أقفاص وأكياس زيتون مكدّسة في المعصرة سبب أول لتدهور نوعية الزيت
زيتون تونس- مسافات متباعدة وإنتاج وفير
مواسم الزيتون في لبنان
أشجار الزيتون في لبنان هي أكثر من أشجار مثمرة ، بل هي شجرة تاريخية ولها عدة صفات من: شجرة المحبة، شجرة السلام، وأخيراً في التسعينيات من القرن الماضي أصبحت شجرة الزيتون من الأشجار التجميلية التي تزرع في الأماكن العامة وعلى جانبي الطرقات وفي الحدائق العامة ودور المنازل… إلا أنها غير مجدية إقتصادياً بشكل عام في لبنان، لعدم تطوير هذه الزراعة وعدم تماشينا مع النهضة الزراعية في الدول المتقدمة في زراعة الزيتون. أما أهم العوامل التي يجب اتباعها لزيادة الإنتاجية هي:
– تحسين إنتاجية الأشجار كما في بعض الدول المهتمة والمتقدمة في زراعة أشجار الزيتون مثل دولة تونس التي تفوقت على الكثير من دول العالم التي تعتمد في اقتصادها على زيت الزيتون وأصبحت متقدمة جداً في تحديث طرق زراعة وإنتاج أشجار الزيتون، إذ توصلت تونس الى إنتاج 600 كلغ زيتون من الشجرة الواحدة في بعض المناطق التي يتم عليها الأبحاث منذ أكثر من عشرين عاماً مقارنة مع إنتاج شجرة الزيتون في لبنان التي لا تزيد على 20 كلغ للشجرة الواحدة كمعدل وسطي وهذا في السنوات المنتجة….
– تخفيض كلفة الإنتاج، فإن كلفة الكلغ الواحد من الزيت في لبنان يبلغ 4,74$، تصبح كلفة التنكة المؤلفة من 16 كلغ 4,74 * 16 = 75,84 $، أما في تونس كلفة الكلغ 1,95 $ وتصبح كلفة التنكة 16* 1,95 = 31,2$ ويكون الفرق كلفة التنكة بين لبنان وتونس 75,84- 31,2= 44,64$ هذا يبين الفرق الكبير في كلفة إنتاج الزيت بزيادة 44,64$ للتنكة الواحدة.
– عدم زراعة عدد كبير من الأشجار في الدونم الواحد، إذ يصل العدد الى 40 شجرة في لبنان أي تكون المسافة بين الشجرة والأخرى حوالي 5 أمتار مما يؤدي ذلك الى مزاحمة بعضها على الغذاء، وقربها من بعضها يتسبب في الحفاظ على الرطوبة الزائدة التي تساعد على انتشار الأمراض الضارة وبالتالي تحدّ من إنتاجية الشجرة، تحديد حجم الأشجار الذي يحدّ من إنتاجها. أما في الدول المهتمة بزراعة الزيتون كما ذكرنا أعلاه عن تونس على سبيل المثال توصل الخبراء في هذا البلد الى أن يزرع في الدونم الواحد ما بين 6 و 8 أشجار زيتون وتصبح المسافة بين الشجرة والأخرى حوالي 20 متراً.
طرق معاملة أشجار الزيتون
تهيئة الأرض: من نقب الأرض وخلطها جيداً وصولاً الى تخطيطها لتحديد أمكنة الغراس.
الزرع: مع الإنتباه الى المسافة بين الشجرة والأخرى.
التسميد: وضع السماد العضوي المخمّر بشكل تستفيد الأشجار منه، وعدم الإكثار من السماد الكيميائي لأنه يقتل الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) في التربة التي تعمل على تحويل الغذاء للنبات والقضاء على الكثير من الجذور الماصة (الرعوانية) إضافة الى زيادة الأملاح الكيميائية في التربة التي تعيق النمو الجيد للأشجار.
الحراثة: حراثة الأرض مع الإنتباه الى عدم تقطيع جذور الأشجار السطحية أي حراثة لا تزيد على عمق 15 سم، ومن المفضل بواسطة السكة لأن الجذر يمشي مع السكة ويبقى في التربة ولا يتأثر إلا القليل منه، بينما الحراثة بواسطة الفرامة تؤدي الى تقطيع جميع الجذور التي تصل إليها.
الري: تروى أشجار الزيتون رياً تكميلياً أي عند الحاجة.
التقليم: تقليم أشجار الزيتون يجب أن يكون مدروساً حسب الغاية المرجوة منه أي زيادة عدد وطول الفروع التي تعطي الثمار في الموسم المقبل وزيادة حجم الثمار.
القطاف: وما أدراك من طرق القطاف التقليدية التي تساهم في خفض الإنتاج الى نسبة تقارب 80%، إذ يجب عدم قطاف الزيتون بواسطة العصا (المفراط أو المساس) حسب الطريقة التقليدية لأنها تتسبب بأضرار كبيرة للأشجار والثمار وهي:
1. كسر الطرود (الفروع) الطرية التي تعطي الأزهار في الموسم القادم لذلك أطلق على أشجار الزيتون (المعاومة) في الإنتاج أي تحمل موسماً وتستريح موسماً.
2. يجب نقل ثمار الزيتون بعد قطافه بواسطة الصناديق البلاستيكية التي تؤمن التهوئة اللازمة وتمنع إنتشار الأمراض الفطرية، ويجب أيضاً عدم نقلها في الأكياس تجنباً لارتفاع حرارة الثمار وتلفها.
3. أما الأضرار التي تحدث على الثمار من الفرط بواسطة العصا التي تؤدي الى إحداث جروح في حبات الزيتون بحيث تصبح هذه الجروح مدخلاً للفطريات التي تؤدي بدورها الى تعفن الثمار وزيادة نسبة الأسيد عن المعدل العالمي.
من أفدح الأخطاء التي يرتكبها المزارعون هو تكديس زيتونهم في أكياس قد تنتظر يومين أو ثلاثة أيام قبل أن يأتي دور عصرها، وخلال هذه الفترة ترتفع حرارة الزيتون يوماً بعد يوم داخل الأكياس المحكمة الإقفال الأمر الذي ينتح عنه تكاثر الفطريات المسببة للتعفن مما يرفع نسبة الأسيد في الزيت فيتحول هذا الزيت من زيت باب أول للغذاء الطازج الى زيت لصناعة الصابون. والأسلوب الصحيح للحصول على زيت زيتون طيب وذي نوعية جيدة هو نقل الزيتون من الحقل دون تأخير إلى المعصرة بحيث يتم عصره قبل طلوع شمس النهار التالي، ويتطلب ذلك تنسيقاً بين المزارع وبين المعصرة وكذلك عملاً أكثر تنظيماً من قبل المعاصر بحيث يعطى لكل مزارع موعد محدد لجلب الزيتون للعصر، وهذا يتطلب بصورة خاصة أن تنظم معصرة الزيتون عملها وأن لا تسمح بجلب أكياس الزيتون ورميها في أنحاء المعصرة فهي تتحمل قبل غيرها مسؤولية أولى في تأمين حصول المزارع على زيت جيد النوعية، أما الأسلوب الحالي فإن المعصرة لا تبدو مهتمة إلا بتقاضي أجور العصر من دون تقديم النصح للمزارع أو تنظيم العمل بصورة تحمي مصالح المنتجين وسمعة الزيت اللبناني.