الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

ازمة النفايات

[su_accordion]

[su_spoiler title=”الضحى ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

صبحي الدبيسي

رُبَّ ضارّة نافِعة

كيفَ تؤدّي أزْمَةُ النّفايات
إلى نهضةٍ في العملِ المُدُنيّ

ما زلنا عند رأينا أنّ الحل البديهيّ والأقل تكلفة لمشكلة النّفايات في جبل لبنان من شماله إلى جَنوبه هو فرز النّفايات العضويّة في المصدر، وإن كان ذلك يتطلّب إرساء وتطوير ثقافة يصبح فيها المواطن جزءاً من الحلّ وليس فقط مصدر المشكلة. ونحن نُحيّي بحرارة بلديتي بريح وعبَيهْ على مبادرتيهما الرائدتين لفرز النّفايات المنزليّة في المصدر وندعو بقية البلديّات لأن تنظر إلى تجربتي البلدتين المختلفتين في الأسلوب؛ لكن الموحّدتان في الهدف (وأيّة تجارب أخرى ناجحة) كسابقات مفيدة وكدليل على أنّ من الممكن عندما تتوافر الإرادة أن نحلّ مشكلة النّفايات بأسلوب عمليّ غير مكلف، بل وحضاريّ.
الشّعب اللبنانيّ مشهور بروح الابتكار والمبادرة وهذا يعني أنّ حلّ الفرز في المصدر يمكن أن يتّخذ أشكالاً عديدة، والعامل المقرّر هنا سيكون ولاشكّ تنوّع التّجارب ومدى توافر المال الذي يُمَكِّن من شراء التّقنيات الأكثر تطوّراً، والفارق بين تجربتي بريح وعبَيه أن الأولى أوجدت حلّاً بسيطاً وخياراً رخيصاً للقرى التي قد لا تكون لها الموارد الكافية لتصنيع النّفايات العضويّة.
إنّ وجود وحدات معالجة محلّيّة وقليلة التكلفة للنّفايات العضويّة المنزليّة حلٌّ جيّدٌ لأنّه يوكل أمر نفايات كلّ بلدة بالبلديّة ويجعلها بالتالي مسؤولة عن بيئتها وعن صحّة مواطنيها، لكن هناك مؤكداً إمكانية لإنشاء مصانع حديثة لتحويل النّفايات العضويّة إلى سماد عضويّ (ربّما بمساعدات أوروبيّة أو أميركية أو عربيّة أو من الأمم المتّحدة) لكنّ ذلك يتطلّب أوّلاً أن تتدرّب البلديّات على تقليد فرز النّفايات العضويّة في المصدر وأن يصبح هذا الأمر تقليداً يقوم به المواطنون من تلقاء أنفسهم بروح من التّعاون مع بقيّة السّكان ومع البلديّة في معالجة المشكل الذي يمسّ الجميع، وهذا يوازي خلق ثقافة مدنيّة مختلفة عن ثقافة إلقاء المشكلة على الآخرين.
لقد كان تلزيم “سوكلين” أمر النّفايات خطأ كبيراً أوّلاً لأنّه كان مكلفاً جدّاً وثانياً لأنّه كان حلّاً يعتمد على جمع النّفايات من مكان ثم طرحها في مطامر كبيرة في بلد لا توجد فيه أماكن نائية صالحة لهذا الأمر. وأسلوب الجمع والطّمر أسلوب متخلّف لمعالجة النّفايات لا يوجد مثيل له في أي دولة متقدمة. لكن الأسوأ من ذلك هو أنّ حلّ “سوكلين” جعل المواطن يعتبر أنّ في إمكانه إنتاج أيّ كم من النّفايات ثم رميها في الشّارع لأنّ هناك من سيتولى جمعها ونقلها. لذلك، عندما وقعت الواقعة وتوقّف العمل مع الشّركة وجدنا المواطن يستمرّ في عادة رمي النّفايات في الشّارع، كذلك البلديّات التي كانت معتمدة على عمل “سوكلين” فاجأتها الأزمة وهي غير مهيّأة فحصل هرج ومرج وتخبّط قبل أن يبدأ الجميع في التّفكير واستنباط الحلول تحت ضغط الوضع الطارئ. بهذا المعنى، فإنّ الأزمة التي ولّدها توقّف “سوكلين” كانت “ضارّة نافعة” لأنّها أجبرت الجميع على أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم ويبدأوا في ابتكار الحلول، وهناك مؤشرات مشجّعة من أكثر من مكان في لبنان ونحن نذكر بريح وعبَيه في الجبل لكننا على يقين بأن هناك بلدات أخرى بدأت تقوم بالأمر نفسه، وما يهمّنا هو أن تدرك البلديات كافة أن هناك طريقة لتطوير ثقافة فرز النفايات العضوية في المصدر فلا تبقى متأخرة عن الرّكب، وإذا كانت بلديّات معيّنة قد نجحت في حلّ الفرز من المصدر فهذا يعني أنّ البلديّات الأخرى يمكنها أن تنجح، لكنّ المهمَّ هو أن نقرّر، وأن نقبل ببذل الجهد الصّبور مع المواطنين في كلّ قرية وأن نوجد الحوافز المعنويّة وأن نستمرّ في شرح أهمّية هذا الحلّ للجميع.
إنّنا بتوسيع نطاق حلّ الفرز في المصدر سنكون قد نجحنا في أمرين معاً: حلّ مشكلة النّفايات العضويّة (وهي أصل المشكلة) بطريقة حضاريّة، ونكون قد نجحنا أيضاً في تطوير العمل الاجتماعيّ والمُدُنيّ، وهذا التحوّل في ثقافة المجتمع مهمٌّ جدّاً لأنّه سيُنتج لاحقاً ثماراً طيّبة طويلة الأمد قد نرى مع الوقت مفاعيلها في مختلف مجالات العمل الاجتماعيّ والتّنمية البلديّة.

 

[/su_spoiler]

[su_spoiler title=”صبحي الدبيسي” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

تجربتــــــان لفــــرز النفايــــات العضويـــــــــة في المصــــدر

عبيه بنت مصنعاً لتحويل النفايات العضوية إلى سماد
وبريح تفرزها وتحوّلها في حفر ترابية إلى سماد

شكّل إقفال مطمر الناعمة منذ السابع عشر من تموز 2015 حافزاً لدى جميع اللبنانيين من مسؤولين، وسياسيين، وبلديات، وجمعيات أهلية، بحثاً عن وسائل بديلة لاستيعاب جبال النفايات التي تكدّست في الشوارع والأحياء والساحات العامة. وكانت أولى الخطوات قيام 9 بلديات يضمها اتحاد بلديات الشوف السويجاني بتشغيل مصنع فرز النفايات الصلبة في منطقة الصليِّب وإنشاء معمل آخر في بعذران لاستيعاب نفايات الشوف الأعلى، وبما أنّ الحاجة أمّ الاختراع كما يقول المثل، فلقد توصلت بعض البلديات الى مخارج علمية وصحية لمعالجة نفاياتها عن طريق الفرز المنزلي، ونورد هنا مثالين ناجحين هما بلدتي بريح وعبيه.
في بريح أبلغنا رئيس البلدية صبحي لحود، أنّ البلدة نجحت بعملية الفرز المنزلي للنفايات بنسبة مئة في المئة. ولا يوجد مستوعب واحد للنفايات في كل بريح، كما لا يمكن أن تشاهد محرمة كلينكس واحدة في كل الطرقات، وذلك بفضل وعي الأهالي وقبولهم تعلم طريقة الفرز المنزلي للنفايات. وهذه النقطة هي الأساس في نجاح خطة التخلص من النفايات بشكل جذري.
لحود شرح لـ “الضحى” الطريقة التي اعتمدت لإنهاء هذه المشكلة التي استحقت التنويه بها من أرفع المراجع المسؤولة. وقال بأنّ كيفية الفرز من المصدر، هي عبارة عن مستوعب لتجميع أوراق النايلون ومشتقاته، وآخر للورق والكرتون، وثالث لفضلات الأكل، ورابع للمواد الصلبة. أما عملية الجمع فهي موزّعة على أيام الأسبوع. يوم الاثنين تأتي سيارة مخصصة لجمع النايلون، والثلاثاء للكرتون، والأربعاء للنفايات العضوية، والخميس للزجاج والمواد الصلبة، وبهذه الطريقة تمكّنا من حلّ المشكلة من دون أي ضجيج. وكشف لحود بأن مجموعة من شباب البلدة قاموا بهذه الفكرة، والبلدية تبنتها بعد اقتناعها بها وقمنا بإستئجار قطعة أرض أنشأنا فيها 30 حفرة توضع فيها النفايات، ثم تنقل من حفرة الى أخرى حتى تتحلل وتصبح سماداً عضوياً، يباع الكيس بـ 2500 ليرة. وقال: لدينا مكبس للكرتون وآخر للبلاستيك، بالإضافة إلى حفرة مساحتها 16متراً مربعاً بعمق 3 أمتار لطمر العوادم. أما الكلفة فهي لا تتجاوز 5,000 ليرة عن كل بيت، ولا تكلف البلدية أكثر من 2,000 دولار في الشهر بينما كانت ”سوكلين” تتقاضى 12,000 دولار في الشهر من البلدية عن طريق القائمقامية.

تحويل النفايات إلى سماد عضوي
في عبيه أفادنا نائب رئيس البلدية يوسف غريِّب، أن بلدية عبيه أنشأت مصنعاً لفرز النفايات في شهر تموز 2015 أي بعد أزمة مطمر الناعمة بعدة أشهر. وتعتبر بلدية عبيه من أوائل البلديات التي بدأت بفرز نفاياتها. وأشار بأن عملية الفرز تبدأ من المصدر، أي من قبل الأهالي، وفي المقابل قمنا بتأمين حاويات متوسطة الحجم بمعدل 3 حاويات لكل بيت. والبلدية تتولى رفع الكرتون والبلاستيك بمعدل مرتين في الأسبوع. أما النفايات العضوية فترفع بشكل يومي ويتم نقلها إلى المصنع لإعادة فرزها ومعالجتها بطريقة فنيّة تحوّلها إلى سماد عضوي يقدّم مجاناً للأهالي لاستخدامه في تنمية مزروعاتهم. ولفت إلى أنّ المصنع هو عبارة عن مجموعة اسطوانات تعمل بطريقة حديثة جداً ولم يسجل فيه أي عطل من تاريخ إنشائه حتى اليوم.
غريّب أشار من جهة ثانية، إلى قيام البلدية ببناء مبنى المدرسة الرسمية للبلدة بمواصفات وزارة التربية. وأنّ البلدية قامت بشراء 12,000 متر مربع خصصت لهذه الغاية وأنّ عملية البناء تتم على نفقة البلدية على أن تقوم الوزارة بالتجهيزات اللازمة، وذلك “للتخلص من الإيجار الذي أرهقنا”.

[/su_spoiler]

[/su_accordion]

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي