تنقسم أمراض الإنسان عموماً الى قسمين:
1- أمراض وراثية تسببها جينات متوارثة من الأهل والأقارب.
2- أمرض مكتسبة خلال نمو جسم الإنسان وتفاعله مع المحيط.
وما يدخل جوفه يصبح جزءاً من تركيبته.
ولكن عموماً، يمكن القول أنه لا مرض من دون مسبب او عدة مسببات، (فيروسات ، بكتيريا)…
وفي العادة، وكجزء من معجزة الخلق، يدافع جهاز المناعة عن الجسم ويتصدى للمسببات. ولكن عندما يضعف هذا الجهاز، لأسباب عدة، يظهر المرض ثم يحاول أن يفتك بالجسم.
بداية يغيّر مسبب المرض (cause) وظيفة الأعضاء المستهدفة، ويغيّر طبيعة الأنسجة حيث تبدأ بعد ذلك عوارض المرض.
لذلك يلجأ الأطباء إلى تشخيص الحالة واقتراح ما يلزم للحد من تفاقمها ثم معالجتها. والأدوية هي بعض طريقة الأطباء في معالجة مسببات المرض أو الأمراض، وهم يصفون من الأدوية ما هو ضروري لمعالجة المسببات تلك.
لذلك تبدو الأدوية، وسواها، أداة معالجة مهمة حين يوصي بها أو يصفها الطبيب المعالج، ولكنها قد تؤدي إلى عكس المطلوب تماماً، أي إلى تفاقم المرض أو إلى ظهور مضاعفات غير مستحبة، حين لا تكون من اقتراح طبيب ولا تحت إشرافه.
فسوء استعمال الأدوية قد يسبب مضاعفات بحد ذاته. مثلاً في فصل الشتاء حيث تكثر أمراض جهاز التنفس والرشح، فقد يكون السبب فيروس وليس بكتيريا، فيأخذ المريض بدون معاينة طبيب أو وصفة منه، مضادات فلا تؤثر في الفيروس، بل تؤثر سلباً على مناعة جسم الإنسان وتجعل الجراثيم محصّنة ضدها حين تكون هناك ضرورة حقيقية لاستخدامها. ويموت سنوياً حوالي 500 ألف مريض بسبب عدم وجود مضادات حيوية مناسبة وفعالة ضد الجراثيم التي تكون قد اكتسبت مناعة.
هناك سباق بين اختراع أدوية جديدة سامة أكثر لتقتل الجراثيم. وبين سرعة الجراثيم في التأقلم مع الأدوية الجديدة لكي لا تؤثر فيها. حسب دراسات أميركية سنويا يسجل حوالي مليون مريض يعانون من التهابات حادة ولا يوجد مضادات حيوية فعالة ضد هذه الجراثيم، وذلك نتيجة سؤ استعمال هذه الأدوية من دون إشراف طبي دقيق ومناسب.
وقبل مرحلة المرض، وتفاقمه، تبقى المرحلة الأكثر أهمية الوقاية من المرض، وقبل حدوثه والحاجة من ثمة إلى علاجه. وقد قيل وبحق: “درهم وقاية خير من قنطار علاج.”
والخطوة الأولى، الطبيعية والمنطقية والضرورية، هي الوقاية من مرض العصر، بل لأكثرها شراً: التلوّث. يجب الوقاية من التلوث، الغذائي والمائي خصوصاً، لكي لا نصل الى مرحلة قابلية التعرض للمرض، ثم المرض. ومطلب الوقاية هذا مسؤولية الجميع: الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها، البلديات، القطاع الخاص، وبمساعدة من الهيئات الدولية المختصة، لكنه أيضاً وربما قبل ذلك كله: مسؤولية الفرد نفسه.
التلوث الغذائي والمائي..
الوقاية قبل العلاج
كل ما يدخل جسم الإنسان يصبح من مكوناته.
يجمع الاختصاصيون والباحثون على أنّ تزايد أعداد المرضى في جميع الفئات العمرية في لبنان هو إلى حد كبير نتيجة التلوث الغذائي والمائي والهوائي. وهذا ما يظهر عند الناس حسب الفصول. في الصيف مثلاً تكثر أمراض الجهاز الهضمي والتسمم الغذائي. ومن موقع المسؤولية والحرص، كان وزير الصحة السابق الأستاذ وائل ابو فاعور قد أطلق للمرة الأولى حملة ’سلامة الغذاء’ فأظهرت ما لم يكن بالحسبان أو متوقعاً من تساهل حيال مطابقة ما يقدّم من غذاء أو ماء للمواصفات والمعايير الصحية المعترف بها دولياً.
وفي هذا السياق، تم توقيع اتفاق تعاون بين وزارة الصحة والجامعة اللبنانية حيث تم إنشاء المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء والمواد الكيميائية وباشر المركز بفحص العينات الغذائية ولاحقاً الماء ويرسل المركز النتائج الي وزارة الصحة حيث يجري تحديد مدى مطابقتها أو عدم مطابقتها للمعايير العلمية العالمية المعتمدة. وللأسف الشديد فقد أظهر فحص أكثر من سبعة الآف عينة من مختلف المناطق وعلى محتلف الأنواع التي أجريت عليها الفحوصات تبين أن نسبة كبيرة منها ( 55%) ملوثة بنوع أو أكثر من الجراثيم الخطيرة على صحة جسم الإنسان. بل إن نسبة عالية من مياه الشرب، حتى للمدارس، ملوثة بعدة أنواع من الجراثيم. كما بيّنت فحوصات على ألف عينة من اكثر المسابح وعينات من شاطئ البحر وجود أنواع خطرة من الجراثيم، بالإضافة إلى كميات عالية جدا من الكلور في المسابح التي يمتصها جلد الإنسان وتشكل خطراً على الكبد، إلى مشاكل أخرى.
نظام غذائي صحي
ضيافة بعض رجال الدين تراثيا كانت عبارة عن الزبيب والمكسرات الجافة :
الزبيب:
بكافة أنواعه الأصفر الأسود والبني (عنب تم تجفيفه) يحتوي على مخزون عالي من الطاقة والسكريات والبروتين ويخلو تقريباً من الدهون والكثير من المعادن، الكالسيوم، الفوسفور، الصوديوم، الزنك، النحاس، الفلورايد، والسلينيوم والفيتامينات و18 حمضاً امينياً والألياف ومضادات الأكسدة وهو عامل وقاية من أمراض القلب والشرايين وهشاشة العظام وبعض السرطانات (الثدي والبروستات) وعلاج الإمساك ومناسب لمرض السكري النوع الثاني.
المكسرات الجافة على انواعها:
عرض الباحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد أكبر وأوسع دراسة طبية تتم حتى الآن حول التأثيرات الصحية الإيجابية لتناول المكسرات على صحة القلب والأوعية الدموية.
من مجلة الكليّة الأميركية لطب القلب journal of the American College of Cardiology شمل الباحثون في دراستهم اكثر من 210 آلاف شخص، تمت متابعتهم لمدة تتجاوز 32 عاماً، وذلك لمعرفة حقيقة العلاقة بين تناول المكسرات وصحة القلب والأوعية الدموية.
وتعتبر أوساط طب القلب هذه الدراسة أنها الأكبر حتى اليوم في بحثها حول تأثيرات وتيرة استهلاك الجوز وغيره من أنواع المكسرات على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأفادت نتائج الدراسة بأن الناس الذين يتناولون المكسرات بانتظام، بما في ذلك الجوز وبقول الفول السوداني والأنواع الأخرى من المكسرات، تنخفض لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة cardiovascular disease، وبالذات أمراض شرايين القلب التاجية coronary heart disease، وذلك مقارنة مع الناس الذين لا يتناولون المكسرات أبداً أو يتناولونها في النادر.
وأفاد الباحثون في الدراسة التي حملت عنوان “تناول المكسرات ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية” .
ووجد الباحثون في نتائج دراستهم أنّ الذين يتناولون حصة غذائية
مرتين أو أكثر في الأسبوع من أنواع المكسرات الاخرى tree nuts، أي إمّا من اللوز أو من المكسرات البرازيلية أو الكاجو أو الكستناء أو البندق أو مكسرات الماكاداميا أو البقان أو الفستق أو الصنوبر، ينخفض لديهم خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 15 في الماية، كما ينخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 23 في الماية، وذلك بالمقارنة مع من لا يتناولونها.
إنّ نتائجنا تدعم التوصيات الموجهة لزيادة تناول مجموعة متنوعة من المكسرات، كجزء من الأنماط الغذائية الصحية، للحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة لدى عامة الناس.
الواقع إن المكسرات بالعموم تعمل على خفض نسبة الكولسترول في الدم، وعلى حماية الشرايين القلبية والدماغية، عبر أربع آليات:
1 -الآلية الاولى: إن تناول المكسرات يعني منتجاً غذائياً خالياً
من الكولسترول بالأصل. ومعلوم أن الكولسترول لا يوجد على الإطلاق في أي منتج غذائي نباتي المصدر، سواء كان حبوباً او بقولاً أو مكسرات أو زيوتاً نباتية طبيعية بأنواعها المختلفة، وإنما مصدر الكولسترول في الغذاء هو المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأسماك والبيض ومشتقات الألبان والسمن والحيوانات البحرية وغيرها.
2- الآلية الثانية: إن تناول المكسرات يدخل إلى أجسامنا
دهونا ذات نوعية عالية الجودة من الناحية الصحية. ذلك أن الأونصة الواحدة (28غراماً) من الفستق على سبيل المثال تحتوي على كمية تقارب 13 غراماً من الدهون. و90 في الماية من الدهون الموجودة في الفستق هي من نوع الدهون غير المشبعة. ومن هذه الدهون غير المشبعة، تشكل الدهون الأحادية غير المشبعة نسبة 60 في االماية. كما تشكل الدهون الكثيرة غير المشبعة نسبة 30 في الماية، أي أنه زيت يشبه في تركيبة زيت الزيتون.
3- الآلية الثالثة: تحتوي المكسرات على مواد فايتوستيرول
المساعدة على خفض امتصاص الأمعاء للكولسترول الموجود فيما نتناوله من أطعمة حيوانية المصدر. وحينما يتناول الإنسان هذه المنتجات النباتية فإنه يقدم لأمعائه مادة طبيعية مهمتها العمل على منع امتصاص الكولسترول الذي نتناوله ضمن الأطعمة الحيوانية المصدر.
4- الآلية الرابعة: جميع أنواع المكسرات غنيّة بالألياف
الغذائية الطبيعية، وهي التي تعمل على خفض امتصاص الأمعاء للكولسترول وإبطاء امتصاص الأمعاء للسكريات. ولذا فإن نصائح التغذية الصحية تتضمن النصح بتناول ما بين 30 غراماً للرجال، و25 غراماً للنساء، من الألياف يوميا.


أمراض تكثر في فصل الشتاء
نوبات التهاب الجيوب الأنفية: الجيوب الأنفية هي مساحة رطبة من الهواء تقع بين العين والجزء الخلفي للجبهة والأنف والوجنتين. وفي الوضع الطبيعي يتم تصريف المخاط الموجود في الجيوب الأنفية عبر فتحات صغيرة في الأنف.
ويحدث التهاب الجيوب الأنفية المزمن حين يتسبب جهاز المناعة في حدوث التهاب يؤدي بدوره إلى تورم داخل الغشاء المبطن للجيوب الأنفية. يمكن أن يؤثر ذلك على عملية تصريف المخاط مما يؤدي إلى تراكمه، ويصبح التنفس صعباً، ويشعر المصاب بضغط مؤلم في المناطق العليا من الوجه، مثل الجبهة، والوجنتين، والجزء الموجود وراء الأنف، أو الذي يقع بين العينين أو يقع وراءهما.
قد ينتج التهاب الجيوب الأنفية المزمن أيضاً عن انسداد في ممرات التصريف داخل الجيوب الأنفية، بسبب ورم أنفي أو سليلة ورم مخاطي polyp على سبيل المثال تكونت نتيجة التهاب في الانسجة. قد تحدث هذه الحالة أيضاً كثيراً لدى الأشخاص المصابين بالربو، أو التليف الكيسي، أو نقص المناعة. وعادة ما يبدأ إلتهاب الجيوب الأنفية المزمن بنوبات مزعجة تستمر لعدة أيام أو أسبوع، فاذا استمرت الأعراض لمدة أطول من أسبوع، أو ازدادت حدتها، بحيث تضمنت إفراز مخاط كثيف لا لون له، فأنت في هذه الحالة تكون مصاباً بعدوى في الجيوب الأنفية، وهي حالة كثيراً ما تتحسن في غضون أربعة أسابيع سواء تناولت مضادات حيوية أم لا. لكن إذا لم تتحسن الحالة يصبح التهاب الجيوب الأنفية مزمناً.
لا يوجد علاج لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، وبمجرد أن تتكرر الإصابة، فستواجه دائماً خطر حدوث نوبات. ويكون الهدف حينئذ هو السيطرة على الأعراض حين تظهر واتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية من الإصابة بالمزيد من النوبات.
تشير أكثر الأدلة إلى أن أفضل طريقة لتخفيف حدة الالتهاب والأعراض هي استخدام بخاخ أنف ستيرويدي يومياً مثل الفلوتيكازون Fluticasone (فلوناز Flonase)، أو تريامسينولون Triamcinolone (نازاكورت ايه كيو Nasacort AQ) رينوكورت اكوا Rhinocort Aqua.
رغم أن تلك البخاخات متاحة دون وصفة طبية، فقد يكون لها آثار جانبية مثل نزيف الأنف، أو قد تتسبب في حدوث ثقب داخل حاجز الأنف، وهو النسيج الفاصل بين الممرين الموجودين في الأنف. ويكون من الضروري أحياناً إجراء جراحة منظار في الجيوب الأنفية من أجل فتح الجيوب الملتهبة وإزالة الانسدادات أو السليلات. بمجرد السيطرة على التهاب الجيوب الأنفية المزمن يمكنك اتخاذ خطوات للمساعدة في منع الإصابة به مرة أخرى: تنظيف ممرات الأنف يومياً بمحلول ملحي، الامتناع عن التدخين وتفادي التدخين السلبي، إجراء إختبار حساسية إذا كنت تعرف الأشياء التي تصيبك بالحساسية، فيمكنك محاولة تفادي تلك المسببات ومحاولة تجنب التعرض لها.
اخبار طبية
متفرقة
◄ من تقرير “هيومن رايتس ووتش”: ينتج لبنان سنوياً 25040 طناً من النفايات الطبية.
5040 طناً منها نفايات معدية و3334 طناً نفايات صناعية خطيرة وبسبب غياب الرقابة تختلط النفايات الطبية والخطيرة مع النفايات المنزلية.
وفي تقرير مشترك لوزارة البيئة في لبنان مع برنامج الأمم المتحدة عام 2010 يلفت أن 2% من المختبرات الطبية الخاصة و33% من المستشفيات الخاصة و20% من المستشفيات الحكومية فقط تعالج نفاياتها والباقي تختلط مع النفايات المنزلية وتزيد المخاطر على الصحة العامة.
◄ أرقام ملفتة: نصف مليون شخص يموتون سنوياً في العالم نتيجة تلوث الهواء الذي يسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي والرئتين. في لبنان، نسبة الربو تضاعفت أربعة أضعاف عند الأطفال عمّا كانت عليه قبل 20 عاماً و17% من عينات من اللحوم والبيض والحليب تحتوي ترسبات من المضادات الحيوية التي تعطى للدواجن والحيوانات على أنواعها التي يتم ذبحها.