من أثينا إلى الإسكندرية، امتدّت في القرونِ الأولى للميلاد «سلسلةٌ ذهبيّةٌ» انتقلت من خلالها الفلسفةُ المِثاليّة، والحِكمةُ الصُّوفيّة الرُّوحانية، والعلومُ الإِلَهيّة لدى أفلاطون إلى حَاضِرة العلوم والثقافات وملتقى الشعوب والحضارات، بعدما كانت تلك السلسلةُ قد نقلت فيما مضى العلومَ الهِرمِسية والفيثاغورية والأُورفية إلى الواحة الأفلاطونية. وتواصلت هذه «السلسلةُ الذهبيّة» بعدئذ عبر القرون من خلال صَفوةٍ من الفلاسفة الحكماء الذين حَمَلوا هذه «الأمانة»، وأبقوها للنُّخبة بعيداً عن غوغاء الفكر ومُلوِّثاتهم، إلى أن تلقّفها في الإسكندرية فلاسفةُ الفيثاغوريين الجُدد والأفلاطونيين المُحدثين، ليُتابعوا بإثراءاتهم الخاصة النَّهجَ الرُّوحاني لأفلاطون نحو معرفة الإِلَهيات والوحدانية بفلسفةٍ صوفية من دون الانغماس في الجَدَل العقيم والمَتاهات العقلية المُؤدِّية إلى الحيرة، كما فعل بعضُ المُتَفَلسِفين في ذلك الحين...