جانب من قرية كفرنبرخ
المرأة التي قَبِلتِ التّحدّي
وســــــــــامُ الغضبــــان أولُ رئيســــــة لبلــــــديّة كفَرْنَبْــــــــرَخ:
واثقــــــةٌ منفتحــــــةٌ ومشاريعــــــــها كثيــــــرةٌ للمستقبــــل
انتخابي أحدث صدمة إيجابيّة لأنّه أظهر أنّ المرأة إنسان مفكّر ومنضبط وقادر على العمل الشاقّ من دون حسابات أو مطامعلست من روّاد الصبحيّات النّسويّة والجلسات التي لافائدة منها
ويومي يبدأ في الخامسة صباحاً وينتهي بعد منتصف اللّيل
أتعجّب من بعض رؤساء البلديّات الذين لا يحضرون الى مكاتبهم
سوى مرة واحدة في الأسبوع أو لترؤس إجتماعات المجلس البلديّ
يكتسب الحوار مع رئيسة بلديّة كفرنبرخ السيّدة وسام الشّامي نصر الغضبان أهميّة خاصّة، لأنّ نجاحها وفوز لائحتها في الانتخابات البلديّة الأخيرة، شكّلا منعطفاً مهمّاً في حياة بلدتها كفرنبرخ بل في العمل البلدي لأنها من بين النساء القلائل اللواتي حظين بثقة مجتمع اعتاد على انتخاب الرجال لهذا المنصب العام، لكن السيدة الغضبان لم تصعد إلى رئاسة البلدية إلا بعد أن تحقق مجتمع كفرنبرخ من كفاءتها وتفانيها في العمل الاجتماعي عبر رئاستها لأكثر من 20 عاماً لجمعية سيدات كفرنبرخ، وهي تجربة صقلت شخصيّة السيدة الغضبان وعمّقت خبراتها في العمل العام بحيث أن انتقاءها إلى قيادة العمل البلدي يتم من دون صعوبات أو تهيب للمسؤولية.
“الضّحى” التقت السيّدة وسام الغضبان في حوار تناول تجربتها في العمل النّسائي والاجتماعيّ ودلالات اختيارها لرئاسة المجلس البلدي ثم خطّة عمل المجلس البلديّ الجديد الذي ترأسه والمهمّات العديدة التي تتصدّر جدول أوّلويّاته ، فكان الحوار التّالي:
> على سبيل تقديم نفسك إلى القرّاء نسألكن أوّلاً: ما هي العوامل التي ساعدت على إنتخابكن رئيسة للبلديّة؟
اِسمي وسام الشّامي نصر الغضبان زوجي المرحوم زياد الغضبان وأنا أمّ لثلاثة شبان. تمرّست بالعمل الاجتماعي منذ فترة طويلة، وأشغل منصب رئيسة هيئة سيّدات كفرنبرخ منذ عقدين من الزّمن، وما زلت في هذا الموقع إلى جانب مسؤوليّتي الجديدة كرئيسة للبلديّة. لقد اخترت الترشّح لرئاسة البلديّة بعد أن سعيت مع سيّدات كفرنبرخ لتنفيذ الكثير من المشاريع التّنمويّة في البلدة لكنّنا لم نوفّق بسبب افتقادنا كجمعيّة للوسائل الضّرورية لتحويل الأفكار إلى إنجازات على الأرض، وقد تبيّن لي أنّ البلدية هي المؤسّسة المناسبة والقادرة على الإنجاز، لذلك قرّرنا السّعي لاختيار مجلس بلديّ نكون جزءاً منه وقد نجحنا بفضل ثقة المواطنين، وأسأل الله ان يوفّقني لتحقيق ما كنا نصبو إليه وما تحتاجه البلدة.
> كيف إستطعتن كهيئة سيّدات، العمل طوال هذه الفترة، وكيف تجاوزتن العقبات واستمرّيتن في العمل؟
صمدنا لأنّنا لم نتعاطَ السّياسة. فعملُنا كان ولم يزل اجتماعيّاً مَحضاً، وهذا هو سرّ نجاحنا. لم ندخل طرفاً مع أحد أو ضدّ أحد، وهذه كانت توجيهات وليد بك لنا منذ البداية، إضافة إلى تشجيعه لنا والعمل على موضوع إعادة اللّحمة مع الأخوة المسيحيّين بحيث نكون يداً واحدة تعمل لمصلحة البلدة، ومن سار على الدّرب الصّحيح وصل.
> كيف تصفن أهمّ ما أنجزتموه في هيئة سيّدات كفرنبرخ؟
أنجزنا الكثير وكنّا نعمل بجد وحماس من أجل الآخرين..وكنّا نساعد الجميع من دون استثناء، وتمكّنا بذلك من خلق جوّ من الألفة انسحب على كل أهلنا في كفرنبرخ، وتمكنّا من مساعدة الفقراء منهم، وقمنا بدفع فروقات تكلفة العلاج في المستشفيات، ودعمنا تكاليف نقل الطلّاب الى المدارس، وقدّمنا العديد من المنح المدرسيّة للطلّاب المحتاجين، وبلغت قيمة هذه المنح نسبة 50 في المئة من الأقساط المدرسيّة، كذلك خصّصنا مبلغاً لا بأس به من الأموال التي جمعناها لذوي الأمراض المستعصية وما أكثرها اليوم، وأنشأنا مستوصفاً فاعلاً، ويعدّ من أهم المستوصفات في المنطقة. وحاليّاً نحن بصدد تشييد مبنى له يكون على قدر آمال النّاس ويفي بالغرض المطلوب، وقد بلغت موازنة المستوصف في أيام الوزير وائل أبو فاعور 145 مليون ليرة لبنانية، ولمّا تسلمته كانت موازنته لا تتجاوز 35 مليون ليرة لبنانية.
> هل يمكن أن يتمّ تحويل المستوصف الى مركز رعاية اجتماعيّة؟
هذه الفكرة تراودنا منذ فترة طويلة، ونحن نعمل على تطوير المستوصف باستمرار بهدف تحويله إلى مركز دائم للرّعاية الاجتماعيّة، وذلك بعد إنجاز المبنى الجديد المخصّص له، وقد أنجزنا الطابق الأول بانتظار الانتهاء من بناء الطّوابق الأخرى. فهو يتألّف من ثلاثة طوابق لكي يلبّي حاجات النّاس بعد تحويله إلى مركز صحّي اجتماعيّ، مع حضانة للأطفال، وإنشاء مكتبة للمطالعة، وصالة كبرى للمناسبات تُستخدم للنّدوات، وعرض الأفلام القصيرة للأطفال، وعقد النّدوات التي تخصّ الشّباب، كما سنقوم بتأسيس مشغل لتأمين فرص عمل خصوصاً للصّبايا اللّواتي يرغبن العمل بحرفة أو عمل منتج.
> من هي الجهات الدّاعمة لكلّ هذه المشاريع؟
أطلقتُ على الجمعية تسمية ( جمعية الألف ) لأنّنا كنا نتقاضى ألف ليرة فقط بدل إشتراك، وبإعتباري عضواً في جمعيّة سيّدات لبنان، كانت توجّه إليّ الدّعوات للمشاركة و المساهمة بـمبالغ كانت تصل إلى 50 دولاراً ومئة دولار. فأخبرتهم بأننا في “جمعية الألف” لا يمكن أن نساهم بهكذا مبالغ. وبالفعل فإنّ كلّ ما قمنا به من مشاريع جمعناه بالألف والألفي ليرة. ولكي يستقيم العمل لا بدّ من التّواضع والرّضا بالقليل. مداخيلنا بالأساس من الاشتراكات، ومن بعض التّبرّعات والحوافز الأخرى. منها: إصدار روزنامة سنويّة، اعتماد التّامبولا في المناسبات وغيرها من الأمور التي لا ترهق المساهمين، وفي أيّ مشروع قمنا به وجدنا الجميع الى جانبنا. مثلاً قمت بمشروع تنمويّ مع وزارة الشّؤون الاجتماعيّة وهو عبارة عن تأمين شبكة خطوط لمولّدات الكهرباء بكلفة 13 مليون ليرة لبنانية وكان يتوجّب علينا المساهمة بمبلغ معيّن قدّمه لنا وليد بك وحصلنا بالمقابل من وزارة الشّؤون على مبلغ 75 مليون ليرة. بإختصار، فإنّ المواظبة على العمل أساس النّجاح وليس كميّة المال. بالطّبع الجميع في كفرنبرخ كانوا وما زالوا إلى جانبنا.
> برأيكن ما هي متطلّبات النّجاح؟
أولى متطلّبات النّجاح الصّدق والشّفافية في العمل، وثقة النّاس، والتطلّع إلى الأمام، وعدم الإكتراث بما يقال من هنا وهناك، وأنا لم أتذكّر على مدى 20 سنة بأنّني كنت قلقة على شيء أو متخوّفة من شيء. الحمد لله بأننّي أغفو كلّ ليلة مرتاحة البال والضّمير.
> كيف توازنّ بين عملكن في الحقل الاجتماعي وبين واجباتكن نحو أسرتكن؟
في البداية واجهت بعض الصّعوبات، أثّرت عليّ بشكل جدّي، خاصّة وأننّي ربّة منزل وأم لثلاثة أولاد، وكان زوجي رحمه الله يمتلك محطّة للمحروقات ومعظم عملنا كان ضمن البيت، وفي إحدى المرّات خيّرني زوجي بين الجمعيّة ووضعي كزوجة. فسألته هل أنا مقصّرة بشيء تجاهك وتجاه الأولاد فأجابني لا، عندها قلت له بكلّ صراحة لطالما أنّك تعترف بأنّني لست مقصّرة بشيء، فأنا مستمرّة بعملي في الجمعيّة طالما ليس هناك ما يجعلني أخجل منه. وقد انحاز أبناؤنا إلى جانبي لأنّني كنت محقّة بما أفعله، وانتهت المسألة عند هذه النّقطة. لقد علّمت أولادي في أفضل الجامعات ولم أقصّر في حقّهم بأيّ شيء. فأنا لست من روّاد الصبحيّات النّسويّة والجلسات التي لا فائدة منها. نهاري يبدأ في الخامسة صباحاً وينتهي بعد منتصف اللّيل بعد أن أكون قد أنجزت كلّ ما هو مطلوب مني، ولقد استمرّيت بتحمّل مسؤوليّات منزلي إلى جانب زوجي حتى وفاته قبل ثلاث سنوات ونصف، وها أنا اليوم أقوم بدور الأب والأمّ بالنّسبة لأولادي.
> برأيكن ما هي الأسباب التي أدّت الى إقفال مصنع تعليب الفاكهة، وما هو مصير المعدّات التي تمّ تجهيزه بها؟
السبب الأوّل للفشل كان سوء الإدارة، لقد كان مُفتَرضاً بهذا المعمل أن يؤمّن العيش الكريم لأكثر من 40 عائلة، ولكن قلّة الخبرة وسوء الإدارة وتعدّد الآراء، والاتكاليّة أوصلت إلى هذه النتيجة مع الأسف، ولا أذيع سرّاً إذا قلت لك إنّ وليد بك طلب منّي الإشراف عليه، لكنّني إعتذرت على اعتبار أنّه كان في عهدة الاتّحاد النّسائي التّقدّمي، وبالمقابل فإنّ النّظام الدّاخليّ لجمعيّتنا لا يسمح لنا بالعمل في مؤسّسات حزبيّة أو أن نتعاطى السّياسة.
> كيف انتقل طموحكن من رئاسة جمعيّة نسائيّة إلى رئاسة البلديّة؟
لم أكن أفكّر يوماً بالتّرشّح لرئاسة البلديّة، لكنّ زميلاتي في الجمعيّة رغبنّ في ذلك وعملنَ له بقوّة. وعندما وصلت الأمور إلى غربلة الأسماء والمرشّحين أصبح هناك إصرار ورغبة من جانب قسم من الأهالي بضرورة الترشّح وخوض الإنتخابات من الباب العريض. لقد قامت الجمعيّة باستمزاج رأي الأهالي والوقوف على رأيهم وهذا التّصرّف ساعد كثيراً على بلورة الفكرة. ونزولاً عند رغبة الأهالي وزميلاتي قرّرت الترشّح ووضعت حساب الرّبح والخسارة في كفّتين متعادلتين، وهكذا خضنا التّجربة وكان الفوز إلى جانبي بعد أن تخطّيت كلّ الحواجز .
> إلى من تعتبرن نفسكن مدينات بوصولكن إلى رئاسة البلدية؟
إلى كلّ من دعمني وآمن بأنّني قادرة على تحقيق ما لم يتمكّن من تحقيقه من سبقوني في هذا الموقع. فأنا صوت المرأة التي تعتبر نفسها مسحوقة أمام تعنّت الرّجل ورفضه لفكرة الشّراكة مع المرأة والاعتراف بقدراتها، وأنا مدينة لكلّ حرّ وشريف إقترع لي ولم يعبأ بالأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة. وبالنّتيجة، فإنّ الإنتخابات أصبحت وراءنا، وأنا اليوم رئيسة بلديّة لكلّ كفرنبرخ ولجميع أهلها الذين انتخبوني منهم والذين لم يصوتوا لي. وأنا أؤمن بالحوار وبإحترام الجميع، ما يهمّني هو إعلاء شأن هذه البلدة والحفاظ على التّعايش وتأمين الخدمة والرّفاهية لكلّ أبنائها من دون استثناء.
> هل وجودكن على رأس البلديّة وسّع لكنّ آفاق العمل أكثر من الجمعيّة؟
طبعاً العمل البلديّ يفتح آفاقاً أوسع في جميع المجالات. ولدينا مجموعة مشاريع حصلنا عليها عن طريق الهبات تتعلّق بالأقنية الزّراعيّة وهي بطول 7 كيلومترات من قبل برنامج الأمم المتّحدة للتّنمية UNDP وقد باشرنا بتنفيذه. وهناك مشروع هبة أخرى من وزارة الطّاقة والمياه، لتأمين مسارب لمياه الشّتاء، كما قدمنا غرفة خاصة لصالح شركة أوجيرو لتقوية الاتّصالات والإنترنت سيتمّ تدشينها قريباً، و قمنا بتوفير الدّعم اللّازم للفرقة الموسيقيّة من صبايا وشباب، بالإضافة إلى دعم النادي الرّياضي، و تأمين رخصة لنقل الصّخور والأتربة لصيانة الأراضي والطّرقات بموافقة من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، ونعمل على حفر بئر إرتوازيّة لزيادة مياه الشّفة. فالبلدة بحاجة ماسّة إليها، كما يجري العمل على تأمين الإنارة بواسطة الطّاقة الشمسيّة لكلّ بيت من بيوت كفرنبرخ، أيضاً نحن كمجلس بلديّ بصدد دراسة مشروع إنارة عامّة لشوارع البلدة بواسطة الطّاقة الشّمسية.
> ما هي خطّتكن لتحسين التّعايش المشترك في البلدة؟
لا أنكر عليك أنّ موضوع التّعايش مسألة مهمّة تتطلّب عناية كبيرة، فأنا والحمد لله كنت وما زلت محلّ ثقة أخواننا المسيحيّين. منذ تأسيس جمعيّة سيّدات كفرنبرخ تعاونت معنا مجموعة سيّدات مسيحيّات لأن ّ جمعيّتنا بعيدة عن السّياسة وعملنا مُنصَبٌّ لمصلحة بلدتنا بكلّ أطيافها ومن دون تفرقة، ولذلك، نجحنا وحضينا بثقة الجميع من دون استثناء، ولم ننقطع عن زيارة الأخوة المسيحيّين في كلّ مناسبة، حيث كنا نشاركهم أفراحهم وأعيادهم وفي جميع المناسبات. وأهمّ من كلّ ذلك أقنعناهم بالحضور إلى دار البلدة وإقامة المناسبات فيها.
> ما هو الأثر النفسيّ والاجتماعي لوجود امرأة على رأس المجلس البلديّ في كفرنبرخ؟
المجلس البلديّ لبلدة كفرنبرخ يضمّ أربع نساء ولست أنا العنصر النّسائيّ الوحيد. والسيّدات هنّ سناء يارد نائب الرّئيسة ونسرين رعد وريموندا يزبك أعضاء، طبعاً الصّبايا لم يفكرن يوماً بخوض هذه التّجربة، وبمجرّد أن أعلنت عن ترشيحي فإنهنّ اندفعن إلى ترشيح أنفسهنّ، ويشرّفني بأنّني كنت السّبب في ذلك، وآمل أن يزداد تمثيل العنصر النّسائيّ في المجالس البلديّة وبقيّة هيئات العمل الاجتماعيّ. ما عدا ذلك، فإنّ انتخابي أحدث صدمة إيجابيّة لأنّه أظهر للجميع رجالاً ونساءً أنّ المرأة قادرة على العطاء وهي إنسان مفكّر ومنضبط وقادر على العمل الشاقّ والمجهد، وهي تعطي من قلبها وليست لها حسابات ومطامع. وأنا على سبيل المثال أحضر بشكل يوميّ الى مكتبي لمتابعة قضايا النّاس، وعندما لا أكون موجودة في المكتب أكون في جولة على المشاريع قيد التّنفيذ والتي يجب أن تُنفّذ، ومع ذلك أشعر أحياناً بالتّقصير، وأتعجّب من بعض رؤساء البلديّات الذين لا يحضرون إلى مكاتبهم سوى مرّة واحدة في الأسبوع، أو أثناء انعقاد اجتماعات البلديّة.
> ما هي خطّتكن لمعالجة الإنهيارات التي حصلت في السّنة الماضية وباتت تهدّد البيوت السكنيّة؟
صدقني هذا الموضوع يأخذ حيّزاً كبيراً من اهتمامي، هناك أكثر من 22 منزلأ مهدّدة بالسّقوط في أيّة لحظة بالإضافة إلى انقطاع الطّريق عن مجموعة من القرى المجاورة. الفوّارة- بريح – وادي الستّ – نبع الصّفا، وقرى الحرف البيرة – المعوش – مجدل المعوش، كفرنيس. وللأسف لم يهتمَّ مسؤول للأمر بإستثناء وليد بك الذي قدّم لكلّ عائلة تضرّرت من هذا الانهيار مبلغ عشرة ملايين ليرة لتدبّر أمورهم. مجلس الإنماء والإعمار تقدّم بمشروع بكلفة تصل إلى 32 مليون دولار أميركي، علماً أنّ الشّركات التي استعنت بها لدراسة كلفة هذا المشروع وعدت بإنجازه بمبلغ لا يتعدّى عشرة ملايين دولار أميركي. لذلك فإنّني أتمنّى الموافقة على هذه الدّراسة والمباشرة بالعمل في أسرع وقت.
> كيف تعالجن مشكلة الصّرف الصحّي آنياً في ظل عدم معالجة هذه المشكلة بشكل جذريّ؟
المعالجة تتم بتطبيق القانون، إذ لا يمكن إعطاء رخصة بناء لأحد دون التّوقيع على إنشاء ثلاث برك فنّية لتكرير الصّرف الصحّي وبعدها يجري شفط ما تبقى من مياه بواسطة صهاريج خاصّة. أمّا الهمّ الأكبر الذي بدأنا نواجهه فيتعلّق بموضوع النّفايات المكدّسة في خراج البلدة ممّا يسبّب ضرراً على المياه الجوفيّة. وكنّا قد اتّفقنا كمجموعة بلديّات العرقوب على إرسال النّفايات إلى معمليّ السويجاني وبعذران من أجل الفرز على أن نتكفّل بمكان لطمر العوادم . ولغاية الآن لم يتمّ الاتّفاق على المكان، والأمور أصبحت معقّدة، والبلديّة بصدد دراسة مشروع حلٍّ متكامل بطلب من وليد بك على أمل الوصول إلى حلّ قريب.
> ما هي رسالتكن إلى المرأة كسيّدة ناجحة في الحقل الاجتماعيّ والخدماتيّ؟
أريد التأكيد على أمر مهمٍّ جدّاً بأنّ مشايخنا الأتقياء لم يعترضوا أبداً على عمل المرأة المحافظة على كرامتها وبيتها وبيئتها، حتى أنّ سماحة شيخ العقل نعيم حسن في كلّ اللقاءات والمحاضرات التي يقيمها في دار الطّائفة الدّرزيّة في بيروت وقد حضرت عدة محاضرات له عن دور المرأة، لم أسمع منه إلّا ما يشجّع المرأة ودورها في بناء الأسرة الصالحة وبناء المجتمع والوقوف إلى جانب زوجها وأسرتها. وأنا أقول للمرأة انطلقي إلى العمل شرط أن تحافظي على بيتك وكرامتك، فتنظّمين حياتك وتلغين القيلولات التي لا فائدة منها، عندها فقط تحقّقين ما تريدين، وتجدين الكلّ إلى جانبك.
> كلمةٌ أخيرة
في ختام هذا الحوار أطلب من الله أن يوفّقني كي أجعل من كْفَرْنَبْرخ من أجمل بلدات هذا الجبل وحَرِيّة بأن تصبح مقصداً سياحيّاً وتجربة نموذحيّة في العمل البلديّ والإنجاز الاجتماعيّ.