السبت, نيسان 27, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 27, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

انتخاب رؤساء وأعضاء لجان المجلس المذهبي الجديد

عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز جلسته الاولى برئاسة سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي الشيخ نعيم حسن، وبحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط والنواب الدروز اكرم شهيب، مروان حمادة، وائل ابو فاعور، انور الخليل، فيصل الصايغ وهادي ابو الحسن، النائبين السابقين غازي العريضي وايمن شقير، رئيس المحكمة الاستئنافية الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب الدرزي واعضاء الهيئة العامة الجدد المنتخبين، حيث جرى انتخاب رؤساء اللجان واعضاء اللجان بالإضافة الى أميني السر والصندوق.


وقد تم انتخاب كل من السادة:
֍ امين السر المحامي نزار البراضعي
֍ امين الصندوق ناجي صعب
֍ رئيس اللجنة المالية د. عماد الغصيني وتضم كلاً من: حسن غازي، زياد خطار، حكمت نوفل وحسان صالحة.
֍ رئيسة اللجنة الاجتماعية المحامية غادة جنبلاط وتضم كلاً من: الشيخ هاني غزال، د. منى رسلان، د. نصر ضو، أكرم عربي، أيوب الجردي، غازي الخطيب، د. ربيع غريزي وأسامة ذبيان.
֍ رئيس اللجنة الادارية العميد المتقاعد بسام ابو الحسن وتضم كلاً من: عامر صياغة، الشيخ محمد غنام، زاهر الأعور ونيضال بو حجيلي.
֍ رئيس لجنة الاوقاف المحامي حمادة حمادة وتضم كلاً من: رياض عطالله، الشيخ سامي عبد الخالق، الشيخ أسعد سرحال، مروان شروف، مروان الحلبي، جهاد شيا، الشيخ نزار بو غنام، د. شوقي الدنف،.
֍ رئيس اللجنة الثقافية الشيخ د. سامي ابو المنى وتضم كلاً من: د. فريال زهر الدين، د. رامي عز الدين، فراس زيدان ود. نبيل عماشة.
֍ رئيس اللجنة الدينية الشيخ هادي العريضي وتضم كلاً من المشايخ: سلمان عودة، حسين عبد الخالق، وسام سليقا وسمير حمادة.
֍ رئيس اللجنة القانونية المحامي نشأت هلال وتضم كلاً من المحامين: ندى تلحوق ود. طلال جابر.
֍ رئيس لجنة شؤون الاغتراب جمال الجوهري وتضم كلاً من: وليد ضو، غسان رافع، د.ميسر سري الدين ونبيل أبو ضرغم.

كما تم تعيين اللواء شوقي المصري رئيساً للجنة التواصل والعلاقات العامة وهي لجنة خاصة مشكلة بموجب قرار مجلس الإدارة السابق على أن يتم تعيين أعضاء هذه اللجنة لاحقاً.


تهنئة من الضحى

تتقدم أسرة مجلة الضحى ، التي تصدر فصلياً عن المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، بالتهاني لانتخاب أعضاء المجلس المذهبي في دورته الجديدة، وتبارك للأعضاء، رجال دين ومدنيين، الذين تمّ انتخابهم بمشاركة واسعة من الفاعليات الدينية والنقابية والمهنية والبلدية والاختيارية لدى الموحدين الدروز، ولانتخاب اللجان المتخصصة الذي جرى في 25 أيلول 2018.

وإذا كانت المشاركة الواسعة والتنافس الديمقراطي الصحي هما السمتان اللتان لفتتا أنظار المراقبين والمتابعين، فالمعنى المباشر لذلك هو الشعور العام بالمسؤولية الفردية والجمعية في هذه الظروف الدقيقة، ما يحتم العمل الدؤوب للنهوض بأوضاع أبناء طائفة الموحدين الدروز، والتأكيد على دورها الأساسي في البناء الوطني، السياسي والإداري، ومتابعة شؤون الشباب والشابات والنشء الطالع لجهة حث أجهزة الدولة للقيام بواجباتها في تأمين مقاعد دراسية وجامعية كافية، ورعاية صحية واجتماعية مجانية للمحتاجين، وفرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل. وفي أبسط واجبات مؤسسات الطائفة كافة، ومنها المجلس المذهبي، بث روح التعاون بين الجميع ونبذ الفرقة والانقسامات، والحثّ على التمسك بالأرض والوطن والقيم وتقاليد السلف الصالح في الصدق وحفظ الإخوان وحفظ التراث الرفيع لطائفة الموحدين الدروز، والتشديد على التضحية في سبيل الوطن، والقضايا الوطنية العامة.

وبهذه المناسبة، لا يسع الضحى إلا أن تنوّه بإنجازات المجلس السابق، أفراداً ولجاناً، وما قدموه من تضحيات فردية ومؤسسية، وبالتنسيق والتعاون مع مشيخة العقل الكريمة، وما المركز الصحي الاجتماعي الذي جرى افتتاحه في مدينة عاليه في العام الماضي غير واحد من الإنجازات والتقديمات تلك، وكثير مثيلها، وفي غير باب ومجال.
نكرر التهنئة بالاستحقاق الديمقراطي الداخلي، وستبقى في خطها الثقافي المعروفي الملتزم، وبتصرف المجلس الجديد ولجانه، وبالتنسيق الكامل مع سماحة شيخ العقل القاضي نعيم حسن، وبتوجيه كريم منه.

رئيس التحرير

د. محمّد شـيّا

خطبة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بمناسبة عيد الاضحى المبارك

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ لله ربّ العالَمِين، والصَّلاةُ والسَّلام على خاتم النبيين محمد سيِّدِ الـمُرسَلِين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين.
إنَّهُ صباحٌ مُبارَك، صباحُ الأضحى الـموسومُ بدلالةِ الطَّاعةِ والتّسليم لمشيئةِ الله عزَّ وجلَّ، الـمُعبَّرُ عنهُ بالقُربانِ (وهو النَّحر) الَّذي يَتقرَّبُ به العبدُ إلى خالقِه لإيمانِه به وتوحيدِه له على أنَّه الحقُّ والعدْلُ وغايةُ الهُـدَى. ولا يجوزُ أن يكونَ فعلُ التقرُّب المشهودِ هذا إلَّا ثمرة النيَّة الصَّادقة الطيِّبة. قال تعالى في كتابه الكريم ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة 27)، وهذا يجبُ أن يكونَ من البداهةِ في وعْيِ الدِّين وفقاً لما شاءهُ الله عزَّ وجلَّ بحكمتِه، وهو وجوبُ التحلِّي بلباسِ التَّقوى إن كنتُم تعلمُون، وإن كنتُم من أهلِ الإخلاصِ والوفاءِ والصِّدْقِ والإيمانِ الذي ﴿لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصّلت 42).
إنَّ ما يريدُه الله جلَّ جلالُه من عِبادِه الـمُخلصِين هوَ التَّقوى، ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ﴾ (الحجّ 37). والعِيدُ معقودٌ منذُ آلاف السّنين على هذا المعنَى، والأوْلى بعِبادِه الصَّالِحِين أن يكونَ وقوفُهُم في مقامِ الأضحى الـمُبارَك وقُوفاً شُجاعاً للنَّفسِ أمام مرآةِ كلام الله ودلالاته المحمولةِ ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ (الشعراء 195). وإنِ انْعدمت التقوى فسُد الخُـلُق، وبفسادِه ينكَبُّ الإنسانُ على ما ينزَعُ إليه بإملاءاتِ هوى النَّفس الأمَّارةِ، وهذا بدايةُ انحطاط لا يلبثُ أن يصيبَ العائلةَ والمجتمعَ والبلدَ والأمَّةَ. فتسقط المروءةُ وتتسلَّطُ النزغاتُ الفرديَّة والعصبيَّةُ الجاهليَّة على كلِّ المفاهيمِ السامية التي بها يكونُ الإنسانُ إنساناً عاقلًا حكيماً لائقاً على قدْر الـمُستطاع بنعمِ الله الكريمِ الحكيم. لذلك قيل: “وإنَّما الأمَمُ الأخلاقُ ما بقيَت”.
وإذا مسَّتْ القلوب معاني العيد وغاياتُ الدِّينِ الحنيف من هذا القصْد، تراها متدرِّعة بالفضائل والمسالكِ الحميدةِ والأخلاقِ العالية سبيلاً إلى رضى الله مُثمرَة وموفَّقة ومتوَّجَة بالصَّلاحِ والفلاح. هذا أمرٌ يُصيبُ المجتمعَ والأمَّةَ حيث أنَّ صلاحَ النُّفوس هو المقدِّمة الضروريَّة لصلاحِ الحال، وكلَّما تربَّع المرءُ فوق سُدَّةِ المسؤوليَّة، في الشأن العام خصوصاً، كان مُطالَباً بالإصلاح في ذمَّتِه وبضمِيره أمام الذات وأمام الناس، والأخطر من كلّ هذا أمام الله الحكيم العادل.
وان كان من رسالةٍ في هذه المناسبة لابناء بلدنا الحبيب لبنان فإننا ندعو تكراراً إلى التمسُّك بقوَّةٍ بكلِّ التوازنات التي أعطَت لبلدنا صورة بلدٍ في الحقَب الماضية. التمسُّكُ بقوَّةٍ بمبادئ الحوار والتسوية العادلة والرُّوح الميثاقيَّة الصادقة، والمصالحة الوطنية، التمسُّكُ بقوَّةٍ بكلِّ ما من شأنه تمتين أسُس العيْش المشترَك، بل “العيْش معاً” كلبنانيّين سبق أن ذاقوا مرارةَ الحروب والتطاحُن العبثيّ القاتل. التمسُّك بوحدةِ الجيْش وطنياً. وان ندين ونرفض كلّ اصوات التحريض واثارة الغرائز والفتن. وما من عهدٍ ينجحُ في لبنان ما لم تكن هذه في صُلب رؤياه وقراراته. ونحنُ نريدُ صادِقين لهذا العهدِ أن يحقِّقَ ما يتوخَّاهُ اللبنانيُّون ويحلمُون به. ولا يُمكِنُ أن نسلِّمَ بأسلُوبِ المناكفة لإدارة حُكم أيّ بلاد، وهو عينُه أسلُوب المضيّ قدُماً إلى جُرفِ الهاوية من دون استشعار الضَّرورة التي تُمليها المصلحةُ الوطنيَّةُ العُليا. إنَّه من الـمُستهجَنِ أشدّ الاستهجان أن تفشلَ القوى السياسيَّة، التي رسمَت خارطتَها نتائجُ الانتخابات الأخيرة، في تشكيل حُكُومةٍ في هذه الظُّروف البالغة الخطورة سياسيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً وإقليميّاً. ومن المؤسف ان نرى في بلد الرسالة ثقافة تبعد عن ادب المخاطبة.
إنَّ عالَمَنا اليوم، بصِيغةِ التباس المفاهيم فيما كان يُسمَّى “النظام الدوليّ”، يسيرُ في الطُّرُق المعكوسة لكلِّ القيَم الإنسانيَّة المتعلِّقة بحقوق الإنسان ومصائر الشُّعوب في الدُّول النامية. ونحنُ لا يُمكِن أن نسلِّم بواقعيَّةٍ تستهرُ بأرواح الأبرياء ودمائهم. ولا يُمكِنُ أن نسلِّمَ بالجريمةِ ذريعةً لتحقيق المصالح.
ومع الاضحى نرفع الصلاة من اجل حرية مخطوفات بلدة شبكي في سوريا، آملين سماع مواقف حازمة من المرجعيات الكبرى تجبر خاطفي النساء على التعقّل واحترام القيم الاسلامية والانسانية.
ايّها الموحدون،
إننا نعيش في هذه المرحلة الدقيقة بالذات تحديات تكاد تكون هي الأصعب في تاريخ وحاضر أبناء دوحة التوحيد؛ ولكن جذور الموحدين الدروز عميقة في هذا الشرق وستبقى بعونه تعالى. لقد صقل الموحدون قلوبهم بمعاني الكتاب، ونفوسهم بالاعمال الطيبات، وسيوفهم دفاعاً عن الامة وعزتها ولم يقبلوا يوماً الخروج عن شهامة المعروفيين.
نداؤنا الى الجميع التنبّه والحذر لمواجهة الدخول في اتون التفتّت والتقاتل والعصبية والتفرقة التي يسعى اليها المغرضون. وان نكون في موقع الحرص كل الحرص على التكاتف والتعاضد وجمع الشمل.
الأضحى المبارَك، في جوهر معناه، هو أن تبذلَ من نفسكَ ما يُرضي الله. وما يرضيه هو الخيْر في الناس، والعدلُ في الرَّعيَّة، وتوخّي الحق في كلِّ الأمُور. هذه رسالتُنا اليوم وفي كلّ يوم إلى مجتمعِنا وإلى بلدِنا وإلى أمّتِنا وإلى عالـمِنا مهما عصفت به حجُب الظلام. سائلين الله تعالى أن يحيطَ أهلَنا في جبل العرب، وفي كلّ سوريا، وفي فلسطين، وأمّتنا الإسلاميَّة جميعاً، بصونِه وحِفظه وعينِ رعايتِه، إنَّه هو نصيرُ المظلومين، ومُعين المؤمنين، لا إله غيره ولا معبود سواه.
وكل عام وانتم بخير.

الزمن… فرصة لاكتساب الزاد

الزمن ركن من انتظام الكون. والحياة هبة من الله لعبيده وفرصة لاكتساب الزاد. وقديماً قيل الوقت من ذهب ان لم تقطعه قطعك، ورأسمالك هو عمرك. جاء في كتابه الكريم:”من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره”.
وسواء كان العام ميلادياً او هجريا،ً يبقى لكل امرىء أمنيات دون ان ننسى قول الشاعر:
ما كل ما يتمنـــى المرء يدركــــه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

أمنياتنا لمجتمعنا ولوطننا ولعالمنا:
֍ أن يمن الله على مجتمعنا بنخبة كافية من أصحاب القدوة الصحيحة في التوجيه والتعليم والتدريب سواء في البيت او المدرسة او المجتمع، فلا نستطيع تربية اولادنا على خلق قويم ما لم نكن نحن على مثله. ولا ان نعلّمهم حسن المعاملة الذي هو من جوهر الدين في حين لا نحسن تعاملنا امام الغير. والقدوة الصالحة في العبادة فريضة على ملتزميها قبل الآخرين. وقال الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليــــك اذا فعلت عظيم
وأول أهداف التربية بناء الشخصية السويّة للناشىء الذي هو كيان انساني برسم المستقبل. إن عامل التوازن الداخلي هو من اهم المكونات للفرد في مواجهة الحياة وتقلباتها. ولكن، كيف السبيل لتأسيس التوازن؟ إن التهافت الخلقي لا يُعالج بالوعظ فقط، بل بتثبيت أواصر الكنف العائلي بالألفة والتفهّم والتفاهم وتبادل العلاقات الواعية، وأيضاً بالتعاضد الاجتماعي عبر قيام الفعاليات والمؤسسات والجمعيات بالدّور الحضاري المتعدِّد الأوجه، بانفتاح رشيد على هواجس الأجيال الصّاعدة وهمومها بعيداً عن ترسّبات العصبيّة والفئويّة، وبالمثابرة على بذل الجهود المضاعفة حفاظاً على كلَ ما من شأنه أن يُبقي أنوار المُثُل العليا مضاءة في القلوب والعقول.
إننا نرى إنّ الخطر الاكبر الذي يُهدِّد الاسرة هو التفكُّك، وأكثر تجليّاته وضوحاً هو الطلاق. لقد تكاثر هذا الحلال البغيض الذي نحذّر من التمادي به. كما نطالب بتسهيل التكاليف المادية التي تفرضها مراسيم الزواج.

֍ أن يمنّ الله على وطننا بالعيش الواحد والامن والاستقرار فنحن ندرك هويتنا الحقيقية كأبناء بلد جمعتنا فيه أقدارنا، وبرغم كلّ الصعوبات حقّقنا صيغة العيش فيه، وظلّلتنا امارة الجبل عبر مئات السنين، بنينا عبره وطناً جميلا، وإمكاناً حضارياً، بل حلماً عشناه كان لبنان فيه درّة الشرق، وأمل النهضة الموعودة التي أضاء أنوارها كلّ بنيه.
وقدرُنا أن ندخل مصهر النّار نتيجة صراع الأمم، لكنّ قدرنا أيضاً أن نجدّد العهد، وأن نستلهم العبرة العظيمة التي يقدمها لنا تاريخنا، وخاصيَّتُها أنّه بوحدتنا، وارداتنا الجامعة، وميثاقنا الوطني، نصون لبنان، وندرأ عنه رياح الفتن والويلات. وهذا هو اليوم استحقاقنا كي يكون لنا الوطن. نعم، أن نعود الى الله سبحانه وتعالى، وكلُّنا يقدّسه بإرثٍ هو من عين الحضارة الانسانية وينابيع خيرها. فكم من ردّ فعلٍ على رزيئة أصابتنا سمعنا صوتَ المؤذّن وقرعَ الأجراس متلاحمَين. وكم من مناسبة تجمع شمل اللبنانيين في الافراح والاتراح كلٌ يحترم الآخر ويقدّر الأصول. فعلينا ان نكرّس الاحترام والمحبة بين مختلف مكونات هذا الوطن.
֍ وأخيراً نسأل الله تعالى أن يرزقنا في بصيرتنا الالتزام بحدوده كي يليق بنا العروج في المرقى الإنساني الأكمل. فجديرٌ بالمرء أن يتساءل عن مآل هذا العالم المعاصر المفتخر بما حقّقه في حقول العِلم والسِّياسة والفنون. تساؤل يعمُّ النتائج في كلّ مناحيها، خصوصًا الأخلاقيَّة منها، إذ أنَّ الانجازات الكبرى، إنْ أردنا الحقيقة، تحقّقت لصالح تجّار الأسلحة والادوية والاحتكارات الكونيّة لمصادر الثروة والطاقة وغيرها. لقد انعكس هذا حتمًا على كلّ ثوابت التراث القديم المتعلّق بالكرامة الإنسانيَّة، وأشدّه فتكًا الانحلال الأخلاقي، وتزعزع مفهوم الأسرة، وسهولة انزلاق الدول في نزاعات يذهب ضحيّتها مئات الآلاف من البشر، مقابل عجز المجتمع الأممي عن فرض إرادةِ الحقّ الإنساني في الحياة والحرية والكرامة. ويقيننا المترتِّب عن إيماننا بالله العليّ القادر، أنَّ الرّسالات السماويَّة قدّمت في الأصل، حدودًا تحفظ للإنسان حقوقه الأساسيَّة، وأنَّ تعامي التقدُّم التقني المحكوم بالجشع وشهوات التسلُّط، أدَّى فيما أدَّى إليه إلى الاستهتار الشنيع بكلّ تلك الحدود. وإنْ أنصف المرءُ في حكم ضميره، لأدرك أنَّ كلّ المآسي التي تُضرَبُ بها الإنسانيَّة هي ناتجة عن تجاوز الحدود التي أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون رادعًا للشرور، وحفظا لكلّ وجوه الخير.

{وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ }(الطلاق 1)

العدد 25