الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الشُّوَيفات

ماذا يتمنى أبناء الشويفات لمدينتهم؟

مقابلة مع الخبير المالي أ. ناجي صعب، أمين صندوق وعضو مجلس إدارة المجلس المذهبي

ما هي نقاط الضعف والقوّة في الشويفات؟

بداية أوَدُّ ان أشيرَ إلى «الشوَيفات البلدة» التي صاهرت «الشويفات ـ المدينة « منذ مطلع الثمانينيّات، وهي قبل أن تكون بلدتي أو مدينتي هي واحة العلم والثّقافة من خلال تاريخها في تعداد المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة. ومن خلال الجامعة اللبنانية، وهي بالفعل ذاته واحة صناعية وإنتاجية من خلال شبكة المصانع المتعدّدة، والشويفات بالنسبة لأهلها هي ذلك الحنين إلى بلدة الزيتون التي لبست غصباً عنها ثوب الأبنية؛ ذلك بفعل موقعها الجغرافي المحيط بالعاصمة الذي فرض عليها زحفاً بشريًّا هرباً من الاكتظاظ السكني في بيروت، وما حال الشويفات اليوم، إلّا حال سائر المناطق المجاورة، التي باتت قلاعاً سكنية.

تسألين عن قوّة الشويفات!، أنا أرى قوّة الشويفات في تلك التعدّديّة الدينية والفكرية والتربوية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية والمصرفية والطبية والسياحية ومن خلال مطار بيروت وبعض المرافق. قوة الشويفات في ذلك الغنى الذي توفره هذه التعدديّة التي تعكس صورة الوطن جغرافياً وديموغرافياً، إضافة إلى الغِنى التربويّ والصناعيّ وكذلك، قوّة الشويفات في كونها تُعتبر نقطة الوصل بين العاصمة والجبل، والضاحية والجنوب والبقاع، وأمّا عن نقاط الضعف، فأنا أجبتك عن نقاط القوّة التي ومن دون شك تعتبر مواردَ يجب الاستثمار من خلالها في كبح مظاهر الضعف، فالشويفات مازالت بحاجة للكثير على كافّة المستويات الخدماتية من بُنى تحتيّة، وعلى صعيد الطرقات والبيئة وفي مقدّمها معالجة أزمة النفايات التي كان للشويفات النصيب الأكبر منها، وهنا تهمّني الإشارة إلى الدور الذي تلعبه لجنة الأشغال في البلديّة والأحزاب والجمعيات في السّعي والتحرك من أجل إيجاد حل لأزمة النفايات والتي هي بالأساس أزمة وطنية بامتياز أمّا المقارنة بين شويفات الستينيّات وشويفات السبعينيّات فالفرق هو أوسع من أن نتناوله بشكل موجز، فالموضوع بحد ذاته بحثٌ مطوَّلٌ يتطلّب منّا لقاءً خاصًّا.

من الآثار في الشويفات.

ما المطلوب لتحريك الوضع الاقتصادي في الشويفات؟
سؤالك هذا من شقّيْن: الشّق الأوَّل: على المستوى الاقتصادي، فالشويفات واجهة تجارية من خلال المراكز التجارية الواسعة التي تتركّز في سوق وأحياء البلدة، والشويفات كمركز مصرفي فعال من خلال نحو 12 مصرفاً، وهي موقعٌ صناعيٌّ»أساسيٌّ في الاقتصاد الوطني من خلال معاملها ومؤسّساتها الإنتاجية والخدماتية والسياحية وفي هذا الإطار، أتمنّى أن يكون في الشويفات مدينة صناعية على مستوى من الحداثة من خلال تظافر الجهود بين البلدية والأحزاب وتجمّع الصناعيين وأصحاب المعامل، على أن يقوم هذا المشروع على أُسس» ومعايير دوليّة بالتّعاون مع وزارة الصناعة من خلال دراسة رقميّة وعلميّة تُحاكي الحداثة وبمشاركة من القطاع المصرفي الموجود في المنطقة.
الشقّ الثاني: على المستوى السياحي، أُشير إلى دور الثّروة الطبيعية التي تختزنها الشويفات من خلال موقعها الجغرافي (عنيت الواجهة البحريّة) التي تمتدّ على طول المساحة الغربية للبلدة التي لم تُستَثْمَر حتى اليوم بمقدار أهمية هذه الثروة ولم تلحظ مشروعاً سياحيًّا يعكس أهميّة المنطقة وأنا أتطلّع إلى يوم تُسمى فيه الواجهة البحريّة بـ «المدينة السياحية «من دون أن نُغفل ما يتسبّب من تراجع وتعثُّر هذه الفكرة حاليًّا، ألا وهي أزمة مَكبِّ النفايات والمشاكل البيئية المتزايدة والتي لا أرى حلًّا لها إلّا من خلال برنامج وطني واعٍ بعيداً عن المزايدات.

كيف تستطيع الشويفات الإفادة من موقعها؟

كما أشرت، فإنّ الشويفات تمتاز بموقعها الجغرافي فهي بوّابة بيروت من جهتين جغرافيتين أساسيّتين، عنيت شرقاً وجنوباً فهي وبحكم موقعها ممرٌّ للشاحنات لعبور المُنتجات المستوردة والمُصَدَّرة من وعبر مرفأ ومطار بيروت الدَّوْليَّيْن وهي أيضاً جسر عبور الحركة السياحية والسيّاح من وإلى بيروت للمناطق اللبنانية، ممّا سبق يحتّم على الشويفات إيجاد شبكة طرقات حديثة ومؤهَّلة. وهنا أغمز من قناة سؤالك لأتمنّى أن أجد في الشويفات مرفأً محلِّيًّا من خلال واجهتها البحرية الأمر الذي يساهم في الحد من أزمة النقل البرّي للمنتجات والبضائع إلى المناطق.

الشويفات مدينة الإبداع والوحدة الوطنيّة؛ كيف يمكن ترسيخ هذه المعادلة وتحويل الشويفات إلى نموذجٍ عن لبنان؟

سؤالك مُتشعّب وواسع جدًّا، يأخذني أوّلاً إلى أملي في أن تبقى الشويفات نموذجاً عن لبنان التنوع والعيش الواحد، والشويفات خلقها الله كذلك، من خلال خريطتها الجغرافية التي تشبه خريطة لبنان، وخصّها سبحانه وتعالى بمساحة تعادل 17 كم2 التي تزيد عن بيروت كيلو متر مربع واحد ممّا يجعلها مؤهلة لأن تلعب الدور المطلوب. أن يضع المرء مقدّراته في خدمة الوطن فهذا يتطلَّب أساساً متيناً من الوعي والحرص، وهذا ما يدفعنا للتأكيد على حسن إدارة واستخدام الأدمغة والقدرات والكفاءات. وهذا لن يكون إلّا من خلال الوعي الكافي وحفظ الإخوان والاندفاع معاً صفًّا واحداً بتنوعنا وبقناعه راسخه نحو الهدف عبر خارطة طريق تضم الإمكانيات والقدرات والمهارات والاختصاصات، أي من خلال تأطير الجهود في تظهير الواقع الشويفاتي بصورته الإيجابية بعيداً عن السياسة وبعيداً عن أيّ انتماء إلّا الانتماء الشويفاتي؛ عَنَيت بتظهير الواقع أي النجاحات في القطاعات التربوية والفكرية ومن خلال تفعيل المهرجانات والندوات واللقاءات. ومن خلال ترشيد التوجّه العلمي والعمل على وضع برنامج زمني بما تحتاجه الشويفات من مشاريع وهي كثيرة جدًّا.
في الختام، يهمّني أن أشير إلى كل الجهود التي تُبذل من أيّة جهة كانت من أبناء الشويفات لرفعة شأن هذه المدينة، من اللجنة الثقافية ولجنة الأشغال في البلدية ومن الأحزاب ومن الأندية والجمعيات، وهنا أشير إلى أنّ الشويفات أُعلنت مدينة ثقافية للعام 2019 فضلاً عن دور المهرجانات السياحية التي تُقام بشكل سنوي.

تشكر جميع الذين اشتركوا أو ساعدوا في إنجاز التحقيق: بلدية الشويفات، المتخصصين، رؤساء المكاتب في البلدية، الأستاذ ناجي صعب، الأستاذة راغدة الحلبي، والشيخ زياد أبو غنام.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي