الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

موسم التين

التغيُّر المناخي حقيقة وآثاره بدأت بالظهور

مـاذا تعلمنــا من كارثــة تلــــف

موســم التيــــن العـــــام 2016

أصيب موسم التين العام الماضي بكارثة حقيقية لم يُر مثلها في سالف الأيام، وذلك عندما بدأت أفواج ثمار التين، فوجاً بعد آخر، تتشقق قبل نضجها فيتكاثر عليها البرغش والحشرات فتفسد نتيجة لذلك، وتتهرأ ثم تتساقط تحت الأشجار. وثمار التين المتشققة تفقد خواصها المميزة ونسبة كبيرة من السكريات، وتصبح بالتالي غير صالحة للتسويق والأكل والتصنيع.
يجب القول بادئ ذي بدء بأن الكثير من الأمراض والآفات الزراعية التي نراها تتكاثر وتصيب زراعاتنا لها أسباب عدة أهمها، تدهور البيئة الطبيعية، وتكاثر الطفيليات والحشرات الضارة في مقابل زوال الكثير من الأعداء الطبيعيين لتلك الآفات، كما أن لما يحصل علاقة محتملة بظاهرة التغيُّر المناخي، وما يتسبب به من تسخن للجو الأرضي، وتغيرات مناخية من أهمها حصول تقلبات مفاجئة بين مواسم برد شديد وبين موجات حرّ قياسية، وهذا النوع من المناخ “المتطرف” بدَّل كثيراً البيئة الحيوية للنباتات والعناصر التي تؤثر في إنتاجية الأشجار المثمرة. وفي لبنان نجمت الكارثة بصورة خاصة عن موجات رطوبة شديدة في الليل كانت تتبعها موجات حرارة مرتفعة خلال النهار، وهو ما خلق مناخاً إستوائياً غير ملائم إطلاقاً لثمرة التين التي تحب الطقس المعتدل للبنان واعتادت عليه طويلاً.
لا شيء بالطبع يمنع أن نشهد تكرار هذا النوع من الطقس غير المألوف بالنسبة إلى التين، لكننا نأمل أن يكون ما حدث الصيف الماضي حالة شاذّة، لأن مناخ لبنان هو في الأصل مناخ مثالي لزراعة التين، ولا يبدِّل في هذا الواقع بعض التقلبات الطارئة عليه، فطبيعتنا تختلف عن طبيعة الكثير من دول العالم التي تهتم بزراعة التين مثل دول شمال أفريقيا وغيرها التي تحدث فيها عواصف رملية صحراوية تؤدي إلى تخرّش حبات التين ومن ثمّ مهاجمتها من الأمراض وتعفنها.

مكانة التين في لبنان
تعتبر شجرة التين من أقدم الأشجار التي زرعها اللبنانيون، وهي من الأشجار القويّة والمعمِّرة التي قد يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار وقد تعيش لأجيال مديدة، وهي تزرع في جميع المرتفعات والمناطق اللبنانية من الساحل إلى الجبل، لأنها تتحمل التقلبات بين ارتفاع الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً، لكنها تنمو بشكل جيد وتعطي إنتاجاً وفيراً في المناطق الوسطى، وهي مصنّفة ضمن الاشجار الشبه إستوائية. وشجرة التين يمكنها أن تنمو في كافة أنواع التربة لأنها تتميز بمجموع جذري قوي له قدرة على التغلغل بين حبيبات التربة وخاصة الصغيرة منها مثل التربة الطينية (الدلغانية) لكنها تنمو بشكل جيد وتعطي انتاجاً أفضل من حيث الكمية والحجم والجودة في الأراضي العميقة والجيدة الصرف والغنية بالمواد الغذائية.

ظاهرة تشقق التين
ينجم عن تشقق ثمار التين عند نضجها (أو قبله)عوامل عدة أهمّها:
• الإفراط في الريّ، وعلى عكس ما يظن، فإن التين برغم كونه شجرة بعليّة، يمكن ريّه في حالات الجفاف وانقطاع الأمطار في الربيع لأن الري يحسّن نضارة الشجرة ويزيد الفروع المثمرة، لكن الإفراط في الريّ، في موسم نضج الثمار، يمكن أن يتسبّب بتشقق التين ويضعف مناعته، ويجب لذلك اجتناب زرع الخضار الصيفية المرويّة في أماكن وجود التين وتخصيص حقول منفصلة أو مزروعة بأشجار مثمرة لأن هذه عموماً تحب الماء في الصيف.
• ارتفاع الرطوبة الجوية التي تقلل كثيراً من عملية التبخر في الأشجار فتذهب العصارة النباتية بكميات كبيرة إلى الثمار وتؤدي إلى تفجير خلايا التين وتشققها. وبعد تشقق الثمار تدخل إليها الرطوبة (الندى) فتلتقط الفطريات التي يحملها الهواء ما يؤدي إلى تعفنها.

مكافحة تشقق التين
تقتصر أعمال مكافحة تشقّق ثمار التين على بعض الأعمال أهمها:
1. تنظيم الريّ (عندما لا يكون بستان التين بعلياً) بشكل مدروس حسب حاجة الأشجار والتربة إلى الماء مع وقف عمليات الريّ قبل شهر من بدء نضج الثمار.
2. تحسين قدرة الأرض على صرف الماء الزائد، ويتم ذلك بعد إجراء فحص للتربة في المراكز التابعة لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في المحافظات والمناطق اللبنانية التابعة لوزارة الزراعة، وتحديد مدى حاجة التربة للعناصر الغذائية الضرورية لأشجار التين.
3. زراعة أنواع مقاومة للرطوبة والجفاف (تعطي ثماراً متماسكة ولا تتشقق).
4. الاهتمام بأشجار التين والعناية بها حتى يصبح نموها الخضري جيداً ويساعد على تظليل الثمار وحمايتها من الحرارة المرتفعة نهاراً والحرارة المنخفضة ليلاً مما يساعد على حمايتها من التشقق.

ظاهرة تعفن التين
يعتري ثمار التين الكثير من الأمراض الفطرية وخاصة الفطريات الناقصة التطور مثل البينيسيليوم الذي ينمو في جميع الظروف المناخية. أما أعراض إصابة ثمار التين بالتعفن فتحدث بعد تشققها أو بعد إصابتها بالحشرات التي تثقبها مما يؤدي إلى إحداث مدخل للفطر، وتختلف ألوان الثمار المصابة بالتعفن بحسب نوع الفطر ولون الثمار.
أما الأسباب المباشرة لتعفن التين فهي:
ذبابة ثمار التين: Lonchae Aristella Bec
الأعراض: ثقوب صغيرة في الثمار من جراء غرز آلة وضع البيض للذبابة داخل الكوز. بعد فقس البيض، تبدأ اليرقات بالتغذية على لب الثمار وتؤدي الى تلف الثمار وتعفنها وعند فتح الثمرة المصابة نلاحظ وجود اليرقات ثم يتساقط عدد كبير من الثمار على الأرض والمتبقي على الشجرة غير صالح للأكل.
المكافحة: جمع الثمار المصابة وحرقها، كما من المفضل اللجوء إلى المكافحة الفيرومونية بهدف اجتذاب الحشرات إلى المصائد والتي تعطي نتائج جيدة.
حشرة التين الشمعية Fig Wax Scale: تعتبر من الآفات الرئيسية التي تضرّ بأشجار التين وتصيب الفروع والأوراق والثمار، وتنتشر في المناطق التي تكثر فيها المكافحة الكيميائية والتي تقضي على الأعداء الطبيعيين للحشرة. تتغذى الحشرة على العصارة النباتية ثم تفرز ندوة عسلية بكثرة تؤدي الى نمو الفطر الأسود فتضعِف الشجرة وتشوِّه الثمار وتؤدي الى تساقطها.
المكافحة: التخلص من الفروع والأوراق والثمار المصابة بقدر المستطاع وحرقها، واتباع سياسات مكافحة بيولوجية وغير كيميائية تحافظ على الأعداء الطبيعيين لهذه الآفة وبالتالي تحدّ من انتشارها.

تلف موسم التين نموذج عن ما ينتظرنا بسبب التغيّر المناخي
تلف موسم التين نموذج عن ما ينتظرنا بسبب التغيّر المناخي

تعاونيات النحل والغياب الكبير

لتعاونيات النحل في لبنان دور أساسيّ في دعم النحّال أبرزها التدريب، لأن مهنة النحل معقدة وتحتاج إلى احتراف وإلى معرفة وانضباط، وأهم شيء تحتاج إلى إستقامة في العمل فلا ينساق النحال إلى أساليب الغش أو التلاعب بهدف زيادة ربحه، والتعاونية يمكنها هنا أن تقدم المثل الأعلى وأن تدرب مربّي النحل على هذا الفن القائم بذاته، والذي يحتاج إلى شغف ومثابرة ومراكمة خبرة، وإذا لم تتوافر الخبرة والكفاءة للتعاونية فيمكنها دائماً الاستعانة بخبراء مستقلين من خارجها.
في نطاق التدريب نذكر مثالاً هو أهمية مراقبة ظهور الآفات، وتأمين الدواء وتعليم النحال كيفية وتوقيت وضعه في الخلايا، توزيع الخلايا في الأماكن المدروسة، تحديد عدد الخلايا في المكان الواحد تجنباً للمزاحمة بين العاملات، تأمين الشمع الخام الخالي من الأمراض وخاصة مرض تعفن الحضنة الأمريكي، وطرق التطريد الاصطناعيّ وأوقاته، وطرق تصريف الإنتاج وتحديد أسعاره وتحسين وضع النحال الاقتصادي والتنسيق مع البلديات والجمعيات البيئية لتشجيعها على زراعة الأشجار والنباتات العطرية الرحيقية بدلاً من الأشجار والنباتات التزينيّة غير المفيدة للنحل.
لكننا إذا نظرنا إلى واقع تعاونيات النحل نجد بعضها لا يهتم بالنحالين على الإطلاق ولا يعقد اجتماعات ويرتب الانتخابات في الكواليس و”بمن حضر” وهذه التعاونيات تصبح وسيلة لترويج مصالح البعض لكن لا فائدة تنتج عنها للمهنة أو للنحالين. وهناك تعاونيات تفتقد إلى المبادرة وتنتظر من يقدّم لها المساعدة، بينما قلّة قليلة من التعاونيات هي التي تعمل بنشاط لخدمة المهنة والأعضاء. أكبر دليل على غياب التعاونيات في قطاع النحل نسبة الغش المتزايدة في العسل والممارسات العشوائية لاستخدام المبيدات وغير ذلك، فمن أين سنبدأ إذاً في تطوير قطاع العسل اللبناني وحماية سمعته لدى المستهلك أو لدى أسواق التصدير؟

“الضحى”

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي