لم تُبحث قرية «ولغا» بحثاً آثارياً جدّيّاً بعد، ويذكرها الباحث الآثاري الدكتور علي أبو عساف في كتابه الآثار في جبل حوران ص (170) على أنّها قرية قديمة حولها ينابيع ماء غزيرة تتجمع بيوتها القديمة فوق تلّة صغيرة وحولها عدّة خرب قديمة..
تبعد ولغا عن السويداء مسافة 5 كلم، إلى الشمال الغربي منها، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 886 م، ويشير اسماعيل متعب نصر في كتابه «السويداء بين الزمان والمكان» إلى أنها تتضمن آثاراً تعود إلى عهود الأنباط والرومان والبيزنطيين بقيت منها في القرية الأثرية القديمة مجموعة مبان متهدمة مُكوّمة فوق بعضها البعض ومحاطة بسور لاتزال آثاره ماثلة في الجهة الجنوبية الغربية من القرية، أمّا العمران الحديث فقد انتشر بكافة الجهات وخاصة على جانبي الطريق العام الذي يصل بين السويداء وإزرع في محافظة درعا، وتكاد ولغا أن تتصل بعمرانها الحديث بمدينة السويداء الأمر الذي يتسبب بارتفاع أسعار أراضيها بشكل كبير.
أمّا فيما يتعلق باسم القرية «ولغا» فالأرجح أن الاسم عربي، ومعناه الدَّلو الصغيرة، كناية عن كونها قرية صغيرة جوار السويداء (المنجد في اللغة والأعلام، ط 17، ص 918). وهناك من يؤسطر في الرواية، فينسب الاسم إلى أولغا، ملكة سيع في العهد الهلليني أو الروماني (الهيلّيني بين 333 و 64 قبل الميلاد، والروماني بين 64 ق. م، وحتى636 ميلادية)…
ويحد القرية من جهة الغرب أراضي بلدة المزرعة (السَّجن سابقاً) والثّعلة، ومن الشرق السويداء وعتيل وريمة حازم ومن الشمال ريمة حازم والمجدل ومن الجنوب السويداء
وأول من توطن ولغا من العائلات الدرزية كان آل الحمدان في طريق توسعهم من نجران إلى السويداء في فترة القرن الثامن عشر..
وتتابع قدوم العائلات الدرزية إليها بتأثير ما يدعوه المؤرخ محمّد كرد علي من انسيال الدروز إلى جبل حوران (خطط الشام جزء3 ص 101ـ102)، وذلك بسبب التمييز الديني بين المواطنين، وفساد الإدارة العثمانية، وإهمالها للنزاعات الداخلية والسياسية في جبل لبنان، بالإضافة إلى القادمين من ديار حلب وصفد من شمال فلسطين، ومن دروز غوطة دمشق للأسباب ذاتها….
ومن العائلات التي قطنت ولغا إلى جانب آل أبو عسّاف آل الزّعر وآل عامر وآل المحيثاوي والكفيري وزهر الدين ومزهر وبريك والجردي ودرغم والغضبان وأبو سرحان والريشة وكنج والعاقل وقطيني والحكيم وتقي وعائلات أخرى وافدة…
الأزمة السورية كادت أن تضاعف عدد سكان ولغا
مع نشوب الأزمة السورية لجأتْ إلى ولغا 450 أسرة وافدة من درعا في الجوار وريف دمشق وغيره من المحافظات السورية، وكان ذلك في الفترة بين عامي 2011 و 2014 أما الآن فقد غادرت تلك الأُسر إلى أماكن متفرقة، وقد رتّب هذا في حينه ضغطاً على الخدمات والمساعدات في حينه، غير أن بعض الأسر لم تزل باقية في القرية.
ويبلغ عدد سكان ولغا 2400 نسمة حالياً يعملون بالزراعة ووظائف الدولة التي لم تعد تفي بحاجات الأسر لذا فإنّ الكثيرين من أرباب الأسر والشبان يعملون في أكثر من عمل ومهنة لتوفير الحاجات الدنيا لأسرهم…
آل أبو عساف القادمون من نيحا الشوف في لبنان ومشقة التنقلات عبر قرى الجبل
يذكر يحيى حسين عمار صاحب كتاب «الأصول والأنساب» ج1 ص 20، أن أصل هذه الأسرة يعود إلى قبيلة بني تميم العربية وعلى أثر الفتح العربي ارتحلوا إلى العراق وفيما بعد استقر أجدادهم في كفتين من جبل السماق شمال غرب سورية، وفي حدود العام 1550 انتقلوا إلى جبل لبنان ليستقر بهم المقام في نيحا الشوف، ويؤكد الدكتور رياض غنّام في ص 50 من كتابه «نيحا الشوف» ما ذكره الباحث يحيى حسين عمار..
وفي كتاب الدكتور علي أبو عساف «من أوراق الشيخين فهد وسلمان أبو عساف» ص 13 ما يشير إلى أن نابليون بونابرت عندما قدم لحصار عكا عام 1799 «وجّه نداءات إلى الجبليين وإلى الأمير بشير للانضمام إليه مع وعد بتحرير سورية من طاغيتها العثماني «أحمد باشا الجزار» وكان في عهدة الشيخ حمد شاهين أبو عساف (المتوفّى عام 1915) رسالة من بونابرت كانت قد أرسلت إلى الشيخ حسين أبو عساف …» وهذا جد الأسرة التي انتقلت إلى جبل حوران فيما بعد، وكان يعمل رئيس جباة في صفد، وأن تلك الرسالة عُرضت على المربّي بولص هاشم في السويداء للاطلاع عليها غير أنها فُقدت بين أوراق كتب بولص هاشم، ويذكر آخرون أنها اختفت على يد شخص ما من الأسرة ذاتها.
أمّا الجزار فإنّه بعد نجاحه في كسر حصار بونابرت لعكا بمساعدة الأسطول البريطاني فقد «قسا على الشهابيين والزعماء الذين تلقَّوا رسائل من بونابرت وطاردهم ففرّ زعماء آل أبي عساف إلى بلدة الكفير في منطقة حاصبيّا وقرية شويّا ومنها انتقلوا إلى بيت جن حيث كانت مزرعة بيت جن من أملاكهم، وبعدها انتقلوا إلى جبل حوران تاركين بعضاً من أقاربهم في بيت جن» (وقد تحول هؤلاء فيما بعد بتأثير الضغط العثماني على الأقليات غير السنية من سكان السهول والمناطق القريبة من العواصم إلى مذهب السنة) ولم تزل علاقاتهم الوديّة متواصلة معهم لتاريخه.في زمننا هذا.
من المرجَّح أن انتقال أسرة الشيخ حسين بن يوسف أبو عساف مع والده وأقاربه إلى جبل حوران كان في مطلع القرن التاسع عشر، نحو عام 1810 .على حد تعبير الدكتور الباحث علي أبو عساف، وقد تنقّلوا بين عدة قرى في شمال الجبل آنذاك إذ سكنوا بالتتابع في قُرى خلخلة ونمرة والهيت، وعندما كان الشيخ حسين في الهيت قصده سكان قرية شقا القلائل يشكون من تعديات القبائل البدوية على محاصيلهم أثناء عبورهم من البادية غرباً باتجاه سهل حوران في موسم الحصاد، وطلبوا منه الانتقال إلى شقّا لدعمهم، فوافق، وحين حلّ موعد قدوم البدو اتّفق الشيخ حسين مع قاطني القرية القلائل أن يرفعوا المحادل الحجرية على سطوح المنازل ويغطوها بملابس رجال وينشروا المفروشات والأمتعة فوق الحيطان لإيهام البدو بكثرة ساكني القرية، وأرسل أحد رجاله ليبلغ شيخ البدو أن شيخ القرية حسين أبو عساف يناشدكم بالله أن تغادروا ولا تؤذوا مزروعاتنا، وإلاّ فالعَتب مرفوع، والقتال بيننا وبينكم، وتكونوا أنتم جنيتم على أنفسكم. وبنتيجة ذلك، عمل شيخ القبيلة على تجنب الشر مع سكان شقا، مستجيباً لطلب الشيخ أبو عساف.
ولكن الأمور لم تجرِ على ما يرام في كل المناسبات، إذ إنّ زوجة الشيخ أبو عساف التي كانت ترضع طفلها سمعت ذات ليلة صوت محاولة غرباء يحركون مزلاج البوابة الخارجية لدارتهم، وصريراً يرافق ذلك، فأيقظت زوجها الذي هبّ من نومه مستلّاً سيفه الذي كان يوسّده إلى جانبه، وانطلق باتجاه بوابة الدار فأهوى بسيفه على حافة البوبة عند موقع المزلاج الذي انفتح قليلاً مع رؤوس أصابع يد لص خلف الباب تمتد من جهة الخارج فقطع رؤوس بعض الأصابع الممسكة بحافة الباب، وعند بزوغ الفجر أعلم الشيخ عشرة من رجاله فاقتفوا آثار الدم النازف إلى أن وصلوا إلى مغارة في تل «فارة» بأرض قرية الجنينة شمال شقا، فقام الشيخ حسين بمناورة ذكيّة إذ أمر رفاقه بصوت عال منادياً كلّاً باسمه أن يأخذ مكانه إلى اليسار أو اليمين مع رجاله فظنّ المختبئون في المغارة أنهم محاصرون من قبل عدد كبير من الرجال، وحينها نادى مَن في داخل المغارة أن يخرجوا مُكَتّفين ومن يخرج غير مكتوف الأيدي يقطع رأسه، فخرج أربعة عشر رجلاً كان آخرهم أسود البشرة قوي البنية وقد ظهرت الإصابة على كفه التي نالتها ضربة السيف عند البوابة فقطع الشيخ رأسه في الحال…
وتذكر الباحثة الألمانية بريجيت شيبلر ص 49 من كتابها «انتفاضات جبل الدروز..» أن حسين أبو عساف شيخ شقا حينها استغل انتقال الحمدان «إلى العاصمة السويداء اقتحم القصر (قصر مقري الوحش في نجران) وأعلن نفسه زعيماً مكانهم واستعان في ذلك بجماعة من نجران فوقف قاسم ونصر الدين أبو فخر في وجه أبو عساف بمعارضة عنيفة»، وكانت للشيخ حسين أبو عساف علاقة طيبة مع مشايخ سهل حوران إذ كان قد تمكن بقوة شخصيته ومركزه الاجتماعي ونفوذه من حماية آل الشيخ محمود الرفاعي المحكوم بالإعدام مع طائفة من شيوخ حوران وتخليصهم من سطوة دولة محمّد علي باشا وابنه إبراهيم. والشيخ الرفاعي من قرية أم ولد الحورانية إذ حماهم عنده أثناء وجوده في نجران عام 1255هـ ـ 1839م ، يشير إلى هذا الدكتور علي أبو عساف ص 30 من تاريخ آل أبي عساف، وفي هذا مثال على تعاون مجتمع جبل حوران والسهل عندما يتم الوعي للمصلحة المشتركة بين سكان الجبل وسهل حوران بهدف منع وقوع الفتنة بينهما من قبل قوى الخارج.التي تعمل بمبدأ «فرّقْ تَسُدْ».
ويذكر الدكتور الآثاري علي أبو عساف أنه بعد وفاة حسين أبو عساف في نجران انتقل آل أبو عساف إلى قرية السَّجَن (المزرعة) ذات الينابيع العديدة، ولم يلبثوا أن انتقلوا إلى قرية كفر اللحف شمال غرب السويداء، ومنها توزعوا بين قرى سليم وعتيل وولغا بتفويض من واكد الحمدان على أثر وساطة من جانب صهرهم الشيخ هزيمة هنيدي.
الشيخ سلمان أبوعساف رجل المجتمع المحنّك
وفي قرية ولغا حيث تمركز الشيخ سلمان أبو عساف، وبنتيجة العلاقة الطيبة بين آل أبي عساف مع أهالي سهل حوران تذكر بريجيت شيبلر ص 117 في كتابها «انتفاضات جبل الدروز» أنه «غالباً ما استغاثت قرى السهل الحدودية وطلبت من جيرانها الدروز حمايتها من البدو ورَفْعِ «الخُوّة» عنهم أو ضم القرية إلى حمى نفوذه وأنّه في نهاية سنة 1878 لبى الشيخ سليم محمّد أبو عساف (بل هو سلمان داود أبو عساف بشهادة العارفين من معمري أهالي ولغا) نداء قرية اِزرع على الحدود الغربية لِلّجاة وذهب مع رجاله من فرسان ولغا إلى ازرع (ومنهم سليم الزعر الذي استشهد في موقعة الدّلِي (قرية على طرف اللجاة الشمالي) أثناء ملاحقة غُزاة من البدو وقد أقام سلمان في ازرع فترة نحو أربع أو خمس سنوات ارتاح له أهالي ازرع لضبط الأمن فيها وفي جوارها، إذ اتخذها مقرّاً له واعتُرف به كمتصرف لحوران بمرتبة «شيخ اِزرع» القريبة من شيخ سعد مقر المتصرفية آنذاك»، ولكن مدحت باشا والي الشام أمر أبو عساف فيما بعد بالعودة إلى الجبل حيث قريته ولغا»، ولعلّ السياسة العثمانية تقصدت من ذلك عدم السماح بتشكيل علاقات وروابط ذات شأن بين سكان الجبل والسهل الحوراني، بل طالما هي عمدت إلى إثارة النزاعات بينهما…
وكان للشيخ سلمان فداوي مسيحي (رجل تابع له ومحل ثقته) اسمه نصار شليويط كان يرسله ليمثله في الاجتماعات العامة خارج ولغا، وذلك بعد أن كبر وتقدم به العمر.
وفي فترة من حياته الحافلة بالأحداث تعرض الشيخ سلمان لملاحقة العثمانيين، غير أن رئيس المخفر المكلف بملاحقته زوّر كتاباً ينص على منحه الأمان، ودعوته للمثول أمام الوالي في دمشق، وهناك أعلن سلمان ولاءه للسلطان عبد الحميد، فقال له الوالي «شيخ ويكذب؟»، فأخرج كتاب الأمان وقدمه للوالي الذي اكتشف أن الكتاب مزوّر، فأكبرَ رجولته وعفا عنه واستضافه مُكرّماً عند أحد رجال ديوانه من الشوام….
وذات سنة جفاف ماحلة كانت الدولة قد قررت ضرائب لم يتمكن الأهالي من دفعها، فما كان من أحد آل جمال وكان هذا شريكاً للأمير شكيب أرسلان في علاقات مالية وتجارية قرّر شراء الأرض من الدولة على أن يبقى مواطنو القرية خمّاسة لدى مالكها الجديد، فما كان من الشيخ سلمان أبو عساف إلّا أن تصدى لإفشال عملية بيع القرية واقترض المبالغ المقررة من أصدقائه بوايكية دمشق الذين يثقون به…
ومن طرائف مواقفه أنه نزل في إحدى زياراته لدمشق عند أصدقاء له من الشوام النافذين، فقالوا له لدينا زيارة تهنئة للوالي بمناسبة أن وُلِد طفلٌ له، فرافقهم، وعندما قدموا نقود التهنئة انتظر ليكون هو الأخير، فوضع صرّة من الليرات الذهبيّة كانت مثار إعجاب الوالي وزوجته حيث تم اعتباره شخصاً مقرّباً من الأسرة وذا كلمة مُستجابة.
ويروي الشاب جميل أبو عساف أن جده سلمان أخذ حصاناً مُعْلَماً له يلقَّب بـ «الزرنوقي» هدية للسلطان عبد الحميد في إسطنبول وعبَر به برفقة وفد من وجهاء الدروز في باخرة من لبنان إلى إسطنبول، وقد استضافهم السلطان آنذاك وكرّمهم، وفي عودتهم استضافهم في دمشق أحد أبناء الأمير عبد القادر الجزائري.
كما يذكر أنّه على أثر الحملة العثمانية التي قادها سامي باشا الفاروقي على الجبل في عام 1910 سَرْكَلَ العثمانيون ابن الشيخ سلمان، الشاب فندي، مع مجموعة من شبان الدروز للخدمة العسكرية لقمع الثورات في البلقان، ومن هناك هرب فندي مع رفاق له بباخرة يونانية إلى طرابلس الغرب وبينهم شاب من آل الحناوي، ومنها انتقلوا إلى القاهرة. هناك شاهدوا حفلاً تكريمياً لخديوي مصر وكان أحد ضباط حرس الخديوي درزيّاً من لبنان تعرّف عليهم، واستضافهم عنده شهراً وساعدهم بتوجيهاته على العبور إلى سيناء وتجاوزها إلى فلسطين غير أنه استبقى فندي لكونه كان يعرف والده ويكنّ له تقديراً، كما استبقى الشاب الحناوي بسبب مرضه، وبعث برسالة لذوي فندي يطمئنهم، وهؤلاء بدورهم أرسلوا شاعراً مسيحياً من آل البدين إلى فلسطين فالعريش استقبل فندي وعبر به من العريش إلى فلسطين فشرق الأردن، وأثناء عبورهم رتّبوا علاقات بنعمة مع عدة عشائر سينائية طبقاً لتقاليد ذلك الزمن.
وعلى أطراف الجبل جنوب قرية ذيبين استَقبل آل أبو عساف فندي العائد من رحلة مريرة.
الزراعة في ولغا
صُنّفت أراضي ولغا ،وهي أراضٍ خصبة مُتحَلّلة من البازلت، ضمن منطقة الاستقرار الأولى لوفرة أمطارها وتوفّر الينابيع في أراضيها ففي القرية ستة عشر ينبوعاً منتشرة في وسط وغرب القرية ومنها عين الرَّقَب وعين السّجَن وعين المَسْلق وعين الباطي وعين أبو حسن وعين البصّة… الأمر الذي يجعل من العمل في الزِّراعة يعطي مردوداً جيداً، وتتميز الأراضي شرق القرية بوعورتها بينما تميل في الغرب منها إلى السهولة لذا يدعوها سكانها بـ: ضلع جبل.
الثّروة الحيوانية
يقوم بعض المزارعين في القرية بتربية الأبقار الحلوبة ويبلغ عددها في القرية مئة رأس متوسط إنتاج الواحدة منها في فترة الحليب نحو 22 كلغ يوميّاً، وإذا اعتبرنا أن فترة إنتاج الحليب للبقرة الواحدة مدة عشرة أشهر فإن إنتاجها في السنة يكون نحو ستة أطنان في العام يضاف إلى هذا ثمن مولودها الذي يحتفظ به للتكثير إنْ كان من الإناث أو يباع للحم بسعر مُجزٍ إن كان من الذكور.
الماعز والأغنام: ويبلغ عددها في القرية 600 رأس، ويستفاد منها للحليب ومن مواليدها الإناث للتكثير ومن الذكور للتسمين والبيع للحم.
الدجاج: ويبلغ عددها في القرية نحو2000 طير وتتم تربيتها بشكل إفرادي في أقنان تابعة للمنازل.
سهيل عامر مربّي الخيول العربية الأصيلة
هو شاب من ولغا، وعضو جمعية الـ «واهو» العالمية التي أُسّست عام 1984 لدعم سلالات الخيول العربية وهي مؤسسة بريطانية ألمانية معنيّة بهذا الأمر، ويتم تلقيح الفرس بأخذ شهادة من مالك الفحل وعندما يولد المهر تأتي لجنة من المنظمة تصور المهر وتأخذ عيّنة من الـ dna إلى ألمانيا لعَمل مطابقة فرس لها إضبارة بألمانيا ويأخذ الحصان على أثرها جواز سفر عالمي.
ويقوم السيد سهيل بتربية عدد من الخيول العربية الأصيلة في القرية، ليتاجر بها ويبيع مواليدها بأسعار مُجزية وخاصة الإناث منها، ومن أنواعها لديه:
1 ـ اَلْعبيّا الشرّاكية، وهي من أفضل أنواع الخيول ولها بطاقة تعريف (هويّة) تعود بأصلها إلى خيول الشيخ دهام الهادي شيخ مشايخ قبيلة شمَّر في منطقة القامشلي من في محافظة الحسكة في الجزيرة السورية، وثمنها يعادل خمسين ألف دولار تقريباً من الليرات السورية.
2 ـ كحيلا أم عرقوب، وسُمِّيت كذلك لوجود التواء خَلقي طبيعي بعظم عرقوب الرُّكبة، وثمنها يعادل عشرين ألف دولار، وقد تم شراؤها من الشيخ رياض سعد سويدان شيخ عرب طي في منطقة شرق غوطة دمشق، …
3 ـ كحيلا نوَّاكية: وثمنها يتراوح بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف دولار،
ولسُهيل خبرة مميَّزة في تمييز الخيل بفطرته السليمة يقول «يتميز فحل الخيل بالسليقة، كتف وكَفل (قفا) عريضان، وظهر قصير ورقبة طويلة ورأس صغير، ومنخَران واسعان وعينان متباعدتان جاحظتان فيهما لمعان ورُبع المهر من مفصل الركبة لمنبت الشعر على الحافر خشن وطويل، والعَظمة من مفصل الركبة لمفصل بيت الشّْكال (بين الحافر ونهاية الساق تكون بطول 5 إلى 7 سنتمتر وكلَّما قصُرت تلك العظمة كلما كانت الفرس مرغوبة أكثر، وأفضل الأحصنة لتلقيح إناث الخيل يكون بين عمر 8 إلى 12 سنة، هو الحصان السبّاق في المباريات، ويضيف سهيل: أنا ألقِّح فرسي منه، ولا ألقّح من فرع بل من أساس (أي أصل) وهناك 53 فرعاً من أصول أرسان الخيول الخمسة وهي العبيّا والصقلاوية والشّويما وكحيلة العجوز أمّا الرسن الخامس فموضع خلاف بين رسن دَهْمات عامر والمعناقيات والحمدانيات أيُّها الفرع وأيّها الرسن…؟!.
الخدمات البلدية في ولغا
توجد في ولغا بلدية مشتركة تُخَدّم قريتي ولغا وريمة حازم معاً، وتبلغ مساحة البناء الطابقي للبلدية المؤلف من طابقين 440م2 وهو بناء حديث يعمل فيه عدد من الموظفين.
تبلغ مساحة المخطط التنظيمي لقرية ولغا 107 هكتار، كما تبلغ أطوال الشوارع المعبّدة 14 كيلومتراً بالإضافة إلى 18 كلم شوارع غير معبدة ويعود هذا لتوسع المخطط التنظيمي… أمّا طول شبكة الطرف الصحي المقررة في القرية فيبلغ 30 كلم المُنفّذ منها، 8 كلم وتخدّم 90 بالمئة من مساكن القرية.
شبكة مياه الشرب يبلغ طولها 14 كلم وتخدِّم كافة منازل القرية باستثناء البيوت غير المرخّصة بعد.
وتمتلك البلدية جراراً زراعياً وتريلَلا، يعمل عليه سائق و2 من العمال لترحيل النفايات يومياً.
المحلات التجارية: ويبلغ عددها مئة منشأة بين محلّات تجارية ومحلات حِرَف، منها 7 محلات حدادة أفرنجية و ثلاثة محلات نجارة موبيليا و5 صالونات حلاقة رجالية وصالونان للحلاقة النسائية ومحلّان لبيع الكهربائيات و3 محلات جزارة لحم غنم و5 محلات بيع فرّوج مذبوح ومنظّف.
المدارس: في القرية مدرسة ابتدائية واحدة بينما توجد مدرسة إعدادية مشتركة في قرية ريمة حازم المجاورة على مسافة 2 كلم من قرية ولغا.
شعبة الهلال الأحمر في ولغا: كما يوجد في القرية شعبة تابعة للهلال الأحمر تقدم مساعدات طبية مجانية للمستحقين مرة في الشهر يرافقها طبيب أطفال، وفي كل أبوع تحضر إلى القرية طبيبة نسائية مع فريق توعية نسائية ونفسية وصحيّة وتقدم 80 إلى 100 سلة غذائية للمتاجين مرة واحدة كل شهرين.
أماكن العبادة: يوجد مجلس واحد للعبادة خاص بالموحدين الدروز في ولغا، ويتميز ببساطة بنائه ومفروشاته، وهذه سمة عامة في أماكن عبادة الموحدين الدروز في سائر مناطق تواجدهم وذلك دلالة على زهد مُتديِّنيهم بمظاهر الدّنيا الزائلة.