السبت, تشرين الثاني 23, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, تشرين الثاني 23, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

مؤامرة الحشيشة في الجبل من يقف وراءها؟

ترويج الحشيشة بين شبيبة الجبل يستهدف استرهان
مدمنين يمكن تجنيدهم لأغراض أشد إيذاء عند الحاجة

هناك مؤامرة كبيرة على الجبل سلاحها هذه المرة هو الإفساد وتقويض احترام الذات ونشر الفتنة والفساد عبر سلاح خطير هو المخدرات. الدليل الواضح على المؤامرة هو التكثيف المفاجئ والواسع النطاق لنشاط ترويج المخدرات في الجبل، والأسلوب المنهجي الذي يتم به ويدل على احتراف وعلى وجود برنامج وضعت له أهدافه وحددت وسائله وأساليبه بصورة دقيقة.

أما الأهداف فهي ضرب مجتمع الموحدين الدروز من الداخل عبر ضرب أهم قوة في هذا المجتمع وهي الشباب وخلق مشكلات داخلية تسبب الإرباك وتضعف المعنويات وتوفّر المناخ المثالي لأمور أخرى مثل تقديم المعلومات أو حتى تنفيذ المآرب الأخرى. لأن مدمني المخدرات وجلّهم من العاطلين عن العمل أو ذوي المداخيل الصغيرة سيحتاجون بعد قليل من دخولهم دوامة الإدمان إلى المال لتمويل الإدمان وسيصبحون بذلك بيئة مناسبة لتجنيد البعض منهم ولإدخاله في العالم السفلي للعسس وأدوات التنفيذ لشؤون أخطر عندما تدعو الحاجة.

أما البرنامج فهو الدخول من باب الحشيشة لأن عرض المخدرات الأقوى يتم دائماً في مرحلة تالية . أما البداية فيجب أن تبدو بريئة مثل “جرب هالسيجارة.. هيك أطيب” أو “خذلك نفس أركيلة غير شكل” ويلاحظ أن الحشيشة تدخل هنا من باب آفة التدخين وتدخل خصوصاً من باب تلك العادة التي تفشت وهي عادة تدخين النارجيلة (الأركيلة) واستخدام أنواع التبغ المنكَّهة (المعسَل) مما يجعل من هاتين العادتين معبراً سهلاً إلى الحشيشة. وقد يكون ذلك أولاً بعيارات صغيرة لا تثير أي شبهة لكن تناول هذا المخدر الخطير لا بد وأن يتنامى ليصبح إدماناً. وتشير مصادر مطلعة إلى أنه وفي سبيل نشر العادة يتم منذ مدة توفير الحشيشة بأسعار زهيدة (بدليل انتشارها السريع) من قبل أشخاص يمكن أن يتحولوا لاحقاً إلى حلقة أساسية في الاتجار بها بين الشباب. أما الهدف فهو الترويج ونشر العادة بين أوسع قاعدة من الشباب وخلق “السوق”، أو قل خلق “المشكلة” أولاً قبل الانتقال لاستغلالها في المراحل التالية. والسؤال بالطبع هو من يقف وراء حملة الترويج ومن يمولها؟
كافة المعلومات والمؤشرات التي نملكها تشير فعلاً إلى أن تعاطي الحشيشة بات شائعاً في قرى الجبل، سراً وأحياناً علناً، يحكى مثلاً أن أحد المحال في منطقة الشوف يوصل الأركيلة إلى البيوت “ملغومة” بالحشيشة عند الطلب!! ويتسع استخدام الحشيشة وبوجوه مختلفة في أوساط الشباب ولا سيما الذين تتراوح أعمارهم ما بين15 و25 سنة، علماً أن العادة تطاول فئات عمرية أكبر وإن بنسب اقل. ويلعب المروجون دوراً كبيراً في رسم صورة مخادعة عن الحشيشة، بأنها تساعد على الابداع وتوسع الخيال.. ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أن تدخين الحشيشة كتدخين التبغ ولا يدمن عليها، وأنها أقل ضرراً من تدخين التبغ. وبعض الاشخاص يعتقدون ان الحشيشة غير ضارة لأنها “نبات” ولا يعرفون كم وكم من النباتات لها خصائص مخدرة وأحيانا سموم عالية بل ومميتة، وهذه أساليب للترويج كاذبة ومخادعة. فالحشيشة مادة مخدرة تؤثر على الدماغ بشكل كبير، وتعاطي الحشيشة بكثافة وباستمرار قد يؤدي إلى ضمور في الدماغ والإضرار بالوظائف العقلية للمدمن عليها، فضلاً عن آثارها المدمرة على الرئتين (راجع : مخاطر الحشيشة على الصحة البدنية والعقلية).

يذكر أن انتشار المخدرات أصبح آفة عامة تضرب نسبة متزايدة من شباب لبنان، وعلى الرغم من غياب إحصاءات رسمية عن استهلاك المحرضات والمخدرات العقلية فإن بعض الأوساط العاملة في هيئات ومنظمات المكافحة وإعادة تأهيل المدمنين تقدر بأن عدد المصابين بالإدمان المزمن أو المرضي على المخدرات يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف شخص ونحن نتحدث هنا عن المدمنين الذين يحتاجون إلى عناية طبية أو علاجية ولا نتحدث عن الاستخدام غير المنتظم أو المتقطع للحشيشة أو غيرهما من المخدرات. كما أن الرقم يتزايد باستمرار بحسب تقارير نشرتها منظمة “سكون” اللبنانية والتي توفّر الوقاية والعلاج النفسي لمتعاطي المخدرات.
وتشير “سكون” إلى أن المخدرات تطاول كل فئات المجتمع اللبناني، ولكن تتركز بشكل أساسي بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-25. وتبين دراسة أجراها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة العام 2001، على أساس ثلاث عينات من السكان اللبنانيين (بينهم طلاب المدارس الثانوية وطلاب الجامعات) أن سن متعاطي المخدرات للمرة الأولى انخفض بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، إذ أصبح يطاول الشريحة التي تتراوح أعمارها بين 15-20 سنة، مقابل 25-30 في بداية الـ التسعينات

من القرن الماضي. وتظهر الدراسة ارتفاع وتيرة الاستهلاك متعدد الوجوه للمواد المخدرة، وافتقار الغالبية العظمى من المواطنين ولا سيما الشباب للمعلومات عن مخاطر المخدرات. ويتبين أن هذه المعلومات تعود للعام 2001 ، مما يعني أن الواقع اليوم لا بدّ أنه أصبح أكثر سوءاً بكثير لأن كل الإحصاءات تشير إلى أن مشكلة المخدرات في اتجاه مستمر للنمو والتحول إلى وباء حقيقي.
ويعتبر رئيس جمعية جاد (شبيبة ضد المخدرات) جوزف حواط، أن هناك خطة لضرب شبيبة لبنان من خلال المخدرات. والمعروف أن من بي

مطلوب إنشاء مكتب أهلي لمكافحة الإدمان في كل قضاء وجمعية أهلية من المتطوعين لمتابعة الوضع على الأرض

الاستراتيجيات الفعّالة التي تستخدم لتدمير المجتمعات جرها إلى الإدمان على المخدرات ، وذلك بهدف إضعافها من الداخل وشل إرادة الشباب وتخريب طاقاتهم والسيطرة على عقولهم وإلقائهم في هوة كئيبة من تعطل الإنتاجية أو القدرة على العمل، فضلاً عن افتقاد احترام الذات واحترام الأقران والمجتمع الأوسع. وبالطبع أول خطر يتعرض إليه المدمن هو صعوبة الحصول على عمل شريف أو خسارة العمل الذي يكون قد حصل عليه، وهذا يعني أن المدمن ينتقل من حضيض إلى حضيض أعمق اقتصادياً ونفسياً واجتماعياً.

وتستخدم استراتيجية نشر المخدرات خصوصاً من قبل أجهزة المخابرات والقوى المعادية، أو التي تضمر شراً بمجتمعنا، وهذه من أهم الوسائل التي تعتمدها إسرائيل لضرب الشباب الفلسطيني وشلّه بحسب شهادات فلسطينيين مقيمين. ومن الشواهد على ذلك ما خرج به فيلم وثائقي أعده مخرج فلسطيني من أرقام مخيفة جداً، تشير الى أن أكثر من 50 في المئة من الشباب الفلسطيني في القدس مدمن، وإسرائيل تدفعهم دفعاً للإدمان عبر توفير المخدرات الرخيصة واستخدام شبكات الترويج المحترفة والتي ينتمي معظمها إلى صفوف الشباب وغالباً الفئة الأكثر إدماناً والتي باتت في حاجة للاتجار وتحصيل المال لتمويل العادة وربما الدخول إلى نشاطات أخرى غير قانونية متصلة بعالم المخدرات.

ما العمل ؟ وكيف نحمي شبابنا؟

إن الجواب المطلوب على ما نعتبره عملاً مخططاً ومنظماً لإضعاف مجتمعنا وحرمانه من أهم قوة للبناء والدفاع عن وجوده يجب أن يُجابه بعمل مخطط ومنظم أيضاً ولا يقتصر ذلك على الشكوى أو التحذير الكلامي أو التوعية فقط. ومن أبرز الخطوات العاجلة التي تقترحها “الضحى” في هذا المجال:

  • يجب أولاً على المجتمع المدني وبالتعاون مع الجمعيات المتخصصة في
    مكافحة الإدمان أن يؤسس في كل قضاء من أقضية الجبل هيئة يمكن تسميتها المكتب الأهلي لمكافحة الإدمان، على أن تكون مهمته جمع المعلومات عن ظاهرة الإدمان وترويج الحشيشة أو غيرها من المخدرات.
  • يستند المكتب إلى جمعية أهلية ذات قاعدة أوسع تضم متطوعين من الشبان والشابات في كل قرية، على أن يكون هدف هؤلاء متابعة الوضع وتقييمه على الأرض ومساعدة المكتب الأهلي على تكوين صورة مستمرة عن واقع الإدمان في قرى القضاء وطبيعة المشكلة وأساليب الترويج وغيرها.
  •  التعاون مع الأجهزة الأمنية لملاحقة المروجين والإبلاغ عنهم والتشهير بهم.

حلل باحثون من 4 جامعات بريطانية نتائج 35 دراسة على استخدام الحشيشة حول العالم، وأظهروا أن تعاطي الحشيشة لمرة واحدة كاف لأن يرفع خطر الإصابة بإنفصام الشخصية schizophrenia (الفصام) بنسبة 41 في المئة. وتبين بعض الدراسات أن تدخين الحشيشة في عمر المراهقة يرفع خطر ازدياد حالة الفصام في عمر العشرينات أو الثلاثينات، وأن تعاطي الحشيشة خلال سن المراهقة قد يؤدي الى تلف دائم في الدماغ. وربطت الدراسة بين تعاطي الحشيشة وبين تبلد الحواس كما نشبت على أعراض الفصام التي تسببت بها الحشيشة نشوء حالات متطورة من جنون الاضطهاد (بارانويا) أدت في بعض الحالات إلى ارتكاب بعض المدمنين جرائم قتل بدم بارد تحت تأثير الحالة النفسية التي تعتريهم.

ويحمل تعاطي الحشيشة المخاطر الإضافية التالية:

  • ارتفاع نسبة التعرض للسرطان وتلف وانسداد الخلايا الرئوية Emphysema، بالإضافة إلى مشاكل رئوية أخرى مرتبطة بالتدخين مثل التهاب الشعب الهوائية والربو.
  • إضعاف قدرة المرء على التركيز والتعلم، ومعظم الأشخاص المدمنين يشعرون بالتعب والانحطاط الجسدي والكسل الذهني كل الوقت ويفقدون الحافز أو الهمة للقيام بأعمالهم اليومية وكسب الرزق.
  • الحشيشة تضاعف احتمال الإصابة بأمراض القلب، إذ تزيد معدل ضرباته وقد تؤثر على ضغط الدم.
  • على عكس ما يشاع فإن تعاطي الحشيشة قد يحدث بعض الاسترخاء المؤقت لكنه على العموم وبسبب أعراض الإدمان يجعل المدمن أكثر عصبية وأكثر ميلاً للقلق والاكتئاب.
  • تعاطي الحشيشة المستمر قد يساهم في خفض عدد الحيوانات المنوية عند الرجل وقمع الإباضة لدى النساء.
  • بعض متعاطي الحشيشة يشعرون بالرغبة في استهلاك مخدر أقوى للحصول على ردود فعل أعلى، إلا أن ردود الفعل السلبية قد تكون أعنف من خلال التأثير الأقوى على الصحة العقلية.
  • دعوة الهيئات والمنظمات المتخصصة في معالجة ظواهر الإدمان لتنظيم ندوات وورش عمل في قرى الجبل تستهدف التوعية بمخاطر الإدمان وسبل معالجته والاعتناء بضحاياه من الشباب.
  • التشجيع على قيام المبادرات الرياضية والشبابية التي توجه طاقات الشباب إلى النشاطات الرياضية وتحارب العزلة وتشجّع على احترام النفس والمساهمة في الحياة الاجتماعية.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading