الإثنين, أيار 6, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الإثنين, أيار 6, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

هذا العدد

سَنَةُ التّحوّل

يختلفُ هذا العددُ من مجلّة “الضُّحى” في الكثير من الأمور عن الأعداد السّابقة التي أصدرناها من قَبْلُ، اختلافٌ هو في حدّ ذاته ثمرةٌ للتطّور الطّبيعيّ والاستجابة لِما يتبيّن بالتّجربة رغبات القارئ أو الحاجات التي ينبغي للمجلّة أن تلبيها، ولقد كانت ولادة “الضّحى” منذ البدء مغامرة حقيقيّة لأنّها كانت بلا سابقة تنسُج عليها، لكنّنا تمكنّا في سياق التَّجربة، من تحقيق فَهمٍ أفضلَ لحاجاتٍ ومواضيعَ لم يتضمّنها المخطّط الأوَّليُّ، وهذا هو سبب إدخال المجلّة مع الوقت لعدد من الأبواب التي زادت في إنضاج مُحتواها وتنوعها.

أمّا في هذا العدد فإنّنا قمنا أوّلاً بتغطية حَدَثين تاريخيّين تمثّلا في افتتاح كَنيسة وجامع في المختارة العاصمة السّياسيّة للجبل وقلعته منذ قديم الأزمنة، كما قمنا بتناول حدث مهمٍّ في تاريخ البلد هو الانتخابات الرّئاسيّة التي أنتجت بعد 30 شهراً من الفراغ والتّعطيل رئيساً توافقيّاً للبنان.

لقد قرّرنا التّعامل مع حدثيّ المختارة كحدثين وطنيّين و”تاريخيّين” فعلاً لما يحملانه من دلالات ساطعة على استمرار التّميُّز اللّبنانيّ في مجالات العيش المشترَك والاحترام والثّقة بين اللّبنانييّن. كذلك الأمر فإنّنا لم نتردّد في التّرحيب بانتخاب رئيس جديد للبلاد باعتبار ذلك حدثاً وطنيّاً أيضاً قبل أن يكون سياسيّاً، و”الضّحى” عدا ذلك مستمرّة في نهجها المحايد الذي يترك السّياسة للسّاسة ويركّز على كلّ ما يجمع ويجتنب كلَّ ما يفرّق لأنّها ليست ولن تكون مجلّة لفريق من القرّاء دون فريق.

نوَدُّ التوقف هنا عند دلالة الاهتمام المتزايد لـ “الضُّحى” بالملفّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة وشؤون الخِدمات، ومن ذلك تناوُلِنا بصورة مفصّلة في العدد السابق لمشروع سَدّ بسري والإعداد (في الأعداد المقبلة) لمواضيعَ وتحقيقاتٍ تتناول مشروع الصّرف الصّحيّ وتزايد الاستثمار في الطّاقة المُتجدّدة من المشاريع الصّناعية ومن المنازل وكذلك مشاريع الزّراعة العُضوية ومشاريع التّنمية الرّياضيّة والشّبابيّة وغيرها. لكنّنا ننوِّه هنا بصورة خاصّة بالقسم المُخَصَّص للعمل البلديّ في هذا العدد، وهو ما سيكون بإذن الله قسمٌ دائمٌ وسيتمّ توسيعه ومدّ نطاقه ليشمل مختلف البلديّات وقضايا ومشاريع العمل البلديّ. ذلك أننا نعتبر العمل البلديّ أحد أهم أشكال الديمقراطيّة المباشرة والتّنمية المحلّية التي يجب تفعيلها وتطوير ثقافتها. وهذا النّوع من الاهتمام يعكس ميل “الضُّحى” المتزايد لإحداث توازن أفضل بين المضمون الفكريّ والتّوحيديّ للمجلّة وبين مضمونها الاجتماعيّ والتّنمويّ، وهذا التوازن، كما لمسنا من القرّاء، أمرٌ مرغوب فيه لأنّه يوفِّر منبراً فعّالاً لصوتهم ووسيلة إعلام تسلط الضّوء على القضايا الحياتيّة والتّنموية التي تهمّ النّاس.

نشير أخيرا إلى الاهتمام الخاصّ للمجلّة بموضوع توسيع قاعدة القرّاء وتأمين وصولها إلى المشتركين بانتظام، وكذلك تحسين التّوزيع عبر المكتبات، ثم تفعيل مبادرة التّوزيع المباشر على البيوت في قرى الجبل التي توجد فيها قاعدة للمجلّة، وللمجلّة تجربة ناجحة منذ سنوات في قضائيّ حاصبيّا وراشيّا في توزيعها على منازل القرّاء وتجربة مماثلة في بلدة رأس المتن، وقد بدأت إدارة التّسويق والتّوزيع بهمّة الشّيخ زياد أبو غنّام حملة واسعة لتوسيع تجربة التّوزيع المباشر على مختلف أقضية الجبل وفي وقت لاحق في بيروت، ونحن نأمل أن تظهر نتائج تلك الجهود المباركة قبل نهاية هذا العام وفي السّنة المقبلة.

نود في الختام أن نتوجّه بالشكر لسماحة شيخ العقل لدعمه ولنُصحه المستمرّين وللمجلس المذهبيّ للطائفة الذي لن يبخل بأي دعم يعزّز وضع المجلّة وقدرتها على الاستمرار، كما نتوجّه بالتّقدير العميق لأعضاء مجلس الأمناء وهم بالفعل دعامة هذا العمل الجبّار منذ انطلاقته قبل ستّ سنوات، والشّكر موصول لرابطة أصدقاء “الضّحى” التي تشكّلت في أكثر من بلد من أجل توفير الدّعم الماليّ والمعنويّ للمجلّة، ونحن نتوقّع أن تكون بداية العام المقبل موعداً لانطلاقة الموقع الشّبكيّ للمجلّة ونقطة تحوّل نحو تعميم انتشارها وتطوّرها المستمرّ كمؤسّسة حديثة تُدار بفعاليّة واحتراف.

والله وليُّ التّوفيق

العدد 18