السبت, تشرين الثاني 23, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, تشرين الثاني 23, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

التدخين ذلك الانتحار البطيء

لماذا يلهثُ المُدخِّن؟
ولماذا يُقلع البعض ثمَّ يعودون؟كثيراً ما يطرح السؤال: كيف يمكن لأيِّ إنسان عاقل أن يُدخل إلى رئتيه كلَّ يوم من أيام حياته هذا الكوكتيل الغريب والمُخيف من الأدخنة والغازَّات السَّامة والمواد الكيميائية والمُضافات الصناعية، وهو يبتسم ويمرح. لاحظوا أنَّ السيجارة لا يُدخِّنها الناس المكتئبون فقط، بل في الغالب إنَّها المُكمِّل الضروري –عند المُدمنين –  للأوقات المرحة، ولاسيَّما أنَّها رفيقة القهوة أو الكحول، أو هي خاتمة المائدة الشهية.قبل سنوات طويلة لم يكن العالم يعرف ما الذي تخبئه السيجارة، وقد جعل الإعلان التجاري منها صنواً للسعادة والمرح، بل إنَّ أحد الإعلانات يقدِّمها على أنَّها رفيقة رُعاة البقر في حِلِّهم وترحالهم وسط الطبيعة الخلاَّبة.
السؤال الأهم لماذا يستمرُّ المُدخِّنون في أخذ هذا السمّ بجرعات يومية على الرغم من علمهم بمحاذيره، وعلى الرغم من أنَّ العالم كلّه تحوَّل ضدَّ التدخين وبدأ يعامله كوباء اجتماعي وخطر على الصحة العامة، فيمنعه بصورة تدريجية في كلِّ الأماكن المغلقة؟ ولماذا يواجه السَّاعون لترك السيجارة الصعوبة المتكرِّرة التي تجعلهم يعودون إليها بأقوى من السابق؟ 

النيكوتين

الجواب البسيط هو النيكوتين الذي يشكِّل المادة الرئيسية في السجائر.
كيف يعمل النيكوتين على المُدخِّن، وما هو السبب في تأثيره الإدماني؟
يعمل النيكوتين على عدد من الدوائر الكهربائية في الدماغ فيحرِّضها على زيادة إفراز مادة الدوبامين التي تمنح المُدخِّن الشعور بالنشوة. وهذه المادة يفرزها الدماغ عادة بعد ممارسة أنشطة مُعيَّنة مثل: الرياضة، أو الجنس، أو أكل الأطعمة الغنيّة بالماغنيسيوم. لكن تأثير مادة الدوبامين يبقى لبضعة ثوان فقط، فما يلبث الجسم أن يفرز مادة المونوامين أوكسيدايس monoamineoxidase-MAO التي تقوم بتكسير مادة الدوبامين، وبالتالي المحافظة على معدلها الطبيعي في الدماغ. لكن أحد خصائص النيكوتين هو أنه يعمل على كبح مفعول الـ MAO، ما يعني بقاء مادة الدوبامين في الدماغ لفترة أطول، وبالتالي استمرار شعورنا بـ “لذة” السيجارة.

ولكن للأسف، فمع مرور الوقت يصبح جسم المُدخِّن أقل قابلية للاستجابة لمادة النيكوتين، ما يتطلَّب زيادة عدد السجائر للوصول إلى الإحساس نفسه الذي كان من الممكن الوصول إليه بتدخين سيجارة واحدة.  والخبر الجيّد في هذا المجال أنَّ مادة النيكوتين تختفي من الجسم في غضون 24 ساعة، ولهذا نجد أنَّ غالبية المُدخِّنين يستمتعون بتدخين أول سيجارة لهم وينخفض الإحساس بتأثير النيكوتين مع مرور ساعات النهار لأنَّ الجسم يكون قد أصبح مشبّعاً به، تماماً كما يحدث مع مدمني المُخدَّرات الذين يحتاجون إلى جُرعات متزايدة ليصلوا إلى الشعور بمفعول المُخدِّر. إنّ تأثير مادة النيكوتين شبيه بتأثير مادة الكوكايين، التي تعمل أيضاً على

لماذا “يلهث” المُدخِّن عند الركض؟

قد يكون السبب في إصابة القلب وتضيق الرئتين من جرَّاء التدخين لمدة طويلة، أو غير ذلك من أمراض الجهاز التنفُّسي التي تنجم عن التدخين. لكن السبب المباشر هو أنَّ دخان السيجارة يحتوي على أول أوكسيد الكربون CO الذي يُقلِّل من مقدرة كريات الدم الحمراء على نقل الأوكسجين لأنَّ هذا الغاز السَّام يتَّحد بالأوكسجين ليعطي ثاني أوكسيد الكربون CO2 ويحرم الدم بالتالي من توزيعه على خلايا الجسم التي هي في أمسِّ الحاجة إليه.

 

لماذا “يلهث” المُدخِّن عند الركض؟

قد يكون السبب في إصابة القلب وتضيق الرئتين من جرَّاء التدخين لمدة طويلة، أو غير ذلك من أمراض الجهاز التنفُّسي التي تنجم عن التدخين. لكن السبب المباشر هو أنَّ دخان السيجارة يحتوي على أول أوكسيد الكربون CO الذي يُقلِّل من مقدرة كريات الدم الحمراء على نقل الأوكسجين لأنَّ هذا الغاز السَّام يتَّحد بالأوكسجين ليعطي ثاني أوكسيد الكربون CO2 ويحرم الدم بالتالي من توزيعه على خلايا الجسم التي هي في أمسِّ الحاجة إليه.

 

أهمُّ الآثار الصحيَّة للتدخين

تشمل الآثار الصحية التي يتعرَّض لها المُدخِّنون ما يلي:

  • ازدياد احتمال الإصابة بأمراض القلب وتصلُّب الشرايين
  • ازدياد احتمال الإصابة بعدد من أنواع السرطان
  • نقص في كميَّة الدم التي تغذِّي الأطراف
  • دوار، غثيان، ضيق التنفُّس، سُعال مزمن
  • رائحة فم كريهة، اصفرار الأظافر والأسنان
  • انخفاض مناعة الجسم
  • العجز الجنسي
  • مخاطر تراجع الخصوبة والعُقم
  • مخاطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفُّسي والانسداد الرئوي
  • ازدياد الإصابة بالقرحة
  • وظهور التجاعيد في عمر مبكر.

 

تسويق شيطاني

أحد أهمّ الأسباب في ترسّخ الإدمان على التدخين، ليس فقط مادة النيكوتين (وهي المادة المُخدِّرة في التبغ)، بل يمكن ردَّه أيضاً إلى استراتيجيات الترويج الفعّالة التي تنفِّذها شركات تصنيع السجائر على مستوى الكرة الأرضية. إنَّ صناعة التبغ تعتمد على مبدأ مُخيف هو أنَّ “كل مدمن هو زبون لمدى الحياة، بغضِّ النظر عن قصر هذه الحياة أو طولها”. ولهذا السبب تعتمد صناعة التبغ على إقامة علاقة وثيقة بين التدخين والنجاح والقبول الإجتماعي، وهي تستخدم في ذلك أناساً مشهورين كنجوم السينما والمسرح، والأخطر من ذلك رياضيين مشهورين ما يعطي انطباعاً بأنَّ التدخين لا يتعارض ويؤثِّر على الصحَّة. إنَّ حملات الإعلان هذه تستهدف بشكل مباشر المراهقين، وذلك لما يمثِّلون من مادة مطواعة يسهل التأثير عليها، هذا من الناحية النفسية، أما مبدأ الربح والخسارة فيعمل على جعل الناس مدمني سجائر لأطول مُدَّة ممكنة ما يتطلَّب أن يبدأوا التدخين في عُمر مُبكر؛ كما أنَّ حملات الإعلان تستخدم منع بعض الدول لبيع الدخان لمن هم دون سن الثامنة عشرة بشكل فعّال لحثِّ المراهقين على التدخين لما يمثِّله من عنوان للرجولة عند الذكور، وعنوان للإثارة والبلوغ عند الإناث.

 

4000 عنصر كيميائي في دخان السيجارة

بالإضافة إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه مادة النيكوتين في الإدمان على السجائر، فهي مادة مسرطنة وسامة، بل ثبت أنها تستخدم كمكوِّن أساسي في عدد من المُبيدات. وهناك مئات الأطفال أُصيبوا بالتسمُّم جرَّاء أكل السجائر التي غالباً ما تُترك في متناول الأطفال. والنيكوتين ليست المادة الوحيدة السَّامة في السيجارة، فقد أثبتت الدراسات أنَّ هنالك ما لا يقل عن 4000 مُركب كيميائي يمتزج بدخان السيجارة الذي نُدخله إلى الرئتين، كما أنَّ شركات التبغ تستخدم نحو 600 مادة مُضافة في “تنكيه” وتحسين خصائص احتراق التبغ والكثير منها تُصنَّف كسموم كيميائية (راجع: “حقائق عن السيجارة”).
ثمَّ هناك القطران الموجود في ورق السجائر، والذي يتسبَّب بتكوين طبقة من الصمغ على الرئة، وهناك الزرنيخ والفورمالديهايد وهي مادة سَّامة جدَاً، وتؤدِّي إلى تقرُّحات في الجهاز التنفُّسي وفي العيون، وهذا بالإضافة إلى كونها مادة مُسرطنة.

  • يحتوي دخان السيجارة على 4000 عنصر كيميائي، 43 منها مُصنَّفة كعناصر مُسبِّبة للسرطان، و400 منها مُصنَّفة كسموم أو ذات سمية ملحوظة، وهذه الأخيرة
  • تشمل النيكوتين وأول أوكسيد الكربون والفورمالديهايد والأمونيا وسيانيد الهيدروجين والزرنيخ والـ د.د.ت.
  • عندما يُحبّ المُدخِّن “نَفس” من سيجارته، فإنَّ النيكوتين الذي يحتويه دُخَّانها يصل إلى الدماغ في ست ثوان فقط.
  • آخر “نفس” من السيجارة يحتوي على ضُعف كميَّة القطران التي يحتويها أول “نفس”، علماً أنَّ القطران يتجمَّع على جدار الرئتين ويتراكم مع الزمن.
  • معظم العناصر الكيميائية التي يستنشقها المُدخِّن تبقى في الرئتين، وكلَّما زاد الاستنشاق زادت اللذَّة التي تشعر بها وزاد بالتالي التخريب البطيء للرئتين والضرر الشامل اللاحق بمختلف أعضاء الجسم.
  • تُقدِّم شركات تصنيع التبغ إلى الحكومة الأميركية معلومات مُفصَّلة عن المحتويات الكيميائية الموجودة في التبغ، لكن ضمن اتفاق يحظِّر على تلك الحكومة الكشف عنها بحجَّة الحفاظ على “الأسرار التقنية والتجارية” للشركات المُنتِجة.
  • يؤكِّد كافة خبراء الصحَّة أنَّ فلتر السيجارة لا يفيد حقيقة لأنه لا يحجز مادة النيكوتين السَّامة، ولأنَّ شركات التبغ تُضيف إلى الفلتر ما يجعله في حدِّ ذاته مؤذياً للصحة، وذلك من خلال استخدام مُضافات مُحسِّنة للطعم Additives معظمها يشتبه في كونه يُسبِّب السرطان.
  • أحد العناصر المُستخدمة في السيجارة هو مادة كيميائية مشابه جداً لوقود الصواريخ، وأمَّا وظيفة هذه المادة فهي أن تجعل تبغ السيجارة يحترق بحرارة عالية جداً، الأمر الذي يسمح للنيكوتين في التحوّل إلى بخار بحيث يمكن للرئتين امتصاصه بسرعة وسهولة. (من أجل تكوين
    فكرة علمية عن العناصر السَّامة والخطرة المُضافة إلى سيجارتك
  • الدخان الذي يتصاعد من السيجارة يحتوي فقط على 8-5 في المئة من مجموعة الغازات التي تنجم عن حرق التبغ، إذ إنَّ النسبة الباقية لا تُرى بالعين المُجرّدة وهي تحتوي على غازات سامَّة مثل: أول أوكسيد الكربون، الفورمالديهايد، الأكرولين، سيانيد الهيدروجين، وأكسيد النيتروجين.
    يؤدِّي احتراق التبغ إلى توليد 150 مليار جُزَيء من القطران بكلِّ بوصة مُكعَّبة من التبغ. وقد نقل باحثون عن أبحاث أجرتها شركة “آر.جي. رينولدز توباكو” أنَّ دخَّان السيجارة أكثر تركيزاً بـ 10 آلاف مرة من دخَّان السيارات في ساحة الزحام.
  • أظهرت دراسة علمية جرت في الولايات المتحدة الأميركية أنَّ نسبة 42 في المئة فقط من الرجال المُدخِّنين يصلون إلى سن الـ 73 عاماً مقارنة بنسبة 78 في المئة من الرجال غير المُدخِّنين.
    تُقدَّر ميزانية الإعلان والترويج للسجائر التي أنفقتها الشركات المُصنِّعة نحو 6 إلى 7 مليارات دولار.
  • يُقدَّر الدخل الإجمالي لشركات تصنيع السجائر ما بين 30 و35 مليار دولار، وقد تراجع هذا الدخل في الدول الغربية بسبب حملات مكافحة التدخين، إلاَّ أنه يتزايد باستمرار في العالم الثالث وبسبب اجتذاب المزيد من النساء والأحداث.
  • تكبَّدت الميزانية الأميركية في العام 1993 نحو 50 مليار دولار، وذلك كتكلفة مباشرة لمعالجة الآثار الصحيَّة الناجمة عن التدخين في الولايات المتحدة الأميركية.
  • احتمالات وفاة المُدخِّنين بسرطان الرئة هو 22 ضعفاً (والنساء 12 ضعفاً)، احتمال وفاة أولئك الذين لم يُدخِّنوا في حياتهم..
  • يموت 400,000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة جرَّاء الأمراض الناجمة عن التدخين.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading