بعــــذران
بلدة التاريخ والرجال
سراي آل جنبلاط بناها الشيخ علي لمناعة المكان
والتعايش الدرزي المسيحي راسخ فيها منذ القدم
حافظت على حرف تراثية مثل صناعة أطباق القش
ونول الشيخ ريدان باز ما زال يبدع العباءات الملوكية
بعذران بلدة شوفية تاريخية تقع على أرض منبسطة في سفح جبل الباروك وتطل على مرج بسري وقرى الشوف وهي بسبب طبيعتها المنبسطة تتمتع بميزة مهمة وهي أنها تستقبل الشمس من شروقها حتى لحظة غروبها، ولا تتمتع البلدة بالينابيع والعيون التي تتفجر في سفوح الشوف الحيطي بسبب وقوعها على منحدرات أدنى في الجبل، لذلك فقد كيّفت زراعتها لتكون في معظمها بعلية أو بكلمة أصحّ زراعات مطرية تعتمد على فصل الأمطار ولا تحتاج بطبيعتها إلى الري، مع ذلك تتمتع بعذران بطبيعة خضراء إذ تحيط بمنازلها المبنية على الصخر أشجار السنديان والأرز والصنوبر وجنائن من كافة أشجار الفاكهة كالتفاح والدرّاق والكرز والتين والعنب.
اشتهرت بعذران أولاً بخلوات القطالب التي تعتبر من أقدم خلوات الموحدين الدروز وأعرقها، إذ يقصدها العقال والزهاد منذ القدم للإقامة فيها أو خدمتها أو لأغراض الزيارة، وقد شهدت الخلوات عمليات توسعة وتحديث وتمّ ربطها بالطريق العام مما أصبح يسهل الوصول إليها، لكن أكثر ما سلّط الأضواء على البلدة الوادعة اختيارها من قبل المغفور له الشيخ محمد أبو شقرا شيخ عقل الطائفة لتكون مقرّ إقامته ، إذ بنى فيها بيتاَ أحاطه بأغراس من الصنوبر التي غدت اليوم حرجاً كبيراً مظللاً للمنزل، ولا يزال البيت قائماَ حتى الآن ويسكنه نجله الشيخ نبيه أبو شقرا، وقد حولت إقامة الشيخ محمد أبو شقرا البلدة إلى مقصد للجماهير الغفيرة ومكان للاجتماعات المهمة خصوصاً لعقّال الدروز وكثير من تلك الاجتماعات كانت تعقد في خلوات القطالب نفسها التي تقع في البلدة. لكن بعذران مشهورة أيضاً برجالاتها وبعائلاتها والشخصيات والمشايخ الثقات ورواد الأعمال الذين برزوا فيها عبر الأزمنة. ومن أبرز عائلات بعذران من الدروز : سلّوم- هاني- حلبي- باز- شاذبك- تاج الدين- أبو حسن- خطّار-علامة- يقظان- أبو زيد- قاسم- أبو نصر الدين- عبد القادر. ومن المسيحيين: قهوجي- لطيف- أبو عيسى- شكر الله- غيث- أبو ملهب- أبو قزحيا.
وتمتاز بعذران بتعايشها الدرزي المسيحي بشكل طبيعي حيث يتشارك أهل البلدة جميع المناسبات كما يمتاز المسيحيون عن بقية قرى المنطقة بالإقامة الدائمة صيفاً وشتاءً.
بعذران في التاريخ
تفيد الروايات التاريخية أن البلدة الوادعة كانت محطة استراحة للجيوش الرومانية في القرن الأخير قبل الميلاد ومحطة رئيسة في العهود القديمة بين شمال سيناء وفلسطين وبلاد الشام تعبرها القوافل والجيوش في تجارتها وحروبها وذلك بسبب وقوعها على الطريق الطويل الممتد من صيدا إلى بلاد الشام عبر سهل البقاع. وترتفع البلدة 1,100 متر عن سطح البحر وتبلغ مساحتها 8.5 كيلومتر مربع وهي تبعد عن العاصمة بيروت 59 كلم، أما عدد سكانها بمن فيهم غير المقيمين فيناهز 3,500 نسمة.
المعالم الدينية
إلى جانب خلوات القطالب، توجد في بعذران خلوة أثرية هي خلوة الشيخ أبو علي سليمان تاج الدين التي تهدمت بعامل الزمن كما يوجد فيها مجلس ذكر للموحِّدين الدروز، وتوجد في القرية أيضاً كنيستان يؤمهما المسيحيون من أبناء البلدة وهما كنيسة مار الياس وكنيسة آل لطيف.


المعالم الأثرية والطبيعية
تتمتع بلدة بعذران بموارد طبيعية وبمعالم بيئية لافتة منها:
• صخرة (مَصّار) أبو منقور وهو الصخر المنحني على مدخل البلدة كأنه يرحِّب بالزوار.
• عدد من الينابيع التي كانت تغذي البلدة بمياه الشفة وهي: عين الضيعة: ويستدلّ من طريقة بنائها أنها تعود إلى العصور القديمة، وعين المراح التي كانت تغذي البلدة بمياه الشفة وعين القبو: المعروفة عامياً عين (قبيل).
• قلعة الكواير: وهي كناية عن مساحة صخرية طبيعية تظهر فيها عوامل التعرية من رياح وأمطار بشكل قلّ نظيره.
• وهناك في البلدة غطاء نباتي أخضر يضم ما يزيد على 20 نوعاً من الأشجار أهمها: أشجار الصنوبر والسنديان الموجودة في ثلاثة أحراج رئيسية هي حرج الدبشة وحرج الصنوبر وحرج عين الصيفية، وجميع هذه الأحراج صالحة للتخييم ورياضة المشي ومراقبة الحيوانات والطيور وللنشاطات المختلفة كما تحتوى البلدة على عدد كبير من شجر السنديان المعمّر.
• عين الضيعة وتحتوي على آثار رومانية.
• أربعة نواويس في موقع طبيعي قريب من منطقة الخرايب الأثرية وقد وجد الى جانبها وعاء زجاجي ازرق طوله عشرة سنتيمترات ربما كان مخصصاً لجمع الدموع على الأموات حسب الطقوس الجنائزية عند الفينيقيين.
• ثلاث مغاور مدفنية في محلة شقير في إحداها نقش نسر كبير في الحائط المواجه للمدخل والنسر كان رمزاً لإله الشمس في العصرين الهلّيني والروماني.
• بقايا معاصر العنب ويقول كبار السن في البلدة إن ما يزيد على 13 معصرة للعنب كانت تعمل قديماً في بعذران لوفرة موسم العنب فيها ولا تزال أجرانها الأثرية المحفورة في الصخر قائمة.
• بلايط الهوا وتعتبر موقعاً أثرياً وسياحياً حيث أقيم على سطحها مطعم كبير مطل على مرج بسري ووادي نهر الباروك وقرى الشوف وأصبح مقصداً للزائرين.
بوابة تاج الدين
باني هذه البوابة الشيخ التقي رباح ابن تاج الدين سنة 1086هـ (1675م.)، وقد أصدرت مديرية الآثار في وزارة التربية في سنة 1960 قراراً صنّفت بموجبه البوابة ضمن الآثار اللبنانية وقامت الدولة على أثر ذلك بترميمها باعتبارها موقعاً أثرياً.
سراي آل جنبلاط
فضل مؤسس الزعامة الجنبلاطية علي جنبلاط الإقامة في بعذران وكان بإمكانه الإقامة في مزرعة الشوف أو عين قني أو المختارة وذلك ربما لمناعتها الطبيعية، فاشترى جزءاً من حارة أبو حسن وبنى قصراً في شمال المنبسط الذي تقوم عليه بعذران وأنشأ فيه الآبار لتلافي مشكلة قلة المياه وسكنه حتى وفاته وأحدث عليه أبناؤه وأحفاده إضافات. وللقصر مدخلان حول بوابة كل منهما نقش أسدان ويعرف حالياً بسراي آل جنبلاط. وينبسط أمام القصر من الناحية الشمالية ميدان لاستقبال الحشود ولإقامة سباقات الخيل وسائر ألعاب الفروسية وأهمها الجريد، وكان قصر علي جنبلاط في زمنه تعبيراً بليغاً عن الثروة والمركز اللذين توافرا له، إلا أن خلفاءه الذين سكنوا مدة في بعذران انتقلوا منها إلى المختارة ثم إلى البرامية.
وتعتبر سراي آل جنبلاط من المعالم الأثرية الرائعة، لكن أصبحت مهجورة ومهملة وأدى ضعف الصيانة من عوامل الطبيعة خصوصاً الأمطار إلى إضعاف بعض هياكل البناء وتصدّع جدران وانهيارات في بعضها، وخشي المعنيون على هذا المعلم الأثري، إلا أنه تمّ في الفترة الماضية إجراء أعمال ترميم أساسية للمبنى الذي تمّ مؤخراً تصوير فيلم (ابن حنبل) في أرجائه.
بعذران إدارياً
في بعذران مختاران اثنان هما إلياس هاني ووليم أبو عبسي وتتألف بلديتها من اثني عشر عضواً منهم خمسة أعضاء من الطائفة المسيحية ويترأسها الأستاذ أحمد سلّوم. وإلى جانب قيامه بمهماته في خدمة البلدة، يعمل المجلس البلدي على تنفيذ المشروع الذي بدأته البلدية السابقة وهو مشروع “قريتي” الذي يتضمن إنشاء مبنى للبلدية وموقف سيارات ومكتبة عامة ومستوصف وحديقة عامة وملاعب رياضية وبئر ارتوازية، وتمّ في منتصف شهر آب 2014 وضع حجر الأساس للمجمع البلدي، تمهيداً لبدء الأعمال فيه .
النشاطات العامّة
تنظّم كل من البلدية والنادي الرياضي والرابطة الثقافية والمدرسة الرسمية والكشاف التقدمي والجمعيات الأهلية احتفالات بالأعياد كالأضحى ورأس السنة وعيد الفصح ومهرجانات رياضية وكرمساً سنوياً.
يقام في بعذران سباق ماراثون سنوي برعاية قائد الجيش.
نول وحرف تراثية
تحافظ بعذران على بعض المهن والحرف القديمة كصناعة المأكولات القروية التقليدية- صناعة أطباق القش، الأشغال اليدوية والحياكة على النول والنحت على الصخور والرسم وغيرها. ويعتبر النول حرفة قديمة شبه منقرضة على صعيد الوطن إنما في بعذران حرفة النول لا تزال قائمة، وقد تأسس النول في بعذران سنة 1918 على يد الشيخ ريدان باز وبعد وفاته تسلّمه حفيده السيد نزيه نبيه باز ولا يزال يعمل وينتج حتى هذا التاريخ ومن أعماله حياكة العباءات الشرقية وأطلق عليها في معرض نور الحسين في الأردن اسم العباءات الملوكية، كما ينتج النول حالياً المفارش للجلسات الشرقية وهو مستمر في المشاركة في المعارض اللبنانية والعربية كبيت المحترف اللبناني وفي سوق الزوق والكسليك وفي المملكة الأردنية.
بيوت الضيافة وسياحة درب الجبل
على مدار السنة تقوم سياحة (درب الجبل) سيراً على الأقدام لمسافة إجمالية تبلغ نحو 466 كلم وينطلق الدرب من القبيّات في عكّار وينتهي في مرجعيون، والهدف منه التعرّف على الجغرافية اللبنانية والمناطق الطبيعية الرائعة الجمال وكذلك بهدف تشجيع السياحة البيئية والرياضة، ولأجل ذلك أُقيمت في بعذران سنة 2008 بيوت الضيافة بدعم أميركيين من أصل لبناني ومن وكالة التنمية الأميركية USAID وتستقبل بيوت الضيافة هذه عدداً من الرحلات سنوياً، يتعرف السائحون خلالها على الطبيعة الجبلية اللبنانية والمأكولات القروية فضلاً عن آثار الحضارات والأماكن الأثرية.
شحّ المياه يقيد النشاط الزراعي
كون بلدة بعذران في سفح جبل وليس من مجارٍ للأنهار ولا توجد ينابيع غزيرة الدفع يمكنها ان تروي الاراضي وتحيي الزراعة ما أدى إلى اعتماد أبناء البلدة على الزراعة البعلية لكافة أنواع أشجار الفاكهة وغيرها.
لكن في السنوات الأخيرة بدأت تنشط تربية الدواجن اللاحم والبياض فغدت بعذران تشكل نسبة 5 % من الانتاج الوطني للدجاج اللاحم حيث يوجد فيها أكثر من 13 مزرعة كبيرة عدا الصغيرة.
أما على الصعيد تربية النحل فهناك عدد من الأهالي يهتمون بذلك لكن ليس على مستوى كبير، وكذلك بالنسبة إلى تربية الماعز والأبقار فهي متواضعة بالكاد يغطي إنتاجها حاجات البلدة.


أعلام سابقون ومعاصرون
تتميز بعذران بوجود نسبة عالية من المتعلمين ومن ذوي الاختصاص فمنهم الاطباء والمهندسون والمحامون والضباط وعدد كبير من المدرسين والمدرسات، كما يفخر أبناء بعذران بابن بلدتهم العماد جان قهوجي قائد الجيش الذي تقاعد مؤخراً..
مميزون من بعذران
شبلي سليمان تاج الدين (1895 – 1975)
نشأ شبلي في بعذران وهاجر الى الولايات المتحدة سنة 1912 وعمل في التجارة فاشتهر هناك بالإستقامة وصدق المعاملة فجمع ثروة خصص قسماً منها لمساعدة الأعمال الاجتماعية والمشاريع الخيرية التي كان يعدّ من الركائز القوية لها في بلاد الاغتراب، وإضافة لما كان يقدمه للثورة السورية سنة 1925 وقد كان يحضّ الشباب والمناضلين على القتال في صفوف الثورة. قال عنه الأمير شكيب أرسلان إنه من أبرز شخصيات المغترب الذين رفعوا اسم بلادهم عالياً، وقد أسس شبلي مع الأمير شكيب وبعض الشخصيات الدرزية في أميركا رابطة “الباكورة الدرزية” وكان الشيخ شبلي معتمد مشيخة عقل الطائفة الدرزية في أميركا أي المرجع الديني والقضائي للجالية هناك.
شبلي في زيارة سلطان الأطرش: عام 1946 حضر شبلي الى لبنان وقام بزيارة إلى سلطان باشا الأطرش في القريّا الذي كانت تربطه به صداقة بالمراسلة، ونظراً إلى ما كان يعرفه سلطان عن أعمال شبلي في دعم الثورة السورية، فقد أكرمه مع وجوه الجبل وأثناء مأدبة حضرها جمع غفير أطلق سلطان لقب أبو سلطان على شبلي، وقد ربطته صداقة مع السيدة نظيرة جنبلاط استمرت بالمراسلة بعد عودته إلى أميركا.
قاسم حمّود خطّار (1861 – 1940)
مجاهد ولد في بعذران وكان يمتلك اراضي شاسعة واشتهر باندفاعه ومساعدته للمحتاجين في بلدته وخارجها فكان منزله موئلاً للمجاهدين إبان الثورة التي عصفت في جبل لبنان فكان يقدّم الذخيرة والسلاح والطعام للمجاهدين ويقوم ولده سعيد بنقلها الى أماكن تواجد الثوار.
اعتقل بتهمة الاشتراك في الثورة السورية الكبرى وأخلي سبيله ومن ثم اعتقل ثانية بتهمة ايواء مجاهدين ومساعدتهم وسجن لمدة سنة ثم أطلق سراحه وتوفي سنة 1940.
وسجن لمدة سنة بتهمة مساعدة المجاهدين الا انه بقي على صلة بهم ويرسل لهم الطعام والماء والذخيرة الى أحراج باتر وسفح جبل عين قني الشوف غير عابىء بالمخاطر من اجل استمرار شعلة المقاومة فاعتقل مجدداً عام 1935 وسجن مدة خمس سنوات. سافر بعدها الى الأرجنتين لمدة 15 سنة وبعد رحيل قوات الاستعمار عاد سنة 1954 وتزوج ورزق ولداً اسماه صلاح.
فخر الدين اسماعيل هاني
شارك فخر الدين في مقاومة المستعمرين واستشهد في معركة الغوطة سنة .1925
شاهين سلمان هاني
شارك شاهين في معركة المزرعة جبل الدروز سنة 1925 وأظهر شجاعة فائقة في المعارك بين المجاهدين والقوات الفرنسية.
المجاهد زين الدين محمّود شاذبك (1877 – 1945)
ولد المجاهد زين الدين شاذبك في بلدة بعذران في أسرة ميسورة تعلم مبادىء القراءة في مدرسة البلدة وقبل أن يهاجر في سنة 1907 الى الولايات المتحدة عمل في الزراعة وبعد عودته في سنة 1917 عمل في التجارة والزراعة وتزوج سنة 1920 وحين نشبت الثورة السورية الكبرى أسهم الى جانب المجاهدين في التصدي للفرنسيين وأعوانهم في منطقة راشيا وحاصبيا ومجدل شمس وكان الى جانب ابن بلدته احمد هاني.
وفي 20 تموز سنة 1926 وعلى اثر مداهمة السلطة لأحمد هاني في بعذران اشتبك أحمد مع العسكري سركيس المدور وقتله أمام منزل زين الدين، وعلى اثر ذلك اعتقل زين الدين وسيق الى السجن ووجهت له تهمة الاشتراك بالثورة والاسهام بمقتل الضابط ومساعدة المجاهدين وسجن مدة عشر سنوات.
وبعد خروجه من السجن انتقل الى سوريا وأقام في بلدة جرمانا وأثناء الصراع على لبنان وسوريا بين الانكليز وديغول من جهة، وحكومة فيشي من جهة ثانية، عمل مترجماً مع الانكليز ثم عاد الى لبنان وتوفي في بعذران.
المجاهد سعيد قاسم خطّار (1901 – 1977)
ولد في بعذران في أسرة تتعاطى أعمال الزراعة وشبّ وترعرع على محبة النضال الوطني. استهوته سيرة أحمد هاني ورفاقه فكان يحمل الطعام والسلاح والماء إلى أحمد ورفاقه في المغاور والجبال التي كانوا يختبئون فيها، وكان ناجحاً في عمله الذي اتّسم بالسرية والخفاء، وحين نشبت الثورة السورية أسهم في الصراع ضد المستعمر وأعوانه في راشيا وإقليم البلان ومجدل عنجر والغوطة وغيرها، وكان مشهود له بالشدة والثبات في مواقع الجهاد وبعد عودته من معارك الثورة في أواخر صيف 1926 قامت السلطة باعتقاله مع والده الشيخ قاسم خطّار وأقاربهم سعيد سلّوم وأمين سلّوم.
درويش حمّود باز
بعد تشكيل الحكومة العربية برئاسة أحمد الركابي في دمشق أنيط بالعقيد فؤاد سليم تسلّم فوج المشاة السيار لكن فؤاد أصرّ على أن ينتقي عناصره فرداً فرداً وأطلق على هذا الفوج اسم فرق المغاوير الفدائية، وكان درويش حمّود باز ممن اختارهم فؤاد سليم حيث نفّذ مع الفرقة عمليات أشغلت الفرنسيين في مواقع عدة على الحدود اللبنانية والسورية وفي البقاع.
فارس باز
كان فارس باز أحد عناصر مجموعة حمد صعب وقد شارك في معظم معارك اللجاه والثورة السورية الكبرى، وشارك بصورة خاصّة في معركة رشيدة البطولية التي لقّن المجاهدون فيها درساً قاسياً للفرنسيين، وشارك في المعركة سلطان باشا الأطرش والأمير عادل أرسلان وشكيب وهاب وغيرهم.


الشيخ أبو علي سليمان تاج الدين (1900 – 1980)
يروي ولده الشيخ رياض سليمان تاج الدين سيرة حياة والده فيقول: ولد الشيخ سليمان في بعذران فتعلّم على يد الأستاذ أبو فؤاد اسكندر القهوجي في البلدة ثم انتقل ليتلقى علومه العلمية خارج البلدة على يد مدرسين كما كان يتلقى علومه الدينية من والده الشيخ أبو يوسف قاسم اسماعيل تاج الدين وهو ابن 12 سنة، وبعد أن شبَّ كلفه الشيخ حسين حماده شيخ عقل الطائفة الدرزية بإمامة المسجد (مجلس العبادة) وإقامة مدرسة للعلوم الدينية، فانشأ عدة مدارس في القرى المجاورة. ففي سنة 1927 افتتح اهالي مرستي مدرسة خاصة لتعليم اولادهم وجرى تجهيز غرفة لهذه الغاية وباشر الشيخ سليمان بمهمة التعليم وبتاريخ 8 شباط 1929 صدر عن حاكم لبنان الكبير المرسوم رقم 2754 قضى بالترخيص للشيخ سليمان تاج الدين بإنشاء مدرسة في مرستي، كما منحه الحاكم الفرنسي إجازة في التعليم عام 1950 وكان يتقاضى راتبه من أهالي الطلاب وكان له حق تناول الغداء والعشاء في منازل الأهل وبقي حتى عام 1950 عندما كلّفه سماحة شيخ العقل الشيخ محمد أبو شقرا كقائم بأعمال مشيخة العقل وبقي في هذا العمل حتى وفاته.
علي محمد باز (1895 – 1968)
أول طيار حربي لبناني في الولايات المتحدة، ولد في بعذران وهاجر الى أميركا عام 1906 تلقى علومه هناك ومن ثم تطوع في الجيش الاميركي بصفة طيار حربي شارك في الحرب العالمية الأولى وذهب مع الحلفاء إلى فرنسا لكنه أصيب بمرض السكري وهو في الخمسين من عمره ففقد نظره فعاد إلى وطنه، لم يتزوج وتوفي في لبنان.
رشيد محمد باز مؤسس مستشفى لبنان في فلوريدا
تخرّج عام 1952 طبيباً من الجامعة الأميركية ، استدعي للخدمة العسكرية في الولايات المتحدة كونه يحمل الجنسية الأميركية وبعد انتهاء خدمته العسكرية أسس مستشفى باسم مستشفى لبنان في فلوريدا.
العقيد مسعود لطيف
ضابط في سلك الدرك كان يتصف بالشجاعة وقد أوكلت إليه مهمات صعاب في مطاردة الخارجين على القانون.
المنفيون من بعذران
على اثر قلاقل 1860 – 1864 في لبنان وتشكيل لجنة تدعى لجنة بيروت الدولية المؤلفة من الفرنسيين والانكليز والروس والأتراك والبروس كان مركزها محلة الطيّونة المتاخمة لبيروت قديماً، قررت هذه اللجنة نفي عدد من رجال الطائفة الدرزية إلى طرابلس الغرب وبلغراد وتمّ نفي عدد من رجال بعذران منهم حسين فارس علامة ومحمود علي شاذبك.
الهجرة في بعذران
في بداية القرن التاسع عشر كثرت الهجرة من بعذران على اثر المضايقات التركية ثم الفرنسية فهاجر من بعذران عشرات من الشباب ولم يعد منهم إلا القليل وكانت وجهة الهجرة الغالبة الأرجنتين – البرازيل والولايات المتحدة الاميركية والمكسيك.