الأربعاء, كانون الثاني 8, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأربعاء, كانون الثاني 8, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي

مسؤولون وأكاديميون وخبراء يقيَّمون وسائل التواصل الاجتماعي

كيف تصدّ طوفانا؟

مؤتمر البلمند شخّص المخاطر لكن غابت الحلول

زين الدين: شبه مستحيل محاولة الرقابة عليها
رامي الريس: الأنباء أصبحت رقمية منذ 2012

كيف يمكن احتواء تسونامي الإنترنت وتفرعاتها في وسائل التواصل الاجتماعي والمقصود بها حسابات الفيسبوك وتويتر وإنستغرام والواتس أب وغيرها ومن التطبيقات التي جعلت التواصل بين الناس بالكلمة والصوت والصورة ممكنا في أي وقت من الأوقات وبتكلفة زهيدة؟ سهولة الاتصال والتواصل الرقمي قهرت الأسوار وكافة أشكال الرقابة وخلقت حرية تامة للمستخدمين للتعامل بالمعلومات والصور والفيديو وارتبطت هذه الثورة بشيوع الأجهزة المحمولة التي تصبح لصيقة بالمستخدم يحملها أين يشاء ويستخدمها كيف يشاء خارج أي رقابة. وهذه الحرية التي أتاحها التقدم التكنولوجي بدأت تعيد تشكيل القيم والعقول والعادات وتنخر في الثقافات بل وفي التقليد الاجتماعي وهي تلقي بثقلها بصورة خاصة على الأسر التي بدأت تعاني من مشكلات اجتماعية وسلوكية لأنها لم تعد هي السلطة الحقيقية في تنشئة الأولاد.
لكن الكلام عن الخوف الأسري صحيح بالمعنى النسبي فقط، لأن أرباب الأسر أنفسهم نساء ورجالا، أمهات وآباء وأولياء أمور دخلوا بدورهم في الدوّامة أيضا وباتوا من المستخدمين النشطين لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وكثيرا ما يشتري الأهل الهواتف الذكية لأطفالهم الذين لم يبلغوا سن الخامسة أو يقدمونها لهم كهدية في عيد ميلادهم (!) وهؤلاء الأطفال يتربون في البيت على استخدام مختلف التطبيقات بإشراف من أهلهم . فالمشكلة إذن ليست في إدمان الأحداث والمراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي بل في وجود الأهل داخل الدائرة نفسها وقبولهم بهذه الوسائل، ليس باعتبارها تهديداً، بل باعتبارها تمكيناً ومكونا أساسيا من مكونات الحياة المعاصرة. وهذا الاندماج بين وسائل التواصل الاجتماعي وبين حياة الأسرة هو الآن المشكلة الحقيقية.
في جميع الحالات فإن التحدي الذي أبرزته وسائل التواصل الاجتماعي كبير، وهو حتماً أكبر من قدرة الأهل أو المدرسة أو حتى الدولة على توفير الضبط المناسب. وربما بسبب الشعور العام بالعجز وبخطورة الظاهرة حظي المؤتمر الذي نظمته جامعة البلمند في سوق الغرب بالتعاون مع منتدى الفكر التقدمي بإقبال كثيف من أكاديميين وإعلاميين وسياسيين ورؤساء بلديات وقادة حزبيين وجمهور ووسائل إعلام.
المؤتمر الذي انعقد في قاعة الشيخ توفيق عسّاف في حرم الجامعة تصدى في جلسة أولى لموضوع “التأثيرات الاجتماعية لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي” وهذا الموضوع المهم كان

 

جانب-من-الحضور
جانب-من-الحضور

يحتاج إلى تركيز أوسع ومشاركة خبراء ونفسيين وأهالي ويتطلب بالتأكيد أكثر من جلسة، لكن المنظمين فضلوا تنويع البحث وأدرجوا موضوعاً ثان منفصلاً هو “مستقبل الإعلام في ظل حرية التواصل الاجتماعي”.
الموضوع الأول بدا تحديّا كبيرا للمتحدثين الذين كان معظمهم ملما بصورة عامة بالمحاذير والمخاطر ، لكن دون إحاطة كافية بأساليب المواجهة القانونية والتقنية لاحتوائها. وربما كان المجتمعون (المخضرمون في معظمهم) في حاجة إلى خبير في تقنيات وآليات عمل الإنترنت يكون أيضا مطلعاً على الحلول التي أخذت بها دول عديدة لجهة ضبط التداولات عبر الشبكة، كما كان من المفيد إشراك ممثل عن الشباب المنخرطين بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي لينقل للمشاركين بعض ما يحصل في كواليس هذا العالم الرقمي ويقدم ربما من وحي التجربة اليومية بعض النصائح والاقتراحات.
بسبب غياب المُكوِّنين التقني والشبابي (مع تمثيل طاغ للإعلام) استُغرِق البحث في التركيز على المخاطر، وهذا الجانب عبر عنه الدكتور هشام زين الدين رئيس منبر الفكر التقدمي الذي أقر بأننا “نقف عاجزين أمام التطور المتسارع الذي يأتينا في كل يوم بجديد ونحن لمّا نهضم قديمه بعد”. مشيرا إلى أن تقنيات التواصل الاجتماعي هي جزء من نتائج عولمة شاملة لسنا جزءاً منها بل تم إقحامنا فيها، كذلك الأمر بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي التي “فرضت علينا كقدر” بل أصبحت الشريك مع البيت والمدرسة والجامعة في عملية تربية الأجيال”.
وزير الإعلام ملحم رياشي الذي ألقى كلمته الأستاذ أنطوان عيد اهتم بإعلان موقف مبدئي في دعم الوزارة لحرية التعبير “وهي الرئة التي يتنفس منها لبنان” و”الميزة الأساسية للإعلام اللبناني” ولا خلاف بالطبع في ذلك لكن حرية الأعلام لم تكن هي الموضوع بل المشكلات الاجتماعية والأخلاقية التي يسببها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ولا خلاف أيضا حول تأكيد الوزير على ضرورة “المزاوجة بين الحرية والآداب العامة”. لكن كيف يتم ذلك؟ وما هي الإجراءات والقوانين التي تمتلكها الدولة للتعامل مع الإنترنت وشبكات التواصل؟
الدكتور هشام زين الدين تبنى في هذا المجال وجهة نظر واقعية تقول بأنه لا جدوى من محاولات فرض الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي لأن تحديد المعايير وضوابط الرقابة مهمة صعبة وتكاد تكون مستحيلة، وهو ما يعني أن الخيار الأفضل هو تركيز الجهود على التوعية والإرشاد من خلال التربية والإعلام.

تشخيص إعلامي
الإعلامي بسام أبو زيد أشار إلى أن وسائل التواصل أصبحت في حد ذاتها مصدرا لكثير من الأخبار، لكنه حذَّر من سوء استخدامها في نشر الأخبار الكاذبة والشائعات. كما حذرت الإعلامية ريما كركي من دور سلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الأسر وفي مجال نشر الشائعات. واعتبر الإعلامي وليد الداهوك إن الإفراط في استخدام تلك الوسائط أدى إلى تفكك الأسر وتشويه العلاقات وتدني التركيز الدراسي وتفشي أمراض نفسية واجتماعية.
الإعلاميان رامي الريِّس وجورج صليبي وخبير التواصل الاجتماعي في جامعة البلمند ركزوا في الجلسة الثانية على تقييم التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي على صناعة الإعلام، هذا التأثير الذي يجعل سياسيا مثل رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط يتحول إلى مصدر أول للأخبار والمواقف عبر استخدامه لخدمة “تويتر” الأمر الذي قلل حاجته لإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام. بينما أكد الإعلامي رامي الريّس على أن انتقال الصحف والمجلات المطبوعة إلى الصحافة الرقمية “مسألة وقت” مذكرا بأن جريدة “الأنباء” التي يرأس تحريرها تبنت موقفا رائداً عندما أوقفت النسخة الورقية في العام 2012. ونوّه بالفعاليّة التي أظهرتها وسائل التواصل الاجتماعي في إسماع صوت الشباب المختلف والدور الذي لعبته في الحراك السياسي لعدد من المجتمعات العربية مثل تونس ومصر.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي