المُزارعون القدماء وحتى بداية القرن الماضي يبحثون عن بقعة أرض صغيرة كي يستثمرونها في زراعة المحاصيل الحقليّة والخُضار وخاصة الحبوب، طلبًا للإنتاج الوفير وتحسُّبا من أي طارئ طبيعي يُخفض من الإنتاج والاكتفاء الذاتي لمدّة عام على الأقل، وبعد أن توفَّرت بعض الوظائف والهجرة واستخدام الأراضي الزّراعية في العمران والطُّرقات…إلخ. بدأت تقلّ أعداد العائلات التي تُعنى بالزراعة وبالتالي انعكس ذلك على تقليص المساحات المزروعة.
وفي منتصف القرن الماضي، بدأ الخطر يظهر على البيئة والطبيعة بشكل عام إذ لوحظ بشكل واضح أنَّ الزراعة تراجعت كمساحات وتراجعت أيضا كإنتاجية بالدونم لأسباب عديدة منها:
- إهمال القطاع الزراعي الذي أدّى الى “تبوير الكروم والبساتين” وعدم صيانتها ومزاحمتها على الغذاء من قبل النباتات الضارة كالأعشاب والأشجار والشجيرات البريّة نتيجة عدّة أسباب أهمّها:
- ارتفاع كلفة الأعمال الزراعية من حراثة وتقليم وتسميد ومكافحة وغيرها من أعمال أُخرى: يعود ذلك إلى إهمال المزارعين للتقنيات الموروثة المساعدة على إتمام أعمالهم الزراعية. كان المزارع يربي المواشي لعدّة أغراض تؤمّن له حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية. مثلًا كان المزارع يربّي زوجًا من الأبقار (الفدّان) للاستفادة منهما في عدّة مجالات: الحراثة – الأسمدة العضوية – الحليب ومشتقاته – اللحم، دون تكبيد المزارع عناء كلفة الحراثة والتسميد بالأجرة… نزع الأعشاب يدويًّا لا كيميائيًّا وتقديمها علفًا للمواشي؛ لأنّه في أيامنا هذه، يلجأ المزارعون الحديثون إلى الأساليب السريعة ولا يعرفون أضرارها عليهم وعلى المستهلكين والبيئة المحيطة مثل استعمال المُبيدات الكيميائية (مبيدات الأعشاب والآفات الزراعية).
- تحويل الأرض الزّراعية الموروثة من الأسلاف إلى سلعة للاتجار بها واستعمالها كأراض للبناء وأعمال أخرى غير زراعية.
- استعمال الأسمدة الكيميائية عوضًا عن الأسمدة الحيوانية: ما أدى إلى فقدان الأرض لخواصها الطبيعية أي إفقارها للمواد الغذائية وموت الكائنات الحيّة الدقيقة وعدم تكاثرها التي بدورها كانت تفكك وتحلِّل وتحوِّل المواد الغذائية لامتصاصها من قِبَل النبات، كما أنَّ الاستعمال المُفرط للأسمدة الكيميائية أدّى إلى ارتفاع نسبة ترسّب الأملاح في الأرض وبالتالي أدّى إلى عدم نمو النباتات بشكل طبيعي. كما أنَّ استعمال المبيدات الكيميائية ساهم في انعدام التوازن الطبيعي والبيئي والحياة البرّية. مثلًا عندما يكافح المزارع الأمراض والحشرات والعناكب المُضرّة بالمبيدات الكيميائية فإنّه يتسبب في قتل جميع الكائنات الحية المفيدة (الأعداء الطبيعيّة) التي هي من أهم الوسائل لمكافحة الآفات الاقتصادية في آن معًا إضافة إلى ترسُّب المادة الفعَّالة للمبيد في الثِّمار والخضار وبالتالي ترسُّبُها في جسم الإنسان.
- تراجعت الخبرة الزّراعية الموروثة لدى المزارعين: لأنّ العديد منهم لم يَعُد مزارعًا مُتَفرِّغا بل بات له نشاطات أُخرى في الوظائف العامَّة والخاصة أو في التجارة أو الخدمات أو الصناعات الصَّغيرة ومنهم من لم يجد وظيفة تؤمِّن له العيش اللائق فيلجأ إلى الهجرة. هذا الواقع نجم عنه إهمال الأراضي الزراعية وعدم التَّعامل معها باستمراريّة وانتظام. هذا التّعامل المُتَقطِّع أدَّى إلى تراجع نوعيّة الأراضي ونمو الأعشاب الضارّة والأشواك والأشجار والشُّجيرات في العديد من الجبال والأودية التي كانت من قَبل واحات للإنتاج والمحاصيل الوفيرة. وفي هذا السياق، غطّت النباتات البرِّيَّة نسبة كبيرة من “طُرُق الرِّجل” أو الطُّرق البرّية التي كان الفلَّاحون يستخدمونها بصورة طبيعيَّة ودائمة للوصول إلى أرزاقهم وبات من الصَّعب تبيان الممرَّات السابقة بسبب عدم سلوكها وصيانتها.
- غياب كبير لليد العاملة المُتَمرِّسة وغير المتمرّسة في الزراعة أدّى إلى إحجام عدد كبير من المزارعين عن زراعة أراضيهم ممَّا أدَّى لاحقًا إلى بيع الأراضي بأسعار زهيدة.
- غياب عامل مهم هو “العامل العاطفي” والعلاقة الحميمة بين المزارع والأرض وهو عامل مُتَّفق عليه علميًّا وبالخبرة. فالنبات يزدهر بسبب المعاملة الجيِّدة والاحتكاك مع أصحابه كما لو أنَّ لديه شعور. فضلًا عن ذلك، إنَّ هناك مفهوم “البَرَكة” بمعنى أنَّ الطبيعة تعطي بسخاء لمن يحبّها ويتعامل معها بصدق واحترام. كثيرٌ من الأرزاق (أراض) تكون ذليلة وضعيفة ولكن ما أن يبدأ المالك بزيارتها والاهتمام بها حتَّى تخضرّ وتنشط وتبدأ بالنّمو بصورة غير مسبوقة. من هنا أتى التعبير “الرزق بيضحك لصاحبه” وهو تعبير تناقله المسنُّون والأسلاف ويعتقدونه صحيحًا وإن لم يكن لديهم وسائل لإثباته علميًا. مع غياب هذا العامل العاطفي، لم يعُد عندنا مفهوم “الفلّاح المَكفي سلطان مَخفي” الذي يعمل بإخلاص للأرض ويحبُّ الزراعة ويسعى لتعلُّم فنونها.
- تراجُع فنِّ الخبرات في الزراعة يُظهر في العديد من الأعمال الزراعية العشوائية مثلا التباين في أساليب التقليم من شخص إلى آخر وغياب الأعمال الضرورية كأُسُس التسميد والري والمكافحة.
أمّا الأعمال المتوجِّب اتّباعها قبل وبعد الزّرع فهي:
أعمال قبل الزَّرع
- تهيئة الأرض: بعد اختيار الموقع والنّبات المَنْوي زرعه، من المفضَّل استصلاح الأرض وتصطيبها إن كانت مُنحدرة آخذين بالاعتبار خصائص المجموعة الجذريّة للأصول المُطعَّم عليها من حيث حجم المجموعة الجذريَّة في المستقبل. لهذا الغرض، تُنَقَّب الأرض على عمق (حوالي 90 سم) ثم تُحْرَث حراثة عميقة (حوالي 40 سم) ويُسَوَّى سطح التربة بواسطة الفرَّامة.
- تخطيط الأرض:: بعد تحضير الأرض، يتمُّ تخطيطها لتحديد مكان الأغراس. فإنَّ طُرُق الغرس كثيرة ومتنوِّعة من شكل مربع ومثلّث ومستطيل وغيرها لكن نعتمد أفضلها شكل (المثلث) من حيث زراعة أكبر عدد ممكن من النّصوب في أقل مساحة، مثَلًا تزرع أصناف التفاح الحديث المطعمة على أصول جذرية والسريعة الإنتاج (غيل غالا – غراني سمث – سكارلت سبور – غولدن جبسون…) على خطوط مستقيمة يكون بين النبتة والأخرى من ثلاثة إلى ثلاثة ونصف المتر أمّا بين الخطّ والخط فتكون المسافة بين ثلاثة ونصف والأربعة أمتار لتسهيل تنفيذ عمليات الخدمة المختلفة من تقليم وحراثة ومرور آلاتها والري والقطاف.
- حفرالجُور: بعد تحديد أماكن النصوب، تُحفَر الجوَر ويوضع في قاعها السَّماد العضوي ويُخلط مع التراب وأخيرًا تُغْرَس الشتول على أن يُراعى المطعوم، أي منطقة التحام الطُّعم بالأصل على مستوى سطح التربة. كل هذه الإجراءات التي تكلَّمنا عنها تهدف إلى تأمين الوسط الجيد والملائم لنمو المجموع الجذري خاصة في السنتين الأولى والثانية، لأنَّ هذا سينعكس إيجابًا على النُّمو الخُضَري والإثمار في المستقبل. ويجب إتمام هذه الأعمال بدءًا من مُنتصف فصل الصيف حتى وقت غرس الشتول بعد تساقط أوراقها في نهاية فصل الخريف.
أعمال بعد الزَّرع
- تقليم الأشجار: للتقليم أهمية بارزة في زيادة إنتاجية الأشجار المثمرة لأنَّ أساليب التقليم العديدة وغير المدروسة تؤدي إلى خفض إنتاجها وعدم التوازن بين الأغصان والثمار والأوراق، مثلا يجب التركيز في السنوات الأربعة الأولى على تقليم تكويني للأشجار فنأخذ بالاعتبار التوازن بين الأغصان وعدم إعاقة الحراثة والقطاف ودخول الضوء إلى الشجرة. ثم نتابع التقليم التكويني بالإضافة إلى تقليم تنظيم الأثمار وتوزيعها بانتظام على كافّة الفروع والأغصان أي نُركِّز على توازن الثمار التقريبي بين الأغصان المتقابلة وقدرتها على الحمل، مثلًا تحتاج كل ثمرة تفّاح حوالي 35 ورقة لتغذيتها وكلَّما كان التقليم صحيحًا ومدروسًا أدّى إلى زيادة عمر وحجم الشجرة الاقتصادي وبالتالي زيادة إنتاجها عبر تكوين تاج الشجرة حيث نَقُصُّ الغرسة على ارتفاع مُنخفض حوالي 60سم لعدم تعريضه للحروق الشمسية والصقيع. لذلك يفضل ألّا يكون مرتفعًا وبنفس الوقت يجب أن يسمح بمرور الآلات لتنفيذ عمليات الخدمة المختلفة. في العام الثاني، تُقَلَّم النُّصوب على شكل كأسي ويُنتَخَب أفضل ثلاث فروع وتُقَصَّر على أن يُزال ثلثي الفرع والثلث المتبقِّي يعطينا شكل الشجرة وفي الشتاء الثالث نُقَصِّر الفروع الأساسية ونزيل الفروع المُتَزاحمة والمكسورة والمصابة بالأمراض مع مراعاة البراعم الثمريَّة. أمَّا في الشتاء الرابع، نبدأ بالتقليم التكويني وتنظيم الإثمار معًا وفي السنوات المتبقيّة من العمر الاقتصادي للشَّجرة يُعتمد تقليم تنظيم الإثمار مع مراعاة هيكل الشجرة الجمالي والإنتاجي.
- حراثة الأرض: تُحرَث الأرض حراثة سطحية لقتل الأعشاب الضارة والحشرات التي تمضي فصل الشتاء في المنطقة السطحية للتربة.
- الري:تحضير الأرض للرّي وإمداد شبكة الرَّي.
- التسميد: الحيواني والنباتي المُخمَّر والكيميائي حسب الحاجة.
- المكافحة: مُكافحة الآفات الضارّة بالمزروعات في حال تعدَّت عتبة الضَّرر الاقتصادي، عضويًّا وبيولوجيًّا وميكانيكيًّا وإذا لزم الأمر كيميائيًّا “آخر العلاج الكي”.
- القِطاف: تُقطف الثّمار في بداية مرحلة النُّضج.
تكامُل عوامل الإنتاج الزِّراع
الخبرة الزراعيّة الموروثة والعلميّة الحديثة، والمكننة الزراعية، ودراسة العوامل المُناخيَّة، والأرض المَنوي زراعتها، وتوفُّر المياه للري، والأصناف المرغوبة في الأسواق، وأخيرًا سوف نتحدَّث عن الثروة الحيوانية، التي كانت عاملًا مهمًّا في الدورة الزراعية سواء في الحرث أو في استخدام سمادها في تسميد التربة أم في تدعيم المحصول الزِّراعي بمُنتَجات الحيوانات اللَّبونة مثل الماعز والغنم والبقر. وكان توافر الثروة الحيوانية يوفِّر المصدر الأهم للتسميد العضوي وهو التسميد الذي يُخْصب التّربة فعلًا ويساهم في الزيادة والنمو المستمر للإنتاجية ولصحّة الأرض والطبيعة.
انحسار الثروة الحيوانية أفسح في المجال لغزو الأسمدة الكيميائية التي تُستخدم في غالب الأحيان بإسراف خاطئ ظَنًّا من المزارع بأنّ الزيادة في التسميد يؤدي إلى زيادة في المحصول. وعلى سبيل المثال، فإنّ 25 غرام من السماد الكيميائي 20/20/20 بالإضافة إلى العناصر الصُّغرى هي النسبة المطلوبة في الشهر لأيّة شتلة خضار كبيرة، لكن بعض المزارعين يبدو عليهم الاستغراب وعدم التصديق عندما يقال لهم عن النِّسَب العلمية، لأنَّ العادة عندهم هي استخدام أضعاف هذه الكمية للشتلة الواحدة ظَنًّا منهم أن الزيادة في التسميد تزيد من الإنتاج.
الإدارة المُتكاملة للأرض
قبل استثمار الأرض والبدء بالزرع يجب دراسة المتطلَّبات البيئية للنبات بعدة نقاط أهمُّها:
الموقع: لأنَّ موقع الأرض مُهمٌّ جدًّا لاختيار النباتات المُراد زرعها أوغرسها في الأرض، فالأراضي المُنحدرة تحتاج إلى تصطيب وإنشاء جدران وشق طريق لتسهيل الأعمال الزراعية وتأمين مياه الرَّي من الينابيع أو إنشاء برك أو بحيرات اصطناعية لتجميع مياه الأمطار.
المُناخ: يجب أن تكون الأشجار المَنوي غرسها مدروسة وقد أُجريَ عليها عدّة أبحاث وتجارب وتكون مُجْدية اقتصاديًّا حسب ارتفاع الأرض عن سطح البحر، أي تعطي إنتاجًا وفيرًا في موسمها ولا تكبِّد المزارع خسائر ماديّة من جرَّاء إصابة الأشجار بالآفات الزراعية وعناء الوصول إليها ونقل الإنتاج منها وتوصيل حاجاتها مثل السماد… وحاجتها للري الدائم خاصة عند عدم توفر المياه بداخلها وغيرها.
صلاحية الأرض للزرع: يجب فحص التّربة مخبريًّا لتحديد نوعيتها وخصوبتها وماهية أصناف الأشجار التي تتلاءم معها. فأشجار الزيتون مثلا تفضِّل الأراضي المائلة إلى الكلسية والخفيفة وغير المتماسكة.
عمق التربة: بعد فحص عمق التربة يمكن تحديد نوع الأشجار التي تعيش فيها، فأشجار الكرز مثلا تحتاج إلى تربة يزيد عمقها عن المترين لأنَّ جذورها الوتدية كبيرة وتنمو عاموديًا، أمّا أشجار الزيتون والصنوبر فتنمو جذورها أفقيا. كما توجد أشجار تنمو جذورها الأفقيّة والعاموديّة معًا مثل التّفاح والدرّاق والإجّاص…
الدورة الزراعيّة: من المفضّل اتّباع دورة زراعية كأساس عملي لزيادة الإنتاج الزراعي والمردود الاقتصادي في المحاصيل الحقليّة الموسميّة لأنّ نبتة الفصيلة الواحدة تحتاج إلى العناصر الغذائية نفسها وتعتريها الأمراض نفسها والحشرات الزراعية بنسب مختلفة. إذ تُقسم الأرض إلى أربعة أقسام على الأقل، مثلًا: القسم الأوّل يُزرع بالنباتات التي تتبع الفصيلة الباذنجانية والثاني يزرع بالفصيلة القرعية والثالث يزرع بالفصيلة البقولية والرابع يزرع بالفصيلة الصليبيّة. وفي الموسم القادم تزرع الفصيلة البقولية في القسم الأوَّل من الأرض والفصيلة الصليبية تزرع في القسم الثاني والفصيلة الباذنجانية تزرع في القسم الثالث والفصيلة القرعية تزرع في القسم الرابع. أي يجب أن لا تزرع إحدى هذه الفصائل في القسم نفسه لعامين أو ثلاثة متتاليين.
تُصنَّف نباتات هذه المحاصيل تحت مجموعات أو فصائل نذكر أهمَّها الفصيلة الباذنجانية (البندورة، الفليفلة، الباذنجان، البطاطا)، الفصيلة القرنيّة أو البقولية (اللوبياء، الفاصولياء، الحِمَّص، الفول، البازيلاء، العدس،…)، الفصيلة القرعية (الخيار، القثّاء (المقثي)، القرع، الكوسا، اليقطين، البطيخ الأحمر والأصفر، …)، الفصيلة الشفويّة (النعناع، الزعتر)، الفصيلة الزيزفونية (الملوخية)، الفصيلة المركبّة (الخس، الهندباء، الأرضي شوكي،…)، الفصيلة الخِيَميّة (الجزر، البقدونس، الكرفس، الشّمرة،…)، الفصيلة الصليبية (الملفوف، القرنبيط، الكرنب، اللّفت، البروكلي،…)، الفصيلة النجيليّة (الذرة، القمح، الشعير، الشوفان…)، الفصيلة النرجسية (البصل، الثوم، الكرّاث،…).
التسميد: أدّى زيادة التسميد الى تراجع مناعة الأنواع النباتية وقدرتها على مقاومة الآفات الزراعية لأنّ بُنية الشجرة أصيبت بالوهن. فما أن تبدأ الآفات بالتكاثر حتى يأتي دور المُبيدات الكيميائية واستخدامها كوسيلة يعتقد المزارع أنها الوحيدة التي يمكن أن تنقذ محصوله من التَّلف. إنَّ الجهل المُطبق في أساليب التسميد والمبيدات الكيميائية أدى إلى الإفراط في استخدامها وفي حالات كثيرة وفي الوقت الخاطئ أو الاستعمال المتكرّر دون أن يكون ذلك مطلوبًا. مثلًا، استخدام مبيدات قبل الإزهار (على الطربوش الأحمر) وبعد العَقد مباشرة ثم رشّها كل خمسة عشر يومًا. هذا الاستخدام يؤدي الى إعاقة عملية التمثيل الكلوروفيلي على النبات وترسُّب كميّة لا بأس بها من المادة الفعالة المضرّة في الثمار وتأخير في النضج والعجز في تحويل تركيبة الثمار إلى مادة سكّرية وعدم إعطاء اللّون الطبيعي للثمار.
غياب تقنيات التأصيل في النّصوب: لا توجد قاعدة بيانات عن الأنواع الأكثر انتشارًا للأشجار المثمرة وكيفية تأصيلها عبر استخدام أنواع معينة من الكتل الجذرية أو بعض أنواع البذور التي لها الدور الأساس في التأقلم مع جميع الأتربة وقدرتها على تحمُّل الجفاف والعوامل الطبيعية المتقلبة من درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة وصقيع ومقاومتها للآفات الزراعية… إلخ وتمتاز أيضا بقدرتها على إنتاجية وفيرة وعالية الجَودة. هذه الكتل الجذرية والبذور يتم تطعيمها بالأصناف الجديدة والمرغوبة تجاريًّا والتي تعطي مردودًا اقتصاديًّا وفيرًا كما أنَّها تصلح للتصدير والتصنيع الغذائي. إنَّ تلك الأصول والأصناف المطعَّمة عليها باتت عِلمًا أساسيًّا خاصة في الدول المتقدمة في حقل الإنتاج الزراعي.
إنَّ استخدام تقنيَّات التأصيل يمكن أن تسمح للمزارعين بالاستبدال التدريجي للأشجار التقليديّة وغير المجدية اقتصاديًّا المزروعة للبساتين.