الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

ازهار الخزامي

زراعتها منتشرة في أوروبا وبدأت تتّسع في لبنان

أزهار الخُزامى العطريّة

جمـــــال وعـــــلاج وثـــــروة إقتصاديـــــة

تعتبر الخُزامى العطريّة Lavnendula. Officinalis من أشهر النباتات في العالم ومن أكثرها فائدة من النواحي الطبية والمنزلية والاقتصادية. ومن أهم عوامل الجذب في عشبة الخُزامى سهولة زرعها والعناية بها وطول عمرها والنسبة العالية من الزيت العطري الذي يمكن الحصول عليه منها بطريقة التقطير العادية. ولزيت الخُزامى استعمالات عدّة في الطب البديل وفي صناعات الصابون والعطور ومستحضرات التجميل وبعض الزيوت الطبية، وبسبب الطلب عليه فقد بات لهذا الزيت قيمة كبيرة، مما قد يجعل منه مصدر دخل حقيقيّاً في مشاريع الزراعة الكثيفة للخزامى العطريّة، كما يحصل خصوصاً في فرنسا والعديد من الدول الأوروبية. وفي لبنان لم تنتشر زراعة الخُزامى العطريّة على نطاق تجاري حتى الآن، لكن الإهتمام بها يزداد يوماً بعد يوم بسبب تزايد الطلب على الزيت العطري المستخرج منها. ولزراعة الخُزامى فوائد أساسية لمربي النحل بسبب الإقبال الكبير عليه من عاملات النحل، وهو يعتبر بالتالي، مع أعشاب أخرى مثل الصعتر وإكليل الجبل والقصعين، من الأعشاب الرحيقية العظيمة الفائدة لإنتاج أفضل أنواع العسل ذي الطعم المميز والخصائص الشفائية، وقد بدأ العديد من البلديات والجمعيات في لبنان بتنفيذ مشاريع لتوطين الصعتر وغيره من النباتات العطريّة بهدف تشجيع تربية النحل والاستفادة في الوقت نفسه من هذه المحاصيل العشبية لأغراض تجارية.

أنواعُه وخصائصُه
توجد الخُزامى بأنواع عديدة، لكن الأكثر انتشاراً منها في لبنان هو الخُزامى الإنكليزية وكانت تسمى Lavnendula. Officinalis والميزة الأهم لهذا النوع هو تحمله الجيد للصيف اللبناني في المناطق الجبلية، بحيث إن في إمكانه النمو والاستمرار لسنين طويلة دون حاجة لريّه، وإن كان الريّ المتقطع له في الصيف يساعد على نموه ويحسن إنتاجه من الأزهار. وللخزامى الإنكليزية (والبعض يسميها الخُزامى المُغربيّة) ميزة أساسية على الأنواع الأخرى مثل الخُزامى الهولندية هي أزهارها الكثيفة وطيب رائحتها والنسبة العالية من الزيت العطري الذي يمكن استخراجه منها، علماً أن الخُزامى تعطي أعلى نسبة من الزيت العطريّ إذا زُرِعت على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر وما فوق.
رغم أنها تُزرع في المناخات المعتدلة، فإن الخُزامى العطريّة تحقق أفضل النتائج في الأماكن المشمسة والتربة الجافة الجيدة الصرف والمختلطة بالحصى والتي تمرر بالتالي كميات كافية من الهواء لقاعدة النبتة وجذورها السطحية، وهي لا تحتاج إلى تسميد كيماوي أو عضوي لأنها نبتة قوية مثل النباتات البرية بل إنها بسبب قوتها غالباً ما تحول دون ظهور الأعشاب الطفيلية الأخرى في جوارها. على العكس من ذلك، فإن التسميد العضوي الزائد قد يزيد الرطوبة حول الجذور ويصيبها بالتعفّن، ومرض تعفن الجذور هو أحد الأمراض القليلة التي تصيب شجيرة الخُزامى وقد تؤدي إلى يباسها. ومن أجل الحؤول دون ذلك، فإنه من الأفضل فلش الحصى الناعم حول كعب الشجيرات، وكذلك تقليم النبتة تقليماً وافياً ونزع الأغصان الخشبية والقديمة وإعطاء الشجيرة فرصة إنبات فروع جديدة تكون أكثر خضرة وقوة. وفي ما عدا التقليم (الجائر) كل بضعة سنوات، فإن شجيرات الخُزامى لا تحتاج إلى عناية ولا يتعرض موسمها لآفات، كما إنها قادرة على البقاء والنمو سنة بعد سنة دون ريّ على الإطلاق، وهذه ميزة كبيرة في مشاريع الزراعة الكثيفة التي لا تتوافر لها إمكانات الريّ المنتظم، إذ لن يكون على المزارع أن يقلق بشأن توافر المياه لري الحقل. الاستثناء الوحيد هنا، هو ضرورة ري شتول الخُزامى خلال فصل الصيف التالي لزرعها لتمكينها من تعزيز كتلة الجذور والنمو حتى بلوغ فصل الشتاء. وفي الغالب، فإن الريّ لسنة واحدة غالباً ما يكون كافياً لإنطلاقة شجيرات الخُزامى ونموها المستمر في السنوات التالية، كما إن الخُزامى تحتاج إلى تشذيب وتقصير الجذوع بعد القطاف بهدف إراحة الشجيرة والحؤول دون ظهور سنابل جديدة في الموسم نفسه.

منتجات مختلفة مصنوعة بزهر الخزامى أو زيته
منتجات مختلفة مصنوعة بزهر الخزامى أو زيته

“الخُزامى مثاليّة للزراعة الكثيفة، قليلة استهلاك الماء قوية معمرة ومنتجة لعســـل لذيذ ولزيت عطــــــري غالي الثمن ومتعدد الاستـــخدامات”

تكثير الخُزامى
يمكن لأي صاحب مشروع أن يشتري شتول الخُزامى الجاهزة من المشاتل وهي عادة لا تكلف أكثر من دولار واحد للشتلة الجيدة من عمر سنة أو أكثر في الأكواب، لكن إذا كان مصدر الري الصيفي متوافراً فإن في إمكان المزارع تكثير الخُزامى محلياً بطريقة الأقلام المقتطعة من الشجيرات المعمرة الموجودة في البستان، على أن يتم انتقاء الأقلام من عمر سنة على الأقل وليس الأقلام النابتة في الموسم الجديد، وفي كثير من الحالات يمكن اختيار فسائل من على كعب الشجيرات القائمة تحمل بعض الجذور، الأمر الذي يعزّز حظوظ نجاح الفسيلة ونموها في المشتل. وأفضل وقت لأخذ الأقلام أو الفسائل هو أوائل شهر شباط عندما تكون العصارة متوقفة والطقس مائلاً إلى البرودة، ويتم وضع الأقلام أو الفسائل في أكواب بقطر 10 سم وتنظيمها في صفوف متلاصقة في مكان مناسب وظليل من الحديقة بحيث يسهل ريها بطريقة الرش وحيث يمكن لكميات قليلة من المياه أن تكفي لتأمين الري طيلة فصل الربيع والصيف. وفي نهاية هذه المدّة وعلى مشارف الشتاء تكون الشتول قد تجذّرت وأنتجت نُموّات ساقية وزهرية، وأصبحت بالتالي جاهزة لنقلها إلى مكانها الدائم. وهذا المكان يمكن أن يكون على جنبات الطرق أو مساكب للزينة أو في أراض زراعية مخصصة له في حال الزراعة الكثيفة، ويجب أن لا يغيب عن بال المزارع أن الشتلات التي نقلت إلى مكانها الدائم ستحتاج إلى ريها مجدداً طيلة فصل الصيف التالي كما ورد ذكره سابقاً.

قطاف الخُزامى
يختلف توقيت قطاف الخُزامى وأسلوبه وفقاً لنوع الإستعمال المتوقع للحصاد، لكن المبدأ الأساسي هو أن حصاد سنابل الخُزامى يمكن أن يبدأ بعد اكتمال الإزهار وتفتح أكثرها على السنبلة، وهذا الحصاد هو الأنسب لتجفيف الأزهار على شكل باقات تجمع وتُعلّق على حبال بإتجاه الأسفل، تمهيداً لتسويقها أو من أجل تقطيرها بهدف إستخراج زيت الخُزامى الغالي الثمن، وفي حال الرغبة في إنتاج الزيت الجيد فإن من الضروري تقطير الزهر بعد القطاف مباشرة ودون انتظار عملية التجفيف.
لكن رغم أهمية هذه الاعتبارات فإن المزارع قد يقرر تأخير موسم القطاف لأسباب أخرى منها وجود قفران النحل في البستان، إذ يهدف مربو النحل عندها إلى أن يتيح للعاملات أخذ النسبة القصوى من رحيق زهيرات الخُزامى لما في ذلك من فائدة لتحسين كمية العسل ومذاقه وخصائصه الشفائية، وهنا فإن ما يجنيه المزارع من العسل يعوِّض أو يزيد على ما كان يأمل الحصول عليه من التقطير المبكر لحصاد الأزهار. ويمكن للمزارع أن يقرر تأخير القطاف لأسباب “سياحية” كأن تكون مزارع الخُزامى جزءاً من مشروع سياحي مما يتطلب الإبقاء عليها في حالة الإزهار وعلى لونها البنفسجي الرائع لأطول مدة ممكنة.
يؤدي التأخُّر في قطاف سنابل الخُزامى إلى تحول الزهيرات من اللون البنفسجي الأزرق الزاهي إلى اللون البنّي الفاتح وربما إلى تساقط قسم منها، أما الزهيرات الباقية فإنها ستخسر قسماً من الزيت العطري عند تقطيرها وربما تأثرت أيضاً نوعية الزيت. ومن أجل تفادي هذا الأمر، فإن المزارع الذي يكون مربياً للنحل أو مهتماً بإطالة موسم الإزهار يمكنه أن يلجأ إلى “حل وسط” وهو البدء بالحصاد وعملية التقطير في منتصف الموسم وقبل أن تجف الزهيرات ويتغير لونها.

النحل يعشق زهرة الخزامى وينتج منها عسلا لذيذا شافيا
النحل يعشق زهرة الخزامى وينتج منها عسلا لذيذا شافيا

.إنتاجية الخُزامى من الزيت
تتوقف إنتاجية الخُزامى من الزيت العطري على مجموعة من العوامل أهمها:
1. موقع الزراعة : نوعية التربة والمناخ وارتفاع الحقل عن سطح البحر
2. عمر الشجيرة
3. وقت النهار الذي يتم فيه الحصاد
4. نوع شجيرة الخُزامى(الصنف)
5. توقيت التقطير
يقول خبراء صناعة تقطير الخُزامى إن الزهر المجفف لا ينتج نوعية جيدة من الزيت، وإن الحصول على نوعية جيدة منه ممكن فقط من السنابل التي تمّ قطافها للتو ويجب أن يتم تقطير هذه السنابل فور القطاف. وأفضل وقت لقطاف سنابل الخُزامى هو أواخر حزيران أو أواسط تموز. ورغم أن الخُزامى ينتج موسماً آخر (رجعياً) من الأزهار، إلا أن هذه لا تنتج زيتاً جيداً لأن نسبة الكافور فيها تكون عالية وبالتالي فإن زيتها يعتبر غير صالح تجارياً، لذلك يفضّل في أزهار الخُزامى العائدة للموسم المتأخر إستخدامها لأغراض الزينة أو بيعها كأزهار مجففة فقط.
وتقدّر إنتاجية الزيت في أزهار الخُزامى المقطوفة حديثاً والمقطرة على الفور بنسبة 2 إلى 5% وهي نسبة عالية، لكن العامل المقرر في تحقيق هذه الإنتاجية هو موقع الشجيرات وقوة نموّها. لكن في حال ترك الشجيرات حتى نهاية موسم الإزهار قبل البدء بقطافها فإن المحصول “الجاف” الناتج لن ينتج من الزيت بأكثر من 1%.

“زهر الخُزامى علاج معترف به لحالات القلق واضطراب النوم ومستخلص الزيت الطيار مفيد جدا ًلمعالجة التوتر والإنقبـاض النفسي”

جهاز منزلي حديث لتقطير زيت الخزامى
جهاز منزلي حديث لتقطير زيت الخزامى

فوائد زيت الخُزامى
يتمتع زيت الخُزامى بخصائص مطهرة ومضادة للإلتهابات، كما يستخدم في صناعة العطور وتعطير منتجات الصابون والكريمات وسوائل الإستحمام والكثير من مستحضرات العناية بالبشرة. وفي صناعة الصابون على البارد بصورة خاصة يمكن إضافة زيت الخُزامى إلى السائل بهدف إعطائه رائحة الخُزامى الطبيعية، كما يمكن إضافة الزيت لتعطير أنواع من الشامبو الطبيعي المنتج أيضاً بالطريقة التقليدية. ويضاف زيت الخُزامى إلى مزيج من زيت جوز الهند وزيت اللوز وزيت حبة البركة لإنتاج زيت ممتاز للعناية بالبشرة ومعالجة الجروح أو الأكزيما والتشققات وجفاف أو إحمرار البشرة.

الإستخدامات الطبية
من أهم الفوائد الطبية المعروفة للخزامى هو فعاليته الممتازة في تهدئة التوتر وإحداث شعور بالاسترخاء ومعالجة الأرق وتحسين نوعية النوم. إن تناول شاي من البابونج الممزوج بأزهار الخُزامى كاف لإحداث شعور بالاسترخاء وتسهيل الخلود إلى النوم، كما إن وضع زهر الخُزامى تحت غلاف الوسادة يساعد على تنشق عطرها والاستغراق في نوم عميق نتيجة لذلك. ولمقطر الخُزامى (ماء الخُزامى) أيضاً مفعول مباشر في معالجة الأرق، إذ يكفي وضع ملعقة منه في كوب ماء فاتر أو كوب حليب فاتر وتناوله قبل النوم لمعالجة الأرق أو أي توتّر نفسي قد يكون حائلاً أمام الإخلاد إلى نوم عميق.
ونتيجة لذلك، فقد اهتمت صناعة المكملات الغذائية والعلاجات العشبية بتصنيع كبسولات تحتوي على مستخلص اللينالول Linalool والليناليل أسيتات Linalyl Acetate المستخرجان من زيت الخُزامى كعلاج طبيعي لحالات الأرق وأثبتت دراسة علمية أجريت عام 2010 الأثر الفعّال لهذين العنصرين على نوعية النوم وعلى معالجة القلق وحالات التوتر، كما أثبتت أنه من الممكن تناول هذه الكبسولات دون أي مضاعفات أو آثار جانبية. وأثبتت الأبحاث أيضاً أن عسل الخُزامى (المنتج من النحل الذي يجني رحيقه من حقول الخُزامى) هو الأفضل كعلاج لتطهير وشفاء الجروح غير الملتهبة أو المتقرحة.

احذروا الغش
بالنظر إلى ثمنه المرتفع، والطلب الكبير عليه من الطبّ البديل ومن العديد من الصناعات، فإن زيت الخُزامى هو من أكثر المنتجات تعرّضاً للغش. وأكثر أساليب الغش شيوعاً هو استخدام اللافاندين Lavandin وهو الزيت المستخرج من الخُزامى الهولندية المتدنيّة النوعية باعتباره زيت الخُزامى الأصلي، ومن الأساليب أيضاً تخفيف زيت الخُزامى بزيوت رخيصة مثل زيت اللوز أو بمحاليل صناعية. وبالنظر إلى استخداماته الطبية فإن شراء زيت خزامى مغشوش يمكن أن يؤدي إلى أضرار ومخاطر مما يعني أهمية شراء الزيت الصافي من مصادر موثوقة ومعروفة.

(إعداد: قسم الصحة والغذاء)

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي