الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

مشيخة العقل والهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز

اقامت مشيخة العقل، والهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، صلاة الغائب عن روح فضيلة المرحوم الشيخ ابو عدنان ركان الأطرش، الذي نعته الهيئة الروحية ومشيخة العقل، “شيخًا صادقًا موحدًا عطوفًا داعيًا بالحق، بالتزامن مع الموعد المحدد للصلاة على جثمانه في سوريا، وذلك في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي (ق) في عبيه.

وشارك في الصلاة سماحة شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، والمرجع الروحي الشيخ ابو صالح محمد العنداري، والشيخ اكرم الصايغ ممثلا المرجع الروحي الشيخ ابو يوسف أمين الصايغ، وحشد من رجال الدين والأعيان تقدمهم الشيخ ابو محمود سعيد فرج، والشيخ ابو يوسف أمين العريضي، ووفدٌ من مشايخ مدينة عاليه تقدمه الشيخ ابو مسعود هاني جابر، والشيخ ابو طاهر ريدان شهيب، ووفدٌ من مشايخ العبادية تقدمه الشيخ ابو طاهر منير بركة، ووفدٌ من مشايخ منطقة الشوف تقدمه الشيخ ابو سليمان سعيد سري الدين، والشيخ ابو زين الدين حسن غنّام، والشيخ ابو عفيف رفيق ابو غنام على رأس وفد، ومشايخ منطقة الغرب، وقاضي محكمة المتن الدرزية الشيخ غاندي مكارم، ووفدٌ من مشايخ مؤسسة العرفان التوحيدية برئاسة الشيخ نزيه رافع، ومن مدرسة الأشراق برئاسة الشيخ الدكتور وجدي الجردي، اضافة الى رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ هادي العريضي، وعدد من أعضاء الهيئة الاستشارية لمشيخة العقل، ومن المشايخ أعضاء المجلس المذهبي، وسائسي المجالس والخلوات الدينية، وجمع ديني من مناطق مختلفة.

وسبق الصلاة كلمة لسماحة شيخ العقل تحدث فيها عن مزايا ومآثر الشيخ الراحل جاء فيها،”

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعـــــون

الشيخ الفاضل أبو عدنان ركان الأطرش من الأرومة العربيَّة الإسلاميَّة التوحيديَّة التي تجذَّر نضالُها في التاريخ الوطنيّ المشرِّف لسوريا وللأمَّة العربيَّة حتَّى باتت صِنواً للشهامةِ والشجاعةِ وبذل التضحيات، ورمزاً ساطعاً من رموز الوحدة والكفاح رفعاً لراية الوطن الموحَّد بكلِّ أبنائه.

تميَّز الشيخ المرحوم بين قومِه بالأُلفة والمودَّة وحُسن الخُلق، وتحصَّن روحيّاً بالصِّدق وبالنيَّة الطيِّبة وبالقلب المرتاض بأزهار المعاني التوحيديَّة. كان مُحبّاً عطُوفاً صادقاً داعياً على الدَّوام بالحقِّ، حاثّـــاً على التمسُّكِ بجمع الشَّمل ووحدة الكلمة والصفّ، بفائض المحبَّة الجامعة في رياضِ التَّوحيد.

الشَّيخ ركان الأطرش كان متواضعاً، مستنيراً بروحِ الطاعة، ومستأنِساً بالله تعالى، ومستشعراً لطافة السلوك المستكين إلى الأمر بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكَر. وكان بكلِّ هذا ذا حضورٍ إنسانيّ يملأ قلُوب مجالسِيه بجمال المحبَّة وأُنس الشَّوق إلى روضة الرِّضى التي حباهُ الله عزَّ وجلَّ بها فهي تتبدَّى منه بالطبع بعيداً عن أيّ تكلُّف.

هنيئاً لمن خُتِم له بالطَّاعة. نسأل الله تعالى له الرَّحمة الواسعة، معبِّرين بأحرِّ مشاعر المشاركة والمؤاساة إلى عائلتِه الكريمة وإلى كافَّة المشايخ الأفاضل في سوريا وشعبها، وإلى كافَّة الاخوان في لبنان وشعبه، سائلين الله تعالى أن يسدِّد خطانا إلى ما يُرضيه، وأن يجمعنا مع السالكين الطائعين، من الَّذين ﴿يستبشِرُونَ بنِعمَةٍ منَ الله وفضْلٍ وأنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُؤمِنين﴾.

بعد ذلك أقيمت صلاة الغائب عن روح الشيخ الأطرش وتقبل المشاركون التعازي.

من مراسيم تشييع الشيخ ابو عدنان ركان الأطرش في السويداء، جبل العرب

مأتمِ الشّهيد عَلاء أبو فَخْر

الشّهيد عَلاء أبو فَخْر

شارك سماحة شَيْخ عقل طائفة المُوَحِّدين الدّروز الشّيخ نعيم حسن على رأس وفد من مشايخ الطائفة، في المأتم الوطني الحاشد الذي أقامه الحزب التقدّمي الاشتراكي والثّورة الوطنيّة اللبنانيّة وأهالي الشويفات والجبل للشهيد علاء أبو فخر في مدينة الشويفات بمشاركة شخصيات عدّة وحشود ضخمة من المواطنين.

وسَبَق الصلاة كلمة لسماحة شيخ العقل قال فيها،” فقيدُنا اليوم هو فقيد الوطن وأملنا أن تكون الحادثة عِبْرةَ بدايةٍ وخاتمةٍ للعنف، ودعاؤنا للوطن بالسلامة ولأهل الحكم والمسؤولين بالتَّعقُّل والحكمة والنظر بمسؤولية، مسؤولية المصلحة الوطنية العامة للدولة المستقلّة والدستورية والحُكم العادل”.
وأضاف، في هذه المناسبة، التي تبدو وكأنَّها عرس وطني، وبمسؤوليتنا الدينية والروحية والوطنية نُحَرِّم من منطلق مسؤوليتنا الدينية والروحية إطلاق النار تحريمًا قاطعًا.
وختم سماحته: “نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يشمل الفقيد برحمته وكرمه.”

ثم أَمَّ سماحة شيخ العقل الصّلاة على الجثمان.

سماحة شيخ العقل: لن نرضى إلا بحقوق طائفة الموحدين الدروز التمثيلية

أدلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بالتصريح التالي:

فيما رجاؤنا أن يطل العام الجديد على لبنان واللبنانيين بنفحة أمل بقيام الدولة العادلة القادرة التي تتحسس هموم الناس وقضاياهم، يبدو أن هناك من لا يقيم وزناً لكل اعتبارات التوازن الطائفي والميثاقية، فلا يكتفي بالقفز فوق نصوص الدستور وتخطي الصلاحيات، بل ويسعى لضرب التمثيل الطبيعي لمكوّن أساسي تأسيسي للبلاد.

إن ما يتناهى إلينا من مقاربات في الوضع الحكومي يدعونا إلى التحذير من الإجحاف المتمادي من قبل القيمين على إدارة ملف تأليف الحكومة بحق طائفة الموحدين الدروز. وطالما أن لكل طائفة حقوقها التي تتمسكون بها بكل قواكم وتسعون الى تحصيلها باسمها ظاهراً وارتباطا بالمصالح الشخصية، فليكن معلوماً لدى الجميع أننا لن نرضى إلا بحقوق طائفة الموحدين الدروز التمثيلية عدداً ونوعاً على أتم وجه في هذا النظام السياسي القائم على التمثيل الطائفي حتى الساعة وفقًا لمضامين الدستور اللبناني.

بيروت في 31-12-2019

حفل العشاء السنوي

أقامت اللجنتان الاجتماعية، وشؤون الاغتراب، في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، العشاء السنوي الخيري في فندق فينيسيا، بمشاركة شخصيات وفعاليات عدة كان في مقدمها ممثلين عن رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أنور الخليل، وعن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رئيس لجنة الاغتراب في المجلس جمال الجوهري، وعن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وزير الصناعة وائل أبو فاعور، والنواب نعمة طعمة، ومروان حمادة، وهنري حلو، وفيصل الصايغ، وهادي أبو الحسن. كما حضر كلٌ من النواب السابقين ناصر نصرالله، وانطوان سعد، وعلاء ترو، وعصام نعمان، والوزيرين السابقين اللواء أشرف ريفي وابراهيم شمس الدين، وممثل الوزير السابق ناجي البستاني، والأستاذ عباس خلف، وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة.

كما شارك رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن أمين العرم، وقائد الشرطة القضائية العميد أسامة عبد الملك، ومدير الأمن القومي العميد وائل أبو شقرا، وعضو المجلس الدستوري القاضي رياض أبو غيدا، ومفوض الحكومة في مجلس الإنماء والإعمار الدكتور وليد صافي، والمدراء العامين الدكتور عمّار، وأحمد محمود، وزياد نصر، والمراقب المالي لمجلس الجنوب ياسر ذبيان، ومستشار وزير التربية والتعليم العالي أنور ضو، وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، والقيادي حليم أبو فخر الدين، والدكتور ناصر زيدان. كما شارك في الاحتفال عددٌ من المفوضين ووكلاء الداخلية، وأمين عام جبهة التحرر العمالي العام أسامة الزهيري، ورئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، وعضو هيئة الاتحاد العمالي العام أاكرم عربي، وقائمقام الشوف مارلين قهوجي إلى جانب أمين السر في المجلس المذهبي نزار البراضعي، ومدير عام المجلس مازن فياض، ومدير مشيخة العقل ريان حسن، ورؤساء لجان وأعضاء في المجلس، وأمين عام مؤسّسة العرفان التوحيدية الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ووفد من اللقاء الروحي في لبنان ممثلاً للطوائف الإسلامية والمسيحية، وشخصيات وفاعليات سياسية، وعسكرية، وحزبية، واجتماعية، وبلدية، ووفودٌ اغترابية مختلفة.

جنبلاط
بعد تقديمٍ من الأستاذ جهاد الاطرش، ألقت رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي السيدة غادة جنبلاط كلمةً قالت فيها، «كلما التقينا أتينا كلجنةٍ اجتماعية، ومعنا الجديد. معنا الإنجاز المحقّق على صورة لبنان الذي نريد. كلما التقينا فرحنا بكم… وحزنّا على لبنان، وكأننا ها هنا في المشهد القديم ذاته. لا زيادة ولا نقصان. بلى. ثمة نقصانٌ في الفرحة، وفي الآمال. فكلَّما داوينا جرحاً سالت جراح. وفي السياق ذاته، وعلى الايقاع نفسه، تتفجّر الأزمات من حيث لم يكن يدري أحد، أو يتوقع. ولكن، وكما يُقال في زمن الأزمات تأتي الفرص، ونحن لهذه الفرص بالمرصاد. وسنعمل ما استطعنا لكسبها على الارتقاء بوحدتنا الجامعة. وكلمتنا السواء مهما تعدّدت الآراء وتنوعت. فكلّنا في نهاية المطاف موحدون… فلنتوحد هنا وهناك، ولنعمل معاً لما فيه خير الجميع».

ولفتت إلى «تقديم نحو ستة عشر ألف مساعدة بقيمة تفوق الـ 3 مليارات ليرة أخذت طريقها إلى مستحقيها وفق برامج محددة، وآلياتٍ معينة، ومعايير مدروسة، وثمة بعدُ المزيد. أهم أهدافنا في ثالث ولاية أوجزها كالتالي: تفعيل العمل في المركز الصحي في عاليه، مركز الرعاية الأولية، وتوسيع مروحة التقديمات والخدمات الطبية لتشمل اختصاص العيون، وطب الأسنان للأطفال، وحصلنا في هذا الإطار على عياداتٍ مجهزة بأحدث التقنيات. وسوف نُطلق حملةً قريباً تحت شعار: «صحة الاطفال في صحة أسنانهم. واسمحوا لي هنا أن أتقدم بجزيل الشكر من السيّد مروان نعيم الذي تبرّع بعيادة العيون، ومن السيدتين لُمى ولميس الجوهري اللتين تبرعتا بعيادة الأسنان.

الجوهري
وألقى الأستاذ جمال الجوهري، ممثل سماحة شيخ العقل، كلمةً قال، «نجتمع معكم في هذا العشاء السنوي الذي تميّز هذا العام بشراكة اللجنتين الاجتماعية وشؤون الاغتراب، لكي نشبك أيادي المقيمين والمغتربين معاً للارتقاء بطائفة الموحدين الدروز على كل المستويات، وقد لبّى النداء عددٌ كبير من المغتربين يمثّلون أكثر من 15 دولة ومنطقة، جاؤوا خصيصاً للمشاركة، رغم الوقت القصير جداً على تلقّيهم الدعوة، ما يمثل حرصهم، وشوقهم، واندفاعهم للتعاون والعمل من أجل أهلِهم ووطنهم».
وأضاف: «لقد وضعنا في إطار الخطط الخمسية والرؤية المستقبلية للمجلس المذهبي، برنامجَ عملٍ طموحاً للجنة، يتمحور حول مساراتٍ ثلاثة رئيسية تبدأ بتعزيز التواصل مع المغتربين، لبناء قاعدة بيانات مستدامة لخدمة شؤون أبناء الطائفة والوطن، وذلك من خلال الناشطين والمتطوعين والمؤسّسات في لبنان، وفي بلدان الاغتراب. وقد تمّ إطلاق المنصة الإلكترونية لتكون بمثابة، «بوابة معرفة» لأبناء الطائفة حول العالم. كما بدأنا وضعَ برنامجٍ خاص بالأنشطة والفعاليات لتعزيز التعاون والشراكة، وباكورة هذه الأنشطة المؤتمر الاغترابي 2020، الذي ومن هذا العشاء نطلق فعالياته وإياكم. وندعوا أبناء الطائفة المقيمين، كما المغتربين، للحضور والمشاركة بما يحقّق أهدافه التي تتلخص في جمع الشمل، والإضاءة على التحديات، واقتراح الحلول والأفكار، وسيكون للّجنة جولة على مختلف دول الاغتراب للتأكيد على أن المشاركة في المؤتمر هي فعلٌ وخطوةٌ باتّجاه صناعة وعيٍ جماعيٍ وطني لبنان بأمسّ الحاجة إليه. وتشمل فعاليات المؤتمر إطلاق برامج ونشاطات اجتماعية دينية ثقافية فنية واقتصادية، وسيشكل منصة لإطلاق مبادرات ومشاريع ذات أثرٍ اجتماعي، ومن شأنها توفير حركة اقتصادية إنمائية مهمة تضفي على المجلس المذهبي ميزةً إضافية تتمثل في جعله مجلس إنماء وتطويرٍ وحداثةٍ، وخدمة اجتماعية واقتصادية عامة».

وختم بالقول «باسم سماحة شيخ العقل نؤكّد على أن طائفة الموحدين الدروز، المؤمنة بقيام الدولة العادلة والمتوازنة، والمبنية على الشراكة الفعلية الحقيقية، تتمسك بالميثاق الوطني والعيش المشترك، والمصالحة الوطنية التاريخية في الجبل. وهي ستقرن الأمل بالعمل من أجل تحقيق مجتمعٍ ديمقراطي ترعاه وتحكمه القوانين والأنظمة بعيداً عن كل أشكال الاستئثار، والتحريض، والفتن، والتعطيل».

وتابع: «مهما تغيّرت الظروف وتبدّلت الأوضاع، بنو معروف هنا باقون. أرضنا هنا ونحن فيها متجذرون. تراثنا هنا، أجدادنا، آباؤنا. تاريخنا هنا، ومستقبلنا هنا. همّنا واحدٌ، خير الإنسان، ومصلحة الطائفة والوطن هي المعيار والمحرّك والدافع. نحمِلُ الطموح، ونسعى لتحقيقه لنرتقي معاً بهذا الوطن إلى المصاف الذي نريد».

وختاما جرى تكريم الراحلة عفيفة المصري، ونضال أبو لطيف بدرعين تقديريين من قِبَل ممثلي الرئيس برّي، وشيخ العقل، والنائب جنبلاط، وغادة جنبلاط.

القمة الروحية: أكدت التمسك بالثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون

شددت القمة الروحية المسيحية – الإسلامية على «التمسك بالثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون». داعية «المسؤولين في مواقعهم والقيادات السياسية والمجتمع الأهلي الى حفظ هذه الثوابت في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة ترسيخاً لوحدة لبنان وسلامته ورسالته في الاخوّة الإنسانية والعيش المشترك». ورأت إن أيّة اساءة للعيش المشترك في أيّة منطقة من لبنان وبخاصة في الجبل، هي إساءة الى لبنان الفكرة والرسالة،
وتعرض حاضره ومستقبله للأخطار والأزمات».

انعقدت القمة الروحية المسيحية – الإسلامية في دار طائفة الموحدين الدروز، بدعوة من سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، ومشاركة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبطريرك الروم الاورتوذوكس يوحنا العاشر يازجي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ احمد الخطيب ممثلا رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك جوزف عبسي، وبطريرك الأرمن الارتوذوكس الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار بطرس العشرون، والمطران مارثاوفيلوس جورج صليبا ممثلا بطريرك السريان الارتوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، ورئيس الكنيسة القبطية الارثوذكسية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، ورئيس المجمع الأعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس جوزف قصّاب، ورئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي ممثلا بالنائب العام رافييل طرابلسي، ، نائب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور، النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار آسيان ممثلا بالاب توفيق بو مرعي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، رئيس أساقفة ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، رئيس الطائفة الآشورية الارتوذكسية في لبنان المتروبوليت مار ميليس زيا ممثلا بالخوري كيفركيس يوحنا.

كذلك شارك نائب رئيس المجلس الشرعي الدكتور عمر مسقاوي، وامين عام دار الفتوى الشيخ امين الكردي، والوزير السابق خالد قباني، والمعاون البطريركي جورج اسادوريان، والقس رياض جرجور، وأعضاء لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي.

وجاء في بيان القمة، «بدعوة من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، انعقدت القمة الإسلامية – المسيحية في دار الطائفة بحضور المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية. وبعد التداول في الشؤون الوطنية والعربية العامة صدر عن المجتمعين البيان التالي:

إيماناً بلبنان الوطن السيِّد الواحد أرضاً وشعباً ومؤسَّسات، الذي نُحيي قريباً مئويته الأولى، والمنتظمة مبادئ قيامه وديمومته واستقلاله بالبنود الصريحة الواضحة الواردة في مقدِّمة دستوره وميثاقه الوطني، والذي نشأ على قاعدة تحترم الحريات العامة والخاصة وتقوم على الشراكة الوطنية والعيش الواحد للمواطنين اللبنانيين، باختلاف أديانهم وتوجهاتهم. وبعد ثبات صيغته الإنسانيَّة الراقية وسط العواصف والأزمات التي تعرَّض لها عبر تاريخه القديم والحديث. وبعد نهوضه من ويلات الحروب ومحنة التطرُّف والإرهاب وتصدّيه المستمر للعدو الاسرائيلي بفعل تضحيات المؤسسة العسكرية ومقاومة شعبه، بقي متمسّكاً بثوابته الوطنيَّة، محافظاً على وحدته، أميناً لرسالته، ومحقّقاً التضامن الوطني.

وفي الوقت الذي لا يزال لبنان يواجه تداعيات أزمات شائكة نتيجة التقاطعات الضاغطة على ساحته وتداعياتها المقلقة على أكثر من صعيد، خُصوصاً في أمنه – وأشدّها خطراً تهديدات العدو الصهيوني – وفي اقتصاده الذي بات موضع ترصُّد دائم وتقييم دقيق من الدول ذات الاهتمام، ومن المؤسسات الاقتصادية الدولية ذات الاختصاص، وفي وضعه الاجتماعي بتفاقم مشكلة النازحين، وتراكم الأعباء المترتّبة عنها في مستويات عدّة لا سيّما الاقتصادي والمعيشي منها.

وفي الوقت الذي يواجه لبنان بتفانٍ التحديات نتيجة للموقف الوطني الجامع برفض التوطين شكلاً ومضموناً. فإن المجتمعِين يرَون أنَّ المطلوب إزاء كل ذلك المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ضوء ما يُحاك من مشاريع ومخططات معلنة وغير معلنة تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة وفرض أمر واقع جديد على دولها وشعوبها، لا سيما ما يُخطط لتهويد القدس وفلسطين التاريخية.

إن الوحدة الوطنية التي نشأت بين العائلات الروحية اللبنانية على قاعدة المواطنة والميثاقية والعيش المشترك والتعددية، والتي أرسى ثوابتها اتفاق الطائف بتعديلاته الدستورية، تشكل الأساس والضامن لبناء لبنان الغد. وعلى هذا الأساس فإن أي اساءة للعيش المشترك في أي منطقة من لبنان وبخاصة في الجبل، هي إساءة الى لبنان الفكرة والرسالة، تعرض حاضره ومستقبله للأخطار والأزمات. وإن إطلاق وصف الـ «كنز» على مصالحة الجبل التاريخية هو أبلغ تعبير عن أهميتها في أبعادها الوطنية والمعنوية والميثاقية والمستقبلية، وهو كنزٌ برسم الوطن من أقصاه الى أقصاه. ولا يسع الرؤساء الروحيون إلا أن يعربوا عن ألمهم الشديد لحادثة البساتين المؤسفة التي أدت بنتائجها إلى تعطيل عمل الحكومة الذي هو حاجة ماسة للإستقرار السياسي والأمني وللنهوض الإقتصادي، ودعوا إلى إيجاد الحل المناسب والسريع لكي تستعيد البلاد حياتها الطبيعية.

من أجل ذلك، فإن القمة الروحية المسيحية – الإسلامية إذ تؤكد على التمسك بهذه الثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون، تدعو المسؤولين في مواقعهم والقيادات السياسية والمجتمع الأهلي الى حفظ هذه الثوابت في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة ترسيخاً لوحدة لبنان وسلامته ورسالته في الاخوّة الإنسانية والعيش المشترك، والالتفاف حول المؤسسات الرسمية الدستورية والإدارية والقضائية والأمنية، وتفعيل عملها ودورها، والاحتكام إليها في كل ما يعترض الحياة الوطنية من أزمات، وإطلاق خطة نهوض شاملة بالوطن ومحاربة الفساد بكل مستوياته وتأمين الحد الأدنى من متطلبات المستقبل الأفضل الذي ننشده لجميع أبنائنا.

ولمناسبة عيد الجيش وجهّت القمة الروحية تحيّة الى المؤسَّسة الوطنيَّة الجامعة التي يجسِّدُها الجيشُ اللبناني الساهر دائماً على سلامة الوطن وأمن شعبه. وأكدّت القمة المسيحية – الاسلامية على أهمية الأخلاق من حيث هي قيمة إنسانية سامية تشكل العمود الفقري لقيام المجتمعات، ودعت الى التمسك بمحمولها المعنوي وتجنب الابتذال نهجاً وعملاً في كل الأداء السياسي والإعلامي والثقافي والتربوي والأدبي والفني والاجتماعي لكي تبقى الحرية في لبنان مصانة بمفهومها الحضاري الراقي.

إن القمة الإسلامية – المسيحية تؤكّد على أصالة الدور الحيويّ الذي تميّز به لبنان في إثراء الحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة خصوصاً بعد تحقيق استقلاله. وله في هذا المجال الحضاري مخزونٌ بالغ القيمة والأهمية، يؤهله ليكون مركزاً دولياً للحوار لما يتماهى به من تعدّد ديني وثقافي وإيمانٍ بالكرامة الإنسانية. وأعرب أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة والفضيلة عن رفضهم المُطلق لما تتعرض له مدينة القدس والشعب الفلسطيني برمّته من انتهاكات لحرمة الأديان وكرامة الانسان وحقوقه. وأكدوا بقاء القدس مدينة الديانات السماوية، التي لن تنال منها الاعتداءات والانتهاكات والممارسات الجائرة من الاحتلال الغاصب، ولا الخطط المشبوهة على اختلاف أشكالها وتسمياتها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، والتي تقوض كل فرص السلام المنشود وتعرض المنطقة لمزيد من العنف والحروب.

وأكد المجتمعون الرفض المطلق للقرار العنصري المسمى بـ» قانون يهودية الدولة» الذي يحمل في مضمونه وأهدافه خطراً وجودياً على فلسطين التاريخية وهويتها العربية، وأدانوا التدمير الممنهج للأحياء التراثية ومنازل الفلسطينيين في القدس بما هو إجراء عدواني لا إنساني، وأعربوا عن تضامنهم مع البطريركية الأرثوذكسية المقدسة في سعيها إلى الحفاظ على ممتلكاتها، وعبّروا عن وقوفهم إلى جانبها في إدانة أي تصرف إسرائيلي بالأملاك الوقفية للكنيسة لمصلحة المحتل الإسرائيلي، والمطالبة باسترجاع ما تم الاستيلاء عليه بطرق ملتوية وغير شرعية. فالقدس بمكانتها الروحية المقدّسة، لا يجوز التفرد في تقرير مصيرها بقوة الأمر الواقع ولا بقرارات أحادية جائرة، بل هي كانت وستبقى ملك الإيمان البشري المشترك وحقاً تاريخياً للشعب الفلسطيني عاصمةً لفلسطين الدولة المستقلة، إلى جانب كل الحقوق الفلسطينية الأساسية في العودة وبقاء الأرض والحياة الكريمة.

وأدان المجتمعون القرار الأحادي المرفوض في إعلان سيادة مزعومة للكيان الغاصب على الجولان السوري المحتل، مؤكدين أن هذه الأرض العربية لن تتغير هويتها مهما طال ليل الإحتلال. إنَّ المجتمعِين بما يمثّـلونه في مواقعِهم، وبما يعبِّرون عنه من رمز لتضامن وتعاضُد الأُخْوة في المشترَك الإنسانيّ النبيل الجامع للقيَم الرُّوحيَّة والمُـثُــل الأخلاقيَّة والفضائل السامية التي بها ترقى المجتمعات إلى أنبل الغايات، يُدركُون بإيمانهِم ما يُمكِن لإلهِ المحبَّةِ والنِّعَم، الرحمن الرَّحيم، أن يمُنَّ به علينا جميعاً، وعلى شعبنا وشعوب المنطقة، بالفرَج والمغـفرة والسَّلام، وأن يسلك الجميع في العالم العربي والإسلامي وفي العالم أجمع نهج الحوار والتفاهم ورفض الظلم والعدوان، لتحقيق مبتغى الشعوب وصون إنسانيتها.

نسألُه تعالى أن يحفظَ لنا في قلوبِنا نِعَمَ الهداية والاستقامة والفلَاح، وأن يوفِّقَنا ويوفِّقَ كلَّ مَن في مواقع المسؤوليَّة إلى نهْج التعقُّـل والرُّشد والسَّداد، وأن يلهمَنا جميعاً إلى ما فيه الخيْر والحقّ والعدْل. اشملنا يا ربّ برحمتك ولطفك، إنَّك أنتَ السَّميع المُجيب، الكريم الغفور.

الافتتاح
وكانت اعمال القمة افتتحت قرابة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر بكلمة افتتاح لسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن جاء فيها،»بُوركَت قلوبُكُم حين تداعيْتُم، بلا تردُّدٍ بل بالمحبَّـةِ والإرادة الطيِّـبةِ إلى اللقاء. وأيُّ لقاء هذا الَّذي يجمعُ من هذا الـحيِّزِ الجغرافيّ الاستثنائيِّ هذا القدْرَ من القادِمين من مساجِدَ كنائس وخَلَواتٍ ﴿يُذكَرُ فيهَا اسمُ الله كثيرا﴾. من جبالِ لبنان وسهلِه وساحِلِه، إذ تُردِّد الأصداءُ نداءاتِ الآذان وترانيمَ الآباء منذُ مئات السّنين. ويُدعى فيها النَّاسُ إلى بذل الهمَّة في تزكيةِ النَّفس وتطهيرِ الخُلُق وتنقية الرُّوح نَهَلًا من مَعِين الرِّسالاتِ السَّماويَّة التي هي في لطائفِ معانيها ومكنُوناتِ مقاصِدها نورٌ لهُم وهُدًى. إنَّ للقِمَّةِ الرُّوحيَّة التي تُـمثِّلُون مَزيَّـةَ التلاقي في رِحابِ الإيمان بالكُتُبِ الـمُوحَى بها من الله العزيزِ الحكِيم، ﴿نُورُ السَّمواتِ والأرض﴾، منهُ الحياةُ التي «كانتْ نُورَ النَّاس» تجمعنا إرادةُ فعل المحبة، التي من ثمرها الطيب اللقاءُ والوقوفُ على ما يُملِيه علينا الحقُّ والخيرُ والسّلام. ولدينا جميعاً الفُسحةُ النُّورانيَّة من الـمُشترَكاتِ الإنسانيَّة التي تُحفَظُ فيها القِيَمُ الخالِدةُ لكلِّ حركةٍ حضاريَّةٍ بالمعنى الإنسانيّ النبيل، قِيـَمُ العدْلِ والبِرِّ والرَّحمةِ والـمَحبَّةِ والحِلْمِ والتَّواضُعِ والوَداعَةِ وانْكسارِ الأنَانيَّةِ لأنَّ استشعارَ وُجُودِ النِّعمةِ الإلهيَّة تُـثمِرُ في القلْبِ التَّقوى الَّتي هي ﴿خَيْر الزَّاد﴾ كما جاء في الكتاب الكريم».

وأضاف،»إن لقاءنا اليوم هو في محل التقدير البالغ والإكبار المستحق، بما تمثلون ونُمثّـله وبما نحفظُه من أمانةِ التزامِنا بتلك القيَم، ومن موقع النُّصْحِ والدَّعوةِ إلى انتهاجِ سبيل الحِكمةِ وحَصافَةِ الرّأي والحِنْكةِ في إدارةِ الأمُورِ وحُسن التَّدبير، لكي نؤكِّدَ على الثَّوابتِ الوطنيَّة التي هي في الحقيقةِ الأسُسُ الـمتينةُ التي انبنى عليها الصَّرحُ الوطنيُّ الَّذي يظلِّلنا بسقفِه دولةً وشعباً ومؤسَّسات. والشَّعبُ حين يمنحُ الثِّقةَ لممثّليه فإنَّما يمنحُها للحفاظ على سلامةِ الصَّرح وأمنِه واستقراره وازدهاره لا للخلافات بينهم، كي تكونَ الحياةُ فيه كريمةً والعيْشُ رَغْداً والكرامةُ محفوظةً والمستقبلُ واعداً بكُلِّ خيْر. لتكن تلك الثوابت والمبادئ في المستوى الذي يعلو فوق ساحة التنافس الديموقراطي الإيجابي الدائر وفق قواعد النظام الذي تحدّده القوانين والتشريعات الدستوريَّة. وأمّا إذا حصل العكس – وللأسف هذا ما تظهر بوادرُه بل ظواهرُه في المشهد السياسي العام خصوصا منذ نهاية الاستحقاق الانتخابي- فإنَّ ما يُخشى هو طغيان النزعات الشعبويَّة القائمة على أهداف «شدّ العصب الطائفي»، وهذا يقود إلى الوقوع في أسر دائرةٍ مُقفَلَة من التنافُر والتنافُر المُضاد ما يؤدّي بدوره إلى عواقب وخيمة في بُنية وطنِنا المُهدَّد بالكثير من الأزمات في شتَّى الحقول.

وأنَّ الاحتكامَ إلى الدَّولةِ ومؤسَّساتِها الدُّستوريَّة والقضائيَّة والأمنيَّة ليس خِياراً يَنتقِيهِ هذا الطَّرَفُ أو ذاك، بل هوَ التزامٌ بالعقدِ الاجتماعي الذي ارتضاهُ الشَّعبُ الَّذي هو مصدرُ السُّلطةِ. وبالطَّبعِ، يبقى «كَنْزُ المصالحة»، وفق وصف غبطة البطريرك الراعي بحقّ، أمراً جوهريّاً برسم التحقُّق الدائم المتواصل، والأحرى أن يكون نهجاً عامّاً لكلِّ اللبنانيِّين حين يتطلَّب الأمرُ ارتقاءً سامياً فوق الشَّحذِ الطائفيّ البغيض، وظلمة الأزمَات عند غفلات العقل والرُّوح. وإننا لنعتبر الجبل أساساً «لوحدة الأرض والإرادة» استناداً إلى التاريخ، ليس في سرد الوقائع فيه، بل خصوصاً في ضمائر الناس ووجدانها وتراثها الذي يمتلك الكثير الكثير من المساحات المشتركة التي جعلت من لبناننا العزيز وطناً فريداً مُميَّزاً علينا أن نستحقَّه».

وتابع، «من هنا من داركم دار كل اللبنانيين، دار المسلمين الموحدين الدروز جميعاً، نرفع معكم نداءً استثنائياً في هذا الزمن الاستثنائي الصعب والتي تمر به بلادُنا حيث المخاطر تحُدِق بنا والأزمات تعصف بكل قوة في منطقتنا.نداؤنا هو نداء المسؤولية، ونداء المحبة، المسؤولية التي يجب على كل مسؤول من موقعه التحلي بها قبلَ كل شيء، المسؤوليةُ الوطنية والإنسانية التي بها فقط يتحققُ الاستقرار وينقضي التعصب والاحتقان، فليكن كلُ مسؤولٍ على قدر ما هو ملقى على عاتقه، وعلى قدر آمال اللبنانيين الذين يريدون الحياة الكريمة على قاعدة المواطنة والحرية والأمن والازدهار، وكيف يتحققُ ذلك في ظل شحن النفوس؟ بدلاً من التعالي والتسامح، وكيف نضمن الازدهار والتقدم في ظل تعطيلِ عملِ الحكومة ومحاصرةِ موقع رئاستها وشلّ اقتصاد البلاد، وكيف يكون الأمنُ والاستقرارُ في ظل عودة الخطاب إلى مآسي الماضي وأثقاله التي طويناها جميعاً إلى غير رجعة بإذنه تعالى.هو نداء المحبة إلى اللبنانيين: عودوا إلى أنفسكم، أقيموا على المحبة والتعاطف علاقاتكم، تحرّروا من أحقادكم، تعاونوا فيما ينفعكم ويرفع من مستوى حياتكم، تحابَوا، سيروا على هدى العقل لا الغريزة، انبذوا صغائر السياسات، وفساد الغرضيات».

واردف، «من دار الموحدين الدروز، نتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بما يمثله من موقعٍ دستوريٍّ مؤتَمنٍ على الدستور وعلى الميثاقِ الوطني ومندرجاتِ اتفاق الطائف. وعلى منع كل ما يناقض صيغةَ العيشِ المشترك؛ والمسؤولُ الأول والأخير عن تحويل عهدِه الرئاسي الى عهدِ إنتاجٍ وخيرٍ وبحبوحةٍ وأمنٍ على كل اللبنانيين، ندعوه الى جمع اللبنانيين تحت سقف هذه الثوابت، ومنع أي سعيٍ لضربِ ركائزِ الصيغةِ اللبنانية وأسُسِ قيامِ الِكيانِ اللبناني المبنيّ على الحريات والتنوعِ والتعدديةِ والديمقراطيةِ والتوازناتِ الوطنيةِ والشراكةِ ونبذِ الإلغاءِ وَالاستفرادِ والاستئثار والاستقواء. وسوف يكون الكلُّ معكم للنهوض بلبنان مالياً واقتصادياً ومعيشياً».

وختم،» رجاؤنا أخيراً أن نخرجَ بأسرع وقتٍ من الأزماتِ وأن نستعيدَ معاً عافيةَ لبنان، وعملَ مؤسساته، لتحقيقِ ريادتهِ في كل المجالات. سائلين الله تعالى أن يلهمَنا إلى ما فيه رضاه، وأن يسدِّد خطانا في كلِّ خيْر، وأن يهبَنا بألطافه وأنواره البصيرةَ النيِّرةَ التي تهدينا سَواءَ السَّبيل وتثبِّتُ نفوسَنا في طاعته، لا إلهٌ غيرُه ولا معبودٌ سواه».

الراعي
بدوره قال البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي». نشكر صاحب السماحة على هذه الصفحة الوطنية التي قدمها لنا واننا معكم في النداء الى كل القيادات السياسية وبخاصة رئيس الجمهورية من هذه الدار للموحدين التي فنشكل عائلة واحدة بما يعطي للبنانيين الطمأنينة ويشعر انه على مستوى الرؤساء الروحيين واحدا، وكذلك الشعب يجب ان يعيش واحدا وهذه ميزة لبنان في التنوع والوحدة».

وأضاف، «اننا نعيش ظروفا صعبة والناس تنظر الينا بأمل ورجاء لانهم مجروحين ومتألمين، والدولة متعثرة، والفقر يزداد، ونفكر هنا بالناس الذين ينظرون الينا وفي ان نكون جامعين للسياسيين ولشعبنا كرؤساء، حيث لا نستطيع ان نرى الشعب متشرذما ومقهورا الا وان نكون معه».

مفتي الجمهورية
وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان،» هذه القمة هي على صورة لبنان الحقيقية، بتعدده وتنوعه، نحن كمرجعيات دينية كنا دائما على تواصل من أجل حل الأمور المعقدة التي تواجه الوطن واللبنانيين، وكنا دائما نبحث عن الحلول من اجل انهاء الأزمات كي يبقى الوطن. ان من مسلماتنا هي الوحدة الوطنية، وعلينا مسؤولية في تثبيتها، كما أن العيش الواحد هو من المسلمات الأساسية أيضا، ونحن نعتز بأننا تجاوزنا كل الخلافات، وتوافقنا كمرجعيات دينية على صون العيش الواحد في لبنان، لاننا في النهاية مسيحيين ومسلمين لبنانيون ومن واجبنا ان نحافظ على عيشنا المشترك». وأضاف، ننشدد على استقرار لبنان والتي تقضي التمسك بالدستور واتفاق الطائف نصا وضوحا، وعلى السياسيين ان يلتزموا بالدستور واتفاق الطائف، ونحن سنقف كمرجعيات دينية سدا منعا أمام الالتفاف حول نصوص الطائف. نحن من هذه القمة نتوجه الى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الى حماية الدستور واتفاق الطائف، لأن ما يجمعنا كلبنانيين سوى الوحدة الوطنية والعيش الواحد واحترام الدستور.ان مجرد اللقاء اليوم، يضفي على اللبنانيين روحا من الاطمئنان، لأننا نحن المرجعيات الدينية أخذنا على عاتقنا أمانة في الحفاظ على الدستور واتفاق الطائف، لان الدستور واتفاق الطائف دفع اللبنانيون دماء عزيزة ونحن كمرجعيات سوف نقف سدا منيعا امام الالتفاف على صلاحيات اتفاق الطائف الدستورية للرئاسات الثلاث، ونحن من هذه القمة نتوجه الى فخامة رئيس الجمهورية الذي اقسم على الدستور بالمحافظة عليه، وندعوه الى حماية هذا الدستور واتفاق الطائف بالممارسة لانه لا يجمعنا كلبنانيين الا هذه القواعد ألاساسية الثلاث، الوحدة الوطنية والعيش الواحد والمحافظة على الدستور، اما باقي الأمور فهي تفصيل لانه بالمحافظة على الأساسيات والثوابت تحل كل المشاكل والأزمات، كما ان مشاكلنا لا تحل بالتشنجات، نحن لا نريد أن ندخل اللبنانيين في المجهول، لان الوقت الحالي متأزم ونريد الكثير من الحكمة».

الخطيب
والقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ احمد الخطيب كلمة، اكد فيها على «المصالحات التي أنجزت بين اللبنانيين وعلى تقويتها ومن جملتها المصالحات بين أبناء الجبل. وعدم نكأ الجراح أو افتعال مشكلات جديدة لغايات سياسية ونحن على يقين من أن أبناء الجبل كما كل اللبنانيين لن يسقطوا في الفخ مرة أخرى ولن يستطيع أحد أن يجرهم إلى فتنة جديدة سواءً كانت فتنة: درزية – درزية، أو درزية – مسيحية، أو إسلامية – مسيحية أو غيرها، كما نؤكد على ضرورة العودة إلى المؤسسات الدستورية لحل المشكلات التي تنشأ بينهم.»

وأضاف، «ندعو الجميع إلى الإنشغال بما يحتاجه اللبنانيون من إنماء للمناطق ومشاريع اقتصادية وإيجاد مجالات عمل للبنانيين الذين أصبحوا بفضل هذه السياسات، عاطلين عن العمل، وبوضع اقتصادي مزرٍ ينذر بأسوء العواقب، فلا يجوز أن يبقى مجلس الوزراء معطلا ً، ونحن ننتظر انعقاده بأسرع وقت ممكن وهو ما يريده اللبنانيون، كما أنه لم يَطُل ارتياحنا لإنجاز الموازنة حتى بدت عقبات جديدة أمام توقيعها ونشرها، لذلك فإننا نأمل من المسؤولين الإسراع في توقيعها ونشرها فإن البلد لا يمكنه الانتظار والوضع لا يحتمل مزيدا ً من الوقت.»

يوحنا العاشر
من جهته البطريرك يوحنا العاشر، شدد على «أهمية التنوع الذي نحن عليه، يدل أننا عائلة روحية واحدة، ونؤكد اننا كقادة روحيين في هذه الديار، وكل المسؤولين والدساتير تحتكم الى الانسان. وبالتالي كقادة روحيين وسياسيين علينا ان نعمل من أجل الانسان لا سيما ما نعانيه اليوم من اوضاع معيشية اقتصادية صعبة». وأضاف، «نحن نؤكد بلقائنا هذا أننا نريد خير لبنان وان نبعد كل المخاطر الآتية من الداخل او الخارج. كما ان مجرد هذه الصورة بهذا التنوع هي رسالة قوية تدل أن ما من شيء يفرقنا، نحن عائلة واحدة يحترم كل واحد منا الآخر».

كشيشيان
وأشاد الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان والبطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان،»اننا نحن لا نرى الا لبنان الواحد والعائلة الواحدة، وان ما يصيب طائفة يصيبنا جميعنا، وهذه هي صورة لبنان التي نترجمها في لقائنا اليوم».

يونان
أما البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان فقال:»علينا أن نكون واقعيين، ونطوي صفحة الماضي والتطلع الى المستقبل، وان نعطي هذا الشعب نفحة أمل للمستقبل، وسيبقى لبنان وطنا حضاريا لشعبه.»

بعد ذلك جرت مناقشة البيان واستضاف شيخ العقل المدعوين الى مأدبة غداء في دار الطائفة.

سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي منوهاً بلقاء بعبدا وأهمية وحدة الصف والموقف.

أمّ سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن صلاة الاضحى صبيحة العيد في مقام الأمير عبد الله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من الفاعليات الروحية ورؤساء لجان وأعضاء في المجلس المذهبي، ووفد من مشايخ مؤسسة العرفان التوحيدية، ومن كلية الأمير السيد التنوخي. وبعد أداء الصلاة القى سماحة شيخ العقل نعيم حسن خطبة العيد جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمدُ لله ربّ العالَمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيّه المصطفى محمد خاتم النبيين، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، وعلى كافة الانبياء والمرسلين.
يحـقِّقُ الـمُؤمنُ الـمُوحِّدُ في حَرَمِ الطاعات مقاصِدَ الأضحى الـمُبارَك بفضيلتيْن على وجهِ الخصُوص: حُسنِ القصْد وزادِ التَّقوى. والقَّصْدُ هو تلبية آذان القيام برحلةٍ هي في الحقيقةِ سبيلُ طاعةٍ، وقربانُ صِدقٍ إلى كنفِ الدَّعوةِ إلى الهدى والرَّشاد وبرهانِ الحقِّ. والزَّادُ هو امتلاءُ الرُّوح بنُورِ الإيمان بحيث يصيرُ الإنسان مظهرَ دُعاءٍ قلبيٍّ مُقرٍّ بالاعترافِ بالفضل وبكرمِ الله وبعظمةِ نِعَمِه وألطافِه وإحسانِه، ومَنِّه على عِباده بالدَّعوة الصَّادعةِ بالحقِّ والخيْر وعيْنِ الرَّحمة.

إنَّ حُسنَ القَصدِ يعني انعقاد النيَّة في الـجَنان على الخَيْر الذي شاءهُ اللهُ تعالى كمالًا للإنسانِ يصِلُه بمسلكِ الحقّ، وهو المسلكُ المطابق لأمرِ الدعوةِ الهاديةِ ونهيِها ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ تّأمُرونَ بالمعرُوفِ وتَنهَوْنَ عنِ الـمُنكر﴾ (آل عمران 110)، وهي قاعِدةٌ تجمعُ في فَحواها ثوابت الدِّين والإيمان. والمعروفُ هو كلُّ ما حسُنَ في الشَّرعِ والعقْل، والـمُنكَر هو كلُّ ما قبُحَ في العقل والشَّرع. والدِّينُ نورٌ وهدى ورحمة وتوادّ وصلاحٌ في النَّاس يريدُ بهم ولَـهُم الخـيْر والعدْلَ وجميلَ المَثاب. والطَّريقُ إلى الأضحى هو مسارٌ في ثوابِت الدِّين وبرَكتِه وسلامِه وصولًا إلى سلامِ الله الَّذي أراده لعبادِه طُرّاً.

تلك ثوابتُ تُلهمُ الحياةَ في كلِّ جوانبِها إن نـَحا الإنسانُ في مسلكه مَنحَى الرَّشاد والإستقامةِ والإعتدال. تُلهمُها إلى سَواءِ السَّبيل، أي أن تُعاشَ بحِفْظِ حقِّ النِّعمةِ، وبالرِّفق، وبالشّعور الحيّ مع الآخَر الذي هو «نظيرٌ في الخَلق»، وبعدمِ رضَى النَّفس أن تبقى رهينةَ الهَوى والرَّغبات الخارجة عن حدود احترامِها لذاتِها. وهذه أمورٌ في غاية الأهميَّةِ لأنَّها أيضاً قواعد راسِخة في حماية «الكَنَف العائليّ» ومِنعتِه في هذا العصْر الـمُتفلِّت نحو كلِّ إباحة، وفي تـمتينِ أسُس الإصلاح في البُنى الاجتماعيَّة، فالوطنُ الَّذي يحترمُ الحرِّيَّةَ من حيث هي حفظٌ لكرامةِ الإنسان، يجبُ أن تكونَ له مؤسَّساتٍ فاعِلة وناشطة وأصيلة بمعنى أنَّها تقدِّمُ لسائر المواطِنين خِيارَ التَّميـيز بين المعايـير وفقاً للفرْق الفاضِح بينها بين ما هو بنَّاء للإنسانِ وللمجتمع، وبين ما هو هدَّامٌ لهما. وهذا يصِحُّ في السياسةِ وفي التربية وفي الإعلام وفي الثقافة ومختلفِ حقولِ النشاط البشريّ.

وقد عبَّـرَت المرجعيَّات الرُّوحيَّة في لبنان في القِمَّة التي جمعتهم مؤخَّراً عن الثوابت الوطنيَّة التي طالما نادوا بها واتَّفقُوا عليْها. وبقوَّة دلالات الـمُثُل الإيمانيَّة التي يحملونها في قلُوبهم نادَوا بالحفاظ على الرُّوح الميثاقيَّة التي تجمعُ اللبنانيّين في وطنٍ واحد، ودعوا إلى نبذِ التنافُر سبيلًا إلى إعادة لبنان إلى معنى الرِّسالة التي وُصِف بها. وعبَّروا مجدَّداً عن القوَّةِ الحقيقيَّة التي يحملُها لبناننا العزيز وهي الوحدة الوطنيَّة والتآلُف في سياساتٍ تحمي بلدَنا وحصانتَهُ في وجهِ أيّ عدوان. إننا في هذا العيد المبارك إذ نسأله تعالى أن يقدّم لأبناء الجبل كما لكل اللبنانيين أفضل ما يستحقون من عيش كريم وآمن، نؤكد بعد لقاء بعبدا على مدى الأثر الإيجابيّ العميق لوحدة الموقف، وعلى أهمية وحدة الصف ووقف الاحتقان والتمسك بالقضاء المستقل النزيه، وبحلّ كل الإشكالات بالحوار والتواصل والتفاهم. وإذ نشدّ على يد القيادة السياسية الحريصة التي أكدت أنها الضنينة على الحق بما لها من سعة الصدر ورجاحة العقل، فإننا نشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما نخص بالشكر دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم على الجهود التي بُذلت لتذليل كل العقبات توصلاً للحل الذي حصل لحادثة البساتين المؤسفة، وليكن الأمر منطلقاً لاستعادة الحياة الطبيعية الديمقراطية بعيداً عن خطابات الشحن والتوتير التي فجرت الأمور في السابق، وليكن الخطاب الوحدوي المحب الجامع هو المعيار في القادم من الأيام لكي نحمي اللبنانيين وننهض بلبنان إلى ما نريده من طمأنينة ورخاء وتقدم.

إننا نطلب من جميع المسؤولين والقيادات السياسية والهيئات الاقتصادية الاستلهام من معاني عيد الأضحى المبارك في تقديم كل التضحية المطلوبة وإطلاق المبادرات في المسائل الإقتصاديَّة والمعيشية والمالية التي من شأن معالجتها أن تعزِّزَ الثقة وتجدِّد الأمل وتُمكِّنُ الحكومةَ بكلِّ حقولِ عملها من الانطلاق بثقةِ وثبات إلى التَّصدّي للمشاكل القائمة والتوجُّه إلى المؤسَّسات الدوليَّة المَعنيَّة، مستندَةً إلى قوَّةِ الموقف المنسجِم القائم على خُططٍ وتشريعات ومواكبة واعية وعلميَّة للخروج من حلقةِ المراوحة في الأزمات.
في هذه المناسبة المباركة نحيِّي شعبَنا الصَّامد الصَّابر برجاء أن تبقى قِيمُهُ الإنسانيَّة الوطنيَّة الصَّخرة الصّلبة التي تستندُ إليها وحدةُ وطنِنا الأَنُوف، وأن يبقى مُتشبِّثاً بإيمانِه الَّذي لا يتزحزح بمبادئ العيْش المشترك والتعاضُد الاجتماعي وتعزيز الصِّلات القائمة على تقاليد أثيلة طالما تميَّز بها لبنان، سائلًا الله تعالى أن يحفظَ وحدتَنا، ويعصمَنا تحت جناح الائتلاف والتلاقي ونبذ التنافر العقيم والمجافاة القاطعة لكلِّ خيْر، وأن يلهمَ الجميع إلى الارتقاء في مقامات المسؤوليَّة درءاً لكلِّ الصِّعاب وإخماداً لكلِّ عبَثٍ ليس منه طائل.

نحمَدُ الله عزَّ وجلَّ على جميل لُطْفِه ورحمته، سائلينه أن يعيدَه على بلدِنا وشعبِه بالخيْر واليُمن والسَّلام، وعلى فلسطين وشعبها بالفرَجِ والظَّفر والنصر المبين، وعلى شعوبِ أمَّتِنا العربية والاسلامية بما تستحق من حياة كريمة وبالأمان والفلاح، وأن تتوصل دولنا إلى نهج التفاهم على مواجهة التحديات عبر منع التطرف والظلم والإرهاب وتحقيق التنمية ومكافحة الفقر ،إنه هو القادر القدير، الغفور الرحيم والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته.

سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي يزور دار الفتوى والمجلس الشيعي

 زار سماحة شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اليوم، دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والتقى بسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي الشيخ عبد الأمير قبلان، وعرض معهما شؤونا إسلامية ووطنية عامة والتطورات الراهنة.

  ورافق شيخ العقل الى دار الفتوى وفد ضم، قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، ومستشار مشيخة العقل الشيخ غسان الحلبي، ومدير مشيخة العقل الأستاذ ريّان حسن، بحضور امين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ امين الكردي، ومدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ الدكتور محمد انيس الاروادي.

  وبعد اللقاء صرّح شيخ العقل، «زيارتنا اليوم زيارة موّدة ومحبة وتقدير لشخص سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ولهذه الدار الكريمة. فبعد انعقاد القمة الروحية الاستثنائية في دار طائفة الموّحدين نحن حريصون مع سماحته ومع الرؤساء الروحيين على استمرار ثمرة تلك القمة لخير أبنائنا ولخير الوطن. وقد اكدنا مع سماحته على استمرار التواصل والتضامن لوحدة لبنان ووحدة شعبه وابنائه، كما اكدنا مع سماحته على دعم الدولة وسعي رئيس الحكومة لدرء الاخطار التي يتعرّض لها لبنان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وقد توافقنا مع سماحته على دعم الدولة وجهود رئيس الجمهورية في معالجة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، آملين ان تكون الدعوة للمعالجة شاملة لكافة القطاعات والنقابات، متمنين على رجال السياسة تقدير الموقف المناسب في هذه الظروف الدقيقة».

  بعد ذلك زار سماحة الشيخ حسن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مقرّه، يرافقه كل من القاضي مكارم، والمستشار الحلبي، وعضو المجلس المذهبي الدكتور طلال جابر، ومدير مشيخة العقل، بحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وامين عام المجلس الأستاذ نزيه جمّول.

  وبعد اللقاء صرّح شيخ العقل، «زيارتنا اليوم لهذه الدار الكريمة للاطمئنان أولا على صحة سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان ولشكره وتكليفه وفداً رفيعاً يمثّله في القمة المسيحية – الإسلامية التي حصلت في دار طائفة الموّحدين الدروز. وتالياً فان لبنان يتعرّض اليوم لعدوان إسرائيلي نستنكره اشد الاستنكار، واننا نرى مع سماحته بأن الوحدة الوطنية تبقى الضمانة لصد أي عدوان، وعلى كافة الفرقاء السياسيين المحافظة على هذه الوحدة».

  وأضاف، «اننا نوّجه التحية الى القدس، كما ونوّجه التحية لدولة الرئيس الأستاذ نبيه بري على دوره الضامن في حل الخلافات ومعالجة المسائل الوطنية. ولا شك بان الوضعين الاقتصادي والاجتماعي ضاغطين أيضا، وفي هذا السياق نتمنى على الدولة بكافة مرافقها معالجة الامور بتبّصر وشمولية، كما نتمنى إعادة العمل بتسليف قروض الإسكان لتحريك العجلة الطبيعية للحياة الاقتصادية في البلد».

كلمة سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي في الاحتفال المركزي لمؤسسة العرفان التوحيدية

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد سيّد المرسلين، وآله وصحبه الطاهرين الطيبين وعلى كافة الانبياء والمرسلين.

بُوركت ثمرةُ العرفان، هذه المؤسَّسةُ التي نشأتْ في هذا السَّهل الجَبليّ الّذي يحفظُ التاريخ والذاكرة بفضل قادةٍ كبار ومشايخ اجلاء وبهمّة مقدام غيور كافح من دون توقف ما يناهز النصف قرن في سبيل بناء توطيد أسُس انطلاقها وبجهدٍ دؤوبٍ لتعزيزها وازدهارها وتطويرها حتى الرمق الأخير، وهي الآن بحمده تعالى وبما تمثله من قيمة لمجتمعنا ولوطننا وبرعاية دائمة من الزعيم وليد بك جنبلاط ستبقى مؤسَّسة رائدة، تحافظ على أمانتها ومسيرتِها ودوام تقدّمها نخبةٌ مميَّزة وأسرة كريمة (أسرة العرفان). مع دعائنا بالتوفيق للشيخ نزيه رافع. إضافةً الى دورها التربوي دفع الراحل الشيخ علي زين الدين نحو علاقات وطيدة مع الكثير من المؤسَّسات التربويَّة والثقافيَّة في كافة أرجاء لبنان على قاعدة التلاقي والتعاون وتبادل الخبرات، وترجمة الشعارات المتعلّقة بِـحَـبْكِ النسيج الوطني، وإحكام روابطه على قاعدة الانتماء الوطنيّ، إلى الواقع العملي اليوميّ.

ونحن اليوم يهمُّنا النهج الذي به وحده نحافظ على بلدنا العزيز، المتن الأعظم من كتاب تاريخنا وهو الصفحات البيضاء التي تتضمَّنُ وحدة اللبنانيِّين، و»العيش معاً» تحت جناح «التضامن اللبناني بين كلّ الفئات»، وضدّ كل ما يهدِّد هذه الوحدة، هذا التضامن تجدُ تجليَّاته قبل زمن طويل ممَّا بات يُعرفُ مع الاستقلال «الرُّوح الميثاقيَّة». فلا تكونُ الميثاقيَّةُ أو مبدأ اللحمة الوطنيَّة أو «كنز المصالحة» موضوعاً أنيّاً في لعبة الصراعات والمناكفات السياسيَّة، بل هي ثوابت ترقى إلى مستوى احترام الرُّوح الدستورية بمعانيها الوطنيَّة والسياسيَّة والإنسانيَّة الرفيعة، وهو ما يحفظ لبناننا وسط كلّ العواصف. إنَّنا ندعو بإخلاص وأمانة إلى التبصُّر بالعواقب والمآلات، ولسنا نرى نافذةً إلى خلاص لبنان اليوم إلَّا التمسُّك الشديد والمخلص بالثوابت الوطنيَّة، والمبادئ الدستوريَّة الميثاقيَّة، وروح المصالحة. ومصالحة الجبل التاريخية التي تكرّست بجهودكم وحكمتكم وصلابتكم ورعايتكم لطائفتنا المعروفية وليد بك مع البطريرك الراحل مار نصرالله صفير، وتمّ تثبيتها مع غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي»ادامه الله»، ونحن حريصون على هذه المصالحة ولن تؤثر عليها الخطابات الاستفزازية ولا التصريحات الطائفية ولن تزعزعها عوارض السياسة وتقلبات أمزجة المصالح فيها والمكاسب الدنيا. فأمانة «وحدة الأرض والإرادة» عهدٌ نلتزم به بلا هوادة. ونأمل ان يلتزم به الجميع.

الحضور الكريم،
لقد مرّ الجبل خلال الأسابيع الماضية بمرحلة صعبة عقب حادثة البساتين الأليمة، والخسارة هي مشتركة لنا جميعاً، والتي تتطلب لتجاوزها نهج الحكمة والتبصر والالتزام بالمبادرات السياسية والقضائية والأمنية المبنية على أن القانون فوق الجميع، وأن الدولة ومؤسساتها هي المرجعية الوحيدة لكل اللبنانيين. وأنّ أمن الجبل واستقراره والعيش المشترك من ركائز الثوابت، وهو من الخطوط الحمر غير المسموح تجاوزها. ونحن من موقعنا الروحي نشكر جهود جميع المرجعيات السياسية والأمنية التي تحركت فور وقوع الحادث لتطويق ذيوله ووأد الفتنة ووضع إطار للحل، ورجاؤنا وأملنا أن تسلك المصالحة ضمن البيت الواحد قبولاً للمساعي الحميدة. وببركة ودعاء المشايخ الاجلاء، والمرجعيات الروحية الكريمة، ستبقى راية التوحيد خفاقة مرفوعة باذنه تعالى، وقناعتنا العيش في هذا الوطن بكرامة الى جانب اخواننا في الطوائف والمذاهب.
الحضور الكريم،
لبنان يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية خطيرة تهدد استقراره وعافيته. نداؤنا أيُّها اللبنانيون احفظوا وطنكم عبر ترسيخ مفاهيم المحبة والشراكة في نفوسكم، وتعالوا عن صغائر الأمور وتشبثوا بالكلمة الطيِّبة وبقواعد الصفح والتسامح، لبنان أمانة في أعناقكم وأعناق كلّ المخلصين حافظوا عليه.

نسأل الله تعالى أن يحميَ وطننا، وأن يمنّ بتعزيز المصالحة والتآلُف ووحدة الحال، ونسأله أن يهديَنا جميعاً إلى سواء السبيل، وأن يسدِّدَ حكَّام هذا البلد إلى ما فيه الخير والعدل واليُمْن لكلِّ أبنائه، إنه هو السميع المجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إفطار جامع في دار طائفة الموحدين الدروز

اقامت مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموّحدين الدروز برئاسة سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت، حفل إفطار جامع، لمناسبة حلول شهر الرحمة والغفران، وذلك غروب يوم السبت في ٢٥/٥/٢٠١٩ الموافق
فيه ٢٠ رمضان ١٤٤٠هـ.

  وشارك في الإفطار ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير شؤون المهجرين غسان عطالله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أنور الخليل، ورئيس الحكومة سعد الحريري وزير الاعلام جمال الجرّاح. ومفتي الجمهورية اللبنانية المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، والرئيسان السابقان حسين الحسيني، فؤاد السنيورة، وممثل الرئيس امين الجميل النائب السابق فادي الهبر، وممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع النائب جورج عدوان، وممثل وزير الدفاع الياس أبو صعب وقائد الجيش جوزيف عون رئيس الأركان اللواء الركن امين العرم، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خليل حمادة. والنواب: نعمة طعمة، فريد البستاني، مروان حمادة، محمد الحجار، وفيصل الصايغ. والنائب السابق غازي العريضي. وممثلون عن قيادة حركة امل، والجماعة الاسلامية، وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ووفد من القيادة. كما حضر سفراء مصر نزيه النجّاري، والمغرب محمد كرين، وعمان بدر بن محمد المنذري، والجزائر احمد بو زيان، والامارات حمد الشامسي، والسعودية وليد البخاري ممثلا بأحمد التيماني، والسفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتاري ممثلا بالمطران ايفان سانتوس.

كذلك شارك ممثلون عن رؤساء الطوائف والمرجعيات الروحية، حيث مثل المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز فضيلة الشيخ امين الصايغ الشيخ اكرم الصايغ، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الاب ايلي كيوان، ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان مفتي صور وجبل لبنان الشيخ حسن عبدالله، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المونسنيور جوزيف شانيه، وبطريرك الروم الارتوذكس يوحنا العاشر يازجي المطران كوستا كيّال، وبطريرك الأرمن الارتوذكس آرام الأول كيشيشيان المطران بارين مارتنيان، ومطران بيروت للروم الارتوذكس الياس عودة، ورئيس الكنيسة القبطية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، ورئيس الطائفة الآشورية المتروبوليت مار ميليس زيّا المونسيور مترون كوليانا، ورئيس المجمع الأعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس جوزيف قصّاب القس جوزيف مراد، وبطريرك الأرمن الكاثوليك ممثلا بالمطران جورج اسادوريان، امين عام دار الفتوى امين الكردي، وممثل العلاّمة السيد علي فضل الله الشيخ فؤاد خريس، ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب، ورؤساء لجان وأعضاء المجلس المذهبي ومدير عام المجلس مازن فياض، ومدير عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، ورئيس مؤسسة الاشراق الدكتور الشيخ وجدي الجردي. كما حضر الأمير عادل أرسلان، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية، وحشد من الشخصيات والفاعليات السياسية والحزبية والروحية والاجتماعية والإعلامية، ومدراء عامون.
  استُهِلّ حفل الإفطار بآيات من الذِّكر الحكيم تلاها الشيخ بلال المُلّا، وتعريف من رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، و أخيرآً كلمة في المناسبة من سماحة شيخ العقل نعيم حسن جاء فيها،

  «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيه المصطفى محمد سيّد المرسلين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيّبين. أُرحِّبُ أطْيب التّرحيب بكُم جميعاً، في هذه الفسحة الرمَضانيَّة الزكـيَّـةِ التي تجمعُنا على خبْزها وملحِها المباركَيْن باسم الله تعالى، الرَّحمن الرَّحيم. والصَّومُ، في مكنُون معناه، مَنسَكٌ يتقرَّبُ الإنسانُ بسَلكِه، مُكافحاً شرْطَهُ الجِسمانيّ سعياً إلى آفاق الرُّوح التي لا فِكاكَ لها حتماً عن مُثُـل الخيْر والعدْل والحكمة ومحاسن التدبير الرَّشيد العاقل. لقد ارتبط الصَّومُ في الإسلامِ بشهر رمضان المبارك ﴿الَّذي أُنزِل فيه القرآنُ هدًى للنَّاس﴾، وكان قد ارتبطَ في المسيحيَّة بالفِصْحِ، وكِلاهُما يعنِيانِ سبيلَ توبـةٍ وبذلٍ ورحمـةٍ وارتقاء. وبرَكةُ المعاني السامية تجمعُ اللبنانـيّين تحت سقف وطنِهم أينما التقُوا. نسأله تعالى في هذا الأيام المباركة ان يلهمَنا الى كلّ خير، وان يسدِّدَ خطانا في كلّ محمدة، وان ينير بصائرنا ويطهر قلوبنَا، وينقي نوايانا في طاعته.

  الحضور الكريم، لبنان، حين يكونُ حاضراً على سجيَّــتِه، يُخرجُنا من حدُودِ المكان إلى رحابِ فكرتِه الراقية، ويُعتِقُنا من قيودِ فـئويَّاتِنا لنكونَ معاً أساسَ مقوِّماتِ وطنٍ تجاوز عبر مئات السنين حقولَ الجمرِ والرَّماد نحو ائتلافِ ميثاقٍ اجْتماعيّ هو في الحقيقةِ فكرةٌ ضروريَّـةٌ لعالَمِ اليوم الَّذي تفكِّـكُهُ «الهويَّاتُ» المتنازعة، والانقسامات المتسارعة تحت وطأةِ صخبِ الشعبويَّات. عالَـمٌ تعودُ فيه نزعةُ إقامةِ «الأسْوار» العازلة التي هي، بالمناسبَةِ، النَّقيضُ الخالِص لِما علَّمَنا إيَّاهُ وطنُنا لبنان الَّذي، بالرُّغم من كلِّ شيء، وعلى مدى التَّاريخ، ما كاد يقومُ سورٌ بين أبنائه إلَّا وهدموه وحوَّلوه أنقاضاً بقوَّةِ إرادتِهم في «العيشِ معاً «، وبإيمانهم بالمشتركات الإنسانيَّة التي تشدُّ بعضُها بعضاً في ما يحفظونه من تراثِهم من قيـَم وثوابت وأقانيم ليس أقلّها الحرِّيـَّـة والعدْل والمشتركات الإنسانيَّة الـمُستَلهَمَة من الرِّسالات السماويَّة التي بها يؤمنُون، ومن إحساسهِم الحضاريّ المتطلِّع إلى دولةِ المواطنة والحقوق الأساسية والمساواة والخِيار الديموقراطي الحاضِن لكلِّ أبنائها. إنّنا اليوم في هذه المناسبة المباركة، نكرِّر تمسُّكَنا بثوابتنا التي هي في الوقت عينه ثوابت سلامة لبنان وتعزيز صمودِه ونهوضِه. إنَّ المبادئَ الدستوريَّةَ المتجدِّدة في الطائف، وروحَها الميثاقيَّةَ التي لم يكن دونها كيانٌ لبلدنا، هي قاعدة صلبة للحفاظِ على ميزتنا السياسيّة بل والحضاريّة في هذا المكان من العالَم، و لا نرى في الأفق المنظور بديلا عنها، بل نراها ضمانةً لجميع المخلصِين المتطلّعين إلى مستقبلٍ واثق لوطننا لبنان. إنَّنا، في هذه الدَّار داركم، لا نستشعرُ وطنيّاً إلا الأصداء التي تُردِّدها المواقف التي أُطلقت منها عبر السنين الماضية، ومع ما نادى به القادةُ الروحيون على الدوام. الموحدون الدروز ما كانوا يوماً إلَّا دعاة إلى وحدة لبنان عامةً ووحدة الجبل خاصةً، وإلى دعم الدولة القويَّة العادلة وجيشها الوطنيّ، وإلى تأكيد ثوابت العيش المشترك والمصير الواحد. مطلبُنا بناءُ الدَّولةِ بِـبُنيتِها القادرة على مواجهةِ تحدِّي العبور إلى كيانٍ سياسيّ مستقرٍّ بآليَّاته الدستوريَّة، وإلى قضاءٍ عادل، وصحافةٍ حرَّة مخلصةٍ لرسالة الحقيقة، الدولةُ التي تحرِّرنا من بوتقات الطائفيَّة السياسيَّة ومناوراتها الشعبويَّة التي لها أسوأ الأثر في بلدٍ كبلدِنا. والمحافظة على ثروة شبابنا، والمضيّ قدُماً بعزيمةٍ لا تهدأ من أجل تنظيم مسار الماليَّةِ العامة وانتظام إدارتها وخنق مكامن الفساد دون المسّ بحقوق المواطنين وجيوب الفقراء والموظفين، وأيضاً وقف الهدر ومكافحة الفساد ومنع السمسرات والصفقات والعمولات على حساب خزينة الدولة، وبضرائب متوازنة، وبطرق الأبواب الموصدة بوجه كل إصلاح حقيقي. وإنّ الاستفادة من الثروة النفطية يُشكِّل أملاً وإسهاماً أساسياً في الدفع نحو تقليص الفوارق في كثير من المجالات الاقتصادية والاجتماعية. ولا بُـدَّ من أخذِ مسألة الإنماء المتوازن بكلِّ جدِّيَّـة. إننا نطالب بتحويل وزارة المهجرين الى صندوق انماء الجبل. والمضيّ بمقاربةٍ عمليَّة مدروسةٍ بتطبيق اللامركزيَّة الإداريَّة. ويقينُنا أنَّ ديناميَّة العمل الحكومي والبرلماني برعاية الرئاسة الحكيمة تدفعُ إلى آفاقٍ إصلاحيَّة أساسيَّة، فالحرَكة الناشطة هي أساس الحياة، والمراوحة في مستنقع الأزمات لا تخدم مصلحة أحد. إننا ندعو الجميع إلى التعاضد لمجابهة كافَّة الأخطار، فمناعة الدولة تُحصَّن بمتانة نسيجِها الوطني، ولدينا الثقة بأنَّ الكلَّ قادر في لحظةٍ حاسمة على اجتراح قاعدة الحلول لاستعادة الثقة المحليَّة والدوليَّة باللبنانيين وبقدرتهم المشهودة على استقرار بلدهم.

  الحضور الكريم، يصادف لقاؤنا بكم اليوم ذكرى الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي، عيد المقاومة والتحرير، بما يعنيه هذا اليوم من تاريخ وطني يبعث على الفخر بما حققه اللبنانيون في دحر العدو الاسرائيلي الذي شكَّل محطَّة تاريخيَّة مضيئة في تاريخنا الحديث. وفي هذا الشهر الفضيل قلوبنا وعقولنا شاخصة نحو فلسطين. فلسطين التي تصدّت لكل المؤامرات ولا تزال. أقول إنّ الشعب الفلسطيني الصامد سيبقى بعونه تعالى حائلاً دون تجريد قضيته من بعدها السياسي والعربي والإسلامي. والقلق الأكبر هذه الأيام من التوتر الحاصل في المنطقة العربية، دعاؤنا أن يقف الجميع في فسحة النور، وأن تجمعهم إرادة فعل الاخوة والمحبة والتسامح التي من ثمارها الطيبة اللقاء والوقوف على ما يمليه الحق والخير والسلام. ونسأله تعالى أن يمنَّ علينا بلطائف رحمته، وجميل كرمه، وأن يحفظَ أمَّتنا ووطننا من كلِّ ضيْم، إنه هو الحليم الكريم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.»

أنشطة سماحة شيخ العقل، رئيس المجلس المذهبي

في باب أنشطة ومناسبات لعدد مجلة الضّحى (28)، تغطية لمجموعة من الأنشطة والاستقبالات والمناسبات والندوات المهمة والمتميزة المنعقدة طوال الشهور الثلاث السابقة.

يتضمن باب «أنشطة ومناسبات» لهذا العدد استقبالات سماحة شيخ العقل لعدد كبير من المبعوثين الأجانب والسفراء والقناصل، ولعدد من السادة الوزراء والنوّاب والمحافظين، والقضاة، والعلماء، ورؤساء ولممثلي هيئات دينية وخيرية وثقافية واجتماعية وتربوية ومهنية وسواها.

[Best_Wordpress_Gallery id=”19″ gal_title=”استقبالات سماحة الشيخ عدد 28″]

استقبالات سماحة شيخ العقل: هيئات دينية/قضاة
  1. كاهن رعية «سيدة الدر» في المختارة الاب عيد بو راشد تاريخ 21-5-2019.
استقبالات سماحة شيخ العقل: هيئات سياسة ومدنية
  1. عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ماريو عون تاريخ 25-4-2019.
  2. وفد من جمعية «الجبل ماراثون» تاريخ 25-4-2019.
  3. عضو تكتل «لبنان القوي» النائب الدكتور فريد البستاني تاريخ 30-4-2019
  4. رئيس عمدة مؤسسات دار الايتام الإسلامية فاروق جبر، والمدير العام للمؤسسات الوزير السابق الدكتور خالد قبّاني، وأعضاء في مجلس العمدة تاريخ 30-4-2019.
  5. وكيل داخلية الشويفات – خلدة في الحزب التقدمي الاشتراكي مروان أبو فرج تاريخ 30-4-2019.
  6. عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن تاريخ 14-5-2019.
  7. وفد من اسرة جريدة اللواء برئاسة رئيس التحرير الأستاذ صلاح سلام تاريخ 14-5-2019.
  8. وفد من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» تاريخ 21-5-2019
  9. رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن امين العرم تاريخ 21-5-2019.
  10. وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق (٢٠-٦-٢٠١٩).

محكمة الاستئناف، ورئيسها، وباقة من القضاة يكرّمون فضيلة القاضي سليمان غانم بعد 33 عام من العطاء.

جرى في المحكمة الاستئنافية لطائفة الموحدين الدروز في بيروت تكريم فضيلة الشيخ سليمان غانم بعد احالته على التقاعد منهياً خدمة ما يقارب 33 عاماً من العطاء والتفاني في العمل تاركا تاريخا من الإنجازات وإرثاً من المحبّين وأحكاماً ومراجع مهمة. رعى التكريم رئيس محكمة الاستئناف المذهبية الدرزية العليا سماحة الشيخ فيصل ناصر الدين في حفل اقتصر على قضاة المذهب الحاليين والسابقين، ضمّ كلّاً من:
القاضي الرئيس عفيف الحكيم
فضيلة القاضي الشيخ سليم العيسمي
فضيلة القاضي الشيخ غاندي مكارم
فضيلة القاضي الشيخ فؤاد البعيني
فضيلة القاضي الشيخ فؤاد يونس
فضيلة القاضي السابق الشيخ يوسف كمال
القاضي السابق نديم عبد الملك
الرئيس القاضي السابق رياض طليع
فضيلة القاضي الشيخ منير رزق
فضيلة القاضي الشيخ نزيه ابو ابراهيم
فضيلة المستشار السابق الشيخ سجيع الاعور
سماحة القاضي السابق الشيخ مرسل نصر
القاضي السابق غسان رباح.

جرى في المناسبة القاء كلمات بالمحتفى به من قبل رئيس المحكمة الشيخ فيصل ناصر الدين، والقاضي سجيع الأعور. ثم كلمة فضيلة القاضي فؤاد حمدان عن صفات وسيرة فضيلة القاضي غانم واهم انجازاته.

وأخيراً كلمة المكرّم شكر فيها الجميع وأوصاهم بالعدل والمحبة وإكمال مسيرة الوفاق والايثار في العمل، واختتم الحفل بدرع تكريمي لفضيلة القاضي غانم.

 

تكريم المهندس فؤاد أبو حمدان في عمّان

 

كرّم اللقاء المعروفي – الأردن، المهندس فؤاد أبو حمدان في عمّان، المملكة الأردنية الهاشمية. بدأ الحفل بالسلام الملكي الأردني، ثم تعريف من الدكتور عاطف الحلح. تحدث بعده رئيس الجمعية الخيرية العربية (أبو وائل فواز الحجلي)، ثم الأستاذ محمد الحناوي معرّفاً بأهداف اللقاء، ثم وصلة شعرية لعادل عبد الصمد، ثم كلمة حسن سويد معرّفاً بالمحتفى به وعطاءاته، وأخيراً جرى تسليم درع اللقاء المعروفي ولوحة للفنان شادي وهبة إلى اللأستاذ ابو حمدّان الذي تحدث فشكر اللقاء والجمعية الخيرية العربية والحاضرين على مبادرتهم.

أنشطة ومناسبات

اقامت مشيخة العقل، والهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، صلاة الغائب عن روح فضيلة المرحوم الشيخ ابو عدنان ركان الأطرش، الذي …

شارك سماحة شَيْخ عقل طائفة المُوَحِّدين الدّروز الشّيخ نعيم حسن على رأس وفد من مشايخ الطائفة، في المأتم الوطني الحاشد الذي أقامه …

أدلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بالتصريح التالي: فيما رجاؤنا أن يطل العام الجديد على لبنان واللبنانيين بنفحة …

حفل العشاء السنوي

أقامت اللجنتان الاجتماعية، وشؤون الاغتراب، في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، العشاء السنوي الخيري في فندق فينيسيا، بمشاركة شخصيات وفعاليات عدة كان …

شددت القمة الروحية المسيحية – الإسلامية على «التمسك بالثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون». داعية «المسؤولين في مواقعهم والقيادات السياسية والمجتمع …

أمّ سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن صلاة الاضحى صبيحة العيد في مقام الأمير عبد الله التنوخي في عبيه، …

 زار سماحة شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اليوم، دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والتقى بسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية …

بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد سيّد المرسلين، وآله وصحبه الطاهرين الطيبين وعلى كافة …

اقامت مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموّحدين الدروز برئاسة سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت، حفل …

في باب أنشطة ومناسبات لعدد مجلة الضّحى (28)، تغطية لمجموعة من الأنشطة والاستقبالات والمناسبات والندوات المهمة والمتميزة المنعقدة طوال الشهور الثلاث السابقة. …

جرى في المحكمة الاستئنافية لطائفة الموحدين الدروز في بيروت تكريم فضيلة الشيخ سليمان غانم بعد احالته على التقاعد منهياً خدمة ما يقارب …

  كرّم اللقاء المعروفي – الأردن، المهندس فؤاد أبو حمدان في عمّان، المملكة الأردنية الهاشمية. بدأ الحفل بالسلام الملكي الأردني، ثم تعريف …