الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الفيتامين

أبحاث علمية تؤكد:

خطر حبوب الكالسيوم على الصحة
أكبـــر بكثيــر من منفعتـها للعظام

الكالسيوم الصناعي قشور بيض وصخور وعظام ذبائح
ولا يمكن للجسم امتصاصه دون وجود أنزيمات مساعدة

لقوة العظام خذوا الكالسيوم من مصادره الطبيعية
وتناولوا الفيتامين K2 وثمار الرمان

منذ نحو عقد أو اكثر برز في عالم الصحة اصطلاح جديد لم يكن أحد قد سمع به من قبل هو “ترقق العظام”، ومنذ ذلك الوقت بات الحديث عن “ترقق العظام” يتكرر في الصالونات، وفي وسائل الإعلام، وفي لغة الأطباء الذين بدأوا يصفون لهذه الحالة الجديدة حبوب الكالسيوم بجرعات متفاوتة على سبيل الوقاية. وقد بات الانطباع شائعاً بأن “ترقق العظام” حالة مرضية لا بد من معالجتها خوف أن يؤدي سقوط الأشخاص المتقدمين في السن إلى إحداث كسور في جسمهم قد تؤدي إلى مضاعفات أخرى.
لكن خلال الفترة التي بدأ الحديث فيها عن ترقق العظام والوقاية منه بحبوب الكالسيوم، نظمت أبحاث علمية كثيرة توصلت إلى نتائج أساسية تثبت أن تناول الكالسيوم يتسبب بمخاطر صحية كبيرة على صحة القلب والكلى والأوعية الدموية بل الدماغ، ويزيد خطر الذبحات القلبية والإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. وبناء على تلك الدراسات، يتعاظم كل يوم حجم الرأي العلمي بل الطبي الذي يدعو إلى وقف استخدام حبوب الكالسيوم والاستعاضة عنها بمصادر الغذاء التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم الطبيعي القابل للامتصاص.

الحصول على جواب علينا تحرّي الدور الذي تلعبه الشركات المهيمنة على صناعة الأدوية في العالم في إعادة تعريف الكثير من الحالات بهدف جعلها حالات تستدعي معالجة بالأدوية، وهذه الاستراتيجية التي طبقت بنجاح في العديد من الحالات لاقت دوماً دعماً من منظمة الصحة العالمية، وأدت إلى اتساع هائل في سوق الدواء وتنامٍ غير مسبوق في أرباح شركات الأدوية العالمية.
في حالة ما يسمى “ترقق العظم” حققت صناعة الأدوية وبالتحديد مصنّعو الكالسيوم اختراقاً مهماً عندما تمكنوا في سنة 1994 من إقناع منظمة الصحة العالمية بتبني تعريف جديد للمعدل الطبيعي لكثافة العظام بني على كثافة العظم لدى إمرأة بعمر 25 عاماً (وهو عمر الذروة في كثافة النسيج العظمي لدى المرأة). وجرى تصنيف “المرض”إلى مرحلتين أولى تدعى Osteopenia، وأخرى “أكثر حدة” دعيت باسم osteoporosis.
وبالطبع، نجم عن ذلك أن فئات كبيرة من النساء اللواتي كنّ يعتبرن صحيحات الجسم تم
تصنيفهن كـ “مريضات” يحتجن إلى معالجة وقائية، وقد بني على هذا التحول قيام صناعات عالمية واسعة لمعالجة الحالة الجديدة، وهي صناعات يقدر دخلها السنوي بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً.

تضليل علمي
هل تحتاج نساء اليوم اللواتي يدخلن في سن متقدمة (60 عاماً وما فوق ) إلى تناول حبوب الكالسيوم للوقاية من “ترقق العظام”؟
لا توجد إجابة علمية واحدة بالطبع، إذ أن العديد من الأطباء يفضلون اتباع توجيهات منظمة الصحة العالمية. لكنّ هناك تياراً متزايداً بين الأوساط العلمية والصحية يعتبر أن تناول النساء للكالسيوم الصناعي غير ضروري إطلاقاً، بل هو يتسبب في أمراض ومخاطر جسيمة على الصحة. وهذه الفئة من العلماء يعتبرون أن تراجع كثافة العظم لدى النساء أو الرجال ظاهرة طبيعية كغيرها من ظواهر التقدم في السن، ولم يكن من الجائز علمياً اعتبارها “مرضاً”. كما يشددون على أن خطر الموت بسبب حادث انزلاق يسبب كسوراً يعتبر ضئيلاً جداً إذا قيس بالمخاطر التي يسببها الكالسيوم الصناعي على صحة الجسد وخصوصاً خطر التعرض لنوبات قلبية، أو مرض سرطان الثدي بالنسبة للنساء. وهناك أدلة علمية قوية تثبت أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يقفز 300% في النساء اللواتي يتناولن حبوب الكالسيوم لسنوات طويلة.

مخاطر الكالسيوم الصناعي

 

الكالسيوم الوحيد المفيد للجسم هو الذي يحصله الجسم من عدد من الأغذية التي تحتوي على نسب عالية منه، أما حبوب الكالسيوم فإنها مصنوعة في الغالب من الصخور أو قشور البيض أو طحين عظام الذبائح أو قشور القواقع البحرية، وهناك سبب رئيسي لعدم فعالية تلك الحبوب بل خطرها، وهو أن الكالسيوم الصناعي يدخل الجسم من دون أن يكون متّحداً مع الأنزيمات والعناصر العضوية الأخرى التي تسهل “توجيهه” بصورة طبيعية عبر الدم إلى المستقر النهائي له في الجسم، وهو العظام. وبالنظر الى انعدام وسيلة توصيل “ذكية” للكالسيوم الصناعي فإن هذه المادة الكثيفة قد تتجه إلى الأماكن الخطأ في الجسم أو قد تتجه إلى المكان المقصود وهو العظام. لكن مخاطر أن يضيّع الكالسيوم طريقه تصبح أكبر كلما زادت الجرعات منه أو طالت مدة استخدامه.
ومن أبرز المضاعفات التي قد تنجم عن تناول حبوب الكالسيوم الصناعي:
أن فضلات الكالسيوم التي لا ينجح الجسم في توجيهها إلى العظام قد تتراكم في الأمعاء الغليظة مسببة الإمساك.
فضلات الكالسيوم قد تتجمع في الأوردة مسببة ارتفاعاً في ضغط الدم أو الجلطات أو حتى اضطراب خفقان القلب أو انقباض عضلة القلب.
قد يتراكم الكالسيوم في الكلى مسبباً أمراض الحصى أو الرمل الكلوي.
من أكثر الأمور غرابة هو اكتشاف ترسبات كالسيوم بحجم الحصى منتشرة في أنحاء الدماغ البشري، وذلك لدى تشريح بعض المتوفين الذين كانوا يتناولون حبوب الكالسيوم بانتظام ولسنوات طويلة.

حبوب الكالسيوم وسرطان الثدي
يعتبر تزايد احتمال الإصابة بسرطان الثدي جراء تناول حبوب الكالسيوم من أبرز المخاطر التي بدأت تجتذب انتباه الأوساط العلمية وتعزز الدعوة إلى وقف استعمال الكالسيوم من قبل النساء. وقد أظهرت الأبحاث وجود جزيئات الكالسيوم في خلايا سرطان الثدي، وقد كان يظن أن هذه الجزيئات هي نتيجة للإصابة بالمرض، إلا أن الرأي الغالب هو أن تراكم جزيئات الكالسيوم في الثدي يعمل كمحرض لتكاثر الخلايا ويطلق أعراض السرطان. وقد أظهرت الأبحاث أن النساء اللواتي يتمتعن بأعلى درجة كثافة في العظام معرضات للإصابة بمرض سرطان الثدي بنسبة 300% أكثر من اللواتي لا يتعاطين حبوب الكالسيوم.

خلاصة
يمكن تلخيص الجدل العلمي حول “ترقق العظام” بالنقاط الأساسية التالية:
1. إن تراجع كثافة العظام ظاهرة طبيعية (وليست مرضية) سببها التقدم في السن، وقد عاش الناس لقرون طويلة وهم يعلمون أن التقدم في السن ينعكس على مختلف قدرات الإنسان من النظر إلى السمع إلى الذاكرة إلى القوة البدنية، ومن بين تلك النتائج تراجع كثافة العظام. لكنّ السابقين عاشوا حياتهم وأنهوها بصورة طبيعية، ولم يكن موضوع ضعف العظام لديهم وسواساً، بل أحد مظاهر الكهولة، ولهذا السبب لم يوجد لحالة “ترقق العظم” أي ذكر في تاريخ العلوم قبل اعتماد التسمية من قبل منظمة الصحة العالمية!
2. إن كثافة العظم قد تكون معياراً لقوة احتمال الصدمات لكنها قد لا تؤشر إلى “ليونة” تساعد العظم على مقاومة حالات أخرى مثل الشد أو المط، بل أن الدراسات أظهرت أن العظم الكثيف قد يكون أحياناً أضعف، كما يظهر في المقارنة بين الخشب (وهو أقرب في تكوينه إلى عظم الإنسان)، وهو أقل “كثافة” من البلّور مثلاً، لكنه أقوى احتمالاً بكثير منه، إذ أن الأخير رغم كثافته يعتبر سريع العطب في حال السقوط.
3. إن كثافة العظام مقياس مختلف عن مقياس نوعية المادة العظمية، فالأولى قد تحصل عليها من تناول مكملات غذائية صناعية مثل حبوب الكالسيوم، لكن نوعية وحيوية العظام لا يمكن الحصول عليهما إلا من مصادر التغذية الصحية، ومن أهم مصادر تحسين قوة ومرونة العظام مثلاً الفيتامين K2 والرمان.
4. إن تعريف منظمة الصحة العالمية لخطر السقوط أو كسر العظام يركز على كثافة العظام لكنه يتجاهل أن العديد من أسباب الوقاية من حوادث كسر العظام لا يتعلق بتناول حبوب الكالسيوم بل بعوامل أخرى مثل مشكلات التوازن وأسلوب المشي أو ضعف النظر. بمعنى آخر، فإنه طالما كانت لديك القوة للتحرك والنظر الصحي لرؤية طريقك فإن من أبعد الاحتمالات أن تتعرض للسقوط.
5. إن كثيراً من الشباب أو النساء الشابات يتعرضن أحياناً لكسور متفاوتة الخطورة من جراء السقوط، والأمر كله يتوقف على طبيعة الحادث وظروفه، وهذا يعني أن حوادث السقوط والإصابة بكسور في العظام حوادث لا علاقة لها دائماً بـ “ترقق العظم”، وهي تشمل الجميع ولا مبرر بالتالي لتخويف كبار السن واعتبارهم “مرضى”

تعاطي حبوب الكالسيوم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والجلطات والإمساك وحصى الكلى وأمراض القلب وزيادة مخاطر سرطان الثدي لدى النســـاء

منظمة الصحة العالمية
ومصالح صناعة الدواء

يعتبر النقد الشديد الذي توجهه أوساط طبية وعلمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن حبوب الكالسيوم حالة من حالات عدة وقعت فيها المنظمة في أخطاء أو تبنت مواقف بدت فيها أقرب إلى مصالح صناعة الادوية العالمية منها إلى الإنسان العادي الذي يفترض أن المنظمة تعمل لأجله.
من ذلك مثلاً مسارعة منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة لتحويل بعض حالات المرض والأنفلونزا إلى “حالات وبائية” خطرة والترويج بسبب ذلك لفرض التلقيح ضد تلك “الأوبئة” في أنحاء العالم ليتبين بعدها أن تلك الحالات كانت معزولة، ولم تكن تبرر إثارة الذعر في العالم. لكن موجات الهلع التي أثارتها بيانات المنظمة مكنت شركات الأدوية وما زالت من أن تحصد مليارات الدولارات من تصنيع لقاحات مشكوك جداً في فعاليتها تجاه الأمراض التي طورت للحماية منها.
من ذلك أيضاً موقف المنظمة الجازم بفرض لقاحات على الأطفال تزايدت الشكوك حول فعاليتها ومخاطرها الجانبية على صحتهم.
وقبل عقد من الزمن، روجت المنظمة لأسلوب المعالجة بالهرمونات لمساعدة النساء على تخطي سن اليأس والاحتفاظ بحيويتهن الجنسية إلا أنها توقفت عن ذلك بعدما ظهرت آثار المعالجة بالهرمونات في تزايد حالات السرطان والجلطات والأزمات القلبية.
إن أهمية منظمة الصحة العالمية هنا هي طابعها الكوني وقدرتها على إصدار تعميمات وإرشادات يتم رفعها إلى الحكومات التي تقوم عندها بتبنيها كسياسات وفرضها على أنظمة الرعاية الصحية في بلدها، كما أن الأدبيات التي تنشرها المنظمة يتم تداولها في الإعلام فتروج باعتبارها أموراً “علمية” لا غبار عليها. لذلك، فإنه عندما تتبنى المنظمة الجهة الخطأ مثل دعمها لمصالح صانعي الأدوية بدلاً من الإنسان العادي، فإن العالم يكون في مشكل حقيقي.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading