الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الصفحة الاخيرة

الصفحة الاخيرة

..ويحدثونك عن الديمقراطية

مع الإهتمام الكبير في المنطقة وفي الأوساط الإسلامية والمسيحية بمؤتمر الأزهر حول الحرية والمواطنة، ومع الإعلان التاريخي الذي يتبنّى بصورة رسميّة مبدأ المساواة بين المسلمين والمسيحيين ويدعو إلى الدولة المدنية الديمقراطية، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ المهتم هو التوجّه إلى شبكة الإنترنت ليرى ما سيرد من تفاصيل عن الحدث في وسائل الإعلام الغربية والمعلقين والمثقفين وطبيعة الترحيب الذي سيحظى به. أليسوا هم من يتهمون الإسلام بالتعصب والتطرّف؟ أليسوا هم من يجب أن يغمرهم السرور لهذه المواقف التقدمية، فيبادروا إلى تغطيتها بالتفصيل بهدف تعميم الفائدة وحث المسلمين في العالم على تأييد سياسات الاعتدال التي يعبّر عنها أكبر مرجع ديني لهم في العالم؟

لا تتعب نفسك! لأنك لن تجد مقالاً ولا خبراً ولا تعليقاً في الصحف الكبرى الأميركية أو البريطانية أو الفرنسية أو غيرها عن هذا الحدث الهام. وإذا أردت أن تتأكد فحاول أن تبحث في غوغل باللغة الإنكليزية عن كلمة Azhar conference on Freedom and citizenship ومهما حاولت فإنك لن تجد شيئاً! فهذا الحدث الذي يظهر سماحة الإسلام وعلاقات التآخي التاريخية بين المسلمين والمسيحيين وتمسكهم بالتنوّع وبثقافة الحوار والعيش المشترك لا يهم وسائل الإعلام الغربية لأنه لا ينسجم مع خط التحريض على الإسلام والمسلمين الذي تأتمر بأمره تلك الوسائل التي تدعي أنها تمثل الإعلام الموضوعي وتتبنى قيم التسامح.

لو حصل أي اعتداء من متطرفين معزولين أو مشبوهين أو مرتبطين بأجهزة استخباراتية دولية في شارع صغير في بلدة أوروبية لوجدت الحادث في اليوم التالي على الصفحات الأولى للصحف وفي مقدمات نشرات الفضائيات الأجنبية ومن خلالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكل ما يمكن أن يعمم الخبر الفظيع. لكن أن تجتمع قيادات دينية من 60 بلداً تمثل المسلمين بمختلف مذاهبهم والمسيحيين بمختلف كنائسهم للبحث في وضع أنظمة ومواثيق لبناء الدولة الديمقراطية العصرية وتساوي بين المواطنين وترفض التطرف فهذا لا يستأهل أي اهتمام من وسائل الإعلام المحترمة تلك !!

الغريب أنه لم تشذ أية وسيلة إعلام غربية فتنشر تغطية لهذا الحدث، أو على الأقل مقتطفات من الإعلان الصادر عنه. فما هو سرّ هذا الإجماع المريب على تجاهل تطوّر بهذه الأهمية؟ ألا يدعم ذلك القناعة الراسخة في المنطقة والدول الإسلامية بأن الإعلام الغربي ممسوك بالكامل من آمر واحد؟ ومن هو هذا الآمر سوى القوى التي تملك معظم هذه الوسائل أو تمثل مصدراً رئيسياً لتمويلها؟ ثم ألا يعني ذلك أن آخر ما يهم أهل النفاق في الغرب هو نشر ثقافة الاعتدال الديني خصوصاً بين المسلمين والمسيحيين وأنهم على العكس من ذلك يحبِّذون استمرار هذه الصورة السلبية عن المنطقة وعن المسلمين لأن ذلك يخدم مصالحهم بصورة مباشرة؟

شيخ الأزهر المفكر والمتصوف الدكتور أحمد الطيِّب ألمح بصراحة إلى هذا الحلف بين الإرهابيين بالإجرة الذين يدربون في الخارج لاستخدام أعمالهم المشينة في الحرب على الإسلام أو ما يسميه «الإسلاموفوبيا» وبين الإعلام المتواطئ في اللعبة عن طريق مؤامرة الصمت والإعلام الانتقائي وازدواج المعايير في التعامل مع الإرهاب «الإسلامي» ومع التطرف اليهودي أو المسيحي وهو مثلاً تساءل أمام المؤتمرين: «هل الإرهاب صناعة محلية، أو صناعة عالمية، أُحِكمَت حلقاتُها، ثم دُبِّرت بليل في غفلة» وهذا السؤال بات مشروعاً أمام المعلومات و»الأسرار المكشوفة» التي نشرت وما زالت تنشر عن الملابسات التي تحيط بعدد من الحوادث الإرهابية التي اتهم فيها مسلمون متطرفون (تمهيداً لاتهام الإسلام نفسه) ثم تبين أن الرواية تشكو من تناقضات كثيرة وأن الأدلة الحقيقية تشير إلى مكان آخر.

ويحدِّثونك عن الإعلام النزيه ..ويحدِّثونك عن الديمقراطية!!

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي