الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

شؤون وشجون الاغتراب في منطقة راشيا

عين على المعيشة وعين على مستقبل الأولاد

“الضحى” تحاور مغتربين ومقيمين حول الهجرة وآثارها

في منطقة راشيا التي صدرت ألوف الشباب نحو العالم وخصوصا المغتربات البعيدة في الأميركيتين الشمالية والجنوبية مشاعر مشتركة في ما يخص الغربة وآثارها. الهاجس الأول هو الأسرة والأولاد وخطر الذوبان في المجتمعات الجديدة وبالتالي انقطاع رابط “الحسب والنسب” مع الوطن الأم. السؤال الذي يردده الكثيرون ممن التقينا بهم: هل تستحق الهجرة وهدف جمع المال هذا الثمن الباهظ؟ الجواب مع ذلك ليس موحداً. بينما يعطي البعض الأولوية لإنجاز الثبات في الأرض وصون الهوية ويشكو ترك الأرض فإن البعض الآخر يعتبر الهجرة رافدا مهما لاقتصاديات القرى التي هاجر منها الشباب أو قل “شر لا بد منه” في غياب التنمية المستدامة وفرص العمل الكريم في الوطن.
هنا حصيلة جولة من الحوارات المفيدة التي أجراها مراسل الضحى عماد خير:

المغترب قاسم سلامة : لا ينفع جمع المال إذا خسرنا أولادنا

اغترب ما يقارب الـ 35 عاماً لكن الحنين إلى الوطن ومنادمة الأهل والأصدقاء وتربية الأولاد على عادات وتقاليد البلدة أثمن من جمع المال.

ما هي الظروف التي دفعتكم إلى السفر ؟ ولماذا كانت العودة والاستقرار في البلدة؟

أسباب الغربة تكاد تكون واحدة:

صعوبة الأوضاع الاقتصادية في لبنان، انعدام فرص العمل ثم الحرب الأهلية التي كانت كارثة على الوطن وعلى شبابه.
على الرغم من ذلك، فإن جمع المال في المغترب لا يكفي بل أقول ما الذي ينفع المرء إذا جمع الأموال الطائلة في الغربة وخسر أولاده؟ وأي ربح يمكن أن يعوض هذه الخسارة الفادحة. لهذا قررت أن تنشئة الأولاد في الوطن وعلى العادات والتقاليد المحلية وزواج الأولاد من أبناء ملتهم أثمن بكثير.

كيف تنظرون إلى العلاقات الاجتماعية بين لبنان وكندا؟
العلاقات الاجتماعية في كندا محدودة جداً وهي تقتصر على الأهل والمغتربين من ابناء البلدة أما العلاقة مع الآخرين فهي علاقة عمل. حاولنا الحؤول قدر الإمكان من دون اختلاط الأولاد بالأجانب ولا سيما خارج نطاق المدرسة

وذلك للتخفيف من احتمالات الاندماج بعادات وتقاليد الغرب. وكم كنت أتمنى أن يتوفّر لأولادي ظروف أفضل في هذا البلد لتجنيبهم خوض تلك التجربة مرة أخرى. ومما يثير القلق أن الكثير من أبناء الطائفة تزوجوا من نساء في كندا وهذا ما يؤدي الى قطع صلة الوصل بالوطن والأهل لأن أولادهم يشبون على عادات وتقاليد الغرب.

بماذا تنصحون أو هل لديكم اقتراح لتفعيل ارتباط الشباب بالبلدة؟
على القيمين على الشأن الدرزي شد أواصر الشباب من خلال ارسال كتيبات تشرح أهمية ارتباط الشباب بالوطن الأم.
المغترب أحمد الحلبي عدت وأعمل لعودة أبنائي أيضا

بعد 29 عاماً من الاغتراب كيف تنظرون إلى الغربة؟
الغربة عن الوطن هي مثل ليلة ظلماء من دون صباح، لأنها ليل يطول انتظار آخره وبزوغ الشمس والعودة الى الوطن وطن الآباء والأجداد. لكن ها أنا وبعد أعوام الغربة الطويلة عدت إلى الوطن داعيا أولادي أيضاً إلى العودة من خلال شراء الأراضي وتشييد الأبنية ومحاولة إقامة عمل في الوطن.

كيف بدأتم حياتكم في الغربة؟

بدأتها كتاجر متجول على العربة ثم اقتنيت سيارة وانتهيت بامتلاك محل للمفروشات كل ذلك كان بالمعاناة وعرق الجبين والسعي دوماً لإيجاد الأفضل.

هل أولادكم يحبّذون الغربة؟
أولادي متزوجون وعائلاتهم تسكن في البلدة. فهم مهاجرون من أجل العمل وهدفهم مثلي هو المحافظة على الأولاد ومنعهم من الانجراف خلف الثقافات الأخرى، وأنا عدت خصيصا لتزويج أولادي من البلد خوفاً عليهم من الارتباط بنساء أجانب.

السيد صدام ابو رافع: الهجرة نعمة ونقمة

صدام أبو رافع شاب عمد إلى تكوين ذاته في رحاب الوطن متسلحاً بالإرادة العليا، شعاره أن الوطن للجميع وأن الغنى ليس المال بل هو الاستقرار النفسي والهوية والحياة الأسرية السعيدة. سألناه:

كيف تنظرون إلى السفر؟
السفر هو مخرج أو متنفس للشباب عندما تأفل أمامهم السبل. والغربة على الرغم من المشقات والآلام التي تسببها باتت مكوناً أساسياً في اقتصاد الوطن. لكن لا يجب النظر إلى الهجرة على أنها نعمة فقط لأنها في الوقت

رئيس بلدية ينطا عن أثر الهجرة

الهجرة الواسعة أخرت سن الزواج والإنفاق أكثره على المنازل الفخمة

التقت مجلة “الضحى” رئيس بلدية ينطا نبيل الحلبي في حوار تناول تاريخ الهجرة في ينطا والآثار الاقتصادية والاجتماعية التي يرتها على البلدة وهنا نص الحوار:

ما هي دوافع الاغتراب في البلدة؟ضيق السبل المادية وصعوبة ايجاد فرص عمل والظروف الصعبة التي كان يعيشها أبناء هذه البلدة دفعتهم إلى الهجرة منذ القدم.

ما هو تأثير الحروب على الهجرة؟
الاوضاع المأسوية التي أرخت بظلالها على الوطن ككل خلال الحرب الأولى دفعت بالعديد من الشباب آنذاك إلى الهجرة، لكن صعوبة السفر في تلك الأيام أبقت على معدلات الهجرة منخفضة. لكن في مطلع 1950 أخذت معدلات الهجرة ترتفع نحو كندا وبلغت الذروة خلال الحرب الأهلية، حتى أصبح لدينا اليوم ما يقارب الـ 2000 مهاجر 90 في المئة منهم استقروا في كندا وتوزع الباقي على بلدان مختلفة.

كيف أثر الاغتراب على الروابط الأسرية؟
لا شك أن الغربة تؤثر على هذا الواقع حيث تأخر سن الزواج إلى ما بعد 30 عاما وارتفعت نسبة العزوبية لدى النساء وتزايدت حالات تزويج النساء إلى خارج البلدة.

ما هي طبيعة عمل المغتربين والمهن التي يأخذون بها؟
يعمل معظم مغتربي البلدة في التجارة وهناك آخرون استطاعوا اقتناء المطاعم لا سيما في ضواحي المدن والريف الكندي، كما برز العديد من أبناء البلدة على صعدٍ أخرى فهناك ثلاثة من ابناء البلدة كتّاب عدل على مستوى الجالية العربية والأستاذ صقر حسن العنيسي محامٍ لامع في الاستئناف.

هل هناك مساهمات من قبل المغتربين في الحياة الاقتصادية للبلدة؟
تلعب أموال المغتربين دوراً أساسياً وفعالاً في إنماء البلدة، وقد ساهمت تلك الأموال في تنفيذ مشاريع المياه والصرف الصحي وإقامة موقف في البلدة بالإضافة إلى إنشاء دار للمسنين.
كما تلعب أموال المغتربين دورا مهما في تحريك اقتصاد البلدة من خلال الأموال المرسلة إلى ذويهم. وخلال فصل الصيف يزداد عدد المغتربين في البلدة مما يخلق حركة اقتصادية جيدة . لكن مع الاسف لا توجد مشاريع تحد من البطالة في البلدة وإن كان هناك استثمار فهو غالبا ذو طابع فردي بينما ينفق الكثير من الأموال على تشييد المنازل الفخمة.

كيف ترون علاقة المغتربين بالبلدة؟
باختصار البلدة أصبحت مثل “الفندق” يأتي إليها المغتربون خلال فصل الصيف ويغادرونها في نهاية موسم العطلات، لكن يمكن القول أن المغتربين أصبحت لهم ثقافتهم وأجواءهم وإن كانوا يسعون جهدهم للحفاظ على علاقة عضوية بالوطن.

نفسه نقمة باعتبارها تفرغ الوطن من شبابه المتعلم والعامل بحيث أصبحت بعض القطاعات ولا سيما الزراعة تفتقر إلى العمال وتتأخر باستمرار

هل تعتبرون أن إنتاجكم اليوم جيد مقارنة مع ما يمكن أن تحققوه في الخارج؟
عرض علي العمل في الخارج وغادرت لبنان أشهراً عدة فوجدت أن الانسان عندما يطور عمله في وطنه ويكون مؤمناً به يستطيع أن يحقق نتائج افضل من النتائج التي يحققها في الخارج. أولاً المال ليس كل شيء وما النفع في أن تحصل على المال وتخسر عائلتك في ثقافةٍ مختلفة. وهل يستأهل ذلك المخاطرة بالنفس والعائلة وإن قست الظروف؟

هل يساهم المغتربون في اقتصاد البلدة؟
نعم، هناك مساهمات في الشأن العام وفي مد يد العون لمساعدة المحتاجين لكن لا يوجد مشروع يستطيع تخفيف البطالة أو ايجاد فرص عمل جديدة فكل الأعمال محض فردية.

رئيس بلدية ضهر الأحمر الاستاذ شوقي بحمد:

تعتبر ضهر الأحمر إحدى قرى راشيا المهمة والنابضة بالحياة. “الضحى” التقت رئيس البلدية الأستاذ شوقي بحمد في هذا الحوار:

كيف ساهم الاغتراب في هذه الحركة؟
يلعب المال الاغترابي دوراً مهماً في غياب الانتاج المحلي على الصعد الزراعي والصناعي، وغالباً ما تتجه تحويلات المغتربين نحو تشييد الأبنية وإنشاء المؤسسات التجارية أو الإنتاجية الفردية.

هل لهذه النشاطات دور في استيعاب البطالة؟
للأسف لا يوجد مؤسسات ضخمة قام بها المغتربون وتستوعب أعداداً من الموظفين بل بقي جل نشاطهم محصورا في مؤسسات فردية وبعض المصانع البسيطة.
وقد يكون الاستثناء المحلي هنا هو الاستثمار في قطاع التعليم الخاص، إذ نشأ عدد من المدارس الخاصة التي تساهم بشكل فعّال في توفير فرص العمل للشباب لكن معظم هذه المؤسسات استثمار محلي ولا تعود إلى مغتربين.

كيف أثّرت حركة الاغتراب في تنشيط سوق العقارات؟
المال الاغترابي لعب دورا مهما في تنشيط حركة العقار والبناء إذ تم استثمار جزء مهم من أموال المغتربين في شراء الأراضي وتشييد الأبنية التجارية والسكنية. لكن هذا الإقبال أدى من جهة ثانية إلى رفع أسعار العقارات بشكلٍ ملحوظ.

د. شوقي أبو لطيف عن الهجرة في عيحا

أصبحت قطاعاً اقتصادياً ولا حل من دون تنمية مستدامة

بلدة عيحا هي إحدى القرى الواقعة في سفوح جبل الشيخ، يقارب عدد سكانها الـ 3000 نسمة لكن ما يقارب الـ 30 في المئة منهم منتشرون في الاغتراب
يقول الدكتور شوقي أبو لطيف أن هجرة أهل ينطا بدأت نحو الأميركيتين الشمالية والجنوبية في مطلع القرن الماضي لكنها بلغت حدا في ما بعد قبل أن تشهد البلدة موجة جديدة من الهجرة بعد العام 1950، ثم خلال الحرب الأهلية التي اندلعت العام 1975. في تلك الفترة الصعبة سافر ما يقارب الـ 200 شاب إلى المملكة العربية السعودية لينتقلوا في ما بعد نحو كولومبيا والبرازيل وفنزويلا.وما زالت الهجرة في ينطا هجرة شبابية بالدرجة الأولى، وعلى الرغم من أن العديد منهم يعتقد أنه يهاجر للعمل ولكنه سرعان ما يركز أعماله في البلد ويكتشف أنه من الصعب عليه ترك أعماله والعودة، كما أن البعض الآخر يرى أولاده يتزوجون في تلك البلاد ويقيمون فيها وهؤلاء يرغبون عادة البقاء إلى جانب أولادهم

شرح الدكتور أبو لطيف مخاطر الاغتراب على العلاقة طويلة الأمد بالوطن بالقول أن هناك بعض المغتربين الذين يحرصون على العودة بأولادهم إلى رحاب الوطن من خلال إرسالهم للتعلم في الجامعات اللبنانية، وهم يعملون بصورة مستمرة على توثيق عرى التواصل مع الوطن وذلك عبر إرسال الأولاد بشكل مستمر إلى البلدة ليقضوا عطلة الصيف مثلا. لكن الاستمرار في الاغتراب وترك الأولاد ينهلون من ثقافة الغربة يعقدان مهمة الأهل الذين غالباً ما يخسرون الرهان ويعجزون عن تحقيق حلم العودة والاندماج مجدداً بالوطن
ويضيف أن الآثار السلبية للهجرة لم تقتصر على خسارة الرابط بالأهل والوطن بل تعدتها مع الأسف إلى الاقتصاد الزراعي الذي شكل أساس نمط عيش أهلنا والسبب الأهم لتمسكهم بالأرض. وقد ساهمت الهجرة إضافة إلى سعي الشباب للعمل الوظيفي إلى تدهور حالة الأراضي الزراعية وإهمال الكثير منها كما أدت إلى تراجع حجم الإنتاج الزراعي في القرية ومحيطها
على الرغم من ذلك يقول الدكتور شوقي أبو لطيف أن الهجرة باتت واقعاً أساسياً وجزءاً من مجتمعنا، بل هي أصبحت قطاعاً اقتصادياً أساسياً لا يقل في أهميته عن القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل الزراعة أو الصناعة أو الخدمات، لأن هذا القطاع يدعم الاقتصاد المحلي من خلال التحويلات المالية الكبيرة التي ترد من عالم الاغتراب، وهو يرى أن التخفيف من الهجرة وآثارها يكون عبر التنظير عن بعد بل يجب البحث في أسس التنمية المستدامة والبحث عن البديل وتأمين فرص حقيقية وأمل بالمستقبل للشباب في لبنان

الشيخ هائل القاضي: مناجل الغربة تحصد أولادنا

أحد قدامى مغتربي عين عطا حدثنا وقال أن الهجرة في البلدة شأنها شأن معظم الهجرات المماثلة. سفر وحلم بالعودة ثم غلبة المهجر ومتطلباته على آمال العودة. ويشير إلى أن معظم هجرة عين عطا بدأت في مطلع القرن الماضي إلى الأرجنتين والولايات المتحدة. وبالنظر لأن تلك البلاد بعيدة فإن تواصل المهاجرين الثقافي والعائلي يصبح صعباً، وهم لذلك يسلّمون بالأمر الواقع والقليل منهم عاد أدراجه نحو الوطن. ويضيف القول أن الهجرة عادت مجدداً في مطلع خمسينات القرن الماضي ولا سيما نحو البرازيل حيث كان من أوائل هؤلاء المغتربين محمد حسن خضر ومحمد سعيد القاضي.
ألفت هنا إلى أنه وفي مطلع العام 1960 هاجر من البلدة 60 شاباً في وقت كان عدد المنازل فيها ستين منزلاً أي أننا شهدنا هجرة شاب واحد على الأقل من كل منزل.

كيف كان واقع الهجرة خلال الحرب الأهلية؟
أثرت الحرب الأهلية كثيراً فتضاعف عدد المهاجرين بشكل ملحوظ ولاسيما نحو أوستراليا، حيث برز عدد من المهاجرين وفي طليعتهم أبناء الشيخ علي ريدان.
أحد مغتربي عين عطا قال الهجرة أصبحت مصيدة الشباب الناجح عندما يغترب الشباب ويؤسس عمل يقع فريسة اللاعودة فهو لا يستطيع التخلي عنه بل يصبح جزءاً منه فينقله إلى أولاده ليصبحوا ملزمين به.
وآخرون يفشلون فلا يحبذون العودة فتحصد مناجل الغربة أولادهم.

من هم أبرز مغتربي البلدة الذين ساهموا بشكل فعّال في إنمائها؟
لا نستطيع أن نحصر المساعدات باشخاصٍ محدودين لكن نستطيع القول بأن السيدين محمد حسن خضر وسليمان علي ريدان من اصحاب الأيادي البيضاء الذين ساهموا مساهمة فعّالة في انماء الشأن العام للبلدة من خلال ما أسدوه من خدمات إلى أبناء بلدتهم.

المغترب أياد أبو لطيف : الاغتراب سلاح ذو حدين

هل أثّر الاغتراب على العلاقة الأسرية؟
تزوجت ولم أرغب أن تغادر زوجتي فكونت أسرة في لبنان وكنت أزور البلد بشكل سنوي كي لا يشرب أولادي أجواء الغربة، والرغبة في المحافظة عليهم. واليوم قررت أن أبقى بشكل نهائي إلى جانب أسرتي كي لا أكسب المال وأخسر أسرتي.

كيف يساهم المغتربون في البلدة؟
يلعب المغتربون دوراً مهماً في تنشيط الحركة الاقتصادية من خلال الأموال التي يتم صرفها

لا سيما خلال فصل الصيف أو الأموال المرسلة إلى ذويهم.

المغترب فوزي كمال الحاج: إقبال على العقار

أولادي لا يحبذون العودة لغياب الإستقرارين الأمني والسياسي في البلد وعدم قدرتهم على التكيف مع هذا الواقع المرير لا سيما المحسوبية.
المشكلة مع ذلك ليست في الهجرة وحدها بل في تحول الشباب نحو الوظائف الحكومية والخاصة أو العمل التجاري وتراجع المساحات المستثمرة زراعياً وكذلك تربية المواشي التي ضعفت بشكل كبير ولاسيما في السنوات العشر الأخيرة.
في المقابل نرى أن المال الاغترابي اتجه نحو سوق العقارات في منطقة راشيا بشكل ملحوظ سواء على سبيل الاستثمار أو بهدف بناء المنازل الخاصة أو إنشاء الأبنية المعدة للتأجير والاستثمار التجاري.

صوت مواطن رفض الاغتراب
سامر سيف الدين: الثبات إنجاز أهم من الهجرة

الأستاذ سامر سيف الدين مدرس شق طريقه منفرداً بعيداً عن الغربة على الرغم من العروض التي قدمت له للعمل في الخارج فكان أن ارتضى العمل براتب في البلد وعدم الإغتراب براتبٍ يعادل 3 أضعاف راتبه. سألناه:

ما الدافع وراء بقائكم في ينطا على الرغم من هذا العدد الهائل من الذين هاجروا؟
دفعني أولا حب الوطن والإيمان بأن من الممكن لأي شخص يجتهد أن يجد فرصة عمل في بلده. كنت كلما راودتني فكرة السفر أسترجع أيام صباي وصور البيوت ورائحة الصعتر والزيتون وجمال جبل حرمون فأعدل وأقرر الثبات في الأرض.

ما هو واقعكم اليوم وماذا حققتم؟
أستطيع القول إنني حققت في بلدي ما عجز الكثيرون عن تحقيقه في الخارج وبثمن الغرفة وشقاء الانسلاخ عن الجذور. لقد حقق البقاء ومقومة فكرة الهجرة جزءاً من طموحي بالإضافة إلى اكتسابي مهنة التعليم الممتعة وهي مهنة تمكنك فعلا من تخريج الرجال التي تعتبر مصنع الأجيال وخزان الوطن، كما أنني أصبحت مدرباً في المركز الثقافي البريطاني.

ما الذي تعتبرونه أبرز انجازاتكم ؟
الانجاز الأكبر في نظري كان البقاء في الوطن وتدبر شؤوني في وطني، فضلاً عن ذلك فإنني حزت على عدد من الجوائز في العالم العربي بما في ذلك الحصول على المركز الثالث في سلطنة عمان أمام ما يزيد على 200 أستاذ من 18 دولة عربية.

بماذا تنصحون الشباب؟
أنصح الشباب بأن يتحلوا بالصبر والنفس الطويل وأؤكد لهم أن الوطن قادر على حضن الجميع ولكن لا بدّ من بعض التضحيات وعدم استعجال النتيجة.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading