الإثنين, كانون الثاني 6, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الإثنين, كانون الثاني 6, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

تَراجُع إنتاجية الزّراعة في الجبل

الزراعة تراجعت كمساحات وتراجعت أيضا كإنتاجية بالدونم لأسباب عديدة منها:

– إهمال القطاع الزراعي في الجبل أدّى إلى «تبوير الكروم والبساتين» وعدم صيانتها ومزاحمتها على الغذاء من قبل النباتات الضارة كالأعشاب والأشجار والشجيرات البرّية نتيجة عدة أسباب أهمها:

– ارتفاع كلفة الأعمال الزراعية من حراثة وتقليم وتسميد ومكافحة وغيرها من أعمال أخرى. يعود ذلك إلى إهمال المزارعين للتقنيات الموروثة المساعدة على إتمام أعمالهم الزراعية. كان المزارع يربي المواشي لعدة أغراض تؤمّن له حاجاته الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية أي الحراثة – الحليب ومشتقاته – اللحم – البيض – السماد العضوي. مثلاً كان يربي المزارع زوجاً من الأبقار (الفدان) للاستفادة منهما في عدة مجالات: الحراثة- الأسمدة العضوية – الحليب – اللحم، دون تكبيد المُزارع عناء كلفة الحراثة والتسميد بالأجرة،. نزع الأعشاب يدوياً وغير كيميائيا وتقديمها علفاً للمواشي لأنه في أيامنا هذه يلجأ المزارعون الحديثون إلى الأساليب السريعة ولا يعرفون أضرارها عليهم وعلى المستهلكين والبيئة المحيطة مثل استعمال المبيدات الكيميائية (مبيدات الأعشاب والآفات الزراعية – تحويل الأرض الزراعية الموروثة والمحافظة عليها من الأسلاف إلى سلعة للاتجار بها واستعمالها كأراضٍ للبناء وأعمال أُخرى غير زراعية.

– استعمال الأسمدة الكيميائية عوضاً عن الأسمدة الحيوانية أدت إلى فقدان الأرض لخواصها الطبيعية أي إفقارها للمواد الغذائية وموت الكائنات الحية الدقيقة وعدم تكاثرها التي بدورها تفكك وتحلل وتحول المواد الغذائية لامتصاصها من قبل النبات، كما أن الاستعمال المفرط للأسمدة الكيميائية أدى إلى ارتفاع نسبة ترسب الأملاح في الأرض وبالتالي أدى إلى عدم نمو النباتات بشكل طبيعي.

كما أنّ استعمال المبيدات الكيميائية وأسعارها المرتفعة ساهم في انعدام التوازن الطبيعي والبيئي والحياة البرية مثلا عندما يكافح المزارع الأمراض والحشرات والعناكب المضرّة بالمبيدات الكيميائية فهو يتسبب في قتل جميع الكائنات الحية المفيدة (الأعداء الطبيعية) التي هي من أهم الوسائل للمكافحة الاقتصادية في آن معاً إضافة إلى ترسّب المادة الفعالة للمبيد في الثمار والخضار وبالتالي ترسبه في جسم الإنسان.

تراجعت الخبرة الزراعية الموروثة لدى المزارعين لأن العديد منهم لم يعد مزارعاً متفرّغاً بل بات له نشاطات أخرى في الوظائف العامة والخاصة أو في التجارة أو الخدمات أو الصناعات الصغيرة ومنهم من لم يجد وظيفة تؤمن له العيش اللائق فيلجأ الى الهجرة. هذا الواقع نجم عنه إهمال الأراضي الزراعية وعدم التعامل معها باستمرارية وانتظام. هذا التعامُل المتقطع أدى إلى تراجع نوعية الأراضي ونمو الأعشاب الضارة والأشواك والأشجار والشجيرات في العديد من الجبال والأودية التي كانت من قبل واحات للإنتاج والمحاصيل الوفيرة. وفي هذا السياق، غطت النباتات البرية نسبة كبيرة من «طرق الرِّجل» أو الطرق البرية التي كان الفلاحون يستخدمونها بصورة طبيعية ودائمة للوصول إلى أرزاقهم وبات من الصعب تبيان الممرات السابقة بسبب عدم سلوكها وصيانتها.

غياب عامل مهم هو «العامل العاطفي» والعلاقة الحميمة بين المزارع والأرض وهو عامل مُتَّفق عليه علمياً وبالخبرة. فالنبات يزدهر بسبب المعاملة الجيدة والاحتكاك مع أصحابه كما لو أن لديه شعور. فضلاً عن ذلك، إنّ هناك مفهوم «البرَكة» بمعنى أن الطبيعة تعطي بسخاء لمن يحبها ويتعامل معها بصدق واحترام. كثيراً من الأرزاق تكون ذليلة وضعيفة ولكن ما إن يبدأ المالك بزيارتها والاهتمام بها حتى تخضرّ وتنشط وتبدأ بالنمو بصورة غير مسبوقة. من هنا أتى التعبير «الرزق بيضحك لصاحبه» وهو تعبير تناقله المسنون والأسلاف ويعتقدونه صحيحاً وإن لم يكن لديهم وسائل لإثباته علميا. مع غياب هذا العامل العاطفي، فلم يعد عندنا مفهوم «الفلاح المكفي سلطان مخفي» الذي يعمل بإخلاص للأرض ويحب الزراعة ويسعى لتعلّم فنونها.

تراجع فن الخبرات في الزراعة يظهر في العديد من الأعمال الزراعية العشوائية مثلا التباين في أساليب التقليم من شخص إلى آخر وغياب الأعمال الضرورية كأسس التسميد والري والمكافحة.
تهيئة الأرض قبل الزرع: بعد اختيار الموقع والنبات المنوي زرعه، من المفضل استصلاح الأرض وتصطيبها إن كانت منحدرة آخذين بالاعتبار خصائص المجموعة الجذرية للأصول المطعم عليها من حيث حجم المجموعة الجذرية في المستقبل. لهذا الغرض، تُنقب الأرض على عمق (حوالي 90 سم) ثم تحرث حراثة عميقة (حوالي 40 سم) ويُسوى سطح التربة بواسطة الفرامة. بعد تحضير الأرض، يتم تخطيطها لتحديد مكان الأغراس. فإن طرق الغرس كثيرة ومتنوعة من شكل مربع ومثلث ومستطيل وغيرها لكن نعتمد أفضلها شكل (المثلث) من حيث زراعة أكبر عدد ممكن من النصوب في أقل مساحة، فلا تُزرع أصناف التفاح الحديث المطعمة على أصول جُذَرية والسريعة الإنتاج (غيل غالا- غراني سمث – سكارلت سبور- غولدن جبسون…) على خطوط مستقيمة يكون بين النبتة والأخرى من ثلاثة إلى ثلاثة ونصف المتر أم بين الخط والخط تكون المسافة بين ثلاثة ونصف والأربعة أمتار لتسهيل تنفيذ عمليات الخدمة المختلفة من تقليم وحراثة ومرور آلاتها والري والقطاف. بعد تحديد أماكن النصوب، تُحفر الجُوَر ويوضع في قاعها السماد العضوي ويخلط مع التراب وأخيرا تغرس الشتول على أن يراعى في المطعوم أيّة منطقة التحام الطعم بالأصل على مستوى سطح التربة. كل هذه الإجراءات التي تكلمنا عنها تهدف إلى تأمين الوسط الجيّد والملائم لنمو المجموع الجذري خاصة في السنتين الأولى والثانية بعد الغرس لأن هذا سينعكس إيجابا على النمو الخُضَري والإثمار في المستقبل. يجب إتمام هذه الأعمال بدءاً من منتصف فصل الصيف حتى وقت غرس الشتول بعد تساقط أوراقها في نهاية فصل الخريف. كما أن للتقليم أهمية بارزة في زيادة إنتاجية الأشجار المثمرة لأن أساليب التقليم العديدة وغير المدروسة تؤدي الى خفض إنتاجها وعدم التوازن بين الأغصان والثمار والأوراق، مثلا يجب التركيز في السنوات الأربعة الأولى على تقليم تكويني للأشجار فنأخذ بالاعتبار التوازن بين الأغصان وعدم إعاقة الحراثة والقطاف ودخول الضوء إلى الشجرة. ثم نتابع التقليم التكويني بالإضافة إلى تقليم تنظيم الإثمار وتوزيعها بانتظام على كافة الفروع والأغصان أي نركز على توازن الثمار التقريبي بين الأغصان المتقابلة وقدرتها على الحمل مثلا تحتاج كل ثمرة تفاح حوالي 35 ورقة لتغذيتها وكلما كان التقليم صحيحاً ومدروساً أدى الى زيادة عمر وحجم الشجرة الاقتصادي وبالتالي زيادة إنتاجها. بتكوين تاج الشجرة نقص الغرسة على ارتفاع منخفض حوالي (60) سم لعدم تعرضه للحروق الشمسية والصقيع لذلك يفضل ألّا يكون مرتفعاً وبنفس الوقت يجب أن يسمح بمرور الآلات لتنفيذ عمليات الخدمة المختلفة. في العام الثاني، تُقلَّم النصوب على شكل كأسي وينتخب أفضل ثلاث فروع وتقصر على أن يُزال ثلثي الفرع والثلث المتبقي يعطينا شكل الشجرة وفي الشتاء الثالث نقصّر الفروع الأساسية ونزيل الفروع المتزاحمة والمكسورة والمصابة بالأمراض مع مراعاة البراعم الثمارية. أما في الشتاء الرابع، نبدأ بالتقليم التكويني وتنظيم الإثمار معا وفي السنوات المتبقية من العمر الاقتصادي للشجرة يعتمد تقليم تنظيم الإثمار مع مراعاة هيكل الشجرة الجمالي والإنتاجي.

تكامل عوامل الإنتاج الزراعي

الثروة الحيوانية كانت عاملا مهمّاً في الدورة الزراعية سواء في الحرث أو في استخدام السماد الحيواني في تسميد التربة أم في تدعيم المحصول الزراعي بمنتجات الحيوانات اللبونة مثل الماعز والغنم والبقر. وكان توافر الثروة الحيوانية يوفر المصدر الأهم للتسميد العضوي وهو التسميد الذي يخصب التربة فعلا ويساهم في الزيادة والنمو المستمر للإنتاجية ولصحة الأرض والطبيعة.

وبالعكس فإنّ انحسار الثروة الحيوانية أفسح في المجال لغزو الأسمدة الكيميائية التي تستخدم في غالب الأحيان بإسراف خاطئ ظنّاً من المزارع بأن الزيادة في التسميد يؤدي إلى زيادة في المحصول. وعلى سبيل المثال فإن عشرة غرامات من السماد الكيميائي هي النسبة المطلوبة لأي شتلة خضار لكن بعض المزارعين يبدو عليهم الاستغراب وعدم التصديق عندما يقال لهم عن النسب العلمية لأن العادة عندهم هي استخدام أضعاف هذه الكمية للشتلة الواحدة.

المتطلبات البيئية

الحرارة: تحتاج النباتات درجات حرارة خاصة لنموها وتختلف حاجتها للحرارة حسب أصنافها، منها ما يحتاج للدفء أو للبرودة ومنها ما لا يقاوم ويتحمل الصقيع، كما أن بعض النباتات لا تتحمل الحرارة المرتفعة والرطوبة الزائدة. وللصقيع الربيعي أثر ضار على الأزهار والعقد. فإن البراعم الزهرية والأزهار تتضرر وتموت ولا تعقد بدرجات حرارة منخفضة دون 5 درجات مئوية. إنّ بدء النمو الخضري وتفتح البراعم يتأثران بدرجات حرارة طور السكون، مثلاً أشجار الدراق تحتاج إلى فترة سكون من شهر إلى شهرين بحرارة أقل من 7 درجات مئوية. كما نجد أن أشجار فصيلة التفاحيات تحتاج لحرارة متفاوتة بين شجرة وأخرى. فعلى سبيل المثال، أشجار التفاح تتحمل انخفاض درجات الحرارة أكثر من الإجاص والسفرجل خاصة في أوقات الإزهار. أيضاً، يجب الأخذ بالاعتبار الارتفاع عن سطح البحر لأن كل نوع من الأشجار والخضار ينمو على درجات حرارة معينة وتحتاج بعضها إلى فترة سكون في فصل الشتاء خاصة الأشجار المتساقطة الأوراق. فترة السكون تعني إيقاف النمو والدورة العصارية للنبات لذا تعتبر حرارة الجو من الشروط الأساسية التي تعتمد عليها الأشجار والخضار لنمو المجموعتين الخُضرية والجُذرية ولدرجات الحرارة أثر على النبات خاصة في مرحلة الإزهار للأشجار المثمرة ونمو البراعم وعملية التلقيح. إن عامل التلقيح مهم جداً في عقد الأزهار وزيادة الإنتاج الزراعي وللنحل الدور الأساسي في هذه العملية. لذا، على المزارعين الاستعانة بمربي النحل لنقل خلاياهم أو بعضها إلى مزارعهم لإتمام عملية التلقيح. مقابل ذلك، يجب إيقاف رش المبيدات السامة على الأشجار والخضار والنباتات البرية لحماية حشرات النحل من الموت. وللحرارة دور بارز في فترة نضج الثمار وتحويل المواد البكتينية والنشوية إلى السكريات والأحماض والمواد العفصية… وعلى المواد المعدنية والفيتامينات.

الضوء: تحتاج النباتات إلى الضوء بنسب مختلفة بشكل عام وتحتاج الأشجار المثمرة إلى الضوء في فترة نموها لزيادة نمو الطرود والثمار والأغصان. لذلك، ننصح بالتقليم الكأسي لدخول الضوء إلى داخل الشجرة وزيادة إنتاجها. ويلعب الضوء دوراً أساسياً في إعطاء الثمار اللون الطبيعي المميز.

الماء: إن الأعمال الزراعية مهمّة جداً في زيادة الإنتاج وخاصة المياه، فهي العنصر الأساسي في حياة الكائنات الحية لذا نجد أن المياه ضرورة ملحة للزراعة لأنها تساعد الكائنات الحية الدقيقة في التربة على التكاثر وتحويل الغذاء اللازم للنبتة وتزيد من إنبات الجذور الشعرية الماصة للغذاء. يجب ترشيد استخدام مياه الري واستخدامها لحاجة النبات فقط. فيوجد بعض النباتات التي تنمو بدون ري لكن تستجيب إلى بعض الأعمال الزراعية وتعطي إنتاجا وفيراً خاصة بعد ريها. أما الري الزائد عن حاجة النبات فيؤدّي إلى غسل التربة وإبعاد المواد الغذائية المحيطة بالجذور وبالتالي، تكون العامل الأساسي في انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية في المجموع الجذري. كما أن زيادة المياه والريات المتقاربة تؤدي الى إبقاء الجذور سطحية وصغيرة، فعند أي طارئ يمنع ري تلك النباتات لعدة أيام تصبح غير قادرة على الاستمرار والإنتاج. بينما الري المنتظم يساعد النباتات على زيادة حجمها وعمرها ومناعتها ضد الآفات الزراعية وبالتالي زيادة إنتاجها لأن تكون مجموعة جذرية كبيرة تتغلغل بين حبيبات التربة للبحث عن الرطوبة والغذاء.

التربة: للتربة تأثيرها على نمو المجموع الجذري وبالتالي إنتاج الشجرة بشكل عام. النباتات لها عدة احتياجات للتربة، بعضها يحتاج إلى تربة كلسية ومنها تربة طميية (مختلطة) وبعضها ينمو ويتأقلم مع الأتربة الطينية الثقيلة والرطبة والرملية الجيدة الصرف والقلوية والحامضية قليلاً… لا تنمو بعض الأشجار في الأتربة الجافة والثقيلة، فهذه الأراضي تضعف نمو الأشجار وتسبب قلة إنتاجها. وللتغلب على مشاكل التربة يمكن اختيار الأصول المناسبة عند إكثار الأصناف وخاصة الأصول الجذرية التي تتمتع بسرعة تأقلمها مع أغلبية الأتربة ومشاكلها.

الإدارة المتكاملة للأرض

قبل استثمار الأرض والبدء بالزرع يجب دراسة المتطلبات البيئية للنبات بعدة نقاط أهمها:

الموقع: لأن موقع الأرض مهم جداً لاختيار النباتات المُراد زرعها أو غرسها في الأرض، فالأراضي المنحدرة تحتاج إلى تصطيب وإنشاء جدران وشق طريق لتسهيل الأعمال الزراعية وتأمين مياه الري من ينابيع أو إنشاء برك أو بحيرات اصطناعية لتجميع مياه الأمطار.

المناخ: يجب أن تكون الأشجار المَنوي غرسها مدروسة وقد أجريَ عليها عدة أبحاث وتجارب لتكون مجدية اقتصاديا على ارتفاع الأرض عن سطح البحر.

صلاحية الأرض للزرع: يجب فحص التربة مخبرياً لتحديد نوعيتها وخصوبتها وماهية أصناف الأشجار التي تتلائم معها. فأشجار الزيتون مثلا تفضل الأراضي المائلة إلى الكلسية والخفيفة وغير المتماسكة.

عمق التربة: بعد فحص عمق التربة يمكن تحديد نوع الأشجار التي تعيش فيها، فأشجار الكرز مثلا تحتاج إلى تربة يزيد عمقها عن المترين لأن جذورها الوتدية كبيرة وتنمو عامودياً، أما أشجار الزيتون والصنوبر فتنمو جذورها أفقياً. كما توجد أشجار تنمو جذورها الاثنين معاً مثل التفاح والدراق والإجّاص…

الدورة الزراعية: من المفضل اتباع دورة زراعية كأساس عملي لزيادة الإنتاج الزراعي والمردود الاقتصادي في المحاصيل الحقلية الموسمية لأن نبتة الفصيلة الواحدة تحتاج إلى نفس العناصر الغذائية وتعتريها نفس الأمراض والحشرات الزراعية بنسب مختلفة. إذ تقسم الأرض إلى أربعة أقسام على الأقل، مثلا: القسم الأول يزرع بالنباتات التي تتبع الفصيلة الباذنجانية والثاني يزرع بالفصيلة القرعية والثالث يزرع بالفصيلة البقولية والرابع يزرع بالفصيلة الصليبية. وفي الموسم القادم تزرع الفصيلة البقولية في القسم الأول من الأرض والفصيلة الصليبية تزرع في القسم الثاني والفصيلة الباذنجانية تزرع في القسم الثالث والفصيلة القرعية تزرع في القسم الرابع. أي يجب أن لا تزرع إحدى هذه الفصائل في نفس القسم لعامين أو ثلاثة متتاليين.

تُصنّف نباتات هذه المحاصيل تحت مجموعات أو فصائل نذكر أهمها الفصيلة الباذنجانية (البندورة، الفليفلة، الباذنجان، البطاطا)، الفصيلة القرنية أو البقولية (اللوبياء، الفاصولياء، الحمص، الفول، البازيلاء، العدس،…)، الفصيلة القرعية (الخيار، المقثي، القرع، الكوسا، اللقطين، البطيخ الأحمر والأصفر، …)، الفصيلة الشفوية (النعناع، الزعتر)، الفصيلة الزيزفونية (الملوخية)، الفصيلة المركبة (الخس، الهندباء، الأرضي شوكي،…)، الفصيلة الخيمية (الجزر، البقدونس، الكرفس، الشمرة،…)، الفصيلة الصليبية (الملفوف، القرنبيط، الكرنب، اللفت، البروكلي،…)، الفصيلة النجيلية (الذرة)، الفصيلة النرجسية (البصل، الثوم، الكراث،…).

كما أدى زيادة التسميد إلى تراجع مناعة الأنواع النباتية وقدرتها على مقاومة الآفات الزراعية لأن بنية الشجرة أصيبت بالوهن. فما أن تبدأ الآفات بالتكاثر حتى يأتي دور المبيدات الكيميائية واستخدامها كوسيلة يعتقد المزارع أنها الوحيدة التي يمكن أن تنقذ محصوله من التلف. وإن الجهل المطبق في أساليب التسميد والمبيدات الكيميائية أدى إلى الإفراط في استخدامها وفي حالات كثيرة وفي الوقت الخاطئ أو الاستعمال المتكرر دون أن يكون ذلك مطلوباً. مثلاً، استخدام مبيدات قبل الإزهار (على الطربوش الأحمر) وبعد العقد مباشرة ثم رشها كل خمسة عشر يوما. هذا الاستخدام يؤدي إلى إعاقة عملية التمثيل الكلوروفيلي على النبات وترسب كمية لا بأس بها من المادة الفعالة المضرّة في الثمار وتأخير في النضج والعجز في تحويل تركيبة الثمار إلى مادة سكرية وعدم إعطاء اللون الطبيعي للثمار.

غياب تقنيات التأصيل في النصوب: لا توجد قاعدة بيانات عن الأنواع الأكثر انتشارا للأشجار المثمرة وكيفية تأصيلها عبر استخدام أنواع معينة من الكتل الجذرية أوبعض أنواع البذور التي لها الدور الأساس في التأقلم مع جميع الأتربة وقدرتها على تحمل الجفاف والعوامل الطبيعية المتقلبة من درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة وصقيع ومقاومتها للآفات الزراعية… إلخ وتمتاز أيضا بقدرتها على إنتاجية وفيرة وعالية الجودة. هذه الكتل الجذرية والبذور يتم تطعيمها بالأصناف الجديدة والمرغوبة تجارياً والتي تعطي مردوداً اقتصادياً وفيراً كما أنها تصلح للتصدير والتصنيع الغذائي. إن تلك الأصول والأصناف المطعمة عليها باتت علماً أساسياً خاصة في الدول المتقدمة في حقل الإنتاج الزراعي.

إن استخدام تقنيات التأصيل يمكن أن تسمح للجبل بالاستبدال التدريجي للبساتين المزروعة بالأشجار المثمرة التقليدية والغير مجدية اقتصادياً.

نضع بين يدي القارئ الجبلي هذه المعلومات القليلة والبسيطة متمنِّين له أن يعود إلى أرضه نازعا من فكره ما يتناقله أعداء الأرض والطبيعة والبيئة والزراعة ونعده بتزويده بالمعلومات العلمية والعملية التي بحوزتنا كي يتسنى له معرفة الخدمات الحقلية وزيادة مردوده الاقتصادي.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي