الأحد, آذار 9, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأحد, آذار 9, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

قرية حوط جبل العرب

قرية حوط جبل العرب

أحبهــــــــــا الأميـــــــــــر عــــــادل أرســـــــــــلان
وأنــــــــس بأهـلها وذكرهــــــا في شعــــــره

قدمت 24 شهيداً في الثورة السورية الكبرى
و16 من عسكرييها سقطوا منذ العام 2011

مضافة لال الصالح في قرية حوط
مضافة لال الصالح في قرية حوط

الوظيفة مصدر أول للعيش والزراعة دخل إضافي
.وتحويلات الاغتراب تخفف ثقل الأزمة المعيشية

غنية بالآثار النبطية والرومانية والمملوكية
وبنو معروف بدأوا بتعميرها في العام 1840

أول ما يشدّ انتباهك لدى وصولك إلى قرية “حوط” الواقعة إلى الجنوب من مدينة السويداء بحوالي 28 كم عمرانها القديم المتداخل مع آثارها التي تشهد على قصة حضارات تعاقبت على المنطقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
ويشير الباحث في آثار المنطقة توفيق الصفدي إلى أن قرية “حوط” تقع في أرض بركانية محجرة بين وادي الزعاترة جنوباً ووادي البردية شمالاً وتخترقها قناة “السيد” إلى جوار طريق صلخد- بصرى القديم. وتعتبر قرية نبطية قديمة ازدهرت زمن المماليك بين عامي 1073-1186 ميلادية حيث عثر فيها على تمثال أسد يعود للعصر الملوكي بالإضافة إلى مقبرة نبطية قديمة ومذبح لا يزال بابه الحجري موجوداً وهو قائم إلى الشرق من بركة ماء كبيرة لا تزال جدرانها قائمة.
وتضم القرية آثاراً تعود لعهود مختلفة من الرومان والأنباط والبيزنطيين والغساسنة وصولاً إلى العرب المسلمين، ومن آثارها المهمة منازل من الحجر البازلتي المنحوت إلى جانب العديد من اللقى الأثرية المهمة التي تشهد بأن القرية ازدهرت في العصور الماضية غير إنها تعرضت في ما بعد للتخريب إلى أن تمت إعادة إعمارها ابتداء من العام 1840.

جغرافيا القرية
تقع قرية حوط على ارتفاع أقصاه 1118 م فوق سطح البحر على السفح الجنوبي الغربي لجبل العرب في جنوب سورية، فوق هضبة تميل إلى الغرب، ذات منشأ بركاني وَعِر، كثيرة الحجارة والصخور، وقد نجح بُناتها الأقدمون من العرب الأنباط في استصلاح مساحات من تلك الأرض وتأهيلها للزّراعة والتّشجير، وأحاطوا تلك البقاع المستصلحة بحيطان من الحجارة والصّخور التي قاموا بتنظيف التربة منها بهدف استزراع الأرض، ولعلّ اسم القرية “حوط” مشتقّ من الفعل العربي”حاطَ”، ويفيد الحفظ والصّون ومنه “حَوّط الساحة أي: بنى حولها حائطاً1 وهناك اجتهادات وتفسيرات أُخرى، لكنّ هذا يبدو الأقرب لحقيقة اسم القرية موضوع بحثنا.
وتبعد حوط إلى الجنوب من مدينة القريّا بنحو ستة كيلومترات، وعن السويداء عاصمة الجبل بـ 28 كلم. يحدّها من الغرب قريتا بكّا وذيبين، ومن الجنوب أمّ الرّمان، ولجهة الشرق الرّافقة والمنيذرة ولجهة الشمال القريّا ونمرة.

في شعر الأمير عادل
ربطت بين الأمير عادل أرسلان وآل العبد الله صداقة وطيدة وخاصّة مع رشيد العبدالله، ويروي المعمرون طرائف ومزحات لطيفة متبادلة بين الرّجلين، وذكر الأمير قرية حوطَ في شعره عندما افتخر بقومه بني معروف قائلاً:
وحــــــوليَ من قحطانَ قومٌ رَمَتْ بهــم
إلــــــى فَلــــــَوات النّبـــــــــك عِتــــــــْرةُ عــــــدنــــــــــــــــــــــــــــانِ
بقيّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة أبـطــــــــــــــــــالٍ لَـــــــــــــــــــــــــــــــوَ أنّ زمـــــــــــــــــــــانـــهم
تقـــــــــــــــــدّمَ لـــــــــــــــــم تســــــــــــــــمع بـعبـــسٍ وذبـــيــــــــــــــــــــــانِ
قـــرأت لــــــــــــــــــــهم شـعــــــــــــــــــرَ الزّرْكِــــــــــــــــــليِّ فيهـــــــم
فهـــــــــــــــــــزّ بهــــــــــــــــــــــــــــــم من نَـجـدةٍ أيَّ أغصـــــــــــــــــــان
وهَمُّـــــــــــــــــــــوا فَلـــولا حِــكمــــــــــــــــــةٌ لا أذيـــعــــــــــــــــــــها
سمعتَ الوغى مابين حــــــــــوطٍ وعرمانِ

قرية نبطية الأصل
وفي مخطوطة لدى محمد متعب العبدالله ــ أحد مواطنيّ حوط ــ ما يفيد أنّها قرية نبطيّة أصلاً، وقد عثر في العديد من بيوتها على زخارف ونقوش وكتابات يونانيّة وشواهد قبور قديمة تعود لتلك العصور البعيدة، كما ازدهرت في العهدين الأيوبيّ والمملوكيّ، ولعلّ هذا يعود إلى موقعها على الطريق القديمة بين بصرى ــ صلخد التي تتصل بالعراق، وطريق قوافل شبه الجزيرة العربيّة جنوباً والشام شمالاً.
وعلى هذا، فإنّ العمران الأوّل في حوط يعود إلى عصور الأنباط الذين سبقوا الرومان في إعمار المنطقة، وهناك آثار تدلّ على ذلك ومنها تماثيل لحيوانات وبقايا تماثيل لآلهة وبقايا دور وجدران ومغاور وبرك تعود لأكثر من ألفي عام.
المنازل الأولى القديمة في حوط مُشادة من الحجر البازلتيّ المنحوت، وفيها “بقايا معبد نبطي حُوِّل إلى كنيسة ومن ثمّ إلى مسجد”.
يقول باحث الآثار علي أبو عسّاف في حوط:” قرية نبطيّة اكتسبت أهميّة في عصر المماليك 1073ــ 1186م حيث وُجِد فيها تمثال الأسد المملوكي وكان على الأرجح في مخفر إضافة إلى بركة ماء وبقايا بيوت”2 .
وتمتدّ أراضي القرية بين وادي الزّعاترة إلى الجنوب منها ووادي البَرْدِيّة شمالها وتعبر أراضيها القناة المنسوبة للشيخ سعيد الأطرش التي كانت تزوّد قريتي ذيبين وبكّا بالماء المستجرّ من أعالي الجبل قبل أن تنجح الدّولة السورية بتأمين المياه لحواضر الجبل من الآبار الجوفيّة.

آثار مملوكية
هذا ولم تُدرَس القرية دراسة آثارية جادّة بعد، غير إنّ القسم الأوسط منها غنيّ بالآثار التي تظهر بين الحين والآخر حيث ظهر في الجانب الشرقي منها تمثالان لأسدين مملوكيّين أحدهما محفوظ في بيت محمد بن اللواء المرحوم متعب العبدالله. وفي بيت السيّد حسن خيزران أبو الحسن كتابة تعود إلى العصر البيزنطي، ومن الدّور الغنيّة بالآثار دار ورثة المرحوم سالم الصالح ودار صياح رشيد العبدالله ودار ورثة آل وهبة وغيرها..
كان التحضّر قد تراجع في معظم ديار جبل حوران في العهد العثماني، وأصبحت البلاد مراعي ومرتعاً لغزوات البدو وعندما زار الجبل الرحّالة السويسري بركهاردت، المكلّف من بريطانيا باستكشاف البلاد عام 1810 كانت حوط وسائر قرى المقرن القبلي من الجبل والواقعة إلى الجنوب من القريّا وشرقها خراباً لا سكّان فيها، ولا ننسى في هذا المجال تأثير الجفاف الدّوري الذي لم يضرب البلاد بين عام وآخر، ولكن النّزاعات الحزبية ــ الاجتماعية بين الزّعامات الدرزيّة الإقطاعية في جبل لبنان التي أضرّت بالموحّدين الدروز، بالإضافة إلى ضغط المارونيّة السياسية المتحالفة مع فرنسا والشهابيين الذين ورثوا الإمارة المعنية، كلّ ذلك دفع بموجات متوالية من بني معروف للجوء إلى جبل حوران.

مورج لدرس المحصول
مورج لدرس المحصول

قدوم بني معروف إلى حوط
وفي مرويّات آل العبدالله أنّ أوّل من سكن قرية حوط وكانت خربة قبيل عام 1840 كان “الشيخ قاسم بن حسين بن عبدالله بن علم الدين معن بن نعمة الله” مع أولاده الثلاثة حمد وحامد ومصطفى، قادمين إليها من بلدة القريّا التي كانت معقلاً لإسماعيل الأطرش وآله، في تلك الفترة من الزمن، وإلى هذا يشير الأمير متعب الأطرش وهو حفيد الشيخ إسماعيل مؤسس مجد الأطارشة في الجبل في مخطوطة مذكّراته ص27 فيقول إنّ جدّه إسماعيل أعطى قريبه قاسم العبدالله قرية حوط والذي من ذرّيته آل العبدالله..”، ولكنّ خلافاً نشأ بين الرّجلين إسماعيل وقاسم حول حق وِرْد الماء على مطخي حوط وبركتها، فقد أراد إسماعيل أن ترد مواشيه على مناهل حوط ورفض قاسم ذلك، وقد تمت التّسوية بين الرّجلين على وضع حد التملّك والرّعي شمال قرية حوط في موقع الكدنة بين حوط والقريا ويبقى حق الاستثمار في الرعي والمياه داخل الحد المتفق عليه من حق قاسم العبدالله وساكني حوط. كان آل العبدالله من النازحين من بلدة بقعسم في إقليم جبل الشيخ وقبلها كانوا قد نزحوا من جنوب جبل لبنان، ويذكر الرّاوية نايف الصالح أنّ الناس قد اصطلحوا في ذلك الوقت أن يعرّفوا بأولاد الشيخ قاسم العبدالله بأنّ ولده الأكبر حمد همّته وهمّه في الحرب والسّيف، وحامد في السياسة والمجتمع، ومصطفى للعناية بالرّزق.
في ذلك الزّمن كان السكّان الدروز الذين اعتمدوا التحضّر والزّراعة نمط حياة لهم في مواجهة حياة البداوة التي كانت تعتمد على نمطي الرّعي والغزو كمورد لعيشهم، بحاجة ماسّة الى توطيد وجودهم في جبل حوران، ولم تكن علاقة آل العبدالله قد انقطعت مع المنطقة التي نزحوا منها في بقعسم، إذ كانت لهم دار وممتلكات تشدهم إليها، ولكنهم نزحوا منها بتأثير ملاحقات الأمير بشير الشهابي الثاني لهم ولأقربائهم آل عبد الغفّار الأطارشة في العقدين الأولين من القرن التاسع عشر.
في زيارة مصطفى لدياره الأولى في بقعسم مرّ بقرية خربة السّودا التي يقطنها أحمد الصالح خال أبيه قاسم، فنزل ضيفاً عليه، وجد عنده ستّة أبناء، فسأله:
ماذا يعمل أبناؤك يا خال؟
ــ كما ترى رعاة ماعز وحراثة ومن ثمّ بطالة..
ولما كان بنو معروف حديثي عهد بالتوطّن في قرى المقرن القبلي وكانوا بحاجة الى الرّجال لتأكيد وجودهم وتوطيد التّحضّر والزراعة في مواطنهم الجديدة، فقد قال مصطفى للخال:
ــ أعطني اثنين من أولادك.
فـأعطاه الخال ولديه بهاء الدين ومحمود وكانا يافعين.
ومن مرويات نايف الصّالح الطّريفة أنّ مصطفى أركب الولدين؛ بهاء ومحمود على جمل من قافلته، وقاد بهما وهو على ظهر فرسه، ولمّا تعب الولدان من ركوب الجمل مع طول الطريق من إقليم جبل الشيخ إلى جبل حوران، فقد خشي مصطفى أن ينعسا على ظهر الجمل ويسقطا أرضاً، لذا أنزل كلاًّ منهما في عديلة من العديلتين المتقابلتين على ظهر الجمل ليأمن عليهما، وليغفوا بعدها بأمان.

توسع الوجود المعروفي
وفي حوط عمل الفَتَيان في رعي الخيل والجمال عند ابن عمتهم الشيخ قاسم وأبنائه. وكبرا، فَحَنّا إلى موطنهما السّابق في خربة السّودا فعادا إليها، ولكنّهما قَتَلا رجلاً على أثر نزاع عائلي من آل طليعة، فأُجلي بهاء الدين من القرية، وتبعه شرف الدين وهبة، وقصد الرجلان حوط تجنباً للثارات. كان قاسم قد توفّي، وكان ابنه الثاني حامد رجلاً ذا دهاء وحنكة سياسيّة أكثر من أخيه حمد الذي كان رجل حرب وقتال يلقبونه بالسّبع الأحول، فاعتمد حامد عليهما وجرت بينه وبينهما علاقات مصاهرة ونمت أسرتان جديدتان من آل الصالح وآل وهبة في حوط، أمّا بهاء الدين الصالح فقد عمّر نحو مئة سنة وتوفّي نحو عام 1926 وبناء عليه يكون قدومه الأوّل إلى حوط نحو عام 1840 أو ما بعدها بقليل.
بالإضافة إلى آل العبدالله وآل الصالح وآل وهبة، فقد قدم إلى حوط من القريّا آل أبو طافش، وهؤلاء أصلاً من آل أبو شقرا في جبل لبنان، نزحوا من بلدة عمّاطور نحو أوائل النّصف الأوّل من القرن التاسع عشر إلى شمال فلسطين وهم من جب جزّان أبو شقرا، (ومن هذه الأسرة كان الثائر أحمد طافش الذي قاد ثورة في شمال فلسطين ضد الإنكليز واستشهد على أثر المواجهات الحربية عام 1929) وقد انتقل بعض أفراد من هذه الأسرة إلى جبل حوران ونزلوا في القريّا زمن الشيخ إسماعيل الأطرش في منتصف ذلك القرن. ومن عائلات حوط آل المصفي، وآل الشمعة وآل سريّ الدين وآل جابر وآل ملاّك وآل النّجم الذين هم أصلاً من آل عمار من جبل لبنان، وآل مداح من راشيّا وآل اسكندر وأبو دقّة وهم يلتقون بجمهرة آل الأطرش، وآل خيزران والخطيب وهم متفرّعون من آل أبي الحسن المتنيين، وآل الصفدي النازحون من شمال فلسطين، وآل الوزير قدموا من قضاء عاليه، وآل شرّوف من حاصبيّا وفي القرية بضعة أسر بدوية من عشيرة الشّنابلة.

الأمير عادل أرسلان زارها مرارا وأحبها ومدحها شعرا
الأمير عادل أرسلان زارها مرارا وأحبها ومدحها شعرا

شهداء الثورة السوريّة الكبرى
في أهالي قرية حوط يقول الشّيخ صالح عمار أبو الحسن وهو الشاعر الشعبي للثّورة السوريّة الكبرى 1925ــ 1927، في ص 14 من ديوانه:
في حوط ينبوع الذكا وبحر العــــــــلوم
أهـل السخا والمرجلي وفيها قــــــــــــــــــــــــــــروم3
مثل الشمس مـــــن حين يبدي ضَوّها
من نورها تغيب الكواكـــــــب والنّجوم
يذكر أسماء شهداء قرية حوط وهم: عبدالله العبدالله، وولده حسين وخلف وقاسم العبدالله، وحسن خيزران وحسين وحسن الخطيب وعقاب وعسّاف ومحمد وطافش أبوطافش، وحسن وهايل وكايد وزيدان وحسين وهبة وحسن وسليمان العزقي سريّ الدين وحسن الصالح ومحمد وزير ومحمد ويوسف الشمعة وسلمان وقاسم وفارس مداح وعبدالله النجم عمار وحسن شلهوب الأحمديّة.

الزّراعة في حوط
اعتمد السكان الأوائل لحوط من بني معروف على الزّراعة واستمروا على هذا النمط من الكد والعيش أجيالاً طويلة، لكنهم اتجهوا بعد ذلك، خصوصاً بعد الاستقلال، للاعتماد على الوظائف الحكومية ومنها الجيش وهذا ما يفسّر وفرة عدد الشّهداء (16 شهيداً) من شبان القرية المتطوّعين في الجيش خلال الأزمة السّورية بين 2011 و2017.
وفي الوقت الحالي فإنّ غالبيّة العاملين في الزّراعة هم من الكهول المتبقّين في القرية أو من الموظفين الذين يتّخذون من الزراعة مورداً إضافياً يدعمون به مداخيلهم التي تآكلها الغلاء في سنوات الأزمة السّورية السبع المنصرمة، وهؤلاء يعتمدون على ما تجود به السّماء من مطر وثلوج تتذبذب كميّاتها من عام لآخر، فيزرعون الزّيتون والكرمة والتين واللوزيّات، لكنّ كل تلك الجهود تبقى في إطار الزّراعة المعيشية التي لا تكاد توفّر أكثر من المؤونة الضّروريّة للعيش. ويضاف إلى ذلك تربية المواشي من أغنام وماعز وأبقار حلوب، ولكنّ هجرة العمالة إلى الخارج وخاصة دول الخليج تشكّل مورداً هامّاً للعيش والعمران في القرية وهو الأمر الذي يوفّر قدراً من البحبوحة المؤقّتة لأسر المغتربين.

معلومات وإحصاءات
تمتد حوط على مساحة 12,735 هكتار، مساحة المستثمر منها حالياً نحو 4,369 هكتار بسبب وعورة الأرض، غير إنّه يمكن زيادة تلك المساحة بفضل التكنولوجيا الحديثة.
زراعة الحبوب وهي زراعة بعليّة: المزروع قمحاً 1500 دونم، ثمّ 1200 دونم حمّص، ومثلها للشّعير، وهناك زراعة بقوليّات محدودة.
الأشجار المثمرة: الزّيتون يشغل الزّيتون مساحة 264 دونماً، والكرمة 201 دونم، والتّين 102 دونم، واللّوز 30 دونماً.
وهناك زراعة لبعض الأشجار المثمرة تعتمد السّقي على بئر ارتوازية قامت الدّولة بحفرها لصالح القرية، ومن هذه الزراعات الفستق الحلبي (40 دونماً) والتّوت (4 دونمات)، والجوز ( دونمان).
وفي الحدائق المنزليّة ضمن المخطط التنظيمي للقرية يزرع المواطنون أشجاراً يروونها من شبكة مياه المنازل، منها 50 شجرة توت تعطي الواحدة منها نحو 200 كلغ، و 1,000 شجرة فستق حلبي تعطي المثمرة منها نحو 10 كلغ.
أمّا في داخل القرية فهناك 60 هكتاراً من الأراض غير القابلة للزراعة لكونها: أبنية ومرافق عامّة ومدارس ضمن المخطط التنظيمي البالغة مساحته 280 هكتاراً، والباقي عبارة عن حدائق منزليّة.
يضاف إلى ذلك 2,000 هكتار هي حرج صناعي.
ويوجد في القرية خمسة جرارات بالإضافة إلى 30 فرّامة (محراث صغير).

الثروة الحيوانية
يعتمد مزارعو حوط على تربية الأغنام (1,500 رأس) والماعز ( 462 رأساً) وتتم تربيتها بالتّعاون مع رعاة من البدو، غير إنّ أحد شبّان القرية العصاميّين (هو السيّد شاكر أبو طافش) أقدم على تربية الأغنام معتمداً على مبادرته ونشاطه، وحقق نجاحاً في عمله وأرباحاً مجزية. وأما تربية الأبقار الحلوبة التي عملت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة على إنتاج الأنواع المحسّنة منها، فيبلغ عددها في القرية 73 بقرة، منها 53 حلوبة، تَحلب كلٌّ منها ما متوسطه 7 أرطال يومياً لمدة 9 شهور من السّنة. ويبلغ ثمن البقرة المنتجة نحو 1,000$ وربّما يزيد على ذلك. وهناك مزرعة في خراج القرية تتضمن 50 جملاً، وفي بعض البيوت يقتنون البطّ والأوز بأعداد قليلة.

المخطّط التنظيمي والخدمات
تبلغ مساحة المخطّط التنظيمي لـ “حوط” 280 هكتاراً، وأطوال شوارعها المعبّدة نحو 10 كلم، وتتبع حوط لبلديّة مدينة القريّا، وتتوفّر فيها خدمات الشوارع المعبّدة والماء والكهرباء والهاتف والإنترنت، وفي البلدة محلّات ميني ماركت ومحلات تجارية أو محلات للخدمات الحديثة مثل الهاتف وكذلك محلات لمهن مختلفة.
الخدمات التّربوية/ التعليمية والطبيّة: في القرية مدرسة ابتدائية ذكور/ إناث، باسم الشّهيد علي النّجم عمار، ومدرسة إعدادية ذكور/ إناث باسم الشهيد فيصل الصالح. ومباني المدرستين ملك لوزارة التربية، كما توجد روضة أطفال تتبع للاتحاد النّسائي.
وفي القرية جمعية تعاونيّة رابحة، باسم “جمعيّة النقل” ساهمت بشراء باص عمومي يؤمن النقل اليومي للمنتقلين من حوط إلى السويداء بدواعي الوظيفة أو قضاء الحاجات اليومية لمواطني القرية، كما توجد جمعيّة تعاونية فلاّحية تؤمّن للفلاحين القروض والبذار والأسمدة والأعلاف لمواشيهم بأسعار معتدلة ومدعومة.

موقع حوط في محافظة السويداء بين القريّا وصلخد ونمرة وبكّا

محطّة البحوث العلميّة الزراعيّة
عمدت وزارة الزّراعة السوريّة إلى إحداث محطّة للبحوث العلميّة الزراعيّة بمساحة تزيد على 300 دونم في المجال الزراعي للقرية، وعلى مسافة نحو خمسمائة متر منها بهدف تطوير زراعة المحاصيل الحقليّة في منطقة الاستقرار الثالثة والرابعة في المنطقة الجنوبية من محافظة السّويداء، وهي محاصيل القمح والشعير وأصنافها، وتنشئة الملائم منها لظروف المنطقة، بالإضافة إلى البقوليّات من حمّص وعدس وجلبان وباقية، واختيار الأصناف المتفوّقة منها لزرعها في البيئة بحيث تتمّ دراسة التّربة والوسائل المناسبة لتحسين مواصفاتها الفيزيائية والكيميائيّة، ووقاية النباتات والأشجار المزروعة من الأمراض والحشرات الضارّة بها، ومن مهامّها احتساب احتياجات التربة للماء، وتقدير مدى خصوبتها. وكذلك العمل على اختبار أفضل أنواع المحاصيل الزّيتيّة كالسمسم وفول الصويا لزرعها في المنطقة وبالإضافة لذلك تُجرى الدراسة على تطوير وتحسين زراعة الزّيتون والفستق الحلبي واللّوز والتّين والدرّاق، كما يُعنى العاملون في المحطّة بإجراء تجارب على تحسين زراعة الشمّام والخسّ والثوم والبطاطا والكوسا والفليفلة ووضع خلاصة تجاربهم في خدمة المزارعين في سائر المنطقة موضوع الدراسة لا في قرية حوط وحدها، ويتم تزويد المحطّة بالماء بواسطة بئر ارتوازية على عمق نحو خمسمائة متر لتأمين احتياجاتها.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي