثمرة فوائد طبية عالية، وعناصر غذائية مختلفة كالبروتين والفيتامينات والأحماض والدهون…اذ تساعد الانسان بعد تناولها على الهضم وتليّين الجهاز العصبي والألياف وتنظيم الدورة الدموية.

إنّ علم الأشجار المثمرة يهتمّ بدراسة وتنظيم وتأهيل الأشجار المثمرة وتطوير انتاجها اقتصاديّا، ويدرس الأعمال الحقلية من تقليم وري وحراثة وتنظيم أثمار وتسميد (حسب الحاجة) ومكافحة، إذا لزم الأمر، والقطاف للحصول على أفضل إنتاج من حيث الجودة والكمية وتطبيق جميع الوسائل الحديثة.

يجب أن يبقى المزارع حرّا طليقا، فلا يقيّد أو يرتهن لشركات التصدير خاصة المنتِجة للنباتات الزراعية؛ لأنّ الدعاية وطرقها تجعل المزارعين يعتقدون أنّ هذه الاصناف الجديدة هي المنقذ الوحيد لهم من عبء الغلاء (خاصة المعيشة منها). معظم هذه الأصناف الجديدة هي معروفة منذ القدم ولا زالت عند المزارعين المحترفين، والذين يتقيدون ولا يؤمنون بالدعاية خاصة التجارية منها الخاضعة لمؤسسات غير حكومية (الشركات الأجنبية) التي تروّجها على أنّها أفضل الأصناف مثل التين والزيتون والرمان والكرمة والكرز وغيرها؛ ثمّ استبدالها ببعض الأصناف المحدثة وراثيّا، ممّا أدّى ذلك إلى وضع المزارع «بين السندان والمطرقة»، ويقف مكتوف الأيدي أمام هذه الحيلة. لذلك، أصبح المزارع مرتبكًا وغير قادر على اتخاذ القرار، ما أدّى الى إهماله لأرضه ومزروعاته، وبالتالي انخفاض انتاجه ومزاحمته بالأصناف المعدلة وراثيّا.

التراجع الكبير الذي حصل في أواخر القرن الماضي وبداية الحالي، يتطلب جهدًا لإعادة التوازن بين الإنتاج والاستهلاك والتصدير من جهة أخرى.

لذلك تأتي اقتصادية الأشجار المثمرة بعد الأعمال المدروسة التي ينفذها المزارع في أرضه. إنّ الارض والرجوع إليها هي الملاذ الأساس في حياتنا، لذا يُستحسن القيام بدراسة العوامل التالية:

المناخ

دراسة المناخ تتيح لنا معرفة الأصناف التي يجب زرعها، والتي تعطي مردودًا اقتصاديًا وفيرًا، وليس كما كان في السابق، فقد أهدرت بعض مساحات الأرض لتجربة أصناف جديدة بلا جدوى، لأنّها لا تنمو إلّا على ارتفاع معيّنٍ وفي تربة خاصة مثل زراعة أشجار المشمش على ارتفاع 1300 متر عن سطح البحر غير مجدية لأنها تحتاج الى حرارة مرتفعة نسبيا في مرحلة الأزهار.
1- الحرارة: تحتاج الأشجار المثمرة إلى حرارة مختلفة باختلاف أصنافها، فمنها ما يحتاج إلى البرودة، ومنها إلى حرارة معتدلة، وأخرى إلى معتدلة دافئة شتاء.
2- الأمطار: تنجح الأشجار المثمرة في المناطق التي يزيد فيها معدل الأمطار عن 700 ملم سنويًّا، خاصة في الأراضي البعلية.
3- البرودة: تحتاج بعض أصناف الاشجار المثمرة إلى البرودة خلال فصل الشتاء، من أجل مرحلة السكون والراحة التي تمرّ بها أي ايقافها عن النمو.
4- الارتفاع عن سطح البحر: تزرع الأشجار المثمرة في الأماكن حسب ما تحتاجه من ارتفاع ملائم لها ومدروس اقتصاديّا.

موقع الارض

1- التربة الملائمة: تعتبر التربة من العوامل الهامة لنجاح زراعة الأشجار المثمرة وإنتاجها، وتأتي في الدرجة الثانية بعد عامل المناخ.
2- المسافات الزراعية: تختلف المسافات من صنف لآخر حسب حجم وعمر الأشجار وطبيعة التربة وخصوبتها وحسب الأصل الجذري المستخدم.
3- عمق التربة وخصوبتها: تحتاج الأشجار المثمرة إلى تربة عميقة نوعًا، منها ما يحتاج إلى تربة عميقة لأنّ جذرها وتدي، ومنها ما يحتاج إلى تربة متوسطة العمق بين (150-200سم) وآخر إلى أقل من ذلك، وكذلك حسب أنواع الاشجار وأحجامها.
4- استصلاح الأرض: القدرة على استصلاح الأرض وتسطيبها إذا كانت منحدرة، على أن لا يزيد انحدارها عن 40%.
5- الطرقات: قرب البساتين من الطريق عامل هام في الزراعة لتوفير تكاليف وعناء المزارع من توصيل الشتول والمعدات المستعملة للزراعة والأسمدة العضوية وغيرها، وكذلك نقل الإنتاج إلى الأسواق.
6- الري: ايجاد مصدر مياه للري لمساعدة الأشجار على اجتياز الحرارة الشديدة في الصيف، كما حصل في هذا العام خاصة في بداية نموّها.

في مطلع الأربعينيات، دخلت الأشجار المثمرة المحسنة في بلاد المنشأ إلى لبنان كزراعات مربحة، ولاقت شهرة واسعة وبدأت تُحتكر من قبل المتموّلين للإتجار بها. أخذ بعض المزارعين بقطع أشجار الزيتون والتفاح والتين والرمان وغيرها واستبدالها بأشجار الدراق والخوخ والمشمش على سبيل المثال.

بعد ذلك، قام أخصائيون في أوروبا وبعض البلدان المتقدمة في مجال الزراعة بالعمل على تأصيل الأشجار المثمرة اقتصاديّا. وتمّ استقدام بعضها إلى لبنان لأخذ المطاعيم منها وتطعيمها على الأصول البريّة من قبل تجار حصريّين وأصحاب مشاتل، وبدأت عملية الإكثار بعدة طرق. فالأشجار المثمرة تبدأ في الإنتاج بعد زراعتها بعدة سنوات. أمّا في وقتنا الحالي، فتبدأ الاشجار بالإنتاج في السنة الثانية خاصة الأصناف المطعّمة على أصول جذرية.

مجموعات الأشجار المثمرة التي تنمو في المناطق التي تزيد عن 600 متر

1- التفاحيات: تضم التفاح، الإجاص، السفرجل والزعرور.
2- اللوزيات: تضم الكرز، الدراق، المشمش، الخوخ والجنارك.
3- الجوزيات: تضم الجوز، اللوز، الكستناء، البندق والفستق الحلبي.
4- الزيتون
5- الكرمة
6- التين
7- الرمان
8- الكيوي

وبعد استصلاح الأرض، تنفذ الأعمال التالية:

1. الحراثة: تحرث الأرض على عمق 40 سم تقريبا على جرار جنزير، ثم تحرث حراثة سطحية بواسطة فرّامة لتسوية سطح التربة وتكسير الكتل الترابية.

2. تخطيط الأرض: طرق الغرس كثيرة أفضلها الشكل المثلث والمربع، ممّا يتيح زرع أكبر عدد ممكن من النصوب. يتمّ تخطيط الأرض لتحديد موقع النصوب وتكون المسافة بين خطين متوازيين 3،5 متر للتفاح و4،5 متر للكرز وبين شجرة وأخرى 3،5 متر للتفاح و4،5 للكرز. كما إنّ هذه المسافات بين الخطوط تتيح المجال لإستخدام الآلات الزراعية مثل جرار الحراثة وغيرها.

3. حفر الجور: بعد هطول الأمطار لأول مرة في فصل الخريف (عندما تُروى الأرض)، تحفر جور في الأماكن المحددة على عمق 50 سم وعرض 50 سم تقريبا. ويوضع في قاعها حوالي 2 كلغ من السماد العضوي المخمر وخلطها مع التراب في قاع الحفر. تزرع الغراس بعد تساقط أوراقها (أواخر فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء) لأن الأوراق تستمر في عملية التبخر خاصة إذا ما إرتفعت الحرارة نسبيا، مما يؤدي الى جفاف البراعم وبالتالي الغراس.

4. الشتول أو النصوب: إنّ حاجة 10 دونم من أشجار التفاح والكرز 500 شجرة، عمرها بين سنة وثلاث سنوات، كي تدخل في الإنتاج بعد عام من زراعتها في الأرض المستدامة. أما مصدرها، فمن المفضل أن يكون من مشاتل موثوقة ومدروسة من حيث النوعية الجيدة والإقتصادية وخلوّها من الآفات الزراعية ومرغوبة في السوق المحلي.

5. التسميد: تحتاج أشجار التفاح والكرز نسب عالية من العناصر المعدنية خاصة عند مرحلة النمو والإثمار. فإن جميع أنواع الأتربة تحتوي على العناصر الضرورية للأشجار بنسب مختلفة وبحسب أنواعها، مثلا: التربة الطميية أغنى أنواع الأتربة والتربة الرملية أفقرها. لذا، يستحسن وضع الأسمدة العضوية البلدية المخمرة كالسماد الحيواني والأسمدة الكيميائية الضرورية وحسب الحاجة.

6. التقليم: يعتبر التقليم من أهم الأعمال الحقلية للأشجار المثمرة، لأنّه من الأعمال الأساسية لزيادة الإنتاج وجودة الثمار وزيادة عمر الشجرة إقتصاديا. إنّ عملية تقليم الأشجار يساعدنا على التحكم بطبيعة نموها. فإنّ أفضل الأشكال في التقليم هو الشكل الكأسي حيث يكون الإنتاج من الخارج والداخل ويسمح هذا الشكل بدخول الشمس والضوء. تبدأ عملية التقليم بعد الغرس مباشرة على إرتفاع يتراوح بين 50 و70 سم ويفضل أن يكون الساق قصيرًا، لأنه يتعرض للعوامل الطبيعية من حرارة وصقيع. وبنفس الوقت، يجب الإنتباه على أن يسمح بمرور الآلات الزراعية دون تضرر الأغراس. في العام الثاني، يبدأ التقليم التكويني وينتخب ثلاثة أو أربعة فروع وتقصّ الفروع المتبقية. أمّا الفروع المنتخبة، فيقص نصفها العلوي على أن يراعى بقاء البرعم العلوي نحو خارج الشجرة. في العام الثالث، أيضًا يستمرّ التقليم التكويني مع بدء تقليم تنظيم الأثمار خاصة في هذه الأصناف المبكرة الإنتاج. تقلّم بنفس الطريقة على أن تراعى البراعم الثمرية ويكون هذا التقليم خضريّا وتنظيم إثمار في آن واحد. ومع تقدّم عمر الأشجار، تزداد نسبة عملية التقليم لتنظيم الإثمار على التقليم الخضري للمحافظة على عمر الأشجار والحمل السنوي. وكذلك التقليم الإثماري يهدف إلى تنظيم الحمل بين الفروع والأغصان ليكون متساويًا نوعًا ما مع الإبقاء على بعض الفروع الثانوية لتكوين براعم ثمرية جديدة. أفضل توقيت لتقليم أشجار التفاح والكرز، يكون خلال الفترة الممتدة من تشرين الثاني وكانون الثاني أي بعد دخول الأشجار مرحلة الراحة والسكون وتساقط أوراقها.

7. حراثة الأرض: يجب حراثة الأرض ثلاث مرات سنويّا على الأقل خاصة في السنوات التي يقلّ فيها معدل تساقط الأمطار عن 700 ملم سنويًّا.

8. الرّي: من المفضل توافر مصدر مياه للري لمساعدة الأشجار على اجتياز الحرارة الشديدة في الصيف، كما حصل في هذا العام خاصة في بداية نموها وبعد زرعها في الأرض المستدامة، لأنّ عندما تقلع النصوب من المشاتل يبقى قسم لا يستهان به من جذورها الشعرية الماصّة في أرض المشتل، وأيضا تقلع قبل سقوط أوراقها. وهذان العاملان يؤدّيان إلى ضعف الشتول وحاجتها إلى الرّي.

9. جني الإنتاج: تقطف ثمار الأشجار المثمرة قبل نضجها بحوالي الأسبوع، كي تتحمل أعمال التوضيب والنقل والاستهلاك والتبريد. لكن لأصناف الفاكهه عدة مراحل للنضج حسب أنواعها؛ منها يتمّ نضجه خلال شهر أيار مثل الكرز، وخلال شهر تشرين الأول مثل بعض أصناف التفاح. تعتبر الثمرة ناضجة عندما تأخذ الحجم واللون الطبيعي لها، وعندما يصبح مذاق الثمار يحتوي على القليل من المادة القابضة (البكتين). أمّا عند قطاف الثمار، فيجب مراعاة النقاط التالية:
– الانتباه لعدم الضغط على الثمار باليدين لأنه يؤدي إلى تلف الثمار بعد القطاف بوقت قصير.
– عدم جرح الثمار عند القطف.
– يجب قطاف الثمار برفق حيث تنفصل عند نقطة الالتحام بالغصن، مع الانتباه إلى البراعم الأخرى التي يُعتمد على انتاجها السنة القادمة.

زِراعةُ الخضار الصّيفيّة

زراعةُ الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامّة التي تلعب دوراً أساسيّاً في الاقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيداً للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله من حيث توقيت الزرع، المعاملة، المكافحة، الري، التغذية، والقطاف ثم التوضيب، البيع، والتصنيع … وخاصة الخضار الموسمية التي تعطي إنتاجا مبكراً ووفيراً هذا على صعيد زراعة الحيازات أو المشاريع الصغيرة (من دونم حتى خمسة دونم)، مما يزيد من أهميّة التوسع في زراعة الخضار وزيادة إنتاجها وتحقيق عائدا سريعا.

فقد كانت زراعة الخضار محصورة في مساحات قليلة لسد حاجة بعض سكان القرى الذين يتعاطون الزراعة. أما في النصف الثاني من القرن الماضي، بدأت تتطور وتزداد حتى أصبحت مصدراً أساسياً في حقل الإنتاج الزراعي وتدر مالا وفيرا للمزارعين الذين أتقنوا هذا العمل من تأصيل للبذار والنبات وتحديد موعد الزرع مع ممارسة الدورة الزراعية وذلك بفضل التقنيات الحديثة المتطورة التي تعتمدها هذه الزراعات وصولاً إلى المستوى الجيد في الإنتاج. ومن خلال اكتشاف نباتات مرغوبة من قبل المستهلك اللبناني وحملها خصائص وراثية جيدة ومتطورة من حيث قدرتها على مقاومة الآفات الزراعية وجفاف التربة وتأقلمها مع جميع أنواعها، إضافة الى قدرتها على إنتاج أكبر كمية ممكنة من الثمار والخضار الورقية والساقية مع مواصفات مميزة للبذور والثمار عن الأصناف السابقة، وكذلك من خلال تنظيم عملية التسميد الذواب وطرق الري والمكافحة العضوية والكيميائية حسب الحاجة لمنع إتلاف المحصول، وبعدها يتم نشرها بين المزارعين في مختلف المناطق الزراعية. كما يمكن تصدير الكثير من هذه المنتجات للأسواق الخارجية إضافة إلى تصنيع المنتجات الغذائية خاصة الخضار التي لا تصلح للتسويق والاستهلاك الطازج.

تنحصر زراعة الخضار بشكل أساسي في لبنان على عدة محاصيل خضرية، أهمها:

الفصيلة الباذنجانية تضم: البندورة، البطاطا، الباذنجان، الفليفلة.

الفصيلة القرعية تضم: الخيار، الكوسا، البطيخ الأحمر والأصفر، القرع، القثاء، اللقطين أو اليقطين.

الفصيلة البقولية أو القرنية تضم: الفاصولياء، اللوبياء، الفول، البازلاء، الحمص، العدس.

الفصيلة الصليبية تضم: الملفوف، القرنبيط، اللفت، الفجل، البروكولي.

الفصيلة الخيمية تضم: الجزر، البقدونس،…

الفصيلة المركبة تضم: الخس…

الفصيلة النرجسية تضم: البصل، الثوم، الكرّاث.

الفصيلة الرمرامية تضم: السلق، السبانخ، الشمندر السكري…

الفصيلة الخبازية تضم: البامياء…

وتختلف إنتاجية هذه الأصناف حسب اختلاف عوامل الوقت والمعاملة والأحوال الجوية وطبيعة التربة وعمقها وصلاحيتها للزرع وإصابتها بالآفات الزراعية من حشرات وعناكب وفطريات وبكتيريا وفيروسات وغيرها. هذا بالإضافة إلى عامل نقص العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات أو زيادة استهلاك عنصر غذائي أكثر من غيره مما يؤدي إلى ظاهرة عدم امتصاص باقي العناصر.

ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه الخضار في تحقيق الأمن الغذائي وفي رفع مستوى المعيشة وتدعيم الإقتصاد الوطني، نضع بين أيادي المزارع اللبناني، أكان محترفا أو تقليديا، هذا الموضوع الذي يتطرق إلى سبل كيفية زراعة الخضار بدءاً من تهيئة الأرض حتى القطاف.

أهمية الخضار الغذائية

تتصدر الخضار على اختلاف أنواعها قائمة المواد الغذائية التي تقدم لجسم الإنسان ما يحتاج إليه من الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية إضافة إلى وجود الألياف النباتية الهامة للتغذية واستمرار الحيوية. فالإنسان منذ القدم أدرك حاجته لجميع أنواع الخضار الشتوية منها والصيفية فاعتمدها في قوائم طعامه اليومي.

لذا، زراعة الخضار لها أهمية ملحوظة في تأمين جزء من الاحتياجات الغذائية للإنسان. والخضار هي نباتات عشبية حولية أو ثنائية الحول. الحول الواحد معروف بالموسم الواحد أي الخضار التي تزرع في وقت أقل من سنة على سبيل المثال: البندورة تزرع بدءا من شهر نيسان في المناطق الساحلية حتى شهر حزيران في المناطق الجبلية وتتوقف عن الإنتاج في شهر تشرين الثاني عند تدني الحرارة. الحولان أي موسمان وهي النباتات التي تعطي الجزء الذي يؤكل في الحول الأول والأزهار والبذور في الحول الثاني مثل البقدونس والسلق…

وتزرع الخضار سنويا حسب حاجة السوق، منها ما تستخدم أجزاؤها للتغذية فقد تؤكل ثمارها طازجة أو مطبوخة مثل البندورة، الملفوف، البازيلا،… ومنها ما تؤكل نوراتها الزهرية مثل القرنبيط، البروكولي، أو أوراقها مثل الخس، البقدونس، السلق، الرشاد، أو جذورها مثل الفجل، الجزر، الشمندر، اللفت، البطاطا الحلوة، أو أبصالها مثل البصل، الثوم…

تقسيم النباتات

إن تقسيم الخضر يساعد على معرفة الجزء الذي يؤكل من النبات ويفيد المزارعين في التعرف على الأجزاء التي تستعمل في الغذاء من مختلف الخضروات. مما يساعد أيضا على تعدد الإنتاجية من الخضار، وإن النباتات التي تنتمي إلى فصيلة واحدة لا تتشابه جميعها في الحاجات والعمليات الزراعية من تغذية وري ومكافحة ولا في الاحتياجات البيئية من حرارة وتربة وتقسم هذه النباتات الخضرية إلى عدة مجموعات بحسب الجزء الذي يستعمل للتغذية وهي كالتالي:

  1. خضر ورقية: وتشمل الخضار التي تؤكل أوراقها وتضم: الملفوف، الرشاد، الجرجير، السلق، السبانخ، الخس، البقدونس، الهندباء، الكرفس، الشمرة، البقلي، الكزبرة…
  2. خضر ساقية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الساق في التغذية سواء كانت هذه الساق هوائية كما في: الهليون أو ساق منتفخة كما في: الكرنب، وإما ساقا متحورة تحت سطح التربة مثل: البطاطا، القلقاس…
  3. خضر جذرية: وتضم الخضار التي تؤكل فيها الجذور وتتضخم جذورها كما في: الجزر، اللفت، البطاطا الحلوة، الشمندر،…
  4. خضر زهرية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الأجزاء الزهرية مثل: الأرضي شوكي، القرنبيط، البروكولي…
  5. خضر بصلية: وتضم الخضار التي تؤكل منها الأبصال سواء كانت هذه الأبصال ناتجة عن تضخم قواعد الأوراق كما في: البصل… أو من تضخم براعم أبطية موجودة في قواعد الأوراق كما في: الثوم…
  6. خضر ثمرية: وتشمل الخضروات التي تؤكل ثمارها سواء أكانت ناضجة مثل: البندورة، البطيخ الأحمر والأصفر… أو غير ناضجة مثل: الخيار، القثاء، الكوسا، اللوبياء، الباذنجان، البامياء…
  7. خضر بذرية: وتضم جميع الخضار التي تؤكل بذورها طازجة أو جافة كما في: الفاصولياء، الفول، الحمص، البازلاء،…
الإحتياجات البيئية المناسبة لزراعة الخضار

تحتاج بعض أنواع الخضار إلى مشاتل صغيرة إما في أوان خاصة أو في الأرض، لزراعة البذور الصغيرة مثل: البندورة، الخس، الفليفلة، الباذنجان،… يتم بذرها قبل موعد الزرع بحسب النوع من 20 الى 45 يوما في أتربة مشجعة للإنبات والتي تحوي عناصر غذائية، مثل التورب،… مع تضليلها (بقطع من النيلون أو في البيوت الزجاجية إن وجدت) تتنقل الشتول الصغيرة إلى أوان خاصة (صواني أو كبايات صغيرة) لتسريع نموها مع إبقائها في الجو المضلل. بعد ذلك، يتم زراعتها في الأرض المستدامة عندما يصبح الجو ملائما والأرض مهيأة. تساعد هذه العملية في استمرار النباتات في النمو مباشرة وعدم تضليلها خاصة إذا كان الجو حاراً، مثل: البندورة، الفليفلة، الباذنجان، الخس، الملفوف…

ملاحظة إنَّ الشتول التي تُقلع من المشتل لتُزرع في الحقل تفقد قسماً كبيراً من جذورها الماصة مما يؤدي إلى تأخيرها مدة أسبوع على الأقل لتبدأ بتكوين جذور حديثة ومن بعدها تبدأ في النمو. لهذا تحتاج إلى تضليل بعد الزرع مباشرة.

الموقع: يجب أن يكون في مكان مكشوف لا تتجمع فيه الرطوبة التي تؤدي الى تكاثر وانتشار الأمراض وغير معرضة للرياح الساخنة التي تؤدي إلى تلف الأزهار وجفافها، قرب الموقع من الطريق لتقليل الكلفة، ووجود نبع ماء أو خزان لتجميع مياه الأمطار.

التربة: تحتاج نباتات الخضار إلى تربة جيدة الصرف، عميقة ومفككة، وصالحة للزراعة، غنية بالمواد المعدنية الضرورية لها.

الحرارة: تنمو نباتات الخضار في حرارة معتدلة إلى حارة نسبيا كونها من الخضار الصيفية. تتراوح درجات الحرارة بين 15 الى 33 درجة مئوية. أما الحرارة التي تزيد عن 33 درجة مئوية، توقف نمو النباتات وتمنع عقد أزهارها كما في إنخفاض الحرارة عن المعدل المطلوب مما يؤدي الى إنخفاض المردود الاقتصادي لهذه الزراعة.

الري: بشكل عام، جميع نباتات الخضار تحتاج إلى ري ولكن بمعدلات مختلفة على سبيل المثال: تحتاج البندورة الى حوالي 20 ليتر من الماء في الأسبوع عند مرحلة جني المحصول. أمّا نبتة القثاء (مقتي)، فلا تحتاج لأكثر من 10 ليتر ماء أسبوعيا. إن الخضار تستجيب بشكل جيد عند إشباعها بالماء والسماد وتعطي إنتاجا ذا جَودة وكمية عالية.

التسميد: تحتاج الخضار إلى كميات متفاوتة من الأسمدة العضوية والكيميائية بشكل عام، كلما كان حجم وتفرع وعدد الأوراق أكبر، تحتاج إلى عناصر غذائية أكثر وتتفاوت حاجة النباتات الى هذه العناصر في مراحل نموّها وحسب إنتاجها. فالنباتات الورقية مثل البقدونس، الخس، الرشاد، تحتاج إلى عنصر الآزوت أكثر من الفوسفات والبوتاس. كما أن الخضار التي تعطي ثماراً مثل: البندورة، البطيخ، اللوبياء، تحتاج إلى الآزوت أكثر من غيره في مراحل النمو الأولى وتحتاج إلى الفوسفور أكثر في مرحلة الإزهرار وإلى البوتاس في مرحلة نمو الثمار لزيادة حجمها ونضجها.

إن الإفراط في زيادة كميات الأسمدة الكيميائية للخضار يؤدي إلى تراجع الخضار عن المقاومة الذاتية للآفات الزراعية وتلف الثمار في وقت قصير وترسبه في التربة كأملاح معدنية وقتل بعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة والتي تساعد النباتات على امتصاص العناصر الغذائية مع الماء بعد تفكيكها وتحليلها وتحويلها كغذاء صالح للامتصاص من قبل الجذور. مثلا، يعطي الكثير من المزارعين لشتلة البندورة حوالي 100 غرام في الشهر من الأسمدة الكيميائية الذوابة (20-20-20 + عناصر صغرى) بينما تحتاج البندورة الى حوالي 30 غرام من هذا السماد في الشهر ويقدم على دفعتين كل 15 يوما.

أمّا الدونم الواحد فيحتاج بين 600 و1000 كلغ من الأسمدة العضوية المخمرة. إن السماد العضوي يلعب دوراً كبيراً في تحسين خواص التربة والحفاظ على الرطوبة والحرارة. وهو الحاضن الطبيعي والأساسي للكائنات الحية الدقيقة والمساعد على تكاثرها إضافة إلى وجود بعض العناصر الغذائية فيه كالآزوت.

تهيئة الأرض قبل الزرع: تُحرث الأرض حراثة أولى متوسطة بواسطة الجرار الذي يحمل السكك على عمق حوالي 40 سم مع إزالة الأعشاب البرية والحجارة إن وجدت التي تعيق العمليات الزراعية مثل الزرع، التسميد، الري، المكافحة، القطاف. ثم حراثة سطحية على عمق 15 سم تقريبا بواسطة الفرامة أو العزاقة لتكسير الكتل الترابية ولتنعيم وتسوية سطح الأرض أو التربة. من المفضل تقسم الأرض إلى خطوط متساوية أو أثلام أو مساكب لمعرفة سعة الأرض من الخضار المنوي زراعتها. بعد تقسيم الأرض، يوضع السماد العضوي في أماكن الزرع ويفضَّل خلطه مع التربة لتحسين خواصها وإمداد النبات بالمواد الغذائية اللازمة إضافة إلى وضع محيط الجذور مفكك وسهل لتغلغلها بين حبيبات التراب. وأخيراً، تُمَدد شبكة الري المُعدة خصّيصا لهذه الغاية ليتم بعدها الزرع حسب المسافات بين الشتلة والأخرى ومتوازية للنقاط الذي يمد الشتلة بالماء مباشرة أثناء عملية الزرع.

التعشيب: إن عملية العزق أو التعشيب هي من العمليات الهامة التي تحتاج إليها زراعة الخضار لأن الأعشاب تزاحم نباتات الخضار على الغذاء والماء، وتكون الناقل والحاضن لبعض الآفات الزراعية من أمراض وحشرات مشتركة ضارة ومما يؤدي بالتالي الى انخفاض الإنتاج.

المكافحة: تصاب نباتات الخضر بآفات عديدة تندرج تحت مجموعتين: الأمراض تسببها الفطريات، البكتيريا والفيروسات والمجموعة الثانية تسببها الحشرات والعناكب. ومن المفضل أن تكون المكافحة متكاملة.

الأمراض: اللفحة المتقدمة، اللفحة المتأخرة، الرمد، التبقع، الفوزاريوم، الفيروسات،…

والحشرات: المن، الذبابة البيضاء، راعية الأوراق، دودة الثمار، الدودة الخياطة، البسيلا،…

والعناكب: الأكاروز، الحلم.
لا تحتاج جميع أمراض الخضار إلى مكافحة كيميائية متخصصة بل نستطيع أن نقي الكثير من الخضار بواسطة المكافحة: الميكانيكة، البيولوجية، العضوية.

المكافحة الميكانيكية: أي يجب إزالة النباتات المصابة خاصة بالفيروس وحرقها، كما يجب إزالة الأعشاب البرية التي تنمو عليها بعض الآفات الضارة. يجب التقليل من الرطوبة المحيطة بالنبات والجذور خاصة في مرحلة النمو الأول (بعد الزرع) .

المكافحة البيولوجية: تتم بواسطة الأعداء الطبيعية للآفات الضارة مثل: أسد المن، أم علي سيري، المتوفرين بوفرة في الحقول التي لا تعامل كيميائياً.

المكافحة العضوية: منها ما يحضّر منزلياً خاصة لمكافحة الحشرات من خل تفاح (50 ملل) والفليفلة الحارة القارس (حوالي 150 غرام) ومقطر القصعين أو الزعتر أو النعنع (50 غرام) مع القليل من برش الصابون البلدي ويضاف كبريت غروي إذا كان الخضار مصاب بأمراض فطرية. تضاف جميعها إلى 20 ليتر ماء وتُخلط جيدا وتُرش على النباتات. والمكافحة العضوية أيضا تتم بواسطة المبيدات العضوية المتوفرة في الصيدليات الزراعية منها الجنزارة وكبريت الزهرة. يخلط جيدا 1 كيلو كبريت الزهرة مع 200 غرام جنزارة (مادة نحاسية من مصدر موثوق). ويتم تعفير هذا الخليط على النباتات في بداية نموها مثل الباذنجانيات، القرعيات والبقوليات. ويعمل الكبريت والجنزارة على منع إصابة الخضار بالفطريات وتقليل من إصابتها بالأمراض البكتيرية والفيروسية وإعاقة تكاثر ووصول الكثير من الحشرات والأكاروز إلى أجزاء نبات الخضار لامتصاص عصارتها وقضم بعض أجزائها. فهذا الخليط يشكل طبقة فاصلة، نوعاً ما، بين الآفة وجدار النبات. لكن، يُنصح بعدم استخدام الخليط في حرارة تزيد عن 32 درجة مئوية وفي الأيام التي تزداد فيها الرطوبة. وبعكس ما هو سائد ومعروف منذ القدم، يجب أن لا يكون التعفير باكراً على الندى لأنه يتجمع في أماكن حاملة للندى على أجزاء النبتة مما يؤدي إلى حرقها ويبقى أجزاء غير محكمة بالكبريت مما يسمح بدخول الآفات. ومنذ عدة سنوات، بدأ يتوفر في لبنان مبيدات عضوية متخصصة.

جني المحصول: تقطف ثمار الخضار عند مرحلة النضج تدريجيا التي تحدد باللون مثل البندورة، البطيخ الأصفر، اللقطين، بالحجم مثل الكوسا، الخيار، اللوبياء، بعدد الأيام مثل البطاطا، والخضار الورقية تحدد بالحجم مثل الخس، البقدونس، الهندباء…

التوضيب والتسويق: من المُفضّل أن يتم فرز الخضار الثمرية حسب الحجم والنوعية ووضعها في عبوات صغيرة مكشوفة لأن هذا يساعد على تسويقها بوقت أسرع وبأسعار أعلى. يستحسن بيع الخضار الطازجة إلى المستهلكين مباشرة.

التصنيع: هناك العديد من الخضار صالحة للتصنيع وبعدة طرق وأشكال:

صناعة المجففات: بعد تقطيع الثمار الكبيرة إلى أجزاء صغيرة مختلفة الأشكال، مثل: البندورة، اللوبياء، البامية، الكوسا، توضع في الأجهزة المعدة للتجفيف أو في أماكن مضللة وقليلة الرطوبة ويجب أن لا تتعرض إلى أشعة الشمس المباشرة بالإضافة إلى حمايتها من الغبار والشوائب التي تؤدي إلى تلفها.

– صناعة التوابل المجففة: بعد قطاف الثمار وتقطيعها أو قطع جزء من نباتات الخضر الورقية تجفف في الظل لتصبح خالية من الرطوبة نوعاً ما، بعد ذلك يتم تنعيمها مثل: النعنع، الصعتر، المردكوش، الحبق، أو طحنها مثل: الفليفلة الحمراء، البصل، الثوم…

– صناعة العصائر: الثمار الكبيرة والمشوهة في الشكل والتي لا تصلح إلى التسويق والغير مصابة بأي مرض أو حشرة، يُعمَد إلى عصرها وتقديمها طازجة كما في الجزر، البندورة…

– صناعة المُخلّلات: الثمار التي لا تصلح للبيع أو التصدير، تُغسل وتُنظف وتُعَد لتقطيعها وترتيبها في أوان زجاجية وتوضع في محلول من الماء والملح عيار 1 ملح الى 7 أو 8 ماء تقريبا كما في كبيس الخيار، القثاء، الفطر، الفليفلة، اللفت، القرنبيط، الجزر، أو تُكبس في زيت الزيتون كما في الفليفلة الحرة، صعتر الخلاط، اللوبياء، الباذنجان المكدوس،…

– صناعة المربيات: يصنع من بعض أنواع الخضار المربيات حيث تقطف الثمار بعد نضجها كما في اللقطين وقبل النضج وهي في حجم صغير كما في الباذنجان…

– صناعة المقطّرات: إن بعض النباتات العطرية هامة جداً من حيث فائدتها الغذائية والطبية والاقتصادية للإنسان خاصة في مرحلة الإزهار مثل النعناع، الصعتر،…

– صناعة المركزات: إن بعض ثمار نباتات الخضار في غذائنا طازجة ومصنعة كما في البندورة، الفليفلة الحلوة والحارة، والثمار غير الصالحة لهذه الغاية تحضّر لتركيزها بعد غسلها وإزالة الشوائب منها ثم تركَّز على حرارة الشمس أو النار مثل: رب البندورة، الكاتشب، رب الفليفلة،…

الدورة الزراعية

تعني «الدورة الزراعية» عدم زراعة نفس محصول الخضار أكثر من موسم في نفس المكان. ويفضل اتباع دورة زراعية ثلاثية أي كل ثلاث سنوات من فصائل مختلفة. مثلا: تزرع الأرض في الموسم الأول بنبات الخيار الذي يتبع الفصيلة القرعية. في الموسم القادم، تزرع نباتات اللوبياء التي تنتمي للفصيلة البقولية. وفي الموسم الثالث، تزرع بنباتات البندورة التي تتبع فصيلة الباذنجانيات. لأن نباتات الخضار التي تنتمي للفصيلة الواحدة تحتاج تقريبا إلى نفس العناصر الغذائية ولكن بكميات ونسب مختلفة وتحمل بعض الأمراض مثل: الرمد، اللفحة، والحشرات المشتركة مثل: الدودة الخياطة، المن الأخضر، الذبابة البيضاء،… وتطفل عليها نفس النباتات المتطفلة مثل الهالوك (الجعفيل) التي تنمو على جذورها ولا تسمح بمرور إلّا القليل من الغذاء إلى القسم الموجود فوق سطح التربة من النبتة مما يؤدي إلى هلاكها.

تأصيل نباتات الخضار

إن تأصيل النبات يستوجب الأخذ بالاعتبار لعدة نقاط هامة. يجب مراقبة النبتة خلال الموسم لمعرفة قدرتها على تأقلمها مع المناخ والأرض المزروعة فيها، مقاومتها للأمراض والحشرات الضارة، تحمّلها للعطش، وأيضاً مراقبتها من حيث النمو الخضري الجيد للخضار الورقية والإنتاجية العالية للأزهار والثمار بالإضافة إلى شكل الثمار المتناسق وجودتها العالية من حيث الحجم واللون والطعم هذا في الخضار الثمرية. أما في الخضار الدرنية، فتُجمع الدرنات الصغيرة بعد القلع لتُزرع في الموسم القادم كما في البطاطا. تُجمع بذور الخضار الورقية والزهرية بعد نضجها وتُحفظ للموسم الذي يليه بعد تجفيفها ونقعها لمدة دقيقتين في محلول نحاسي مثل: البندورة، الفليفلة، القرنبيط، الباذنجان…

تَراجُع إنتاجية الزّراعة في الجبل

الزراعة تراجعت كمساحات وتراجعت أيضا كإنتاجية بالدونم لأسباب عديدة منها:

– إهمال القطاع الزراعي في الجبل أدّى إلى «تبوير الكروم والبساتين» وعدم صيانتها ومزاحمتها على الغذاء من قبل النباتات الضارة كالأعشاب والأشجار والشجيرات البرّية نتيجة عدة أسباب أهمها:

– ارتفاع كلفة الأعمال الزراعية من حراثة وتقليم وتسميد ومكافحة وغيرها من أعمال أخرى. يعود ذلك إلى إهمال المزارعين للتقنيات الموروثة المساعدة على إتمام أعمالهم الزراعية. كان المزارع يربي المواشي لعدة أغراض تؤمّن له حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية أي الحراثة – الحليب ومشتقاته – اللحم – البيض – السماد العضوي. مثلاً كان يربي المزارع زوجاً من الأبقار (الفدان) للاستفادة منهما في عدة مجالات: الحراثة- الأسمدة العضوية – الحليب – اللحم، دون تكبيد المُزارع عناء كلفة الحراثة والتسميد بالأجرة،. نزع الأعشاب يدوياً وغير كيميائيا وتقديمها علفاً للمواشي لأنه في أيامنا هذه يلجأ المزارعون الحديثون إلى الأساليب السريعة ولا يعرفون أضرارها عليهم وعلى المستهلكين والبيئة المحيطة مثل استعمال المبيدات الكيميائية (مبيدات الأعشاب والآفات الزراعية – تحويل الأرض الزراعية الموروثة والمحافظة عليها من الأسلاف إلى سلعة للاتجار بها واستعمالها كأراضٍ للبناء وأعمال أُخرى غير زراعية.

– استعمال الأسمدة الكيميائية عوضاً عن الأسمدة الحيوانية أدت إلى فقدان الأرض لخواصها الطبيعية أي إفقارها للمواد الغذائية وموت الكائنات الحية الدقيقة وعدم تكاثرها التي بدورها تفكك وتحلل وتحول المواد الغذائية لامتصاصها من قبل النبات، كما أن الاستعمال المفرط للأسمدة الكيميائية أدى إلى ارتفاع نسبة ترسب الأملاح في الأرض وبالتالي أدى إلى عدم نمو النباتات بشكل طبيعي.

كما أنّ استعمال المبيدات الكيميائية وأسعارها المرتفعة ساهم في انعدام التوازن الطبيعي والبيئي والحياة البرية مثلا عندما يكافح المزارع الأمراض والحشرات والعناكب المضرّة بالمبيدات الكيميائية فهو يتسبب في قتل جميع الكائنات الحية المفيدة (الأعداء الطبيعية) التي هي من أهم الوسائل للمكافحة الاقتصادية في آن معاً إضافة إلى ترسّب المادة الفعالة للمبيد في الثمار والخضار وبالتالي ترسبه في جسم الإنسان.

تراجعت الخبرة الزراعية الموروثة لدى المزارعين لأن العديد منهم لم يعد مزارعاً متفرّغاً بل بات له نشاطات أخرى في الوظائف العامة والخاصة أو في التجارة أو الخدمات أو الصناعات الصغيرة ومنهم من لم يجد وظيفة تؤمن له العيش اللائق فيلجأ الى الهجرة. هذا الواقع نجم عنه إهمال الأراضي الزراعية وعدم التعامل معها باستمرارية وانتظام. هذا التعامُل المتقطع أدى إلى تراجع نوعية الأراضي ونمو الأعشاب الضارة والأشواك والأشجار والشجيرات في العديد من الجبال والأودية التي كانت من قبل واحات للإنتاج والمحاصيل الوفيرة. وفي هذا السياق، غطت النباتات البرية نسبة كبيرة من «طرق الرِّجل» أو الطرق البرية التي كان الفلاحون يستخدمونها بصورة طبيعية ودائمة للوصول إلى أرزاقهم وبات من الصعب تبيان الممرات السابقة بسبب عدم سلوكها وصيانتها.

غياب عامل مهم هو «العامل العاطفي» والعلاقة الحميمة بين المزارع والأرض وهو عامل مُتَّفق عليه علمياً وبالخبرة. فالنبات يزدهر بسبب المعاملة الجيدة والاحتكاك مع أصحابه كما لو أن لديه شعور. فضلاً عن ذلك، إنّ هناك مفهوم «البرَكة» بمعنى أن الطبيعة تعطي بسخاء لمن يحبها ويتعامل معها بصدق واحترام. كثيراً من الأرزاق تكون ذليلة وضعيفة ولكن ما إن يبدأ المالك بزيارتها والاهتمام بها حتى تخضرّ وتنشط وتبدأ بالنمو بصورة غير مسبوقة. من هنا أتى التعبير «الرزق بيضحك لصاحبه» وهو تعبير تناقله المسنون والأسلاف ويعتقدونه صحيحاً وإن لم يكن لديهم وسائل لإثباته علميا. مع غياب هذا العامل العاطفي، فلم يعد عندنا مفهوم «الفلاح المكفي سلطان مخفي» الذي يعمل بإخلاص للأرض ويحب الزراعة ويسعى لتعلّم فنونها.

تراجع فن الخبرات في الزراعة يظهر في العديد من الأعمال الزراعية العشوائية مثلا التباين في أساليب التقليم من شخص إلى آخر وغياب الأعمال الضرورية كأسس التسميد والري والمكافحة.
تهيئة الأرض قبل الزرع: بعد اختيار الموقع والنبات المنوي زرعه، من المفضل استصلاح الأرض وتصطيبها إن كانت منحدرة آخذين بالاعتبار خصائص المجموعة الجذرية للأصول المطعم عليها من حيث حجم المجموعة الجذرية في المستقبل. لهذا الغرض، تُنقب الأرض على عمق (حوالي 90 سم) ثم تحرث حراثة عميقة (حوالي 40 سم) ويُسوى سطح التربة بواسطة الفرامة. بعد تحضير الأرض، يتم تخطيطها لتحديد مكان الأغراس. فإن طرق الغرس كثيرة ومتنوعة من شكل مربع ومثلث ومستطيل وغيرها لكن نعتمد أفضلها شكل (المثلث) من حيث زراعة أكبر عدد ممكن من النصوب في أقل مساحة، فلا تُزرع أصناف التفاح الحديث المطعمة على أصول جُذَرية والسريعة الإنتاج (غيل غالا- غراني سمث – سكارلت سبور- غولدن جبسون…) على خطوط مستقيمة يكون بين النبتة والأخرى من ثلاثة إلى ثلاثة ونصف المتر أم بين الخط والخط تكون المسافة بين ثلاثة ونصف والأربعة أمتار لتسهيل تنفيذ عمليات الخدمة المختلفة من تقليم وحراثة ومرور آلاتها والري والقطاف. بعد تحديد أماكن النصوب، تُحفر الجُوَر ويوضع في قاعها السماد العضوي ويخلط مع التراب وأخيرا تغرس الشتول على أن يراعى في المطعوم أيّة منطقة التحام الطعم بالأصل على مستوى سطح التربة. كل هذه الإجراءات التي تكلمنا عنها تهدف إلى تأمين الوسط الجيّد والملائم لنمو المجموع الجذري خاصة في السنتين الأولى والثانية بعد الغرس لأن هذا سينعكس إيجابا على النمو الخُضَري والإثمار في المستقبل. يجب إتمام هذه الأعمال بدءاً من منتصف فصل الصيف حتى وقت غرس الشتول بعد تساقط أوراقها في نهاية فصل الخريف. كما أن للتقليم أهمية بارزة في زيادة إنتاجية الأشجار المثمرة لأن أساليب التقليم العديدة وغير المدروسة تؤدي الى خفض إنتاجها وعدم التوازن بين الأغصان والثمار والأوراق، مثلا يجب التركيز في السنوات الأربعة الأولى على تقليم تكويني للأشجار فنأخذ بالاعتبار التوازن بين الأغصان وعدم إعاقة الحراثة والقطاف ودخول الضوء إلى الشجرة. ثم نتابع التقليم التكويني بالإضافة إلى تقليم تنظيم الإثمار وتوزيعها بانتظام على كافة الفروع والأغصان أي نركز على توازن الثمار التقريبي بين الأغصان المتقابلة وقدرتها على الحمل مثلا تحتاج كل ثمرة تفاح حوالي 35 ورقة لتغذيتها وكلما كان التقليم صحيحاً ومدروساً أدى الى زيادة عمر وحجم الشجرة الاقتصادي وبالتالي زيادة إنتاجها. بتكوين تاج الشجرة نقص الغرسة على ارتفاع منخفض حوالي (60) سم لعدم تعرضه للحروق الشمسية والصقيع لذلك يفضل ألّا يكون مرتفعاً وبنفس الوقت يجب أن يسمح بمرور الآلات لتنفيذ عمليات الخدمة المختلفة. في العام الثاني، تُقلَّم النصوب على شكل كأسي وينتخب أفضل ثلاث فروع وتقصر على أن يُزال ثلثي الفرع والثلث المتبقي يعطينا شكل الشجرة وفي الشتاء الثالث نقصّر الفروع الأساسية ونزيل الفروع المتزاحمة والمكسورة والمصابة بالأمراض مع مراعاة البراعم الثمارية. أما في الشتاء الرابع، نبدأ بالتقليم التكويني وتنظيم الإثمار معا وفي السنوات المتبقية من العمر الاقتصادي للشجرة يعتمد تقليم تنظيم الإثمار مع مراعاة هيكل الشجرة الجمالي والإنتاجي.

تكامل عوامل الإنتاج الزراعي

الثروة الحيوانية كانت عاملا مهمّاً في الدورة الزراعية سواء في الحرث أو في استخدام السماد الحيواني في تسميد التربة أم في تدعيم المحصول الزراعي بمنتجات الحيوانات اللبونة مثل الماعز والغنم والبقر. وكان توافر الثروة الحيوانية يوفر المصدر الأهم للتسميد العضوي وهو التسميد الذي يخصب التربة فعلا ويساهم في الزيادة والنمو المستمر للإنتاجية ولصحة الأرض والطبيعة.

وبالعكس فإنّ انحسار الثروة الحيوانية أفسح في المجال لغزو الأسمدة الكيميائية التي تستخدم في غالب الأحيان بإسراف خاطئ ظنّاً من المزارع بأن الزيادة في التسميد يؤدي إلى زيادة في المحصول. وعلى سبيل المثال فإن عشرة غرامات من السماد الكيميائي هي النسبة المطلوبة لأي شتلة خضار لكن بعض المزارعين يبدو عليهم الاستغراب وعدم التصديق عندما يقال لهم عن النسب العلمية لأن العادة عندهم هي استخدام أضعاف هذه الكمية للشتلة الواحدة.

المتطلبات البيئية

الحرارة: تحتاج النباتات درجات حرارة خاصة لنموها وتختلف حاجتها للحرارة حسب أصنافها، منها ما يحتاج للدفء أو للبرودة ومنها ما لا يقاوم ويتحمل الصقيع، كما أن بعض النباتات لا تتحمل الحرارة المرتفعة والرطوبة الزائدة. وللصقيع الربيعي أثر ضار على الأزهار والعقد. فإن البراعم الزهرية والأزهار تتضرر وتموت ولا تعقد بدرجات حرارة منخفضة دون 5 درجات مئوية. إنّ بدء النمو الخضري وتفتح البراعم يتأثران بدرجات حرارة طور السكون، مثلاً أشجار الدراق تحتاج إلى فترة سكون من شهر إلى شهرين بحرارة أقل من 7 درجات مئوية. كما نجد أن أشجار فصيلة التفاحيات تحتاج لحرارة متفاوتة بين شجرة وأخرى. فعلى سبيل المثال، أشجار التفاح تتحمل انخفاض درجات الحرارة أكثر من الإجاص والسفرجل خاصة في أوقات الإزهار. أيضاً، يجب الأخذ بالاعتبار الارتفاع عن سطح البحر لأن كل نوع من الأشجار والخضار ينمو على درجات حرارة معينة وتحتاج بعضها إلى فترة سكون في فصل الشتاء خاصة الأشجار المتساقطة الأوراق. فترة السكون تعني إيقاف النمو والدورة العصارية للنبات لذا تعتبر حرارة الجو من الشروط الأساسية التي تعتمد عليها الأشجار والخضار لنمو المجموعتين الخُضرية والجُذرية ولدرجات الحرارة أثر على النبات خاصة في مرحلة الإزهار للأشجار المثمرة ونمو البراعم وعملية التلقيح. إن عامل التلقيح مهم جداً في عقد الأزهار وزيادة الإنتاج الزراعي وللنحل الدور الأساسي في هذه العملية. لذا، على المزارعين الاستعانة بمربي النحل لنقل خلاياهم أو بعضها إلى مزارعهم لإتمام عملية التلقيح. مقابل ذلك، يجب إيقاف رش المبيدات السامة على الأشجار والخضار والنباتات البرية لحماية حشرات النحل من الموت. وللحرارة دور بارز في فترة نضج الثمار وتحويل المواد البكتينية والنشوية إلى السكريات والأحماض والمواد العفصية… وعلى المواد المعدنية والفيتامينات.

الضوء: تحتاج النباتات إلى الضوء بنسب مختلفة بشكل عام وتحتاج الأشجار المثمرة إلى الضوء في فترة نموها لزيادة نمو الطرود والثمار والأغصان. لذلك، ننصح بالتقليم الكأسي لدخول الضوء إلى داخل الشجرة وزيادة إنتاجها. ويلعب الضوء دوراً أساسياً في إعطاء الثمار اللون الطبيعي المميز.

الماء: إن الأعمال الزراعية مهمّة جداً في زيادة الإنتاج وخاصة المياه، فهي العنصر الأساسي في حياة الكائنات الحية لذا نجد أن المياه ضرورة ملحة للزراعة لأنها تساعد الكائنات الحية الدقيقة في التربة على التكاثر وتحويل الغذاء اللازم للنبتة وتزيد من إنبات الجذور الشعرية الماصة للغذاء. يجب ترشيد استخدام مياه الري واستخدامها لحاجة النبات فقط. فيوجد بعض النباتات التي تنمو بدون ري لكن تستجيب إلى بعض الأعمال الزراعية وتعطي إنتاجا وفيراً خاصة بعد ريها. أما الري الزائد عن حاجة النبات فيؤدّي إلى غسل التربة وإبعاد المواد الغذائية المحيطة بالجذور وبالتالي، تكون العامل الأساسي في انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية في المجموع الجذري. كما أن زيادة المياه والريات المتقاربة تؤدي الى إبقاء الجذور سطحية وصغيرة، فعند أي طارئ يمنع ري تلك النباتات لعدة أيام تصبح غير قادرة على الاستمرار والإنتاج. بينما الري المنتظم يساعد النباتات على زيادة حجمها وعمرها ومناعتها ضد الآفات الزراعية وبالتالي زيادة إنتاجها لأن تكون مجموعة جذرية كبيرة تتغلغل بين حبيبات التربة للبحث عن الرطوبة والغذاء.

التربة: للتربة تأثيرها على نمو المجموع الجذري وبالتالي إنتاج الشجرة بشكل عام. النباتات لها عدة احتياجات للتربة، بعضها يحتاج إلى تربة كلسية ومنها تربة طميية (مختلطة) وبعضها ينمو ويتأقلم مع الأتربة الطينية الثقيلة والرطبة والرملية الجيدة الصرف والقلوية والحامضية قليلاً… لا تنمو بعض الأشجار في الأتربة الجافة والثقيلة، فهذه الأراضي تضعف نمو الأشجار وتسبب قلة إنتاجها. وللتغلب على مشاكل التربة يمكن اختيار الأصول المناسبة عند إكثار الأصناف وخاصة الأصول الجذرية التي تتمتع بسرعة تأقلمها مع أغلبية الأتربة ومشاكلها.

الإدارة المتكاملة للأرض

قبل استثمار الأرض والبدء بالزرع يجب دراسة المتطلبات البيئية للنبات بعدة نقاط أهمها:

الموقع: لأن موقع الأرض مهم جداً لاختيار النباتات المُراد زرعها أو غرسها في الأرض، فالأراضي المنحدرة تحتاج إلى تصطيب وإنشاء جدران وشق طريق لتسهيل الأعمال الزراعية وتأمين مياه الري من ينابيع أو إنشاء برك أو بحيرات اصطناعية لتجميع مياه الأمطار.

المناخ: يجب أن تكون الأشجار المَنوي غرسها مدروسة وقد أجريَ عليها عدة أبحاث وتجارب لتكون مجدية اقتصاديا على ارتفاع الأرض عن سطح البحر.

صلاحية الأرض للزرع: يجب فحص التربة مخبرياً لتحديد نوعيتها وخصوبتها وماهية أصناف الأشجار التي تتلائم معها. فأشجار الزيتون مثلا تفضل الأراضي المائلة إلى الكلسية والخفيفة وغير المتماسكة.

عمق التربة: بعد فحص عمق التربة يمكن تحديد نوع الأشجار التي تعيش فيها، فأشجار الكرز مثلا تحتاج إلى تربة يزيد عمقها عن المترين لأن جذورها الوتدية كبيرة وتنمو عامودياً، أما أشجار الزيتون والصنوبر فتنمو جذورها أفقياً. كما توجد أشجار تنمو جذورها الاثنين معاً مثل التفاح والدراق والإجّاص…

الدورة الزراعية: من المفضل اتباع دورة زراعية كأساس عملي لزيادة الإنتاج الزراعي والمردود الاقتصادي في المحاصيل الحقلية الموسمية لأن نبتة الفصيلة الواحدة تحتاج إلى نفس العناصر الغذائية وتعتريها نفس الأمراض والحشرات الزراعية بنسب مختلفة. إذ تقسم الأرض إلى أربعة أقسام على الأقل، مثلا: القسم الأول يزرع بالنباتات التي تتبع الفصيلة الباذنجانية والثاني يزرع بالفصيلة القرعية والثالث يزرع بالفصيلة البقولية والرابع يزرع بالفصيلة الصليبية. وفي الموسم القادم تزرع الفصيلة البقولية في القسم الأول من الأرض والفصيلة الصليبية تزرع في القسم الثاني والفصيلة الباذنجانية تزرع في القسم الثالث والفصيلة القرعية تزرع في القسم الرابع. أي يجب أن لا تزرع إحدى هذه الفصائل في نفس القسم لعامين أو ثلاثة متتاليين.

تُصنّف نباتات هذه المحاصيل تحت مجموعات أو فصائل نذكر أهمها الفصيلة الباذنجانية (البندورة، الفليفلة، الباذنجان، البطاطا)، الفصيلة القرنية أو البقولية (اللوبياء، الفاصولياء، الحمص، الفول، البازيلاء، العدس،…)، الفصيلة القرعية (الخيار، المقثي، القرع، الكوسا، اللقطين، البطيخ الأحمر والأصفر، …)، الفصيلة الشفوية (النعناع، الزعتر)، الفصيلة الزيزفونية (الملوخية)، الفصيلة المركبة (الخس، الهندباء، الأرضي شوكي،…)، الفصيلة الخيمية (الجزر، البقدونس، الكرفس، الشمرة،…)، الفصيلة الصليبية (الملفوف، القرنبيط، الكرنب، اللفت، البروكلي،…)، الفصيلة النجيلية (الذرة)، الفصيلة النرجسية (البصل، الثوم، الكراث،…).

كما أدى زيادة التسميد إلى تراجع مناعة الأنواع النباتية وقدرتها على مقاومة الآفات الزراعية لأن بنية الشجرة أصيبت بالوهن. فما أن تبدأ الآفات بالتكاثر حتى يأتي دور المبيدات الكيميائية واستخدامها كوسيلة يعتقد المزارع أنها الوحيدة التي يمكن أن تنقذ محصوله من التلف. وإن الجهل المطبق في أساليب التسميد والمبيدات الكيميائية أدى إلى الإفراط في استخدامها وفي حالات كثيرة وفي الوقت الخاطئ أو الاستعمال المتكرر دون أن يكون ذلك مطلوباً. مثلاً، استخدام مبيدات قبل الإزهار (على الطربوش الأحمر) وبعد العقد مباشرة ثم رشها كل خمسة عشر يوما. هذا الاستخدام يؤدي إلى إعاقة عملية التمثيل الكلوروفيلي على النبات وترسب كمية لا بأس بها من المادة الفعالة المضرّة في الثمار وتأخير في النضج والعجز في تحويل تركيبة الثمار إلى مادة سكرية وعدم إعطاء اللون الطبيعي للثمار.

غياب تقنيات التأصيل في النصوب: لا توجد قاعدة بيانات عن الأنواع الأكثر انتشارا للأشجار المثمرة وكيفية تأصيلها عبر استخدام أنواع معينة من الكتل الجذرية أوبعض أنواع البذور التي لها الدور الأساس في التأقلم مع جميع الأتربة وقدرتها على تحمل الجفاف والعوامل الطبيعية المتقلبة من درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة وصقيع ومقاومتها للآفات الزراعية… إلخ وتمتاز أيضا بقدرتها على إنتاجية وفيرة وعالية الجودة. هذه الكتل الجذرية والبذور يتم تطعيمها بالأصناف الجديدة والمرغوبة تجارياً والتي تعطي مردوداً اقتصادياً وفيراً كما أنها تصلح للتصدير والتصنيع الغذائي. إن تلك الأصول والأصناف المطعمة عليها باتت علماً أساسياً خاصة في الدول المتقدمة في حقل الإنتاج الزراعي.

إن استخدام تقنيات التأصيل يمكن أن تسمح للجبل بالاستبدال التدريجي للبساتين المزروعة بالأشجار المثمرة التقليدية والغير مجدية اقتصادياً.

نضع بين يدي القارئ الجبلي هذه المعلومات القليلة والبسيطة متمنِّين له أن يعود إلى أرضه نازعا من فكره ما يتناقله أعداء الأرض والطبيعة والبيئة والزراعة ونعده بتزويده بالمعلومات العلمية والعملية التي بحوزتنا كي يتسنى له معرفة الخدمات الحقلية وزيادة مردوده الاقتصادي.

الادارة المتكاملة لآفات الزيتون

الأفة: هي كلُّ كائنٍ حيٍّ، يُلحق ضرراً مباشراً أو غير مباشر بالإنسان، مثل: الفيروسات – البكتيريا – الفطريات – النباتات الطفيلية العشبية – الديدان الثعبانية – العناكب – الحشرات – بعض الفقاريات.
المُبيد: هو أية مادة كيميائية منفردة أو أي خليط من مجموعة مواد تكون الغاية منها الوقاية من أي آفة أو القضاء عليها أو تخفيض نسبة تواجدها، ناقلات الأمراض للإنسان، أو للحيوان، أو للنبات.

– إلا أنّ هذه المبيدات قضت على نسبة عالية جدًّا من الحشرات والفطريات والبكتيريا النافعة.
– وفي غياب الرقابة الدقيقة والتقيد بالأسس العلمية الصحية المنظمة لهذا الاستخدام، وعدم المعرفة بطرق وأساليب الاستخدام الأمثل للمبيدات وطرق الوقاية من أضرارها يؤدي إلى: تلوث البيئة – الأرض – الثمار – النبات بشكل عام – مياه الينابيع والخزانات الجوفية – الحشرات والحيوانات والطيور النافعة.

المبيدات واخطارها:

يقول الدكتور جابر الدهماني، أستاذ أمراض ووقاية النبات في كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات: «إن المبيدات الزراعية عبارة عن مادة أو خليط من مواد تستخدم في الزراعة لغرض معالجة الإصابة بالآفات الزراعية لكن جميعها تحتوي على مواد كيميائية سامة.»
وقد قَدَّرت منظمة الصحة العالمية وبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، أن هناك ثلاثة ملايين عامل زراعي في البلدان النامية يتعرضون سنوياً إلى حالات تسمم شديدة، منهم ثمانية عشر ألفا يلقَوْن حتفهم. كما أن التعرض للمبيدات الزراعية يؤدي إلى تطور الأمراض المرتبطة بالأورام الخبيثة، مثل – السرطانات، بالإضافة إلى تهيج الجهاز العصبي، واضطرابات أخرى تؤدي للوفاة، حتى عند المستهلكين الذين قد يتناولون المبيدات الزراعية التي نمت داخل الخضراوات والفواكه.

لمحة تاريخية:

في أوائل القرن الماضي، كانت الحكومات تشجع على استعمال المبيدات لأنها اعتبرتها مظهراً من مظاهر الزراعة الحديثة. سنة 1957، اقتُرح مفهوم الإدارة المتكاملة للآفات لأول مرة في لبنان.
المفهوم في ذلك الوقت كان «كافح فقط عندما تتجاوز الآفة عتبة الضرر الاقتصادي» لكن لم يكن مفهوم استعمال المبيدات الزراعية السامة متلازماً مع مفهوم عتبة الضرر الاقتصادي.
أمّا في السنوات القليلة الماضية ونتيجة للدورات والمدارس الزراعية، فقد تطورت قليلاً مفاهيم استخدامات الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية.

تعريف الإدارة المتكاملة للآفات:

هي مقاربة مستدامة لإدارة الآفات الزراعية عبر دمج الوسائل البيولوجية، الزراعية، الفيزيائية والكيميائية بطريقة تخفض المخاطر الاقتصادية، الصحية والبيئية إلى الحد الأدنى.

تعريفها حسب منظمة الاغذية والزراعة العالمية

الإدارة المتكاملة تكون بالأخذ بعين الاعتبار وبشكل دقيق كل التقنيات المتاحة لمراقبة الآفة والتعديل اللاحق من خلال إدخال طرق مناسبة للحيلولة دون ازدياد معدل وانتشار الآفات الضارة ولابقاء المعالجة بالمبيدات في مستويات تبرر وتخفف الأخطار المُحدِقة بالإنسان وبالبيئة.
مراقبة الآفات: الخطوة الأساسية الأولى في الإدارة المتكاملة للآفات من خلال معرفة أوقات ظهور الآفة وتكاثرها ومراحل تطورها بالإضافة إلى معرفة أطوارها من بيضة حتى حشرة كاملة وما هو الطور الذي يسبب الضرر ومكان بياتها الشتوي.

مقارنة:

الادارة التقليدية في الإقتصاد:
مزيد من التكاليف، ومزيد من الترسبات الكيميائية السامة، ومزيد من تلوث البيئة بجميع عناصرها: الهواء، التربة، المياه… ومزيد من قتل وتخفيض أعداد الأعداء الطبيعية المفيدة التي تتطفل وتأكل الآفات الضارة.

الادارة المتكاملة للآفات في الإقتصاد:
تحسين إدارة المحصول، وتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة الربح.
بيئة نظيفة نوعاً ما من خلال: تقليل استعمال المبيدات وتخفيض نسبة السموم، السماح للأعداء الحيوية بالتكاثر والاستيطان في البساتين.
العامل الاجتماعي من خلال: التحفيز على العمل التعاوني، بناء المجموعات، شبكة العمل، مهارات الاتصال، التعليم، العوامل الصحية، التوظيف، إلخ…).

يجب التحوّل من ممارسة تعتمد أكثر على المبيدات إلى ممارسة تعتمد أكثر على طرق الزراعة الطبيعية وصولاً إلى العضويّة ….
يجب على المؤسسات الرسمية إرشاد وتحفيز المزارعين على استعمال كل التقنيات المتاحة لإنتاج محصول زراعي ذي ترسّبات منخفضة للمبيدات الكيميائية السامة إلى أدنى مستوياتها وضمن المعدل العالمي عن طريق إدارة الآفات على هذا المحصول مع المحافظة على التوازن الموجود في عناصر البيئة المتمثلة بالحشرات – الأمراض المفيدة – الإنسان – التربة والمياه..

أهم مضار الآفات على المزروعات:
  • تسبب خسارة كبيرة للمزارع بشكل مباشر وغير مباشر.
    1. خسارة بسبب النقص في الإنتاج
    2. خسارة بسبب تدهور النوعية (اي يصبح الإنتاج عير قابل
      للتسويق).
    3. تشكل أحد أسباب ارتفاع كلفة الإنتاج من خلال المكافحة المتواصلة، التعريب والتوضيب والتسويق
  • المكافحة الخاطئة تسبب أضرراً جسيمة للإنسان وللبيئة بشكل عام بالإضافة الى ارتفاع كلفة الإنتاج.
الأضرار المباشرة وغير المباشرة لآفات الزيتون:

– الثمار المصابة غير قابلة للكبيس والتخليل من جراء إصابتها بذبابة الزيتون، مرض تعفّن الثمار وعثة الزيتون
– الثمار غير قابلة للتسويق
– إنخفاض في كمية الثمار والزيت بسبب ضعف الأشجار لإصابتها بآفات: عين الطاووس، حفّار الساق، ذبابة الزيتون ونيرون الزيتون
– ضياع جزء من الانتاج بسبب تساقط الثمار على الأرض أو تلف جزء من الثمار بسبب الإصابة بذبابة وعثة الزيتون، مرض تعفّن الثمار، نيرون الزيتون
– انخفاض في نوعية الزيت وارتفاع درجة الحموضة ورقم البيروكسيد (التزنخ) عندما تصاب الثمار بذبابة الزيتون ومرض تعفّن الثمار أثناء القطاف إذا ما قُطفت بوسائل تقليدية مثل العصا (المفراط) أو عند تجميع الثمار في الحقل أو المنزل لعدّة أيام وخاصة في أكياس بالإضافة إلى تأخّر عملية العصر في المعصرة…
– تدهور النوعية المذاقية للزيت «سوء الطعم والرائحة».

أما أهم الأمراض التي تصيب الزيتون هي:
مرض عين الطاووس

  • يسبب هذا المرض فطر Spilocea Oleaginae أو Cycloconium Oleaginae يصيب هذا المرض اصناف الزيتون الحساسة ويسبب أضراراً فادحة وخسائر كبيرة في بعض المناطق اللبنانية خاصة الرطبة منها.
  • يصيب بشكل أساسي أوراق الزيتون (الجهة العليا من الأوراق) وقد يصيب الثمار عند اشتداد الإصابة خاصة في انتشار المرض في أواخر الصيف وفصل الخريف.
  • يظهر المرض على شكل بقع دائرية على الأوراق تبدأ سوداء ثم تتحول تدريجيا مع تقدم المرض لتصبح صفراء اللون وتتساقط.
  • يعيش الفطر ويتكاثر على أوراق اشجار الزيتون لعدة أشهر وفقط عدة أيام على الأوراق المتساقطة ليدخل في مرحلة سبات.
  • الزراعة الكثيفة لأشجار الزيتون والتقليم الخاطئ لها يساعدان على انتشار المرض بوتيرة أسرع في حال توفر الماء والظروف الطبيعية الملائمة لذلك.
  • ينتقل مرض عين الطاووس بوسطة مياه الأمطار.

الإصابة
تحدث الإصابة بفطر عين الطاووس عندما تبقى الورقة مغطاة بالماء لعدة ساعات. أما درجات الحرارة المثلى لتكاثر هذا المرض هي بين 10 و25 درجة مئوية وعندما تصبح الحرارة أقل من 10 درجات وأكثر من 25 درجة تسبب توقف انتشار المرض.

الأضرار التي تحدث خلال إصابة الأشجار بمرض عين الطاووس هي:

  • تساقط الاوراق المصابة بكثافة.
  • عدم تكون براعم ونمو الازهار.
  • تساقط وتشوه الثمار.
  • ضعف عام للشجرة بحيث تتعرى من أوراقها.
  • ضعف الانتاج من ثمار وزيت.

المكافحة

يكافح الفطر الذي يسبب مرض عين الطاووس باستعمال المركبات النحاسية (الجنزارة)، حيث يتم رشّ الشجرة بشكل كامل في حالة الاصابة الخفيفة:
في فصل الربيع وبعد ظهور الطرد الحديثة (يحمي الأوراق الجديدة).
في آخر الصيف – أول الخريف لإدخال الأشجار مرحلة الراحة خلال فصل الشتاء نظيفة من المرض.

أما في حالة الإصابة الشديدة

  • ترش أشجار الزيتون في بداية فصل الربيع قبل استعادة نشاط الشجرة وتفتح براعمها (يؤدي الى سقوط الأوراق المريضة).
  • تكرّر الرشة في الربيع بعد ظهور الطرد ليتم حماية الأوراق الجديدة.
  • ويتم الرش في آخر الصيف – أول الخريف.

مرض ذبول الزيتون
مرض ذبول الزيتون.
  • فطر يدخل الى الشجرة من خلال جروح على الجذور وينتشر في الخشب، يؤدي الى انسداد الأوعية الناقلة للعصارة.
  • لون قشرة الأفرع ليلكي – بني.
  • الاصابة تظهر بشكلين من العوارض.

الاضرار

  •  ذبول ويباس الأوراق والافرع والأغصان جزئياً او كلياً، الاوراق يابسة وتبقى معلقة على الفروع لتتساقط في فصل الشتاء المقبل.
  • يباس الفروع والأغصان وفي النهاية موت الشجرة بالكامل.

الوقاية

  • عدم زراعة الخضروات بين أشجار الزيتون.
  • استخدام نصوب سليمة موثوقة ومعروفة المصدر.
  • تطهير وتعقيم معدات التقليم بعد كل استعمال.
  • الفلاحة السطحية لتهوئة التربة.
  • عدم إضافة السماد العضوي الأخضر وإضافته بعد التخمير.

مرض سل الزيتون

مرض بكتيري يسبّبه (Pseudomonas Svastanoi) يؤدي الى ظهور أورام سرطانية خشنة وغير متجانسة على الاغصان. فترة الإصابة من الخريف حتى الربيع.

الاضرار

  • ضعف عام في الشجرة والإنتاج.
  • تدهور في نوعية الزيت عند الإصابة الشديدة.

الوقاية

  • عدم استعمال العصا في القطاف تجنبا من جرح الفروع ونقل المرض الى فروع وأشجار أخرى.
  • تعقيم أدوات التقليم.
  • قطع الأفرع والاغصان تحت الاصابة بحوالي 20 سم وحرقها مباشرة .

الوقاية والمكافحة:

  • تستخدم مادة نحاسية (الجنزارة) بعد تقليم الأفرع والأغصان المصابة، وبعد كل عملية قد تؤدي الى جرح الشجرة.

أما أهم حشرات الزيتون فهي:

عثة الزيتون (Prays Oleae)

لعثة الزيتون ثلاثة أجيال هي: جيل الزهر، جيل الثمار، وجيل الورق.

عوارض الإصابة

  • جيل الزهر: تنسج عثة الزيتون خيوطاً على العناقيد الزهرية.
  • جيل الثمار: تتلف بذور الثمار وتؤدي الى سقوطها.
  • جيل الأوراق: عند الإصابة بعثة الزيتون الى التفاف الأوراق.

الاضرار

  • أضرار من حيث كمية الإنتاج: تؤدي الى تساقط الثمار الصغيرة خلال شهر حزيران، وتساقط الثمار الكبيرة في أيلول.
  • أضرار من حيث نوعية الإنتاج: أثناء عملية القطاف وتجميع الثمار المتساقطة والجافة فيؤدي ذلك الى تخفيض نوعية الزيتون وبالتالي تخفيض أسعاره.
  • كما تؤدي الثمار المتساقطة والجافة الى تدهور في نوعية الزيت.

الوقاية والمكافحة

  • التقليم الصحيح لتعريض الأشجار الى التهوئة والشمس.
  • مراقبة ظهور حشرة عثة الزيتون وخاصة جيل الأزهار والثمار.
  • استخدام مصائد فورمونية لتحديد أعداد فرشات العثة.
  • المكافحة البيولوجية: Bacillus Thuringiensis.

 في النهاية نلجأ الى استخدام خلطة عضوية تتكون من المقادير- لزوم 20 ليتر ماء (تنكة):

  1. راحتان من رماد الحطب توضع في وعاء من الماء ويضاف إليها القليل من برش صابون الزيت البلدي ثم تحرك لعدة مرات حتى تصبح مثل الصفوة.
  2. في اليوم الثاني موعد الرش: يضاف الى محلول الرماد والصابون عصير قبضة من الصعتر والخزامة والقصعين ونوع واحد من النعناع أو حوالي 70 غرام من مقطرات هذه الأنواع.
  3. فليفلة حارة: عصير فليفلة حارة 100 غرام أو نقيع الحار.
  4. خل: 70 غرام من خل التفاح البلدي..
  5. في حال وجود أمراض فطرية أو بكتيرية، يستحسن إضافة 60 غرام جنزارة و50 غرام كبريت مكروني على ان لا تزيد درجات الحرارة على 30 درجة.
  6. تخلط جميعها وتصفى جيدا وتعبأ في المرشة وترش مباشرة.

 

نيرون الزيتون  (Phloeotribus Scarabaeoides)

تحدث الإصابة بحشرة نيرون الزيتون في مرحلتين الأولى من منتصف شهر شباط حتى أواخر شهر ايار حسب الارتفاع عن سطح البحر، والثانية خلال شهري أيلول وتشرين الأول. يهاجم نيرون الزيتون الأشجار الضعيفة والمريضة التي تصبح قليلة الرطوبة وتميل الى الجفاف.

أعراض الإصابة

ثقوب على قاعدة الفروع المنتجة وتؤدي الى خروج نشارة الخشب، أما في حالة الإصابة الشديدة تنتقل الى الأغصان ثم الى كل أجزاء الشجرة فوق سطح الأرض وبالتالي يؤدي ذلك الى يبسها.

أضرار النيرون على نوعية الثمار

  • جفاف بعض الثمار
  • تدهور في النوعية المذاقية للزيت

الوقاية والمكافحة

  • في مرحلة التقليم (أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع) أوعند ظهور الإصابة.
  • التقليم الجيد للأشجار وترك الأغصان المقطوعة في الحقل لتجف قليلا وتصبح المرغوبة من حشرة النيرون.
  • نقلها خارجاً أو حرقها بعد فترة من الوقت او عند ظهور أثار الحشرات.

ذبابة الزيتون (Bactrocera Oleae)

 

  • لها عدّة أجيال في السنة تصل الى خمسة حسب الظروف المناخية.
  • تقضي فصل الشتاء بطَور العذراء في التربة.
  • تنشط في بداية الصيف بعد خروج أعداد كبيرة من الحشرات الكاملة.
  • تضع الإناث البيض داخل نسيج الثمرة بوساطة آلة وضع البيض.
  • تفقس البيوض وتتغذى على لب الثمرة.

دورة الحياة

  • تسقط اليرقات بعد اكتمال نموّها إلى التربة وتتحوّل إلى عذارى. يفقس البيض بعد (2 – 15) يوم وذلك حسب الظروف البيئية وتتوقف عن وضع البيض إذا قلت الحرارة عن 10 درجات مئوية.
  • اليرقات: يكتمل نموها بعد 10 أيام وحتى 4 أسابيع حسب الظروف المناخية فتطول شتاءً وتقل صيفاً. ثم تتحوّل الى خادرة (شرنقة) في التربة على عمق (2 – 5) سم ويكتمل نموها بعد (8 – 30) يوماً حسب الظروف البيئية. الحرارة المثلى لهذه الذبابة وتكاثرها هي بين (10 و25) درجة مئوية. تتواجد الحشرة طوال العام لأن برد الشتاء غير كاف للقضاء عليها.
  • تكون فترة الاصابة من حزيران حتى نهاية الموسم، تتكاثر اثناء الجو المعتدل وتتوقف عن وضع البيض في المناطق التي تزيد فيها الحرارة على 30 درجة. تبدأ بإصابة الثمار بعد ان تصبح بذرة الزيتون خشبية. كل انثى تضع حوالي 200 بيضة. تبدأ الإناث بوضع البيض بعد (4-5) أيام من خروجها من التربة.

أضرار ذبابة الزيتون

  • ثمار زيتون المائدة غير صالحة للتخليل أو الكبيس
  • التسبب بالإصابة بأمراض وحشرات أخرى
  • نقص في كمية الثمار المنتجة
  • نقص في كمية الزيت في الثمار
  • تدهور في النوعية المذاقية – الحسية للزيت
  • ارتفاع في درجة الحموضة ورقم البيروكسيد (التزنخ)

المكافحة البيولوجية

مصائد غذائية جاذبة يوضع فيها مواد جاذبة تتغذى عليها الذبابة. المواد هي التالية:

  • هيدروليزات البروتيين يخلط مع الماء بنسبة 5%.
  • كربونات الأمونيوم.
  • سردين يخلط أيضا مع الماء بنسبة كل علبة سردين الى نصف ليتر من الماء وتوزع على ثلاث الى أربع مصائد.

الاجراءات الوقائية
يمكن التقليل من أضرار هذه الحشرة باتباع ما يلي:

  • الاهتمام بالتقليم المناسب والصحيح لكل شجرة، يحد من إصابتها بالآفات.
  • إزالة الحشائش الضارة والتي تمثل ملجأ جيداً للآفات.
  • تجنب وضع أسمدة حيوانية خضراء ونفايات عضوية رطبة لأن رائحتها الكريهة تجذب الذباب.
  • حراثة الأرض يؤدي الى ظهور الشرانق والتهامها من قبل بعض الحشرات والطيور والحيوانات.

الزّراعاتُ والكِفايةُ المنزليّة

 

في النّصف الثاني من القرن الماضي، بدأت زراعةُ الخضار التي كانت محصورة في مساحات قليلة تتطوّر وتزدهر حتى أصبحت مصدراً أساسيًّا في حقل الإنتاج الزراعي وتدرّ مالاً وفيراً للمزارعين الذين أتقنوا هذا العمل من تأصيل للبذار والنبات وتحديد موعد الزرع مع ممارسة الدورة الزراعية وذلك بفضل التقنيّات الحديثة المتطورة التي تعتمدها هذه الزراعات وصولاً إلى المستوى الجيّد في الإنتاج.
ومن خلال اكتشاف نباتات مرغوبة من قبل المستهلك اللبناني وحملها خصائص وراثيّة جيّدة ومتطورة من حيث قدرتها على مقاومة الآفات الزراعية وجفاف التربة وتأقلمها مع جميع أنواعها، إضافة إلى قدرتها على إنتاج أكبر كميّة ممكنة من الثّمار والخضار الورقيّة والساقيّة مع مواصفات مميّزة للبذور والثّمار عن الأصناف السابقة، وكذلك من خلال تنظيم عملية التسميد الذوّاب وطرق الرّي والمكافحة العضويّة والكيميائية حسب الحاجة لمنع إتلاف المحصول، وبعدها يتم نشرها بين المزارعين في مختلف المناطق الزراعية. كما يمكن تصدير الكثير من هذه المنتجات للأسواق الخارجية إضافة إلى تصنيع المنتجات الغذائية خاصة الخضار التي لا تصلح للتسويق والاستهلاك الطازج.

لمّا كانت زراعة الخضار من أهم الزّراعات في لبنان والتي تعطي مردوداً ماديًّا وفيراً للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله واهتم بالمزروعات من حيث توقيت الزرع، وأنواع الأتربة، والمعاملة، والمكافحة، والري، والتغذية، والقطاف ثم التوضيب، والبيع، والتصنيع… فإنّ زراعة الخضار تلعب دوراً أساسيًّا في الاقتصاد اللبناني وخاصة على صعيد زراعة الخضار الموسمية السريعة الإنتاج التي تعطي إنتاجها في وقت قصير لا يتجاوز ستة أشهر، نتكلّم هنا على زراعة الأراضي أو المساحات الصغيرة، وغالباً ما تُستخدم هذه الزراعة في حدائق المنازل أو في الحقول الجبليّة الصغيرة المساحة ممَّا يزيد من أهمية التوسّع في زراعة الخضار وزيادة إنتاجها وتحقيق عائدٍ سريعٍ من المال، أو توفير المصاريف التي تُنفق على شراء الخضار التي يعلم المزارع مستوى نوعيّتها وجوتها.
ومن المهمّ جدًّا أنْ يلجأ الإنسان إلى زراعة وتأمين حاجاته اليومية من الخضار التي يستهلكها بشكل أساسي في غذائه، من خلال زراعة حدائق وشرفات وأسطح المنازل بواسطة الكثير من الأواني مثل الأُصص والصناديق الخشبية والأكياس… كما هو وارد في الصور المرفقة.

تنمو الخضار بشكل عام في جميع الأتربة لكنّها تفضّل وتنمو جيّداً في الأراضي التي تحوي أتربة مُختلطة وعميقة ومفكّكة وخصبة (أي غنيّة بالمواد الغذائية) والجيّدة الصرف للمياه الزائد.

مواعيدُ الزرع: تختلف حسب أنواع الخضار وإلى أي مجموعة تنتمي فمنها ينتمي إلى مجموعة الخضار الشتوية وأخرى إلى الربيعية أو الصيفية أو الخريفية وإنّ ارتفاع مواقع الزّرع عن سطح البحر يحدد في الكثير من الأحيان نوع الخضار وتوقيت الزرع.
النّضج: لكل نوع من الخضار موعد خاص لمراحل النضج (حسب الاستهلاك وليس النضج النهائي وتكوين البذور) بمعنى آخر، في أي مرحلة من نمو النبات أو الثمار يُراد أكلها طازجة أو مطهيّة، وحسب الغاية من زراعته والأجزاء التي تؤكل (الأوراق، الدّرنات، الساق، الثمار، الأبصال، الأزهار، السّوق الهوائي والأرضية).

تُقسم نباتات الخضار إلى عدة مجموعات من حيث تشابه صفاتها في كل مجموعة معينة أو بعدة صفات. هذا يسهّل لنا دراسة أنواع النبات. إنّ التقسيم النباتي من أفضل الأعمال التي استُخدمت في دراسة مورفولوجيا نباتات الخضار لأنّ هذا التقسيم مبني على أساس الصفات الفيزيولوجية (الطبيعية) ودرجة القرابة الوراثية بينها واتُّخذت الزهرة كاساس لتقسيم النبات لأنها عضو ثابت في تركيبتها ولا تتأثر أو تتغيَّر بتغيُّر الظروف البيئية المحيطة بها فتبقى كما هي وللعائلة التي تنتمي إليها.
يمكن من خلال هذا التقسيم التعرّف على درجة القرابة الوراثية بين النبات وإمكانية تلقيحها بين بعضها البعض لإنتاج أصناف جديدة أو أصناف محسّنة من حيث جَوْدة إنتاجها وشكلها ولونها ورَغبة المستهلكين لها، كما يفيد التقسيم في العمليات الزراعية وحاجات النبات للخدمات الحقلية مثل الحراثة، مكافحة الأعشاب والآفات، والتسميد العضوي والكيميائي،…

تم تقسيم الخضار حسب الأجزاء التي تؤكل وتضم المجموعات التالية:
1- خضار جذرية: تضمّ الخضار التي يؤكل جذرها، وتشمل الجزر، الفجل، اللّفت، الشمندر، البطاطا الحلوة.
2- خضار ساقيّة: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الساق في التغذية سواء كانت هذه الساق هوائية كما في: الهليون أو ساق منتفخة كما في: الكرنب، وإمّا ساقاً متحوّرة تحت سطح التّربة مثل: البطاطا والقلقاس،…
3- خضار بصليّة: تضم الخضار التي تؤكل أبصالها، وتشمل البصل، والثوم، والكرّاث.
4- خضار زهرية: تضم الخضار التي تؤكل منها الأجزاء الزهرية، وتشمل القرنبيط، والأرضي شوكي، والبروكولي.
5- خضار ورقيّة: تضم الخضار التي تؤكل أوراقها، وتشمل الملفوف، والخس، والسبانخ، والرشاد، والهندباء، والبقدونس، والشّمرة، والبقلة، والروكا.
6- خضار التي يؤكل منها أعناق الأوراق، وتشمل السلق، والكرفس.
7- خضار ثمرية: تضم الخضار التي تؤكل ثمارها قبل نضجها أو ناضجة، وتشمل: الناضجة، البندورة، البطيخ الأحمر والأصفر. غير الناضجة، الكوسى، الخيار، المقتي أو القثّاء، القرع، اللوبياء، البامية، الفليفلة، الباذنجان.
8- المحاصيل البذرية: تضم النباتات التي تؤكل بذورها، وتشمل البازيلّا، والحِمَّص، الفاصوليا، الفول، الذرة.

الزراعات الربيعية

 

تُقسم بحسب موعد الزرع، وتضم مجموعتين:

  • الزّراعات الربيعية المبكرة للخضار التي تعطي إنتاجاً في فصل الربيع مثل الفجل، والروكا، والرشاد،…..
  • الزراعات الربيعية المتوسطة والمتأخرة للخضار التي تعطي إنتاجها خلال فصل الربيع وتمتد إلى فصلَيِّ الصيف والخريف، وهي التي تبدأ بالإنتاج بعد زراعتها بحوالي بين 20 الى 50 يوما مثل الخيار، والقثاء، والكوسى، واللوبياء، والسبانخ، والهندباء،… ومنها ما يعطي إنتاجاً في أواخر الربيع ويستمر حتى فصل الخريف مثل الفليفلة، الباذنجان، السلق، البامية،… ومنها يبدأ بالانتاج بعد زراعته بحوالي 80 يوما مثل البندورة والفاصولياء، أمّا البطاطا فتُزرع في أوائل فصل الربيع وتُقلع بعد حوالي من 90 الى 150 يوماً أي بعد اكتمال نضج درنات البطاطا وحسب أنواعه ومعاملته أو العناية به من حيث الرّي والتسميد والتحضين أو التطمير والتعشيب ومكافحة الآفات التي تعتريه وتؤدي إلى تخفيض إنتاجيته.
الزراعات الخريفية

 

  • بعد أن ترتوي الأرض بمياه الأمطار خلال شهري أيلول وتشرين الأوّل ويكون قد تم إنبات غالبية بذور النباتات والأعشاب البرية التي تزاحم الخضار المراد زرعها على الغذاء والماء وعندما (تطيب يد الأرض للحراثة) أي تصبح التربة قليلة الرطوبة نوعا ما نعمد إلى حراثتها حراثة عميقة بواسطة السكّة على عمق حوالي 40 سم التي تؤدي هذه الحراثة إلى موت النباتات البرّية بالإضافة إلى خلط التربة مع السماد العضوي المخمّر إذا ما وضع لتحسين خواص التربة وتغذية النباتات التي تزرع في المستقبل القريب، ثم تُزرع بذور القمح أو الفول أو البازيلا مع الحراثة السطحية بواسطة الفرّامة، وإذا ما أراد المزارع زراعة الثوم فيلجا بعد الحراثة العميقة وموت النباتات البرية إلى تقسيم الأرض على خطوط وتحديد أماكن إنشاء الأثلام ثم حفرها ووضع السماد العضوي المخمّر في الأثلام وخلطه مع تراب قاعها وتسويتها وزراعتها بفصوص الثوم.
زراعة الخضار الصيفية

 

زراعة الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامة التي تلعب دورا أساسيًّا في الاقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيّداً للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله من حيث توقيت الزرع، والعناية بالنبات من مكافحة الآفات، وري النبات، والتسميد العضوي والكيميائي لتغذية النبات، والقطاف والتوضيب ومن ثم البيع والتصنيع … وخاصة الخضار الموسمية التي تعطي إنتاجا مبكراً ووفيراً هذا على صعيد زراعة الحيازات أو المشاريع الصغيرة (من دونم حتى خمسة دونم)، ممّا يزيد من أهمية التوسع في زراعة الخضار وزيادة إنتاجها وتحقيق عائداً سريعاً.

تنحصر زراعة الخضار بشكل أساسي في لبنان على عدّة محاصيل خضريّة، أهمها:
– الفصيلة الباذنجانية تضم: البندورة، والبطاطا، والباذنجان، والفليفلة.
– الفصيلة القرعية تضم: الخيار، والكوسى، والبطيخ الأحمر والأصفر، والقرع، والقثاء، واللقطين أو اليقطين.
– الفصيلة البقولية أو القرنية تضم: الفاصولياء، واللوبياء، والفول، والبازلاء، والحمص، والعدس.
– الفصيلة الصليبية تضم: الملفوف، والقرنبيط، واللفت، والفجل، والبروكولي.
– الفصيلة الخيمية تضم: الجزر، والبقدونس،…
– الفصيلة المركبة تضم: الخس،…
– الفصيلة النرجسية تضم: البصل، والثوم، والكراث.
– الفصيلة الرمرامية تضم: السلق، والسبانخ، والشمندر السكري،…
– الفصيلة الخبازية تضم: البامياء،…

وتختلف إنتاجية هذه الأصناف حسب اختلاف عوامل الوقت والمعاملة والأحوال الجوية وطبيعة التربة وعمقها وصلاحيتها للزرع وإصابتها بالآفات الزراعية من حشرات وعناكب وفطريات وبكتيريا وفيروسات وغيرها. هذا بالإضافة إلى عامل نقص العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات أو زيادة استهلاك عنصر غذائي أكثر من غيره ممّا يؤدي إلى ظاهرة عدم امتصاص باقي العناصر.

ونظراً لأهميّة الدور الذي تلعبه الخضار في تحقيق الأمن الغذائي وفي رفع مستوى المعيشة وتدعيم الاقتصاد الوطني، نضع بين أيادي المزارع اللبناني، أكان محترفاً أو تقليديًّا، هذا الموضوع الذي يتطرّق إلى سبل كيفية زراعة الخضار بدءاً من تهيئة الأرض حتى القطاف.

أهمية الخضار الغذائية

 

تتصدر الخضار على اختلاف أنواعها قائمة المواد الغذائية التي تقدم لجسم الإنسان ما يحتاج إليه من الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية إضافة إلى وجود الألياف النباتية الهامة للتغذية واستمرار الحيويّة. فالإنسان منذ القدم أدرك حاجته لجميع أنواع الخضار الشتوية منها والصيفية فاعتمدها في قوائم طعامه اليومي.

لذا، فإنّ زراعة الخضار لها أهمية ملحوظة في تأمين جزءٍ من الاحتياجات الغذائية للإنسان. والخضار هي نباتات عشبية حولية أو ثنائية الحول. الحول الواحد معروف بالموسم الواحد أي الخضار التي تزرع في وقت أقل من سنة على سبيل المثال: البندورة تزرع بدءاً من شهر نيسان في المناطق الساحلية حتى شهر حزيران في المناطق الجبلية وتتوقف عن الإنتاج في شهر تشرين الثاني عند تدني الحرارة. الحولان أي موسمان وهي النباتات التي تعطي الجزء الذي يؤكل في الحول الأول والأزهار والبذور في الحول الثاني مثل البقدونس والسلق والملفوف…

وتزرع الخضار سنويًّا حسب حاجة السوق، منها ما تُستخدم أجزاؤها للتغذية فقد تؤكل ثمارها طازجة أو مطبوخة مثل البندورة، والملفوف، والبازيلا،… ومنها ما تؤكل نوراتها الزهرية مثل القرنبيط، والبروكولي،… أو أوراقها مثل الخس، والبقدونس، والسلق، والرشاد،… أو جذورها مثل الفجل، والجزر، والشمندر، واللفت، والبطاطا الحلوة،… أو أبصالها مثل البصل، والثوم…

تأصيل نباتات الخضار

إنّ تأصيل النباتات يستوجب الأخذ بالاعتبار لعدة نقاط هامة. يجب مراقبة النبتة خلال الموسم لمعرفة قدرتها على تأقلمها مع المناخ والأرض المزروعة فيها، ومقاومتها للأمراض والحشرات الضارّة، وتحمّلها للعطش، وأيضا مراقبتها من حيث النمو الخضري الجيّد للخضار الورقية والإنتاجية العالية للأزهار والثمار بالإضافة إلى شكل الثمار المتناسق وجَوْدتها العالية من حيث الحجم واللون والطعم هذا في الخضار الثمرية. تجمع بذور الخضار الورقية والزهرية بعد نضجها وتُحفظ للموسم الذي يليه بعد تجفيفها ونقعها لمدة دقيقتين في محلول نحاسي مثل: البندورة، الفليفلة، القرنبيط، الباذنجان،… أمّا في الخضار الدرنية، فتُجمع الدرنات الصغيرة بعد القلع لتزرع في الموسم القادم كما في البطاطا.

تراجُع إنتاجيّة الزِّراعة

 

المُزارعون القدماء وحتى بداية القرن الماضي يبحثون عن بقعة أرض صغيرة كي يستثمرونها في زراعة المحاصيل الحقليّة والخُضار وخاصة الحبوب، طلبًا للإنتاج الوفير وتحسُّبا من أي طارئ طبيعي يُخفض من الإنتاج والاكتفاء الذاتي لمدّة عام على الأقل، وبعد أن توفَّرت بعض الوظائف والهجرة واستخدام الأراضي الزّراعية في العمران والطُّرقات…إلخ. بدأت تقلّ أعداد العائلات التي تُعنى بالزراعة وبالتالي انعكس ذلك على تقليص المساحات المزروعة.
وفي منتصف القرن الماضي، بدأ الخطر يظهر على البيئة والطبيعة بشكل عام إذ لوحظ بشكل واضح أنَّ الزراعة تراجعت كمساحات وتراجعت أيضا كإنتاجية بالدونم لأسباب عديدة منها:

  • إهمال القطاع الزراعي الذي أدّى الى “تبوير الكروم والبساتين” وعدم صيانتها ومزاحمتها على الغذاء من قبل النباتات الضارة كالأعشاب والأشجار والشجيرات البريّة نتيجة عدّة أسباب أهمّها:
    • ارتفاع كلفة الأعمال الزراعية من حراثة وتقليم وتسميد ومكافحة وغيرها من أعمال أُخرى: يعود ذلك إلى إهمال المزارعين للتقنيات الموروثة المساعدة على إتمام أعمالهم الزراعية. كان المزارع يربي المواشي لعدّة أغراض تؤمّن له حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية. مثلًا كان المزارع يربّي زوجًا من الأبقار (الفدّان) للاستفادة منهما في عدّة مجالات: الحراثة – الأسمدة العضوية – الحليب ومشتقاته – اللحم، دون تكبيد المزارع عناء كلفة الحراثة والتسميد بالأجرة… نزع الأعشاب يدويًّا لا كيميائيًّا وتقديمها علفًا للمواشي؛ لأنّه في أيامنا هذه، يلجأ المزارعون الحديثون إلى الأساليب السريعة ولا يعرفون أضرارها عليهم وعلى المستهلكين والبيئة المحيطة مثل استعمال المُبيدات الكيميائية (مبيدات الأعشاب والآفات الزراعية).
    • تحويل الأرض الزّراعية الموروثة من الأسلاف إلى سلعة للاتجار بها واستعمالها كأراض للبناء وأعمال أخرى غير زراعية.
  • استعمال الأسمدة الكيميائية عوضًا عن الأسمدة الحيوانية: ما أدى إلى فقدان الأرض لخواصها الطبيعية أي إفقارها للمواد الغذائية وموت الكائنات الحيّة الدقيقة وعدم تكاثرها التي بدورها كانت تفكك وتحلِّل وتحوِّل المواد الغذائية لامتصاصها من قِبَل النبات، كما أنَّ الاستعمال المُفرط للأسمدة الكيميائية أدّى إلى ارتفاع نسبة ترسّب الأملاح في الأرض وبالتالي أدّى إلى عدم نمو النباتات بشكل طبيعي. كما أنَّ استعمال المبيدات الكيميائية ساهم في انعدام التوازن الطبيعي والبيئي والحياة البرّية. مثلًا عندما يكافح المزارع الأمراض والحشرات والعناكب المُضرّة بالمبيدات الكيميائية فإنّه يتسبب في قتل جميع الكائنات الحية المفيدة (الأعداء الطبيعيّة) التي هي من أهم الوسائل لمكافحة الآفات الاقتصادية في آن معًا إضافة إلى ترسُّب المادة الفعَّالة للمبيد في الثِّمار والخضار وبالتالي ترسُّبُها في جسم الإنسان.
  • تراجعت الخبرة الزّراعية الموروثة لدى المزارعين: لأنّ العديد منهم لم يَعُد مزارعًا مُتَفرِّغا بل بات له نشاطات أُخرى في الوظائف العامَّة والخاصة أو في التجارة أو الخدمات أو الصناعات الصَّغيرة ومنهم من لم يجد وظيفة تؤمِّن له العيش اللائق فيلجأ إلى الهجرة. هذا الواقع نجم عنه إهمال الأراضي الزراعية وعدم التَّعامل معها باستمراريّة وانتظام. هذا التّعامل المُتَقطِّع أدَّى إلى تراجع نوعيّة الأراضي ونمو الأعشاب الضارّة والأشواك والأشجار والشُّجيرات في العديد من الجبال والأودية التي كانت من قَبل واحات للإنتاج والمحاصيل الوفيرة. وفي هذا السياق، غطّت النباتات البرِّيَّة نسبة كبيرة من “طُرُق الرِّجل” أو الطُّرق البرّية التي كان الفلَّاحون يستخدمونها بصورة طبيعيَّة ودائمة للوصول إلى أرزاقهم وبات من الصَّعب تبيان الممرَّات السابقة بسبب عدم سلوكها وصيانتها.
  • غياب كبير لليد العاملة المُتَمرِّسة وغير المتمرّسة في الزراعة أدّى إلى إحجام عدد كبير من المزارعين عن زراعة أراضيهم ممَّا أدَّى لاحقًا إلى بيع الأراضي بأسعار زهيدة.
  • غياب عامل مهم هو “العامل العاطفي” والعلاقة الحميمة بين المزارع والأرض وهو عامل مُتَّفق عليه علميًّا وبالخبرة. فالنبات يزدهر بسبب المعاملة الجيِّدة والاحتكاك مع أصحابه كما لو أنَّ لديه شعور. فضلًا عن ذلك، إنَّ هناك مفهوم “البَرَكة” بمعنى أنَّ الطبيعة تعطي بسخاء لمن يحبّها ويتعامل معها بصدق واحترام. كثيرٌ من الأرزاق (أراض) تكون ذليلة وضعيفة ولكن ما أن يبدأ المالك بزيارتها والاهتمام بها حتَّى تخضرّ وتنشط وتبدأ بالنّمو بصورة غير مسبوقة. من هنا أتى التعبير “الرزق بيضحك لصاحبه” وهو تعبير تناقله المسنُّون والأسلاف ويعتقدونه صحيحًا وإن لم يكن لديهم وسائل لإثباته علميًا. مع غياب هذا العامل العاطفي، لم يعُد عندنا مفهوم “الفلّاح المَكفي سلطان مَخفي” الذي يعمل بإخلاص للأرض ويحبُّ الزراعة ويسعى لتعلُّم فنونها.
  • تراجُع فنِّ الخبرات في الزراعة يُظهر في العديد من الأعمال الزراعية العشوائية مثلا التباين في أساليب التقليم من شخص إلى آخر وغياب الأعمال الضرورية كأُسُس التسميد والري والمكافحة.
أمّا الأعمال المتوجِّب اتّباعها قبل وبعد الزّرع فهي:
أعمال قبل الزَّرع
  1. تهيئة الأرض: بعد اختيار الموقع والنّبات المَنْوي زرعه، من المفضَّل استصلاح الأرض وتصطيبها إن كانت مُنحدرة آخذين بالاعتبار خصائص المجموعة الجذريّة للأصول المُطعَّم عليها من حيث حجم المجموعة الجذريَّة في المستقبل. لهذا الغرض، تُنَقَّب الأرض على عمق (حوالي 90 سم) ثم تُحْرَث حراثة عميقة (حوالي 40 سم) ويُسَوَّى سطح التربة بواسطة الفرَّامة.
  2. تخطيط الأرض:: بعد تحضير الأرض، يتمُّ تخطيطها لتحديد مكان الأغراس. فإنَّ طُرُق الغرس كثيرة ومتنوِّعة من شكل مربع ومثلّث ومستطيل وغيرها لكن نعتمد أفضلها شكل (المثلث) من حيث زراعة أكبر عدد ممكن من النّصوب في أقل مساحة، مثَلًا تزرع أصناف التفاح الحديث المطعمة على أصول جذرية والسريعة الإنتاج (غيل غالا – غراني سمث – سكارلت سبور – غولدن جبسون…) على خطوط مستقيمة يكون بين النبتة والأخرى من ثلاثة إلى ثلاثة ونصف المتر أمّا بين الخطّ والخط فتكون المسافة بين ثلاثة ونصف والأربعة أمتار لتسهيل تنفيذ عمليات الخدمة المختلفة من تقليم وحراثة ومرور آلاتها والري والقطاف.
  3. حفرالجُور: بعد تحديد أماكن النصوب، تُحفَر الجوَر ويوضع في قاعها السَّماد العضوي ويُخلط مع التراب وأخيرًا تُغْرَس الشتول على أن يُراعى المطعوم، أي منطقة التحام الطُّعم بالأصل على مستوى سطح التربة. كل هذه الإجراءات التي تكلَّمنا عنها تهدف إلى تأمين الوسط الجيد والملائم لنمو المجموع الجذري خاصة في السنتين الأولى والثانية، لأنَّ هذا سينعكس إيجابًا على النُّمو الخُضَري والإثمار في المستقبل. ويجب إتمام هذه الأعمال بدءًا من مُنتصف فصل الصيف حتى وقت غرس الشتول بعد تساقط أوراقها في نهاية فصل الخريف.
أعمال بعد الزَّرع
  1. تقليم الأشجار: للتقليم أهمية بارزة في زيادة إنتاجية الأشجار المثمرة لأنَّ أساليب التقليم العديدة وغير المدروسة تؤدي إلى خفض إنتاجها وعدم التوازن بين الأغصان والثمار والأوراق، مثلا يجب التركيز في السنوات الأربعة الأولى على تقليم تكويني للأشجار فنأخذ بالاعتبار التوازن بين الأغصان وعدم إعاقة الحراثة والقطاف ودخول الضوء إلى الشجرة. ثم نتابع التقليم التكويني بالإضافة إلى تقليم تنظيم الأثمار وتوزيعها بانتظام على كافّة الفروع والأغصان أي نُركِّز على توازن الثمار التقريبي بين الأغصان المتقابلة وقدرتها على الحمل، مثلًا تحتاج كل ثمرة تفّاح حوالي 35 ورقة لتغذيتها وكلَّما كان التقليم صحيحًا ومدروسًا أدّى إلى زيادة عمر وحجم الشجرة الاقتصادي وبالتالي زيادة إنتاجها عبر تكوين تاج الشجرة حيث نَقُصُّ الغرسة على ارتفاع مُنخفض حوالي 60سم لعدم تعريضه للحروق الشمسية والصقيع. لذلك يفضل ألّا يكون مرتفعًا وبنفس الوقت يجب أن يسمح بمرور الآلات لتنفيذ عمليات الخدمة المختلفة. في العام الثاني، تُقَلَّم النُّصوب على شكل كأسي ويُنتَخَب أفضل ثلاث فروع وتُقَصَّر على أن يُزال ثلثي الفرع والثلث المتبقِّي يعطينا شكل الشجرة وفي الشتاء الثالث نُقَصِّر الفروع الأساسية ونزيل الفروع المُتَزاحمة والمكسورة والمصابة بالأمراض مع مراعاة البراعم الثمريَّة. أمَّا في الشتاء الرابع، نبدأ بالتقليم التكويني وتنظيم الإثمار معًا وفي السنوات المتبقيّة من العمر الاقتصادي للشَّجرة يُعتمد تقليم تنظيم الإثمار مع مراعاة هيكل الشجرة الجمالي والإنتاجي.
  2. حراثة الأرض: تُحرَث الأرض حراثة سطحية لقتل الأعشاب الضارة والحشرات التي تمضي فصل الشتاء في المنطقة السطحية للتربة.
  3. الري:تحضير الأرض للرّي وإمداد شبكة الرَّي.
  4. التسميد: الحيواني والنباتي المُخمَّر والكيميائي حسب الحاجة.
  5. المكافحة: مُكافحة الآفات الضارّة بالمزروعات في حال تعدَّت عتبة الضَّرر الاقتصادي، عضويًّا وبيولوجيًّا وميكانيكيًّا وإذا لزم الأمر كيميائيًّا “آخر العلاج الكي”.
  6. القِطاف: تُقطف الثّمار في بداية مرحلة النُّضج.
تكامُل عوامل الإنتاج الزِّراع

الخبرة الزراعيّة الموروثة والعلميّة الحديثة، والمكننة الزراعية، ودراسة العوامل المُناخيَّة، والأرض المَنوي زراعتها، وتوفُّر المياه للري، والأصناف المرغوبة في الأسواق، وأخيرًا سوف نتحدَّث عن الثروة الحيوانية، التي كانت عاملًا مهمًّا في الدورة الزراعية سواء في الحرث أو في استخدام سمادها في تسميد التربة أم في تدعيم المحصول الزِّراعي بمُنتَجات الحيوانات اللَّبونة مثل الماعز والغنم والبقر. وكان توافر الثروة الحيوانية يوفِّر المصدر الأهم للتسميد العضوي وهو التسميد الذي يُخْصب التّربة فعلًا ويساهم في الزيادة والنمو المستمر للإنتاجية ولصحّة الأرض والطبيعة.

انحسار الثروة الحيوانية أفسح في المجال لغزو الأسمدة الكيميائية التي تُستخدم في غالب الأحيان بإسراف خاطئ ظَنًّا من المزارع بأنّ الزيادة في التسميد يؤدي إلى زيادة في المحصول. وعلى سبيل المثال، فإنّ 25 غرام من السماد الكيميائي 20/20/20 بالإضافة إلى العناصر الصُّغرى هي النسبة المطلوبة في الشهر لأيّة شتلة خضار كبيرة، لكن بعض المزارعين يبدو عليهم الاستغراب وعدم التصديق عندما يقال لهم عن النِّسَب العلمية، لأنَّ العادة عندهم هي استخدام أضعاف هذه الكمية للشتلة الواحدة ظَنًّا منهم أن الزيادة في التسميد تزيد من الإنتاج.

الإدارة المُتكاملة للأرض

قبل استثمار الأرض والبدء بالزرع يجب دراسة المتطلَّبات البيئية للنبات بعدة نقاط أهمُّها:

الموقع: لأنَّ موقع الأرض مُهمٌّ جدًّا لاختيار النباتات المُراد زرعها أوغرسها في الأرض، فالأراضي المُنحدرة تحتاج إلى تصطيب وإنشاء جدران وشق طريق لتسهيل الأعمال الزراعية وتأمين مياه الرَّي من الينابيع أو إنشاء برك أو بحيرات اصطناعية لتجميع مياه الأمطار.

المُناخ: يجب أن تكون الأشجار المَنوي غرسها مدروسة وقد أُجريَ عليها عدّة أبحاث وتجارب وتكون مُجْدية اقتصاديًّا حسب ارتفاع الأرض عن سطح البحر، أي تعطي إنتاجًا وفيرًا في موسمها ولا تكبِّد المزارع خسائر ماديّة من جرَّاء إصابة الأشجار بالآفات الزراعية وعناء الوصول إليها ونقل الإنتاج منها وتوصيل حاجاتها مثل السماد… وحاجتها للري الدائم خاصة عند عدم توفر المياه بداخلها وغيرها.

صلاحية الأرض للزرع: يجب فحص التّربة مخبريًّا لتحديد نوعيتها وخصوبتها وماهية أصناف الأشجار التي تتلاءم معها. فأشجار الزيتون مثلا تفضِّل الأراضي المائلة إلى الكلسية والخفيفة وغير المتماسكة.

عمق التربة: بعد فحص عمق التربة يمكن تحديد نوع الأشجار التي تعيش فيها، فأشجار الكرز مثلا تحتاج إلى تربة يزيد عمقها عن المترين لأنَّ جذورها الوتدية كبيرة وتنمو عاموديًا، أمّا أشجار الزيتون والصنوبر فتنمو جذورها أفقيا. كما توجد أشجار تنمو جذورها الأفقيّة والعاموديّة معًا مثل التّفاح والدرّاق والإجّاص…

الدورة الزراعيّة: من المفضّل اتّباع دورة زراعية كأساس عملي لزيادة الإنتاج الزراعي والمردود الاقتصادي في المحاصيل الحقليّة الموسميّة لأنّ نبتة الفصيلة الواحدة تحتاج إلى العناصر الغذائية نفسها وتعتريها الأمراض نفسها والحشرات الزراعية بنسب مختلفة. إذ تُقسم الأرض إلى أربعة أقسام على الأقل، مثلًا: القسم الأوّل يُزرع بالنباتات التي تتبع الفصيلة الباذنجانية والثاني يزرع بالفصيلة القرعية والثالث يزرع بالفصيلة البقولية والرابع يزرع بالفصيلة الصليبيّة. وفي الموسم القادم تزرع الفصيلة البقولية في القسم الأوَّل من الأرض والفصيلة الصليبية تزرع في القسم الثاني والفصيلة الباذنجانية تزرع في القسم الثالث والفصيلة القرعية تزرع في القسم الرابع. أي يجب أن لا تزرع إحدى هذه الفصائل في القسم نفسه لعامين أو ثلاثة متتاليين.

تُصنَّف نباتات هذه المحاصيل تحت مجموعات أو فصائل نذكر أهمَّها الفصيلة الباذنجانية (البندورة، الفليفلة، الباذنجان، البطاطا)، الفصيلة القرنيّة أو البقولية (اللوبياء، الفاصولياء، الحِمَّص، الفول، البازيلاء، العدس،…)، الفصيلة القرعية (الخيار، القثّاء (المقثي)، القرع، الكوسا، اليقطين، البطيخ الأحمر والأصفر، …)، الفصيلة الشفويّة (النعناع، الزعتر)، الفصيلة الزيزفونية (الملوخية)، الفصيلة المركبّة (الخس، الهندباء، الأرضي شوكي،…)، الفصيلة الخِيَميّة (الجزر، البقدونس، الكرفس، الشّمرة،…)، الفصيلة الصليبية (الملفوف، القرنبيط، الكرنب، اللّفت، البروكلي،…)، الفصيلة النجيليّة (الذرة، القمح، الشعير، الشوفان…)، الفصيلة النرجسية (البصل، الثوم، الكرّاث،…).

التسميد: أدّى زيادة التسميد الى تراجع مناعة الأنواع النباتية وقدرتها على مقاومة الآفات الزراعية لأنّ بُنية الشجرة أصيبت بالوهن. فما أن تبدأ الآفات بالتكاثر حتى يأتي دور المُبيدات الكيميائية واستخدامها كوسيلة يعتقد المزارع أنها الوحيدة التي يمكن أن تنقذ محصوله من التَّلف. إنَّ الجهل المُطبق في أساليب التسميد والمبيدات الكيميائية أدى إلى الإفراط في استخدامها وفي حالات كثيرة وفي الوقت الخاطئ أو الاستعمال المتكرّر دون أن يكون ذلك مطلوبًا. مثلًا، استخدام مبيدات قبل الإزهار (على الطربوش الأحمر) وبعد العَقد مباشرة ثم رشّها كل خمسة عشر يومًا. هذا الاستخدام يؤدي الى إعاقة عملية التمثيل الكلوروفيلي على النبات وترسُّب كميّة لا بأس بها من المادة الفعالة المضرّة في الثمار وتأخير في النضج والعجز في تحويل تركيبة الثمار إلى مادة سكّرية وعدم إعطاء اللّون الطبيعي للثمار.

غياب تقنيات التأصيل في النّصوب: لا توجد قاعدة بيانات عن الأنواع الأكثر انتشارًا للأشجار المثمرة وكيفية تأصيلها عبر استخدام أنواع معينة من الكتل الجذرية أو بعض أنواع البذور التي لها الدور الأساس في التأقلم مع جميع الأتربة وقدرتها على تحمُّل الجفاف والعوامل الطبيعية المتقلبة من درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة وصقيع ومقاومتها للآفات الزراعية… إلخ وتمتاز أيضا بقدرتها على إنتاجية وفيرة وعالية الجَودة. هذه الكتل الجذرية والبذور يتم تطعيمها بالأصناف الجديدة والمرغوبة تجاريًّا والتي تعطي مردودًا اقتصاديًّا وفيرًا كما أنَّها تصلح للتصدير والتصنيع الغذائي. إنَّ تلك الأصول والأصناف المطعَّمة عليها باتت عِلمًا أساسيًّا خاصة في الدول المتقدمة في حقل الإنتاج الزراعي.

إنَّ استخدام تقنيَّات التأصيل يمكن أن تسمح للمزارعين بالاستبدال التدريجي للأشجار التقليديّة وغير المجدية اقتصاديًّا المزروعة للبساتين.

الإدارة المتكاملة لآفات الزيتون

الأضرار المباشرة وغير المباشرة لآفات الزيتون
  • الثمار المصابة غير قابلة للكبيس والتخليل من جراء إصابتها بذبابة الزيتون، مرض تعفّن الثمار وعثة الزيتون.
  • الثمار غير قابلة للتسويق.
  • انخفاض كمية الثمار والزيت بسبب ضعف الأشجار لإصابتها بآفات: عين الطاووس، حفّار الساق، ذبابة الزيتون ونيرون الزيتون.
  • ضياع جزء من الانتاج بسبب تساقط الثمار على الأرض أو تلف جزء من الثمار بسبب الإصابة بذبابة وعثة الزيتون، مرض تعفّن الثمار، نيرون الزيتون.
  • انخفاض في نوعية الزيت وارتفاع درجة الحموضة ورقم البيروكسيد (التزنخ) عندما تصاب الثمار بذبابة الزيتون ومرض تعفّن الثمار أثناء القطاف إذا ما قطفت بوسائل تقليدية مثل العصا (المفراط) أو عند تجمع الثمار في الحقل او المنزل لعدة أيام وخاصة في أكياس بالإضافة الى تأخر عملية العصر في المعصرة…
  • تدهور النوعية المذاقية للزيت “سوء الطعم والرائحة.
أهم الأمراض التي تصيب الزيتون
مرض عين الطاووس
مرض عين الطاووس.
  • يسبب هذا المرض فطر Spilocea Oleaginae أو Cycloconium Oleaginae يصيب هذا المرض اصناف الزيتون الحساسة ويسبب أضراراً فادحة وخسائر كبيرة في بعض المناطق اللبنانية خاصة الرطبة منها.
  • يصيب بشكل أساسي أوراق الزيتون (الجهة العليا من الأوراق) وقد يصيب الثمار عند اشتداد الإصابة خاصة في انتشار المرض في أواخر الصيف وفصل الخريف.
  • يظهر المرض على شكل بقع دائرية على الأوراق تبدأ سوداء ثم تتحول تدريجيا مع تقدم المرض لتصبح صفراء اللون وتتساقط.
  • يعيش الفطر ويتكاثر على أوراق اشجار الزيتون لعدة أشهر وفقط عدة أيام على الأوراق المتساقطة ليدخل في مرحلة سبات.
  • الزراعة الكثيفة لأشجار الزيتون والتقليم الخاطئ لها يساعدان على انتشار المرض بوتيرة أسرع في حال توفر الماء والظروف الطبيعية الملائمة لذلك.
  • ينتقل مرض عين الطاووس بوسطة مياه الأمطار.

الإصابة
تحدث الإصابة بفطر عين الطاووس عندما تبقى الورقة مغطاة بالماء لعدة ساعات. أما درجات الحرارة المثلى لتكاثر هذا المرض هي بين 10 و25 درجة مئوية وعندما تصبح الحرارة أقل من 10 درجات وأكثر من 25 درجة تسبب توقف انتشار المرض.

الأضرار التي تحدث خلال إصابة الأشجار بمرض عين الطاووس هي:

  • تساقط الاوراق المصابة بكثافة.
  • عدم تكون براعم ونمو الازهار.
  • تساقط وتشوه الثمار.
  • ضعف عام للشجرة بحيث تتعرى من أوراقها.
  • ضعف الانتاج من ثمار وزيت.

المكافحة

يكافح الفطر الذي يسبب مرض عين الطاووس باستعمال المركبات النحاسية (الجنزارة)، حيث يتم رشّ الشجرة بشكل كامل في حالة الاصابة الخفيفة:
في فصل الربيع وبعد ظهور الطرد الحديثة (يحمي الأوراق الجديدة).
في آخر الصيف – أول الخريف لإدخال الأشجار مرحلة الراحة خلال فصل الشتاء نظيفة من المرض.

أما في حالة الإصابة الشديدة

  • ترش أشجار الزيتون في بداية فصل الربيع قبل استعادة نشاط الشجرة وتفتح براعمها (يؤدي الى سقوط الأوراق المريضة).
  • تكرّر الرشة في الربيع بعد ظهور الطرد ليتم حماية الأوراق الجديدة.
  • ويتم الرش في آخر الصيف – أول الخريف.

مرض ذبول الزيتون
مرض ذبول الزيتون.
  • فطر يدخل الى الشجرة من خلال جروح على الجذور وينتشر في الخشب، يؤدي الى انسداد الأوعية الناقلة للعصارة.
  • لون قشرة الأفرع ليلكي – بني.
  • الاصابة تظهر بشكلين من العوارض.

الاضرار

  •  ذبول ويباس الأوراق والافرع والأغصان جزئياً او كلياً، الاوراق يابسة وتبقى معلقة على الفروع لتتساقط في فصل الشتاء المقبل.
  • يباس الفروع والأغصان وفي النهاية موت الشجرة بالكامل.

الوقاية

  • عدم زراعة الخضروات بين أشجار الزيتون.
  • استخدام نصوب سليمة موثوقة ومعروفة المصدر.
  • تطهير وتعقيم معدات التقليم بعد كل استعمال.
  • الفلاحة السطحية لتهوئة التربة.
  • عدم إضافة السماد العضوي الأخضر وإضافته بعد التخمير.

مرض سل الزيتون
مرض سل الزيتون.
مرض بكتيري يسبّبه (Pseudomonas Svastanoi) يؤدي الى ظهور أورام سرطانية خشنة وغير متجانسة على الاغصان. فترة الإصابة من الخريف حتى الربيع.

الاضرار

  • ضعف عام في الشجرة والإنتاج.
  • تدهور في نوعية الزيت عند الإصابة الشديدة.

الوقاية

  • عدم استعمال العصا في القطاف تجنبا من جرح الفروع ونقل المرض الى فروع وأشجار أخرى.
  • تعقيم أدوات التقليم.
  • قطع الأفرع والاغصان تحت الاصابة بحوالي 20 سم وحرقها مباشرة .

الوقاية والمكافحة:

  • تستخدم مادة نحاسية (الجنزارة) بعد تقليم الأفرع والأغصان المصابة، وبعد كل عملية قد تؤدي الى جرح الشجرة.

أهم حشرات الزيتون

عثة الزيتون (Prays Oleae)

مَدخل/مَخرج عثة الزيتون داخل نواة حبّة الزيتون.

لعثة الزيتون ثلاثة أجيال هي: جيل الزهر، جيل الثمار، وجيل الورق.

عوارض الإصابة

  • جيل الزهر: تنسج عثة الزيتون خيوطاً على العناقيد الزهرية.
  • جيل الثمار: تتلف بذور الثمار وتؤدي الى سقوطها.
  • جيل الأوراق: عند الإصابة بعثة الزيتون الى التفاف الأوراق.

الاضرار

  • أضرار من حيث كمية الإنتاج: تؤدي الى تساقط الثمار الصغيرة خلال شهر حزيران، وتساقط الثمار الكبيرة في أيلول.
  • أضرار من حيث نوعية الإنتاج: أثناء عملية القطاف وتجميع الثمار المتساقطة والجافة فيؤدي ذلك الى تخفيض نوعية الزيتون وبالتالي تخفيض أسعاره.
  • كما تؤدي الثمار المتساقطة والجافة الى تدهور في نوعية الزيت.

الوقاية والمكافحة

  • التقليم الصحيح لتعريض الأشجار الى التهوئة والشمس.
  • مراقبة ظهور حشرة عثة الزيتون وخاصة جيل الأزهار والثمار.
  • استخدام مصائد فورمونية لتحديد أعداد فرشات العثة.
  • المكافحة البيولوجية: Bacillus Thuringiensis.

 في النهاية نلجأ الى استخدام خلطة عضوية تتكون من المقادير- لزوم 20 ليتر ماء (تنكة):

  1. راحتان من رماد الحطب توضع في وعاء من الماء ويضاف إليها القليل من برش صابون الزيت البلدي ثم تحرك لعدة مرات حتى تصبح مثل الصفوة.
  2. في اليوم الثاني موعد الرش: يضاف الى محلول الرماد والصابون عصير قبضة من الصعتر والخزامة والقصعين ونوع واحد من النعناع أو حوالي 70 غرام من مقطرات هذه الأنواع.
  3. فليفلة حارة: عصير فليفلة حارة 100 غرام أو نقيع الحار.
  4. خل: 70 غرام من خل التفاح البلدي..
  5. في حال وجود أمراض فطرية أو بكتيرية، يستحسن إضافة 60 غرام جنزارة و50 غرام كبريت مكروني على ان لا تزيد درجات الحرارة على 30 درجة.
  6. تخلط جميعها وتصفى جيدا وتعبأ في المرشة وترش مباشرة.

أضرار حشرة نيرون الزيتون.

نيرون الزيتون  (Phloeotribus Scarabaeoides)

تحدث الإصابة بحشرة نيرون الزيتون في مرحلتين الأولى من منتصف شهر شباط حتى أواخر شهر ايار حسب الارتفاع عن سطح البحر، والثانية خلال شهري أيلول وتشرين الأول. يهاجم نيرون الزيتون الأشجار الضعيفة والمريضة التي تصبح قليلة الرطوبة وتميل الى الجفاف.

أعراض الإصابة

ثقوب على قاعدة الفروع المنتجة وتؤدي الى خروج نشارة الخشب، أما في حالة الإصابة الشديدة تنتقل الى الأغصان ثم الى كل أجزاء الشجرة فوق سطح الأرض وبالتالي يؤدي ذلك الى يبسها.

أضرار النيرون على نوعية الثمار

  • جفاف بعض الثمار
  • تدهور في النوعية المذاقية للزيت

الوقاية والمكافحة

  • في مرحلة التقليم (أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع) أوعند ظهور الإصابة.
  • التقليم الجيد للأشجار وترك الأغصان المقطوعة في الحقل لتجف قليلا وتصبح المرغوبة من حشرة النيرون.
  • نقلها خارجاً أو حرقها بعد فترة من الوقت او عند ظهور أثار الحشرات.

ذبابة الزيتون (Bactrocera Oleae)

ذبابة الزيتون.
  • لها عدّة أجيال في السنة تصل الى خمسة حسب الظروف المناخية.
  • تقضي فصل الشتاء بطَور العذراء في التربة.
  • تنشط في بداية الصيف بعد خروج أعداد كبيرة من الحشرات الكاملة.
  • تضع الإناث البيض داخل نسيج الثمرة بوساطة آلة وضع البيض.
  • تفقس البيوض وتتغذى على لب الثمرة.

دورة الحياة

  • تسقط اليرقات بعد اكتمال نموّها إلى التربة وتتحوّل إلى عذارى. يفقس البيض بعد (2 – 15) يوم وذلك حسب الظروف البيئية وتتوقف عن وضع البيض إذا قلت الحرارة عن 10 درجات مئوية.
  • اليرقات: يكتمل نموها بعد 10 أيام وحتى 4 أسابيع حسب الظروف المناخية فتطول شتاءً وتقل صيفاً. ثم تتحوّل الى خادرة (شرنقة) في التربة على عمق (2 – 5) سم ويكتمل نموها بعد (8 – 30) يوماً حسب الظروف البيئية. الحرارة المثلى لهذه الذبابة وتكاثرها هي بين (10 و25) درجة مئوية. تتواجد الحشرة طوال العام لأن برد الشتاء غير كاف للقضاء عليها.
  • تكون فترة الاصابة من حزيران حتى نهاية الموسم، تتكاثر اثناء الجو المعتدل وتتوقف عن وضع البيض في المناطق التي تزيد فيها الحرارة على 30 درجة. تبدأ بإصابة الثمار بعد ان تصبح بذرة الزيتون خشبية. كل انثى تضع حوالي 200 بيضة. تبدأ الإناث بوضع البيض بعد (4-5) أيام من خروجها من التربة.

أضرار ذبابة الزيتون

  • ثمار زيتون المائدة غير صالحة للتخليل أو الكبيس
  • التسبب بالإصابة بأمراض وحشرات أخرى
  • نقص في كمية الثمار المنتجة
  • نقص في كمية الزيت في الثمار
  • تدهور في النوعية المذاقية – الحسية للزيت
  • ارتفاع في درجة الحموضة ورقم البيروكسيد (التزنخ)

المكافحة البيولوجية

مصائد غذائية جاذبة يوضع فيها مواد جاذبة تتغذى عليها الذبابة. المواد هي التالية:

  • هيدروليزات البروتيين يخلط مع الماء بنسبة 5%.
  • كربونات الأمونيوم.
  • سردين يخلط أيضا مع الماء بنسبة كل علبة سردين الى نصف ليتر من الماء وتوزع على ثلاث الى أربع مصائد.

الاجراءات الوقائية
يمكن التقليل من أضرار هذه الحشرة باتباع ما يلي:

  • الاهتمام بالتقليم المناسب والصحيح لكل شجرة، يحد من إصابتها بالآفات.
  • إزالة الحشائش الضارة والتي تمثل ملجأ جيداً للآفات.
  • تجنب وضع أسمدة حيوانية خضراء ونفايات عضوية رطبة لأن رائحتها الكريهة تجذب الذباب.
  • حراثة الأرض يؤدي الى ظهور الشرانق والتهامها من قبل بعض الحشرات والطيور والحيوانات.

البلاستيك يغزو الأمعاء

 

إعلان توعوي للحدّ من استخدام البلاستك.

وجدت دراسة جديدة أنّنا نلتهم جميعاً نحو 73 ألف قطعة صغيرة من البلاستك كل عام، من خلال طعامنا وشرابنا، ويدخل البلاستيك عن غير قصد الفم والأمعاء والفضلات، حيث وجد الباحثون أنّ المياه المعبّأة في زجاجات يمكن أن تكون واحدة من أكبر مصادر الجُسيمات المجهرية، التي قد تعرض صحّتنا للخطر.

كما يوجد الكثير من المواد البلاستيكية الدقيقة في الحياة البحرية، التي تبتلع القمامة الملقاة في البحر قبل أن تشقّ طريقها إلى أطباقنا المفضلة.

وفي المتوسط، وَجدت الدراسة أنّ هناك 20 قطعة من البلاستيك المجهري لكل 10 غ من البراز البشري. وعُثر على البلاستيك في كلِّ عيّنة من البراز البشري، مأخوذة من المشاركين حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة.
وقال كبير الباحثين الدكتور، فيليب شوبيل، من جامعة فيينا الطبيّة في النّمسا إنّ «هذه أوّل دراسة من نوعها تؤكد اعتقادنا منذ فترة طويلة، بأنّ المواد البلاستيكية تصل في نهاية المطاف إلى الأمعاء البشرية».

وتشمل المواد البلاستيكية الدقيقة نفايات البلاستيك، والألياف الصناعية، والخرز الموجودة في منتجات النظافة الشخصية. وما يزال الخطر على الأشخاص غير معروف، في حين انتشرت مخاوف من إمكانية تراكم المواد الكيماوية السامّة ودخولها مجرى الدم. واكتشف فريق البحث 7 أشكال من أنواع البلاستيك، ما يشير إلى وجود العديد من مصادر التلوّث المختلفة.

الهواءُ الملوّثُ وخطرُه على صحّة الدّماغ

الدّراسة التي نُشرت حديثاً في النّسخة الإلكترونية لمجلة Epidemiology وفي صفحة ديلي ميل البريطانية في 26 من آب الماضي أدّت إلى دعَوات لاتّخاذ إجراءات صارمة تتعلّق بتنقية الهواء، بعد أن ثبت أنّ التلوّث يمكن أن يؤثّر على السّلوك، وليس فقط على الصّحة البدنيّة. ووفقاً للدراسة فقد وجد العلماء، عقب إجراء دراسة ضخمة امتدّت 13 عاماً وتضمّنت بيانات 86 مليون شخص في 301 مقاطعة في كل أنحاء الولايات المتّحدة، شملت المناطق الحضَريّة والريفيّة أنَّه كلَّما كان الهواء أكثر تلوّثاً، يتم ارتكاب جريمة أشدّ عنفاً.

صحّة الدماغ في خطر.

وكتب فريق البحث من كلّية الصحّة العامّة في جامعة مينيسوتا وجامعة ولاية كولورادو، يقول وجدنا أنّ جرائم العنف تزداد بنسبة 1.17% لكل 10 ميكرو غرامات في المتر المكعب زيادة في الجسيمات الدقيقة اليوميّة، و0.59% لكل زيادة قدرها 10 أجزاء لكلّ مليار، في
الأوزون اليوميّ.

وارتفعت جرائم العنف عندما كان الهواء أكثر تلوّثاً في المناطق الفقيرة والغنية، وأشار إلى أنّ الدراسات السابقة التي أُجريت على الفئران والكلاب وجدت أنّ الحيوانات المعرّضة لمستويات عالية من الجُسيمات الدقيقة الموجودة في أبخرة الديزل، تُظهر زيادة في العدوانية والتحيُّز، كما قد يؤدّي تعرّض الإنسان لتلوّث الهواء إلى زيادة القلق، الأمر الذي قد يؤدّي إلى سلوك إجرامي وغير أخلاقي.

وتُظهر بيانات منظمة الصحة العالمية التي أعلنت عنها في 2 ايار 2018 أنّ تسعة من أصل عشرة أشخاص يتنفّسون هواءً يحتوي على مستويات عالية من الملوِّثات، وعن خسائر بالأرواح تبلغ 7 ملايين شخص سنويًّا بسبب تلوّث الهواء الخارجي وتلوث الهواء المنزلي.
أمّا محليًّا فليس خافياً على الخبراء البيئيين تلوّث هواء بيروت وجبل لبنان وجونية والمناطق المحيطة بها بنسب عالية من الأوزون (O3) وثاني أوكسيد النيتروجين (NO2)، والجسيمات الدقيقة (5.PM2) و(PM10) والمكوّنات العضوية المتطايرة COV، وثاني أوكسيد الكبريت (SO2)، وبعضها وصل إلى حد خطير نتيجة التلوث الصادر عن قطاع النقل بالدرجة الأولى، ومحطات توليد الطاقة، ومولّدات الكهرباء الخاصة المنتشرة بين الأحياء، وانبعاثات المصانع وحرق النفايات.

وتفيد نتائج بحوث علميّة صادرة عن الجامعة اليسوعية في بيروت في تموز 2019 أنّ 96 بالمئة من سكان بيروت وضواحيها معرّضون لحوالي 250 يزما من التلوث سنويًّا، ويستنشقون حوالي 40 ميكروغراماً من الغازات الملوثة في المتر المكعب الواحد من الهواء على مدار السنة، ويقول ماهر عبّود رئيس قسم البيئة في الجامعة: بيروت معرّضة لملوثات كثاني أوكسيد النيتروجين الذي يتخطّى النّسب المسموح بها من منظمة الصحة العالمية والأخطر ما في الملوثات هو الغبار المتطاير والذي يتخطّى بحسب دراساتنا هذه النّسب بـ 150 إلى 300 في المئة». وتشترك بيروت مع مدن عربية كثيرة في غياب التخطيط لِلْحَدِّ من تلوث الهواء وتنفرد بغياب أوتوبيسات النّقل العام وميترو الأنفاق، ويدخل إلى بيروت نحو نصف مليون سيارة يوميا تزيد من تلوثها. وفي السّياق عينه أثبتت دراسات أنَّ التعرض لبعض الملوثات قد يسبب التهاباً في الدماغ ويتلف الخلايا العصبية. هذه الملوثات قد تتلف الفَصَّ الجبهيّ الأماميّ، وهذه المنطقة من الدّماغ هي المسؤولة عن التحكّم في دوافعنا وسلوكيّاتنا وقدرتنا على اتّخاذ القرار وضبط النفس.

الإدارة المتكاملة لآفات الزيتون

الآفة

الآفة هي كل كائن حي، يلحق ضرراً مباشراً أو غير مباشر بالإنسان، مثل: الفيروسات – البكتيريا – الفطريات – النباتات الطفيلية العشبية – الديدان الثعبانية – العناكب – الحشرات – بعض الفقاريات.

المبيد

المبيد هو أية مادة كيميائية منفردة أو أي خليط من مجموعة مواد تكون الغاية منها الوقاية من أي آفة أو القضاء عليها أو تخفيض نسبة تواجدها، ناقلات الأمراض للإنسان، أو للحيوان، أو للنبات. إلا أن هذه المبيدات قضت على نسبة عالية جدا من الحشرات والفطريات والبكتيريا النافعة، وفي غياب الرقابة الدقيقة والتقيد بالأسس العلمية الصحية المنظمة لهذا الاستخدام.

عدم المعرفة بطرق وأساليب الاستخدام الأمثل للمبيدات وطرق الوقاية من أضرارها يؤدي الى: تلوث البيئة – الأرض – الثمار – النبات بشكل عام – مياه الينابيع والخزانات الجوفية – الحشرات والحيوانات والطيور النافعة…

المبيدات واخطارها

يقول الدكتور جابر الدهماني، أستاذ أمراض ووقاية النبات في كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات: «إن المبيدات الزراعية عبارة عن مادة أو خليط من مواد تستخدم في الزراعة لغرض معالجة الإصابة بالآفات الزراعية لكن جميعها تحتوي على مواد كيميائية سامة.»

وقد قدرت منظمة الصحة العالمية وبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، أن هناك ثلاثة ملايين عامل زراعي في البلدان النامية يتعرضون سنوياً إلى حالات تسمم شديدة، منهم ثمانية عشر ألفا يلقون حتفهم. كما إن التعرض للمبيدات الزراعية يؤدي إلى تطور الأمراض المرتبطة بالأورام الخبيثة – السرطانات، بالإضافة إلى تهيج الجهاز العصبي، واضطرابات أخرى تؤدي للوفاة، حتى عند المستهلكين الذين قد يتناولون المبيدات الزراعية التي نمت داخل الخضراوات والفواكه.

لمحة تاريخية

في أوائل القرن الماضي، كانت الحكومات تشجع على استعمال المبيدات لأنها اعتبرتها مظهراً من مظاهر الزراعة الحديثة. سنة 1957، اقتُرح مفهوم الادارة المتكاملة للآفات لأول مرة في لبنان.

المفهوم في ذلك الوقت كان «كافح فقط عندما تتجاوز الآفة عتبة الضرر الاقتصادي» لكن لم يكن مفهوم استعمال المبيدات الزراعية السامة متلازما مع مفهوم عتبة الضرر الاقتصادي.

أما في السنوات القليلة الماضية ونتيجة للدورات والمدارس الزراعية، فقد تطورت قليلاً مفاهيم استخدامات الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية.

تعريف الإدارة المتكاملة للآفات

هي مقاربة مستدامة لإدارة الآفات الزراعية عبر دمج الوسائل البيولوجية، الزراعية، الفيزيائية والكيميائية بطريقة تخفض المخاطر الاقتصادية، الصحية والبيئية إلى الحد الأدنى.

بحسب منظمة الاغذية والزراعة العالمية، الادارة المتكاملة تكون بالأخذ بعين الاعتبار وبشكل دقيق كل التقنيات المتاحة لمراقبة الآفة والتعديل اللاحق من خلال إدخال طرق مناسبة للحيلولة دون ازدياد معدل وانتشار الآفات الضارة ولإبقاء المعالجة بالمبيدات في مستويات تبرر وتخفف الأخطار المحدقة بالإنسان وبالبيئة.

مراقبة الآفات: الخطوة الأساسية الأولى في الادارة المتكاملة للآفات تكون من خلال معرفة أوقات ظهور الآفة وتكاثرها ومراحل تطورها بالإضافة الى معرفة أطوارها من بيضة حتى حشرة كاملة وما هو الطور الذي يسبب الضرر ومكان سباتها الشتوي.

مقارنة
الإدارة التقليدية في الإقتصاد الإدارة المتكاملة للآفات في الإقتصاد
مزيد من التكاليف. تحسين ادارة المحصول.
مزيد من الترسبات الكيميائية السامة. تخفيض تكاليف الانتاج وزيادة الربح.
مزيد من تلوث البيئة بجميع عناصرها: الهواء، التربة، المياه… بيئة نظيفة نوعا ما من خلال: تقليل استعمال المبيدات وتخفيض نسبة السموم، السماح للأعداء الحيوية بالتكاثر والاستيطان في البساتين.
مزيد من قتل وتخفيض أعداد الأعداء الطبيعية المفيدة التي تتطفل وتأكل الآفات الضارة. العامل الاجتماعي من خلال: التحفيز على العمل التعاوني، بناء المجموعات، شبكة العمل، مهارات الاتصال، التعليم، العوامل الصحية، التوظيف، الخ…).

 

يجب التحوّل من ممارسة تعتمد أكثر على المبيدات الى ممارسة تعتمد أكثر على طرق الزراعة الطبيعية وصولا الى العضوية ….

يجب على المؤسسات الرسمية إرشاد وتحفيز المزارعين على استعمال كل التقنيات المتاحة لإنتاج محصول زراعي ذي ترسبات منخفضة للمبيدات الكيميائية السامة إلى أدنى مستوياتها وضمن المعدل العالمي عن طريق إدارة الآفات على هذا المحصول مع المحافظة على التوازن الموجود في عناصر البيئة المتمثلة بالحشرات – الأمراض المفيدة – الانسان – التربة والمياه….

أهم مضار الآفات على المزروعات:
  • تسبب خسارة كبيرة للمزارع بشكل مباشر وغير مباشر.
  • خسارة بسبب النقص في الإنتاج.
  • خسارة بسبب تدهور النوعية (اي يصبح الإنتاج غير قابل للتسويق)
  • تشكل أحد أسباب ارتفاع كلفة الإنتاج من خلال المكافحة المتواصلة، التعريب والتوضيب والتسويق.
  • المكافحة الخاطئة تسبب أضرراً جسيمة للإنسان وللبيئة بشكل عام بالإضافة الى ارتفاع كلفة الإنتاج.

           ترقّبوا الجزء الثاني من المقال في العدد القادم لمعرفة الأمراض والحشرات               التي تصيب شجر الزيتون، بالإضافة إلى طرق العلاج.

مخاطرُ المُبيداتِ الزّراعية

بعد تقدّم العلم والأبحاث والتقنيّات الزراعيّة الحديثة في القرن الماضي، ازدادت معها مصادر التلوّث البيئي والبشري بالإضافة إلى التّجارة الهادفة إلى الرّبح السريع والكثير، خاصّة في موضوع المُبيدات الزراعية. فبقدر اهتمامنا بهذا التقدم التقني السريع، يجب أن يكون اهتمامنا بحماية البيئة المحيطة بنا من آثاره تحقيقاً للغاية الأساسية التي ترمي إليها كل أسباب التطوّر العلمي، ألا وهو الإنسان هذا المخلوق الذي كرّمه الله عز وجل.

إنّ استخدام المبيدات بكافة أشكالها وبمختلف مجالات استعمالاتها، شكلٌ من أشكال التطور العلمي والتجاري، فقد حقّق هذا الاستخدام زيادة فاعلة في الإنتاج الزراعي من الخضار والفاكهة من خلال السيطرة على الآفات التي تصيبها، وإبقاء نسبة الإصابة بها دون مستوى عتبة الضرر الاقتصادية، كما أن استخدام المبيدات في القرن الماضي حقق للإنسان درجة عالية من الحماية والوقاية ضد أخطار بعض الحشرات الناقلة للأمراض والآفات الخطيرة.

الآفة: هي كل كائن حيّ، يُلحق ضرراً مباشراً أو غير مباشر بالإنسان، مثل: الفيروسات – البكتيريا – الفطريات – النباتات الطفيلية العشبية – الديدان الثعبانيّة – العناكب – الحشرات – بعض الفقاريات.

المبيد: هو أيّة مادة كيميائية منفردة أو أيّ خليط من مجموعة مواد تكون الغاية منها الوقاية من أيّة آفة أو القضاء عليها أو تخفيض نسبة تواجدها، بما في ذلك ناقلات الأمراض للإنسان، أو للحيوان، أو للنبات، أو تلك التي تؤدي إلى إلحاق الضرر أثناء إنتاج الأغذية والمنتجات الزراعية والأعلاف، أو أثناء تصنيعها ونقلها وخزنها وتسويقها، كما يُقصَد بالمبيد أيّة مادة كيميائية تُستخدم لتنظيم نموّ النبات أو لإسقاط أوراقه أو لتجفيفه أو لتخفيف الحمل الغزير لأشجار الفاكهة،
أو لوقاية الثمار من التساقط قبل إتمام نضجها.

إلّا أنّ هذه المبيدات قضت على نسبة عالية جدًّا من الحشرات والفطريات والبكتيريا النافعة التي تتطفّل على الكثير من الآفات الضارّة والتي تتغذّى وتصيب النباتات والثمار الزراعية، وتُعَد المبيدات الكيميائية من أكثر المسبّبات في تلوث وتدهور البيئة. وفي غياب الرّقابة الدقيقة والتقيّد بالأُسس العلمية الصحيّة المنظِّمة لهذا الاستخدام، يؤدّي ذلك الى تخبّط المزارعين بين سندانين: سندان مكافحة الآفات التي تصيب مزروعاتهم وانتاج ثمار وخضار نظيفة وخالية من الإصابة بالآفات. وسندان القدرة على تصريف منتجاتهم التي تحتوي على نسبة لا يُستهان بها من الترسّبات الكيميائية. ناهيك عن الدواء المُستخدَم ومصدره وكيفيّة استخدامه والكميّة المستخدمة. إنّ عدم المعرفة بطرق وأساليب الاستخدام الأمثل للمبيدات وطرق الوقاية من أضرارها يؤدي إلى: تلوّث البيئة – الأرض – الثمار – النبات بشكل عام – مياه الينابيع والخزانات الجوفية – الحيوانات والطيور النافعة…

المبيدات والإنسان والبيئة

 عندما اكتشف الإنسان المواد الفعّالة للمبيدات الكيميائية واحداً تلوَ الآخر، كانت اكتشافاته وليدة الحاجة، فكما يُقال: الحاجة أمّ الاختراع، فكانت الأبحاث التي أُجريت على المبيدات هي الأمل لحل مشاكل كثيرة عانى منها المزارعون لسنوات عديدة، فهي مشكلة الآفات على اختلافها واختلاف عوائلها. ولم يدرسوا آنذاك أنّ هذا الحلّ المدهش في نتائجه الأولية سيصبح يوماً ما مشكلة قائمة بحد ذاتها ومن الصعب جدّاً أن نتخلص منها أو نجد حلّاً لها. وقد كانت لهذه الآفات طريقتها الخاصة، فظهرت منها سلالات مقاومة للمبيدات. كان ذلك هو ردّها الحيوي على السلاح المدمّر الذي استخدمه الإنسان ضدّها (المبيدات الكيميائية) وهكذا بدأ الإنسان يبحث عن مبيدات جديدة أكثر تخصّصاً، واستخدم عدّة أنواع وأساليب لمواجهة هذا العدو الخطير الذي يهدد سلامته وأمنه الغذائي وبالتالي دمّر الكثير من البيئة المحيطة به.

إنّ اكتشاف المبيدات واستخدامها العشوائي فيما بعد وعلى الزراعات الكثيفة وسرعة وسائل النقل وكثرة التبادلات التجارية وما يرافقها من انتقال لهذه الآفات إلى بيئات جديدة، وكذلك نتيجة للتوسع الهائل في المساحات المزروعة، والإكثار من استخدامها دون قيد أو شرط، وزراعة النباتات ذاتها في الأرض ذاتها، وتعدّد الأضرار التي سببتها الآفات فقلّصت غذاء الإنسان وحاجياته ومواشيه ونظراً لتسبّبها في نقل الأوبئة والأمراض الخطيرة، أدّت كل هذه العوامل إلى فقدان السيطرة على هذه الآفات الضارة بالإضافة إلى القضاء على نسبة لا يُستهان بها من الأعداء الطبيعية المفيدة بالإضافة إلى تلوّث البيئة.

وفي الواقع لم تكن المبيدات الزراعية بحجم الآمال والتطلّعات المنشودة عند بدء استخدامها. فقضاؤها على الآفات لم يكن متخصّصا وجيّداً، كما أثبتت التجارب أنه لن يكون استخدام المبيدات هو الحلّ في المستقبل، فالكائنات الحيّة (الضارة والنافعة) متعايشة في البيئة مع بعضها البعض منذ بداية الكون.

ومن المهمّ أن نعلم جميعاً أنه لا يوجد مُبيد يخلو نهائيّاً من الخطورة على الإنسان والحشرات النافعة مثل النحل والبيئة بشكل عام، بل إن الخطر عامل مشترك بين مختلف أنواع المبيدات مهما تنوعت مجموعاتها الكيميائية، أو اختلفت صفاتها الفيزيائية، أو تباينت أسماؤها التجارية، مثلاً يوجد العديد من المبيدات تحمل عدة أسماء تجارية ولكن المادة الفعّالة واحدة، إلّا أنّ درجة الخطورة تبقى أمراً نسبيّاً، تشتد في بعضها وتخفّ في بعضها الآخر ولكنها لا تنعدم بأيّة حال.

المبيدات وأخطارها

يقول الدكتور جابر الدّهماني، أستاذ أمراض ووقاية النبات في كليّة الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات: إنّ المبيدات الزراعية بوجه عام، عبارة عن مادّة أو خليط من مواد تستخدم في الزراعة لغرض وقاية أو معالجة أو تقليل الآثار الناتجة عن الإصابة بإحدى الآفات الزراعية، مثل مسبّبات الأمراض (الفطريّات والبكتيريا والفيروسات والديدان الثعبانية) والحشرات والأعشاب الضارة وغيرها، وتختلف نوعيّة المبيد باختلاف نوع الآفة المراد محاربتها سواء في التربة أو أثناء الزراعة، لكنها جميعها تحتوي على مواد كيميائية سامّة يُحاط استعمالها بمجموعة من القوانين والشروط الخاصة. ينتج عن مخالفة هذه التعليمات وتجاوزها حدوث المضار الصحية والبيئية التي يتم الحديث عنها اليوم، والتي يمثل أخطرها التعرض لسمّ هذه المبيدات قبل استهلاكها، وذلك حين تصيب فئة المزارعين والعاملين. وقد قدّرت منظّمة الصحة العالمية وبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، أنّ هناك ثلاثة ملايين عامل زراعي في البلدان النامية، يتعرّضون سنويّاً إلى حالات تسمم شديدة، منهم ثمانية عشر ألفا يلقَوْن حتفهم، إذ إنّ التعرّض للمبيدات الزراعية يؤدي إلى تطور الأمراض المرتبطة بالأورام الخبيثة والسرطانات، بالإضافة إلى تهيّج الجهاز العصبي، واضطرابات أخرى تؤدّي للوفاة، حتى عند المستهلكين الذين قد يتناولون المبيدات الزراعية التي نمت داخل الخضراوات والفواكه.

أضرار المبيدات الزراعيّة

إنّ المبيدات الزراعية تحتوي على مادة سامة مركّزة التي تؤثر سلباً على البيئة بالإضافة إلى الإنسان:

  • ضعف خصوبة التّربة: تبدأ التربة في فقدان خصوبتها بعد الاستعمال المتكرّر للمبيدات الكيميائية بنحو20سنة فتصبح الأرض غير قادرة على الإنتاج الزراعي.
  • قتل البكتيريا والديدان في التّربة: من المعروف أنّ الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) هي التي تلعب الدّور الأساسي في تحويل الغذاء إلى النباتات، والديدان التي تتعذّى على التربة وتحوّلها إلى مادّة عضوية، فعند رشّ مبيدات الأعشاب على النباتات البريّة ورش التربة من خلال رش الخضار والمحاصيل الحقلية تقتل الكثير من هذه الكائنات ممّا يجعل التربة فقيرة وغير خصبة لتغذية النبات.
  • تسمّم الإنسان: يؤدّي رش المبيدات الكيميائية من غير الحماية الذاتية إلى تسمّم من قام بعملية الرّش أو من يقوم بتذويب محلول الدواء والذي يساعد في الرش.
  • تلوّث المياه: بعد الرّش المتكرّر على التربة وأثناء فصل الشتاء تتسرّب المبيدات مع مياه الأمطار إلى باطن الأرض وصولاً إلى المياه الجوفية والينابيع والأنهار، ومن ثمّ تعود إلى الفواكه والخُضار ومياه الشّفة.
  • قتل الحشرات والحيوانات المُفيدة: البيئة الجيّدة تحضن الكثير من الحشرات والطيور والحيوانات المفيدة التي تقتات على الحشرات الضارة، فالمبيدات السامة تقضي على هذه الكائنات.
  • تلوّث الخضار والفواكه: يوجد الكثير من المبيدات الزّراعية «جهازيّة» أي تدخل على كافة أجزاء النبتة بما فيها الأجزاء التي تؤكل.
المواد الصالحة للتّربة

الإجراءات الوقائيّة:

يمكن التقليل من أضرار هذه الحشرة باتباع ما يلي:

  • جمع الثمار المصابة ودفنها على عمق يزيد عن 50 سم أو تقديمها لبعض الحيوانات للتخلّص من اليرقات الموجودة ضمنها.
  • عدم زراعة بساتين مُختَلطة من أشجار الفاكهة حتى لا تتعاقب أجيال الحشرة على ثمارها.
  • الاهتمام بالتّقليم المُناسب لكل شجرة يحدّ من إصابتها بالآفات.
  • إزالة الحشائش الضارّة والتي تمثل ملجأً جيداً للآفات.
  • تجنّب وضع أسمدة حيوانيّة خضراء ونفايات عضوية رطبة.
  • حراثة الأرض يؤدّي إلى ظهور الشرانق والتهامها من قبل بعض الحشرات والطيور والحيوانات.

المُكافحة باستخدام المصائد الغذائيّة:

  • تعتمد على تعليق 3 مصائد غذائيّة جاذبة للذّبابة (مادة هيدروليزات البروتين تركيز 5% أو أي مادة مُتخمّرة…
  • يتم تبديل محلول المادّة الغذائية عند امتلائها بالذّباب أو جفافها (على أن يُراعى طمر المُخلّفات وعدم سكب محلول المادّة الغذائية على التراب) أو بعد (٢-٣) أسابيـع من تعليقها.

المكافحة الميكانيكيّة:

أهم الأعمال التي تقلّل من انتشار الآفات:

  • رشّ باليوريا 46% بمعدّل 12 كغ لكلّ 100 ليتر ماء للدونم المغروس بالأشجار المثمرة والأوراق المُتساقطة
    في فصل الخريف.
  • حراثة التّربة حراثة عميقة بعد الرّش باليوريا مباشرة من أجل طمر الأوراق وتحلّلها.
  • جمع الثمار المُصابة والعالقة على الأشجار وحرقها أو طمرها عميقاً في التربة أو تقديمها لبعض الحيوانات كعلف.
  • تقليم الأفرع المُصابة والتي تظهر عليها التقرّحات وجمع كافّة المُخلفات وحرقها في البستان.

المكافحة العضويّة بواسطة النّحاس:

  • بعد القطاف وفي مرحلة تساقط الأوراق بمعدّل 120 الى150 غرام جنزارة للتنكة 20 ليتر ماء (حسب كثافة الأوراق).
  • الرّشة الثانية في أوائل الرّبيع عند بداية انتفاخ البراعم بمعدل 200 غرام جنزارة ويضاف إليها 100 غرام كبريت مكروني للتنكة سعة 20 ليتر ماء.
الوعي بداية الحلّ

بينّت الأبحاث العلميّة أنّ وسائل الوقاية من مخاطر المبيدات الزّراعية لا يمكن تحديدها، قبل معرفة الطريقة التي تم رش المزروعات بها، لذا فإنّ إدراك المستهلك ووعيه، مسألة أساسية كبداية للحل. فنحن أمام نمطين: الأوّل هو الأسلوب السليم في استخدام المبيدات الزراعية سواء في طريقة الرش أو نسبة المواد المستخدمة ونوعيتها. وهنا لا نحتاج لأكثر من الطريقة التقليدية المتبعة في التعقيم والتنظيف، إمّا بالماء والصابون أو ببعض المعقّمات الخاصة التي تُباع بالأسواق.

أمّا النّمط الثاني: فيتمثّل في الاستخدام الخاطئ للمبيدات الزراعية حين تُستخدم المبيدات الزراعية بكميّات كبيرة بعد نمو النباتات فتتغلغل المواد الكيميائية إلى داخل القشرة الخارجية للخضراوات والفواكه، وبالتالي يلزم لتعقيمها والوقاية منها: نزع القشرة الخارجية للمنتجات الزراعية. ممّا يعني أنّنا سنفقد قيمة غذائية من الألياف المفيدة التي توجد في هذه القشور كحدٍّ أدنى للخسارة الغذائية. ويبقى هذا الاستخدام الخاطئ حتماً أقلّ ضرراً من النوع الأكثر خطورة في رش المبيدات الزراعية الذي يلامس التربة مباشرة أثناء عملية معالجة التربة وبكميات مخالفة للعيّنات المحدّدة، أي قبل نمو النباتات ممّا يعني أنّ هذه المواد الكيميائية ستنمو داخل الخضار أو الفاكهة وتصبح جزءاً منها، وفي هذه الحالة لن يفيد التعقيم والتنظيف ويصبح الابتعاد عنها أفضل طرق الوقاية منها.

المسؤوليّة المُتكاملة

وأضافت الدكتورة صِدّيقَة وشي: إنّ الكثير من المستهلكين يسألون عن كيفية معرفة الطريقة التي تم استعمالها في رش منتجاتهم بالمبيدات الزراعية، وهو أمر بالتأكيد قد يستحيل بالعين المجرّدة. وهنا يأتي الحديث عن دور الجهات المعنية، وعلى الناس أن يطمئنوا فليس من المعقول أن تُترَك عملية استخدام المبيدات الزراعيّة بهذه الفوضى والخطورة وإلّا كنّا سنشهد كوارث صحية. فالبلديات والدوائر والهيئات الزراعية في الدولة يجب أن تقوم بمسؤولياتها الكبرى في هذا المجال، بحيث تنظّم عمليات الرش وذلك بتحديد نوعية المواد وكميّاتها، ووضع الأشخاص ذوي الخبرة في المكان المناسب، إلى جانب الحظر التام لأيّة مبيدات سامة وخطرة، سواء في معالجة التربة أو المزروعات، بالإضافة للرقابة الدائمة ليس فقط على المزارع المحلّية، ولكن أيضاً على المنتجات الزراعيّة المستوردة، وآليات شحنها وحفظها وصولاً إلى مراقبة منافذ البيع. ويبقى التحذير الأكبر من محلات البقالة الصغيرة التي قد تستورد من مزارع خاصة، لا تمرّ بهذا الحجم من الرقابة الشديدة على الرغم من كونها مشمولة بالقوانين والإجراءات، ويكثر هذا النمط في المناطق النائية التي يصدر فيها بعض المزارعين مباشرة إلى محال صغيرة لا تتوفر فيها كل شروط الأمن والوقاية.

ملاحظة: يجب التشدّد في الرّقابة على الواردات.

الحجر الزراعي والاتفاقيات الدولية من شأنها تنظيم تصدير واستيراد المنتجات الزراعية، موضحة فيه كافة الشروط الخاصة باستيراد المنتجات الزراعية، أهمها:

عدم إدخال أيّة منتجات زراعية إلى الدولة ما لم تكن مصحوبة بشهادة صحية صادرة من الجهات المختصة في بلد المصدر، ومصدّق عليها من سفارة لبنان لديها إن وُجدت، تُثبت خلو هذه المنتجات المستوردة من الآفات الزراعية والترسّبات الكيميائية والشوائب الضارة بالسلامة العامّة، كما أنه لا يُسمح بدخول المنتجات النباتية إذا كان هناك شبهة في تلوثها بآفات أو بأحد الأمراض الوبائية والمُعدية، وتكون وزارتا الزراعة والبيئة هما الجهتان المسؤولتان عن الرقابة على كافة المداخل الحدودية،(بريّة وبحريّة وجويّة) بحيث تضمن دخول وحفظ ونقل المنتجات الزراعية السليمة والمطابقة لمواصفات الدولة وفق القوانين والنظم المعمول بها.

شرائط لفحص الأطعمة من وجود أي بقايا للمبيدات، متوفّرة في الأسواق العالمية
الفحص الكيميائي والبَيولوجي

يتمّ فحص عيّنات من المنتجات الزراعية للتأكد من مطابقتها للمواصفات المعتمدة وخاصة ترسّبات وبقايا المبيدات الكيميائية للمحافظة على الصحة العامة، وفي إطار حرصها على التأكّد من صحّة وسلامة الأغذية التي تُتَداول في الأسواق المحلّية.

موضوع أخذ العينات أمر مهم جداً في عملية  تحليل المواد الغذائية، وإنّه من الضروري أن تمثّل العينة الغذائية التي نقوم بتحليلها الوضع الحقيقي للمادة الغذائية في السوق المحلّي قدر إمكانها. فلا بدّ من وضع نظام يحدّد كيفية أخذ العينات بطريقة تضمن الكشف على محتويات المواد بصورة أكثر شمولية.

وفي حالة وجود أيّة بقايا للمبيدات أو أي شيء بالشّحنة يتم رفضها وخاصة باستخدام تقنية حديثة في المختبر يمكنها الكشف عن المُمْرِضات البكتيريّة أو الملوّثات بالأغذية المختلفة حتى لو كانت بأعداد قليلة والتي تعجز التقنيّات التقليدية عن كشفها.

ومن الضروري جداً أن تكون الإدارة المختصة حريصة دائماً على صحة وسلامة المستهلك والبيئة ومصدراً للثّقة وتكون المنتجات الزراعية على مستوى رفيع من المصداقية في الداخل وعلى الصعيد العالمي ممّا يسهم في تحقيق رؤية تتحقق فيها رفاهية ومقومات العيش والازدهار.

ورفض أي شحنة غذائية غير مستوفاة للوثائق المرافقة وقوانين استيراد الأغذية بالدولة، وأن تكون الشركة المستوردة مُرخّصة وقانونية.

تخفيض عدد المبيدات في السنوات الأخيرة، واستعمال المبيدات البَيولوجية الآمنة والصديقة للبيئة، إلى جانب سَنّ القوانين اللازمة لتداول واستخدام المبيدات في التّربة، هو توجُّه سليم وظاهرة صحيّة تحمي المستهلكين من المخلّفات الخطرة والسامة التي قد تصل إلى التربة أو المياه أو الهواء، وتضرّ بالصحة العامة، بالإضافة إلى أنّ القوانين والإجراءات لم تقتصر فقط على المنتجات الزراعية المحليّة، بل تشمل أيضاً الرّقابة على كلّ الشحنات المستوردة والواردة للدولة عن طريق الحجر الزراعي.

الوقاية والحماية من المبيدات الزراعية هي عمليّة متكاملة تبدأ من دَور الجهات المعنية، ثم تحمل المزارعين لمسؤولياتهم، وصولاً إلى وعي المستهلكين الذين نُخَصِّصهم ببعض النصائح والإرشادات الواجب مراعاتها والالتزام بها.

رشّ المبيدات باتّجاه الأعلى وعلى أشجار مزهرة غير آخذين بالاعتبار النّحل وصحة العامل.

رشّ على الخضار دون الأخذ بالاعتبار السلامة الذاتيّة والبيئية.

استخدام مبيدات بوجود طفل دون ارتداء اللّباس الواقي.

استخدام مُبيدات قديمة ولا دور للسّلامة.

رمي عبوات المبيدات في أماكن تضرّ البيئة.

خلط المبيدات عشوائيّاً.

بيئة و إرشاد زراعي

في النصف الثاني من القرن الماضي، بدأت زراعة الخضار التي كانت محصورة في مساحات قليلة تتطور وتزدهر حتى أصبحت مصدرًا أساسيًا في …

شكّل الأشجار المثمرة الجزء الأهم والأساس من الزراعة، وتعتبر ثمارها مصدر غذاء للإنسان، كما أنها تعدّ مواد خام ضرورية للصناعات الزراعية الغذائية. …

زراعةُ الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامّة التي تلعب دوراً أساسيّاً في الاقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيداً للمزارع خاصة إذا …

الزراعة تراجعت كمساحات وتراجعت أيضا كإنتاجية بالدونم لأسباب عديدة منها: - إهمال القطاع الزراعي في الجبل أدّى إلى «تبوير الكروم والبساتين» وعدم …

الأفة: هي كلُّ كائنٍ حيٍّ، يُلحق ضرراً مباشراً أو غير مباشر بالإنسان، مثل: الفيروسات - البكتيريا - الفطريات - النباتات الطفيلية العشبية - …

في النّصف الثاني من القرن الماضي، بدأت زراعةُ الخضار التي كانت محصورة في مساحات قليلة تتطوّر وتزدهر حتى أصبحت مصدراً أساسيًّا في …

المُزارعون القدماء وحتى بداية القرن الماضي يبحثون عن بقعة أرض صغيرة كي يستثمرونها في زراعة المحاصيل الحقليّة والخُضار وخاصة الحبوب، طلبًا للإنتاج …

الأضرار المباشرة وغير المباشرة لآفات الزيتون الثمار المصابة غير قابلة للكبيس والتخليل من جراء إصابتها بذبابة الزيتون، مرض تعفّن الثمار وعثة الزيتون. …

  وجدت دراسة جديدة أنّنا نلتهم جميعاً نحو 73 ألف قطعة صغيرة من البلاستك كل عام، من خلال طعامنا وشرابنا، ويدخل البلاستيك …

الدّراسة التي نُشرت حديثاً في النّسخة الإلكترونية لمجلة Epidemiology وفي صفحة ديلي ميل البريطانية في 26 من آب الماضي أدّت إلى دعَوات …

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

بعد تقدّم العلم والأبحاث والتقنيّات الزراعيّة الحديثة في القرن الماضي، ازدادت معها مصادر التلوّث البيئي والبشري بالإضافة إلى التّجارة الهادفة إلى الرّبح …