السبت, نيسان 5, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 5, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

لبنان يكرِّم الشيخ محمد أبو شقرا

لبنان بأسره التقى يوم السبت 20 أيار في قصر الأونيسكو لإحياء الذكرى 25 لرحيل شيخ العقل الشيخ محمد أبو شقرا . كان الاحتفال حاشداً تمثلت فيه الرئاسات الثلاث والقيادات الروحية للطوائف الإسلامية والمسيحية كما حضره ممثلون عن القيادات السياسية الحزبية والمدنية وحشد كبير من المشاركين غصت بهم قاعة الاحتفالات الكبرى لقصر الأونيسكو.

الافتتاح
قدّم الحفل رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الدرزي الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، الذي تحدث عن مسيرة الشيخ الراحل، مستذكراً مواقفه الوطنية والعروبية فاعلاً ومتفاعلاً مع أخوانه القادة الروحيين، حريصاً على الوحدة الوطنية، ضنيناً بوحدة الصف الدرزي، وهو القائل في وداع الأمير مجيد أرسلان في العام 1983: إن إقامة حفل الصلاة في قصر المختارة العامر، يثبت أننا كلنا واحد، وأن موقف الطائفة عزيز بوحدة صفها قوي باتحاد كلمتها، ثم ألقى رئيس بلدية عماطور وليد ابو شقرا، كلمة قال فيها: “علمتنا سيرته من خلال مسيرته، ألا نقول سنفعل، بل أن نقول فعلنا، وقد علّمتنا مسيرته أن نكون حكماء”. وتبع ذلك عرض فيلم وثائقي يروي سيرة حياة الراحل، من إعداد دائرة الإعلام في مؤسسة العرفان التوحيدية.

ممثل الراعي: مصالحة الجبل أنهت عقدة الحرب
وألقى ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران بول عبد الساتر كلمة قال فيها: لقد واكب سماحة الشيخ الراحل الأحداث اللبنانية، وكانت له المواقف الواضحة، التي شدّد فيها على ضرورة ترسيخ الروح الوطنية والمساواة بين المواطنين، فلبنان وفق ما صرّح به في العام 1986 “هو وطن لجميع اللبنانيين وسيبقى للجميع، وبالتالي لا للدولة المسيحية ولا للدولة الإسلامية، نعم لدولة تضم جميع اللبنانيين”.
ونوّه المطران عبد الساتر بالمصالحة التاريخية في الجبل التي أرسى مداميكها غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، مع معالي الأستاذ وليد جنبلاط في آب 2000 والتي حرّرت الوطن من عقدة الحرب “داعياً للمحافظة على الميثاق الوطني وصيغته الفريدة التي جعلت من لبنان بلد الرسالة كما سماه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، إبان زيارته التاريخية إلى لبنان سنة 1997” وحذّر عبد الساتر من استمرار التجاذب حول قانون الانتخاب والذي قد يؤدي إلى “انهيار الهيكل على رؤوس الجميع لا سمح الله”.

حضور كثيف رسمي وشعبي
حضور كثيف رسمي وشعبي

ممثل مفتي الجمهورية: سنبقى معكم في السرّاء والضرّاء
وألقى ممثل المفتي عبد اللطيف دريان الشيخ خلدون عريمط كلمة حيّا فيها “ هذه المشيخة الوطنية الإيمانية والعربية، التي يقودها الآن سماحة الشيخ نعيم حسن” مشدداً على أن لبنان وطن العروبة والإنسان والإيمان، لا يمكن أن يعيش إلا بجميع أبنائه مسلمين ومسيحيين، شعباً واحداً متساوياً في الحقوق والواجبات أمام القانون. واعتبر ذكرى الوفاء لسماحة الشيخ الراحل محمد أبو شقرا، مناسبة لتسليط الضوء على “صفحة مشرقة من التعاون بين المراجع الدينية الإسلامية والمسيحية، للحفاظ على عروبة لبنان ووحدة شعبه وإبعاده عن المحاور الإقليمية والدولية وبناء الدولة الوطنية القوية والعادلة” وقال إن الشيخ محمد أبو شقرا بقي رغم الصراعات وفوضى السلاح ومآسي الحرب “كبيراً في مواقفه الإسلامية والوطنية، رافضاً كل تقسيم أو تجزئة لأن لبنان كما كان يراه مع الكبار، لا يمكن أن يقسّم أو يبتلع، ولا يمكن أن يكون إلا سيداً حراً عربياً مستقلاً محباً لأشقائه العرب ومحتضناً لقضاياهم العادلة ولاسيما قضية فلسطين”.

الإرهاب عدوّ للإسلام والمسيحية
وأضاف: “في ذكرى الوفاء هذه، نقول لسماحة الشيخ نعيم حسن وأركان طائفة الموحدين الدروز الأشقاء لنا، كنا وسنبقى معاً في السراء والضراء، ومعاً ومع المراجع الدينية والقيادات السياسية الأخرى المخلصة والصادقة سننهض بلبنان الدولة والمؤسسات الشرعية، ومعاً يداً بيد لبناء الدولة الوطنية، دولة المواطنة والحرية والعدالة والمساواة، حيث لا سلطة على الأرض اللبنانية إلا سلطة الدولة، ولا قوة إلا قوتها، ومعكم يا صاحب السماحة ومع كل الأخيار في هذا الوطن، لا نريد لبنان أن يكون ساحة صراع لتوجيه الرسائل إقليمياً أو دولياً، معتبراً “أن الإرهاب هو عدوٌ للإسلام ولكل الأديان وأنه بضاعة مستوردة إلى شرقنا العربي، وهو مستمرّ بدعم من أعداء العرب والإسلام لضرب الوحدة الوطنية في كل قطر عربي وإسلامي، فلا مكان للمذهبية والطائفية والعصبية والغلو في عقيدتنا الإسلامية”.

قبلان: لا للفراغ والطائفية
ثم تحدّث رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان مذكراً بأن الشيخ محمد أبو شقرا توفي وبين شفتيه “إياكم والفتنة، فإنها تبدأ بالسياسة وتنتهي ببحر من الدم الطائفي الكفيل بإغراق لبنان”. وقال قبلان:”ليست السياسة أن تربح لأخسر، بل السياسة أن نربح معاً، ليبقى لبنان، داعياً إلى قانون انتخاب لا ثأر فيه ولا تشفياً ولا حقداً، لنضمن عدالة التمثيل الوطني ونلحظ الهواجس، على قاعدة “لبنان لكل اللبنانيين” ودعا إلى توفير أطر سياسية تشريعية تمنع الاستبداد بالسلطة والجموح بالمركز والاستغلال للطائفة، والاستئثار بالمال، مشدداً على رفض الفراغ والمغامرة بالبلد وإسقاط شرعية المؤسسات. وأكّد قبلان على أن المطلوب دعم الشرعية ومنع الفراغ، وتأكيد الوطنية لا الطائفية، مطالباً الرئيس ميشال عون بـوقفة وطنية يعبّر عنها بقانون انتخاب وطني يربح فيه لبنان، ليمنع الطائفية من إحراق هيكل هذا البلد”.
وفي الختام، ألقى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز كلمة جامعة مهمة نفرد لها حيزاً خاصاً إلى جانب هذا الموضوع ، وبعد الكلمات، توجّه الحضور إلى ساحة وطى المصيطبة، حيث تمت إزاحة الستار عن النصب التذكاري للراحل الشيخ محمد أبو شقرا وهو من تصميم المهندسة هلا أبو شقرا وتنفيذ النحات الشيخ صلاح نبا.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي