السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

تربية النحل ذهـب لبنــان السائــل

في كل أوروبا 700 نوع من النباتات الرحيقية
وفي لبنان وحده وجد العلماء 500 نوع

النحل مهم جداً لتلقيح الأشجار المثمرة والمزروعات
ويساهم بأكثر من 08-90 %من تلقيح المواسم الحقلية

يقدّر عمر سلالة نحل العسل بحوالي 01-20 مليون عام أي منذ العصر الميوسي، وقد اكتشفت مستحثات للنحل عمرها ملايين السنين، وتعلم الإنسان جني العسل منذ أمد بعيد، فالآثار المتروكة في إسبانيا تشير إلى جني العسل منذ 7 آلاف سنة قبل الميلاد، وفي مصر منذ 5510 سنوات قبل الميلاد، في العراق منذ 2100 سنة قبل الميلاد. وأوضحت بعض المراجع أن تجارة العسل بدأت في تلك الحقبة أي قبل نحو ألفي عامٍ من ميلاد السيد المسيح(ع).
اختبر الإنسان فوائد العسل الغذائية والعلاجية، فحاول استئناس النحل على مرّ الأزمان محاولاً “تربيته” واجتذابه للإقامة في خلايا يبنيها له، واعتمد في البداية على المواد البدائية التي كان يبني منها القفير الطبيعي باستخدام الطمي الصلصالي والقش أو جذوع الأشجار ثم تمكّن عبر الاختبارات العلمية من اكتشاف إمكان صنع براويز وخلايا من صنع الإنسان يتقبلها النحل كأساس لبناء أقراص العسل الشمعية. وكانت هذه الخطوة هي بداية قيام تربية النحل كما نعرفها اليوم، إذ مكنت من تكثير النحل وجمعه في أماكن يسهل فيها التعامل معه وقطاف العسل الذي ينتجه. وزاد الإقبال على تربية النحل بعدما اتضح دوره في تلقيح الكثير من المحاصيل الزراعية والاشجار المثمرة وزيادة إنتاجيّتها. وقد دلت الدراسات على أن نسبة مساهمة نحل العسل في تلقيح النباتات البرية و المزروعات هي ما بين
(90%-80%)، أما النحل البري و الرياح وغيرها من الحشرات المفيدة فتساهم في تلقيح ما نسبته (20%-10%).
بدأت تربية النحل في لبنان منذ ما بدأ الوعي البشري، لكن معارف النحالين تقدمت إلى حدٍ كبير عبر الاحتكاك بالدول الأوروبية والتي كانت قد طوّرت علم النحل بصورة كبيرة.
تدلّ الإحصاءات على أن النباتات المسجلة والمعروفة في لبنان، هي بحدود 2700 نوع بينها 500 نوع من النباتات الرحيقية التي تعتبر مصدراً لإنتاج العسل وعلى سبيل المقارنة يوجد على مساحة القارة الأوروبية حوالي 3200 نوع من النباتات المسجلة من بينها 700 نوع من النباتات الرحيقية، أي أن لبنان يقترب في تعداد نباتاته على صغر مساحته من أعداد النباتات في قارة بكاملها، مما يجعل منه مرعى مثالياً للنحل و مورداً مميزاً لإنتاج العسل كمّاً ونوعاً.

ميزات العسل في لبنان
يمتاز لبنان بجودة عسله نظراً لتوفّر الأزهار في سهوله وجباله على مدار السنة. فموسم الزهر في لبنان متلاحق بعضه ببعض، فيستفيد النحال من موسم الربيع على الساحل والسفوح لتقوية جيوش النحل، وجني العسل الربيعي الرقيق المفعم غالباً برائحة الليمون، ومن موسم الصيف في الأعالي للحصول على الذهب السائل.

إدارة المناحل
لا بدّ لمربي النحل من الإلمام بأصول تربية النحل وقواعدها العلمية سواء ما يتعلق منها بالنحل و عاداته وسلوكه أو بالبيئة المحيطة في مكان التربية ومدى توفّر مصادر الغذاء، على أن يبدأ بالتدريب على عددٍ قليلٍ من القفران ليزيد بعد ذلك عددها مع تعمّق خبرته. وتذكر أوساط النحالين عدداً من الشروط المكانية المهمة لنجاح المنحل منها: إختيار المكان، وضعية كل خلية، عدد الخلايا في المنحل، المسافات بين المناحل، إدارة المنحل من خلال:
تقوية و دمج الطوائف الضعيفة وتبديل الملكات في الربيع وتضم:
1. اتباع القواعد اللازمة في فترة التطريد الطبيعي.
2. استخدام الطرود الطبيعية.
ضم الطوائف.
عدم اعتماد التطريد الطبيعي.
توسيع المنحل و تكوين طوائف جديدة.
ضم وتقوية الطوائف وتبديل الملكات في الخريف وتضم:
1. التغذية الصناعية .
2. المغذيات .
3. وقت التغذية وكمية الغذاء.

من “صيد” العسل في البراري
إلى مرحلة المناحل والصناعة

يعتقد علماء الطبيعة أن اكتشاف النحل العاسل (أي المنتج للعسل) تمّ بمحض الصدفة كما الكثير من الاكتشافات والمعارف البشرية، وقد يكون الإنسان الأول انتبه إلى العسل من خلال ملاحظة سيلان العسل من بعض الخلايا الممتلئة في الصخور أو الأشجار، ومن المؤكد أن تذوق الإنسان للعسل منذ المرة الأولى جعله يتعلق بهذا المنتج الطبيعي ويدرك فائدته الكبيرة للصحة، فضلاً عن كونه محلياً مهماً ويوفر للجسم طاقة كبيرة. وكان أول ما سعى الإنسان لتعلمه هو قطاف العسل من البراري عبر إبعاد النحل وذلك لتفادي اللسع المؤلم لمئات بل آلاف النحلات التي تدافع عن خليتها بشراسة. وقد اختبر الإنسان أن دخان الحرائق يبعد النحل ويشله عن الحركة فتعلم أسلوب “تدخين” الخلايا التي يسعى لقطاف العسل منها. واستمر الإنسان لآلاف السنين معتمدا على اقتفاء أثر النحل للعثور على خلاياه ثم قطافها من دون أن يعبأ بفن تربية النحل كما نعرفه اليوم.
لكن الإنسان عاد وتقدم باتجاه تربية النحل عندما بدأ يصنع له خلايا شبيهة بما يميل إلى الإقامة فيه في الطبيعة فاستخدمت جذوع الأشجار كما استخدمت القفران المصنوعة من القش والطين أو من القصب والجرار الفخارية، وتم تطوير القفران حسب بيئة كل شعب وما يتوافر حوله من مواد طبيعية أو ما يلاحظه من سلوك النحل. وقد استخدمت خلايا العود والطين والجرار و غيرها من المواعين منذ 2400 سنة قبل الميلاد وخاصة من قبل الحضارات القديمة من مصر واليونان وغيرهما وهذا النموذج من الخلايا ما زال يستخدم على نطاق محدود في بعض مناطق الشرق الأوسط.

آفات نحل العسل
رغم أن طائفة النحل مزودة بسلاح طبيعي لحماية نفسها من الأمراض والأعداد الاخرى إلا أن وجود العوامل المشجّعة أحياناً لإنتشار الأمراض والآفات في المناحل تتغلب على هذا السلاح الطبيعي لدى النحل و تصيبها ببعض الأمراض .

القيمة الغذائية والطبية لمنتجات النحل
عرفت منتجات نحل العسل منذ القدم بقيمتها الغذائية والشفائية وقد أكدت الأبحاث الحديثة هذه المقولة القديمة ورغم ما توصّل إليه العلم من تقدّم مدهش فما تزال خواص كثيرة من حيث القيمة الغذائية والدوائية الوقائية والعلاجية لمنتجات النحل غير معروفة حتى الآن. يستهلك ما يقارب الـ75% من إنتاج العسل العالمي بحالته الطبيعية ويستعمل حوالي الـ 10% منه للصناعة و15% في صناعات ٍمختلفة ويساهم العسل في الكثير من العلاجات الطبية والوقائية كما ذكرنا ومنها :
يستعمل العسل كمطهر ومضاد للبكتيريا
يساهم في التئام الجروح والقروح
يساعد في معالجة امراض المعدة والامعاء
يستخدم العسل في معالجة أمراض الجهاز التنفسي
يستخدم العسل في معالجة أمراض الشرايين والقلب.

خلايا نحل قديمة مصنوعة من القش
خلايا نحل قديمة مصنوعة من القش

نائب رئيس منتدى نحالي الجنوب الشيخ طارق أبو فاعور
عسل لبنان بين الأجود في العالم

الشيخ طارق أبو فاعور من أبرز العاملين في قطاع النحل وصناعة العسل في منطقة الجنوب. في هذا الحوار كانت لنا جولة سريعة استهدفت التعريف بتربية النحل وفوائدها الاقتصادية وقضاياها وبعض أبرز التحديات التي تواجهها. وهنا الحوار:

الشيخ طارق أبو فاعور
لشيخ طارق أبو فاعور

كيف تنظر إلى تربية النحل ؟
تعتبر تربية النحل أحد أهم مجالات العمل الزراعي في لبنان اذا أوليت الاهتمام اللازم لما لها من تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني وعلى دخل الافراد، وتعتبر البيئة في لبنان مثالية لتربية النحل من خلال الفصول الأربعة، إذ يساهم ذلك في تنوّع النباتات الرحيقية، كما أن الموقع الجغرافي وطبيعة التضاريس مفيدة لمربي النحل، إذ تمكنه من وضع النحل على مستويات ٍ مختلفة ابتداءً من الساحل حيث موسم زهر الليمون وبشكل متصاعد حتى قمم جبال لبنان خلال فصل الصيف.
هل تعتبر لبنان غنياً بالمراعي الطبيعية للنحل؟
نعم، إذا أقمنا مقارنة بين لبنان والقارة الاوروبية نجد وفق دراسة حديثة أن القارة الأوروبية تحتوي على ما يقارب الـ745 نوعاً من النباتات الرحيقية، في حين أن لبنان يحتوي على ما يزيد على 500 نوع من تلك النباتات، وهذا ما من شأنه أن يضفي جودة على العسل اللبناني من خلال اختبار ما بين العسل اللبناني والعسل الايطالي عندما كنا نجري دورة هناك فاثبت العسل اللبناني جدارته وجودته.

ما هي الآفات التي يتعرض لها النحل حاليا؟
يواجه النحالون العديد من أمراض النحل والتي يتم التعامل معها وفق الخبرة التقليدية والمكتسبة، بالإضافة إلى الأدوية المتوافرة، كما أن هناك أمراضاً لا يعرفها النحال وهذا يعود إلى غياب التنسيق ما بين النحالين ولاسيما خلال فترات الأمراض، وحين يتوجب وضع الأدوية و التنبه إلى هذا المرض من خلال التنسيق لكي لا تنتقل عدوى المرض إلى النحل المجاور . ونلفت إلى أنه يوجد اليوم في أوروبا وأميركا مرض يتمثل باضمحلال جماعات النحل وتراجع عددها في القفران ولم تُعرف أسبابه العلمية حتى اليوم لكن هذه الظاهرة لم تصل بعد إلى لبنان .

ماهي مواسم قطاف العسل ؟
نعتمد على موسمين، الموسم الربيعي و الموسم الصيفي، حيث يتم قطف الموسم الأول في نهاية فصل الربيع حيث يكون العسل يحوي رحيق أزهار هذا الموسم. و نلفت أن العسل ممكن أن يأخذ طبيعة الحقل الذي وجد فيه لاسيما العسل الذي يجنى من زهر الليمون حيث يكون غنياً لاسيما بالفيتامين c وهذا الموسم يجنى في أول الصيف. أما موسم العسل الصيفي فيتم جنيه في نهاية فصل الصيف.

كيف أثّر دخول النحل الأجنبي على النحل؟
هناك تأثير سلبي، فالنحلة الموجودة لدينا هي نحلة أصيلة وذات نوعية جيدة لكن النحل أو الملكات الغربية التي دخلت غير منتجة مثل الملكة الوطنية و ضعيفة المناعة بحيث هي قابلة للمرض بسرعة و هذا ما يجب العمل عليه من خلال إعادة تطوير وإنتاج الملكات الوطنية.

هل من أحد يعمل على تربية الملكات خارج قفرانها؟
توجد مجموعة قليلة من النحالين في لبنان الذين يهتمون في تربية الملكة وتأصيلها نحن من هذا الفريق إذ نعمد إلى تربية الملكات في قفران خاصة ونبدأ العملية عندما تكون النحلة ملكة يتم نقلها من قفيرها إلى كؤوس خاصة بطريقة نحافظ عليها.

كيف تصف لنا دور الملكة في القفير؟
الملكة كما يدل اسمها عليها أن تقود جيشاً من العاملات اللواتي يقع على عاتقهن إغناء قوالب الشمع بالعسل، وكلما كانت الملكة فتية ومحصنة كلما كانت النتيجة أفضل، وهنا فإن على المربي أن يعمد إلى تطوير الملكة بشكل مستمر كون عطاء الملكة يكون في السنتين الأولى والثانية من عمرها ثم يبدأ بالتراجع.

هل يتم أخذ العسل كله من داخل القوالب؟
كلا، لا يجوز قطاف كل ما ينتجه النحل من العسل داخل القفير، بل يجب ابقاء قوت لها كي تبقى قوية و منتجة. وعلى المربي الا يطمع في إخراج كل ما يحتويه القفير من العسل كي لا تتراجع قوة النحل العامل إذا لم يجد غذاءً. ونشير بصورة خاصة إلى عملية القطاف والفرز التي تتم في نهاية الصيف على أبواب فصل الشتاء وفي وقت تكون الطبيعة مفتقرة للأزهار الرحيقية فتصبح النحلة بحاجة إلى أن تأكل من داخل القفير من العسل التي تمّ جنيه في فصل الصيف .

ما هي نصيحتك للنحالين ؟
يجب ألا يتم التعامل مع النحل على أنه مسألة تجارية للكسب أو الربح، فالنحل يجب أن يأخذ حقه من الرعاية و الاهتمام و تربيته شبيهة بتربية الأبناء تماماً، ولأن أي جور على النحل قد يحقق كسباً قصير الأمد لكنه يؤدي إلى إتلاف القفران وخسارة النحال في نهاية المطاف.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي