[su_accordion]
[su_spoiler title=” أبرز الأحداث الثقافية ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]
هذا باب جديد تفتحه بدءاً من العدد 22.
من نافل القول أن كمجلة فصلية لا تستطيع التغطية اللصيقة بكل الفعاليات والأنشطة الثقافية. إلا أنها لا تستطيع أيضاً، وكمجلة ثقافية، إلا أن تمرّ بأهم المحطات الثقافية التي انعقدت قبيل أسابيع أو أيام من صدور كل عدد جديد. وعليه نختار، ولضيق المساحة، بضعة أحداث ثقافية ، كعينة مما يجري حولنا ثقافياً؛ وفي ما يلي بعض أهم المحطات أو الفعاليات تلك:
انتخاب مدير جديد لمنظمة
الأونيسكو الدولية
لعل أهم حدث ثقافي تابعنا فصوله في الأسابيع الأخيرة وذروته في 15 تشرين ثان 2017 والذي تمثّل بانتخاب المدير العام الجديد لمنظمة الأونيسكو الدولية ومقرها باريس. نعرض للموضوع هذا، ليس لأهميته على مستوى الثقافة في العالم والدور الكبير الذي تلعبه المنظمة في المجالات الثقافية والتربوية، وإنما تحديداً لجهة عجز البلدان العربية مرة أخرى من الفوز بمنصب المدير العام، علماً أنه كان هناك شبه إجماع على أن المنصب هو من حق شخصية عربية، الأمر الذي لم يتحقق. والسبب هذه المرة هو الخلافات العربية العربية. فقد ترشح للمنصب ثلاث شخصيات عربية، اللبنانية فيكي خوري، المصرية مشيرة خطّاب، والقطري وزير سابق للثقافة حمد الكواري، إضافة إلى وزير الثقافة الفرنسية السابقة. وانتقلت الخلافات العربية البينية إلى قاعة المنظمة الثقافية الدولية الأكثر أهمية، وفي الدورة ما قبل الأخيرة انحصر الصراع عربياً بين مصر وقطر. وحالت الخلافات دون وصوا إي منهما، ولتفوز المرشحة الفرنسية أودري أزولاي، وبسبب من الخلافات العربية الحادة.
بين أهم ما أنجزته المنظمة السنة الماضي هو اعترافها بفلسطين عضواً كامل العضوية في المنظمة، بالإضافة إلى اعتبار القدس القديمة، والحرم الإبراهيمي في الخليل ضمن مواقع التراث العالمي المحمية من الأونيسكو، وسط اعتراض الولايات المتحدة وإسرائيل.
جائزة رفيعة لروائية جزائرية شابة
مُنحت جائزة “رونوود” الأدبية الفرنسية للروائية الجزائرية الشابة كوثر عظيمي (31 سنة) عن روايتها “ثرواتنا”. تعرض الرواية سيرة صاحب مكتبة في العاصمة الجزائرية ، إدمون شاكو، أول ناشر لكتب ألبير كامو في الثلاثينات، كما تعرض بأسلوب سردي تحولات العاصمة الجزائرية منذ الاستعمار إلى الاستقلال، والتداخل الجاري بين الفقر والبطالة والضياع بين مدينتي: الجزائر الثلاثينات والجزائر اليوم.
لغة عربية بأحرف لاتينية
بعدما تفاقمت ظاهرة الكتابة العربية على وسائط “السوشيال ميديا” بأحرف لاتينية، وما يحدثه ذلك من تشويه بصري وبلبلة فكرية وخروج على أبسط التقاليد اللغوية، استضافت جامعة الاسكندرية في مصر مؤتمراً بعنوان “اللغة العربية وقضايا التواصل في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”. الغاية من المؤتمر “مقاومة كتابة العربية بحروف لاتينية…وما يؤدي ذلك من كوارث تربوية وقومية على المدى البعيد منها زعزعة أركان ممارسة اللغة العربية وضياعها على المدى البعيد. وانتهى المؤتمر إلى توصيات تمحورت حول جعل العربية مقرراً رئيسياً في جميع الاختصاصات الاكاديمية والمهنية، وشرطاً للتعيين في الوظائف العامة، إسوة بالإنجليزية في القطاع الخاص. كذلك إرشاد الجمهور إلى مخاطر إهمال استخدام اللغة العربية على أدوات التواصل الألكترونية، مع الدعوة في الآن نفسه إلى تبسيط اللغة العربية وتعميمها. فهل يؤدي هذا التحرك وسواه إلى نهضة لغوية جديدة؟ نأمل ذلك.
[/su_spoiler]
[su_spoiler title=”معرض بيروت للكتاب العربي والدولي في دورته 61
وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]
30/11/ 2017 – 13/12/2017
قبل الدخول في تفاصيل معرض بيروت للكتاب العربي والدولي في دورته الواحدة والستين، نتوقف قليلاً قبل ذلك عند معرض آخر:
معرض بيروت للكتاب الفرنكفوني
في دورته الـ 24 / 2 – 12 نوفمبر 2017
بالإضافة إلى ريادتها في احتضان الكتاب العربي، تستمر بيروت مركزاً رئيسياً في المنطقة للكتاب الفرنسي اللغة. فالعاصمة اللبنانية تحتوي عدداً من دور النشر والمكتبات ذات اللغة الفرنسية، والمدعومة بطرائق مختلفة من الوكالة الفرنسية الفرنكفونية. ففي بيروت عشرات ألوف اللبنانيين ممن يعتبرون الفرنسية لغتهم المفضلة، عدا أعداد كبيرة من الفرنسيين المقيمين، ما جعل معرض الكتاب الفرنكفوني تظاهرة للكتاب الفرنسي في لبنان.
افتتحت المعرض وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسين، التي كان نفسها يوماً ما مديرة لدار نشر باريسية معروفة. تحدثت الوزيرة الفرنسية عن العلاقات الثقافية التاريخية بين فرنسا ولبنان، واعتبارها الفركفونية “جسر انفتاح” لتبادل المصالح والمشاريع بالإضافة إلى المعرفة والأفكار.
وزير الثقافة اللبناني
وزير الثقافة اللبنانية الدكتور غطاس كرم الذي شارك الوزيرة الفرنسية حل افتتاح المعرض الفرنكفوني، رحب بالوزيرة الفرنسية وبالعارضين المحليين والفرنسيين، واعتبر المعرض دليلاً على حيوية المجتمع اللبناني وتنوعه الثقافي. ورأى خوري إلى المعرض كظاهرة تحتضن “عشاق اللغة الفرنسية في لبنان”. والمعرض كرّم أخيراً رمزاً لبنانياً فرنكوفونياً ومناضلاً لبنانياً تاريخياً ضد الطائفية هو المثقف اللبناني الراحل سمير حميد فرنجية.
معرض بيروت للكتاب اللبناني
والعربي والدولي
للعام الواحد والستين يستمر النادي الثقافي العربي في بيروت في تنظيم التظاهرة الثقافية الأولى في لبنان وهي معرض بيروت للكتاب العربي.
افتتح المعرض نهار الخميس في 30 تشرين الثاني 2017. وبعد كلمتين من رئيس النادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين اللبنانيين سميرة عاصي، افتتح رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة أنشطة المعرض بإسم دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. اعتبر السنيورة في كلمته استمرار المعرض تظاهرة سنوية وجهاً ثقافياً ثابتاً لبيروت ولبنان، ورأى أن وجه لبنان الثقافي لا يتغير وإن تبدلت الظروف السياسية”.
شارك في المعرض 160 دار نشر لبنانية، و60 دار نشر عربية، وحضور إيراني ثقافي لافت.
رافق المعرض عشرات التواقيع والندوات التي تناولت كتباً جديدة صدرت والتي شكلت ظاهرة المعرض اللافتة.
كان للـ لقاءات أبرزها مع رئيس النادي الثقافي العربي، الجهة المنظمة، الاستاذ فادي تميم. الاستاذ تميم رأى أن النجاح في تنظيم الدورة 61 من معرض بيروت للكتاب العربي للدولي رغم الصعوبات الداخلية والخارجية هو نجاح للحياة الثقافية في بيروت ولبنان، ودليل على حيويتها، واستمرارها وتطورها. الاستاذ تميم اعترف أن الأسابيع الأخيرة التي سبقت افتتاح المعرض أثرت سلباً على عدد من المشاركين ات الذين تخلفوا عن الاشتراك في المعرض على غير عادتهم السابقة (إذ لم يشترك عربياً إلا عمان ومصر وسوريا والعراق)، وهو ما أثّر سلباً على التبادلات والعقود التي كان يمكن أن تتم. كما أثرت المخاوف سلباً على حركة الزائرين التي كانت دون التوقعات، بالمقابل كان هناك حضور إيراني واسع جداً، لكن ذلك لم ينعكس في المبيعات أو في العقود والصفقات.
بعض الناشرين الذين التقتهم (الاستاذ سليمان بختي، دار نلسن، الاستاذ عيسى أحوش، مكتبة بيسان، الاستاذ عارف حسن، مكتبة نبيه) وآخرين شكوا أيضاً من تراجع عدد الزائرين والطلب على الكتاب هذا العام، وغياب كلي للصفقات التي كانت تذهب إلى الخليج العربي.
ومع ذلك أمل الجميع أنه مجرد تعثر طفيف أو غيمة وتمرّ ويستعيد المعرض والكتاب ودور النشر عافيتهم، (بتحسن الأوضاع السياسية في العالم العربي)، كما سيتبيّن للقراء ان لا غنى عن الكتاب الورقي المطبوع، وأن الأنترنت هي باب للمعلومات الخفيفة السريعة، كما الصحيفة اليومية، وليست بديلاً عن الكتاب، للطالب، للمدارس، وللباحث على وجه الخصوص.
اختتم المعرض في 13 كانون أول 2017، ونتائجه تظهر تباعاً. لا أرقام دقيقة للمبيعات، ولا حتى التي يعلن عنها النادي الثقافي العربي، الجهة المنظمة. السبب هو الطريقة التقليدية في احتساب عدد الزوّار اعتماداً على ’القسيمة’ التي يحملها من البائع، وتحدث عن الفوضى في ذلك، وعدم الدقة.
هذا النقص يجرّ إلى ثغرات أخرى تحدث عنها العارضون، من مثل انخفاض فاضح في الإضاءة، السجاد القديم جداً، التدخين بكثافة، دخول المطر لأجزاء من القاعة، التعرفة الغالية لمواقف سيارات الزوّار والتي لم تخفّض إلى 3000 ل ل إلا في الأيام الأخيرة من المعرض. ويأخذ البعض على المعرض تحوله إلى مجرد ساحة لبيع الكتب، وللكتّاب للترويج لكتبهم، وعجزه عن القيام بأي دور إضافي: من مثل استضافة كبار الأدباء والعلماء من العالم العربي والعالم الأوسع.
التقديرات الحقيقية لحركة المعرض في دورته 61 تشير إلى انخفاض تدريجي في عدد العارضين، كما في عدد الزوّار، كما في المبيعات؛ وهو مؤشر خطير للأعوام القادمة – مقابل مثلاً أكثر من 3 ملايين زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، و600 عارض، و150 مليون كتاب.
نتمنى، رغم كل شيء، استمرار هذه الظاهرة الثقافية التي تحتضنها بيروت عند نهاية كل عام، ولكن من غير المعقول أن لا يلتفت إلى الثغرات وأن يجري تصحيحها، وأن تقوم وزارة الثقافة، وربما سواها من الوزارات بدعم المعرض.
[/su_spoiler]
[su_spoiler title=” ندوات ثقافية ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]
أهم الندوات التي جرت في الأسابيع الأخيرة ننقلها لقارئ ، مع الاعتذار سلفاً عن عجزنا، وبسبب من ضيق المكان، عن الترسّل أو التفصيل لتلك الندوات، على أهميتها. ونعد القارئ كما المنتدين الذين أرسلوا غلينا مداخلاتهم أن نقوم في أعداد لاحقة بتقديم ملخصات لها. نوثّق هنا بعض الندوات لا اكثر ومرة ثانية بسبب من الحدود الطباعية المتاحة لنا، وليس للمفاضلة في الأهمية، فكل ندوة أو معرض، أو كتاب، يمتلك خصوصيته وأهميته. وقد لهذا العدد أربع فعاليات متنوعة، لجهة موضوعاتها وتمثيلها.
اليوم الفلسفي العالمي
الذي احتفلت به الجامعة الأردنية في عمّان
في 19 تشرين ثان 2017.
تحدث في الافتتاح جون كراولي، رئيس قسم الفلسفة في منظمة اليونسكو باريس، عن أهمية الفلسفة عبر التاريخ ودورها الثقافي والإنساني والتربوي، وقال أن لها أدواراً أخرى راهنة ومعاصرة يمكن أن تعزز بها الثقافة والترقي الاجتماعي وبخاصة في مواجهة العنف.
وكان لرئيس التحرير (أ. د. محمد شيّا) محاضرة رئيسية بدعوة من قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية. كان عنوان المحاضرة: “التربية على ثقافة الفلسفة في مواجهة ثقافة الإرهاب”. ركّزت المحاضرة على تعريف الإرهاب والخلافات المستمرة في الموضوع بين البلدان والمجموعات المختلفة في الأمم المتحدة، ثم عن كلفة الإرهاب الباهضة، اقتصاديا ومالياً واجتماعياً، وقبل ذلك في الإساءات التي جلبتها إلى مجتمعاتنا وما أرتبط منها بأدياننا زوراً وادّعاء، ثم أخيراً كيف يمكن للتربية على الفلسفة أن تسهم في بناء ثقافة عقلانية مدنية متسامحة مضادة للثقافة العنصرية والمتعصبة والمتطرفة، من أية جهت أتت، (وستنشر المحاضرة كاملة في عدد لاحق من ).
تحدّث في المؤتمر أيضاً رئيس قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتور توفيق شومر، رئيس جامعة العلوم الإسلامية الدكتور سلمان البدور، وعضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية العميد السابق الدكتور أحمد ماضي.
المؤتمر الوطني
من لبنان الكبير 1920
إلى لبنان الرسالة 2020
بدعوة من “مؤسسة أديان”، وبرعاية من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، “المؤتمر الوطني، من لبنان الكبير 1920، إلى لبنان الرسالة 2020″، الذي انعقد في 28 و29 تشرين الثاني، 2017، بيروت.
بعد جلسة الافتتاح الذي تحدث فيه الأب فادي ضو، رئيس “مؤسسة أديان”، واختتمها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بدات أعمال المؤتمر في ست جلسات:
الأولى بموضوع، الأرض الأرض والشعب والمؤسسات، وتحدث فيها: الياس حنّا، طارق متري، نعمة فرام، وناجي ملاعب.
الثانية بموضوع، النظام والمشاركة السياسية، تحدث فيها: وجيه قانصوه، ريان عساف، فاديا كيوان، وحسان الرفاعي.
الثالثة بموضوع، المجتمع المدني، وتحدث فيها: الأميرة حياة أرسلان، ناصر ياسين، زهيدة درويش، أيمن مهنّا، ورنا خوري.
الرابعة بموضوع: التنمية المستدامة، وتحدث فيها: تريز الهاشم، زياد عبد الصمد، فادي حجّار، رائد شرف الدين، وندى غريّب زعرور.
الخامسة بموضوع، لبنان في السياق الإقليمي، تحدث فيها: خليل مكاوي، جهاد الزين، سمير مرقص.
السادسة بموضوع، دور لبنان كمركز لحوار الثقافات والأديان، تحدث فيها: محمّد السمّاك، رباب الصدر، حارث شهاب، سامي أبو المنى، وحسن ناظم.
واختتم المؤتمر ببيان ختامي نورد نصّه كاملاً لأهميته:
المؤتمر الوطني
من لبنان الكبير 1920
إلى لبنان الرسالة 2020
مؤسّسة أديان
28 و 29 تشرين الثاني 2017
البيان الختامي والتوصيات
برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، نظّمت مؤسّسة أديان المؤتمر الوطني “من لبنان الكبير 1920 نحو لبنان الرسالة 2020” في فندق هيلتون بيروت، في 28و29 تشرين الثاني 2017، بمشاركةحشد من الفاعليَّات السياسيّة والروحيّة والعسكريّة والاجتماعية والأكاديمية، ومن المجتمع المدني والهيئات الديبلوماسيّة.
يأتي هذا المؤتمر على مشارف المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وفي سياق المخاض الحضاري الذي تعيشه المنطقة في صراعها مع الإرهاب والتطرُّف والطائفية، وسعيها للوصول إلى دول يكون الإنسان وكرامته محورها، وأمن المجتمع وتنميته المستدامة غايتها. وبناء على التزام مؤسسة “أديان” في الإسهام لعبور لبنان من واقعه الطائفي إلى المواطنة الحاضنة للتنوّع، في إطار دولة حديثة وديموقراطية، هدف المؤتمر إلى الإسهام في تطوير الحوار العلمي والسياسي الجامع حول التجربة اللبنانيّة، منذ إعلان دولة لبنان الكبير حتى يومنا، للاستفادة من دروس الماضي، وتحديد النجاحات المحقّقة، والاستعداد للعمل على التغيير المنشود، وفق رؤية مشتركة للمستقبل، وسياسات عامة تسمح بالانتقال من الوضعيّة الطائفيّة إلى رسالة لبنان الحقيقية في العيش معًا في ظل المواطنة الفاعلة والحاضنة للتنوّع.
توجّه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المؤتمر بكلمة في الجلسة الافتتاحيّة، عبر ممثّله معالي الوزير بيار رفّول، جاء فيها: “أتوجه بالشكر إلى مؤسسة أديان التي شاءت استقراء العبر والدروس من مسيرة وطننا منذ نشوئه، وخصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة التي يتعرّض فيها لبنان لارتدادات الصراعات الإقليميّة والدوليّة التي تهزّ منطقة الشرق الأوسط بأسرها، للوصول إلى رؤية يُستعان بها لإعادة إنتاج دولة لبنان الحديثة.الدولة التي يتوق إليها اللبنانيون الذين كفروا بالتجاذبات المعيقة لأحلامهم وحياتهم الكريمة.” وأكّد فخامة الرئيس على أنّ الطموح الأكبر للكثير من اللبنانيين “هو العبور من دولة الطوائف إلى دولة المواطنة حيث يتساوى جميع اللبنانيين أمام القوانين، ولا تتلطى المصالح الفردية بعباءة الأديان، محوّلة رسالة العيش المشترك إلى ساحة لتقاسم المغانم، والاستقواء بالخارج على شريك الوطن، وحرف لبنان عن سكة السلام والاستقرار”.
وعبّر الفاتيكان عن دعمه لهذه المبادرة عبر رسالة للمؤتمر من قبل رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان الكاردينال جان-لوي توران، جاء فيها: “لا يسعني إلّا أن أعبّر عن بالغ سروري بهذه المبادرة، التي تشبه مدرسة حقيقيّة للمواطنة.” ويضيف: “إنّ التربية على المواطنة الفاعلة والحاضنة للتنوّع تشكّل مشروعًا بغاية الأهميّة، يقتضي أن يترافق مع تغيير في الذهنيّات لدى المسؤولين السياسيّين والفاعلين في القطاعات الاجتماعيّة والدينيّة…. فإذا كان “لبنان الكبير” ذكرى، فلبنان اليوم هو رسالة وأيقونة للسلام المنشود”.
شارك أيضًا في افتتاح المؤتمر معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ أحمد أبو الغيط ممثّلًا بسعادة السفير عبد الرحمن الصلح. أكّد معاليه إلى أنّه بالرغم من أنّ لبنان كان دومًا أو يكون في عين العاصفة، إلّا أنّه “لقد أثبت للعالم أن التعايش بين الأديان والطوائف ليس مستحيلًا، بل أنّه ضرورة حياة، ويشكّل مصدر قوة وإثراء للمجتمع والدولة، طالما كان يرتكز على الاحترام المتبادل والمساواة في المواطنة وإعلاء المصلحة الوطنية فوق أية اعتبارات أخرى”.
وتحدّثت في الجلسة الافتتاحيّة سعادة النائب بهيَّة الحريري عن المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبيرالتي أطلقتها في العام 2011، قائلة: “غداة انقضاء العقد الأول من الألفيّة الجديدة، ورغم كلّ ما حمله لنا من آلام وجراح، أيّام كنّا نشيّع الرّموز الكبار، ونرتدي أثواب الحداد على الشّهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل لبنان، غداة ذلك العقد الشديد الحزن والمرارة، أردنا أن نعزّز ونجدّد الإيمان بالتجربة الوطنية، جاعلين من الدولة المدنيّة الحديثة هدفًا وطنيًّا جامعًا لكلّ اللبنانيين بدون استثناء”. ورأت سعادتها بأن مبادرة “أديان” تتكامل مع المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير التي اعتمدت عنوان “لبنان 2020 وطنًا للمعرفة” هدفًا لها.
وافتتح رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو أعمال المؤتمر مؤكّدًا على أنّ “مئة عام من عمر وطن كلبنان هي أشبه بهنيهات من الزمن. فلا نخطئنّ التقدير. لبنان ليس وليدة 1920 ولا صنيعة قرار من سلطة الانتداب الفرنسي. في 1 أيلول 1920 اعترف، ولم يعلن، المفوّض السامي هنري غورو بحقيقة ضاربة جذورها في التاريخ كجذور الأرزة في جبال لبنان. حين قرّر أهل لبنان أن يُعطوا لوطنهم هذا التحديد الجغرافي الحديث بحدوده التي تضمّ كل حبةٍ من ترابِ وذرّةٍ من هواءِ ال 10452 كلم2، أرادوا أن يعبّروا عن أمانة لوطن، تغنّت به الكتب المقدّسة منذ آلاف السنين، وعبرت على أرضه عشرات الحضارات، وانطلقت منه قبل أكثر من ألفي عام بعثات تجارية وثقافية وعمرانية، ربطت ضفاف البحر المتوسط، بعضها ببعض، وساهمت في تحقيق التلاقح الحضاري والحوار الثقافي بشكل رائد وفريد. لو كان لبنان صنيعة قرار أجنبي، أو نتيجة مطالبة من بعض أعيانه، لما كان قد بذل هذا العدد الكبير من أبنائه هذا الكمّ من التضحيات وقدّموا دماءَهم بشجاعة وسخاء للمقاومة في وجه العدو والمحافظة على كل حبّة من ترابه، وكل نفس من حريّة شعبه.” مضيفًا: “نحن أبناء وطن صغير بمساحته، وهي على صغرها، عرفت كيف تكون بيتًا مشتركًا ووطنًا نهائيًّا لجميع اللبنانيين، وقاعدة لملايين المغتربين منهم للانطلاق نحو بقاع العالم للإسهام في بنيانه وهم يحققون طموحاتهم وأحلامهم”. وأعلن: “ونحن على مشارف المئوية الأولى للبنان الكبير، نجدّد تمسّكنا بكل ذرّة من تراب لبنان ال 10452 كلم2، ونتمسّك برسالتنا التي تجعل أن يكون في هذه المساحة الصغيرة وطنًا كبيرًا بأبنائه وعطاءاتهم”.
شارك في جلسات المؤتمر 28 محاضرًا من لبنان كماومن مصر والعراق والمملكة المتحدة.أسهم المحاضرون مع الحضور على مدى يومين وست جلسات من النقاش والتفكّر بمسائل السيادة والعلاقات الدولية والمواطنة والمجتمع المدني والتربية والتنمية والعدالة الاجتماعية والحوار الثقافي والديني، بتعميق القراءة الصريحة والواضحة للتجربة التاريخيّة للبنان منذ سنة1920، وتحديد الإشكاليّات الراهنة التي تتحدّى قيام دولة المواطنة بكامل أبعادها، ومناقشة سبل العبور نحو هذا الواقع المنشود. وخلص المؤتمر إلى ما يلي:
1- في السيادة
إنَّ لبنان الكبير عانىولا يزال في مئويته الأولى من ارتجاجاتٍ في السِّيادة بسببالعدوان الإسرائيلي والواقع الإقليمي المعقَّد والمضطرب الذي يحيط به، وبسبب ضعف المنظومة الوطنيّة وعجزهاعن تحقيق المواطنة والعدالة الاجتماعية والإنتاجية اللازمة للاستقرار الداخلي.أسهمت هذه الارتجاجات في الإفساح في المجال بين أبنائه لاستقطاب وارتهاناتٍ أضعفت المناعة الوطنية، وأدّت إلى صراعات وحروب أهليّة، وإلى ما سُميّ بحروب الآخرين على أرضنا.فلا الميثاق الوطني القائل “لا للغرب ولا للشرق”، ولا مبدأ “النأي بالنفس” يستطيعان أن يعزلا لبنان بشكل كامل عن التجاذبات الخارجيّة. بل يستدعي الأمر مع ذلك تعزيز المناعة الداخليّة باستمرار، وبناء مفهوم وطني مُوحَّد للسِّيادة وكيفية حمايتها في ظل منطقة مشتعلة، على قاعدة المصلحة الوطنية التي تجمع كافة مكوّنات المجتمع اللبناني.
2- في نظام المواطنة
إنَّ لبنان الكبير في مئويته الأولى ارتكز على دستوره المدني وميثاق العيش معًا، الذي هدف إلى تأمين مشاركة المواطنين في الحياة السياسيّة مع ضمانة تمثيل الطوائف المكوّنة للنسيج الاجتماعي اللبناني.ساهمذلك في توزُّع لمواقع السُّلطة، لكنّه فشل في بناء مؤسساتيَّة الدولة وثقافة المواطنة. فأصبحت السلطة تعيد إنتاج ذاتها على أساس الطائفية، وتراجع دور المواطن الفرد وفعالية مشاركته في الحياة السياسية.يستدعي ذلك إلى مُساءلة الإشكاليّة الطائفية وتفكيكها ليس في النظام وحسب، بل في الثقافة والتكوين الاجتماعي أيضًا، مع العودة إلى تطبيق سليم للدستور وإنهاء شوائب الزبائنية والمحاصصة والفساد والتي جوَّفت الميثاق والدُّستور من مضامينهما، للوصول إلى مواطنة المواطنين الحاضنة لتنوّع المجتمع الثقافي والديني.
3- في المجتمع المدني
إنَّ لبنان الكبير في مئويته الأولى، وبقدر ما شهِد تطوُّرًا للمجتمع المدني فيه، بقِي حراكه محدود التأثير في غالب الأحيان، لاصطدامه حينًا بمنظومة المجتمع الأهلي التقليديّة التي لا تتبنّى أولويّات المجتمع المدنيّ، وحينًا آخر لاصطدامه مع السلطة السياسيّة ذات الطابع الطائفي.على الرغم من ذلك، وبناء على بعض الخبرات الناجحة التي أثبتت نجاح الشراكة بين مؤسسات القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني وخبرائه لتحقيق الإصلاح المنشود، يبقى الأمل معقودًا على المجتمع المدني لتقديم التغيير المرجو في السياسات العامة، بالتزامن معالعمل على تحقيق التغيير في السياسة ذاتها، عبر رفدها بقيادات جديدة تحمل خبرة المجتمع المدني ومنظومته القيميّة.
4- في التنمية المستدامة
والعدالة الاجتماعية
إنَّ لبنان الكبير في مئويته الأولى،وعلى الرغم من محاولات جادّة لتحقيق التنمية وبناء المؤسّسات العامة، بقِي عاجزًا عن اعتماد مقاربة شاملة للتنمية تكون العدالة الاجتماعية محورها. يستدعي ذلك الانتقال من سياسة الخدمات الاجتماعية التي تستغلّها السلطة السياسية لكسب الولاءات على أساس الزبائنية، إلى بناء منظومة الحماية الاجتماعية والأمن الإنساني، عبر إنعاش الحوار الوطني الاجتماعي والاقتصادي والاستثمار الراشد في الرأسمال البشري.
5- في الحوار الثقافي والديني
إنَّ لبنان الكبير في مئويته الأولى، وعبر تاريخه المديد وتكوينه الاجتماعي، يختزن مقوّمات حضارية وثقافية ودينية تؤهله ليكون مركزًا عالميًّا لِحوار الحضارات والأديان، حاملًا رسالته، وفق قول البابا يوحنا بولس الثاني، “رسالة حريّة ونموذج تعدديّة للشرق كما للغرب”. يستدعي ذلك مأسسة مُتكاملة للحوار وتعزيز انتاجيّته المجتمعيّة ودوره في ترسيخ المصالحة والسلم الأهلي، وتطوير منظومته القيميَّة والتربوية والسياسيَّة والثقافية والديبلوماسيَّة، خصوصًا في ظل تنامي الصراعات عالميًّا المرتبطة بمسائل الهويَّات الإثنيّة والدينيّة.
في ختام هذا المؤتمر، تُؤكّد مؤسسة أديان على اعتبار هذا المؤتمر ورشة عمل وطنيّة مفتوحة، للعمل معًا، ليس للاحتفال بمئوية لبنان الكبير في 2020 وحسب، بل للإسهام في تأمين الرؤية الوطنيّة المشتركة لتحقيق التجدّد المطلوب وفق طموح أبنائه وتطلّعات شبابه، والاضطلاع برسالة العيش معًا التي وسمت لبنان وحدّدت دوره العالمي.
ندوة حول اللغة العربية
المكان، فندق الريفييرا، بيروت – الزمان، 15 كانون أول، 2017
من تنظيم مفوضيتي الإعلام والثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي بمناسبة اليوم السنوي للغة العربية.
تضمنت الندون فعاليتين:
الأولى تكريم الجهتان المنظمتان لستة وجوه إعلامية مهمة وهي: مي كحّاله، سمير عطالله، عادل مالك، إميل خوري، الياس الديري، وعزت صافي. وقد منح المكرمون ميدالية كمال جنبلاط، ودرع الجهة المنظمة.
الثانية، الندوة الفكرية وتوزّعت في ثلاث جلسات:
الجلسة الأولى أدارها العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي، وكانت بموضوع “اللغة مرآة الفكر والمجتمع”، وحاضر فيها:
د. جنان بلوط، د. هند أديب، د. علي زيتون، د. أنطوان أبو زيد
الجلسة الثانية، أدارها العميد الدكتور محمد شيّا، وكانت حول “الثقافة والفكر والممارسة السياسية”، وحاضر فيها: العميد د. طلال عتريسي، د. محمد العريبي، د. نائلة أبي نادر، د. أديب نعمه،
الجلسة الثالثة أدارها الدكتور وجيه فانوس، وكانت بموضوع “المجتمع العربي بين تحديات التنوع وتحولات العولمة”، حاضر فيها:
د. زهيدة درويش، أمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو، د. كمال معوّض، د. نديم نجدة
ندوة حول كتاب «العقل لا الغرائز، الوطن لا الطوائف»
المكان: قاعة مكتبة الأمير شكيب أرسلان الدولية في الشويفات – الزمان: 17 تشرين الثاني، 2017
بدعوة من بلدية مدينة الشويفات، التقى المحاضرون: الرئيس د. غالب غانم، ود. سليم حماده، والأستاذ رامي الريّس حول كتاب الدكتور محمد شيّا “العقل لا الغرائز، الوطن لا الطوائف”، الصادر عن دار “المنشورات الجامعية”، بيروت، وقدّم المحاضرين الأستاذ عدنان حرفوش.
تحدث أولأ عريف الحفل ثم المنتدون عن أهمية الكتاب كخارطة طريق في التخلّص من النظام السياسي الطائفي في لبنان، لأنه فقد صلاحيته وبات عبئاً ثقيلاً على المجتمع اللبناني الحيوي، ومعرقلاً للتلاقي بين اللبنانيين وتطوير حاضرهم وبناء مستقبل يليق بمجتمع فيه نسبة عالية من المتعلمين والمنتجين وعلى مستوى متطلبات الحياة السياسة الحديثة. وأجمع المحاضرون على اعتبار الكتاب “مرجعاً قيّماً” غنياً متوازناً ويصلح في أكثر من مفصل كدليل في كيفية التخلص من آفة الطائفية السياسية المتحكمة بالنظام السياسي اللبناني من دون تعريض العيش المشترك بين الجماعات الروحية اللبنانية لأية مخاطر.
ندوة حول آفة المخدرات
المخدرات بين التخدير والتحذير
المكان، عرمون، قاعة عرمون العامة،
شارك في الندوة، العميد المتقاعد أنور يحي، الشيخ سلمان عودة، وقدمها المحامي د. بسام المهتار، وكانت كلمة افتتاحية من الشيخ زياد بوغنّام.
تحدث المنتدون على خطورة آفة المخدرات، على كل المستويات، وخصوصاً على الشباب، وما يجلبه من آثار مدمّرة على حياة الشاب، والأسرة، والمجتمع.
تحدث المحامي د. بسام المهتار باسم بلدية عرمون، فأشار إلى دور البلديات في “معالجة الأسباب التي قد تؤدي بالشباب إلى الانحراف عبر تحسين شروط الحياة وتوفير سُبل العيش الكريم”. ولخص المحامي المهتار دور البلديات من خلال ثلاثة بنود: “صلاحيات البلدية القانونية في هذا المجال…. ودور بلدية عرمون على أرض الواقع…وأخيراً خطة بلدية عرمون لتطوير دورها ذاتياً على هذا الصعيد”، ودعا إلى “تطبيق مبدأ اللامركزية الادارية لأن البلدية هي الأدرى بمشاكل المواطنين…والأقرب إلى معرفة تطلعات الناس”.
ثم كانت مداخلتان من:
– الشيخ سلمان عودة، عضو اللجنة الدينية في المجلس المذهبي في
طائفة الموحدين الدروز.
– العميد أنور يحي، المدير السابق للشرطة القضائية في المديرية
العامة لقوى الامن الداخلي – في وزارة الداخلية اللبنانية.
ولخطورة آفة المخدرات، وأهمية المداخلتين، ستنشر في أعداد قادمة نصوص المداخلتين كاملة.
[su_spoiler title=”مراجعات كتب ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]
من بلفور إلى ترامب – غازي العريضي
الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2017
تشكّل مناسبة مئوية ’وعد بلفور’، 1917-2017، جزءاً رئيسياً من كتاب غازي العريضي الجديد، (من بلفور إلى ترامب) أما الجزء الآخر فهو الخراب الذي أحدثته سياسات دونالد ترامب منذ وصوله قبل سنة واحدة إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة الأمريكية. يهدي المؤلف كتابه إلى كل الذين قاوموا وعد بلفور منذ البدء وإلى اليوم: “إلى شهداء فلسطين والعرب وكل من قاوم ويقاوم الاحتلال منذ وعد بلفور وحتى اليوم، إلى شهداء هذا الجيل بعد مئة عام على الوعد، أهدي هذا الكتاب”. يقع الكتاب في 418 صفحة ويضم مروحة واسعة جداً من المقالات، من السياسي جدا بل اليومي، من مثل “اعتزاز أمريكا وابتزاز إسرائيل”، “العهر الأمريكي”، “أمريكا – إيران مواجهة بالواسطة”، “لننتظر الأسوأ من إدارة ترامب”، طوثيقة حماس ووثيقة أميركا”، “رئيس العزل وعزل الرئيس”، إلى الثقافي أو القريب من الثقافي، من مثل “لنتعلم من تونس”، “مذبحة دينية وحروب مفتوحة”، “ماذا عن الإرهاب اليهودي”، “ألونيسكو: إسرائيل دولة احتلال، شكراً كوبا”، “العالم والعقل العبثي في أميركا”، وسواها.
ميزة خطاب غازي العريضي في الشكل بساطة التعبير فيه واختصار المسافات نحو الهدف أو الغاية. عبارته واضحة، ملأى بالمفردات المباشرة ومن دون كثير تورية أو التفاف حول الفكرة أو تزيين أو تزييف. وهي كذلك ميزة مضامين المقالات كافة تقريباً: موقف المبتعد قليلاً عمّا يجري، كل ما يجري، العارف بل الحكيم، الناصح، ومن دون مواربة أو حاجة لأخذ هذا الجانب أو ذاك. خذ مثلاً مقالته المعنونة: “أو قفوا حرب اليمن”، ص 179. ففيما يجهد البعض إلى اتخاذ مواقف هذا الجانب والبعض الآخر إلى اتخاذ المواقف المقابلة، ومن دون كثير ترو أو حكمة، أو بحث عن مصلحة اليمن والخليج والعرب عموماً، نرى المؤلف يقول بالفم الملآن: “…. هذه المعلومات والوقائع الميدانية فضلاً عن الخراب والدمار والتفكك تضعنا أمام كارثة خطيرة سوف تستنزف طاقات المنطقة كلها إضافة إلى انعكاساتها السياسية على كل المن الإقليمي ووحدة الأراضي في اليمن والجوار، مما يدفع إلى تجديد المطالبة بشجاعة الوقف هذه الحرب. نعم، وقف الحرب والوصول إلى تسوية مشرّفة في تلك البلاد. لن يتمكن أحد من حسم الحرب وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية”. وينهي ” آن الآوان لتحكيم العقل والمنطق وامتلاك شجاعة المبادرة لوقف الحرب”(181). تبقى ملاحظة الحنين الذي يتملك خطاب غازي العريضي حين يتكلم على فلسطين أو الفلسطينيين. يقول في يوم الأسير الفلسطيني وقد جعله تحت عنوان (أسرى فلسطين ومارسيل أنشد كلمات شعرائهاخليفة): “في هذا اليوم تحية إلى اسرى فلسطين الأحرار في سجونهم، وإلى أهلهم وإلى وإلى من استشهد منهم، وغلى المناضلين في كل مكان ضد الاحتلال. وتحية إلى كل من شارك في إحياء هذا اليوم على طريقته… وأخص الفنان اللبناني العربي الإنساني مارسيل خليفة الذي غنى فلسطين، وأنشد كلمات شعرائها، وعبّر عن نبض أهلها، وكتب لهم اليوم رسالة مستذكراً تكوين وعيه السياسي مع هذا الشعب النازح المهجّر المتألم المظلوم.(101-102)
غازي العريضي يتشبث بالذاكرة الثقافية لشعبنا، كيلا ننسى، وفي كل الأحوال فسياسات نتنياهو – ترامب تجعل النسيان مستحيلاً.
كمال الصليبي، الحوار الأخير، حول التوراة ولبنان والذكريات – الياس جرجوس
دار نلسن، بيروت، 2017
يتضمن فهرس الكتاب، بعد مقدمة من محمود شريح، الموضوعات التالية:
حوار خاص مع الدكتور كمال الصليبي،
الدكتور كمال الصليبي يعيد التاريخ إلى جغرافيته ويصالح المقدّس معهما،
طائر على سنديانة مذكرات الدكتور كمال الصليبي آخر المؤرخين الحقيقيين،
بيت بمنازل كثيرة، حوار خاص مع الدكتور كمال الصليبي،
تنقيب في خفايا التوراة،
خفايا التوراة…مسألة نوح، البرج الذي لم يكن في بابل.
كمال الصليبي، (المتوفي 31 آب 1911) هو أحد كبار المؤرخين اللبنانيين المعاصرين، أو كما يقول عنه محرر الكتاب “آخر المؤرخين الحقيقيين”. امتاز صليبي بمعرفته الواسعة باللغات، ومعرفة واسعة بما يكفي بعلوم مجاورة أخرى مثل علم الآثار، الأنثربولوجيا، اللاهوت، الجغرافيا، إلى منهجية علمية تأريخية دقيقة، ما سمح له بتقديم مرويات تقوم على سند علمي واسع. وبعض أبحاثه العميقة تناولت على وجه الخصوص مرويات التوراة، والكتاب المقدس، والأساطير الأولى في الفكر المشرقي. نختار من هذا العمل، الذي يجمع بعض الحوارات مع المؤرخ الصليبي، ما يتناول نشأة الكيانين اللبناني والسوري، والمشكلات التي رافقتهما منذ البدء. يقول المؤرخ الصليبي في حوار تناول كتابه ’بيت بمنازل كثيرة’: “قد يقال بحق أن لبنان لم يعد بلداً إلا بالإسم. ومن الغريب، مع ذلك، أن مسلمي لبنان ومسيحييه لم يظهروا في السابق ما يظهرونه اليوم من وعي عميق لهويتهم الوطنية المشتركة، وإن كان ذلك بقدر من الاختلاف في تعريف مقوّمات هذه الهوية. والواقع أن الأمر لم يكن كذلك في العام 1920 عندما تاسس لبنان للمرة الأولى على شكل دولة تحت الانتداب الفرنسي، إذ بالغ المسيحيون في التحمس في قبوله، وبالغ المسلمون في رفضه. ولم يحصل الإجماع حقاً على الهوية اللبنانيةبين الفريقين العام 1943 عندما حصلت الجمهورية اللبنانية على استقلالها على أساس تصور نظري لوحدة وطنية بين مختلف الطوائف…..في 23 آيار 1926 تلقت دولة لبنان كبيراً دستوراً حولها إلى “الجمهورية اللبنانية”، وهكذا برزت الجمهوريتان الشقيقتات، اللبنانية والسورية، إلى الوجود تحت الانتداب الفرنسي، لهما عملة واحدة وخدمات جمركية واحدة، ولكل دولة علمها الخاص، وإدارتها المحلية الخاصة، وإن كان ذلك تحت إشراف المفوّض السامي الفرنسي الذي كان مقامه الدائم في بيروت. ولم تمض سنوات قليلة حتى أصبح لكل من الدولتين الشقيقتين نشيدها الوطني المختلف. لكن البيروقراطيات الإدارية والإعلام والأناشيد الوطنية لا تكفي لتحويل الأراضي والشعوب الني تعيش فيها غلى أوطان وأمم بالمعنى الكامل…..لم تكن عند الموارنة ولا عند غيرهم من المسيحيين المتفقين معهم في الرأي شكوك حول هذه المسألة. أما اللبنانيونفيبقون لبنانيين مهما اختلف الرأي حول طبيعة هويتهم كشعب من الخارج لا تجمع بينهم وبين العرب إلا وحدة اللغة….والخلاصة هي أن الفرنسيين في سوريا أوجدوا الدولة في البلاد لكنهم أخفقوا في في خلق هوية قومية خاصة تلائمها. والأمر نفسه ينطبق بطريقة ما على لبنان، حيث كان مفهوم الهوية القومية اللبنانية، خلافاً للنشيد الوطني، لا يحمل معنى إلا لفئة من أهل البلد دون الآخرين. ولم يكن الأمر مختلفاً في البلدان الأخرى التي خلقها البريطانيون في الأراضي العربية الخاضعة لانتدابهم…” (84-87)
هذه عينة من تأريخ كمال الصليبي لتطور الأحداث في المنطقة منذ أواسط القرن التاسع عشر، ولا يفيد في شيء تلخيصه، لأنه سيأتي مبتوراً وربماً غير دقيق.
حقوق الأقليات في القانون الدولي العميد د. رياض شيّا
دار النهار للنشر
لمّا كانت مسألة الأقليات الإثنية، اللغوية، والدينية واحدة من المسائل التي أرّقت ضمير الإنسانية قروناً طويلة، فقد مثّل ظهور الدولة القومية (الدولة-الأمة) على المسرح العالمي في القرن التاسع عشر، كتنظيم جديد للتجمعات البشرية، محطةً بارزة عرفت معها الأقليات أقسى أشكال التعامل. فمركزية السلطة ووحدة اللغة والثقافة والدين، التي كانت تمثّل قيم الدولة القومية، لم تكن سوى تلك التي تعود لجزء من مواطني الدولة وليس لجميع مواطنيها، ولو كانوا يمثّلون في كثير من الأحيان الأكثرية. يضاف الى ذلك أنّ تمثُّل تلك القيم قد ترافق مع ممارسات فيها الكثير من الاضطهاد وعدم التسامح مع كل من يختلف عن النموذج، والذين بات يُنظر اليهم بأنّهم “الغير”، ولو كانوا مواطنين. ولما كان لكثير من الأقليات علاقات وامتدادات تتعدى النطاق الداخلي للدولة، بحكم ارتباطهم بدولٍ أخرى تماثلهم نفس الصفات الإثنية أو اللغوية أو الدينية، فقد أدى هذا الواقع الى اشتداد النزاعات الدولية وتفاقمها، والتي وصلت غير مرة الى مستوى الحروب الشاملة، كما في الحربين الكونيتين الأولى والثانية. وهكذا بدا لزاماً على القانون الدولي الإحاطة بمسألة الأقليات بوجهها الإنساني من جهة، ونتائجها وتداعياتها على الاستقرار والأمن في العالم من جهة ثانية.
على هذه الخلفية، سيعرض المؤلف الدكتور رياض شـيّا في كتابه هذا لكيفية تطور حقوق الأقليات في القانون الدولي، سواء في تكرسها في نظام عصبة الأمم في أعقاب الحرب العالمية الأولى، أو في أعقاب الحرب العالمية الثانية في التشريعات الصادرة عن الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان وما تضمنته من نصوص تتناول حقوق الأقليات، كالمادة 27 من “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” للعام 1966، أو بالمواثيق التي تخص الأقليات فقط ك “إعلان الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص المنتمين لأقليات قومية أو إثنية، دينية أو لغوية ” في العام 1992، وغير ذلك من التشريعات. يضاف الى ذلك إلقاء الضوء على النشاط الفعّال الذي لعبته “مجموعة العمل الخاصة بالأقليات” التابعة للأمم المتحدة (التي أصبحت تسمى “منبر قضايا الأقليات” منذ العام 2007 وتتبع لمجلس حقوق الإنسان التابع بدوره للأمم المتحدة).
يسدّ الكتاب ثغرة كبيرة تتمثّل في النقص الهائل في الكتابات والمراجع العربية التي تناولت موضوع الأقليات وحقوقها من الناحية القانونية، وبالأخص موقف القانون الدولي منها. وسيلحظ القارئ هذا النقص في ندرة المصادر الحقوقية العربية مقارنة بالكم الكبير من المصادر الإنكليزية والفرنسية التي استند اليها الكتاب، مما يجعله مرجعاً لموضوع حقوق الأقليات لا بد منه.
الكتاب صادر عن دار النهار للنشر، ويقع في 360 صفحة من القطع الكبير
الخيارات المغلقة – د. يقظان التقي
رياض الريّس للكتب والنشر
يتضمن كتاب د. يقظان التقي مجموعة لقاءات صحافية أجراها المؤلف مع عدد من الشخصيات السياسية والثقافية اللبنانية 22 شخصية لبنانية وسورية وفلسطينية، من اتجاهات فكرية مختلفة. نذكر منهم بالتدريج داوود صايغ، محمد عبد الحميد بيضون، أنطوان مسرّة، رضوان السيّد، خالد زيادة، فاديا كيوان إلى…شارل رزق، عصام خليفة، روجيه ديب، وجوزف أبو خليل.
نختار لهذه المراجعة السريعة بعض محطات اللقاء مع المؤرخ د. عصام خليفة، لارتباط مضمونه بمئوية سايكس بيكو ومئوية الكيان اللبناني.
يخالف المؤرخ خليفة الرأي الشائع لدى البعض من أن الكيان اللبناني كيان مصطنع وولد من رحم معاهدة سايكس – بيكو، فيقول: “لبنان الكبير هو نتيجة كفاح الشعب اللبناني، وليس أمراً مفتعلاً، ووثيقة الميثاق الوطني هي وثيقة علمانية وغير طائفية”.(190). ويضيف: “إذاً مشروع لبنان الكبير ليس مشروعاً مفتعلاً. إنه نتيجة كفاح الشعب اللبناني، في مقابل هذا المشروع كان هناك المشروع الصهيوني الذي دعا منذ مؤتمر ’بال’ وقبله إلى قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، وتوسيع إسرائيل شمالاً باتجاه الليطاني. حين تقرأ وثائق الخارجية الفرنسية، تلمس صراعاً واسعاً بين التيّار اللباني والتيّار الصهيوني.”(197). ويتوقف المؤرخ خليفة إلى الاتفاق الذي جرى في منزل يوسف السودافي 18 آذار 1938 حيث تمّ التوصل إلى الميثاق الوطني اللبناني، وهو علماني وليس طائفياً. ….الميثاق مكتوب بخلفية ثقافية غير طائفية، أي بخلفية قيام دولة، وإقامة المساواة والعدل، والكفاءة، لا على أساس الطائفية. الميثاق اتفاق وطني، لا بل علماني. برأيي العروبة في هذا الميثاق هي مشروع حرية للصحافة والجمعيات والأحزاب والإنتاج وحماية الآثار. اؤكد أن لبنان في العشرينات والثلاثينات والأربعينيات كان يتقدّم إلى الأمام…وإلى إنشاء دولة إسرائيل على الحدود…”(198-199). ويختم التقي نقلاً عن المؤرخ خليفة: “كمثقفين مستقلين، لا مستقيلين، خضنا معارك واعتصامات وصدامات، وعرفنا كيفية الربط بين المطالب الثقافية….كما دافعنا عن وحدة لبنان. هذا هو مشروعنا الثقافي…أي ما يحول دون تحوّل لبنان إلى معتقلات طائفية….لا يزال التنوع هو الضامن للتعددية، والتعددية هي دينامية نحو التكامل ونحو علمنة الدولة والمجتمع المدني والتربية الثقافية. لقد واجهنا مشروع التفتيت بالمشروع الثقافي..”(200) وينهي بالقول أن وحدة الشعب اللبناني هي أقوى سلاح يمكن أن يمتلكه لبنان (205).
الإنسان نفس وجسد – شوقي أبو عكر
دار العربية للعلوم ناشرون
صدر كتاب “الإنسان نفس وجسد” من دار العربية للعلوم ناشرون لمؤلفه شوقي أمين أبو عكر في شهر آذار 2017م.
قبل البدء بعرض الفصول التي تضمنها الكتاب سأقدّم الخبر الصحفي Press Release التي أطلقته الدار العربية لكافة وسائل الإعلام، والمكتبات والموقع الإلكتروني neerwafarat.com المتعاون معها في نشر الكتاب Online لمن يريد الاطلاع عليه بواسطة التقنيات الجديدة.
يتضمن الكتاب ستة فصول ومقدمة وخاتمة.
المقدمة تضمنت الأسباب والهواجس التي أدّت الى ولادة هذا الكتاب. وقد جاء في السطور الأولى للمقدمة:
“في صخب هذه الحياة التي نعيشها، وانغماسنا في الحصول على ما طاب لنا من هذه الدنيا: ماذا بعد ذلك؟! الى أين نحن سائرون؟ ما هو الموت الذي يخطف الإنسان في لحظة من الزمن؟ هل تنتهي حياتنا عند هذا الحدّ؟ هذه الأسئلة التي تملكت تفكيري في السنوات الأخيرة، جعلتني أسعى الى ضمّ ما عرفته سابقاً، الى مطالعاتي فيما تضمنّته الكتب الدينية، وما قاله الأنبياء المرسلون، وما أشار إليه أولياء الله الصالحون، وما خطتّه أقلام الفلاسفة وتناولته أقلام الأدباء من نثر وشعر، فكان هذا الكتاب المتواضع”.
لكن هذه المطالعات تؤدّي الى تراكم أفكار وآراء ومقولات لا تخضع لعلم المنطق، ولا لعلم الرياضيات الذي تخصصت به، ولا لنتائج المختبر لمعرفة الحقيقة المطلقة، ولحسم ما هو صواب وما هو خطأ. لكن للفيلسوف العالم أمحتب في رسالته “عزل النفس” شجعني في المضّي قدماً في تأليف هذا الكتاب حين يقول:
“يا نفس إن كنت متحققة بشيء غير ما تدركينه بالحواس الخمس، فقد توجهت الى طريق نجاحك. وإن كنت لم تحققي شيئاً من الأشياء إلا ما تشاهدينه ببصر الجسد وسمعه وذوقه وشمّه ولمسه فأنت يا نفس موقوفة على طريق العطب ومقاساة العذاب في الفصلين الأول والثاني تناول الكتاب عن النفس والجسد في ذات الإنسان الحيّ الناطق. هل تكوينه الشريف من نقف ناطقة حيّة عالمة استوطنت جسداً مدهشاً في وقت من الزمن وبإرادة قوّة قادرة مبدعة لهذا الكون؟ أم مجرّد جسد لا وجود لنفس فيه، إذا انتظمت مكونّاته عند الولادة، تستجّد فيه القدرة على التفكير والتخيّل والإبداع، وعند الموت يتلاشى في التراب وينتهي الأمر.
يقدّم هذا الكتاب آراء وأفكار من تلكموا عن طبيعة الإنسان فيبدأ بقول البروفيسور “سيثوت” في كتابه “حياة الروح” حين يقول: “مسألة حيّرت ألباب العلماء منذ عصور موغلة في القدم. فالإنسان يبدو وكأنه كائنان: كائن مادي وكائن آخر يقابله غير مادي”. ويأتي أيضاً على ما ذكره الشاعر العظيم هوميروس عن تلك الطبيعة في أحد فصول الأوديسة، وما جاء في كتب البراهمة القديمة، وشعر الفيلسوف ابن سينا، وقصيدة المواكب للأديب الشاعر جبران خليل جبران، وكتاب “حيّ بن يقظان” للفيلسوف أبو طفيل، وما تحدثت به الكتب الكريمة للأديان المرسلة، وما جاء في رسالة الخليفة الفاطمي المعزّ لدين الله، وما نطقت به الفلسفة اليونانية وما قاله الدكتور فيليب سالم عن الجسد وغيرهم من المستنيرين.
أما الفصل الثالث فيتحدث عن الموت، القدر المحتوم على الإنسان يذكر ما قاله الكاتب العظيم تولستوي في كتابه الاعتراف: “هكذا أتعلّق أنا بغصن شجرة الحياة، عارفاً أن تنين الموت ينتظرني. لماذا قدّر لي أن أحتمل كل هذه المشتقات وراني ولا شكّ واصل الى ظلمة القبر ولا شيء يقف أمام ذلك المصير”. وتناول الكتاب لجملة من آراء وأفكار لمن سبق ذكرهم عن الموت. بالإضافة الى ما تناوله بعض من الشعراء المبدعين في عصور مختلفة. أخصّ منهم بالذكر المتنبي، أبو العلاء المعرّي، لا مارتين، أبو تمام، طرفة بن العبد، محمود درويش، نزار قباني وغيرهم من الشعراء.
تناول الكتاب في الفصل الرابع مسيرة النفس بعد الموت حيث ورد في القرآن الكريم عدّة آيات تتحدث عن عالم البرزخ. وهو العالم الذي يتوسط بين الدنيا والآخرة حيث تستقر فيه الروح أي النفس قبل يوم الحساب، وعن المطهر في العقيدة المسيحية الكريمة، وعن فكرة التقمّص وعودة الروح بعد الموت في حلّة جسد جديد.
كما تناول الكتاب في الفصل الخامس مفهوم القيامة أو يوم الدينونة، مستعرضاً ما جاء في أغلب الأديان، والمذاهب والطوائف، وكبار المتصوفة، والكوميديا الإلهية ورسالة الغفران.
أما في الفصل السادس فقد تكلم الكتاب عن عملية الاستنساخ على الكائن البشري، والغاية من طرح هذا الموضوع هو الإجابة عن السؤال والذين فيه كثير من الهواجس.
“هل تلك الجوهرة الروحية أي النفس الناطقة الإنسانية ستسكن هذا الجسد المستنسخ من خليّة جذعية وليست جنسية؟.
وفي الخاتمة يتناول الكتاب رأي المؤلف فيما سبق ذكره من طروحات وآراء ومواقف حيث يقول:
“أميل الى الاعتقاد بنظرية التفحص، وأن العالم الروحاني سبق العالم المادي في بداية التكوين، وأن النفس الإنسانية موجودة في بدن جسماني لا تفارقه أبداً. كذلك النفوس الإنسانية ثابتة العدد عند إبداع العالم الروحاني، وأن الجنّة والجحيم هي خاتمة مسار النفس الإنسانية في عبورها من دار الدنيا الى دار الآخرة.
[/su_spoiler]
[su_spoiler title=”الدروز بنو قحطان من عربٍ ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]
إِنَّ الدُّرُوْزَ بَنُوْ قَحْطَانَ، مِنْ عَرَبٍ
تاريخُهُمْ قِيَمٌ، بأسٌ، ومُتَّحدٌ
دَانُوا على وَثَقٍ باللهِ، واحِدِهِمْ
هُمْ مُسْلِمُوْنَ على القُرْآنِ، لا جَدَلٌ
العَقْلُ منهجُهُم، والصَفْحُ عادَتُهُمْ
أَفْعَالُهُمْ صَدَحَتْ، سَامَتْ شجاعَتَهُمْ
هُمْ فِرْقَةٌ دَرَسَتْ إِسْلامَهَا بنُهًى
أَحْيَوا “بفِطنتِهم” للدِيْنِ جَوْهَرَهُ
دينٌ أَتى لجمِيعِ الخَلْقِ قاطِبَةً
أَهْلُ الوَفَاءِ فما خَانُوا ولا نَقَضُوا
سَلْ عَنْهُمُ كُتُبَ التاريخِ مُذْ وُجِدُوا
بَاهَتْ عَشَائِرُهم دَوْمًا بما حَفِظُوا
خاضوا الحُرُوْبَ دِفاعًا عن كَرَامَتِهِمْ
أَفرادُهُمْ سَكَنَتْ فِيهِمْ مُرُوءَتُهُمْ
مَاجَتْ بِهِم كِبَرًا دُنْيَاهُمُ وَرَوَتْ
مَنْ مِثْلُهُمْ جَمَعُوا دِيْنًا وَفَلْسَفَةً
الظُلْمُ لاحَقَهُمْ في رَأْيِهِمْ حِقبًا
كَانَتْ وَمَا بَرَحَتْ تغلي بأُمَّتِنَا
فارْكُنْ كَما رَكَنَتْ أَخْيَارُنا بِصَفًا
قالوا: الدروزُ، وتاهوا في مَغَالِطِهِمْ
أَقْحَاحَ، ما هَجُنُوا نَسْلاً، وقَدْ عَرِقُوا
إِيْمَانُهُمْ صَمَدٌ، يَزْدَانُهُ خُلُقُ
لا غَيْرُهُ هَدَفًا، والفِكْرُ مُؤْتَلِقُ
فَهْوَ الكِتَابُ بِهِ نَالَوْا هُدًى وَرَقوا
بالعَدْلِ إِنْ حَكَمُوا، والصِدْقِ إِنْ نَطَقُوا
فِيْمَا شَجَاعَتُهُمْ ضاقَتْ بِهَا الأُفُقُ
دَرْساً تَمَثَّلَ في نَهْجٍ بِهِ عُمُقُ
بالخير قد شرحوا في الأصل ما حذقوا
للمُسْلِمِينَ خُصُوصًا، والهُدَى طُرُقُ
عَهْدًا لَهُمْ أَبَدًا، يَوْمًا، ولا خَرَقُوا
تُنْبِئْكَ: غَيْرَ رياضِ الخيرِ ما طَرَقُوا
لِلْعُرْبِ من نَسَبٍ سَامٍ، وما رَفِقُوا
مُسْتَبْسِلِينَ، فَما هَانُوا ولا خُرِقُوا
هُمْ هَكَذا دَرَجُوا، لِلْبَذْلِ قد خُلِقُوا
كُبْرَى المنابِرِ ما أَعْلَوا وما غدِقوا
عِلْمًا وَمَعْرِفَةً، ما قد بها سَبَقُوا
لا رأيَ مُحْتَكِمًا للجَهْلِ، فانغلقُوا
رُوْحُ الأَنا، وأَنَا إنْسانِنَا حَمَقُ
لِلْعَقْلِ يَرْدَعُنا عَمَّا بِهِ صَفَقُ
لو أنَّهُمْ عَرَفُوا، كانوا، أَجَلْ، صَدَقُوا
شعر: راجع نعيم
[/su_spoiler]
[/su_accordion]