الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

تاريخ صلاح بن يحيى

تاريخُ صالحٍ بنِ يَحيى وتاريخُ ابن سباط

أضواءٌ على مرجِعيَن حَفِظا الكثيرَ من تاريخِ الدّروز

تقتصر المصادرّ التّاريخيـّة المعتمدة حول تاريـخ العصور الوسطي لجبـل لبنـان وجـواره، لِحِقْبة العصـور الـوسطى، على التّواريـخ الكاثوليكيّة المارونيّة وهي عـديـدة. والـوثائـق المـوجودة في محفوظات الفاتيكان، عـن العلاقـات بيـن الكنيسة الـرّومانيّة وطائفـة الموارنـة وهناك أيضاً منها ما يغطي علاقات الكنيسة مع طائفة الموحّدين الدّروز.
أمّـا المصـادر التّـاريخيّة الـدّرزية المتعلّقة بحقبـة العصور الوسطى، فتقتصـر على مؤلَّفيـن اثنيـن همـا: تاريـخ صالـح بـن يَحيـى، الأمير البحتـريّ المتوفّي في أواسـط القـرن الخامس عشـر. وتاريـخ حمـزه بن سباط بـن الفقيه أحمـد العاليهي أحد أتبـاع الأمـراء البحتريين، المتوفّي سـنة 1523م.
كان أوّل مـن قام بتحقيق تاريـخ صالـح بـن يَحيى، الأب لويس شيخـو اليسوعيّ. حيث عَثـر عليـه بينمـا كان يسـرّح النّظـر في أرفف خزائن مكتـبة باريـس الجامعية حيـث كان يستنـسخ بعـض مصنّفاتهـا، فبـادر إلى مطالعتـه وبـدأ بنقـله. والنّسخة الأصليّة تشتمل على 135 ورقـة، وفي كلّ صفحةٍ خمسةَ عَشًرَ سـطراً، مكتوبة بالخـطّ النسخيّ الـدّقيـق. كتبهـا المـؤلّـف وزاد عليهـا عـدّة إفـادات، وعلّـق عليهـا في الحـواشي، وجمـع فيـه مـا أمكنـه مـن الحـوادث عـن بيـروت وآثـارها وفتوحاتها. وتـاريخ بنـي بحتـر المعـروفين بأمـراء الغـرب، والذين تـولَّوْا زمنـاً طـويلاً على بيـروت ومـا جـاورها مـن قِبَـل ملـوك مِصـرَ في عهد دولـة الممـاليـك.
عمـل الأب لويس شيخو على نشـر الكتاب مـع بعـض التصرّف، وذلك تحـت عنـوان “تاريخ بيروت وأخبار الأمراء البحتـريين مـن بنـي الغـرب”. وصـدر عن المطبعة الكاثوليكيّة في بيروت سنـة 1920 ، ثـمّ صـدرت طبعـةٌ ثانيـةٌ منـه مُصَحّحـةً سنـة 1927.
أُعيـدَ تحقيـق هـذا الكتاب بعـد ذلك مـن قِبَـل الأب فرنسيس هـورس اليسوعيّ، والدكتور كمـال سليمان الصليبي، بالاشتراك مـع آخـرين. بالإشارة إلى العنوان الأصليّ وهـو “ أخبار السّلف مـن ذرّيّـة بُحتـر بـن علي أمير الغرب ببيروت “. وصـدر عن دار المشـرق – المطبعة الكاثوليكيّة في بيروت سـنة 1969.
وفي سـنة 2015، قامـت مـؤسّسة التـّراث الـدّرزي بطبـع وتـوزيع خمسمائـة نسـخة مـن هـذا الكتاب، بموجب اتّفاق مـع دار المشـرق، صاحبة الحـقّ بطباعـة الكتاب وتـوزيعه، وذلـك تعميمــاً لفـائـدة هـذا المـَرجِع التاريخيّ الهـامّ.
المـؤلَّفُ الثّاني هـو كتـاب “صِـدْقُ الأخبـار”. المعروف بتاريـخ حمـزه بـن الفقيه أحمـد بـن سبـاط العاليهي، المتوفّى سنة 1523م، وهـو مـؤرّخ مُخَضـرَم، عاصر سنوات التحوّل من حكـم دولـة المماليك إلى حكم الدّولة العثمانيّة. وتاريخ ابـن سباط هـو المكمّـل لتاريخ صالح بـن يَحيى.
يتـألّف كتاب “ صِـدْق الأخبار”، المعروف بتاريخ ابـن سباط، مـن جـزءين، ومـن أحَـدَ عَشَرَ باباً. كلّ بـاب يتضمّن وقائـع مئـة عـام، مـا عـدا الباب الأول والأخيـر، وأنّ الجـزء الأوّل مـن الكتاب فُقِـد بكاملـه، كمـا فُقـِد قسـمٌ مـن الجـزء الثّاني، وبقيَ القسـمُ الأكبر منـه. والأبواب الباقية هـي:
• الباب السّابع من حوادث سنة 526 هـ / 1172 م. حتى سنة 600هـ / 1203 م.
• الباب الثّامـن من سنـة 601 هـ / 1204 م. حتى سنة 700 هـ / 1300 م.
• الباب التّاسع من سنة 701 هـ / 1301 م. حتى سنة 800 هـ / 1397 م.
• الباب العاشر من سنة 801 هـ / 1398م. حتى سنة 900 هـ / 1494 م.
• البابُ الحادي عَشَرَ من سنة 901 هـ / 1495 م. حتى سنة 926 هـ / 1520م.

أهـمّ مـا في القسـم الأخير مـن الكتاب، الفتـرة المعاصرة للمـؤلّف، حيـث ذكـر أخباراً مفصّلـة لمجريات الأحـداث التي عاشها، وأثبـت في تدوينها مقـدرته التـأريخيّة، وصـدق تعامله مـع الخبــر والحـدث. والجـديد في الكتاب أيضاً، مـا أضافـه من تكملة لتاريـخ صالح بـن يحيى، عـن التّنـوخيّين وتراجم أعيانهم ووفيّاتهـم، وتـراجم جماعـة مـن وفيّـات الغـرب وساحل الشّـام.
جـرى تحقيق تاريخ ابـن سباط، مـن قبل الدّكتـور عمـر عبـد السّلام تـدمـري الذي عمـل على تحقيق الأبواب الباقية، والمـذكورة آنفـاً، تحـت عنـوان: “صـدق الأخبار تاريخ ابن سباط”. تأليف حمـزه بـن أحمـد بـن عُمَـر المعروف بابـن سباط الغربيّ. وصـدر عـن مؤسّسة جروس بـرس – طرابلس- لبنان سنة 1993، في مجلّـدَين.
وكانت الدّكتورة نائلة تقيّ الدّين قائدبيه، قـد قامـت قبل ذلك بتحقيق البابَيـن العاشـر والحادي عشـر مـن هـذا الكتاب، ووضعت عنـواناً للباب العاشـر”الفصل الأوّل”. وللباب الحادي عشَـرَ”الفصل الثّاني”. ووضَعت عنوانا للكتاب: “ تاريخ الدّروز في آخر عهد المماليك”، منشورات المجلس الدّرزي للبحوث والإنماء، طبعـة دار العَـودة – بيروت سنـة 1989. والكتاب في الأساس رسالة ماجستير قـدّمتها الدّكتورة نائلة إلى دائرة التّاريخ والآثار في الجامعة الأميركيّة في بيروت، ونالت بموجبها درجـة الماجستير في الآداب.
لقـد ورد في مجلّة “الضّحى“ الغـرّاء، في العـدد 16 شهر أيار 2016. وفي الصفحة 78 وتحت عنوان: “ مؤسّسة التّراث الدّرزيّ في إصدار جـديد، ( الكتاب الآخر هـو الذي وضعه حمـزه بـن سباط تحت عنوان” صدق الأخبار” وقـد تولّت تحقيقه الدّكتورة نائلة تقيّ الدّين قائد بيه).
والحقيقة أنّ الدّكتورة نائلة قائـدبيـه، قامت مشكورة بتحقيق الباب العاشر والباب الحادي عشر مـن كتاب صِدْق الأخبار، كما ذُكـر أعـلاه.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي