الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الشُّوَيفات

الشويفات: الماضي والحاضر

مقابلة مع د. نزار حيدر

تُعَدُّ الشويفات من أقدم المدن اللبنانية وأكبرها. إذ يرجع تاريخها إلى ما يقارب الثلاثة آلاف سنة، وتقع في وسط الساحل اللبناني ما بين بيروت وصيدا. وتُعْتَبَر ثاني منطقة صناعية في لبنان بعد طرابلس. يبلغ عدد سكانها، حسب إحصاءات عام 2015، حوالي 300 ألف نسمة (المقيّدون في سجلّات النفوس مع القاطنين فيها والنازحين إليها)، وحالياً في عام 2019 تحتوي على 13% من سكان لبنان تقريبا. وتمتد الشويفات من الحدث إلى دوحة الحُصّ مروراً بدوحة الشويفات، ويمر عبر أراضيها أوتوستراد بيروت، وأوتوستراد الأوزاعي، وطريق صيدا القديمة.

في ضيافة أ. زياد حيدر، رئيس بلدية الشويفات، رئيس التحرير برفقة أ. راحج نعيم، وأ. عامر حيدر.

لمعرفة المزيد عن مميّزات الشويفات وخصائصها، وتاريخها، وآثارها، وعائلاتها، وأهمّ الشخصيات البارزة فيها، وكل ما يتعلق بمواردها الاقتصادية والنشاطات الاجتماعية والثقافية، وعن دور البلدية في إنمائها وتطويرها، أجرت راغدة الحلبي عدّة مقابلات مع مجموعة مُتَخصّصين ومسؤولين في المدينة. وكانت البداية مع الأستاذ نزار أمين حيدر، وهو متخصّص في العلوم الإجتماعية، وقد بدأ حديثه عن معنى اسم الشويفات ومرجعيّة تسميتها، فقال:

«يُقال بأنّها سُمِّيت بالشويفات لأنّها تتشكل من ثلاثة تلال أو هضاب، والتلّة تعني الشّويفة والشويفات جمع شويفة. أيضاً، المعروف بأنّ الشويفات كثيرة في كهوفها ومغاورها، لذلك قال البعض إنّ أصل اسمها الكوفان أي المغاور. ومنهم من قال بأنها لفظة سريانية، وتعني المنظر الجميل، وهنالك مقولة تتحدّث بأن الشويفات لفظة سامية وتعني الارتفاع والعُلو.

  كانت الشويفات قرية، وفي عام 1994 تم إعلانها كمدينة بناء على طلب إحالة تقدم به رئيس البلدية روبير حنا إلى وزارة الداخلية والبلديات، حينها تمّ إعلانها كمدينة.

عائلات الشويفات

وعن عائلات الشويفات يتابع الأستاذ نزار حيدر حديثه قائلاً: «كانت الشويفات قديماً تضم فقط عائلات موحّدة وعائلات مسيحيّة ، وكان الأمراء الأرسلانيون من أقدم العائلات التي سكنت فيها، ومع التطوّر أصبح لدينا عدّة عائلات منها: حيدر، والجردي، والمشطوب، وأبو عرم، وسلمان، وعلم الدين، وصعب، ونعيم، والخشن، وعربيد، والحلبي، وقنطار، والسوقي، ورضوان، وشعبان، وبوخير..

أمّا العائلات المسيحية فهي جرديني، وحداد، وكرم، وعبد الكريم، وسعد، ولافور، وعازار، وداود، ونصر، وأيوب، وبعقليني، وبشارة، ومحير.

ونتيجة التطورات قدمت إلى الشويفات عائلات لبنانية أخرى هم عرب خلدة، نقلوا سجلّاتهم إليها وباتوا يمثّلون بعضو مجلس بلدي أو مختار. نذكر من هذه العائلات: الضاهر، ونوفل، ومطر، والمرعي، وفاخوري، وغصن، والفضل، ووخزعل، والشويكي، وفريج، وعوض، وسمّور، وحمادة إلخ..

كذلك، وبفعل التطورات السياسية والأمنية، قدمت عائلات لبنانية من الجنوب والبقاع تقطن الآن في حيّ السلّم، التابع إداريّاً لبلدية الشويفات، وهو مكتظٌّ بالسكان، وقد سكنوا فيه ومناطق قريبة أخرى نقلوا نفوسهم إلى الشويفات في ستينيّات القرن الماضي، وأسّسوا فيها المصانع والمعامل. بين هذه العائلات نذكر: حيدر، ونحلة، وهدوان، وعبيد وعائلات أخرى.

الآثار في الشوفات

وعن آثار الشويفات يقول الأستاذ حيدر: «لم يتبقَّ من أراضي الشويفات اليوم من آثار العهود القديمة سوى ما هو من الحقبة العثمانية، ولعلّ أبرزها:

  • الخزف، وكان موجوداً منذ القرن التاسع إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وتقوم البلدية بإحياء مهرجان الخزف في حديقة خلدة.
  • قصر الأمير جمال الدين الأرسلاني، وقد بُني عام 1605 في حيِّ الأمراء.
  • كنيسة الرُّوم الأرثوذكس في حي العمروسية ويعود تاريخها لعام 1723.
  • كنيسة السيدة في خلدة عام 1795.
  • السّراي الحكومي (العثماني)، وكان مقرًّا شتويًّا لقائمقاميّة الشوف في عهد المتصرفيّة، وقد بناها نسيب باشا جنبلاط عام 1850.
  • السوق العتيق والمَعاصر العريقة لصناعة زيت الزيتون.
  • مدرسة الشويفات الدولية «شارل سعد» في حيّ العمروسية، شُيّدت عام 1861.
  • قبر الملك حكمون في منطقة راديو أوريان، قرب المقبرة الأرسلانية في حارة القبة.
  • بقايا قصر الملك حكمون في منطقة عين السّمكة.
  • خان خلدة ويقع جنوبي مطار بيروت الدَّوْلِي على أوتوستراد خلدة الأوزاعي.
  • مكتبة الأمير شكيب أرسلان الدولية، كناية عن بناء تاريخي جميل يتبع بلدية الشويفات.

هنالك بعض الآثار موجودة في المُتْحَف الوطني، ومُتْحَف الجامعة الأمريكية، والمتاحف الفرنسية، وأُخرى مصيرها غير معروف.

الخصائص التاريخية

سكنت مجموعات بشريّة مدينة الشويفات منذ القدم، مثل: الفينيقيون، والفراعنة، والبابليون، والآشوريون، والفرس والرومانيون، والمردة، والأمويون، والعباسيون، والفاطميون، والصليبيون والأيوبيون، والمماليك… أمّا التنوخيون، فقد كانوا مهاد المجتمع في الشويفات منذ العصر العباسي الأوّل. كما سكن الشويفات كلٌّ من العثمانيين والإنكليز، والفرنسيين، فشيّدوا المباني الأثرية التي توالت عليها العهود، وصارت عامل جذب للمؤرخين والمستشرقين. كما شهدت الشويفات نهضة على الصعيد الصناعي والثقافي والتربوي خلال فترة الانتداب الفرنسي. وفي عام 1943، لعبت الشويفات دوراً كبيراً في معركة الاستقلال من خلال ابنها الأمير مجيد أرسلان الذي قاد معركة الاستقلال التاريخية في بشامون.
ما بين عامي (1943 – 1975)، شهدت الشويفات نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية رافقتها حركة تجارية وصناعية مزدهرة، كان لها الأثر البالغ في تعزيز مكانتها التاريخية، كما وفرت لها دوراً رائداً كمدينة منفتحة على التطور والرقي، مع التمسك بالأصالة والحفاظ على التقاليد والموروثات الاجتماعية والثقافية والقِيَم الدينية.

الهجرة من الشويفات

عرفت الشويفات موجات عديدة من هجرة الشباب الذين أغرتهم أخبار الغنى السريع في المهجر، فبدأت هجرة خجولة خلال القرن التاسع عشر، ولم تلبث أن تحوّلت إلى ظاهرة في أواخر القرن العشرين حتى كادت أن تفرغ الشويفات من فئاتها المنتجة خصوصاً المسيحيين منهم. أمّا الدول التي قصدها أبناء الشويفات فهي: أمريكا، الأرجنتين، البرازيل، كندا، وڤنزويللا ودول الخليج وغيرها. توصل المغتربون في المهجر إلى مناصب مهمّة رفعت اسمي الشويفات ولبنان عالياً، منهم: الأمير شكيب أرسلان، الطبيب ابراهيم بن سعيد السّوقي (أمريكا)، إسبر بك جرديني (أستراليا)… وقد لعبت المدارس في الشويفات دوراً مهمّاً في زيادة الهجرة، فاعتمادها اللّغة الأجنبية في التدريس فتحت أمام تلامذتها نافذة كبرى على حضارة الغرب آنذاك، وجعلتهم أكثر انفتاحاً ووعياً.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي