السبت, نيسان 26, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 26, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

هذا العدد

معَ قَضايا النّاس

إنتبهَ العديدُ من القُرّاء إلى التّغيير الأساسيّ الذي حصل في العدَدَين الأخيرين وإعادة ترتيب اهتمامات “الضّحى” باتّجاه قضايا النّاس، وأعربوا عن تقديرهم لهذا التوجّه مع التّشجيع على استمراره. ففي هذا العدد مثلاً، تحقيقٌ شاملٌ عن أزْمة شبكات الصّرف الصّحّي في الجبل والتي تهدّد بإفراغ المشروع من مضمونه، وقسم كبير خُصِّص للعمل البلديّ وهو المرادف للحكم المحلّي، وموضوع عن تجربتين لفرز النّفايات العُضْويّة في المصدر، واهتمام خاص بموضوع المطبَّات وهو موضوع بلغ درجة من التّفاقم بحيث تسبّب بإحتجاجات واسعة من المواطنين وحملات على وسائل التّواصل الاجتماعي تطالب بإعادة الطّرق إلى الدّولة والمواطن، كما كانت قبل تفشّي هذه الظّاهرة العشوائيّة. واهتمّت المجلة بإجراء حوار مع أوّل سيّدة في كفرنبرخ تُنْتَخَب لمنصب رئاسة البلديّة، كما زادت المساحة المخصّصة لمتابعة أخبار البلديّات بهدف تعزيز التّفاعل وتقليد المساءلة لهذه الهيئات المُنْتخبة التي يجب أن يتذكّر رؤساؤها خصوصاً أنّهم منتخبون للخدمة العامّة وليس للتحول إلى سلطة فوق النّاس.
وبالطّبع إنّ توجُّه المجلة بصورة أوضح نحو الشأن العام وقضايا النّاس لا يُعدِّل في تصميمها الأصليّ كمجلّة للثّقافة التّنويريّة والاهتمام بالتّاريخ والإرث العربيّ الإسلاميّ واختبارات التّوحيد في الحضارات الإنسانيّة المختلفة ولاسيّما التصوّف الإسلاميّ، فـ “الضُّحى” كما يتضّح من جدول محتوياتها ما زالت تعطي هذه الشّؤون الاهتمام الذي تستحقّه، لكنّ التّطوير الحاصل يحقّق توازناً أفضل بين هذه الإهتمامات الفكريّة والحياتيّة وذلك إنسجاماً مع رغبة بعض الزّملاء في مجلس الأمناء وفي المجلس المذهبيّ بتقريب المجلّة أكثر من عموم المجتمع وأخذها لنفسها دوراً أقوى في الإصلاح والتقدّم والتّنمية. وبالفعل فإنّ الاهتمام الذي تُفرده المجلّة للعمل البلديّ وقضايا التّنمية يجعل منها المرجع الأول الآن في هذا الحقل وهي تملأ بذلك فراغاً مهمّاً في مجال أساسيّ من مجالات الدّيمقراطيّة المباشرة أهملته أكثر وسائل الإعلام المكتوبة أو المرئيّة المُنشَغلة بالشّأن السّياسيّ بعموميّته.
أفردت المجلّة أيضاً مساحةً خاصّة لسيرة الشّيخ القُدْوة المرحوم أبو سليمان حَسيب الحلبيّ، أحد المشايخ الثّقات الذين جعلوا من حياتهم أمثولة في تطبيق المسلك القويم والعمل بآدابه والإرتقاء في منازله، وهذه التّغطية هي من ضمن النّهج الذي سرنا عليه منذ عودة المجلّة إلى الصّدور في صيف العام 2010، إذْ كرّست باباً للتّعريف بِسِيَر الصّالحين من السّلف ومن مشايخ العصر الذين هم مصابيح هداية في ليل الحَيْرة الذي نعيشه. وإلى موضوع سيرة المرحوم الشّيخ أبو سليمان حَسيب الحلبيّ هناك أكثر من موضوع في هذا العدد يتناول تاريخ الموحّدين الدّروز أبرزها، البحث القيم الذي وضعه أحد أبرز مؤرّخي العصر العثمانيّ البروفسور عبد الرّحيم أبو حسين حول الدّور الحاسم الذي لعبه الدّروز في بَلْوَرَة الكيان اللّبناني وأُسس الفكرة اللّبنانية، والموضوع المتعلّق بكشف محاولات بعض الأوساط الإسرائيليّة تلفيق نظريّات حول الأصل القوقازيّ وغير العربي للدّروز، وهي محاولات تستهدف التّمهيد لفصل دروز فلسطين عن بيئتهم العربيّة وعن القضيّة الفلسطينيّة وتعزيز عمليّات إدماج الأقليّة الدّرزيّة بخطط ومصالح المجتمع الإسرائيليّ.
في الوقت نفسه، تتابع المجلّة إفراد تغطية وافية للتّاريخ المجيد لأهلنا في جبل العرب ولِسِيَر أبطالهم ومآثرهم، وهي تغطية لا تكفيها المجلّدات لما في تاريخ هذا الشّعب الأبيّ من مآثر وبطولات سطّرها في الذّود عن حياضه وأرضه وعِرْضِه وفي مقاومة محاولات الإخضاع والمظالم التي تعرّض لها من الدّولة العثمانيّة في أيّامها الأخيرة ثمّ من الانتداب الفرنسيّ، وتغطية المجلّة لتاريخ الجبل وقضاياه جعل منها المطبوعة الأولى التي يتداولها أخواننا في جبل العرب، وهم يَرَوْن فيها بادرة تضامن معهم من أخوانهم في لبنان في هذه الأوقات الصّعبة التي يواجهونها وتواجهها سوريّة العزيزة. وتقديراً لهذا الدّور، ولخطّ المجلّة الوطنيّ البعيد عن الفِرْقة والانقسامات السّياسيّة، فقد أصدرت وزارة الإعلام في القطر السّوريّ ترخيصاً يسمح بإدخال المجلّة وتوزيعها بحريّة في القطر.
أخيرا،ً فإنّ “الضّحى” تفتح المجال ابتداءً من هذا العدد للتّواصل معها عبر البريد الإلكترونيّ (راجع الإعلان الخاصّ بهذا الشّأن) فلا تتردّدوا أيّها الأعزّاء في المساهمة والتّواصل وأداء قِسْطِكُم في نجاح هذا العمل الذي هو منكم وإليكم.

واللهُ من وراءِ القَصْد.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي