الشويفات: ازدهار تجاري وصناعي
لقاءات مع أعضاء في جمعية صناعيي وتجار الشويفات
زراعة الزيتون ومعاصر الزيتون والخرّوب
كانت صحراء الشويفات تشكل 20% من مساحة منطقة الشويفات، وتقع على تخوم البلدة، وكانت تحتضن غابة فسيحة من أشجار الزيتون. وقد بقيت لعقود طويلة من أكبر مناطق الزيتون في لبنان. وقد وصفها المؤرّخ اللبناني فيليب حِتِّي بأنها من أكبر غابات الزيتون في العالم، بعد غابة إسبانيا، وغابة كاليفورنيا الجنوبية، كما أشار إلى أنَّ سكان الشويفات وجوارها كانوا يقولون بأنَّ قراهم تشرف على ثلاثة بحور:
– البحر الأخضر هو الزيتون.
– البحر الأصفر من الرمل، وهو «صحراء الشويفات».
– البحر الأزرق وهو البحر الأبيض المتوسط، التي تطل مدينة الشوفات عليه وتحتل شريطاً من الأرض في ساحله الشرقي يعج في الفنادق والمسابح والمنتجعات. تعود زراعة الزيتون في الشويفات إلى ما قبل 700 عام، وقد وصلت تجارة الزيت الشويفاتي إلى حلب، والأردن وأوروبا وأميركا. وقد بلغ إنتاجها السنوي آنذاك 9 آلاف طن من أصل 130 ألف طن للإنتاج اللبناني من الزيت، أمّا اليوم فلم تعد تشكِّل المنطقة الزراعية إلّا 3 بالمئة من مساحة الشويفات. كانت الشويفات تحتوي على 42 مِعْصَرة، وحاليًّا لم يعد فيها مِعصرة واحدة بسبب تحوّلها إلى مِنطقة صناعيّة وسكنية (وآخر معصرتين في الشويفات كانتا للشيخ أبو محمود سلمان أبو فخر، وللشيخ أبو اسماعيل أمان حيدر). وكان في الشويفات صناعة مزدهرة لدبس الخرّوب، وبسببٍ من كثرة انتشار شجرة الخرّوب في هضاب الشويفات، لم يبقَ من معاصر الخرّوب سوى واحدة أو اثنتين صغيرتين.


منطقة صناعية
تُعَدُّ الشويفات ثاني منطقة صناعية في لبنان بعد مدينة طرابلس، وتتضمن 162 مصنعاً منها: البيبسي كولا، والكوكا كولا، وفانتازيا، وماستر شيبس، ومعمل غندور، وتينول، وپوندور، والديڤو، ومصانع البلاستيك، والنسيج، والأمصال الطبيّة، والزجاج، والأخشاب، والأصباغ، والمفروشات المنزلية، والمكتبية والتجهيزات الصناعية. وبالطبع، فإنَّ وجود مطار بيروت في أرض الشويفات، ساهم مساهمة فعالة في تطويرها، كما أمّن وظائف شاغرة للكثير من سكانها. وهكذا، أصبحت الشويفات عامل جذب للكثير من اللبنانييِّن، فجاؤوا للسكن فيها ليكونوا أكثر قرباً من أماكن عملهم، أو قرب العاصمة بيروت. والجدير ذكره، أنَّ أهالي البقاع والجنوب هم من أكثر اللبنانيين توافداً إلى الشويفات، حيث بدأوا بالعمل الزراعي في أراضيها التي كانت مليئة بأشجار الزيتون، فتم اقتلاعها، واستبدالها بالزراعة البديلة والموسمية لأنّها أكثر ربحاً .
التجارة والمصارف في الشويفات
اشتُهِرت مدينة الشويفات بالتجارة كونها مركزاً وسوقاً تجاريًّا مهمًّا لقرى الجوار. وفيها أسواق قديمة وأسواق جديدة ومُستحدَثة، وعدد متاجرها يزيد عن 450 متجراً يؤمّن جميع احتياجات ومتطلّبات الناس. وقبل الحرب اللبنانية كان يوجد في الشويفات مصرفان فقط. أمّا اليوم فتضمُّ الشويفات أحد عشر فرعاً لأهمّ مصارف لبنان. بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الصيارفة ومؤسّسات تحويل الأموال والمحاسبة والتدقيق».