البعوضة المخيفة غرست خرطومها ونالت وجبة المساء
دورة حياة البعوضة
صورة معبرة تظهر البعوض الناضج على سطح المياه الراكدة حيث يضع بيضه بينما تزدحم بركة المياه بيرقات البعوض من مختلف الأعمار
البعوضة اللاسعة كيف ندرأ شرَّها؟
مزوّدة بأحدث تقنيات الإستشعار والهجوم
وأكثر ما يجذبها التنفس والعرق القديم
مادة الـ DEET طاردة للبعوض لكنها ضارة بالإنسان
وأهم البدائل الطبيعية زيت السيترونيلا والفيتامين B1
سهرات الصيف في الجبل على الشرفات وفي الصالونات والميادين أوقات سمر ومودة ومرح، لكن كائناً بالكاد تلحظه في تلك اللقاءات له القدرة على أن ينغص الجلسة ويصرف الحضور عن سمرهم إلى معاناة القرص والحك والأزيز الملحاح والمزعج حول الرؤوس الحائرة.
إنها البعوضة شريكة الصيف غير المرغوب بها، الهابطة على السهرات من دون دعوة ولا إذن لتبدأ اللسع الصامت لمن يعجبها من الحضور ويقول العلماء إن واحداً من كل خمسة أشخاص يعتبر من الأهداف الجذابة للبعوض، فهل أنت جاذب للبعوض وماذا يمكنك أن تفعل لتجنب أذاه خصوصاً في أشهر الصيف؟
الهجوم عن بعد
السبب الأهم لنجاح البعوضة في إقلاقنا هو أن بإمكانها أن تستشعر وتحلل عدداً كبيراً من العناصرالكيماوية الموجودة في جسدنا أو على جلدنا من مسافة لا تقل عن 40 متراً. لكن هناك فارق أساسي وهو أن ذكر البعوضة لا يهاجم الإنسان أما أنثى البعوض فأمر مختلف فهي عطشى دائماً للبروتينات وعنصرالحديد الموجود في دم الإنسان لكي تستطيع أن تضع بيضها. وفي ضوء المكتشفات العلمية الأخيرة، فإن هناك عناصر تجتذب البعوضة إلى جسدنا أهمها التالي:
البكتيريا: هناك أكثر من تريليون ميكروب تنتشر على جلدنا وتحدد رائحة جسمنا. 10% فقط من تلك البكتيريات مشتركة بين الناس، أما الـ 90% الباقية فتختلف باختلاف الفرد، والبعض منا يمتلك كوكتيلاً من البكتيريات يبدو جذاباً جداً للبعوض.
العناصر الكيماوية: عندما تبدأ البعوضة بتحليل جسدنا فإنها تبحث عادة بين نحو 227 عنصراً كيماوياً تم عزلها وتحديدها كعناصر جذب للبعوضة.
أكثر العناصر جاذبية للبعوض هو حامض اللاكتيك Lactic acid وحامض الكاربوكسيليك والأوكتنول الموجود في نفس الإنسان عند إخراجه الهواء من الرئتين وفي عرقه، وأكثر ما تحبه البعوض هو ثاني أوكسيد الكربون وهو الغاز الذي نخرجه من الرئتين ضمن عملية التنفس.
كلما أخرجت ثاني أوكسيد الكربون كلما كنت أكثر جاذبية للبعوض ولهذا، فإن الأشخاص ذوي البدانة يخرجون عادة قدراً أكبر من ثاني أوكسيد الكربون الأمر الذي يجعلهم عرضة للسعات البعوض أكثر من الأشخاص النحيلين، وهذا أيضاً السبب في أن الأطفال أقل عرضة للسعات البعوض من الأشخاص الكبار.
الحركة والحرارة: ينجذب البعوض إلى الشخص عندما يكون متحركاً بسرعة (كما عند ممارسة الرياضة في الصيف) فعندها يكون البعوض قد وجد هدفه الأمثل.
البعوض يحب العرق القديم
على عكس الظن السابق بأن البعوض ينجذب إلى عَرَق الإنسان، فإن الأبحاث العلمية أظهرت أن العرق في حد ذاته ليس هو ما يجذب البعوض، إنما هي البكتيريا التي تتوالد في العَرَق عندما يمرّ عليه وقت معين، وهذا يعني أن العرق لا رائحة له وهو يكتسب رائحته الخاصة من تكاثر البكتيريا فيه، وعندها يصبح جاذباً جداً للبعوضة التي تحب “العرق المتخمر”.
وقد أظهرت دراسة جرت في العام 1999 أن البعوض الناقل لجرثومة الملاريا ينجذب إلى الشخص بعد مرور يومين على تعرّقه دون أن يكون قد اغتسل وأزال العرق. ويؤدي تكاثر البكتيريا في العرق إلى إفراز الأمونيا وإلى تحول العرق البشري من محلول حمضي إلى محلول قلوي مناسب لعمل البعوضة.
لكن كما إن البعوضة تنجذب بقوة إلى رائحة معينة في بعض الأجسام، فإن أجساماً أخرى تفرز رائحة تحدث تشويشاً في عمل البعوضة وأحد هذه العناصر هو المتيل بيبرزين الذي يشل حاسة الشم لدى البعوضة بفعالية تجعلها لا تشعر أبداً بوجود اليد البشرية التي تشتهيها في المكان، لهذا فقد تم صنع بخاخات تحتوي على هذا العنصر لتضليل البعوضة لكن العلماء لم يفلحوا حتى الآن في منع تبخر تلك المادة ضمن مدة معينة. ويبدو أن بعض الأشخاص يفرزون قدراً أكبر من هذه المادة الأمر الذي يجعلهم لا يظهرون على “رادار” البعوضة وهو ما يفسر لماذا يتعرض بعض الأشخاص للسعات أكثر من غيرهم.
كيف تحمي نفسك؟
في السوق حالياً مئات المنتجات الطاردة للبعوض لكن الذي يدخل في تركيبها العنصر الفعال DEET لكن لهذا العنصر الكيميائي الذي يمكنه أن يذيب البلاستيك محاذير كثيرة على صحة الجلد وصحة الجهاز العصبي، خصوصاً بالنسبة الى الأطفال الذين يمتص جسمهم هذا العنصر الكيميائي بدرجة أكبر، وقد أثبتت 30 سنة من الدراسات لأثر الـ “ديت” على الصحّة أنه يساهم في ضعف الذاكرة وأوجاع العضلات والدوخة وتهيّج الجلد ومشاكل التنفس والصداع..
عنصر كيميائي آخر قد تجده في المحاليل الطاردة للبعوض هو البرمترين وهو من فئة العناصر الكيميائية المعروفة بأنها تسمم الجهاز العصبي، كما إن وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة اعتبرت البرمترين مادة مسرطنة يمكنها أن تتسبب بحصول أورام في الرئتين وفي الكبد وإضعاف نظام المناعة، كما إن البرمترين سام جداً للبيئة وخصوصاً للنحل والحياة المائية.
إجراءات احتياطية لاجتناب لسع البعوض
1. المياه الراكدة : يجب التخلص من أي مياه راكدة حول المنزل أو في الحديقة حتى ولو كانت في وعاء صغير لأن هذه المياه ستصبح حاضنة ليرقات البعوض.
2. ارتدِ ثياباً فاتحة اللون وواسعة نسبياً مع أكمام طويلة وبنطال مع كلسات
3. إجراءات مساعدة: الماريغولد أو أزريون الحدائق يفرز رائحة طاردة للبعوض، استعمال مروحة كهربائية في الخارج يساعد على طرد البعوض، أبو مغيزل أيضاً من أكبر مفترسي البعوض فلا تؤذوها.
علاجات طبيعية
هناك بدائل طبيعية لمادة الـ “DEET” المضرة وهي بدائل لا تقل فعالية عنها لكن من دون أي آثار جانبية منها ومن هذه البدائل:
• زيت ورق القرفة، أظهرت دراسة أنه أكثر فعالية في قتل البعوض من الـ “ديت”
• امسح زيت الفانيلا عيار 14 ممزوجاً بزيت الزيتون على المناطق المكشوفة من الجلد
• امسح زيت سيترونيلا صافياً (بنسبة 100%) على الجلد
• فيتامين B1 يجعل رائحة الشخص منفرة للبعوض وبما أن الفيتامين يذوب في الماء فإنه يذهب في البول ولا يبقى في الجسم، لذلك ينصح أطباء1 بتناول حبة واحدة يومياً من الفيتامين B1 خلال أشهر ظهور البعوض بين نيسان وتشرين الأول.
كيف تعالج لسعات البعوض؟
هناك مجموعة من الأعشاب التي يمكنها التخفيف من لسعات البعوض أهمها التالي:
1. الألوفيرا Aloe Vera
2. أزريون الحدائق Calendula
3. البابونج
4. زيت الخزامى أو زيت الزنزلخت
5. خل التفاح
6. الحبق
7. السيترونيلا
كما إن أطباء العلاج الطبيعي ينصحون باستخدام الثلج أو الحرارة العالية لمعالجة موضع اللسعة ويكون ذلك إما بوضع قطعة من الثلج على المكان المصاب وإما بالضغط على مكان اللسعة بملعقة صغيرة محماة على النار إلى درجة معينة بحيث تكون ساخنة يمكن احتمالها دون أن تسبب حروقاً. ويمكن تحمية الملعقة بوضعها تحت صنبور الماء الساخن أو وضعها في ماء ساخن مع اختبار الحرارة قبل وضعها على الجلد، وهذه الطريقة ستزيل ألم اللسعة وتطهر الجلد في الوقت نفسه فلا يتعرض إلى التهيج.