الثلاثاء, آذار 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الثلاثاء, آذار 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

زراعة الورد الشامي

زراعة الورد الشامي

ثــــــروة اقتصــــادية وعلاجــــية

اللتر الواحد من زيت الورد قد يباع بـ 12 ألف دولار
والحصول عليه يحتاج إلى أربعة أطنان من بتلات الورد

الاستخدامات الكثيرة للورد تجعل منه زراعة اقتصادية
ومستخلص الورد الدمشقي صيدلية قائمة بذاتها

لبنان عرف الورد الجوري واستعمله لإنتاج ماء الورد
لكن الورد الدمشقي من أهم الزراعات البديلة الواعدة

حذار مكافحة آفات الورد بالمبيدات لأنها تنتقل
إلى مقطر ماء الورد والمربى والزهورات

لا توجد كلمة تثير في النفس من المشاعر والراحة والخيال التعبيري والشعري ما تثيره كلمة “الورد” في النفوس والأذهان، وهي على الأرجح مع كلمات مثل القمر أو الشمس أو البحر من أكثر الكلمات تداولاً في آداب الشعوب وفي تراثها الثقافي، لكن عندما يتحدث الناس في بلادنا عن “الورد” فإنهم غالباً يعنون بذلك نوعاً محدداً منه هو الورد الدمشقي (أو الشامي) الذي عرف على مدى الأزمان باعتباره “ملك الورود” بسبب جمال أزراره وورداته المتفتحة وكذلك لونه الوردي الزاهي وعطره الفواح وهي صفات أهّلته لكي يصبح رمزاً للمحبة والطهر والإيمان والجمال. ولفرط الإعجاب بالورد والتعلق باستخدامه استكشفت الحضارات السابقة التي كانت لها خبرات واسعة في الفوائد الطبية أو الغذائية أو التزيينية للنباتات والأعشاب وسائل وحرفاً عديدة للإفادة من الورد الدمشقي وهي سرعان ما وجدت له من الاستخدامات ما لا حدّ له، فهم بدأوا بتقطير بتلاته لصنع ماء الورد وصنعوا من تلك البتلات مربى الورد اللذيذ وجعلوا منه مكوناً أساسياً في “الزهورات” التي يتم تناولها كشراب دافىء صحي، وفي بعض الحلويات مثل الملبن، ثم تمكنوا من استخراج زيته الغالي الثمن لاستخدامه في صناعة العطور، ثم انكبوا على درس خصائصه الطبية وسجلوا عشرات الحالات والعلل التي يمكن للورد أو مائه أم مغليه أن يساعد على شفائها. وبسبب تلك الفوائد تهافت الناس في بلاد الشام وبلدان المنطقة على زراعة الورد الدمشقي ولم يمض وقت حتى كان الرحالة الأجانب أو التجار أو الجنود ينقلون شتلات الورد إلى بلدانهم، فانتقلت زراعة الورد الدمشقي بذلك إلى أوروبا وآسيا وازدهرت في بلدان معينة مثل بلغاريا وفرنسا وتركيا والهند وهي دول تعتبر من أكبر المنتجين للورد الدمشقي في العالم.
فما هي قصة الورد الدمشقي؟ كيف يمكن زراعته والعناية به والحصول على الفوائد الكثيرة التي يقدمها؟

يعتبر الورد الدمشقي Rosa Damascena من أشهر أصناف الورد إطلاقاً، وهو واحد من نوعين فقط من الورد في العالم يمكن استخراج الزيت العطري منهما (النوع الثاني هو الورد الجوري Rosa centifolia المعروف في بلادنا أيضاً(، كما إن الورد الدمشقي لا يزرع بكميات تجارية إلا في أمكنة معينة حول العالم لأنه يتطلب مناخاً معتدلاً وتربة معينة، ورغم شهرته المتزايدة في لبنان فإن الورد الدمشقي سبقه في الشهرة الورد الجوري وهو نوع من شجيرات الورد التي تعطي في موسم الربيع إنتاجاً وفيراً من ورود أصغر حجماً وأقل كثافة في البتلات ولموسم إزهار قصير نسبياً بالمقارنة مع موسم الورد الدمشقي الذي قد يطول من الربيع وحتى أواسط الخريف، لكن الناس تخلط أحياناً بين النوعين وتطلق على الورد الدمشقي اسم “الورد الجوري”. وكان اللبنانيون ولا يزالون يستخدمون الورد الجوري لتقطير ماء الورد الزكي الرائحة لكنه أقل تركيزاً في عطره من ماء الورد المنتج من الورد الدمشقي، ولهذا السبب ربما نجد أن زراعة الورد الدمشقي بدأت تنتشر بصورة متدرجة سواء كزراعات منزلية أم كزراعات واسعة بهدف تقطير ماء الورد، لكن بالدرجة الأولى من اجل زيت الورد الغالي الثمن والمطلوب كثيراً في الخليج، ولاسيما في المملكة العربية السعودية.
وتعتبر بلغاريا أكبر بلد منتج للورد الدمشقي ومشتقاته وخاصة الزيت العطري ومن البلدان المنتجة الرئيسية أيضاً كل من تركيا وإيران والمغرب والهند والصين. ويعتبر زيت الورد الدمشقي الأكثر استخداماً في صناعة العطور ويمثل 90% من الزيوت الأساسية المنتجة في العالم بينما يأتي الـ 10 % من زيوت العطور من الورد الجوري. ويتطلب إنتاج لتر واحد من زيت الورد نحو أربعة أطنان من الورد الدمشقي، وهذا ما يفسر الثمن الباهظ لزيت الورد والذي يتراوح بين ثمانية آلاف و12 ألف دولار للكيلوغرام.

تاريخ الوردة
تمّ تهجين الورد الدمشقي من ثلاثة أنواع من الورد العطري بعضها كان برياً، لكن الورد الدمشقي المحسّن لم يعد موجوداً كورد برّي، ويعتقد أن أصله يعود إلى بلاد الشام وإلى دول منطقة الشرق الأوسط عموماً، لكن الأبحاث الجينية الأخيرة أظهرت أن الورد الدمشقي يحمل أيضاً جينات من المناطق الجبلية في آسيا الوسطى.
انتقلت نبتة الورد الدمشقي من المنطقة إلى أوروبا نتيجة للحروب الصليبية ودخول الألوف من الجند الأوروبيين إلى بلاد الشام، وينسب المؤرخون إلى القائد الصليبي روبير دوبري الفضل في نقل الورد الدمشقي من مدينة دمشق في سوريا إلى أوروبا. ووفق روايات أخرى فإن الرومان هم الذين جلبوا الورد الدمشقي معهم إلى جنوب بريطانيا بينما تقول رواية ثالثة إن الطبيب الخاص للملك هنري الثامن أهداه شجيرة من الورد الدمشقي في حوالي العام 1540.
وبرغم الشهرة التقليدية لبلغاريا وتركيا في صناعة أنواع الزيوت المستخرجة من الورد فإن الهند تفوقت مع الوقت في إنتاج كميات كبيرة وبسعر أقل بالنظر إلى رخص اليد العاملة، وتشتهر مدينة الطائف في المملكة السعودية في إنتاج الورد الدمشقي الذي يسمى في السعودية “الورد الطائفي” لكن القسم الأكبر من زيت الورد العالي النوعية الذي يباع في المملكة مستورد.

زراعة الورد الدمشقي
يمكن القول إن زراعة الورد الدمشقي على نطاق واسع ولأغراض التصنيع ما زالت محدودة وهذا على الرغم من المناخ اللبناني المثالي لإنتاج هذه الوردة التي تعتبر منتجاً اقتصادياً ممتازاً ويمكن أن تتحول إلى إحدى الزراعات البديلة التي تساهم في تنمية الريف اللبناني وقراه. لكن إدخال الورد الدمشقي كمنتج اقتصادي يتطلب إعادة تخصيص مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لهذا الغرض، وهناك مساحات كبيرة في الجبال اللبنانية أو في سهل البقاع غير مستخدمة استخداماً فعالاً، وهذه يمكن تحويل استخدامها لهذه الزراعة المربحة، وأي توسع في زراعة الورد الدمشقي سيجرّ حتماً إلى قيام صناعات لتقطيره أو لاستخراج زيته العطري الغالي الثمن، وهذا التطور يمكنه أن يخلق فرص عمل كثيرة لأبناء القرى ويعزز الاقتصاد الريفي فضلاً عن فوائده السياحية غير المباشرة، إذ إن حقول الورد يمكن أن تصبح مقصداً أو جزءاً من مشاريع للسياحة البيئية.
في هذا المقال، لن نركّز على خيار الزراعة الواسعة بل سنركز بصورة خاصة على زراعة الورد الدمشقي كمشاريع صغيرة أو متوسطة تلائم طبيعة الملكيات والواقع الريفي في الجبل بصورة خاصة.

“التعشيب الدائم لشتلات الورد ونكش تربتها أساسيان لعدم قدرة جذوره على منافسة الأعشاب الطفيلية الضـارّة”

ورد طائفي ملكي من إنتاج العربية للعود
ورد طائفي ملكي من إنتاج العربية للعود

تكثير الورد
إن الخطوة الأولى في إنشاء مشروع للورد الدمشقي هي بالطبع اختيار المساحة التي ستخصص لهذا الغرض، ثم توفير الشتول الناضجة التي يمكن الحصول عليها من مشاتل متخصصة بعمر سنتين وبسعر قد لا يزيد على 3 دولارات للشتلة، وهذا سعر معقول. لكن ما إن ينجح مشروع الورد حتى يمكن تكثير الشجيرات وتوسيع الزراعة من خلال التكثير المحلي. والمصدر الأول لتكثير الورد داخل البستان هو العُقَل أو “الأقلام” التي يمكن الحصول عليها عند تقليم الشجيرات في الشتاء تحضيراً لها لموسم إزهار جديد. ويمكن للمزارع اغتنام فرصة التقليم لانتقاء العقل الجيدة من الشجيرات علماً أن العقل الأفضل هي التي يتم أخذها من أسفل سيقان الوردة، كما إن العقل القاسية من الورد المختارة من السوق النامية في العام السابق أعطت أفضل النتائج لجهة نجاح التجذير والنمو. وبيّنت الدراسات أن أفضل وقت لأخذ العقل المعدة للتكثير هو شهرا كانون الثاني وشباط لأن العصارة النباتية تكون عندها في حالة سكون.
ويتمّ غرس العُقَل في أثلام أو مساكب بعد برش أسفل العقلة قليلاً بسكين أو قطع الطرف السفلي بصورة مائلة بما يشجع على نمو الجذور، على أن يتم نقل العُقَل بعد تطور نموها إلى عبوات زراعية والعناية بها لمدة سنة قبل نقلها إلى مكانها النهائي. ويمكن الاستغناء عن الخطوة الأولى بغرس العُقَل مباشرة في عبوات زرع بلاستيكية من الحجم الوسط (قطر 20 سم) مع ضغط التراب بقوة حولها منعاً لتسرب الهواء، ويتابع ري العقل بعد أن تورق وتبدأ بالنمو حتى موسم الزرع في نهاية الخريف ومطلع الشتاء، حيث يتمّ غرس الشتول الناتجة عن العُقَل في مكانها النهائي.

أسلوب الزرع
يتوقف أسلوب زرع الورد الدمشقي على عدة عوامل أهمها المساحة المخصصة له والغاية من زرعه أهي للزينة وللإستخدام المنزلي أم لأغراض تجارية. في الاستخدام للأغراض التجارية يفترض وجود مساحة واسعة مخصصة لزرع الورد وفي هذه الحال من الأفضل زرع الورد في صفوف متوازية بعد العمل على تخصيب التربة بالأسمدة العضوية مع ريّها بالنقطة وذلك لتوفير المياه ولتسهيل عملية القطاف والمعاملة مثل التقليم والنكش والتسميد. وفي حالات أخرى يتم زرع الورد الجوري كسياج للأرض أو على السياج المحيط بالمنزل وهذا الخيار يعطي عدة فوائد فهو يوفر الحماية المنتظرة من سياج شائك كما إنه يعطي منظراً رائعاً لمحيط الحديقة في موسم الإزهار وأخيراً فإنه يوفر الورد الذي يمكن الاستفادة منه بطرق مختلفة.

الري والتغذية
الورد الدمشقي لا يحتاج إلى الري الدائم ويمكنه أن يتحمل الري المتباعد خصوصاً مع زيادة عمر الشجيرة، وفي حال عدم توافر المياه بصورة كافية يمكن توفير الكميات المستخدمة لري الورد عبر تغطية الأثلام بغطاء كثيف من الحشائش اليابسة أو “السميسمة” أو ورق السنديان المتجمع في الأحراج وأي غطاء من النباتات حتى الخضراء يؤدي الغرض.
التغذية : يحتاج الورد إلى التغذية عبر التسميد المنتظم لأن الوردة يمكن أن تبقى في مكانها لسنوات طويلة ولا بدّ بالتالي من تجديد البيئة الغذائية للتربة الحاضنة سواء عبر التسميد الطبيعي وهو الأفضل لأنه يزيد في نوعية عطر الورد وقيمته الغذائية في حال استخدامه لصنع مربى الورد، لكن الأسلوب المهم لتغذية الورد هو مياه السماد العضوي المسماة أحياناً “محلول” الروث الحيواني Manure soup أو شاي الكومبوست Compost tea، ويمكن الحصول على ذلك بتثبيت خزان أو خزانين سعة 2,000 لتر للواحد ووضع كيس من سماد الماعز أو الدجاج البيتي أو الاثنين معاً مع العناية بوضع مضخة لتدوير المياه في الخزانين وهذا الأسلوب يحافظ على تهوئة المياه ويؤدي إلى إنتاج محلول غني جداً بالمواد الغذائية الطبيعية.
زراعة غراس الورد: يفضل زراعة غراس الورد خلال طور سكون العصارة في نهاية فصل الشتاء. من أجل ذلك تحفر حفرة بعمق 45 سنتم وتخلط التربة بمثلها من السماد العضوي ثم يوضع قليل من هذه الخلطة في أسفل الحفرة وبعد التأكد من وضع الغرسة بالشكل المناسب يردم خليط التراب والسماد حول الغرسة وترصّ التربة ثم تروى الغرسة. وتختلف المسافة بين الغرسة والأخرى حسب الهدف من الزراعة ونوع الصنف ورغبة صاحب الحقل.
من المفيد هنا الإشارة إلى ضعف قدرة جذور الورد على منافسة جذور النباتات الأخرى التي قد تحيط بها، لذلك فإنه من المهم جداً القيام بالتعشيب الدائم لأغراس الورد ونكشها وتسميدها في كل موسم.

المتطلبات البيئية
يحتاج الورد إلى الإضاءة الشديدة والحرارة المرتفعة ويلاحظ أن الإنتاج الأوفر من الورود يحصل في فصل الربيع والصيف حيث الإضاءة والحرارة كافيتان وعليه، فإنه لا ينصح بزراعة الورد الدمشقي في الأماكن الظليلة لكونه يحتاج على الأقل إلى 6 ساعات يومياً من أشعة الشمس المباشرة.
التربة: يفضل الورد التربة العميقة المتوسطة القوام الغنية بالمغذيات العضوية ولا تنجح الشجيرة في الأراضي الدلغانية أو الضعيفة التهوئة حول الجذور، كما إنه من المفيد عزق التربة وتحريكها وتفكيك التربة السطحية وتهوئتها.
الريّ: تفضل طريقة الريّ بالتنقيط، وإذا استخدم الريّ العادي (بالخرطوم) يفضل عدم رش الساق والأوراق منعاً من الإصابة بالأمراض، وتختلف احتياجات النبات من الماء بحسب الموقع والصنف ونوع الأرض ومرحلة النموّ وعمر الشجيرة وبحسب الظروف البيئية، وتؤدي عملية الريّ المنتظمة إلى زيادة النموّ الخضري وزيادة نسبة الورود التي تظهر على الشجيرة.
التقليم: تتم عملية التقليم خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع أي قبل بدء النمو الجديد وتزال الأفرع الميتة والتالفة كما تزال التفرعات المتجهة إلى وسط الشجرة ويكون التقليم حسب الصنف والغاية من الزراعة. وتكون عملية القطع فوق العيون (البراعم النائمة) بميل 45 درجة عن محور الساق، وذلك لمنع تجمع قطرات الندى والمطر التي تؤدي إلى حدوث تعفّن. وتختلف طريقة التقليم بحسب الهدف من تربية الشجيرة لأن هناك التربية العالية والتربية القصيرة ويجب بشكل عام أن تتناسب طبيعة التقليم مع طبيعة الصنف فمثلاً يستخدم التقليم الجائر للأفرع التي لها من العمر أربع سنوات وذلك بهدف تشجيع نمو أفرع نشطة تسهم في زيادة الإنتاج. ويستخدم التقليم المستمر لأصناف الورد التي تنتج أزهاراً عنقودية من مجموعات الورد وذلك للحصول على تفرعات وأزهار وفيرة.

معلومات سريعـــــــــــــــــــــــــة

• في الأرض المروية يمكن غرس ما بين 1,500 و2,000 شجيرة ورد بالدونم
• ويمكن أن يصل حجم الشجرة في الزراعة المروية إلى متر ونصف أو مترين ونصف المتر طولاً
• يعطي كل كيلوغرام من الأزهار 800 غرام من ماء ورد وكل واحد كيلوغرام من بتلات الورد واحد كيلوغرام من ماء ورد
• كل أربعة أطنان من الورد الشامي تنتج لتراً واحداً من زيت الورد
• يتراوح سعر اللتر الواحد من زيت الورد الشامي ما بين 10 إلى 12 ألف دولار
• تحمل شجيرة الورد الشامي أزهاراً عطرية وردية اللون تتفتح أزرارها في فصل الربيع وتتراوح أعدادها ما بين 1,500 و2,000 برعم للشجيرات المروية وقد يصل إلى 5,000 برعم بينما يتراوح عدد البتلات ما بين 30 و40 بتلة تقريباً للزهرة الواحدة
• يبلغ متوسط وزن الزهرة الواحدة ما بين 2 إلى 2.5 غرام

الآفات التي تهاجم الورد
المن: وهي حشرة صغيرة جداً متعددة الألوان تتطفل على النموّات الحديثة وعلى حواف البراعم الزهرية وأعناقها مؤدية إلى تشوّهها والتفافها بفعل سحب العصارة النباتية، كما إن مخلفات المنّ تجذب الحشرات الأخرى وبخاصة النمل وتؤدي الإصابة الشديدة إلى ظهور سائل عسلي يسمى الندوة العسلية يتحول لونه إلى أسود. يكافح المنّ بالأسلوب الطبيعي عبر رشه بمزيج من خل التفاح وبودرة الحر الأحمر اللاهبة وربما مع إضافة مقطر الصعتر إذا وجد، وهذه الخلطة كافية لإزالة المنّ بما في ذلك المن القطني.
التربس: وهو حشرة صغيرة تهاجم الأزهار وقمم الأفرع والأوراق وتؤخر من تفتح الأزهار، وهذه الآفة يمكن التخلص منها برش الخلطة المقترحة سابقاً لمعالجة آفة المنّ.

bw مصنع حديث لاستخراج زيت الورد الدمشقي تمهيدا لاستخدامه في صناعة العصوز الباريسية
bw مصنع حديث لاستخراج زيت الورد الدمشقي تمهيدا لاستخدامه في صناعة العصوز الباريسية

البياض الدقيقي : وهو مرض فطري يصيب الأوراق والأفرع والبراعم الزهرية وتؤدي الإصابة به إلى اتلاف الأوراق وذبولها كما تذبل الأزهار قبل تفتحها ويظهر مسحوق أبيض اللون أو رمادي يغطي الأوراق والأفرع، وهذا المرض من أخطر أمراض الورد ويزداد مع شدة ارتفاع الحرارة والرطوبة، لكن المرض ينتشر أكثر بسبب كثافة المجموعة الورقية للوردة وعدم تقليمها بطريقة صحيحة تسمح بدخول الشمس والهواء إلى داخلها، وينصح باستخدام مبيد فطري طبيعي مثل التغبير بالكبريت أو الجنزارة أو خليط من العنصرين أو استخدام مبيدات فطرية كيميائية مخصصة للزراعة العضوية.
الصدأ: وهو من الأمراض الخطرة التي تصيب الورد وتسبب ظهور بقع وبثور وردية إلى برتقالية على الأوراق والأفرع وتؤدي إلى زيادة فقد الماء وجفاف النبات بل وموته عند الإصابة الشديدة. ينصح بإزالة الأجزاء المصابة من الأسفل فوراً وحرقها لحماية باقي أجزاء الوردة كما ينصح بتجنب ترطيب الأوراق عند الري ومراعاة تهوئة الشتلة والمحافظة على قوتها الطبيعية.

حذار المبيدات الكيميائية
ومن الواجب التحذير هنا من أن المزارع يسارع في حال إصابة الورد بمثل هذه الآفات إلى رشّ الورد بالمبيدات السامّة الحشرية أو الفطرية بصورة متكررة، وهذه المبيدات عدا عن أنها تخلق مع الوقت مناعة عند البكتيريات والحشرات فإنها خطرة في حال استخدام الورد لتقطير ماء الورد لأن الترسبات السامة ستنتقل إلى ماء الورد الذي يستخدم في حالات كثيرة لترطيب العين أو البشرة، كما إنها ستنتقل إلى المربيات التي تصنع من بتلات الورد وتبقى فيها على شكل رواسب خطرة على الصحة.

لهو ومرح في مدينة اسبارطة التركية قبل الحصاد إلى وحدة تصنيع زيت الورد
لهو ومرح في مدينة اسبارطة التركية قبل الحصاد إلى وحدة تصنيع زيت الورد

تصنيع زيت الورد الدمشقي في بلدة تركية

تقع مدينة إسبارطة التركية في جنوب غربي البلاد على ارتفاع 1035م وهي غير إسبارطة اليونانية المعروفة التي خلدها هوميروس في الإلياذة. لكن رغم أن إسبارطة التركية ليست شهيرة بتاريخها فإنها شهيرة بزراعة الورد الدمشقي بحيث تسمى “مدينة الورود”. يعيش في المدينة نحو 222,500 نسمة يعمل قسم كبير منهم في حقول الورد المنتشرة على مدّ النظر حول المدينة أو في تصنيع زيت الورد في وحدات إنتاج حديثة. وتضم إسبارطة شركة سِبات أكبر منتج لزيت الورد في تركيا.
يبدأ قطاف الورد الدمشقي في إسبارطة في مطلع شهر حزيران حيث يكون الإزهار في ذروته ونسبة الزيت في الورد بلغت أيضاً أقصاها، ويتم قطاف الورد في الساعات الأولى من الفجر والصباح الباكر قبل صعود الشمس في السماء وقبل أن تتفتح الوردة فتكشف كمية الزيت فيها للتبخر لأن زيت الورد زيت طيار مثل غيره من الزيوت العطرية وهو قابل للتبخر بفعل الحرارة. ويتم قطاف الورد يدوياً ومن خلال تعاون أفراد الأسرة الزارعة للورد ثم ينقل الورد حوالي الساعة العاشرة صباحاً في سلال كبيرة سعة الواحدة منها 15 كلغ إلى مصنع استخراج زيت الورد الواقع على بعد 5 دقائق بالسيارة من الحقول. وتتم معالجة بتلات الورد في خزانات سعة الواحد منها 500 كلغ، وبعد التحقق من الوزن يتم إلقاء بتلات الورد في الخزان لتملأه حتى ثلاثة أرباعه ويضاف 1500 لتر من الماء ويتم تسخين المزيج حتى يبدأ بالغليان في عملية تسمى “التقطير” وعندها يبدأ جمع المياه المتبخِّرة والحاملة للزيت (ماء الورد) في خزان آخر، وهذه العملية يجب إعادتها ثلاث مرات بحيث يتم تقطير المزيج كل مرة بهدف تبخير المزيد من الماء وزيادة نسبة زيت الورد في ماء الورد المقطر. بعد ذلك يتم فصل زيت الورد الذي بسبب خفة وزنه يعوم على المياه فيتم جمعه وفصله ثم يمرّ أخيراً بعملية تكرير من الشوائب وبقايا الرطوبة ليصبح زيت ورد صافياً وجاهزاً للتصدير أو البيع في الأسواق.

موسم التين

التغيُّر المناخي حقيقة وآثاره بدأت بالظهور

مـاذا تعلمنــا من كارثــة تلــــف

موســم التيــــن العـــــام 2016

أصيب موسم التين العام الماضي بكارثة حقيقية لم يُر مثلها في سالف الأيام، وذلك عندما بدأت أفواج ثمار التين، فوجاً بعد آخر، تتشقق قبل نضجها فيتكاثر عليها البرغش والحشرات فتفسد نتيجة لذلك، وتتهرأ ثم تتساقط تحت الأشجار. وثمار التين المتشققة تفقد خواصها المميزة ونسبة كبيرة من السكريات، وتصبح بالتالي غير صالحة للتسويق والأكل والتصنيع.
يجب القول بادئ ذي بدء بأن الكثير من الأمراض والآفات الزراعية التي نراها تتكاثر وتصيب زراعاتنا لها أسباب عدة أهمها، تدهور البيئة الطبيعية، وتكاثر الطفيليات والحشرات الضارة في مقابل زوال الكثير من الأعداء الطبيعيين لتلك الآفات، كما أن لما يحصل علاقة محتملة بظاهرة التغيُّر المناخي، وما يتسبب به من تسخن للجو الأرضي، وتغيرات مناخية من أهمها حصول تقلبات مفاجئة بين مواسم برد شديد وبين موجات حرّ قياسية، وهذا النوع من المناخ “المتطرف” بدَّل كثيراً البيئة الحيوية للنباتات والعناصر التي تؤثر في إنتاجية الأشجار المثمرة. وفي لبنان نجمت الكارثة بصورة خاصة عن موجات رطوبة شديدة في الليل كانت تتبعها موجات حرارة مرتفعة خلال النهار، وهو ما خلق مناخاً إستوائياً غير ملائم إطلاقاً لثمرة التين التي تحب الطقس المعتدل للبنان واعتادت عليه طويلاً.
لا شيء بالطبع يمنع أن نشهد تكرار هذا النوع من الطقس غير المألوف بالنسبة إلى التين، لكننا نأمل أن يكون ما حدث الصيف الماضي حالة شاذّة، لأن مناخ لبنان هو في الأصل مناخ مثالي لزراعة التين، ولا يبدِّل في هذا الواقع بعض التقلبات الطارئة عليه، فطبيعتنا تختلف عن طبيعة الكثير من دول العالم التي تهتم بزراعة التين مثل دول شمال أفريقيا وغيرها التي تحدث فيها عواصف رملية صحراوية تؤدي إلى تخرّش حبات التين ومن ثمّ مهاجمتها من الأمراض وتعفنها.

مكانة التين في لبنان
تعتبر شجرة التين من أقدم الأشجار التي زرعها اللبنانيون، وهي من الأشجار القويّة والمعمِّرة التي قد يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار وقد تعيش لأجيال مديدة، وهي تزرع في جميع المرتفعات والمناطق اللبنانية من الساحل إلى الجبل، لأنها تتحمل التقلبات بين ارتفاع الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً، لكنها تنمو بشكل جيد وتعطي إنتاجاً وفيراً في المناطق الوسطى، وهي مصنّفة ضمن الاشجار الشبه إستوائية. وشجرة التين يمكنها أن تنمو في كافة أنواع التربة لأنها تتميز بمجموع جذري قوي له قدرة على التغلغل بين حبيبات التربة وخاصة الصغيرة منها مثل التربة الطينية (الدلغانية) لكنها تنمو بشكل جيد وتعطي انتاجاً أفضل من حيث الكمية والحجم والجودة في الأراضي العميقة والجيدة الصرف والغنية بالمواد الغذائية.

ظاهرة تشقق التين
ينجم عن تشقق ثمار التين عند نضجها (أو قبله)عوامل عدة أهمّها:
• الإفراط في الريّ، وعلى عكس ما يظن، فإن التين برغم كونه شجرة بعليّة، يمكن ريّه في حالات الجفاف وانقطاع الأمطار في الربيع لأن الري يحسّن نضارة الشجرة ويزيد الفروع المثمرة، لكن الإفراط في الريّ، في موسم نضج الثمار، يمكن أن يتسبّب بتشقق التين ويضعف مناعته، ويجب لذلك اجتناب زرع الخضار الصيفية المرويّة في أماكن وجود التين وتخصيص حقول منفصلة أو مزروعة بأشجار مثمرة لأن هذه عموماً تحب الماء في الصيف.
• ارتفاع الرطوبة الجوية التي تقلل كثيراً من عملية التبخر في الأشجار فتذهب العصارة النباتية بكميات كبيرة إلى الثمار وتؤدي إلى تفجير خلايا التين وتشققها. وبعد تشقق الثمار تدخل إليها الرطوبة (الندى) فتلتقط الفطريات التي يحملها الهواء ما يؤدي إلى تعفنها.

مكافحة تشقق التين
تقتصر أعمال مكافحة تشقّق ثمار التين على بعض الأعمال أهمها:
1. تنظيم الريّ (عندما لا يكون بستان التين بعلياً) بشكل مدروس حسب حاجة الأشجار والتربة إلى الماء مع وقف عمليات الريّ قبل شهر من بدء نضج الثمار.
2. تحسين قدرة الأرض على صرف الماء الزائد، ويتم ذلك بعد إجراء فحص للتربة في المراكز التابعة لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في المحافظات والمناطق اللبنانية التابعة لوزارة الزراعة، وتحديد مدى حاجة التربة للعناصر الغذائية الضرورية لأشجار التين.
3. زراعة أنواع مقاومة للرطوبة والجفاف (تعطي ثماراً متماسكة ولا تتشقق).
4. الاهتمام بأشجار التين والعناية بها حتى يصبح نموها الخضري جيداً ويساعد على تظليل الثمار وحمايتها من الحرارة المرتفعة نهاراً والحرارة المنخفضة ليلاً مما يساعد على حمايتها من التشقق.

ظاهرة تعفن التين
يعتري ثمار التين الكثير من الأمراض الفطرية وخاصة الفطريات الناقصة التطور مثل البينيسيليوم الذي ينمو في جميع الظروف المناخية. أما أعراض إصابة ثمار التين بالتعفن فتحدث بعد تشققها أو بعد إصابتها بالحشرات التي تثقبها مما يؤدي إلى إحداث مدخل للفطر، وتختلف ألوان الثمار المصابة بالتعفن بحسب نوع الفطر ولون الثمار.
أما الأسباب المباشرة لتعفن التين فهي:
ذبابة ثمار التين: Lonchae Aristella Bec
الأعراض: ثقوب صغيرة في الثمار من جراء غرز آلة وضع البيض للذبابة داخل الكوز. بعد فقس البيض، تبدأ اليرقات بالتغذية على لب الثمار وتؤدي الى تلف الثمار وتعفنها وعند فتح الثمرة المصابة نلاحظ وجود اليرقات ثم يتساقط عدد كبير من الثمار على الأرض والمتبقي على الشجرة غير صالح للأكل.
المكافحة: جمع الثمار المصابة وحرقها، كما من المفضل اللجوء إلى المكافحة الفيرومونية بهدف اجتذاب الحشرات إلى المصائد والتي تعطي نتائج جيدة.
حشرة التين الشمعية Fig Wax Scale: تعتبر من الآفات الرئيسية التي تضرّ بأشجار التين وتصيب الفروع والأوراق والثمار، وتنتشر في المناطق التي تكثر فيها المكافحة الكيميائية والتي تقضي على الأعداء الطبيعيين للحشرة. تتغذى الحشرة على العصارة النباتية ثم تفرز ندوة عسلية بكثرة تؤدي الى نمو الفطر الأسود فتضعِف الشجرة وتشوِّه الثمار وتؤدي الى تساقطها.
المكافحة: التخلص من الفروع والأوراق والثمار المصابة بقدر المستطاع وحرقها، واتباع سياسات مكافحة بيولوجية وغير كيميائية تحافظ على الأعداء الطبيعيين لهذه الآفة وبالتالي تحدّ من انتشارها.

تلف موسم التين نموذج عن ما ينتظرنا بسبب التغيّر المناخي
تلف موسم التين نموذج عن ما ينتظرنا بسبب التغيّر المناخي

تعاونيات النحل والغياب الكبير

لتعاونيات النحل في لبنان دور أساسيّ في دعم النحّال أبرزها التدريب، لأن مهنة النحل معقدة وتحتاج إلى احتراف وإلى معرفة وانضباط، وأهم شيء تحتاج إلى إستقامة في العمل فلا ينساق النحال إلى أساليب الغش أو التلاعب بهدف زيادة ربحه، والتعاونية يمكنها هنا أن تقدم المثل الأعلى وأن تدرب مربّي النحل على هذا الفن القائم بذاته، والذي يحتاج إلى شغف ومثابرة ومراكمة خبرة، وإذا لم تتوافر الخبرة والكفاءة للتعاونية فيمكنها دائماً الاستعانة بخبراء مستقلين من خارجها.
في نطاق التدريب نذكر مثالاً هو أهمية مراقبة ظهور الآفات، وتأمين الدواء وتعليم النحال كيفية وتوقيت وضعه في الخلايا، توزيع الخلايا في الأماكن المدروسة، تحديد عدد الخلايا في المكان الواحد تجنباً للمزاحمة بين العاملات، تأمين الشمع الخام الخالي من الأمراض وخاصة مرض تعفن الحضنة الأمريكي، وطرق التطريد الاصطناعيّ وأوقاته، وطرق تصريف الإنتاج وتحديد أسعاره وتحسين وضع النحال الاقتصادي والتنسيق مع البلديات والجمعيات البيئية لتشجيعها على زراعة الأشجار والنباتات العطرية الرحيقية بدلاً من الأشجار والنباتات التزينيّة غير المفيدة للنحل.
لكننا إذا نظرنا إلى واقع تعاونيات النحل نجد بعضها لا يهتم بالنحالين على الإطلاق ولا يعقد اجتماعات ويرتب الانتخابات في الكواليس و”بمن حضر” وهذه التعاونيات تصبح وسيلة لترويج مصالح البعض لكن لا فائدة تنتج عنها للمهنة أو للنحالين. وهناك تعاونيات تفتقد إلى المبادرة وتنتظر من يقدّم لها المساعدة، بينما قلّة قليلة من التعاونيات هي التي تعمل بنشاط لخدمة المهنة والأعضاء. أكبر دليل على غياب التعاونيات في قطاع النحل نسبة الغش المتزايدة في العسل والممارسات العشوائية لاستخدام المبيدات وغير ذلك، فمن أين سنبدأ إذاً في تطوير قطاع العسل اللبناني وحماية سمعته لدى المستهلك أو لدى أسواق التصدير؟

“الضحى”

ازهار الخزامي

زراعتها منتشرة في أوروبا وبدأت تتّسع في لبنان

أزهار الخُزامى العطريّة

جمـــــال وعـــــلاج وثـــــروة إقتصاديـــــة

تعتبر الخُزامى العطريّة Lavnendula. Officinalis من أشهر النباتات في العالم ومن أكثرها فائدة من النواحي الطبية والمنزلية والاقتصادية. ومن أهم عوامل الجذب في عشبة الخُزامى سهولة زرعها والعناية بها وطول عمرها والنسبة العالية من الزيت العطري الذي يمكن الحصول عليه منها بطريقة التقطير العادية. ولزيت الخُزامى استعمالات عدّة في الطب البديل وفي صناعات الصابون والعطور ومستحضرات التجميل وبعض الزيوت الطبية، وبسبب الطلب عليه فقد بات لهذا الزيت قيمة كبيرة، مما قد يجعل منه مصدر دخل حقيقيّاً في مشاريع الزراعة الكثيفة للخزامى العطريّة، كما يحصل خصوصاً في فرنسا والعديد من الدول الأوروبية. وفي لبنان لم تنتشر زراعة الخُزامى العطريّة على نطاق تجاري حتى الآن، لكن الإهتمام بها يزداد يوماً بعد يوم بسبب تزايد الطلب على الزيت العطري المستخرج منها. ولزراعة الخُزامى فوائد أساسية لمربي النحل بسبب الإقبال الكبير عليه من عاملات النحل، وهو يعتبر بالتالي، مع أعشاب أخرى مثل الصعتر وإكليل الجبل والقصعين، من الأعشاب الرحيقية العظيمة الفائدة لإنتاج أفضل أنواع العسل ذي الطعم المميز والخصائص الشفائية، وقد بدأ العديد من البلديات والجمعيات في لبنان بتنفيذ مشاريع لتوطين الصعتر وغيره من النباتات العطريّة بهدف تشجيع تربية النحل والاستفادة في الوقت نفسه من هذه المحاصيل العشبية لأغراض تجارية.

أنواعُه وخصائصُه
توجد الخُزامى بأنواع عديدة، لكن الأكثر انتشاراً منها في لبنان هو الخُزامى الإنكليزية وكانت تسمى Lavnendula. Officinalis والميزة الأهم لهذا النوع هو تحمله الجيد للصيف اللبناني في المناطق الجبلية، بحيث إن في إمكانه النمو والاستمرار لسنين طويلة دون حاجة لريّه، وإن كان الريّ المتقطع له في الصيف يساعد على نموه ويحسن إنتاجه من الأزهار. وللخزامى الإنكليزية (والبعض يسميها الخُزامى المُغربيّة) ميزة أساسية على الأنواع الأخرى مثل الخُزامى الهولندية هي أزهارها الكثيفة وطيب رائحتها والنسبة العالية من الزيت العطري الذي يمكن استخراجه منها، علماً أن الخُزامى تعطي أعلى نسبة من الزيت العطريّ إذا زُرِعت على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر وما فوق.
رغم أنها تُزرع في المناخات المعتدلة، فإن الخُزامى العطريّة تحقق أفضل النتائج في الأماكن المشمسة والتربة الجافة الجيدة الصرف والمختلطة بالحصى والتي تمرر بالتالي كميات كافية من الهواء لقاعدة النبتة وجذورها السطحية، وهي لا تحتاج إلى تسميد كيماوي أو عضوي لأنها نبتة قوية مثل النباتات البرية بل إنها بسبب قوتها غالباً ما تحول دون ظهور الأعشاب الطفيلية الأخرى في جوارها. على العكس من ذلك، فإن التسميد العضوي الزائد قد يزيد الرطوبة حول الجذور ويصيبها بالتعفّن، ومرض تعفن الجذور هو أحد الأمراض القليلة التي تصيب شجيرة الخُزامى وقد تؤدي إلى يباسها. ومن أجل الحؤول دون ذلك، فإنه من الأفضل فلش الحصى الناعم حول كعب الشجيرات، وكذلك تقليم النبتة تقليماً وافياً ونزع الأغصان الخشبية والقديمة وإعطاء الشجيرة فرصة إنبات فروع جديدة تكون أكثر خضرة وقوة. وفي ما عدا التقليم (الجائر) كل بضعة سنوات، فإن شجيرات الخُزامى لا تحتاج إلى عناية ولا يتعرض موسمها لآفات، كما إنها قادرة على البقاء والنمو سنة بعد سنة دون ريّ على الإطلاق، وهذه ميزة كبيرة في مشاريع الزراعة الكثيفة التي لا تتوافر لها إمكانات الريّ المنتظم، إذ لن يكون على المزارع أن يقلق بشأن توافر المياه لري الحقل. الاستثناء الوحيد هنا، هو ضرورة ري شتول الخُزامى خلال فصل الصيف التالي لزرعها لتمكينها من تعزيز كتلة الجذور والنمو حتى بلوغ فصل الشتاء. وفي الغالب، فإن الريّ لسنة واحدة غالباً ما يكون كافياً لإنطلاقة شجيرات الخُزامى ونموها المستمر في السنوات التالية، كما إن الخُزامى تحتاج إلى تشذيب وتقصير الجذوع بعد القطاف بهدف إراحة الشجيرة والحؤول دون ظهور سنابل جديدة في الموسم نفسه.

منتجات مختلفة مصنوعة بزهر الخزامى أو زيته
منتجات مختلفة مصنوعة بزهر الخزامى أو زيته

“الخُزامى مثاليّة للزراعة الكثيفة، قليلة استهلاك الماء قوية معمرة ومنتجة لعســـل لذيذ ولزيت عطــــــري غالي الثمن ومتعدد الاستـــخدامات”

تكثير الخُزامى
يمكن لأي صاحب مشروع أن يشتري شتول الخُزامى الجاهزة من المشاتل وهي عادة لا تكلف أكثر من دولار واحد للشتلة الجيدة من عمر سنة أو أكثر في الأكواب، لكن إذا كان مصدر الري الصيفي متوافراً فإن في إمكان المزارع تكثير الخُزامى محلياً بطريقة الأقلام المقتطعة من الشجيرات المعمرة الموجودة في البستان، على أن يتم انتقاء الأقلام من عمر سنة على الأقل وليس الأقلام النابتة في الموسم الجديد، وفي كثير من الحالات يمكن اختيار فسائل من على كعب الشجيرات القائمة تحمل بعض الجذور، الأمر الذي يعزّز حظوظ نجاح الفسيلة ونموها في المشتل. وأفضل وقت لأخذ الأقلام أو الفسائل هو أوائل شهر شباط عندما تكون العصارة متوقفة والطقس مائلاً إلى البرودة، ويتم وضع الأقلام أو الفسائل في أكواب بقطر 10 سم وتنظيمها في صفوف متلاصقة في مكان مناسب وظليل من الحديقة بحيث يسهل ريها بطريقة الرش وحيث يمكن لكميات قليلة من المياه أن تكفي لتأمين الري طيلة فصل الربيع والصيف. وفي نهاية هذه المدّة وعلى مشارف الشتاء تكون الشتول قد تجذّرت وأنتجت نُموّات ساقية وزهرية، وأصبحت بالتالي جاهزة لنقلها إلى مكانها الدائم. وهذا المكان يمكن أن يكون على جنبات الطرق أو مساكب للزينة أو في أراض زراعية مخصصة له في حال الزراعة الكثيفة، ويجب أن لا يغيب عن بال المزارع أن الشتلات التي نقلت إلى مكانها الدائم ستحتاج إلى ريها مجدداً طيلة فصل الصيف التالي كما ورد ذكره سابقاً.

قطاف الخُزامى
يختلف توقيت قطاف الخُزامى وأسلوبه وفقاً لنوع الإستعمال المتوقع للحصاد، لكن المبدأ الأساسي هو أن حصاد سنابل الخُزامى يمكن أن يبدأ بعد اكتمال الإزهار وتفتح أكثرها على السنبلة، وهذا الحصاد هو الأنسب لتجفيف الأزهار على شكل باقات تجمع وتُعلّق على حبال بإتجاه الأسفل، تمهيداً لتسويقها أو من أجل تقطيرها بهدف إستخراج زيت الخُزامى الغالي الثمن، وفي حال الرغبة في إنتاج الزيت الجيد فإن من الضروري تقطير الزهر بعد القطاف مباشرة ودون انتظار عملية التجفيف.
لكن رغم أهمية هذه الاعتبارات فإن المزارع قد يقرر تأخير موسم القطاف لأسباب أخرى منها وجود قفران النحل في البستان، إذ يهدف مربو النحل عندها إلى أن يتيح للعاملات أخذ النسبة القصوى من رحيق زهيرات الخُزامى لما في ذلك من فائدة لتحسين كمية العسل ومذاقه وخصائصه الشفائية، وهنا فإن ما يجنيه المزارع من العسل يعوِّض أو يزيد على ما كان يأمل الحصول عليه من التقطير المبكر لحصاد الأزهار. ويمكن للمزارع أن يقرر تأخير القطاف لأسباب “سياحية” كأن تكون مزارع الخُزامى جزءاً من مشروع سياحي مما يتطلب الإبقاء عليها في حالة الإزهار وعلى لونها البنفسجي الرائع لأطول مدة ممكنة.
يؤدي التأخُّر في قطاف سنابل الخُزامى إلى تحول الزهيرات من اللون البنفسجي الأزرق الزاهي إلى اللون البنّي الفاتح وربما إلى تساقط قسم منها، أما الزهيرات الباقية فإنها ستخسر قسماً من الزيت العطري عند تقطيرها وربما تأثرت أيضاً نوعية الزيت. ومن أجل تفادي هذا الأمر، فإن المزارع الذي يكون مربياً للنحل أو مهتماً بإطالة موسم الإزهار يمكنه أن يلجأ إلى “حل وسط” وهو البدء بالحصاد وعملية التقطير في منتصف الموسم وقبل أن تجف الزهيرات ويتغير لونها.

النحل يعشق زهرة الخزامى وينتج منها عسلا لذيذا شافيا
النحل يعشق زهرة الخزامى وينتج منها عسلا لذيذا شافيا

.إنتاجية الخُزامى من الزيت
تتوقف إنتاجية الخُزامى من الزيت العطري على مجموعة من العوامل أهمها:
1. موقع الزراعة : نوعية التربة والمناخ وارتفاع الحقل عن سطح البحر
2. عمر الشجيرة
3. وقت النهار الذي يتم فيه الحصاد
4. نوع شجيرة الخُزامى(الصنف)
5. توقيت التقطير
يقول خبراء صناعة تقطير الخُزامى إن الزهر المجفف لا ينتج نوعية جيدة من الزيت، وإن الحصول على نوعية جيدة منه ممكن فقط من السنابل التي تمّ قطافها للتو ويجب أن يتم تقطير هذه السنابل فور القطاف. وأفضل وقت لقطاف سنابل الخُزامى هو أواخر حزيران أو أواسط تموز. ورغم أن الخُزامى ينتج موسماً آخر (رجعياً) من الأزهار، إلا أن هذه لا تنتج زيتاً جيداً لأن نسبة الكافور فيها تكون عالية وبالتالي فإن زيتها يعتبر غير صالح تجارياً، لذلك يفضّل في أزهار الخُزامى العائدة للموسم المتأخر إستخدامها لأغراض الزينة أو بيعها كأزهار مجففة فقط.
وتقدّر إنتاجية الزيت في أزهار الخُزامى المقطوفة حديثاً والمقطرة على الفور بنسبة 2 إلى 5% وهي نسبة عالية، لكن العامل المقرر في تحقيق هذه الإنتاجية هو موقع الشجيرات وقوة نموّها. لكن في حال ترك الشجيرات حتى نهاية موسم الإزهار قبل البدء بقطافها فإن المحصول “الجاف” الناتج لن ينتج من الزيت بأكثر من 1%.

“زهر الخُزامى علاج معترف به لحالات القلق واضطراب النوم ومستخلص الزيت الطيار مفيد جدا ًلمعالجة التوتر والإنقبـاض النفسي”

جهاز منزلي حديث لتقطير زيت الخزامى
جهاز منزلي حديث لتقطير زيت الخزامى

فوائد زيت الخُزامى
يتمتع زيت الخُزامى بخصائص مطهرة ومضادة للإلتهابات، كما يستخدم في صناعة العطور وتعطير منتجات الصابون والكريمات وسوائل الإستحمام والكثير من مستحضرات العناية بالبشرة. وفي صناعة الصابون على البارد بصورة خاصة يمكن إضافة زيت الخُزامى إلى السائل بهدف إعطائه رائحة الخُزامى الطبيعية، كما يمكن إضافة الزيت لتعطير أنواع من الشامبو الطبيعي المنتج أيضاً بالطريقة التقليدية. ويضاف زيت الخُزامى إلى مزيج من زيت جوز الهند وزيت اللوز وزيت حبة البركة لإنتاج زيت ممتاز للعناية بالبشرة ومعالجة الجروح أو الأكزيما والتشققات وجفاف أو إحمرار البشرة.

الإستخدامات الطبية
من أهم الفوائد الطبية المعروفة للخزامى هو فعاليته الممتازة في تهدئة التوتر وإحداث شعور بالاسترخاء ومعالجة الأرق وتحسين نوعية النوم. إن تناول شاي من البابونج الممزوج بأزهار الخُزامى كاف لإحداث شعور بالاسترخاء وتسهيل الخلود إلى النوم، كما إن وضع زهر الخُزامى تحت غلاف الوسادة يساعد على تنشق عطرها والاستغراق في نوم عميق نتيجة لذلك. ولمقطر الخُزامى (ماء الخُزامى) أيضاً مفعول مباشر في معالجة الأرق، إذ يكفي وضع ملعقة منه في كوب ماء فاتر أو كوب حليب فاتر وتناوله قبل النوم لمعالجة الأرق أو أي توتّر نفسي قد يكون حائلاً أمام الإخلاد إلى نوم عميق.
ونتيجة لذلك، فقد اهتمت صناعة المكملات الغذائية والعلاجات العشبية بتصنيع كبسولات تحتوي على مستخلص اللينالول Linalool والليناليل أسيتات Linalyl Acetate المستخرجان من زيت الخُزامى كعلاج طبيعي لحالات الأرق وأثبتت دراسة علمية أجريت عام 2010 الأثر الفعّال لهذين العنصرين على نوعية النوم وعلى معالجة القلق وحالات التوتر، كما أثبتت أنه من الممكن تناول هذه الكبسولات دون أي مضاعفات أو آثار جانبية. وأثبتت الأبحاث أيضاً أن عسل الخُزامى (المنتج من النحل الذي يجني رحيقه من حقول الخُزامى) هو الأفضل كعلاج لتطهير وشفاء الجروح غير الملتهبة أو المتقرحة.

احذروا الغش
بالنظر إلى ثمنه المرتفع، والطلب الكبير عليه من الطبّ البديل ومن العديد من الصناعات، فإن زيت الخُزامى هو من أكثر المنتجات تعرّضاً للغش. وأكثر أساليب الغش شيوعاً هو استخدام اللافاندين Lavandin وهو الزيت المستخرج من الخُزامى الهولندية المتدنيّة النوعية باعتباره زيت الخُزامى الأصلي، ومن الأساليب أيضاً تخفيف زيت الخُزامى بزيوت رخيصة مثل زيت اللوز أو بمحاليل صناعية. وبالنظر إلى استخداماته الطبية فإن شراء زيت خزامى مغشوش يمكن أن يؤدي إلى أضرار ومخاطر مما يعني أهمية شراء الزيت الصافي من مصادر موثوقة ومعروفة.

(إعداد: قسم الصحة والغذاء)

الكابنودس

كابنودِس: حفّار ساق اللّوزيّات

العدوّ رقم واحد للمُزارع

الأرضُ المُهمَلة غير المحروثة أكبرُ سبب للوباء
وريّ الأشجار في أيار يخفّف خطر الإصابة 90%

هل حدث أن رأيتَ شجرة الخَوْخ التي تحبّها والمُحَمّلة بالثّمار الزّاهية تتبدّل فجأة، فتبدأ أوراقها بالذّبول والاصفرار وتجفّ ثمارها على الشّجرة وتصبح مثل هيكل يبعث على الحزن؟ إن حصل ذلك فإن شجرتك الجميلة قتلها على الأرجح حفّار ساق اللّوزيّات ويسمّى باللّغة العلمّية “كابنودس” Capnodis Tenebrionis.
لذلك تُعتبر حشرة الكابنودس أخطر عدوّ للمُزارع في الطّبيعة لأنّها تعمل في الظّلام تحت التّربة وقد لا ندرك أنّها أصابت مقتلاً من الشجرة إلّا بعد فوات الأوان. فما هي هذه الحشرة وكيف تعمل وكيف يمكن الوقاية منها؟

وصف الحَشَرة
الحشرة الكاملة هي خُنفساء كبيرة الحجم صلبة الأجنحة يتراوح طولها بين 3 و 4 سم تقريبا، لونها أسود يوجد على ظهر أنثاها الملاصقة للرأس بقع بيضاء مائلة إلى اللّون الرّمادي، أمّا ذكرها فأسود اللّون عموماً وأطول قليلاً ولا توجد بقع بيضاء على ظهره لكنّه يخرج معها في فترة التّزاوج لتلقيح بيضها قبل أنْ تضعه عند أسفل الأشجار. لذلك فإنّه غالباً ما يُرى الذّكر والأنثى مجتمعان على الشّجرة أو في وضعيّة التّزاوج. رأس الخُنفساء صغير مقارنة بصدرها، أجنحتها الصّدريّة عريضة الشّكل وغِمديّة أي صلبة وقاسية تُحدث فرقعة مسموعة عند كَسْرِها
لكن يجب التّوضيح منذ البدء أنّ العدوّ الأوّل الذي يُحدِث الأضرار الفادحة في اللّوزيّات ليست الخُنفساء نفسها بل يرقاتها التي تتغذّى على ساق الأشجار تحت التّربة، وتتحوّل إلى ديدان بيضاء مسطّحة برأس مفلطح قد يصل طول الناضجة منها إلى أكثر من 6 سنتم، لكن جزءاً أساسياًّ من المكافحة يمكن توجيهه للتّخلّص من الخنافس قبل أن تتمكّن من التّزاوج ومن ثمّ وضع بيضها وفقس يرقاتها وسنأتي إلى ذكر ذلك لاحقا.

عدوّ اللّوزيات رقم 1
يُعْتَبر حفّار الكابنودس العدوّ رقم واحد لأشجار اللّوزيّات والتي تضم المشمش والدرّاق والخوخ والكرز والجارنك كما انّه خَطر أيضاً على التّفاحيّات بما في ذلك التّفاح والإجّاص والسّفرجل والزّعرور وكذلك اللّوز الذي يتبع مجموعة أشجار الجوزيّات.
يفتك حفّار الكابنودس بجذور وكعوب جذوع الأشجار التي يهاجمها محدثاً أنفاقاً عريضة ومتعرّجة وطويلة قد يصل طول النّفق الواحد الى 50 سم تقريباً وتتّجه هذه الحفر نحو الأسفل، لذلك يصعبُ على المزارع اكتشافها بصورة مُبكرة لأنّ يرقات الحشرة تعمل تحت التّراب بعيداً عن الأنظار، وحتّى لو اكتُشفت فإنّ سَحْب الحفّار بواسطة سلك معدني غير مُتاح غالباً كما في حفار ساق التّفاح الذي يمكن سحبه بالشّريط لأنّه يصيب الأجزاء الظّاهرة من الشّجرة فوق التّربة ويحفر نفقاَ مستقيماً نوعا ما وغالباً باتّجاه الأعلى. أمّا أماكن تواجد وانتشار الكابنودس فهي في حوض البحر الأبيض المتوسّط وأوروبّا الوُسطى وجنوب روسيا والهند وإيران.
يرقة الكابنودس (الدودة): تَنتج عن فقس البيوض التي تضعها خنفساء الحشرة في أسفل الشجرة قريبا من التّراب، لونها أبيض مائل إلى الأصفر، وتبقى في طور اليرقة تأكل في أسفل الشجرة لمدّة عامين قبل تحوّلها إلى عذراء، طولها يصل إلى 6,5 سم تقريبا، جسمها طريّ وناعم، رأسها مفلطح وتحمل فَكّين قويّين تستخدمهما في الحفر.
العذراء: بعد اكتمال طور اليرقة تخرج هذه وتحفر حفرة في التّراب بجانب الشّجرة المُصابة تمهيداً لنسج شرنقة والتّحوّل إلى عذراء تمضي فصل الشّتاء تحت الأرض. وعندما ترتفع الحرارة في فصل الربيع وخلال شهر أيّار تخرج من شرنقتها خنفساء كاملة لتبدأ التّزاوج تمهيداً لوضع البيض في أسفل الأشجار لتبدأ دورة حياة (وتخريب للأشجار) جديدة!.

تكاثُر حشرة الكابنودس
بعد خروج أنثى الخنفساء من النّفق تصعد على الشّجر بحثاً عن الشّريك للتّزاوج ثم تبدأ بعد أيّام من التّلقيح بوضع البيض في الشّقوق القريبة من سطح التّربة حول كعب الشّجرة، وتستمرّ بوضع البّيض خلال أشهر أيّار وحزيران وتموز.
تبدأ اليرقات بعد فقسها من البيض بالتّغذية على لُحاء القشرة مُحدِثَة أنفاقاً في منطقة أسفل الساق باتّجاه الجذر الرئيسية وتملؤها ببُرازها الذي يأخذ شكل نشارة الخشب، وتستمر اليرقة في الحَفر والتّغذية أثناء أشهر الصيف والخريف لتدخل بعد ذلك في فترة بيات شتويّ (بالطّور اليَرقي) وعند بداية الرّبيع تستأنف الحفر والتّغذية. والمهم أن إصابة كعب الشجرة قد لا تقتصر على حفّار واحد إنّما في بعض الأحيان قد يصل العدد إلى أكثر من 50 يرقة مختلفة المراحل من عمرها أي بعدة أطوال وأحجام وأعمار.

عوامل تساعد على انتشار الكابنودس
• تنتشر هذه الآفة في الحقول والبساتين المُهمَلة خاصّة في المناطق التي يكون معدّل الأمطار فيها دون 600 ملم فتصيب الأشجار القليلة الرّطوبة في أسفلها.
• ضَعف الأشجار وجفاف التّربة نفسها ممّا يؤدي إلى خَسارة الشّجرة لرطوبتها وجفافها نوعا وهذا ما تحبّه الكابنودس.
• وجود أشجار مصابة بالحشرات وإهمال مكافحتها.
• عدم حراثة الأرض وإزالة الأعشاب وهو ما يساعد الخنفساء على التخفّي ويحمي شرانقها في جوف التربة من أن تقتلع وتصاب بالتّلف.

الوقاية والعلاج
• حراثة كانونيّة لكشف مداخل أنفاق عذراوات الحشرة أو السّماح لمياه الأمطار بالتسرّب إليها وموت الحشرة هذا بالإضافة الى أنّ الرطوبة عامل أساسي في مكافحة الكابنودس لأنّها تؤدي إلى مَوت يرقاتها اختناقا.
• ريّ الأشجار بشكل مُنتَظم ومكثّف خلال أشهر الصّيف لرفع نسبة الرّطوبة حول جذور الأشجار.
• العناية بالأشجار من تسميد وتقليم وحراثة وريّ وتعشيب ومكافحة لانتظام النّموّ والحمل ولإبقاء الشّجرة قادرة على مقاومة الحشرة.
• تظهر الحشرات الكاملة (الخنافس) في عزّ الظّهيرة عند ارتفاع حرارة الجوّ في شهر أيّار فتحطّ على الأشجار القريبة تمهيداً للتّزاوج، وهذه فرصة ذهبيّة لجمع هذه الخنافس باليد أو هزّ الأشجار لإسقاط الخنافس عنها ثم جمعها وقتلها. لكنْ من الضّروريّ تعاون جميع المزارعين في المنطقة الواحدة لتخفيض نسبة الحشرات وبالتّالي التّقليل من ضررها. وفي سوريا تنظّم وزارة الزّراعة حملات أهليّة لجمع خُنفساء الكابنودس ويُعطى مبلغ من المال عن كلّ خنفساء يتمّ التقاطها.
• يذكر أنّ المزارعين الذين يستخدمون المكافحة الكيميائيّة للأشجار يتدنّى لديهم عدد الأشجار المُصابة لأنّ تلك المكافحة تصيب أيضاً حشرة الكابنودس. لكننا لا نشجع على استخدام المبيدات الكيماوية بل الري على كعوب الأشجار بين أيار وحزيران
• تخفيف الثّمار في مواسم الحمل الغزيرة لأنّها تُضعف الشّجرة وتجعلُها عرضةً للإصابة بالحشرة.
• ريّ الأشجار في فترة وضع البَيض منتصف شهر أيّار كلّ أسبوعين مرة تخفف 90% من الإصابة لأنّ الرّطوبة العالية تسبّب عدم فقس البَيض وموت اليرقات حديثة الفقس .
• زراعة أصول متحمّلة للحشرة مثل اللّوز المرّ والمَحلب ومن ثمّ تطعيمها .
• التخلّص من الأشجار المُصابة إصابة شديدة بقلعها وحرقها وتعقيم التّربة مكان القلع للتخلّص من البيوض واليرقات حديثة الفقس.

المكافحة الكيماوية
ونحن لا ننصح بها بسبب مضارّها الجانبيّة الكثيرة لكن لاتّباع “الأسلوب الكيماويّ” يمكن القيام بالتّالي:
• استخدام مبيدات (ميثا داثيون) أو مبيد (ميفيغوس) ذات نفاذيّة عالية لإطلاقها أبخرة قاتلة.
• استخدام مركّبات دلتا ميثرين.
• استخدام مبيد ديازينون أو مبيد (كارباريل) أو مبيد (كاربوفوران)
وهذه تستخدم بطريقة التّعفير أو الرّش حول جذع الشّجرة لمكافحة الطّور اليَرقي حولها وعلى بعد نصف متر وذلك برشها رشّة أولى في شهر أيّار والثّانية في شهر حزيران.

الزعرور غذاء ودواء وزراعة اقتصادية

الزعرور غذاء ودواء وزراعة اقتصادية

من البرية إلى الحديقة ..وصيدلية البيت

الاستعمال العلاجي المتزايد لأزهار وأوراق وثمار الزعرور
نقل الشجرة من البرية إلى خانة الزراعات الطبية الاقتصادية

الاستعمال العلاجي المتزايد لأزهار وأوراق وثمار الزعرور
نقل الشجرة من البرية إلى خانة الزراعات الطبية الاقتصادية

حتى وقت قريب كانت شجرة الزعرور تعدّ من الأشجار البرية التي تميِّز طبيعة الجبال اللبنانية لكن دون التفات حقيقي إلى أهميتها كغذاء أو كدواء أو كقيمة اقتصادية. لكن مع تزايد الاهتمام بأجزاء الشجرة كافة (الأوراق والأزهار والثمار) كمكونات أساسية في العلاجات المكملة لأمراض الضغط والشرايين وتنظيم عمل القلب بدأ الاهتمام بهذه الشجرة القوية يتزايد أولا على شكل استزراع الأنواع المحسنة منها في البيوت ثم عبر الانتقال لاعتبارها زراعة اقتصادية قائمة بذاتها خصوصا وأن سعر الكيلوغرام من ثمر الزعرور يمكن أن لا يقل عن 15 ألف ليرة. فضلا عن ذلك فإن الطلب يتزايد من مصانع العلاجات العشبية على أجزاء الزعرور بهدف استخدامه لإنتاج مستخلص الزعرور على شكل أقراص أو على شكل شراب سائل يمكن تناوله بانتظام في أي نظام علاجي طويل الأمد لمرض ضغط الدم المرتفع أو لتقوية القلب وتنظيم عمله.
في هذا المقال تعريف للقارئ بهذه الشجرة وبالأسباب التي بدأت تجعل لها شهرة واسعة في بلادنا وفي العالم، كما يتضمن المقال بعض الإرشادات الأساسية للراغبين في زرع شجرة الزعرور سواء كشجرة لتزيين الحديقة أم لاستثمارها كزراعة اقتصادية

شجرة الزعرور
هي من الفصيلة الوردية ومن الأشجار المعمرة التي تزرع في المرتفعات الجبلية، وهي تزهر في موسم الربيع فتعطي أزهارا بيضاء تتحول إلى ثمار حمراء إلى برتقالية أو إلى ثمار مائلة إلى الصفرة وهي من متساقطات الأوراق حيث يتغير لون أوراقها في الخريف فيميل إلى الحمرة واللون الأصفر البرتقالي قبل تساقطها. ويمكن لشجرة الزعرور أن ترتفع إلى ما بين 3 و5 أمتار ويجب لذلك زرعها مع ترك مسافة لا تقل عن أربعة أمتار إلى خمسة أمتار بين الغرسة والأخرى
أنواع الزعرور
ينمو الزعرور في بلادنا كشجرة بريّة، الشائع منها يعطي ثمارا حمراء كروية تتفاوت في الحجم في موسم الصيف، وهذه الثمار مع الأوراق والأزهار ذات قيمة علاجية كبيرة في تحسين عمل القلب وتنظيم ضغط الدم، لكن تناول الثمار في موسمها تجربة غنية لأن ثمار الزعرور، بالإضافة إلى فوائدها الصحية، فاكهة لذيذة الطعم خصوصا الأنواع الجديدة التي تم إدخالها في العقود الأخيرة والتي تعطي ثماراً أكبر من ثمار الزعرور البري إذ قد يصل قطر الثمرة إلى نحو 2.5 أو 3 سنتم في مقابل سنتمتر واحد أو 1.5 سنتم للثمرة البرية.
أين نزرعها؟
نحن معتادين على زرع أشجار معدودة للزعرور وربما اكتفينا بشجرة واحدة للبيت لكن مع تنامي الاهتمام بالقيمة الاقتصادية والطبية لشجرة الزعرور فقد أصبحت هذه الشجرة العظيمة الفائدة موضوعا للاهتمام من المزارعين ومن المواطن العادي وبات بالتالي ممكنا زرع أعداد كبيرة منها في صفوف تشبه زرع الأشجار المثمرة الأخرى مثل التفاح، ويمكن لحقل الزعرور أن يكتسي في السنة الثالثة أو الرابع بهاء رائعا سواء أثناء موسم الإزهار أو عندما تكتسي الشجرة بثوب زاهي من الثمار الكبيرة الحجم نسبيا والحمراء أو الصفراء اللون. ويمكن زرع الزعرور الشائك كسياج فعال ضد الدخلاء والحيوانات البرية وبعضهم يربّي الزعرور ليصبح سياجا حول الدار لكن من الأفضل عند التفكير بزرعه في الحديقة تفادي الأجناس الشائكة أي التي تنتج أشواكا قاسية قد يصل طولها إلى 7 أو 8 سنمترات، واستبدالها بأجناس لا تحمل أغصانها أشواكا.
التربة الملائمة: يمكن لشجرة الزعرور أن تزدهر في أنواع مختلفة من التربة وأن تتحمل نسب حموضة pHمتفاوتة لكنها تحتاج إلى شمس دائمة لكي تعطي موسم إثمار جيد.
لكن رغم تعايشه مع مختلف أنواع التربة فإن الزعرور يحب التربة جيدة الصرف كما يحب الاحتفاظ بدرجة معينة من الرطوبة في التربة دون جعل التربة موحلة، ويمكن التأكد من درجة الرطوبة إذا استطعت أن تصنع بيدك كرة من التربة المحيطة بالشجرة بالضغط الخفيف عليها. وهذا يعني أن من الأفضل ري الزعرور خلال فصل الجفاف بصورة معتدلة خصوصا في السنوات الأولى من النمو.
توقيت الزرع: ازرع الأشجار في مطلع الربيع بما يعطيها فرصة طويلة حتى نهاية الصيف لكي تثبت جذورها وتبدأ بتنمية متسارعة للجذع والأغصان.وكتلة الجذور.
المسافة بين الأغراس: يمكن لشجرة الزعرور أن تنمو إلى ارتفاع 3 إلى 5 أمتار وهذا يعني أن من الأفضل ترك مسافة بين الأغراس لا تقل عن 4 إلى 5 أمتار.
الغطاء النباتي: يفضل تغطية التربة المحيطة بشجرة الزعرور بغطاء نباتي جاف بسماكة 5 إلى 10 سنتم تقريا ويستخدم في توفير هذا الغطاء لحاء الأشجار اليابسة والمتحللة والسميسمة وأوراق السنديان أو الكومبوست المصنوع في الحقل عبر تخمير بقايا النباتات والفروع الصغيرة الناتجة عن التقليم وبقايا موسم الزعتر أو غيره فهذا الغطاء النباتي مهم لحفظ رطوبة الأرض ولتخصيب التربة وتعزيز البيئة الميكروبية المفيدة للتربة ومنع انتشار الحشائش والأعشاب.

رسم إيضاحي لنبتة الزعرور
رسم إيضاحي لنبتة الزعرور

معاملة الزعرور
الري: يحتاج الزعرور إلى الري في السنوات الأولى خلال فصل الجفاف، لكن قد لا يحتاج بعد ذلك إلى الماء بسبب طبيعة الشجرة المقاومة للجفاف، ويمكن استنتاج هذه الخاصية من النظر إلى الزعرور البري المنتشر في جبالنا والتي تزدهر في الطبيعة وفي الأراضي الوعرة معتمدة على نفسها وعلى موسم الأمطار الذي يزود الأرض بما يكفي حاجة تلك الأشجار الصلبة العود من الرطوبة طيلة فصل الجفاف.
التسميد: يعتبر التسميد الطبيعي من روث الماعز والدجاج البلدي من أغنى أنواع الأسمدة وأكثرها احتواء للعناصر الأساسية ، لكن في حال عدم توافره يمكن استخدام سماد ثلاثي بنسبة 10-10-10 بمقدار كوب للشجرة على أن يوضع السماد بعيدا عن جذع الشجرة وفوق منطقة الجذور والتسميد أفضله في الخريف وليس ضروريا في الربيع. و من المفضل تغذية الغرسة بالسماد سنويا خلال السنوات الثلاث الأولى من عمرها على أن يتابع التسميد بعد ذلك مرة كل سنتين.
التقليم: تحتاج شجرة الزعرور إلى التقليم الخفيف بما يؤدي إلى إزالة تشابك الأغصان وفتح الطريق للضوء والهواء لكي يتخللها ويساعد في الحفاظ على قوتها وعلى إبعاد الطفيليات والآفات عنها. ويشمل التقليم إزالة الأغصان التي تنمو في أسفل جذع الشجرة كما يمكن أن تشمل أيضا “تجميل” الشجرة عبر استخدام أسلوب في التقليم يزيل الطابع العفوي للنمو ويعطي الشجرة شكلا جذابا. وعندها من المهم إجراء القطع بمقص التقليم بصورة مائلة قليلا مع اختيار براعم متجهة إلى الخارج وهذه البراعم هي التي ستنمو على شكل أغصان جديدة ويجب التأكد أنها ستنمو في اتجاه محيط الشجرة الخارجي وتساهم في اتساع دائرتها وليس باتجاه خاطئ كأن تنمو نحو داخلها.
يتم تقليم شجرة الزعرور في موسم البيات الشتوي لكن استخدم مقص التقليم للفروع التي يقل قطرها عن 3 سنتم ومنشار التقليم للفروع الأغلظ من ذلك وانتبه إلى الأشواك.

آفات الزعرور
أبرز آفات الزعرور هي الخنافس الطفيلية الصغيرة وحشرة المن والبق العنكبوتي وطفيليات اللحاء وهذه الحشرات يمكن أن تبدأ في أماكن محدودة لكنها سريعة التكاثر ويمكن أن تتحول إلى تهديد للشجرة ما لن تتم مكافحتها فور ظهور الأعراض. وأهم احتياط ضِدّ هذه الطفيليات هو الرش المبكر (على الحطب) بمزيج من الزيت الشتوي الجيد النوعية مع الجنزارة والكبريت الغروي، لكن انتبه إلى استخدام نوعية جيدة من الزيت لأن بعض الزيوت المغشوشة يمكن أن تؤذي الشجرة وقد تسبب يباس الشجرة في حال رشها خارج الوقت المناسب (كأن ترش بكثافة زائدة عن المعدل أو في أيام حارّة).

شجرة الزعرور عند الإزهار تضيف جمالا إلى الطبيعة
شجرة الزعرور عند الإزهار تضيف جمالا إلى الطبيعة

الفوائد العلاجية للزعرور
نتيجة الاختبارات والأبحاث العلمية العديدة فقد تم الاعتراف بالقيمة العلاجية للزعرور من قبل المؤسسات الطبية والعلمية بحيث لم يعد يعتبر من أدوية الأعشاب بل من العلاجات المكملة المقرة علميّا خصوصا في المجالات التالية:
تغذية شرايين القلب: يتسبب محتوى الزعرور من الفلافونيدات الحيوية بارتخاء الشرايين التاجية، وهو ما يزيد من تدفق الدم إلى عضلات القلب ويخفض احتمالات الإصابة بالذبحة. لكن استخدام الزعرور كعلاج طبيعي لضعف القلب يتطلب مثل أغلب العلاجات الطبيعية الصبر والوقت وقد يأخذ الأمر بضعة أشهر كي ينجح العلاج في إحداث التحسن المنشود.
ضغط الدم المرتفع: يعتبر الزعرور علاجاً قيّماً لضغط الدم المرتفع، كما أنه يرفع ضغط الدم المنخفض، وقد ثبت علميا أن الزعرور يساهم بقوة في انتظام الضغط وإبقائه ضمن المعدلات الطبيعية.
مقوِّ للذاكرة: يؤخذ الزعرور ممزوجآ مع الجنكة Ginko biloba لتقوية الذاكرة الضعيفة، وهو يعمل في هذه الحالة مع الجنكة على تحسين دوران الدم ضمن الرأس ومن ثم يزيد كمية الأوكسجين التي تصل إلى خلايا الدماغ.
منظم لدقات القلب: تعتبر أوراق وأزهار الزعرور، وكذلك عنباته علاجا أساسيا للمصابين بعدم الانتظام في ضربات القلب Heart Arrhythmia
ووفقاً للخبرة الطبية الأوروبية فإن من الممكن استخدام ثمار الزعرور لمدة طويلة دون أية أعراض جانبية. لكن يفضل دائما استشارة طبيبك في مدى فعالية استخدام العلاجات البديلة وعدم التوقف عن تناول العقاقير الصيدلانية التي وصفها الطبيب المعالج إلا بموافقته
يباع مستخلص الزعرور المركّز في جميع الصيدليات على شكل عبوات، لكن يمكن صنع مستحلب من أوراقه وأزهاره عبر نقعها كشاي في الماء الساخن، كما يمكن صنع صبغة Tincture من خلال نقع ثمار الزعرور بمادة كحولية أو بخل التفاح لمدة ستة أسابيع وهي مدة كافية لسحب الخواص العلاجية للزعرور في الصبغة والتي يمكن عندها تناولها بمعدل ملعقة صغيرة يوميا.

شجرة الخوخ كريمة ومنتجة

دليلٌ لزراعة أنواع الخَوخ والعناية بها على مدار العام

شجرةُ الخَوْخ عروسةُ البُستان

ثمارٌ وفيرةٌ وشهيّةٌ لكنْ كيف نحميها من الآفات؟

يجب قطف الخَوخِ في بداية مرحلة النّضج قبل أنْ يلين
ومن الضّروريّ لخوخٍ جيّدٍ أنْ تُجْمَع الثّمار مع أعناقها

أصبحت زراعة أشجار الخوخ من الزّراعات الهامّة خاصّة بعد إدخال بعض الأصناف الاقتصادية المرغوبة من المستهلكين، كما أُدخلت بشكل واسع في الصّناعات الغذائيّة والمجفّفات، وهي من الأشجار المثمرة التي تنمو على ارتفاعات متعدّدة عن سطح البحر لكنّها الأكثر إنتاجاً ومردودا اقتصاديا في المناطق الوسطى والتي يتراوح ارتفاعها بين 500 و1000 متر.
يتميّز الخوخ بقيمته الغذائيّة والعلاجيّة ومذاقه اللّذيذ ويُعتَبر في الوقت نفسه من الأشجار المُزَيِّنة للحدائق. والخوخ شجرة معطاءٌ، وتنتج الكثير من الثّمار سنويّاً، وهناك نوع منها أحمر الأوراق لا يُثمر ويُستخدم للزّينة.
وتُعتبَر الصّين الدّولة الأولى من حيث إنتاج الخوخ، ثم تليها دولة صغيرة هي صربيا التي تنتج أكثر من الولايات المتّحدة الأميركيّة، أمّا العالم العربيّ فهناك دولتان بارزتان في هذه الزّراعة: الجزائر التي تحتلّ المرتبة 18 في العالم من حيث حجم الإنتاج والمغرب التي تأتي في الترتيب الـ 20. عدا ذلك فإنّ الدّول العربيّة شرقاً وغرباً معروفة بزراعة الخوخ على نطاق تجاريّ ومنها لبنان.

تصنيف الخوخ
شجرة الخوخ متوسّطة الارتفاع كثيرة الإزهار، ممّا يعطيها منظراً رائعاً في الرّبيع، وتنتمي أشجارها إلى مجموعة الأشجار المتساقطة الأوراق، أوراقها رمحيّة الشكل ومسنّنة الحوافّ، وثمارها كثيرة الأشكال والألوان وبعضها له رائحة عطريّة كما في أوراقه إذا ما تمّ فركها بين الكفّين. ويتبع الخوخ العائلة الورديّة (باللّاتينية Prunus). وأهمّ أنواعه: الخوخ الإيطاليّ، خوخ بواسييه، الخوخ الشّوكي، الخوخ صغير الثّمار، الخوخ العربيّ، الخوخ الفضّيّ، الخوخ الكرزيّ، خوخ كورشنسكي والخوخ الملوّن..
وتختلف الثّمار، من حيث الحجم واللّون والشّكل، حسب الأصناف. فمنها ما هو كرويّ، ومنها ما هو بيضاويّ الشّكل و منها ما هو كبير أو صغير الحجم وله عدّة الوان: أسود، أحمر، زهريّ، أصفر، أخضر.. ولبّ الثّمار طعمه حلوٌ ولذيذٌ و عِطري في بعض الأصناف، وقشرة ثمرة الخوخ رقيقةٌ ملساء مغطّاة بطبقة من الغبار الدّقيق الذي يزول في مكان لمس الثّمرة باليد. نواة الثّمار صلبة نوعاً ما لوزيّة الشّكل مختلفة الأحجام منها مُرّة الطّعم وأخرى تشبه مذاق اللّوز.

أكبر 10 دول منتجة للخوخ في العالم

الانتاج(الباطن) الدولة الترتيب
5372899 الصين 1
662631 صربيا 2
561366 الولايات المتحدة 3
533691 رومنيا 4
296000 تشيلي 5
245782 تركيا 6
243746 فرنسا 7
227800 اسبانيا 8
196900 الهند 9
194100 ايطاليا 10
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة-الفاو

خصائص الخوخ الطّبيعيّة
تظهر البراعم الزّهريّة قبل ظهور الأوراق وتتفتّح خلال شهريّ اذار ونيسان حسب أصنافها وارتفاعها عن سطح البحر. وتعيش البراعم الزّهريّة من سنة إلى أربع سنوات بحسب الصّنف. وتبدأ أشجار الخوخ بالحمل بعمر سنتين وما فوق. وتعطي إنتاجاً وفيراً وبشكل منتظم في المناطق التي لا تتعرّض للصّقيع وهذا إذا تمّت العناية الجيّدة بها من تقليم وتغذية وتسميد…

المتطلبّات البيئيّة والمُناخيّة:
1. الحرارة: تنمو اشجار الخوخ في المناطق الوسطى التي يتراوح إرتفاعها بين 500 – 1000 متر ويمكن زراعة بعض الأنواع في المناطق الجبليّة والتي تتحمل الصّقيع مثل الأصناف الأوروبيّة.
2. الضّوء: إنّ للضّوء أثرٌ إيجابيّ كبير على أشجار الخوخ، إذ يساعدها على نموّها وحملها الوفير، لذا من الضّروري زراعة بساتين الخوخ بشكل هندسيّ منظّم مع الحفاظ على مساحة جيّدة بين الأشجار لدخول الشّمس والضّوء بين الأشجار.
3. التّربة: أشجار الخوخ مُحبّة للأراضي الخفيفة لكنّها تنمو في جميع أنواع التّربة بشكل عام، خاصّة الأراضي التي تتّصف بعمقها وصلاحيّتها للزّرع وصرفها للماء الزّائد بشكل جيّد والخالية من الأملاح الضارّة.
4. الماء: تنمو جذور الخوخ أفقيّاً تحت سطح التربة بنحو 25 سم وبشكل مظلّة مفتوحة لذا فإنّها تتطلّب عدّة خدمات حقليّة منها الرّي، ويفضّل أن يتوفّر في المنطقة السّطحيّة للتّربة موادّ غذائيّة ورطوبة كافية.
إكثار الخوخ
يتكاثر الخوخ بطريقتين: التّكاثر الجنسيّ (البذريّ) والتّكاثر اللّا جنسي (الخُضَريّ)

مربّى-وكمبوت-الخوخ-لذيذ-على-السفرة
مربّى-وكمبوت-الخوخ-لذيذ-على-السفرة

التّكاثر الجنسيّ أو البذريّ
وهو يحتاج لعدة شروط، أهمّها:
• يجب أن تؤخذ البذور من ثمار في مرحلة النّضج النّهائيّ عن الشّجرة (مستوية على الشّجرة).
• تُغسَل البذور وتُنظّف من لبّ الثّّمار بواسطة الرّمل والماء ثم تجفّف في الظّلّ تجنّباً لتعفّنها ثمّ تعقّم بمحلول نُحاسيّ (جنزارة) وتعبّأ في أكياس خاصّة لتُخْزَنَ إلى موسم الزّرع. يُفضّل زراعة البذور في الموسم المقبل مباشرة لزيادة نسبة الانبات.
• عند موعد الزّرع خلال شهريّ كانون الأوّل والثّاني، تُنقع البُذور لمدّة أسبوع أو أسبوعين قبل زرعها في التّربة وتُزرع في المشاتل بشكل خطوط تُبعَد عن بعضها البعض نحو 50 سم وتكون المسافة بين البِذرة والأخرى 25 سم. وعندما تصبح سماكة جذع النّبتة نحو نصف سم، يجري تطعيمها بالعين خلال شهر حزيران وفي العام الثّاني تُقلَع لتزرع في الأرض الدّائمة أو تباع للمزارعين.
• يفضّل ألّا تُترك النّصوب أو الشّتول أكثر من عامين في المشتل.

“جذور الخوخ تنمو أفقيّاً تحت سطح التّربة بنحو 25 سم لذا فهي تتطلّب خدمات حقليّة مثل االتّغذية العضويّة والرّي”

رسم-بالأسلوب-الياباني-لأزهار-الخوخ
رسم-بالأسلوب-الياباني-لأزهار-الخوخ

التّكاثر اللّا جنسي
يتكاثر الخوخ خضريّاً بعدّة طرق أهمّها:
• العُقلة: تؤخذ العُقَل من فروع الأشجار النّاضجة بعمر سنة واحدة وبطول نحو 25 سم، خالية من الأمراض وبيوض الحشرات. وبعد تساقط الأوراق عنها، تُجمع العُقَل بشكل حِزَم ثم يُغطَّس الجزء السّفليّ للعُقَل بطول 2 سم بمحلول هورمونيّ مشجّع لانبات الجذور لمدّة لا تزيد عن 7 ثوانٍ. ثم تُزرع في مستوعَبات خاصّة (أكياس، فازات، قوارات) في خلطة ترابيّة من تراب بيتموس أو دوبال أو سماد عضويّ مخمّر على أن تكون النّسبة 50% تراب و 50% أحد العناصر الثلاثة. وذلك لتسهيل عمليّة مرور الجذور بين حُبيبات الخلطة. تزرع العُقَل في الأواني المعبّأة من الخلطة خلال شهريّ كانون الثّاني وشباط، على أن يُترك بُرعُمة أو اثنتان فوق سطح مستوعب الزّرع ويُطمر القسم الأكبر منها (نحو الثلثين)
• الفسائل: تنمو الفسائل على كعب الأشجار وينمو لها بعض الجذور. تُفصَل عن الشّجرة الأمّ بعد تساقط أوراقها في نهاية فصل الخريف وتُزرع في الارض الدّائمة بعد تهيئة الأرض لهذه الغاية.
• التّطعيم: وهو من أهمّ أنواع التّكاثر الخُضَريّ، إذ تُطعّم الأشجار التي لا تعطي إنتاجاً وفيراً وغير المرغوبة تجاريّاً بالإضافة إلى الأشجار التي لا تقاوم الأمراض والآفات. ويُطعّم الخوخ بعدّة طرق: القلم (شقّ تاجيّ انجليزيّ) والرّقعة التي هي أنجح طريقة للتّطعيم خاصّة عند اللّوزيّات بشكل عام والخوخ بشكل خاص. أمّا موعد التّطعيم بالقلم، فيكون في أوائل الرّبيع وعند بدء سريان العُصارة النّباتيّة في أشجار الخوخ (عند بدء انتفاخ البرعمة)، والتّطعيم بالرّقعة أو العَين يتمَ خلال شهر حزيران، وتؤخذ البراعم من الطّرود الجانبيّة للشّجرة والمعرّضة للشّمس لفترة طويلة من النّهار. ويجب أن تكون البرعمة القشريّة والبرعمة الخشبيّة ناضجة.

إنشاء بستان الخوخ
• تحتاج أشجار الخوخ إلى تربة متوسّطة العمق، غنيّة بالموادّ الغذائيّة، جيّدة الصّرف.
• تنقب الأرض على عمق 70 سم تقريبا ويتمّ خلطها جيدا.
• تنظّف التربة من الحجارة وبقايا جذور وأغصان الأشجار والشُّجيرات البرية.
• تحرث الأرض حراثة عميقة حوالي 40 سم بواسطة جرار سكك.
• تحرث بعد ذلك سطحياً بواسطة الفرّامة بهدف تسوية سطح التربة.

• يجري تخطيط الأرض وتحديد أماكن الزّرع مع تحديد المسافة بين الشّجرة والشّجرة وبين الخط والخط حسب الأصناف المراد زرعها بدءا من 3,5×3,5 للأصناف متوسطة الحجم وحتى 5×5 لأصناف الخوخ الكبيرة الحجم، وحسب طبيعة الأرض والصّنف والأصل.
• يتمُ حفر الجُور المخصّصة لزراعة الخوخ على عمق 60 سم وعرض 50 سم ويوضع بداخلها حوالي كلغ واحد من السماد العضويّ المخمّر ويُخلط مع تراب قاعها.
• يتمّ اختيار الأصناف حسب ملاءمتها للمُناخ والتّربة والموعد المرغوب لنضج الثّمار ومدى مناسبته مع الطّلب عليه لتسويقه، وكذلك وفق حاجة البستان إلى النّصوب من الصّنف المعين.
• تُغرس أشجار الخوخ في الحفر المُهَيّأة مُسبقا على أن تكون مستقيمة ويجب أن تكون منطقة الاتّصال بين الأصل والطّعم على مستوى سطح التّربة حتى نمنع حدوث إنبات فروع من الأصل إذا ما كان مرتفعاً عن سطح التّربة، وعدم السّماح للطُّعم من إنبات الجذور إذا ما طُمرت منطقة الطّعم تحت سطح التّربة، الأمر الذي يؤدّي إلى عدم مقاومتها للأمراض والجفاف وعدم قدرتها على تكوين مجموع جذري كبير.

أشجار-الخوخ-في-مرحلة-الإزهار-منظر-رائع-للناظرين
أشجار-الخوخ-في-مرحلة-الإزهار-منظر-رائع-للناظرين

همّ الأعمال الحقليّة
التّقليم: إنّ تقليم أشجار الخوخ من أهمّ الأعمال الحقليّة في الزّراعة وخاصّة التّقليم التّكوينيّ الذي يجب تنفيذه في السّنوات الثّلاث الأولى على الشّكل الكأسيّ لدخول الضّوء إليها وإدخال الأشجار في الإنتاج وبشكل متوازن، أي حسب قدرة الشّجرة على الحمل وتناسب كمية الثّمار على الأغصان وخاصّة المتقابلة. أمّا عمليّة التّقليم في السّنوات التي تلي السّنوات الثّلاث الأولى فتقتصر على إزالة الفروع والأغصان المتزاحمة والمتشابكة والمريضة والتي تنمو في مكان غير مرغوب فيه من قبل المُزارع.
الحراثة: تلعب الحراثة في بساتين الأشجار المثمرة دورا مهماًّ ولها فوائد عديدة أهمّها:
• تهوية التّربة والمساعدة على وصول الأوكسيجين إلى الجذور وعدم اختناقها خاصة إذا كانت التّربة لا تسمح بتصريف المياه الزائدة، وتسمح الحراثة أيضاً بتمدّد الجذور الشّعرية بتغلغلها بين حُبيبات التّربة بحثاً عن الرّطوبة والغذاء لامتصاصهما.
• تعيد الحراثة للتّربة السّطحيّة حيويّتها خاصة إذا كانت مسمّدة بالأسمدة العضويّة فتنشرها وتخلطها مع مساحة أكبر من التّربة وتساعد على تنشيط وتكاثر الكائنات الحيّة الدّقيقة في التّربة خاصّة بعد السّماح لحرارة الشّمس باختراق الطّبقة السّطحية للتّربة، كما يقول المثل الزّراعيّ القديم “خير الأرض على وجهها” أي المنطقة التي تخترقها حرارة وضوء الشّمس.
• تساعد الحراثة الخريفيّة او الكانونيّة تربة البستان على امتصاص أكبر كميّة ممكنة من مياه الأمطار.
• إنّ الحراثة الرّبيعيّة تقدّم للمزارع مكافحة ميكانيكيّة وليس كيميائيّة إذ ترفع إلى سطح التّربة الكثير من خادرات (شرانق) الحشرات الضارّة لتموت هذه من حرارة الشّمس أو تلتهمها بعض الطّيور والحشرات والحيوانات الصّغيرة مثل القوارض والسّحالي بالإضافة إلى قتل الأعشاب الضارّة.
• تحافظ الحراثة على رطوبة الأرض وعدم تشقّقها وهي تحمي المجموعة الجذريّة السّطحيّة للأشجار وهذه المجموعة هي الأكثر إسهاما في امتصاص الموادّ الغذائيّة.
التّسميد: أشجار الخوخ تستجيب بشكل جيّد للتّسميد وخاصّة التّسميد العضويّ المخمّر الذي له أثر جيّد على تحسين نمو وإنتاج الخوخ وإعطائه مواصفات عالية إضافة إلى تحسين خواصّ التّربة التي تصبح مفكّكة نوعاً ما وتسمح بنموّ الجذور. وتحتاج الشّجرة بعمر 10 سنوات لنحو 10 كلغ من السّماد الحيوانيّ المخمّر سنويّاً.
الرّي: تحتاج أشجار الخوخ إلى الرّي لكي تنمو بشكل جيّد وتعطي إنتاجاً وفيراً وجَوْدة عالية، لكن يجب الانتباه إلى التقليل قدر الإمكان من تسميد الأشجار بالأسمدة الكيميائيّة لأنّها تزيد من نسبة ملوحة التّربة، فيقلّ الإنتاج ولا تأتي الثّمار بالحجم المرغوب للتّسويق. لذا يُستَحسن أن تُروى أشجار الخوخ بمياه حلوة أي من الينابيع أو مياه الأمطار المتجمّعة. إنّ الرّيَّ هامٌّ جدّاً لتكوين البراعم الزّهريّة للعام المقبل خاصّة خلال شهريّ تموز وآب وعدم إهمالها بالرّي خاصّة بعد قطافها لأنّ بعض مزارعيّ الخوخ يهملون الأشجار بعد جني المحصول. أمّا كميّة المياه وعدد الرّيّات التي تحتاجها أشجار الخوخ فتتوقّف على طبيعة الأرض ونوع التّربة بالنّسبة لتصريفها للمياه وقدرتها على الامتصاص والاحتفاظ بالرّطوبة، إضافة إلى المنطقة الموجودة بها بساتين الخوخ ومعدّلات الحرارة فيها. ويفضل ريّ أشجار الخوخ في الصّباح الباكر أو في المساء تجنّبا لتضرّر الجذور بالحرارة لأنّ جذور الخوخ تنمو في المنطقة السّطحيّة للتّربة والتي تخترق من حرارة الشّمس، وتجنّباً أيضاً لانتشار الأمراض التي تنمو على الجذور وفي ظروف مساعدة من حرارة ورطوبة زائدة، لذا من المفضّل إعطاء الأشجار مياه الرّي حسب حاجتها، أي إشباع التّربة المشغولة بالجذور الماصّة بسهولة وتجنّب تراكم مياه الرّيّ بصورة غير طبيعيّة وهو من أكثر العوامل التي تساعد على تدهور مَزارع الخوخ، فيظهر عليها التّصمّغ الناتج عن الخلل الفيزيولوجيّ، والذى يصاحبه اصفرار الأوراق وجفافها ثم تساقطها، مع خروج إفرازات صمغيّة على الأفرع والسّوق وينتهي الأمر بتعفّن الجذور ثم موت الأشجار.
ولأشجار الخوخ ميزة هامّة في قدرتها على النّموّ والإنتاج بشكل جيّد دون ريّ خاصّة إذا كانت مُطعّمة على شُجيرات خوخ الدّب (خوخ برّي أو البرقوق).

“الخوخ يستجيب جيّداً للتّسميد العضويّ أمّا التّسميد الكيماويّ فيزيد ملوحة التّربة ويعطي ثماراً صغيرة غير جذّابة للسـّـوق”

شجرة-الخوخ-كريمة-ومنتجة
شجرة-الخوخ-كريمة-ومنتجة

آفات الخَوخ
تستهدف أشجار الخَوخ عدّة حشرات تؤثّر على نموّها وانتاجها وجَودة وكمية ونوعية الثّمار نذكر أهمّها:
• المنُّ الأخضر الذي يمتصّ العُصارة النّباتية للأشجار فيضعفها وتصبح أوراقها مُجَعّدة وفروعها ملتوية، وينساب بُراز حشرات المنّ على أوراق وفروع وأغصان الأشجار الأمر الذي يغلق مسامها التّنفسية.
• الحشرات القشريّة (بسيلا) تتحصّن هذه الحشرات بتغليف نفسها بطبقة صلبة مثل السّلحفاة إلى حدّ ما لتحمي نفسها من الأعداء الطّبيعيّين وتعمل على امتصاص العُصارة النّباتيّة كما المنّ محدثةً ثقوباً في قشرة الشّجرة وبرازها يصبح سائلاً (النّدوة العسليّة).
• حفّار السّاق وجذور الخوخ، وهي الحشرة الكاملة الخُنفساء ذات القرون الطّويلة (الكابنودس). وهذه من أخطر الآفات على أشجار الخَوخ، واللّوزيّات عموماً، وقد خصّصنا لها موضوعاً إلى جانب هذا الكلام.
• ذبابة البحر المتوسّط تصيب الثّمار عند بداية نضجها وتضع داخلها عدداً كبيراً من البيوض (20 الى 30 بيضة) وبعد فقس البيوض، تتغذّى اليرقات على لبّ الثّمار وتؤدّي إلى تَلَفها.

أمراض الخوخ وعلاجاتها
المرض: تصمّغ اللّوزيات: أسبابه طبيعيّة مثل الرّطوبة الزّائدة في التّربة، ووجود طبقة صلبة في التّربة بحيث لا تتمكّن الجذور من اختراقها، جرح الأشجار، قصّ الأغصان عشوائيّاً وفي أوقات وظروف غير ملائمة، والإصابة بالأمراض الفطرية.
المكافحة: يكافح تصمّغ اللّوزيّات بالوسائل التّالية:
• زراعة أصول مقاومة للتّصمغ والرّطوبة.
• عدم زراعة أشجار الخوخ في تربة غير عميقة.
• عدم جرح الأشجار بالآلات الحادّة مثل المحراث، معدات النّكش، وأدوات التّقليم والتّطعيم.
• تجنّب قطع الأغصان في الأوقات غير المناسبة، أي خلال مرحلة النّمو، وعدم استخدام المعدّات غير المخصّصة للقطع مثل الفأس والمنجل.
المرض: المونيليا ويسبّبه فطر يصيب البراعم الخضريّة الزّهريّة عند تفتّحها والأفرع الفتيّة ويؤدّي إلى يباس الأزهار والفروع والبراعم وتبقى معلّقة على الشّجرة. يقضي هذا المرض فصل الشّتاء على البراعم المُصابة المعلّقة لينتشر بواسطة الأمطار في فصل الرّبيع القادم.
المكافحة: أفضل المبيدات لمكافحة المونيليا هي المركّبات النّحاسيّة مثل الجنزارة والكبريت الميكروني (الغرَوي)، على أن تتمّ المكافحة في بداية مرحلة النّموّ، أي عند بدء العصارة النباتيّة بالسّريان وبدء انتفاخ البراعم، في هذه المرحلة تكون الأمراض الفطرية تتهيّأ للتّكاثر فتُرشّ بالمبيد الطّبيعيّ فتحترق.

جنيُ ثمار الخَوخ
هناك مؤشّرات طبيعيّة على أنّ ثمار الخوخ قد دخلت مرحلة النّضج وباتت تُعتَبر صالحة للتّسويق أهمّها:
• عندما تأخذ اللّون الطّبيعي لقشرتها ولبّها.
• عندما تصبح الثّمرة سهلة الفصل عن الشّجرة الأمّ.
• عندما تصبح كاملة التّكوين وتبلغ حجمها الطّبيعيّ.
• عندما يصبح من السّهل فصل اللّبّ عن البذرة.
• عندما يصبح طعم الثّمرة حلو المذاق وسكّرياً.
إنّ هذه الدلائل تساعد على احتفاظ الخوخ لعدّة أيام بكامل صفاته المرغوبة من قبل المستهلك، وبحيث يصل إليه بحالة جيّدة.
ملاحظة: يجب أنْ تكون جميع دلائل النّضج مجتمعة عند القطاف ولا يكفي أن يوجد بعضها.
إنّ لقطاف ثمار الخوخ طريقة خاصّة تجنّباً لتلفها مباشرة، فهي مثلاً يجب ألّا تُقطف إلّا في بداية مرحلة النّضج وقبل أن تصبح ليّنة ومن الضّروري جدّاً أن تُجمع الثّمار مع أعناقها لأنّها الضّمانة لبقاء الثّمار جيّدة لعدّة أيّام.

فوائد الخوخ
الخوخ غنيٌّ بالألياف والفيتامينات والبروتين ويحتوي على سكّر الفاكهة والأحماض العضويّة. وهو يساعد في الوقاية من الأمراض وخاصّة أمراض الجهاز الهضميّ وعسر الهضم. كما يساعد عصير الخوخ على علاج الصّداع الذي يرافق حالات التوتّر النّفسيّ وينشّط المرارة ويقلّل من الإصابة بأمراض الكبد والكلى والمثانة. ويحتوي الخوخ على نسبة جيّدة من الحديد وفيتامين سي، فهو يساعد على تقليل الإصابة بفَقر الدّم أو الأنيميا وتقوية جهاز المناعة. ويساعد على تخفيف الوزن الزّائد حيث يحوي نسبة عالية جدّاً من المياه. ويرطّب البَشرة ويحميها من الجفاف. ويحتوي الخوخ على مادّة البورون التي تساعد على امتصاص الكالسيوم لعظام قوية.
تستعمل ثمار الخوخ لصنع المربّيات مثل طريقة مربّى المشمش والدرّاق أو يمكن تجفيفه بطريقة سهلة جدا وبدون جهد كبير. يتم اختيار الثّمار ذات الصّفات الجيّدة والخالية من الحشرات والأمراض ويجب ألّا تكون ليّنة، تُغسَل جيّداً ثم تشقّ وتفصَل عنها البذرة. توضع في الشمس لمدة لا تقلّ عن أسبوع مع تقليبها لتصبح نصف جافّة، ثم تُنقل إلى مكان مظلّل تجنّباً من تغيير لون الثّمار وفقدانها الكثير من الفيتامينات والمعدن، على أن يكون المكان الظّليل معرّضا لتيّارات هوائيّة بما يساعد على تجفيف الثّمرة ورفع الرّطوبة الزائدة.
كما يمكن تحضير عصير الخوخ، بواسطة الآلات الكهربائيّة لكن يجب تناول العصير مباشرة لانّ لونه يتغيّر ويميل إلى الاسوداد. إنّ هذا العصير غنيٌّ بفيتامين سي ومفيد للمراهقين وممارسيّ الرّياضة.

الصنوبر

صَنوبرَةُ لبنانَ أميرةُ الجبالِ

ثـــروةٌ للمــزارعِ وللبيئــةِ والسّياحــةِ

تُزرع في كلّ مكــان لكنــها تحبّ المناطــــق المرتفعــة وتعيــش 250 عامــــاً وقــــد يصـل ارتفاعهــا إلى 40 متراً

2800 دولار مردود الدّونم من أشجار الصّنوبر، لكنّ التّقليم العشوائيّ والقطاف المبكّر يُخفض الإنتاج

لا توجد مبالغة في القول بأنّ شجرة الصَّنوبر ربّما هي الشّجرة الثّمريّة الأكثر شعبيّة وربّما أيضاً الأكثر انتشاراً في لبنان من ساحله إلى أعالي قممه. إنّها شجرة جميلة ومفيدة ترتفع فوقَ معظم الأشجار بمظلّتها الزّاهية الدّائمة الاخضرار وهي في بعض الأحراج تمتدّ لمسافات طويلة مشكّلة عند النّظر إليها من مرتفع بساطًا أخضر يزيّن السّفوح والوديان الجبليّة. الدّليل على شعبيّة الصّنوبر أنّك نادرًا ما تجد بيوتًا لبنانيّة جبليّة من دون أشجار صنوبر في محيطها أو في حديقتها. وهذه الشّعبيّة التّقليديّة لشجرة الصّنوبر زادت كثيراً في السّنوات الأخيرة لسبب اقتصادي هو الارتفاع المستمرّ في أسعار الصنوبر الحب حيث قاربت الأنواع الجيّدة منه الـ 90,000 ليرة لبنانيّة للكليوغرام الواحد. وقد ولّدت فورة أسعار الصّنوبر “نهضة صنوبريّة” إذ بدأ أكثر المزارعين يزرعونها ويستصلحون الأراضي والسّفوح الجبليّة بغية تحويلها إلى أحراج صنوبر مثمر. وهذه الموجة المباركة مُرحّب بها بالتأكيد لأنّها تساهم في تشجير أراضٍ جديدة غير مزروعة ومهملة من جبال لبنان.
وبما أنّ الاهتمام يزداد يومًا بعد يوم بهذه الشّجرة وبمردودها الاقتصاديّ تعرض مجلّة “الضّحى” في ما يلي لأهمّ المعلومات عنها ولأهمّيتها الاقتصاديّة وأسلوب زراعتها وتكثيرها وتقليمها وقطافها ومعالجة إنتاجها مع بعض التّوقّف عند الصّنوبر البرّي (اليرز) وما تعانيه غابته من آفة دودة الصّندل والطّريقة المثلى للمكافحة.

تنتمي أشجار الصّنوبر المثمر إلى مجموعة الأشجار الدائمة الخضرة، وتتبع جنس الصّنوبريات والتي تضمّ الأرز والشّوح والشّربين والسّرو واللّيلندي والتّويا واللّزاب وغيرها إضافة للصّنوبر البرّي (اليرز) والجوّيّ المثمر.
تنمو أشجار الصّنوبر بشكل عاموديّ مكوّنة ساقاً عاموديّاً مخروطيّاً نوعاً ما وهذا السّاق يحمل الأغصان والفروع المورقة والثّمرية التي تأخذ شكل المظلّة. وتعدّ أشجار الصّنوبر المثمر من مجموعة الأشجار الاقتصاديّة المهمّة، إذ تقدم للمزارع مردودًا ماليّاً جيِّداً من حيث تعدّد منتجاتها، وأهمّها:
1. ثمرة الصّنوبر التي تحتوي على مواد غذائية هامّة لجسم الإنسان بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها حتى أنّ البعض بات يسمّيها “الذّهب الأبيض”.
2. الأكواز (الكنافش) تستخدم في التّدفئة والزّينة وبعض الصّناعات اليدويّة.
3. كِسَرُ ثمار الصّنوبر وهذه تستخدم أيضاً للتّدفئة في فصل الشّتاء إذ تؤمّن الحرارة اللّازمة لسكّان المناطق المرتفعة.
4. خشب أشجار الصّنوبر يعتبر من أهم أنواع الأخشاب لأنّه يتمتع بصلابة وقدرة على التحمّل في صناعة الأثاث والخزائن المطبخيّة بالإضافة إلى مقاومته للحشرات الضارّة بالخشب.
5. الحطب الذي يؤخذ من التّقليم الدّوري للأغصان ويُقطع إلى أجزاء صغيرة بأطوال مختلفة حسب المواقد أي نحو 40 سم ثم تجفف طبيعيّاً وتوضّب في غرف أو أقبية مؤونة لتدفئة الشّتاء. إنّ خشب الصّنوبر سريع الاشتعال لأنّه يحتوي على مادّة زيتية.
6. أوراق الصّنوبر الإبرية (السنبل، السميسمة) تستعمل لإشعال النار تحت مواقد خبز الصّاج في القرى التي يعتمد سكّانها في غذائهم على هذا الخبز ويستعمل أيضًا في إشعال المواقد (الشّعلة الصّباحية) في (وجاقات الحطب).
تتّصف أشجار الصَّنوبر بفوائدها العديدة ومنها:
• منظرها الجميل وارتفاعها الشّاهق الذي قد يصل إلى 40 متراً تقريبا وهي مكوّن أساسي مُفضَّل من مكوّنات الحدائق العامّة والخاصّة.
• تلعب دوراً كبيراً في تثبيت التّربة وعدم انجرافها من جرّاء الأمطار الغزيرة لتكوين أشجار الصّنوبر مجموع جذري كبير يشبه إلى حد ما شبكة العنكبوت إضافة إلى أنها تكافح التّصحّر.
• تلعب أشجار الصّنوبر دوراً مهمّاً في تعديل درجات الحرارة إذ تخفضها قليلا عندما تكون مرتفعة وترفعها إلى حدٍّ ما عندما تنخفض كثيراً.
تنمو أشجار الصّنوبر في غالبيّة الأراضي اللّبنانية بدءاً من السّاحل حتّى المناطق الجبليّة المرتفعة، لكنّ نوعيّة وكميّة إنتاجها تختلف حسب المناطق والارتفاعات عن سطح البحر. ففي المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر عن سطح البحر تعطي أشجار الصّنوبر كميّة أكبر من الإنتاج ليس بعدد الأكواز التي تنتجها لكن بعدد حبوب الصّنوبر لأنّها تنتج تحت كلّ “حرشفة” أو قشرة من الكوز حبّتان وليس حبّة واحدة كما في الأكواز التي تنمو على الأشجار المزروعة على السّواحل. إضافة إلى جَوْدَة الثّمار من حيث الصّلابة والفيتامينات والزّيت التي تحتويه حبّات الصّنوبر.

نبتة الصنوبر كما تخرج من البذرة
نبتة الصنوبر كما تخرج من البذرة

الأهميّة الإقتصاديّة
يُعَدُّ الصّنوبر من أهمّ الأشجار المثمرة الاقتصاديّة، إذ يلعب دوراً كبيراً وأساسياً من حيث المردود المالي الذي يؤمّنه للمزارع اللّبناني. إنّما يرى بعض المستهلكين أنّ الصّنوبر البلدي مرتفع الثّمن فيلجأون إلى الصنوبر المستورد الأقلّ جَوْدة بكثير عن الصّنوبر البلدي. وبسبب تلك الجَودة فإنّ الصّنوبر البلدي يحتلّ المركز الأول من حيث السّعر، وهذا رغم ارتفاع الضّريبة على الصّنوبر الأجنبي المستورد. ويعود ارتفاع أسعار الصّنوبر البلدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج في لبنان مقارنة ببعض الدّول المنتجة للصّنوبر مما يعني أن المنتجين اللّبنانيين غير قادرين على المنافسه لأسباب عديدةٍ منها:
• زراعة الأشجار قريبة من بعضها بحيث تتزاحم على الغذاء والضّوء والماء… فأشجار الصّنوبر تحتاج الى مساحة لا يستهان بها للحصول على الغذاء.
• طرق التّقليم غير المدروسة والعشوائيّة وبالمعدّات التي تُحْدِث أضراراً للأشجار مثل الفأس والمنجل.
• ارتفاع الأشجار الشّاهق الذي يتطلب معدّات وسلالم خاصّة وأشخاصاً قادرين على التّسلّق لمسافة عالية، وهؤلاء يتقاضَوْن أجوراً مرتفعة بسبب صعوبة مهنتهم وعدم وجود عمّال كثيرين مستعدّين للقيام بهذا العمل.

ثمرة الصّنوبر كنزٌ من المعادن والفيتامينات والزّيوت المستـــــورد منها أرخص لكنّه أقلّ جودةً وطعماً وغذاء

كرز صنوبر مقطوف في أوانه - لاحظ لونه البني وهو الإشارة إلى نضجه
كرز صنوبر مقطوف في أوانه – لاحظ لونه البني وهو الإشارة إلى نضجه

الفوائد البيئية والمناخية
تلعب أشجار الصّنوبر دوراً لا يقلّ أهميّة على المردود المالي من حيث تلطيف الجوّ وتعديل درجات الحرارة والرّطوبة وامتصاص الملوّثات الجوّية مع الرّطوبة التي تحملها، فضلاً عن تثبيت التّربة ومنعها من الانجراف مع مياه الأمطار الغزيرة.

الفوائد الصّحّيّة والاجتماعيّة
إنّ غابات أشجار الصّنوبر من أهم الغابات الذي يقصدها النّاس الّذين يعانون من حالات مَرَضيّة خاصّة الرّبو والحساسيّة بالإضافة إلى الهرب من أجواء المدن الملوّثة من ازدحام السيّارات والمصانع التي تعمل على البترول والكيميائيّات الضّارة. كما تلعب غابات الصّنوبر دوراً اجتماعيّاً مهمّاً لأنّها تصبح الملاذ والمقصد المهمّ للكُتّاب والباحثين عن بيئة أكثر صحّة ونقاء وهدوءاً بعيداً عن الضّجيج، إضافة إلى عامل مهمٍّ جدّاً هو ما يحدث عند التقاء العائلات اللّبنانيّة من جميع أطيافها ومناطقها مع بعضهم البعض تحت أشجار الصّنوبر وفي ظلّها المنعش الذي ينتج الإلفة والصّداقة والمحبّة بين المجتمعات الأهلية.
القيمة السّياحيّة
تلعب أشجار الصّنوبر دوراً في تنمية السّياحة وجذب السّائحين لتمضية أيام العطلة والابتعاد عن هموم العمل والرّوتين الوظيفيّ، إضافة إلى السّياحة في فصليّ الشّتاء والرّبيع بدءاً من قطاف الأكواز وجمعها بحيث يشارك بعض السياح في المساعدة كنوع من السّياحة البيئيّة المستحدثة (eco-tourism) ثم تنقل الأكواز إلى أسطح المنازل ويتم نشرها لتشميسها حتى تتفتح قشرة الكوز وتسمح لحبّات الصّنوبر الصّلبة بالسّقوط منها، ثم تنقل تلك الحبّات بعد ذلك إلى مراكز التّكسير المعروفة بـ “كسارات الصّنوبر” وذلك بهدف تكسير “الحصوص” وفصل الصّنوبر عن القشرة الخشبيّة السوداء ونحصل عندها على حبّات الصّنوبر العاجيّة البيضاء اللّون وهي جاهزة للأكل الطّازج أو في الطّبخ.

خصائص شجرة الصّنوبر
تعيش أشجار الصّنوبر حتى 250 سنة أمّا إنتاجها فيبدأ في التّراجع بشكل ملحوظ وغير محبّذ بعد 150 سنة من عمرها، يكون شكل الأشجار هرميّ في السّنوات الأولى من عمرها ثم تبدأ بالتحوّل إلى الشكل الكرويّ في بداية إنتاجها ثمّ يصبح شكلها يشبه المظلّة خاصة عند وصول الأشجار إلى مرحلة النّضج الأقصى، قشرة أشجار الصّنوبر مشققة حرشفية، وبراعم الصّنوبر تأخذ شكلاً اسطوانياً تعطي بعد نموّها (فقسها) ورقتان منطلقتان من قاعدة واحدة. الأزهار صفراء مرصّعة بالبنّي أحاديّة المسكن أي تحمل أعضاء التّذكير والبراعم الثّمَرية وتحملُ أعضاء التأنيث. تتفتح أزهارها خلال فصل الرّبيع، أمّا الأكواز المخروطيّة الشّكل والكبيرة الحجم فيصل طولها إلى 15 سم، وهي تنضج خلال ثلاث سنوات ويتم جمعها في نهاية فصل الخريف وخلال الشّتاء حسب الارتفاع عن سطح البحر وعندما يصبح لون (الكرز) بنيّاً.
تأخذ أشجار الصّنوبر الشّكل العمودي وقد يصل ارتفاعها الى 40 مترا خاصّة الأشجار المعمرة التي يزيد عمرها عن 70 سنة والقريبة من بعضها البعض. أمّا في وقتنا الحاضر وبعد تقدّم علم زراعة الصّنوبر، يعتمد بعض الزّارعين المهتمّين بزراعة هذه الأشجار على عدم ارتفاعها بل على إنتاج أغصان كبيرة. أوراق الصنوبر إبرية الشّكل ويتراوح طولها بين 8 الى 15 سم وهي صلبة غير ملتوية، أمّا لون الأشجار فهو أخضر قاتم.

الصنوبر ة الجميلة شموخ وقدم 2
الصنوبر ة الجميلة شموخ وقدم 2

المتطلّبات البيئية
تنمو أشجار الصّنوبر في جميع المناطق اللّبنانية من السّاحل حتى إرتفاع 1400 متر عن سطح البحر، لكنّ أكثرية غابات الصّنوبر تتواجد في المناطق الجبليّة من محافظة جبل لبنان حيث تحتلّ مساحة تزيد عن 1500 هكتار خاصة في مناطق المتن وبعبدا وعاليه والشّوف وصولاً إلى جزين كما توجد غابات صنوبر في الشمال والبقاع والجنوب. تنجح زراعة الصنوبر في الأراضي القليلة الأمطار (أكثر من 400 ملم) والمتوسطة العمق، وتتحمل الحرارة المرتفعة في فصل الصّيف والحرارة المنخفضة في فصل الشّتاء، كما تتحمّل الأراضي الجافّة.
الحرارة: تتأقلم أشجار الصّنوبر مع درجات الحرارة المتفاوتة خاصّة بين السّاحل والجبل لذا ينجح وينمو في جميع مناطقه تقريبا.
الرطوبة: ينمو الصّنوبر بعلياً في المناطق التي لا ينخفض معدّل أمطارها عن 400 ملّم لكنّه يستجيب ويتحسّن بشكل سريع إذا رُوِي في فصل الصّيف لكن من الأفضل ألّا يستمر ري الأشجار بعد عمر 10 سنوات وعندما يصبح حجمها جيّدا لأنّه يقلل من نسبة الإنتاج.
ملاحظة: أشجار الصّنوبر من الأشجار القليلة التي تقاوم الجفاف لأنّ أوراقها إبرية الشّكل ورفيعة ومغلفة بمادة شمعية مما يؤدّي إلى عدم تبخّر إلّا نسبة ضئيلة جدّاً من رطوبة الأشجار.
التّسميد: لا يعتمد الصّنوبر على التّسميد في نموّه وإنتاجه بل يستجيب بشكل ملحوظ إلى التّسميد العضوي الذي يؤمّن للأشجار عنصر الآزوت لمساعدته على النّمو الجيّد ويحسّن من خواصّ التّربة التي تصبح غنيّة بالبكتيريا والفطريات المفيدة للأشجار والتي تساعد في الاحتفاظ برطوبة التّربة.

تقليم أشجار الصّنوبر
توجد أخطاء شائعة في طرق تقليم أشجار الصّنوبر من قبل المزارعين أنفسهم أو عمّال القطاف والتّقليم ونحن نرى أنّ هذه الطّرق في التّقليم تؤدّي إلى تخفيض الإنتاج بشكل ملحوظ. إنّ تقليم الصّنوبر يبدأ في السّنة الثّالثة بعد الزّرع في الأرض الدّائمة، وفي هذه الحال تُقطع الفروع اليابسة والمكسورة جرّاء عمليّة الزّرع على أن يترك لكلّ شجرة 4 طبقات من الأغصان المتقابلة والمنطلقة من نفس المستوى على الجذع، وتستمرّ هذه الطريقة في التّقليم حتى عمر 10 سنوات للأشجار، ومن السّنة 11 يبقى الخيار للمزارع لاعتماد الارتفاع الذي يراه مناسبا، لكن في تقليم الأغصان يفضل اعتماد تطويلها ومن الضّروري ألّا تعرى في التّقليم كما نشاهد في الكثير من الأشجار، وتقتصر عملية تقليم الصنوبر على إزالة الفروع والأغصان المتشابكة والمكسورة جرَّاء العواصف والثّلوج بشكل عام، وتقطع أيضا الفروع التي تنشأ على الأغصان باتجاه الدّاخل وتأخذ زاوية مثلّث أو زاوية قائمة، والفروع التي تتّجه نحو الأسفل.

“قِطاف الصّنوبر يجب أن يتمّ في الشّتاء بعد تحوّل لون الكرز إلى بنّي والقطاف المبكّر يضــرّ بالإنتاج ويؤدّي إلى ضمـــور الثّمرة”

إكثار الصّنوبر
يتكاثر نبات الصّنوبر بطريقة واحدة هي البذرة، إنّما يجب الانتباه لعدّة مواصفات أهمّها:
• أن تؤخذ البذور من الأشجار التي تتّصف بمميزات جيّدة بدءاً من كمّية إنتاجها وحجم الثّمار.
• أن يكون النّوع مقاوماً للآفات والجفاف والرّطوبة الزّائدة.
• ألّا تؤخذ الثّمار من أكواز مقطوفة قبل مرحلة النّضج النّهائي.
أمّا الأعمال المتوجّب إنجازها وتحضيرها لزراعة بذور الصّنوبر وبالطّرق السّهلة جدّاً والتي تسمح لأيّ مزارع باستخدامها فهي:
1. تهيئة الخلطة التّرابية المؤلّفة من العناصر الثّلاثة بالتّساوي تراب أحمر، رمل خشن نوعا ما وسماد عضوي مخمّر أي ثلث تراب، ثلث رمل وثلث سماد.
2. تنقع ثمار الصنوبر المختارة في الماء لمدّة نحو 30 ساعة على حرارة 5 درجات مئوية.
3. تزرع البذور المنقوعة مباشرة في أوان خاصّة أو أكياس نايلون بعد تعبئتها من الخلطة التّرابية وخلال شهري كانون الأوّل والثّاني.

4. تروى الأكياس الحاوية للخلطة التّرابيّة بعد الزّرع مباشرة.
5. من الضّروري أن تحمى البذور المزروعة من الحيوانات الصّغيرة وبعض الطّيور التي تأكلها قبل وبعد الإنبات.
6. تبقى شتول الصّنوبر في المشتل لمدّة عام أو عامين حسب نموّها ثم تنقل إلى الأرض الدّائمة.

زراعة شجيرات الصنوبر
تُزرع شُجيرات الصّنوبر في الأرض الدّائمة خلال شهري كانون الثاني وشباط بعد حفر الجُوَر على عمق 40 × 40 سم، ينزع الكيس عن الشّتلة مع الإنتباه التام الى التّراب الحاضن لجذورها لزيادة نجاح عمليّة الزرع ونموّ الشتلة، بعد وضع النّبتة في الحفرة يطمر حول جذورها من تراب الحفرة نفسها ويرص هذا التّراب بواسطة القدمين جيّدا لطرد الهواء من حول الجذور. إذا كانت التّربة جافّة يجب ريّها مباشرة، كما أنّ من المهمّ جدّاً عدم زرع الشّجيرات بشكل عام في الأرض إذا كانت التّربة رطبة جدّاً. أمّا في الزّراعة الحديثة لأشجار الصّنوبر فإنّ من الضّروري أن يُبقِي المزارع على مسافة كافية بين الشّجرة والشّجرة على الأقل 8 أمتار وأن يعتمد طريقة الارتفاع المتوسّط في طول الأشجار 10 أمتار كحدّ أقصى لتسهيل أعمال تسَلُّقِها لقطافها وتقليمها.

صنوبر باكستاني- المستورد أرخص ثمنا لكنه أقل جودة من البلدي
صنوبر باكستاني- المستورد أرخص ثمنا لكنه أقل جودة من البلدي

جني أو قطاف ثمار الصّنوبر
تقطف أكواز الصّنوبر عندما يصبح لونها بنّيّاً وليس أخضر غامق أو زيتيّ، أي في نهاية فصل الخريف وخلال فصل الشّتاء بدءاً من الساحل وصعوداً إلى المرتفعات، عند اكتمال تحوّل كافّة المواد البكتينيّة (العفصية) إلى بروتينات وفيتامينات وسكريّات ودهون مفيدة لجسم الإنسان، تجنّبا لضمور الثّمار بعد تقشيرها عند قطافها قبل النّضج لأنّه في لبنان يتسابق المزارعون على قطاف إنتاجهم قبل الأوان مثلما يفعل العديد من مزارعي الأشجار المثمرة كما في الزّيتون والإجّاص والعنب وغيرها.
في لبنان، إن معدّل الدونم الواحد المغروس بأشجار الصّنوبر المثمر يقدر بـ 35 شجرة، علماً أنّه من المفضّل اقتصاديّاً ألّا يزيد عدد الأشجار عن 20 شجرة في الدّونم الواحد بحيث يزيد الإنتاج مئة بالمئة. ويقدّر إنتاج الدّونم بـ 1750 كلغ من الأكواز سنويّاً أي 50 كلغ للشّجرة الواحدة، ما يعادل تقريبا 70 كلغ من حبّ الصّنوبر المقشّر للدّونم الواحد. يباع الكيلوغرام الواحد من حَبّ الصّنوبر بمعدّل وسطيٍّ بـ 40 دولار، ممّا يعني أنّ الدّخل من إنتاج الدّونم من الحَبّ يقارب الـ 2800 دولار ويضاف إلى هذا المبلغ ثمن الأكواز وقشر الحصّ والتي تستعمل في التّدفئة.

آفات الصّنوبر
حتى تاريخه لم تتعرّض غابات الصّنوبر المثمر في لبنان لآفات أو حشرات مضرّة تحدّ من إنتاجها أو تؤثر عليها اقتصاديّاً، وهذا الوضع قد يستمرّ إذا بقي الإنسان بعيداً عنها فلا يتدخّل في بيئتها الطّبيعيّة عبر استخدام المبيدات الكيميائيّة، كما تفعل بعض البلديّات أو المزارعين في رشّ المبيدات السّامة على الأشجار الحرجيّة القريبة من الطرق العامّة والخاصّة والأشجار القريبة من المنازل، إذ تؤدّي هذه المكافحة إلى قتل جميع الحشرات وخاصة النافعة منها التي تتطفّل وتأكل الحشرات الضارّة كما تقتل الطّيور التي تقتات عليها. إضافة الى إضعاف مناعة الأشجار وتقليص قدرتها على مقاومة الآفات التي تعتريها.

ملاحظة هامّة
شهد لبنان فوضى عارمة خلال الأحداث ولاسيّما انتشار الصّيد العشوائيّ، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض عدد الطّيور المحلّيّة وإبادة نسبة كبيرة من الطّيور العابرة والمهاجرة الأمر الذي يهدّد حياة عدد من أنواع الطّيور المهمّة للتّوازن البيئي ويعرّضها للانقراض مثل الهدهد والسّفراية وغيرها من الطيور التي تحتاج إلى أعداد هائلة من الحشرات لتعيش ولإطعام فراخها في فصل الرّبيع في وقت انتشار الديدان. على سبيل المثال فإنّ الهدهد والسّفراية وطيور أخرى تعتمد في غذائها على دودة الصّندل أو الزياح مما يؤدي إلى الحدّ من انتشارها، لكن بعد تقلّص أعداد الهدهد الذي أصبح وجوده نادراً وغياب السّفراية منذ عدة سنوات انتشرت دودة الصّندل بشكل هائل ممّا دعا خبراء البيئة ووزارة الزّراعة للتدخّل بهدف مكافحتها. ولكن نتيجة التدخّل عبر استخدام المبيدات الحشريّة بشكل عام ازداد ظهور دود الصّندل عاماً بعد عام وباتت تشكّل تحدّياً كبيراً وتهديداً حقيقياً لأحراج الصّنوبر البرّيّ.
لذا، أوَدّ أن أعرض هنا لتجربة قمنا بها في المدرسة الزّراعية في بعقلين. إذ اصطحبنا طلّاب المدرسة برحلة علميّة وعمليّة إلى غابة حرجيّة وأكثر أشجارها كانت الصّنوبر البرّي في منطقة المناصف في نهاية التّسعينيّات، وشهدنا أنّ دودة الصّندل بدأت بالانتشار بشكل كبير. بعد عودتنا إلى المدرسة، تناقشنا حتى وجدنا حلّا للحدّ من انتشار هذه الآفة واتّفقنا أن نعرض هذا المشهد والحلّ على وليد بك جنبلاط الذي يعطي وقتاً واهتماماً كبيرين للبيئة وخصوصاً بيئة الجبل. وفي يوم من أيّام استقباله الشّعبي في قصر المختارة، ذهبت برفقة الأستاذ أديب غنام بعد التّنسيق مع وكيل داخليّة الحزب آنذاك الدّكتور ناصر زيدان الذي حدّد لنا موعداً، وعندما وصلنا إلى القصر استقبلنا الأستاذ وليد وعرضنا له المشاكل والحلّ، فباشر تلقائيّاً دون تردّد إلى صرف مبلغ من المال لشراء المعدّات اللّازمة لقطع الفروع التي تحمل أعشاش ديدان الصّندل وحرقها مباشرة إضافة إلى أجور العمّال، واستمرت هذه العمليّة لخمس سنوات متتاليةْ وبإشراف بعض موظّفي المدرسة الزراعيّة حتى أصبح انتشار دودة الصّندل ضئيلاً. ثم أهمل موعد القطع والمكافحة الطّبيعية من قبل الإدارات المحلّية واعتمدت هذه بدلاً من ذلك على البكتيريا المتطفّلة على هذه الحشرة. وفي السّنوات الأخيرة، تفاقمت وانتشرت دودة الصّندل حتى أصبحنا نرى في أحراج الصّنوبر البرّي أشجاراً عارية من الأوراق.
ملاحظة: نادراً ما نرى أعشاش دودة الصّندل على الصّنوبر المثمر.

جني أو قطاف ثمار الصّنوبر
تقطف أكواز الصّنوبر عندما يصبح لونها بنّيّاً وليس أخضر غامق أو زيتيّ، أي في نهاية فصل الخريف وخلال فصل الشّتاء بدءاً من الساحل وصعوداً إلى المرتفعات، عند اكتمال تحوّل كافّة المواد البكتينيّة (العفصية) إلى بروتينات وفيتامينات وسكريّات ودهون مفيدة لجسم الإنسان، تجنّبا لضمور الثّمار بعد تقشيرها عند قطافها قبل النّضج لأنّه في لبنان يتسابق المزارعون على قطاف إنتاجهم قبل الأوان مثلما يفعل العديد من مزارعي الأشجار المثمرة كما في الزّيتون والإجّاص والعنب وغيرها.
في لبنان، إن معدّل الدونم الواحد المغروس بأشجار الصّنوبر المثمر يقدر بـ 35 شجرة، علماً أنّه من المفضّل اقتصاديّاً ألّا يزيد عدد الأشجار عن 20 شجرة في الدّونم الواحد بحيث يزيد الإنتاج مئة بالمئة. ويقدّر إنتاج الدّونم بـ 1750 كلغ من الأكواز سنويّاً أي 50 كلغ للشّجرة الواحدة، ما يعادل تقريبا 70 كلغ من حبّ الصّنوبر المقشّر للدّونم الواحد. يباع الكيلوغرام الواحد من حَبّ الصّنوبر بمعدّل وسطيٍّ بـ 40 دولار، ممّا يعني أنّ الدّخل من إنتاج الدّونم من الحَبّ يقارب الـ 2800 دولار ويضاف إلى هذا المبلغ ثمن الأكواز وقشر الحصّ والتي تستعمل في التّدفئة.

آفات الصّنوبر
حتى تاريخه لم تتعرّض غابات الصّنوبر المثمر في لبنان لآفات أو حشرات مضرّة تحدّ من إنتاجها أو تؤثر عليها اقتصاديّاً، وهذا الوضع قد يستمرّ إذا بقي الإنسان بعيداً عنها فلا يتدخّل في بيئتها الطّبيعيّة عبر استخدام المبيدات الكيميائيّة، كما تفعل بعض البلديّات أو المزارعين في رشّ المبيدات السّامة على الأشجار الحرجيّة القريبة من الطرق العامّة والخاصّة والأشجار القريبة من المنازل، إذ تؤدّي هذه المكافحة إلى قتل جميع الحشرات وخاصة النافعة منها التي تتطفّل وتأكل الحشرات الضارّة كما تقتل الطّيور التي تقتات عليها. إضافة الى إضعاف مناعة الأشجار وتقليص قدرتها على مقاومة الآفات التي تعتريها.

ملاحظة هامّة
شهد لبنان فوضى عارمة خلال الأحداث ولاسيّما انتشار الصّيد العشوائيّ، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض عدد الطّيور الم

بشارة الموسم
بشارة الموسم

التّفتيح الحراري ومحاذيره

بهدف استغلال ذروة الموسم وطرح إنتاجهم بصورة مبكرة يلجأ بعض منتجي الصّنوبر إلى عدّة طرق “حرارية” لتسريع تفتّح أكواز الصّنوبر وبالتالي استخراج الحبّات الخشبيّة التي يتم كسرها لاستخراج الثّمار وطرحها في السوق. ومن هذه الطّرق المستخدمة البيوت الزّجاجيّة والافران الخاصّة. لكن على منتج الصنوبر تجنّب الحرارة التي تزيد على 45 درجة فوق الصفر، لأنّ الحرارة المرتفعة لها تأثير سلبي على مكونات ثمرة الصنوبر خاصة الزّيت والفيتامينات المفيدة.

لحلول الناجعة لآفة دودة الصندل
1. إيقاف الصّيد بالقرب من أحراج الصّنوبر أو داخلها.
2. عدم إطلاق النار على أعشاش دودة الصّندل لأنه لا يقتل إلّا نسبة ضئيلة من الديدان ويطرد الطّيور.
3. وقف رشّ البكتيريا المتطفّلة على الديدان لأنّه يؤذي الطّيور التي تقتات على هذه الديدان الميتة المليئة بالبكتيريا بحيث تؤدي إلى التخمّرات في معدة الطّيور وتقتل نسبة كبيرة من فراخها.
4. إنّ الحلّ الأمثل لهذه المشكلة هو قطع الفروع التي تحمل الأعشاش وحرقها مباشرة خلال شهر كانون الثاني عندما تكون الديدان لا زالت داخل الأعشاش وهي في مرحلة الرّاحة.

فوائد الصّنوبر الغذائيّة والطّبّيّة
سمّي الصّنوبر بالذّهب الأبيض منذ آلاف السّنين لفوائده العلاجيّة والغذائيّة والاقتصاديّة. فهو يمتاز باحتوائه على الموادّ المضادة للأكسدة والأحماض الدّهنيّة الأحاديّة غير المشبعة والفيتامينات، ونظراً لتواجد حمض البينولينك في الصّنوبر فهو من الأغذية التي تساهم بعمليّة فقدان الوزن، نظراً لما يقوم به هذا الحمض من إفراز للأنزيمات التي تحول دون شعور الشّخص بالجوع ممّا يفقده الشّهيّة. ويحتوي الصّنوبر على الكالسيوم والحديد والزّنك والسيلينيوم والبوتاسيوم والألياف والبروتينات والفوسفور والماغنيزيوم والمنجنيز.
يقي الصّنوبر من أمراض القلب وامراض العين والانيميا،.كما يعمل كمضادّ للشيخوخة ومرطّب للبشرة. يدخل قشر أخشاب الصّنوبر وصمغه في العلاجات الطّبيّة كمرهم أو لصقات، ويستعمل في صناعة الصّابون والعطور والشّمع.

الغذاء الملكي

ذلك الأكسير العجيب:

غذاء النحل الملكي

بسبب التغذية به تعيش الملكة حتى 6 سنوات
بينما لا تعيش النحلة العاملة أكثر من 3 أشهر

بعض العلماء حاول تركيب مادة تشبه الغذاء الملكي
فلم يجدوا لها أي تأثير هرموني مشابه للغذاء الملكي

تفرزه العاملات الصغيرات السن من غدد في مقدمة رأسها
هلامي أبيض اللون حامض الطعم لكن فوائده لا تحصى

فعاليته أُثبِتَت علمياً لحالات فقر الدم وضعف الخصوبة
وفي علاج عدد من الأمراض الجسدية والأعراض النفسية

يُعَدُّ الغذاءُ الملكيّ أو الهُلام المَلَكيّ من أفضل الموادّ الغذائيّة التي يعتمدها الإنسان كغذاء ودواء، ولا يستهلكه إلّا الأشخاص الميسورون ماديّاً والذين هم بحاجة ماسّة له كدواء. وله فوائد وخصائص عديدة هامّة فهو مُغذٍّ فعّال وسريع الهضم ولا توجدُ في مصانع الأدوية البشريّة أيّة مادّة شبيهة بالغذاء الملكيّ خاصّة من ناحية تأثيره على نموّ جسم الإنسان وعدم ظهور الشيخوخة المبكر، وهو هامٌّ جدّاً لتقوية الإخصاب.
الغذاء الملكيّ مادّة هُلاميّة لَزجة الشّكل لونها عاجيّ يميل إلى الأبيض، تُفــرزُ هذه المادّة من غُدد موجودة في رأس النّحلة المولودة حديثاً، أمّا كميّة الغذاء المَلَكيّ الذي تفرزه العاملات الحديثة تتوقّف على نوعية الغذاء التي تتناوله، فإنّ النّحل الذي يتغذّى على مزيج من العَسَل وحبوب اللّقاح المتنوّعة يصبح أكثر إنتاجا وإفرازاً من الغذاء المَلَكي. يحتوي الغذاء الملكيّ على العديد من الفيتامنات أهمّها: جميع فيتامينات ب المركّب ومنها حمض البانتوثنيك Pantothenic acid ويحتوي الغذاء الملكي أيضاً على معادن وإنزيمات وهرمونات وثمانية عشر حمضاً آمينيناً ومكوّنات مضادّة للبكتريا ومضادّة للكائنات الحيويّة الضارّة والقليل من فيتامين ج.
الغذاء الملكيّ هو الغذاء الرّئيسيّ للملكات الذي يميّزها عن باقي أفراد الخليّة العاملات والذّكور، وبسبب التّغذية المتخصّصة للملكات فإنّها تختلف عن العاملات بحجمها الكبير الذي يصبح نحو ضعف حجم العاملة أو الشغّالة، وتضع الملكة ما يقارب وزنها نحو 2000 بيضة يوميّــاً، بينما الشغّالات عقيمة. تعيش الملكة نحو 7 سنوات أي نحو 40 مرّة أطول من عُمر الشغّالات الذي لا يزيد عن 3 أشهر هذا في فصل الشتاء. أمّا في مرحلة الأزهار الوفير يتراوح عمرها بين 40 و60 يوماً. فإنّ هذا الاختلاف في أفراد خليّة النّحل أدّى إلى تفعيل دور هذا الغذاء وتعزيز دوره في التّسويق من الدّول الأوروبيّة والآسيويّة كدواء وعلى نطاق واسع لفوائده الكثيرة، نذكر أهمّها لاحقاً.

ما هو الغذاءُ الملكيُّ؟
الغذاء الملكيّ هو مادة لزجة تفرزها العاملات شغّالات النّحل الصّغيرة السنّ التي يتراوح عمرها ما بين 4 إلى 14 يوماً، وذلك من زوجين من الغُدد البلعوميّة التي تتواجد في مقدّمة رأس النّحلة. لهذه المادّة رائحة خاصّة، أمّا مذاقه فهو لاذع ولم يحدّد الطّعم بنوع واحد بل خليط من الأطعمة الثلاثة (الحارّ والحامض والمرّ)، وتتغذّى عليه يَرَقات النّحل الحديثة السنّ من الشغّالات والملكات والذّكور وتقسم الفترة العمرية لكلٍّ منها كالتّالي: العاملات تتغذّى حتى اليوم الثالث من عمرها اليَرَقي، ويرقات الذّكور حتى اليوم الخامس من عمرها، وتستمرّ يرقات الملكات فقط بالتّغذية عليه حتى نهاية مرحلة اليَرَقة.
التّركيبةُ الكيميائيّة للغذاء الملكيّ
يحتوي الغذاءُ الملكيّ على العديد من المركّبات والفيتامينات الغذائيّة الضّرورية لجسم الإنسان وهذا حسب الأبحاث التي أجريت عليه من باحثين وعلماء بارعين في هذا المجال وأتت النتائج على الشّكل التّالي:
ماء بنسبة 66% .
1. بروتينات بنسبة 12.34%.
2. دهون بنسبة 5%.
3. كربوهيدرات بنسبة 15%.
4. معادن بنسبة 1%.
5. موادّ أخرى غير معروفة بنسبة 3%.
كما يحتوي الغذاء الملكيّ على عناصر نادرة مختلفة كالحديد والمنجنيز والكوبالت والسّليكون وغيرها من عناصر كثيرة. يحتوي الغذاء الملكيّ أيضاً على مجموعة من الفيتامينات وخاصّة مجموعة فيتامين (ب) ويعتبر الغذاء الملكي من أغنى المصادر الطبيعيّة لحامض البانتوثنيك والاسكروبيك، بالإضافة إلى فيتامينات أخرى عديدة ولكن بنسب قليلة.
وَتَبَيّن أيضا من التّحاليل التي أجراها الباحثون في الغذاء الملكيّ احتواؤه على عشرين حامضاً من الأحماض الآمينية منها (الانين – ارجينين – سستين – جليسين – هيستدين -ايسوليسين – ليسين – ميثونين – سيرين – ثيريونين – تيروسين – فالين – الأسيتيل كولين – وغيرها). ومن أهم هذه المركّبات الموجودة في الغذاء الملكيّ أنّه يحتوي على المواد المسؤولة عن تزويد الخلايا بالطّاقة، ويزوّد الجسم بالمركبات الأوّليّة التي تعيد بناء خلايا الجسم.

حصاد الغذاء الملكي (باللون الأبيض) من الخلية الملكية
حصاد الغذاء الملكي (باللون الأبيض) من الخلية الملكية

تتواجد الأحماض الآمينية الأساسية بشكل حُرّ في الغذاء الملكيّ، ويستطيع الجسم الاستفادة منها بشكل أسهل.
وقد قام بعض علماء تربية النّحل في كندا بإجراء تحليل مُفَصّل للغذاء الملكيّ الذي أُخذ من أبراج ملكيّة طبيعيّة ليَرَقات عُمرُها بين 2 إلى 3 أيام، وقسّم العلماء الغذاء المجموع من هذه الأقماع أو الأبراج إلى أربعة أجزاء:
الجزء الأوّل: وهو الذي يذوب في الأثير ويمثل 10-15% من الوزن الجافّ للغذاء الملكيّ ويحتوي على:
1. 4-10% فينول.
2. 80-85% أحماض عضوية غير معروفة.
3. 5-6 سيترولات وكلسريدات.
4. 5-6% شمع.
5. 0,4-0,8 % فوسفوليبيدات.
الجزء الثاني: وهو الذي يذوب في الماء ويمثل 55% من الوزن الجافّ للغذاء الملكيّ ويحتوي على:
1. 1.2% أزوت.
2. 3.4% معادن.
3. 50% سكريّات مُخْتَزَلة، وتشمل السّكّريات (26% فركتوز + 21% كلوكوز + 3% سكريات غير قابلة للتخمّر).
4. 20% أحماض عضوية غير معروفة.
الجزء الثالث: وهو الذي يذوب في الماء ولا يقبل الانتشار ويمثل 15-20% من الوزن الجافّ للغذاء الملكي ويحتوي على:
1. 5% معادن.
2. 0.3% فوسفور.
3. 15% أزوت.
4. 0.89% كبريت.
الجزء الرّابع: ويمثّل البروتينات الغذائيّة في الماء 15% من الوزن الجافّ للغذاء الملكيّ، ويحتوي على:
1. 13.4% أزوت.
2. 0.16% فوسفور بالإضافة إلى آثار من الكبريت.
وقد دلّت تجارب هؤلاء العلماء على أنّ الجزء الأوّل من الغذاء الملكيّ (الذي يذوب في الأثير) يحتوي على هرمونات جنسيّة منشّطة، ولوحظ أيضاً أنّ التّجارب على التّغذية بالغذاء الملَكِيّ بكميّات معتدلة أدّت إلى نموٍّ مبكرٍ في الجهاز التّناسلي.
والملاحظة التي أدهشت العلماء في هذه التّجارب أنّ يرقات شغّالات أو عاملات النّحل تتغذّى بدءاً من اليوم الرّابع على خَليط من العَسل وحبوب اللّقاح، بينما يرقات الملِكات تستمرّ في تغذيتها بكميّات وافرة من الغذاء الملكي الذي تفرزه العاملات حتى اليوم الخامس من عمرها، ولم تكن هذه اليرقات قادرة على استهلاك كامل الكميّة المقدّمة لها من قِبَل العاملات حيث تبدأ بالتّحوّل إلى طور العذراء، وما يتبع ذلك من اختلافات كثيرة فسيولوجية (طبيعية) ووظائفيّة بين الملكة والشغّالة.
أهمُّ فوائدِ الغذاءِ الملكيّ
إنّ الغذاء الملكيّ منشّط حيويّ عام يعمل على تحسين الاستقلابات داخل الجسم، ويَقي من الأمراض السّارية، ويزيد من قوّة الجسم ليتحمّل الأعمال المجهدة مثل رفع الأثقال وغيرها، ويزيد الشهيّة عند الصّغار والكبار، ويحسّن وظيفة الغدّة الدّرقيّة والكظريّة، ويزيد من وزن نحيليِّ الأجسام، ويفيد في الكثير من حالات أمراض القلب. ولا يحتاج الغذاء الملكي إلى عمليات هضم، وينشّط الذهن، ويحسن عمل الجهاز العصبي، ويساعد في حالات الضّعف الجنسي عند الرجال، ويقوّي الغُدَد التناسليّة. يعمل على تأخير ظهور التّجاعيد في البشرة، وعلامات الشّيخوخة المبكرة. يساعد في حالات الإصابة بأمراض الكبد. ويعالج اضطرابات الجهاز العصبيّ، ومشاكل فقدان الشهيّة، ويعتبر عاملاً مقاوماً للإصابة بمرض السكري. وهو مفيد في حالات ضَعف النّمو، وحالات الإصابة بفَقْر الدّم. ويعمل على محاربة البكتيريا المسبّبة للأمراض لاحتوائه على المضادّات الحيويّة. يساعد في حالات الإصابة بالأمراض الجلديّة، وحالات سقوط الشّعر، ويحافظ على نعومة البشرة. ويعالج الإصابة بالأمراض المعويّة، ومفيد في حالات القرحة. ويدعم ويقوّي جهاز المناعة، ويقوّي الذاكرة. وينشّط أجهزة الجسم المختلفة، ويعمل على زيادة سرعة التحوّل الغذائي، وهو منشِّط عام ومُقَوٍّ للجسم يساعد على إزالة الشعور بالتّعب والإرهاق، ويُنصّح به لكبار السنّ.
ويستعمل الهُلام الملكيّ كعلاج لعدد من الأمراض، كما أنّه يقوّي الجهاز المَناعي لدى الإنسان، ويعالج مشاكل العظام واضطراباتها مثل الروماتيزم ويحدّ من سرطان الدم.

الفوائد الطّبّيّة للغذاء الملكيّ
بعد التحليل الكيميائيّ للغذاء المَلَكي الذي أظهر احتواءه على الكثير من المُركّبات والأحماض الآمينية والفيتامينات والهرمونات، فقد قامت بعض الهيئات الطبّية بدراسة أثر استعماله كعلاج لكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان، واشتدّ الاهتمام بدراسة الغذاء الملكيّ وبدء التّجارب والأبحاث والدراسات التي توضّح السرّ الكامن وراء هذه المادّة الطبيعية التي تفرزها هذه الحشرات الصغيرة (العاملات أو الشغالات حديثة السنّ) وبدأ التسابق بين الهيئات الطبّية في إجراء هذه الدراسات لما عُرِف بالدليل القاطع إنّ للغذاء الملكي خصائص قويّة في قتل الميكروبات المرضيّة بالإضافة إل تأثيره الهرموني عليها ومع استعمالات الغذاء الملكيّ في الكثير من الحالات ووجود التقارير التي تثبت أثره العلاجي.
إنّ الظروف المناخية التي تحيط بالغذاء الملكيّ من حرارة تصل في الكثير من الأحيان إلى أكثر من 35 درجة مئويّة ورطوبة مرتفعة داخل الخليّة ممّا تساعد هذه الظروف على نموّ الكثير من الكائنات الحيّة الدقيقة عليه. دُهِش بعض العلماء لعدم فساد هذا الغذاء خاصة بعد تحليله الكيميائي الذي أظهر أنّه غذاء غنيّ بمكن نموّ الميكروبات عليه بسهولة إلّا أنّه لا يفسد ويبقى بحالته الطبيعيّة داخل الخليّة رغم درجة الحرارة والرّطوبة المرتفعة. عندها بدأ بعض العلماء باختبار مقدرة نموّ بعض أنواع من البكتيريا المرضيّة ومن بينها ميكروب التيفوئيد في الغذاء الملكيّ، فلاحظوا أنّ وجود الغذاء الملكيّ في البيئة التي تنمو فيها البكتيريا يتسبب في موت الميكروبات بعد دقيقة واحدة، وبذلك ثبت أنّ للغذاء الملكيّ تأثير قاتل ومُميت لبعض أنواع البكتيريا المَرَضيّة، وبدأوا بدراسة أثر استعماله في قتل البكتيريا التي تصيب الإنسان.
وتعددت طرق وأشكال استعمال الغذاء الملكيّ في شفاء الكثير من الأمراض خاصّة في الدّول المتقدّمة في تربية النّحل ومنتجاته، وقد قامت مصانع الأدوية بتعبئة الغذاء الملكي في طرق مختلفة مع الحفاظ على فاعليته والإبقاء على قيمته الحيوية وعدم إفساده، ومنها إمكانية تحضيره على شكل حقن لحقنها تحت الجلد، أو معبأ في أوان صغيرة يمكن للإنسان تناولها كشراب عن طريق الفم، كذلك أمكن تجفيفه وتحويله إلى مسحوق او كبسولات يسهل تناولها خاصة تحت اللسان، وأيضا استعمل الغذاء الملكي في مستحضرات التجميل (الكريمات) لتنشيط خلايا البشرة وإعادة الحيوية إليها وإزالة التجاعيد.

كيفيّة استهلاك الغذاء الملكي
أفضل طرق لتناول الغذاء الملكيّ تناوله طازجاً وتحت اللّسان ومن ثمّ الانتظار نحو 5 دقائق حتى يذوب ثم بَلْعُه، بهذه الطريقة يمكن امتصاصه مباشرة إلى الدّم عبر الغدد الماصّة الموجودة تحت اللّسان وهذه الطّريقة تعطي أفضل النّتائج، ويُفضّل ألّا يتمّ ابتلاع الغذاء الملكيّ فوراً بل الانتظار حتى يذوب في الفم ثمّ يتمّ بَلْعُه لأنّ عُصارات الجهاز الهضميّ تقلّل من القيمة الغذائيّة لغذاء ملكات النّحل، وكذلك طعمه غير مُستساغ في حال تمّ بلعُه فوراً. وتُقَدّر الجُرعة بنحو غرام واحد للبالغين يوميّاّ ونصف غرام للأطفال لفترة تتراوح نحو عشرين يوما.
يمكن تناول غرام من الغذاء الملكيّ أي بحجم حبّة الحمّص مباشرة تحت اللّسان صباحاً على الرّيق، ويمكن تكرارها قبل النّوم أو يتمّ مزج 10 غرامات غذاء ملكيّ مع نصف كيلو غرام عسل وتُؤخذ منه ملعقة كبيرة مرّتين باليوم للكبار وملعقة صغيرة للصّغار.
من المُفضّل خلط الهُلام الملكيّ مع العسل لكي لا يفسد ويجب أن يُحفظ في الثلّاجة.
ملاحظة: يُحَضّر استعمالُه من قِبَل الحامل أو المرأة التي تنوي الحمل وكذلك المُرضعات والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السّنة إلّا بعد استشارة الطّبيب.
هذا المُنتَج كسائر مُنتَجات النّحل يتسبب بالحساسيّة بنسبة ضئيلة بين البشر لذلك يُفضّل التّجربة بكميّة قليلة قبل استخدامه كعلاح.
كانت النتائج مُشجّعة في العديد من الحالات، وهذه بعض الأمثلة لاستخدامه كمادّة علاجيّة.

غذاء ملكي طازج - يتم حفظه في الثلاجة أو خلطه بالعسل
غذاء ملكي طازج – يتم حفظه في الثلاجة أو خلطه بالعسل

1. أهميّة الغذاء الملكيّ في علاج الأطفال
وَجدَ العالمان “Malosso and Gandi”سنة 1956م في إيطاليا أنّ للغذاء الملكيّ أثراً علاجيّاً لأمراض الأطفال المختلفة، وتمّ تجريب ذلك بطرق ومعدّلات مختلفة وإعطائه للأطفال على شكل كبسولات بمعدل 50 ملّغرام في الكبسولة الواحدة من الغذاء الملكيّ المجمّد عن طريق التبريد، أو على شكل كبسولات بمعدّل 10 ملّغرام في الكبسولة الواحدة، أو على شكل حبوب جافّة بمعدل 100 ملّغرام في الحبّة الواحدة، وتُعطى هذه المقادير حسب عمر والحالة المرضية لكلّ طفل.
أمّا النّتائج وملاحظات العالِمَيْن كانت كما يلي:
1. إنّه يساعد على تنشيط شهيّة الطفل في أغلب الحالات.
2. تبدأ ظهور نتائج محسوسة للعلاج بعد 20 يوماً من بدايته.
3. العلاج على فترات متقاربة (20 يوم) بين كلّ دفعة وأخرى مدّة كافية للحصول على نتائج إيجابية.
4. تأثيره مفيد للأطفال الذين يعانون من التقلّصات في الأمعاء، وكذلك الذين يعانون من كثرة الإفرازات العَرَقية ( التّعرّق ).
5. يساعدعلى زيادة عدد كُريّــات الدّم الحمراء ويؤمّن التّوازن بين عدد كُريّــات الدّم المختلفة في حالة الأنيميا المزمنة.
6. يساعد على زيادة استفادة الجسم من البروتينات.
7. له تأثير خاص ديناميكي ومُنَشّط للإنسان.
ومن الضّروريّ قراءة التّعليمات عن المُنتَج قبل البَــدء في الاستعمال.

2. فوائدُ الغذاء الملكيّ للشّيخوخة
للغذاء الملكيّ أثر جيّد وملحوظ في تحسين الحيويّة لحالات الشّيخوخة، فقد عالج أحدُ العلماء 134 مريضاً سِنُّــهم يتراوح بين 70ــ75 سنة، وكلّهم يعانون من النّحافة والإنهاك الجسدي، وذلك بالحقن في العضل يوماً بعد يوم بمعدل 20 ملّغرام غذاء ملكيّ في الحُقنة الواحدة وكانت النتائج إيجابية ابتداء من الحقنة السّادسة حيث بدأت تعود الشّهية ثم الوزن الطّبيعي للمريض.
كما لوحــِظ أنّ ضغط الدّم المنخفض رجع إلى المعدّل الطّبيعي في جسم الإنسان، ومن بين الأمثلة الواضحة ذكر أربع حالات هي:
1. سيّدة 84 سنة نَشِطة ولكنّها تعاني من بعض النّقص العقليّ والعصبيّ، كما تعاني من انخفاض في ضغط الدّم نتيجة لإصابتها بإنفلونزا شديدة وطويلة، فقد تحسن الضّغط كما تحسّنت الحالة العصبيّة بعد 6 حُقن فقط وتركت سريرها وبدأ وزنها في الزّيادة واستمرّ تأثير الحقن المفيد ثمانية أشهر بدون الحاجة لإعادة العلاج.
2. رجل 68 سنة يعاني من نقص في التّغذية وحالة عصبيّة ودَوْخة وضغط عام، ولكن بعد أربع حقن بدأ التّحسّن، وبعد 12 حقنة أصبح شخصاً طبيعيّاً لا يحتاج إلى أي علاج آخر.
3. سيّدة 50 سنة مرّت بمرحلة سِنّ اليأس منذ 5 سنوات وتعاني من النّرفزة (التّعصيب) والصّداع المستمرّ وآلام في الحنجرة وقلّة في النّوم وآلام في الظّهر ودَوخة، مما بدأ يخلق عندها ميلاً قويّاً للانتحار، ولكنْ بعد العلاج تحسّنت حالتها بعد الحقنة السّادسة ونسيت أفكارها الانتحاريّة وانتظم النّمو وحالتها الجنسية أصبحت عادية بالنسبة لسنّها.
4. سيّدة 62 سنة تعاني من نوع من البكتيريا ممّا أدّى إلى انخفاض زائد في الوزن وضَعف شديد ونرفزة، بسبب إصابتها بأورام في جسمها لم ينفع في علاجها استعمال المضادّات الحيويّة المختلفة ولمدّة طويلة، وبعد بضعة حُقن بدأت في التّحسّن وزاد وزنُها، وبعد أربعة أشهر من العلاج تمّ القضاء على البكتيــريا وشعرت السّيدة بالتحسّن العام.

غذاء ملكي ممزوج بالعسل
غذاء ملكي ممزوج بالعسل

3. الغذاءُ الملكيّ وعلاج بعض الأعراض النّفسيّة والعصبيّة
لاحظَ بعض العلماء في إيطاليا أنّ المرضى يمكن معالجتُهم بتناول 50 ملّغرام يوميّاً من الغذاء الملكيّ المخلوط مع العسل لمدة 20ــ30 يوماً، وكانت النّتيجة بعد إتمام العلاج أنْ أصبح المَرضى قادرين على العمل بدون اضطراب وتحسّنت قدرتهم على التّركيز العقليّ. كما لوحظ أيضاً احتواء الغذاء الملكيّ على مادّة مهدّئة للأعصاب وهذه المادّة هي استيل كويلين (إحدى مُشتقّات الأرجوت) يُستعمل في الطِّبّ في علاج تقلّصات الأمعاء، كما أنّ له أهميّة كبرى في تعديل حالة ضغط الدّم، ووجود الأستيل كولين يفسّر سبب تخفيفه لحالات الإمساك المزمن.

4. الغذاءُ الملكيّ في علاج قرحة الإثني عشريّة
أجرى بعض العلماء تجارب على عدد قليل من المرضى (لثلاث حالات فقط) أعطت كلّها نتائج مدهشة إذ اختفت القرحة بعد علاج لمدة 20 يوما بالحقن مرة واحدة يوميا في الصّباح، أو بخلط الغذاء الملكيّ مع العسل الصّافي بمعدّل 10 بالمئة أي 10 غرام لكلّ 100 غرام عسل على أن يؤخذ هذا الخليط في الصّباح قبل تناول أي شيء ويجب أن لا يأكل أو يشرب قبل مضي ساعة على الأقل.

5. الغذاء الملكي وعلاج أمراض الجلد
أشار بعض العلماء إلى فائدة الغذاء الملكيّ في علاج أمراض الجلد مثل حالات الأكزيما، وقد لوحظ أنّ العلاج بالغذاء الملكيّ داخليّاً أفضل بكثير من العلاج الموضعيّ باستعماله مع كريم الجلد، ولو أن الأخير أعطى نتائج لا بأس بها وهذا بالإضافة الفوائد الأخرى التي يقدّمها هذا الغذاء للجسم.

6. الغذاء الملكي وتأثيره على غدد الكُلى.
لاحظ العالم Ardry في فرنسا أنّ للغذاء الملكيّ تأثيراً مُنشّطاً للغدّة الموجودة فوق الكُليتين وبالتّالي له تأثير هام على التّمثيل الغذائيّ للجسم، والغدّة فوق الكُلية هي زوج من الغدد طولها حوالي 5 سم ولونها يميل للصّفرة وتستقرّ على الجزء العلويّ لكلٍّ من الكُليتين بالقرب من العمود الفقري، هي غدّة صمّاء تفرز هذه الغدّة هرمونات متعدّدة في مجرى الدّم مباشرة، وكذلك بالنّشاط الجنسي، فيفرز الجزء الدّاخلي لهذه الغدد هرمون الأدرينالين النّاتج من الانفعالات والخوف والغضب وزيادة في ضربات القلب وحرق السّكّر المخزون في الكبد، ومن أهمّ ما يفرزه الجزء الخارجيّ (الغلاف) لهذه الغدد هو هرمون الكورتيزون الذي يرتبط إفرازه بنشاط عمليات التّمثيل الغذائيّ للكربوهيدرات في الجسم، ويعالج هذا الهرمون المُفْرَز في حالة النّزيف الشّديد من جراء الحقن تحت الجلد أو في حالات النّزيف النّاتج عن جرح أو غيره بالإضافة إلى الصّدمات والأزمات الطارئة.
لذلك يُنصح بإبقاء الغُدد فوق الكُليتين في حالة نشاط دائم لما لها من أهمّية في تنظيم حالة الجسم الصّحيّة. ومن هنا يتّضح لما للغذاء الملكيّ من أهمية كبيرة في تنشيط هذه الغُدد.

7. الغذاء الملكيّ علاج لأمراض الأنيميا وفَقر الدّم
نقدّم لك أيُّها القارىء بعض الأبحاث والتّجارب التي قام بها بعض العلماء:
اكتشف علماء إيطاليون أنّ الغذاء الملكيّ يحتوي على فيتامينB 12 بمعدّل 0,15ملّغرام في 100 غرام غذاء ملكيّ جافّ وَتبيّن لاحقاً أنّ هذا الفيتامين تمّ اكتشافه في الكبد ويُعتقد أنّ له أهميّة كبرى في علاج الأنيميا الخبيثة وَوُجدَ أنّ التّأثير المفيد النّاتج عن الحقن بالغذاء الملكيّ له تاثير عال جدّاً بالنّسبة للعلاج بالأدوية الكيميائيّة وأثبت بعض العلماء منهم (ميلامبي) أنّ للغذاء الملكيّ أهمّيّة عالية في قتل الميكروبات تزيد على العلاج الكيميائيّ، وهذا يفسّر لنا لماذا يعيش الغذاء الملكيّ المجفف مدّة طويلة دون أن يفسد.
لذا فإن هذه النّتائج العلاجيّة الممتازة للغذاء الملكيّ لفتت انتباه كثير من الباحثين والأطبّاء في أوروبا والولايات المتّحدة وكندا والمكسيك وغيرها من البلاد المتقدّمة في هذا العلم فبدأوا بدراسة تحليليّة لهذا الغذاء مثلاً في فرنسا وفي السّنوات الأخيرة أصبح الغذاء الملكيّ يُدرس ويُجرّب في كثير من المستشفيات والمعاهد الطِّبيّة، وقد أقرّت وزارة الصحّة الفرنسيّة اختبارات المستحضرات السائلة من الغذاء الملكيّ في حقن صغيرة لحقنها في العضل مع الماء المالح، وقد استمرّت التّجارب عامين بمستشفى نيكر بباريس، وفي كثير من الحالات أدّت إلى الشّفاء، وبعد ذلك أُعطيَ تصريح بإنتاج مستحضر (ابيسيرم) وهو مُستَحضر من الغذاء الملكيّ.
وفي معهد فلوريدا للسّرطان يُدرَس أثر الغذاء الملكيّ على نموات الزّوائد الخبيثة.

نصائحُ خاصّةٌ للمَرضى
قبل البدء بالعلاج على الغذاء الملكيّ يجب الانتباه الى أمرين هامّين هما:
أوّلاً: من المفضّل للشّخص الذي يحتاج العلاج أنْ يبدأ بجُرعة صغيرة للتأكّد من أنّه لا يعاني من حساسيّة على الغذاء الملكيّ (مع الذِّكر أنّ الحساسية على هذا الغذاء ضئيلة).
ثانياً: إنّ الشّخص المريض يمكنه أنْ يبدأ بتناول الغذاء الملكيّ لمدة 15 يوماً وإذا شعر بتحسّن في حالته الصّحيّة، وهذا ما يحصل عامّة، يجب عليه أنْ يستمرّ في تناول هذا الغذاء لمدّة 15 أو 30 يوماً ثم أخذ فترة راحة لمدّة 15 أو 30 يوماً (دون أن يتناول خلالها الغذاء الملكيّ)، أي نفس المدّة التي تناول بها الغذاء. عزيزي المستهلك، بإمكانك تناوُل غذاء الملكات بالكميّة التي تريد لكن احرص على ألّا تتعدّى هذه الكميّة 180 غرام سنويّاً هذا عند الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضيّة.
أمّا فيما يخصّ تناوُل الغذاء الملكيّ للوقاية من الأمراض، فيُتَناوَل لفترة 15 يوماً مع أخذ راحة وتوقّف لفترة 30 يوماً قبل معاودة التّناول مرّة أُخرى. وننصح الشّخص الذي يَوَدّ تناول الغذاء الملكي للوقاية أخذ كميّة سنويّة تعادل 120 غراماً.
من المُفَضّل، تَنـــاول الغذاء الملكيّ مرّة واحدة يوميا وأفضل وقت لذلك هو صباحاً، ولا يُنصَح بتناوِله مساءً لأنّه يرفع من طاقة الجسم ممّا يسبّب الأرق وعدم النّوم.
ملاحظه: هامٌّ جدّاً تناوُل الغذاء الملكيّ بانتظام تامّ كي يعطي النّتائج المرجوّة.

كيفيةُ الحصول على الغذاء الملكيّ وإنتاجه وجمعه
لتناول هذا الغذاء طازجاً طريقتان هما:
أوّلاً: بعد أخذ الغذاء الملكيّ من الخليّة المُربيّة وتصفيتُه، يُخــلط غرام واحد منه مع نصف كلغ من العسل النّقي. يعادل هذا الخليط 20 ملعقة أكل تقريباً أي 25 غراماً لكلّ مِلعــقة، وتصبح كلّ ملعقة من العسل تحتوي على ما يعادل 50 ملّغراماً من الغذاء الملكيّ وهي الكميّة التي يَنصحُ بها الأطبّاء في الصّباح كما ذكرنا أعلاه.
ملاحظة: يجب استهلاك الكميّة المخلوطة بالكامل خلال شهرين تجنّباً لإفسادها أو تفاعلها.
ثانياً، بعد جمع الغذاء الملكيّ وتصفيته، يُجمّد على حرارة صفر ليؤخذ منه جزء صغير (مقدار حبّة حمص) من نصف غرام إلى غرام تحت اللّسان.

الكاتب يعرض الإطار أ المُثْبَت عليه أبراج الملكات البلاستيكية
الكاتب يعرض الإطار أ المُثْبَت عليه أبراج الملكات البلاستيكية

 

عمليّةُ إنتاجِ الغذاءِ الملكيّ
إنّ عمليّة إنتاج الغذاء الملكيّ تُعتــبر مرحلة من مراحل تربية الملكات بشكل صناعيّ مكثّف وتمرّ بعدّة خطوات هي:
– تحضير أدوات نقل اليرقات صغيرة السّنّ (ملعقة صغيرة خاصّة) من أقراص اليرقات إلى كؤوس بلاستيكية.
– تحضير الخلايا القويّة في إنتاج البيض الذي سيكون مصدراً لليرقات التي سنأخذها وتحضير موادّ وأدوات التّغذية المكثّفة لطوائف التّربية المختلفة إضافة لغرفة مناسبة قريبة من المنحل أو تحت شجرة على أن تكون الحرارة نحو 25 درجة مئوية ورطوبة بنسبة نحو 75 بالمئة وطاولة لتثبيت إطار الحضنة الذي سنأخذ منه اليرقات ومصدر ضوئي يسمح برؤية ما بداخل الإطار.
– اختيار الخليّة المربّية والتي يجب أن تكون قويّة وتتميّز بقدرتها على إفراز كميّة جيّدة من الغذاء الملكيّ ثم تؤخذ منها الملكة حتى تشعر عاملات الخليّة باليتم بعد مرور 8 ساعات على الأقل.
– بعد مضي 8 ساعات أو في اليوم الثّاني، نأخذ بروازاً او إطاراً من الخليّة القويّة في إنتاج البيض يحتوي على يرقات عمرها أقل من ثلاثة ايام أي ما زالت تتغذّى على الغذاء الملكيّ، تُنقَل بعض هذه اليرقات إلى البراويز المثبتة عليها الأبراج ويُنقَل هذا الإطار إلى الخليّة اليتيمة على أن تنتهي هذه العمليّة بأقلّ من 10 دقائق.
– بعد مضي 3 أيام من نقل اليرقات إلى الكوؤس، تُرفَع من الخلية المربّية ثم يتمّ رفع اليرقات عن الغذاء الملكيّ ويُجمع الغذاء بواسطة جهاز شفط خاصّ ينقله إلى زجاجة مُعَقَّمة قاتمة اللّون تتّسع لـ 100 أو 200 غرام، كي لا يتأثّر المُنْتَج بالضّوء، ويتمّ حفظه بالثلّاجة على درجة حرارة صفر. على أن يوضع للطّائفة دفعة جديدة من الإطارات التي تحوي يرقات.
إنّ عمليّة زرع اليَرقات لإنتاج الغذاء الملكيّ صعبة جدّاً ولا يقوم بها إلّا مربّو النّحل المحترفون ذوو الخبرة العالية في هذا العمل، إضافة إلى احتياجهم لبال طويل وهدوء أعصاب.

ما هي أنسب الأوقات لإنتاج الغذاء الملكيّ؟
إنّ الطّبيعة في لبنان مناسبة جدّاً لتربية الملكات اصطناعيّاً خلال ثلاثة فصول: الرّبيع والصيف والخريف لتوفّر الأزهار المتنوّعة التي تمدّ النحل بحبوب اللّقاح والذي تعتمد عليه العاملات حديثة العُمر لإفراز الغذاء الملكيّ ( العاملات التي لا تتغذّى على حبوب اللّقاح لا تفرز الغذاء الملكيّ). أمّا أنسب الأوقات لإنتاج الغذاء الملكيّ فهو فصل الرّبيع وبداية الصّيف لأنّ هذه الفترة تكون أكثر إزهاراً وحيويّة ويتكاثر فيها النّحل بشكل كبير، وهي الفترة التي يربّي فيها النّحل الملكات طبيعيّاً للتّكاثر.
كما أشرنا سابقاً فقد ازداد الاهتمام في السّنوات الأخيرة بالغذاء الملكيّ في كثير من البلاد المتقدّمة في هذا المجال وخاصّة في فرنسا وإيطاليا وأمريكا وروسيا، وأُجريَت عدّة دراسات وأبحاث عن مدى أهمِّيته بالنِّسبة للإنسان، واهتمّت وحدات البحوث ببعض الجامعات العربيّة في إجراء أبحاث عن الغذاء الملكي وطرق إنتاجه وحِفظه وتأثيره على الإنسان في مختلف أطوار حياته.
أمّا الوعي الطِّبّي الجديد الذي ظهر لدى الكثير من النّاس عن فوائد الغذاء الملكيّ، بدأ العديد من الأطبّاء يصفونه لبعض المّرضى خاصّة لعلاج نقص المناعة عن طريق استعمال الأدوية الأجنبيّة المستورَدة من فرنسا وأمريكا والتي تعتبر الغذاء الملكيّ المادة الفعّالة فيها، أو يدخل الغذاء الملكيّ كجزء رئيسيّ منها. ونظراً لنقص هذه الأدوية في السّوق، نصحَ الأطبّاء باستعمال الغذاء الملكي المُحَضّر من طوائف النّحل على أنْ يكون محفوظاً بطريقة لا تفسد خواصّه، ومن هنا بدأ مربّو النّحل في تلقِّي طلبات شراء الغذاء الملكيّ. وفي اعتقادي، إنّه لن يمرَّ وقتٌ طويل إلّا وسيصبح هذا الغذاء الأوّل في علاج جميع الأمراض التي تصيب الإنسان. بعد هذه النّهضة المُنْتَظرة قد يتزايد الطّلب على الغذاء الملكيّ ممّا يدفع مربِّي النّحل إلى تخصيص بعض المناحل لإنتاجه.

فتاتان تتوليان ترويج منتجات الغذاء الملكي الصيني في أحد المعارض الدولية
فتاتان تتوليان ترويج منتجات الغذاء الملكي الصيني في أحد المعارض الدولية

 

علاج نادر ومرتفع الثمن وصعب إيجاده

الصين تغرق العالم بالغذاء الملكي المصنّع

كيف الحصول على الغذاء الملكي الأصلي؟

يتفق معظم الناس، بمن فيهم أوساط طبية وعلمية، على أن الغذاء الملكي هو من أهم العناصر الغذائية المتوافرة على وجه الأرض، إذ عزيت إليه حالات شفاء لا تحصى قد يكون في بعضها مبالغة، لكن الناس تعطي للغذاء الملكي مكانة تعلو على كل غذاء وتسعى للحصول عليه بكل وسيلة رغم ارتفاع ثمنه. لكن الغذاء الملكي الحقيقي ليس متوافرا إلا بكميات قليلة ويعتبر إنتاجه بواسطة أساليب خاصة ومعقدة من قبل النحالين مهمة مجهدة وتتطلب وقتا، وهذا سبب ارتفاع ثمنه إذ يبلغ ثمن الغرام الواحد منه بين 5 و6 دولارات (أي أن الكيلوغرام الواحد قد يكلف 6000 دولار).
ولكن الطلب الكبير على الغذاء الملكي وارتفاع سعر الأصلي منه فتح الباب واسعا لعملية غشه أو «تصنيعه» على نطاق واسع خاصة في الصين التي باتت أكبر مٌصدِّر للغذاء الملكي في العالم، وقد أثارت الكميات الضخمة المصدرة من الصين تساؤلات من بعض خبراء النحل الذين يعتقدون أن الكثير من الغذاء الملكي في السوق مصنع في المختبرات أو المصانع وليس في خلايا النحل، بينما تعزو أوساط أخرى حجم الصادرات الصينية إلى فعالية أساليب الإنتاج، والحقيقة قد تكون في مكان ما بين الرأيين، لكن وجود الشك بصدقية منتجات الغذاء الملكي المسوقة على نطاق واسع يجب أن يدعو إلى الحيطة لأن القيمة الغذائية أو العلاجية للمنتجات المقلدة تكاد تقترب من الصفر.
وكما في حال العسل الذي بات عرضة لعمليات غش واسعة في الخليج وفي لبنان وفي الصين وغير ذلك من البلدان، فإن العامل الأهم في احتمال غش الغذاء الملكي هو (بالإضافة إلى تطور تقنيات الغش نفسها) عدم إلمام المستهلك بالمنتج وافتقاده لأي خبرة تمكنه من التمييز بين الأصلي والمقلد.
في موضوع الغذاء الملكي فإن عمليات التصنيع الأوسع نطاقا تتم (كما في العسل) في الصين، وباتت هناك تقنيات لترويج المنتجات المقلدة تسمى «غسل المنتجات» على طريقة «غسل الأموال» وهو ما يتم عن طريق تصدير المنتجات المقلّدة أولا إلى بلد أوروبي مثلا ثم إعادة تصديرها إلى الأسواق، لكن هذه المرة باعتبارها منتجا أوروبيا أو حائزا على شهادة منشأ محترمة.
إن الراغبين في شراء الغذاء الملكي لأغراض التغذية أو العلاج يجب أن ينتبهوا إلى عدم شراء المنتجات الرخيصة الثمن لأنها ليست أصلية وعلى الأرجح لا فائدة منها، كما أن شراء الغذاء الملكي الممزوج بالعسل من رفوف المحلات قد يكون هدر مال دون طائل لأن الغذاء الملكي لا يحافظ على خصائصه بعد مزجه بالعسل لأكثر من شهر واحد وربما شهرين كحد أقصى، ولا توجد وسيلة لمعرفة كم مضى على الغذاء الملكي المضاف إلى العسل قبل طرحه في السوق، كما لا توجد وسيلة للتأكد من نسبة الغذاء الملكي المضاف وجودته أو حتى إذا كان العسل يحتوي على الكمية المشار إليها في جدول مواصفات المنتج.
إن قطاف الغذاء الملكي من خلايا النحل التي خصصت لإنتاجه في حد ذاته مسألة دقيقة وتتأثر كثيرا بوقت النهار الذي يتم فيه القطاف وحرارة الجو والمدة التي يستغرقها نقل الغذاء الملكي قبل وصوله إلى البراد أو إلى الثلاجة، إذ أن تعرض الغذاء الملكي لحرارة عالية في الحقل قد يفسده تماماً ويلغى كافة خصائصه، وهناك بعد ذلك الحفظ ومدته وما قد يتعرض إليه المنتج أثناء النقل البحري أو الجوي أو على الطرق.
إن الأفضل هو شراء الغذاء الملكي من نحّال متخصص وموثوق في أساليبه وسمعته، بعد ذلك يجب وضع الغذاء الملكي فورا في غرفة التجميد (الثلاجة) داخل البراد أي في حرارة تحت الصفر. ويمكن بعدها في حال الرغبة في تناوله إخراجه من الثلاجة وتقطيعه إلى قطع صغيرة وابتلاع قطعة مع الماء أو إذابة القطعة في العسل وتناولها ممزوجة به وإعادة الباقي للحفظ مجلدا في الثلاجة.
أما في حال توفر العسل الجيد ومن مصدر موثوق فيمكن مزج الغذاء الملكي مع العسل بنسبة معينة (راجع المقال) على أن يتم حفظ المزيج في البراد واستهلاكه في غضون شهر واحد وشهرين على الأكثر وقبل أن يؤدي الزمن إلى اضمحلال الخصائص العلاجية للمنتج.
وما لم يكن هناك وسيلة للتأكد من جودة الغذاء الملكي فالنصيحة الطبيعية هي ببساطة: لا تشتريه!! واستبدل به العسل الطبيعي أو العضوي فهو أقل تكلفة وأكثر نفعا بالتأكيد من منتج مُصنَّع أو مُزيّف.

الرمّان غذاء ودواء

طــوّره الفـــــرس وزرعـــــه المصريـــــون
ونقلـــــه العـــــرب إلـــــى الأنـــــدلس

الرمان الأفغاني يكتسب شهرة و”كارفور” تبيعه خليجياً

زراعة الرمان اقتصادية وسهلة وأهم أوجه العناية به
هي الري والتقليم والتفريد والوقاية من الآفات

شجرة الرمان قديمة العهد جداً في لبنان وبلدان المشرق وقد عرفها الأجداد على الأرجح في نفس الفترة التي عرفوا فيها التين والزيتون والعنب والنخيل، وقد ذكرت هذه الفاكهة جميعها في القرآن الكريم وفي الكتب المقدسة، وغرسها القدماء المصريون في حدائقهم وكان إسمها لديهم (أرهماني) ومن هذا الاسم اشتق الإسم العبري «رمون” والإسم العربي رُمّان و«رُمّانة»!!.
في لبنان كان الرمان من أشجار الحديقة لكنه وبسبب شح الماء فقد عومل مثل التين والزيتون وغالباً ما كان يزرع إلى جانبهما في الجلول الجبلية المدرجة بالقرب من البيوت، ونادراً ما كنا نرى الرمان مزروعاً كمحصول اقتصادي، لأن الحيازات كانت دائماً صغيرة ولأن الزيتون كان هو لأسباب تاريخية «ملك» البساتين والزراعات الجبلية ربما إلى جانب الحبوب والقمح والأعلاف في زمن تربية الماشية والاقتصاد المنزلي المستند إلى الاكتفاء الذاتي في الغذاء.
ولا يزال الرمان في لبنان زراعة إنتقائية وغير منتشرة كمشاريع اقتصادية لكن بسبب الطلب المتزايد عليه فإننا نجد توجهاً متزايداً من المزارعين إلى الاستثمار في الرمان كزراعة اقتصادية، وقد ساهم الانتشار المتزايد لاستخدام دبس الرمان في الإقبال على زرع الشجرة كما أدخلت مع الوقت إلى جانب الأنواع البلدية المعروفة مثل اللفاني والحامض والحلو أنواع جديدة مثل الفرنسي وغيره من الأنواع المرغوبة بسبب إنتاجها لنسبة عالية من العصير  وبسبب صغر «الرز» أي «البذور» في حب الرمان بالمقارنة مع الأنواع البلدية.

فما هي شجرة الرمان وكيف نزرعها ونستفيد من إنتاجها وما هي العوامل البيئية والزراعية التي يجب مراعاتها للحصول على إنتاج وفير  وعلى النوعية؟

الشجرة الجميلة
تتصف أشجار الرمان بمنظرها الجميل خصوصاً عندما تكون منتجة، اذ نرى أن الثمار متدلية على رؤوس فروع وأغصان الشجرة، أما ثمرة الرمان فهي شهية وجميلة الشكل من داخلها وخارجها، إضافة إلى فوائدها الغذائية المميزة من فيتامينات ومعادن ومضادات للأكسدة. الرمان شجرة صغيرة متساقطة الأوراق، يتراوح إرتفاعها ما بين 3 الى 4 أمتار.
تبدأ اشجار الرمان بالنمو الخضري خلال شهري آذار ونيسان حسب الإرتفاع عن سطح البحر وتستمر في النمو حتى أواخر فصل الصيف. براعم الرمان من النوع المختلط وتظهر البراعم الثمرية اكثر من مرة على جوانب خشب الفروع القديم أو على أفرع عمرها سنة، تتفتح البراعم لتنمو عليها فروع خضرية قصيرة تحمل في اطرافها عدة أزهار (من زهرة الى 5 زهرات). اما لون الأزهار فهو أحمر زاه، وتظهر هذه الأزهار على شكل اسطواني ذات مدقات طويلة المياسم التي تحمل أكياس حبوب اللقاح أطول من المدقات مما يؤدي الى تساقط حبوب اللقاح بداخلها ويتم التلقيح ذاتياً. ومعظم هذه الأزهار تعقد وتعطي الثمار التي تكون كبيرة الحجم وذات صفات جيدة ومبكرة في النضج، وهناك أزهار تظهر على الطرود الحديثة للسنة الجارية وهذه المجموعة تنتج ثماراً متأخرة تكون ذات حجم صغير لأنه لا يتاح لها المجال للنمو والنضج بسبب بدء تقلب الأحوال الجوية وانخفاض الحرارة خصوصاً في أواخر الصيف وأوائل الخريف، كما يظهر على اشجار الرمان نسبة من الأزهار العقيمة التي تكون على شكل جرس وتظهر بهذه الأزهار المدقات ومياسم أقصر من المدقات، والسبب في عقم هذه الأزهار أن البويضات غير تامة ومختزلة.
تنمو فروع الرمان على الجذع بدءاً من مستوى سطح التربة، نموها سريع مُكَونة عدة سوق وفروعاً تنحني للخارج وكثيراً ما تتدلى إلى الأرض، الأوراق رمحية الشكل كاملة لامعة من السطح العلوي ومتقابلة على الأفرع.

جلنار وثمار
الإسم العلمي للرمان: Punicagranatum أما زهرة الرمان فتسمى في الفارسية بـ (جُلنار). وقد استحسن كثيرون التسمية ورمزيتها فأطلقوا الإسم على طفلاتهم الإناث تيمناً بجمال الزهرة وخصوبة شجرة الرمان.
التصنيف النباتي للرمان: الرمان نبات يتبع العائلة الرمانية ويوجد منه نوعان فقط، الأول هو النوع المعروف الذي تؤكل ثماره، والنوع الثاني هو الرمان التزييني الذي يزرع في الحدائق العامة والخاصة والهدف منه التزيين فقط وذلك لأنه يعطي أزهاراً جميلة جداً ومتتالية أي يعطي عدة أفواج من الأزهار ويبقى مزهراً طوال فصل الصيف تقريباً.

زراعة اقتصادية
تندرج أهمية الرمان الاقتصادية في القيمة الغذائية العالية حيث إنه جيد ومقوي للمعدة، نافع للحلق والصدر والرئة، جيد للسعال، وعصير الرمان ملين للبطن ويقدّم للجسم غذاء سهلاً وسريعاً، هذا في الأصناف الحلوة. أما في الأصناف الحامضة التي تكون فيها المادة القابضة لطيفة وسلسة فإن ثمار الرمان تعالج المعدة الملتهبة وتدرّ البول وتسكن الصفراء وتقطع الإسهال وتمنع القيء وتقوي أعضاء الجسم. تتميز ثمرة الرمان بحبوبها الحمراء اللؤلؤية، وأزهارها الحمراء. ويضم الرمان ثلاثة أنواع هي: الحلو والحامض واللفاني الذي يجمع بين الحامض والحلو.

” مهما كان معدل الأمطار عالياً فإن الأشجار المثمرة تبقى في حاجة الى الماء خلال بداية نموها أي في فصل الربيع وخصوصاً شـهر ايار “

الرمان زراعة منتجة ومرحبة إذ عومل جيدا
الرمان زراعة منتجة ومرحبة إذ عومل جيدا

المتطلبات البيئية للرمان
يتأثر نجاح زراعة الرمان بالمناخ حسب المنطقة المنوي الزراعة فيها، إذ تجود زراعته في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حيث تتوفر الحرارة والجفاف، كما إن أشجار الرمان تنمو جيداً في المناطق المعتدلة والحارة نوعاً ما، وينمو الرمان في ظروف مناخية وبيئية عديدة مثله مثل أشجار التين والزيتون والكرمة. وأهم هذه المتطلبات البيئية والطبيعية لزراعته هي التالية:
1. الحرارة: تنجح زراعة أشجار الرمان إذا توفرت الشروط المناخية التي تحتاجها، حيث تفضل الشجرة الظروف شبه الإستوائية، ويكون نموها وإنتاجها جيداً إذا كان فصل الربيع معتدلاً ولا تنخفض حرارته عن 12 درجة مئوية، وفي فصل الصيف تفضل ان يكون حاراً، أما فصل الخريف فجافاً ودافئاً نوعاً ما.
2. الضوء: إن أشجار الرمّان مُحبة للضوء الذي يكسب الثمار لوناً جيداً وطعماً مميزاً لأنه يساعد الثمرة على تحويل المواد البكتينية إلى سُكَّريات آحادية.
3. التربة: تنجح زراعة الرمان في مختلف انواع الأتربة مثل الطينية الرملية والأراضي الحجرية والطميية وغيرها شرط ان تكون خصبة – عميقة وجيدة الصرف، ولا تنمو في الأراضي التي تصرف مياه الأمطار مثل المستنقعات والأرض المالحة.
4. الماء: ينمو الرمان في الأراضي الجافة نسبياً، لكن من أجل تأمين النمو الجيد والإنتاج العالي يجب ري الرمان خصوصاً عندما ينخفض معدل الأمطار عن 600 ملم، لكن من المهم جداً ان يعلم جميع مزارعي الأشجار المثمرة انه مهما كان معدل الأمطار عالياً فإن الأشجار المثمرة تبقى في حاجة الى الماء خلال بداية نموها اي في فصل الربيع وخصوصاً شهر ايار.

إكثار الرمان
يتم إكثار الرمان بعدة طرق هي:
1. البذور: من الصعب جداً استخدام هذه الطريقة لصعوبة فصلها عن لحاء الثمرة وتحضيرها للزرع، لكن تستخدم هذه الطريقة عند الحاجة لإنتاج أصناف جديدة ذات مواصفات معينة لاستخدامها في الحصول على هجين جديدة.
2. التطعيم: يمكن استخدام هذه الطريقة عند تغيير صنف رديء بآخر ممتاز، أو إنتاج أصناف جديدة جيدة على أصول بذرية المنشأ غير جيدة الصفات لكنها طريقة مجهدة وصعبة لذا لا تستخدم كثيراً، ويتم التطعيم بالقلم في شهر آذار، أو بالعين البرعمة في شهري تموز وآب.
3. الترقيد: يتم إختيار طرود طويلة نوعاً ما وتكون نامية في منطقة الجذع وقريبة من الأرض. يحفر خندق بطول حوالي 50 سم وعمق 20 سم تقريباً ثم يحنى الطرد المختار ويدفن طولياً على أن يترك متصلاً بالنبات الأم لمدة سنة، ثم يفصل عن الأم في شهر شباط ثم يزرع مباشرة في الأرض المستديمة.
4. الفسائل: وهي أكثر الطرق شيوعاً في إكثار الرمان عند المزارعين، حيث تفصل الفسائل عن جذوع الأشجار بقواعد صغيرة من خشب الجذع مع القليل من الجذور، تزرع في منتصف الشتاء حيث تبدأ الاندفاعات الجذرية منها بكثرة في أواخر الشتاء وأوائل الربيع.
5. العُقَل: التكاثر بالعقل هي الطريقة الأمثل والأكثر انتشاراً في العالم خصوصاً في المشاتل المتخصصة، وتستخدم هذه الطريقة عند الراغبين في إكثار أكبر عدد ممكن من نباتات الرمان، حيث تؤخذ العقل من الفسائل التي نمت على جذع شجرة الرمان ومن الطرود المقلمة الناضجة منها، أو قد تؤخذ من خشب قديم ناضج عمره أكثر من سنة ولا يقل طول العقلة عن 25 – 30 سم، وقد تكون أطول من ذلك عند الزراعة مباشرة في أرض رملية أو خفيفة.

زهرة-الرمّان---الانتفاحة-في-أسفلها-تمثل-الثمرة-قبل-نموها
زهرة-الرمّان—الانتفاحة-في-أسفلها-تمثل-الثمرة-قبل-نموها

زراعة الرمان في المشتل
يتم غرس العقل في المشتل في شهر آذار على خطوط رطبة ومخلوطة بالسماد العضوي لتسهيل عملية دفع الجذور، يبعد الخط عن الآخر حوالي 60 سم وتكون المسافة بين العقل 25 سم على نفس الخط، ومن المفضل غرس العقل مائلة بمحاذاة الخط ولا يظهر منها فوق سطح التربة سوى البرعم الطرفي.
يجب ري العقل المزروعة رياً غزيراً ثم عند الحاجة بحيث لا تترك الأرض لتجف تجنباً من جفاف جذورها الرخصة والصغيرة، إذ إن وفرة الري المعتدل في الأطوار الأولى من النمو تساعد على تكوين جذور ونباتات جيدة وقوية، كما يجب التخلص من الحشائش التي تنمو خلال فصلي الربيع والصيف، وقد وجد من خلال الأبحاث أن عقل الرمان القوية والتي يتراوح سمكها ما بين 10 – 15 مم أنتجت نباتات قوية كما كانت نسبة إنباتها ما بين 96 – 100%.

إنشاء بستان الرمان
قبل زرع الأشجار، يجب تنفيذ عدة أعمال أهمها: بعد إختيار الموقع المناسب لزراعة الرمان من حيث صلاحية الارض للزرع، عمق التربة، جودة الصرف، الغنى بالمعادن والمواد الغذائية، قرب الارض من طريق زراعية وإلا يتم شق الطريق لتسهيل الاعمال الزراعية.
1. نقب الأرض: إن موعد النقب يكون خلال شهري آب وايلول قبل هطول الامطار لضمان عدم استمرارية النباتات البرية وعدم تكتل التربة في حالة الرطوبة المرتفعة. تنقّب الأرض على عمق 70 الى 90 سم وتنظف من الصخور والأحجار الكبيرة الحجم والنباتات وجذور الاشجار البرية الكبيرة ان وجدت، ويتم انشاء الجدران في حال كانت الأرض منحدرة. تحرث الارض بواسطة الجرار (سكة جنزير) حراثة متوسطة على عمق حوالي 40 سم، تساعد هذه الحراثة على رفع ما تبقى من احجار متوسطة وصغيرة الحجم وتسوية سطح التربة نوعاً ما، ثم تفرم بواسطة الفرامة (العزاقة) لتكسير وتنعيم وتسوية سطح التربة على عمق حوالي 15 سم.
2. تخطيط الأرض: يتم تخطيط أو تقسيم الأرض الى خطوط وتحديد اماكن الغراس مع الأخذ في الاعتبار المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والخط، فإذا كان الشكل المعتمد من قبل المزارع “المربع”، نأخذ نفس المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والآخر من 4 إلى 5 أمتار. تحفر الجور في المكان المحدد لها على عمق 40 سم وعرض 30 سم، ويوضع 2 كلغ تقريباً من السماد العضوي المخمر في قاع الحفر بالإضافة الى حوالي 100 غرام من السوبر فوسفات الثلاثي وخلطها مع التراب في قاعها.
3. غرس الأشجار: تغرس أشجار الرمان في الحفر المهيَّأة بعد أن يُخلط السماد مع تراب قاع الحفرة ويعاد التراب المأخوذ من الحفرة إلى حول الغرسة ثم يرص جيداً بواسطة القدمين تجنباً لبقاء فجوات هواء حول جذور النبتة، ويجب أن تكون النصوب مستقيمة، اما إذا كانت رفيعة فتربط في سندات مثل الخشب الرفيع او القصب وذلك لمنع تكسرها من جراء الهواء القوي.

” عدم إزالة الفروع التي نمت داخل الشجرة من قاعدتها تعرّضها للإصابة بالبق الدقيقي والمن الأخضر بشدة  “

مرض تبقع الرمان والمسبب بكتيري
مرض تبقع الرمان والمسبب بكتيري

الخدمات الحقلية بعد الزرع
الري: تحتاج شجرة الرمان لرطوبة كافية بغية القيام بعملياتها الحيوية من عقد الازهار وكبر الثمار ونمو خضري جيد. اما حاجة شجرة الرمان للري خلال الموسم اي من بداية فصل الربيع حتى أوائل فصل الخريف، فهي حوالي 10 ريَّات على أن تكون كمية الماء في الريةّ الواحدة حوالي 100 لتر ماء، خصوصاً في المناطق والأراضي الجافة والتي يقل فيها معدل الأمطار عن 500 مل.
التسميد: تنمو أشجار الرمان في الأراضي الغنية بالمواد الغذائية والجيدة الصرف والعميقة لعدة سنوات من دون تسميد، ولكن عندما يتجاوز عمرها 15 عاماً فإنه من المفضل تسميد الرمان تجنباً لتراجع الإنتاج والنمو الخضري. لذا، يستحسن إضافة الأسمدة العضوية والكيميائية لأشجار الرمان على الشكل التالي: 30 كيلوغراماً سماداً عضوياً مخمراً لكل شجرة رمان وسماداً كيميائياً حوالي 300 غرام سلفات الأمونياك و250 غراماً سوبر فوسفات و150 غراماً سلفات البوتاسيوم على أن يوضع السماد العضوي في فصل الخريف داخل خندق يحفر حول جذع الشجرة بموازاة تفرع أغصانها وبعمق حوالي 20 سم ثم تطمر. وتوضع الاسمدة الكيميائية قبل مرحلة النمو بحوالي شهر بنفس طريقة وضع السماد العضوي خلال شهري شباط وآذار حسب الارتفاع عن سطح البحر.
التقليم: قبل البدء بتقليم أشجار الرمان، يجب معرفة طبيعة الحمل على الأشجار لإجراء التقليم بأسلوب علمي سليم، وحيث إن أشجار الرمان تحمل ثمارها على خشب ناضج قديم لا يقل عمره عن سنتين، حيث تكون الأزهار على هذه البراعم الخشبية إما جانبية على الأفرع أو قائمة مباشرة على الخشب القديم الغليظ، أو على دوابر أو فروع صغيرة وقصيرة. اما إذا كانت الأفرع بعمر السنة، فإنها تنتج أزهاراً عقيمة لا تعقد ولا تعطي إنتاجاً. أما في المناطق التي تنتشر فيها حفارات السوق والأفرع، فتعتمد زراعة الرمان على أكثر من ساق واحد من ساقين إلى أربعة سوق، تجنباً من فقدان الشجرة إذا ما كانت ذات ساق واحد.
ملاحظة: يجب على جميع الذين يقلمون الأشجار المثمرة عدم قطع او قص أو إزالة التفرعات الصغيرة وأطراف الأفرع القديمة لأنها هي التي تحمل الثمار، والتقليم الجائر (القاسي) الذي يزيل الكثير من الخشب القديم الذي يحمل الكثير من التفرعات الصغيرة يؤدي الى تقليل الإزهار وبالتالي يقلل الإنتاج. لكن كثرة التفرعات وتشابكها في الأشجار المثمرة يؤديان الى حجب الضوء المتجه إلى الأفرع الداخلية فيضعفانها، كما إن عدم التفريد وتخفيف الثمار فإنه يجعل الثمار هزيلة وذات مواصفات ونوعية رديئة، وكذلك عدم تفريد وإزالة الفروع التي نمت داخل الشجرة من قاعدتها يعرضانها للإصابة بالبق الدقيقي والمن الأخضر بشدة.
وعندما تصبح الأشجار قديمة وهرمة، يجب إتباع التقليم التجديدي الجائر حيث تُزال جميع الأغصان مع الإبقاء على قاعدة الأغصان التي تشكل الهيكل العام للشجرة، مما يؤدي إلى إنتاج أفرع جديدة قوية تثمر بعد سنتين، ومن هذه الأفرع تربى الأشجار من جديد، وبعد إجراء عملية القطع يجب دهن الجذوع والأغصان بالكلس لحمايتها من أشعة الشمس والحرارة المرتفعة، أما وقت تقليم الأشجار والنصوب فيجب ان يكون بعد سقوط الأوراق وقبل انتفاخ البراعم أو خروج النموَّات الجديدة في بداية فصل الربيع.

أصناف الرمان
توجد اصناف عديدة للرمان تزرع في لبنان وخصوصاً البلدية منها والتي تتصف بإنتاجها الجيد أهمها :
1. الأصناف الحلوة
أ. الياسميني: الثمرة كبيرة الحجم صفراء، مخضرة الحبات، زهرية الى محمرة قليلاً، حلوة المذاق تنضج بدءاً من منتصف أيلول حسب الارتفاع عن سطح البحر.
ب. الماوردي: الثمرة كبيرة الحجم شامطة نوعاً ما الحبة متطاولة حمراء اللون، تنضج خلال شهر أيلول.
ج. بنت الباشا: الثمرة كبيرة الحجم قشرتها بيضاء محمرة، حباتها متوسطة الحجم عصارية مرغوبة جداً لأنها فاخرة الطعم، تنضج بدءاً من منتصف ايلول.
2. الأصناف الحامضة
أ. البلدي الحامض: الثمرة متوسطة الحجم، القشرة خضراء اللون وغير سميكة، لون الحبات وردي غامق، تبدأ في النضج من منتصف آب، تستخدم ثمارها في عدة صناعات مثل دبس الرمان وشراب وعصير الرمان ويدخل أيضاً في الصناعات الغذائية وفي حفظ بعض المربيات.
ب. الحامض الفرنسي: دخل حديثاً الى لبنان نوع إقتصادي يتميز بصغر نواته، يستخدم في التصنيع وخصوصاً دبس الرمان.
3. اللفاني
يتصف هذا النوع بطعمه الذي يربط بين الحلو والحامض، كبير الحجم، لون القشرة ذهبي مصفر، لون الحبات أحمر غامق، لذيذ الطعم، ينضج خلال شهر أيلول.
ويمكن إطالة موسم إستهلاك الرمان إما بتخزين الثمار في غرف مبردة أو برادات لمدة قد تصل إلى 4 أشهر، بخاصة في الثمار المعدة للتصدير، وقد لوحظ أن الثمار في هذه الطريقة يتكامل نضجها، فتزداد حلاوتها وتقل حموضتها وتزداد لذة طعمها بشكل عام. لكن عند جمع قطاف الثمار، يجب مراعاة قطع الحامل الثمري بمقص التقليم قرب قاعدة الثمرة وليس نزعه عن الثمرة الذي يؤدي الى جرها وتلفها أثناء التبريد، والانتباه إلى عدم ترك الثمار تسقط على الأرض.

تصوير علمي لشجرة الرمان ووثمرتها وأجزائهما
تصوير علمي لشجرة الرمان ووثمرتها .وأجزائهما

“التقليم التجديدي -الجائر- لأشجار الرمّان الهرمة ضروري لإحيائـــــها وتجديد الهيكل العام الورقي والثمري للشجرة “

جني الثمار
تبدأ أشجار الرمان في الإنتاج من السنة الثالثة بعد زراعتها في الأرض الدائمة، حيث يمكن للمزارع أن يتأكد من نوعية أشجاره خصوصاً لون الثمار والحبوب، أما بالنسبة إلى حجمها فإن شجيرات الرمان لا تعطي ثماراً كبيرة الحجم لأنها ما زالت صغيرة في العمر والحجم، وتعطي أشجار الرمان محصولاً مميزاً وغزيراً خصوصاً عندما يصل عمرها الى 8 سنوات. أما ذروة إنتاجها، فتكون في السنوات الثلاث 14 – 15 – 16، إذ يصل إنتاج الشجرة الواحدة الى 30 كلغ سنوياً، وقد يصل عمر الأشجار إلى 50 سنة، لكن إنتاجها يقل تدريجياً كلما تقدمت الشجرة في العمر. تنضج ثمار الرمان تدريجياً وتقطف تدريجياً بعد اكتمال نموها لأن الرمان لا يستمر في النضج بعد القطاف كغيره من الفواكه، لذا يجب إبقاؤه على الشجرة حتى مرحلة اكتمال نضجه ليصبح غنياً بالسكريات وألذ في الطعم.
يجب ان تقطف ثمار الرمان بعناية كما قطاف التفاح الى حد ما تجنباً لجرح القشرة وبالتالي تضرر الحبوب في داخلها ثم تفرز الى مجموعات حسب حجمها أي كل حجم أو قياس على حدة، ثم تعبأ مباشرة في أوان خاصة غير صلبة مثل الكرتون أو الفيبر، وتكون صغيرة الحجم لتسويقها بسرعة وبأسعار مرتفعة في الأسواق المحلية والخارجية، لأن الرمان من الفواكه المرغوبة جداً خصوصاً في الأسواق الخارجية.

آفات الرمان
الحشرات: تصاب أشجار الرمان بالعديد من الحشرات التي تحدث فيها أضراراً بالغة منها:
• دودة ثمار الرمان.
• حفار ساق الرمان.
• البق الدقيقي.
• المن.
• ذبابة الرمان البيضاء.
الأمراض: تصاب اشجار الرمان بأمراض عديدة أهمها:
في السنوات العشرين الأخيرة زرع الرمان بشكل كبير جداً في العالم بعد أن أصبح الطلب عليه كبيراً. ومع ارتفاع المساحات المزروعة بدأت تظهر أمراضاً جديدة ومختلفة لم تكن توجد أو تشكّل ضرراً اقتصادياً سابقاً.
أما أهم هذه الأمراض التي تتسبب بأضرار في بساتين الرمان هي:
• التبقع الأسود: يسبب هذا المرض فطراً يدعى Alternaria alternate يظهر على الثمار بشكل بقع دائرية ومع تقدّم المرض تتحد هذه البقع لتكوّن بقعاً اكبر. هذا المرض لا يسبب مشكلة كبيرة في بساتين الرمان, لكنه يؤدي عندما تكون الإصابة قوية الى تعفن الثمار من الداخل بنسبة 100% خصوصاً أثناء التخزين ويكون لونها شاحباً وغير صالحة للاستهلاك.
• عفن التاج:  سبب هذا المرض فطر يسمى Botrytis cinereaيظهر هذا المرض بعد القطاف. أعراض الإصابة تظهر على قمة الثمار ومنطقة التاج كما هو ظاهر في الصورة.
• العفن الاسود: يسبب هذا المرض نوعين من الفطر: الأول يسمى Aspergillus sp يدخل من الجروح التي تسببها الحشرات وخصوصاً المن ويؤدي الى تعفنها، والثاني يدعى Alternaria alternata وهذا المرض لا يسبب مشكلة إقتصادية في الرمان.
•  التبقع الزيتي: يسبب هذا المرض بكتيريا تسمى Xanthomonas axonopodis
يظهر المرض على جميع اجزاء الشجرة لكن أخطره على الثمار الناضجة.
أعراض الإصابة: تظهر بقع زيتية على الاوراق ومن ثم تتحول الى اللون الاسود الذي يؤدي الى إصفرار الاوراق ومن ثم تساقطها، اما ظهور المرض على الفروع فيؤدي الى تقرحات على القشرة لونها داكن ومع تقدم الإصابة تتحول الى جروح عميقة، وتؤدي الاصابة على الأغصان الى تليينها (تصبح طرية) مما يؤدي الى كسرها بسهولة، اما الاعراض الاكثر وضوحاً فتظهر على الثمار بشكل بقع رمادية سوداء غالباً ما تؤدي هذه البقع الى تفتت وتحلل نسيج القشرة مما يسبب ثقوباً في الثمرة.

الوقاية والعلاج لهذا المرض:
1. استعمال عقل للزراعة خالية من البكتيريا.
2. الفروع المصابة او الاشجار يجب قطعها ومن ثم حرقها.
3. تعقيم المعدات المستعملة خصوصاً ادوات التقليم.
4. عدم زراعة الرمان في المناطق الموبوءة.
5. وأخيراً رش المبيدات النحاسية.

أميركا والهند والصين وإيران أكبر المنتجين

10% فقط من الإنتاج العالمي
للرمان يصدّر إلى الخارج

تعدّ بلاد فارس الموطن الأصلي للرمان ويعتقد أن الفرس قاموا بتأهيل شجرة الرمان وتطوير زراعتها قبل نحو 4,000 عام، وقد انتقلت زراعة الرمان بعد ذلك إلى العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية ثم بعد ذلك نقل العرب الرمان إلى إسبانيا ومنها نقله المستوطنون الإسبان إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وتنتشر زراعة الرمان على نطاق تجاري في الولايات المتحدة خصوصاً في الولايات الجنوبية وفي كاليفورنيا كما إن الهند والصين وإيران تعتبر من أكبر المنتجين للرمان في العالم، وتلعب أفغانستان دوراً متزايداً في التجارة الدولية للرمان بسبب شهرة رمانها الذي يتمتع بخصائص مميزة لوناً وحجماً وطعماً، وقد دخل رمان أفغانستان أسواق الشرق الأوسط عبر شركة كارفور التي تدير أكبر مراكز للتسوق في الخليج وقد وسعت الشركة تسويق الرمان الأفغاني إلى مراكز تسوق عديدة تديرها في المنطقة.
وتنتشر زراعة الرمان أيضاً في بلدان الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا ولبنان وفي شمال أفريقيا لكن السمة العامة لتجارة الرمان الدولية هي أن معظمه ينتج في حيازات صغيرة ويستهلك في الأسواق المحلية وتقدر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن 10% فقط من إنتاج الرمان العالمي يذهب إلى التصدير.
وبصورة عامة وبسبب طبيعة زراعته كمشاريع صغيرة في ملكيات فردية فقد وجدت منظمة الأغذية والزراعة صعوبة في توثيق إنتاج العالم من الرمان، إلا أن زراعة هذه الفاكهة الشهية بدأت تتطور في بلدان كثيرة مثل الولايات المتحدة والصين والهند وإسبانيا بسبب الزيادة الكبيرة في الطلب من المستهلكين خصوصاً بعد تزايد الوعي بالفوائد الغذائية والعلاجية للرمان في الكثير من حالات الاعتلال وأهميته لتقوية جهاز المناعة.

لصنع دبس الرمان ضع عصيره المصفَّى على نار معتدلة في وعاء لمدة 4 إلى 5 دقائق
لصنع دبس الرمان ضع عصيره المصفَّى على نار معتدلة في وعاء لمدة 4 إلى 5 دقائق
جِـلو الرمان
جِـلو الرمان

 

 

 

 

 

 

 

ذبول الشجرة
يسبب هذا المرض الفطر Ceratocystis fimbriata. أعراضه تظهر في البداية على شكل اصفرار الأوراق ثم جفافها وسقوطها، وبعد تقدم الإصابة تؤدي إلى ثمار جافة على الفروع، أما إذا أصيبت الأشجار إصابة شديدة فإنها تجف وتموت تدريجياً خلال بضعة أشهر وعند قطع الفرع الرئيسي او الجذع يمكن أن نرى تحول الخشب الى اللون البني ومن ثم إلى الأسود. يكثر هذا المرض في التربة الطينية الثقيلة وتزداد حدته مع ازدياد الرطوبة وقلة التهوئة، ويبدأ المرض في الظهور في فصل الربيع وبداية الصيف.

القيمة الغذائية والطبية للرمان
استخدم الاطباء القدامى في اليونان وروما والهند الرمان بكافة عناصره من حبوب وقشور واوراق وازهار ولحاء وجذور لأغراض علاجية مختلفة. فالفوائد الغذائية والطبية للرمان كثيرة، لذلك يعدّ الرمان من الفواكه الصحية لاحتوائه على مجموعة من المركبات النباتية المفيدة لا مثيل لها في الاطعمة الباقية.
للرمان تأثير لافت على جسم الانسان، فهو يحتوي على مضادات الاكسدة ويخفّض خطر الاصابة بامراض القلب والسرطانات والالزهايمر والبدانة، وقد اوضحت أبحاث أجريت على اشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم انه بعد تناولهم 150 مل من عصير الرمان يومياً على فترة اسبوعين انخفض عندهم ضغط الدم بشكل كبير. يحتوي الرمان على الفوسفور، الماغنيزيوم، الكالسيوم، الزنك، الحديد، ونسبة قليلة من الدهون. الماغنيزيوم الموجود في الرمان يساعد على تشكيل الهيكل العظمي والبوتاسيوم يساعد على توازن مستويات السوائل ويحافظ على وظائف الخلايا.
(راجع الجدول)
يعمل عصير الرمان كمرقق للدم ويساعد على ازالة الترسبات في شرايين القلب ويخفّض الكوليسترول السيىء ويرفع الكوليسترول الجيد وبذلك يخفض خطر التعرض لامراض القلب.
اما في المعدة، فإن عصير الرمان يساعد على إفراز أنزيمات ذات خصائص مضادة للبكتيريا تساعد على الهضم وتكافح البواسير والغثيان والإسهال والطفيليات المعوية، ويستعمل الرمان كملين لعلاج الإمساك ويوصف عصيره لتحسين الشهية. أما الحديد الموجود في الرمان فيزيد معدل الكريات الحمراء في الدم ويساعد على معالجة فقر الدم.
ويستخدم الرمان لمعالجة حالات الربو والاحتقان في الحلق والسعال والصفير.
كما إن الرمان يحول دون ظهور علامات التقدم في العمر مثل التجاعيد والدبغات على الجلد كما يساعد على تجديد الخلايا وشفاء الجروج وتشجيع الدورة الدموية حول الجروح لشفاء افضل.
تناول عصير الرمان يساعد المرأة الحامل على تخفيف التشنجات وصعوبات النوم (القلق) التي تظهر خلال الحمل كما يحافظ على صحتها وصحة الجنين وتدفق الدم للجنين بشكل جيد.

ذبابة الفاكهة

ذبابة البحر الأبيض المتوسط

الخطــــر الزاحــــف على فاكهــــة لبنــــان

ظهــــــرت فـــي أوروبـــا وأفريقيـــا فـــي العـام 1850
وانتقلت مع تجارة الفاكهة إلى كافة أنحاء العالم

إستخدام المبيدات قضى على الأعداء الطبيعيين للحشرات
وفتـــــــــح لهـــا المجـــال للتكاثـــر والتوسّع من دون أي رادع

تعتبر الأشجار المثمرة من المحاصيل الأساسية في مختلف بلدان العالم نظراً إلى أهميتها الإقتصادية وكذلك قيمتها الغذائية سواء على مستوى الاستهلاك المحلي أو قابليتها للتصدير ما يحقق للبلد المنتج مداخيل مهمة بالعملات ويدعم ميزانه التجاري، كما إن محاصيل الفاكهة تمثل مصدراً أساسياً لتلبية الطلب المحلي وهي بالتالي جزء من الدورة الاقتصادية للبلدان المنتجة، كما إنها بصورة خاصة تدعم معيشة المزارعين وأصحاب مشاريع الفاكهة وتشغّل آلاف العمال والأسر.
لكن ما قد يؤثر على مساهمة محاصيل الفاكهة في الاقتصاد أنها باتت أكثر من أي وقت مضى عرضة للإصابة بمختلف الآفات والحشرات الضارة التي قد تفتك بإنتاجها أو تسبب له الأضرار المختلفة التي تنقص من قيمته التجارية. وتعتبر ذبابة الفاكهة من أخطر الحشرات التي تؤثر على كمية وجودة الإنتاج في لبنان لأنها تصيب الثمار إصابات جسيمة تسبب لها الأضرار بل والتلف التام أحياناً. غني عن القول إن ذبابة المتوسط والكثير من الحشرات الفتاكة التي تهاجم محاصيل الفاكهة اليوم لم تكن موجودة ربما قبل خمسين أو ستين عاماً وبعضها لم يكن موجوداً قبل عشرين سنة أو أقل، لكن الاختلال المستمر في التوازن الطبيعي والبيئي وانقراض عدد كبير من الحشرات النافعة وتراجع كثافة الطير والصيد الجائر لمختلف أنواعها، كل ذلك أدى إلى إزالة الأعداء الطبيعيين لتلك الحشرات الأمر الذي سمح لها بالإزدهار والانتشار من دون رادع أو عدو يقضي عليها قبل أن تلحق الأضرار الكبيرة بالزرع والمحاصيل.
وهذا ينطبق على ذبابة الفاكهة كما ينطبق على غيرها. فما هي ذبابة الفاكهة (المسماة أحياناً ذبابة البحر المتوسط) وكيف وصلت إلى بلادنا وما هو حجم الأضرار التي باتت تسببها للمزارعين ومواسم الفاكهة بصورة خاصة؟

تتبع ذبابة الفاكهة (Ceratits,CcpitataCweid) لفصيلة الذبابة (Trypetiddae) ورتبة ذات الجناحين(Diptera)، وهي تنتشر في دول حوض البحر المتوسط وأميركا وأوروبا الوسطى، ويعود تاريخ وجود أو اكتشاف هذه الحشرة الى عام 1850 في اوروبا وافريقيا، ومن ثم انتشرت بسبب اتساع تجارة الفاكهة والمحاصيل إلى جميع انحاء العالم خصوصاً حيث توجد المحاصيل التي تعيش وتتكاثر عليها.
إن هذه الحشرة خطيرة جداً لأنها تستطيع تغييرعائلها (أي الفاكهة التي تتكاثر فيها) وتنتقل الى ثمار نباتات أخرى لم تكن تصيبها من قبل لتتكاثر وتستكمل بذلك جميع مراحل دورة حياتها من بيضة الى يرقة ثم عذراء وصولاً إلى الطور الأخير أي طور الحشرة الكاملة (الذبابة).

متى وصلت إلى لبنان؟
دخلت هذه الذبابة الى لبنان منذ بداية القرن الماضي، لكنها كانت محدودة الانتشار لعدة عوامل منها:
– الظروف المناخية التي حدّت من انتشارها خصوصاً الحرارة المتدنية التي كانت ترافق فصلي الشتاء والربيع وهو ما كان يؤدي الى موت العديد منها وهي في بياتها الشتوي فتأخر بذلك انتشارها إلى المناطق الجبلية.
– عدم استخدام المكافحة الكيميائية العشوائية للآفات الضارة منذ القدم التي أدت الى قتل جميع الأعداء الطبيعيين أي الحشرات التي تأكلها وتقتات عليها.
– لم يكن متوفراً في لبنان مبيدات للأعشاب الضارة والتي أدى استخدامها في السنوات الأربعين الأخيرة الى موت الكثير من الحيوانات الزاحفة مثل السحلاة (الِشمَّيسة) والحرباء، والحشرات مثل العناكب والنمل والكثير من الطيور التي تأكل أطوار الذبابة الثلاثة: اليرقة والعذراء والحشرة الكاملة.
– قلة تغيير العائل (أي الفاكهة التي تصيبها) من قبل الذبابة للثمار، مما أدى الى عدم إصابة جميع الفواكه بالذبابة.
– لم يكن موجوداً أكثر من نوعين لذبابة الفواكه هما ذبابة الزيتون وذبابة الحمضيات والتي كانت شبه متخصصة اي لا تصيب الا المحصول نفسه.
– حراثة الأرض المتكررة التي كان يعتمدها المزارع سنوياً وأكثر من مرتين للتخلص من الأعشاب الضارة وللحفاظ على رطوبة الأرض ولاعتقادهم بأن الغبار الذي ينتج عن الحراثة خصوصاً الصيفية منها يمنع اصابة الأشجار والثمار بالأمراض الفطرية مثل الرمد والتبقع والهريان وغيرها.
– عدم رمي النفايات العضوية وبقايا المنتجات الزراعية التي تصبح الملجأ والحاضنة لتكاثر هذه الذبابة، اما في الماضي فقد كان المزارعون يجمعون الفضلات الغذائية المنزلية إن وجدت وثمار الخضار والفواكه المتساقطة والمصابة ببعض الآفات الزراعية وقبل خروج يرقات الحشرات منها لتكمل دورة حياتها ويقدموها علفاً للحيوانات الداجنة في المنزل.

إتساع نطاق الخطر
أما في وقتنا الحاضر فقد بدأت ذبابة الفاكهة تصيب أصنافاً اخرى من ثمار الأشجار المثمرة خاصة ذبابة الحمضيات، ومن المتوقع أن يتم إكتشاف أصناف جديدة من الذبابة في لبنان لأنها موجودة في أوروبا.
رأيي المتواضع وغير المقرون بأبحاث مخبرية بشكل وافر، أنه يوجد في لبنان وفي السنوات الأخيرة جميع انواع الذباب الموجود في اوروبا وعددها 7 انواع وجميعها تهاجم وتصيب جميع الفواكه خصوصاً الثمار التي تحمل القشرة الطرية، وتفضل الذبابة الثمار الحلوة المذاق أي التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات.

وصف للحشرة
تتصف ذبابة الفاكهة وهي في طور الحشرة الكاملة بلونها الموزاييكي المبقع بألوان الأخضر والأصفر والبني والأبيض، كما تتميز بحجمها الصغير، إذ يبلغ طولها حوالي 4 ملم، وهي اصغر من الذبابة المنزلية، أجنحتها شفافة تعترضها خطوط بنية اللون وبعض البقع السوداء و الصفراء. عند وقوف الحشرة، تكون الأجنحة منبسطة على الجانبين، أما بيوض الحشرة فهي صغيرة الحجم بيضاء اللون ويرقاتها بيضاء اللون مدببة من الأمام طولها يختلف من نوع إلى آخر و بمعدل وسطي هو 6 ملم.

ذبابة الفاكهة يمكنها أن تضع 40 بيضة فما فوق في هذه البرتقالة فتغسدها تماما
ذبابة الفاكهة يمكنها أن تضع 40 بيضة فما فوق في هذه البرتقالة فتغسدها تماما

دورة حياة الذبابة
تمرّ ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط في دورة حياة تأخذها من البيضة حتى الحشرة الكاملة مروراً باليرقة والخادرة أو العذراء. وتبدأ الإناث بوضع البيض بعد خروجها من طور العذراء وتلقيحها بحوالي 4 أيام، وتضع الأنثى الواحدة بمعدل وسطي خلال حياتها حوالي 500 بيضة وذلك على دفعات في الثمار تحت سطح القشرة الرقيقة مثل التفاح والكرز وفي داخل القشرة مثل الدراق والخوخ بواسطة آلة وضع البيض البارزة في مؤخرة بطنها. وتتجه الذبابة بصورة خاصة نحو الثمار التي قاربت النضج. ويفقس البيض خلال أسبوعين تقريباً وذلك حسب الظروف المناخية والبيئية، وتتوقف الذبابة عن وضع البيض إذا انخفضت الحرارة عن 15 درجة فوق الصفر وتتأثر كما تتوقف أيضا عن وضع البيض عندما تصبح الحرارة أكثر من 32 درجة.
تبقى اليرقات داخل الثمار ليكتمل نموها بعد اسبوعين حتى 4 أسابيع حسب الظروف البيئية المحيطة بها ثم تسقط على الأرض لتدخل في التربة على عمق حوالي 5 سم وتتحول الى عذراء، ثم تكمل نموها لتخرج من التربة حشرة كاملة بعد 10 الى 25 يوماً ودائماً حسب الظروف المناخية. تنمو وتتكاثر ذبابة الفواكه في أوقات الحرارة المثلى وهي ما بين 23 و30 درجة مئوية.
إن عدد أجيال الذبابة في لبنان تحدّده درجات الحرارة وهو ما بين 3 أجيال على المرتفعات و8 أجيال على الساحل، وتتواجد الحشرة طوال العام لأنها تدخل البيات الشتوي كما الذبابة المنزلية .

المصائد الفرمونية سلاح فعال في مكافحة الذبابة ورصد تكاثرها
المصائد الفرمونية سلاح فعال في مكافحة الذبابة ورصد تكاثرها

لضرر وأعراض الإصابة
تعتبر هذه الآفة من الحشرات الخطرة جداً وذلك لكثرة عوائلها، فهي تصيب الحمضيات بأنواعها واللوزيات والتفاحيات والموز والصبار والتين والرمان والكروم وبعض الخضروات كالبندورة والفليفلة. وتتميز الإصابة بما يلي:
1. تبقع الثمار وتلونها بألوان غير طبيعية في وسط هذه البقع نقط صغيرة ذات لون رمادي الى بني.
2. المنطقة المحيطة بالثقب التي تحدثه الأنثى تكون عديمة اللون في الثمار التي قاربت من النضج ولون أصفر في الثمار الخضراء، ولون أخضر في الثمار الناضجة.
3. تساقط قسم كبير من الثمار على الأرض بفعل تخمر واهتراء لب الثمرة، وقد تصل نسبة الإصابة أحياناً إلى 100% خصوصاً في بعض أصناف اللوزيات مثل المشمش والدراق.

 المكافحة
يمكن التقليل من أضرار هذه الحشرة باتباع مايلي:
1. جمع الثمار المصابة التي سقطت على الأرض أو التي ما زالت في الأشجار ووضعها في كيس نايلون محكم الإقفال وتعريضه للشمس أو الحرارة المرتفعة، أو دفن الثمار المصابة على عمق يزيد على 25 سم، أو حرقها للتخلص من اليرقات الموجودة ضمنها، أو تقديمها للدجاج البلدي المعتاد على الأكل المنزلي.
2. عدم زراعة بساتين مختلطة من أشجار الفاكهة حتى لا تستمر الذبابة بإنشاء أجيال حديثة وعديدة.
3. استعمال المصائد الفورمونية ويوضع بداخلها الطعوم المتخمرة والفاسدة التي تجذب الذباب اليها مثل السمك الفاسد، الخل الأبيض، رب البندورة المذاب مع الماء بنسبة 10%، البروتين المتحلل، رش جزء من الشجرة من الجهة الشرقية الشمالية بمحلول يحتوي على 5% من دبس العنب او الخروب ومبيد حشري مع الماء.
4. استعمال المصائد الجاذبة لمعرفة وقت ظهور الحشرة ومكافحتها بمزيج من محلول الحر الحار جداً بمعدل 100 غرام مع 200 غرام من خل التفاح تذاب كلها في 20 لتر ماء.
5. حراثة التربة من أهم اعمال المكافحة الميكانيكية لأنها ترفع الخادرات الى سطح التربة لتموت بعد تعرّضها لأشعة الشمس المباشرة أو الصقيع الربيعي او يمكن ان تأكلها الحيوانات والحشرات والطيور.
6. في النهاية وإذا لزم الأمر، يلجأ المزارع الى الرش بالمبيدات الجهازية المتخصصة على أن يتم الرش بعد رصد بداية ظهور الحشرة.

ثمار كرز مصابة
ثمار كرز مصابة

النفايات العضوية وأثرها على إنتشار الذباب
تعتبر بقايا الأطعمة المنزلية المتخمرة ( المحمّضة )الجاذب الرئيسي للذباب ومنها ذبابة الفواكه وذبابة الزيتون بالإضافة الى الكثير من أنواع الذباب الموجود في الطبيعة مثل الذبابة المنزلية التي تضع الكثير من البيوض المخصبة في الطعام المكشوف طازجاً كان او متخمراً. والنفايات العضوية هي الحاضنة الأمثل والملجأ الجاهز لتكاثر الذباب مما يؤدي الى تزايد أعدادها بشكل يفوق التقدير والخيال، أي بعد وضع البيض من قبل الذبابة الملقحة في النفايات المتخمرة تحتاج هذه البيوض الى أسبوع في فصل الصيف لتفقس ويخرج منها يرقات صغيرة جداً وتبدأ بالتغذية مباشرة من النفايات العضوية ثم لا تلبث ان تصبح يرقة ناضجة وتتحول الى خادرة أو عذراء داخل كيس من الحرير تحيكه بنفسها لتتحول في ما بعد الى ذبابة كاملة وعند خروجها من ذلك الكيس تتغذى الذبابة من النفايات المحيطة بها ثم تفرز رائحة من غدة خاصة موجودة في بطنها لتجذب الذكور إليها لتلقيحها.

تربية الدجاج

فوائد لا تحصى بثمن بسيط وجهد قليل

تربية الدجاج البيتي

مكوّن أساسي في الغذاء الصحي للعائلة
وثروة كبيرة لأسلوب الزراعة العضوية

كلنا يشكو دجاج المزارع وبيض المزارع
لكن قليلون هم الذين يتحركون لإيجاد البديل

أصبحت تربية الدجاج البيتي حالة نادرة في الكثير من البيوت في القرى الجبلية رغم الفوائد الكبيرة التي يمكن للأسرة أن تجنيها من وراء ذلك، الأمر محير خصوصاً وأن البديل عن إنتاج البيض السليم الصحي في “مزرب” المنزل أو طهي الفروح البلدي الطبيعي هو شراء بيض المزارع النمطي ذي اللون الواحد والحجم الواحد كما لو أنه خرج من ماكينة تصنيع عالية الدقة. لا حاجة للكلام عن مخاطر تلك المنتجات وما بداخلها من هرمونات مسرطنة ومواد غريبة ربما لا نعرف الكثير عنها وهي التي صممت لإنتاج فروج كامل في غضون 32 يوماً فقط في وقت يحتاج الفروج البلدي الذي يستخدم في تربيته العلف الطبيعي إلى ما لا يقل عن ستة أشهر لكي يصبح ديكاً ناضجاً. اللافت أن هذه المعلومات عامة ويتداولها الناس في البيوت وفي السهرات لكنهم وبدلاً من تربية بضعة دجاجات في زاوية الحديقة يذهبون في اليوم التالي لشراء نفس المنتجات المشكو منها!!

ربما يعود السبب إلى عدم الخبرة لدى الأجيال الجديدة واعتيادها منذ الصغر على التعامل مع منتجات المداجن كما تعرضها المحلات، وكذلك إلى توهم أن تربية الدجاج أمر صعب أو مكلف أو أنه “يحدث رائحة غير مستحبة” وهذا خطأ كبير لأن الرائحة تنتج فقط في حال تغذية الدجاج بالعلف المركب المحتوي على منتجات كيميائية وهرمونات.  أما الدجاج البلدي فإنه في حال تصميم المزرب تصميماً صحيحاً واختيار مكان مناسب له لا يحدث أي روائح مطلقاً. لهذه الأسباب نعرض في ما يلي لموضوع مختصر ومفيد عن تربية الدجاج البيتي تتضمن إرشادات عملية سهلة التطبيق آملين أن يساعد ذلك على تشجيع الذين يمتلكون حديقة أو أرضاً حول المنزل في بناء مزرب دجاج صغير أومتوسط الحجم يصبح مصدر تموينهم الدائم بالبيض البلدي المغذِّي وبلحم الدجاج البلدي الملائم لصحتهم وصحة أطفالهم..

ينتمي الدجاج البلدي إلى سلالات أو “أنواع” مختلفة وغير متجانسة في جميع صفاتها من حيث الحجم والشكل واللون، لكن بشكل عام يربى الدجاج البلدي في القرى وخصوصاً عند الأشخاص الذين يملكون منازل منشأة في أرض زراعية يكون في احدى زواياها ,و في مكان منها غير صالح للزراعة يمكن أن يبنى فيه مزرب الدجاج.

بين البلدي والزراعي: فروقات أساسية
يتّصف الدجاج البلدي بحجمه الصغير الذي يميّزه عن الدجاج الأجنبي المهجن، ويصبح وزن الدجاجة البلدية الواحدة ما بين 900 إلى 1200 غرام عند نضجها أي بعمر حوالي الستة اشهر، و من ثم يبدأ وزنها بالتزايد تدريجياً كلما تقدمت بالعمر حتى تصل الى 1600 غرام أو ربما 2,000 غرام حسب نوعها ويكون وزن الذكر أكبر من وزن الأنثى، إذ يزيد وزنه بنسبة 25% عن الأنثى.
أما شكل الدجاج البلدي فيختلف من عدة نواحي أهمها: طول ساقيه – العرف – الأذنان – كثافة الريش – حجم العين – طول الرقبة – طول ريش الذيل… وللدجاج البلدي ألوان عديدة ومختلفة اذ تظهر في الكثير من الأحيان فراخ تحمل صفات تختلف عن أبويها خصوصاً في لون الريش والجلد، ويعود ذلك الاختلاف إلى عدة قواعد علمية أهمها: الصفات الوراثية للأم والأب، والتي قد تعود إلى الوراء عشرات السنين – التلقيح الخلطي بين الدجاج البلدي والأجنبي اذ قد يؤثر سلباً أو إيجاباً في الفراخ الناتجة حديثاً من حيث قلة وضعها للبيض أو على العكس، وكذلك حجمها وحجم بيضها الكبير او الصغير وشكل البيضة ولون وسماكة قشرتها ولون وحجم العينين.
ويختلف الدجاج البلدي عن غيره من الدجاج بأسعاره المرتفعة وارتفاع اسعار منتجاته ايضاً من البيض واللحوم بالمقارنة مع أنواع الدجاج الأخرى خصوصاً الدجاج المهجن التجاري، ويعود السبب الى أن المستهلكين الواعين يفضلون اللحم والبيض الناتجين عن الدجاج البلدي أولاً لأن فيهما مواصفات غذائية وصحية أعلى وكذلك لأنهما ألذ وأطيب من اللحم والبيض الناتجين عن الدجاج الآخر أو المستورد وهذا الاعتقاد عند المستهلكين صحيح في حال اعتمدت طرق تغذية الدجاج البلدي الصحيحة من المصادر الطبيعية من دون أي إضافة للفيتامينات والهرمونات المستخدمة في المداجن الكبيرة.

 

ديك براهما - مثالي لتأصيل الدجاج البيتي
ديك براهما – مثالي لتأصيل الدجاج البيتي

 

نتاج البيض
يبدأ الدجاج البلدي بوضع البيض عندما ينضج جنسياً ويصبح قابلاً للتزاوج من الذكر وعندما يصبح عمر الفراخ بين خمسة وستة أشهر في حال تمت تغذيتها بالأعلاف المركزة التي تقدم لدجاج اللحم، ولكن من الأفضل تأخير الفراخ عن وضعها للبيض لمدة سبعة أشهر تقريباً حتى تصبح قناة البيض قد اكتملت تجنباً من إنتاج بيض صغير الحجم أو جرح قناة البيض فتتسبب بنزيف دموي عند الفرخة خصوصاً اذا ما كانت البيضة كبيرة الحجم نوعاً. ويتميز الدجاج البلدي عن الدجاج الهجين بكفاءته العالية في إنتاج البيض هذا إذا خضع لبرنامج تغذية صحيح ومتكامل.

البلدي أكثر بيضاً
تضع أنثى الدجاج البلدي من 160 الى 200 بيضة سنوياً، بالمقارنة مع أنثى الدجاج المهجن التي تضع حوالي 60 بيضة الى 100 بيضة في الظروف العادية التي يعيش فيها الدجاج البلدي اي من دون تكييف المزارب وإنارتها والرعاية المكثفة.
ويبلغ وزن البيضة التي تنتجها الدجاجة البلدية حوالي 45 غراماً، في التربية التقليدية (على الطريقة القديمة) من دون أن تعامل معاملة مكثفة من غذاء وتكيف للمكان. أما الدجاج التجاري المعروف بـ “الزراعي” فيبلغ وزن البيضة حوالي 55 غراماً أو أكثر لأنها تخضع الى تربية مكثفة وغذاء مركّز يحتوي على فيتامينات وأدوية كيميائية .
الدجاج البلدي لديه القدرة على التأقلم مع جميع الظروف البيئية الخاصة والصعبة وكذلك قدرته على انتاج كمية كبيرة من البيض. ويتميز الدجاج البلدي أيضاً بمجموعة من الصفات الوراثية التي ما زالت تحملها من الطبيعة قبل تدجينها مثل النوم المتكرر خلال النهار وقدرته على الطيران المحدود اذا فوجئ بخطر ما.
تربية الدجاج البلدي
تحتاج تربية الدجاج البلدي الى خبرة أكانت هذه الخبرة موروثة او مكتسبة من الأقارب والأصحاب، لكن يفضل لمربي الدجاج البلدي المبتدئين ان لا يبدأوا بأعداد كبيرة تجنباً لتعرضها للتلف، ومن المستحسن ان يبدأ المربي بعدد قليل لا يزيد على 25 طيراً بين دجاج بالغ او صغير (صيصان) كمشروع تجريبي، فإذا نجحت يمكنه زيادة الأعداد حسب قدرته على تأمين مستلزمات الدجاج إضافة الى المساحة المتوفرة. وقد اتجه العديد من مربي الدجاج البلدي في الفترة الأخيرة الى تقليد نمط التربية المتبع بمزارع الدجاج البياض المحسن وراثياً من خلال الاعتماد على التربية المكثفة للدجاج البلدي ضمن المزارع معتمدين بذلك على المعلومات السائدة حول مقاومة الدجاج البلدي للأمراض لكنهم فوجئوا بكوارث بين الدجاج من جراء افتراسهم لبعضهم بعضاً، ويعود ذلك الى حاجتهم لعنصر الصوديوم الذي يوجد في ريش الدجاج، وبعد التهامهم ريش بعضهم بعضاً فإن بعض الريش الحديث في النمو ملتصق تماماً مع جلد الدجاج وبعد سحبها تأخذ معها جزءاً من الجلد مما يؤدي الى ظهور دم (الدجاج البلدي يحب اللون الأحمر) وهذا ما يلفت نظر عدد كبير من دجاج المزرعة فيبدأون بملاحقة هذا اللون الأحمر ونهشه ما يؤدي في النهاية إلى إلتهام قسم من الدجاجة قبل موتها. ويساهم في حصول هذه الظاهرة ازدحام الدجاج في مكان غير كاف والحرارة المرتفعة وعدم التوازن في عناصر خلطة العلف، والتهوئة السيئة….

دجاج مربى على طريقة الغذاء العضوي في الطبيعة
دجاج مربى على طريقة الغذاء العضوي في الطبيعة

تغذية الدجاج البلدي
من المستحسن تغذية الصيصان في بداية حياتها على العلف المركّز حتى مرحلة اكتمال ريشها ولكن يجب عدم الاستمرار في هذه التغذية تجنباً من ان يصبح الدجاج البلدي كالدجاج الزراعي من حيث إنتاجه للبيض، وبالتالي يجب الانتقال منذ بلوغ الصوص الشهر الثاني أو الثالث من العمر إلى نظام التغذية الطبيعية باستخدام بقايا الطعام المنزلي وفضلات الخضار إضافة الى القمح والشعير البلدي والذرة والنخالة (قشرالقمح). إن جميع هذه الأطعمة تؤدي الى انتاج الدجاج لبيض ولحم لذيذي الطعم ولا تصدر عنهما “الزنخة” المعتادة في منتجات المداجن مع الانتباه الى كمية الخضار والحشائش المقدمة للدجاج بحيث لا تزيد الكمية على ما تستهلك لساعة واحدة. فالتغذية بالخضار تقلل من كمية البيض وتقلل من فوائده الغذائية لأن الخضار لا تحتوي على جميع الفوائد التي يحتاجها الدجاج البلدي وبيضه.
أخيراً فإن أفضل تغذية متوازنة للدجاج البيتي أن توفّر له مساحة خلف البيت تكون محمية من الثعالب وغيرها لكي يسرح حراً ويدعم غذاءه بمزيج ممتاز من الحشرات وحبوب الأرض وعشبها والبحص والتراب..

أهم منتجات الدجاج البلدي
للدجاج البلدي فوائد عديدة مهمة بالنسبة إلى القرويين المزارعين إذ كانوا يعتمدون عليه لأنه يؤمن جزءاً من حاجة العائلة للغذاء خاصة في الأيام التي يكون جميع افرادها خارج المنزل اي في الحقول والبساتين لمؤازرة ومساعدة ارباب العائلة في العمل. وبعد العودة الى المسكن يذهب أحد أفراد العائلة إلى “مزرب الدجاج” أو “القن” ويأتي بالبيض الذي يمثل غداء جاهزاً سريع الطهي، اما إذا كان في الدار زوّار فيأتي المربي بديك او دجاجة كبرت في العمر لتذبح وتطهى للغداء، لكن في وقتنا الحاضر أصبح الدجاج والبيض من اهم العناصر الغذائية التي يعتمد عليها الإنسان هذا على مستوى الغذاء. اما فضلاتها أي برازها المنتج من الغذاء المقدم لها، فيصبح من أفضل الأسمدة العضوية للمزروعات لأن سماد الدجاج البلدي غني بالمواد الغذائية خاصة عنصر الفوسفور الذي يكون ضئيلاً في الأسمدة المأخوذة من فضلات الحيوانات الأخرى مثل البقر والماعز والغنم والخيل، كما إن ريش الدجاج يستخدم في صناعات عديدة منها الفرش والمساند والمخد إضافة الى انها تستخدم في الزينة نسبة إلى ألوانها الزاهية.

قفص دجاج نموذجي مع مشربيات ومكان للمنامة ومسرح مسقوف
قفص دجاج نموذجي مع مشربيات ومكان للمنامة ومسرح مسقوف

” الدجاج البلدي لديه القدرة على التأقلم مع جميع الظروف البيئية الخاصة والصعبة وهو مشهور بقدرته على انتــــــاج كمية كبيــرة من البيض “

تربية الصيصان
لتفريخ الصيصان طريقتان هما: التقليدية القديمة والحديثة.
الطريقة التقليدية في التفقيس
عادة يوجد في المنزل فرد من العائلة يهتم بشكل عام بالدجاج، عندما يجد هذا المهتم أن إحدى الدجاجات لا تفارق البيض و”تربخ” فوقه أو لا تذهب إلى المبيت مثل بقية الفراخ بل تمكث في مكانها مع البيض، فإن هذا يعتبر دليلاً على أنها تريد التفريخ، عندها يأخذ المُربِّي عدداً من البيض ويذهب الى جيرانه الذين يربون دجاجاً بلدياً ليبدل تلك البيضات التي في حوزته ببيض حديث ولإعتقاده بصوابية المثل القائل (غيِّر بذارك ولو من عند جارك) ويعود إلى المنزل بعد تبديل البيضات جميعها ثم يضعها في مكان مفصول عن المزرب تجنباً من أن تضع الدجاجات الأخرى البيض فوقها وهو يضع الدجاجة الحاضنة على البيض المستبدل ثم يغطيها، وفي اليوم التالي يرفعها عن البيض ليقدّم لها الطعام والماء ولمدة لا تتجاوز العشر دقائق خوفاً من أن تبرد البيوض، الأمر الذي قد يؤدي الى موت الجنين. وبعد مضي واحد وعشرين يوماً تفقس الصيصان من البيض الذي كان متمماً الشروط الأساسية وهي:
1. إحتواء البيضة على حيوانات منوية من الديك، وهناك طريقة سهلة للتأكد من وجود “النضفة” أو العلقة عبر تقنية وضع البيضة فوق يد مضمومة وإضاءتها بكشاف الهاتف من تحت، ويمكن التدرب على هذه الطريقة وإتقانها لأن المربي يوفّر على نفسه بذلك خسارة بيض عقيم لا يوجد فيه “صوص”.
2. أن تكون البيضة نظيفة وخالية من الأوساخ.
3. أن لا يكون مرّ على البيض أكثر من 5 -6 أيام، والقاعدة التي يجب تذكرها هي أنه كلما كان البيض طازجاً وجديداً كلما زاد حظ التفقيس والحصول على صيصان صحية وقوية.
4. عدم وضع البيض في البرادات التي تكون حرارتها أقل من 12 درجة مئوية.
5. عدم تعرض البيض الى أشعة الشمس مباشرة.
6. عدم تعريض البيض للماء أي عدم غسله (بهدف تنظيفه) لأن ارتفاع الرطوبة الى أكثر من 80% يؤدي الى عدم الفقس.
7. تجنّب خروج فضلات الدجاجة الحاضنة (القرقة) على البيض مما يؤدي الى تسكير المسام التنفسية للبيضة وبالتالي يؤدي الى إختناق الجنين.
8. يجب أيضاً أن يستبعد البيض الذي يحتوي على قشرة رقيقة او سميكة تجنباً من الكسر او عدم قدرة الجنين على كسر القشرة والخروج منها.
9. يستبعد البيض الدائري لأنه لا يحتوي على غرف هوائية تكفي حاجة الجنين.
10. يستبعد أيضاً البيض الصغير الحجم أو الكبير الحجم فوق العادة.
أما مواعيد التفريخ فتبدأ عندما يتحسن الطقس في فصل الربيع حتى منتصف فصل الصيف لإعطاء الصيصان فرصة حوالي الثلاثة أشهر قبل فصل البرد والصقيع تجنباً لموتها.
من المفضل أخذ البيض المراد تفقيسه من دجاج مخصب (ملقح) من ذكر (ديك) أي كل حوالي 8 دجاجات بحاجة الى ديك هذا يرفع نسبة خصوبة البيض الى حوالي 95%.

فقاسة منزلية بطبقتين تحضن نخو 95 بيضة, الأصلية منها تكلف نحو 400 دولار
فقاسة منزلية بطبقتين تحضن نخو 95 بيضة, الأصلية منها تكلف نحو 400 دولار
صفار البيض البلدي وصفار بيض المزارع
صفار البيض البلدي وصفار بيض المزارع

الطريقة الحديثة في التفقيس
تشمل عدة انواع من الفقاسات الكهربائية منها التي تحتاج الى تدخل المربي لمراقبة الحرارة والرطوبة وتقليب البيض يدوياً لأنها ثابتة وغير مصنّعة لتحريك البيض وتقليبها. وتتسع هذه الفقاسات الكهربائية
لـ 50 بيضة ويمكن أن تتسع لـ 150 بيضة. أما الفقاسات الأوتوماتيكية فهي تنظم الحرارة والرطوبة حسب التقلبات المناخية التي لا تتأثر بها وتقلب البيض آلياً من دون أن تؤثر أو تكسر من البيض. والصغيرة من هذه الفقاسات تتسع لـ 50 بيضة أو 100 لكن توجد فقاسات كبيرة تتسع لآلاف البيض. ان طريقة التفقيس الأوتوماتيكي مهمة بسبب كمية وعدد الصيصان المنتجة، وغالباً ما تستعمل الفقاسات الكبيرة في المزارع الكبيرة جداً، لكن من الضروري التقيّد والإنتباه إلى موعد إيقاف التقليب في اليوم 18 أي قبل موعد الفقس بثلاثة أيام، وفي اليوم 20 و 21 يجب الإنتباه الى عملية الفقس وأخذ الصيصان الفاقسة إلى الحاضنة المكيّفة التي تؤمن الحرارة المثلى حوالي 37 درجة مئوية إضافة الى الغذاء والماء.
يجب تشغيل الفقاسة قبل إدخال البيض بحوالي 24 ساعة على الأقل قبل وضع البيض، حتى يتم التأكد من ثبات درجة الحرارة والرطوبة.
من المهم جداً وضع الفقاسات في غرف مغلقة ويجب عدم فتحها إلا للضرورة تجنباً لموت الجنين نتيجة لتغير في درجات الحرارة والرطوبة.
ان الصيصان التي تفقس بعد اليوم المحدّد للفقس يجب التخلص منها، هذا في الفقاسات الكبيرة والحديثة اما في التربية التقليدية فتموت جميع الصيصان المتأخرة بالفقس في الأسبوع الأول، لأنها لا تحمل الصفة الوراثية الجيدة إضافة الى ان هناك خللاً ما أثناء تكوينها منها نقص في الأوكسيجين او الرطوبة وعدم انتظام الحرارة والرطوبة وتقليبها غير المنتظم.. كذلك يجب التخلص من الصيصان التي تكون غير طبيعية من حيث التشوهات الخلقية او المريضة والهزيلة لأنه لا حظ لها بالعيش بسبب عدم قدرتها على المنافسة على الطعام وكذلك بسبب احتمال أن تنقل الأمراض التي تحملها الى الصيصان السليمة، علماً أن الصيصان الضعيفة تموت عادة بعد أيام من تفقيسها الأمر الذي يشجّع الصيصان القوية على نهشها وافتراسها خصوصاً عندما يصبح عمرها أكثر من عشرة اسابيع.

قفص دجاج نموذجي مع مشربيات ومكان للمنامة ومسرح مسقوف
قفص دجاج نموذجي مع مشربيات ومكان للمنامة ومسرح مسقوف

فوائد تربية الدجاج البلدي
لتربية الدجاج البلدي فوائد عظيمة صحية واقتصادية وبيئية أهمها:
1. أهم الفوائد من تربية الدجاج البلدي هي حماية صحة الأسرة وخصوصاً الأطفال من الأضرار الصحية لتناول بيض المزارع أو فروج المزارع ولن نفصِّل في هذه الأضرار لأنها باتت معروفة.
2. التخلص من النفايات العضوية المنزلية من دون تكدسها في مستوعبات النفايات وعلى الطرقات التي تتخمر وتؤدي الى امراض خطيرة، إضافة الى أنها تصبح الملجأ النموذجي لجذب وتكاثر الحشرات الضارة خصوصاً بالمزروعات مثل الذباب…
3. إن الدجاج المربى في أقبية أو حدائق وبساتين المنازل القروية يقدّم مساعدة كبيرة للمزارع من دون أن يدري، إذ يلتهم الكثير من الحشرات الضارة بالمحاصيل مثل الفراشات والذباب والديدان وشرانق الحشرات التي تمضي بياتها الشتوي في المنطقة السطحية للتربة بعد سحبها وهي (تبركش).
4. توفِّر للمزارع سماداً عضوياً مهماً لأنه يتميز عن الأسمدة العضوية الأخرى باحتوائه على نسبة جيدة ومهمة من الفوسفات إضافة لخلوه من بذور النباتات البرية.
5. تساعد المزارع على تخفيض كلفة إنتاجه من جراء التهامها للأعشاب والنباتات البرية التي تنمو على أرض البساتين المغروسة بالأشجار المثمرة والتي تزاحم تلك الأشجار على الغذاء.
6. تؤمن الأسر الريفية دخلاً إضافياً لا بأس به، إذ تعتمد عليه لأنه يؤمن مصدراً جيداً من البروتين الحيواني إضافة الى إنتاج البيض وبيعه بأسعار جيدة مقارنة بالبيض الناتج عن الدجاج المربى تربية مكثفة ضمن المزارع.

زراعة الكاكي

تساقط الثمار قبل النضح أهم أسبابه نقص التغذية وإهمال الري الدوري في فتــــرة الحمل ونمو الثمار

شجرة الكاكي

الجميلــة المنسيـة التـي لا يجـب
أن تخلـو منـها حـديقة بيـت

زراعة الكاكــي تراجعـــت كثيـــراً في لبنان
لضعـــف المردود وصعـــوبة تصنيـــع الفائض

الصيـــن موطنها وأكبـــر مصدر لها في العالـــم
ودول كثيـــرة وطنتـــها قبل قرنيـــن كمنتج اقتصـــادي

تتمتع ثمرة الكاكي(الخرما) الناضجة بجمال خاص وهي تجمع بين لونها البرتقالي اللماع وحجمها الكبير أحياناً ولبّها الطري ومذاقها اللذيذ السكري، وللكاكي أثر منعش على من يتناولها وغالباً ما يطلب المرء المزيد منها بسبب حلاوتها المعتدلة وهي مصدر رئيسي للفيتامين A المهم جداً لصحة النظر ويمكن لثمرة واحدة أن تمد المرء بأكثر من حاجته لهذا الفيتامين طيلة اليوم. لكن إذا كانت للثمرة ميزاتها الكثيرة فإن لشجرة الكاكي ميزات لا تقل أهمية إذ إنها شجرة قوية ونادراً ما تتعرّض للآفات التي تصيب مختلف فصائل الأشجار المثمرة وتجعل العناية بها أمراً مجهداً. وتظهر هذه الميزة خصوصاً في المناطق التي ترتقع عن سطح البحر أكثر من 800 متر إذ إن شجرة الكاكي في تلك المناطق تعتبر منيعة وغير معرّضة للآفات، وإن كانت بعض العصافير وخصوصاً البلابل قد تقبل عليها فتؤثر على الثمار.
لكن لماذا على رغم كل تلك المزايا لا نجد لزراعة الكاكي حضوراً قوياً في لبنان؟ بل إن الاتجاه الغالب في السنوات الأخيرة كان نحو تراجع المساحات المزروعة منها خصوصاً في البقاع وهو المنطقة الأكثر شهرة بزراعة الكاكي بكميات تجارية.
هناك من يقول بأن زراعة الكاكي تراجعت بسبب الإشاعات التي نشرتها الإذاعة الإسرائيلية قبل سنوات من أن ثمار الخرما تسبب السرطان، وهو ما أدى إلى قيام كثير من المزارعين بقطعها، وهذا السبب في تراجع زراعة الخرما مشكوك في صحته رغم البلبلة التي أحدثتها الإذاعة الإسرائيلية فعلاً بنشرها لتلك الأخبار الكاذبة في الوقت الذي كانت تضاعف فيه من حجم إنتاجها لتصبح من الدول المصدرة المهمة لهذه الثمرة. السبب الحقيقي لتراجع الزراعة هو بكل بساطة كونها غير مربحة للمزارعين وبسبب تدني أسعارها خلال الموسم وضآلة مردودها. وأحد أسباب تدني أسعار موسم الخرما هو صعوبة تبريد الثمار وعدم التوصل إلى إمكان تصنيع الإنتاج الفائض كما هو ممكن بالنسبة لثمار مثل المشمش مثلاً أو الكرز أو الدراقن أو غيرها. لذلك فإن على المزارعين تسويق الموسم في وقت قصير وإلا تعرّض إلى التلف. إن نتقص المرونة في طبيعة المحصول مشكلة في سوق صغيرة مثل لبنان ومع تزايد مصاعب تصدير هذه الثمرة التي لا تتحمل كثيراً مصاعب النقل ومشاكله.
وقد تكون شجرة الكاكي ليست الزراعة المثالية للأغراض التجارية لكن مما لا شك فيه أنها شجرة ذات جمال ولثمارها قيمة غذائية عظيمة، لهذا فإنه من المستحسن غرس شجرة أو عدة أشجار منها في حدائق البيوت الجبلية بما يؤمن للأسرة ثماراً شهية ومفيدة وبأقل مجهود على صعيد التكلفة والصيانة.

الصين موطنها الأصلي
تعتبر الصين الموطن الأصلي للكاكي ومنها انتقلت إلى اليابان. ولشجرة الكاكي مكانة رفيعة في الصين وهي المصدِّر الأول لهذه الثمرة في العالم، إذ تفوق صادرات الصين منها صادرات جميع البلدان مجتمعة (راجع الجدول) بل إن للخرما في الإرث الشعبي الصيني مكاناً يكاد يفوق ما لشجرة الأرز في لبنان وقد تفنن رسامو الصين في رسمها وتمجيدها وتصوير محاسنها وخصائصها السحرية.
وفي نهاية القرن التاسع عشر، نقلت إلى الكثير من دول العالم التي توجد فيها مناطق معتدلة المناخ. تزرع أشجار الكاكي في المناطق الجنوبية الشرقية من قارة آسيا مثل الصين، اليابان، نيوزيلاند، كوريا، الـهـنـد، باكستان، والقارة الاميركية في البرازيل والولايات المتحدة، وتعتبر الكاكي من اهم الأشجار المثمرة التي دخلت الى دول حوض البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا وفرنسا ومصر وسوريا .

شجرة معمرة ومقاومة
شجرة الكاكي هي من الاشجار المتوسطة الحجم والتي مثل غيرها من أشجار الفاكهة تتعرى من أوراقها في أواخر الخريف ومطلع الشتاء، وتشبه ثمار الكاكي ثمار التفاح الى حدّ ما لكن لونها أشبه بلون البرتقال، وكما قلنا فإن اشجار الخرما لا تحتاج الى مكافحة للآفات كما في الكثير من الاشجار المثمرة خصوصاً على ارتفاع يزيد على 800 متر فوق سطح البحر، و تعتبر شجرة الكاكي من الأشجار المتساقطة الأوراق وأهم أصنافها:
1.هاشيا (Hachiya): ثمارها ذات قشرة ولب برتقاليين، قلبية الشكل وتعقد بكرياً.
2.فيويو (Fuyu): ثمار هذا الصنف لا يظهر فيها الطعم القابض الذي قد نلاحظه في ثمار الخرما غير الناضجة تماماً، اما لحمها فمتماسك وهي تشبه ثمرة البندورة شكلاً وتعقد بكرياً.
3.تاموبان (Tamopan)
4.هياكومي (Hyakume)
تحمل الكاكي أزهاراً مذكرة أو مؤنثة بمعنى أن الزهرة تحتوي على أعضاء التأنيث والتذكير. وتظهر الثمار على أغصان عمرها سنة اي أغصان العام الماضي. وتختلف أصناف الكاكي في طبيعة أزهارها. معظم أشجار أصناف الكاكي المشهورة مثل (الهاشيا) و(تاني ناشي) و(كوستاتا) تحمل أزهاراً مؤنثة سنوياً، تخرج من آباط الأوراق الحديثة وفي بعض الأصناف الاخرى، تحمل أزهاراً مؤنثة ومذكرة سنوياً، ومنها تحمل أزهاراً مؤنثة واخرى أزهاراً مذكرة.
الازهار التي تحتاج التلقيح تحمل بذرة كبيرة كالبلحي أو بذور صغيرة كالأصناف الاخرى.
وهناك اصناف تؤكل عند نضجها وتبقى جامدة لان احتواءها على البكتين عند نضجها ضئيل مثل كاكي الشوكولا.
لكن بالنسبة إلى بقية الأصناف فإن المزارع يلجأ عادة إلى جمع الثمار قبل نضجها في أقفاص ويضع بينها تفاحاً ناضجاً أو كعب قرط موز لكي يساعد ذلك على إنضاج الثمار بحيث تصبح طرية وحلوة المذاق وقابلة للإستهلاك.

زراعة بستان الكاكي سهلة والعناية به أسهل
زراعة بستان الكاكي سهلة والعناية به أسهل

العوامل البيئية
تحتاج الزراعة الناجحة لشجرة الكاكي إلى توافر عوامل بيئية ملائمة أهمها التالي:
المناخ: ان دراسة عامل المناخ يساعدنا على معرفة الانواع التي تعطي مردوداً اقتصادياً جيداً تجنباً من الذي جرى في السابق. فقد اعتقد الكثير من المزارعين ان جميع الأشجار التي ادخلت الى لبنان تنمو في جميع الاراضي وجميع الإرتفاعات، فبادر الكثير منهم لتجربة هذه الاشجارالجديدة. وبعد مرور سنوات، تبيّن لهم ان الزراعة العشوائية لا جدوى منها لانه لا تنمو جميع الأشجار على جميع الارتفاعات وفي جميع الاتربة.
الحرارة: تحتاج اشجار الكاكي الى حرارة معتدلة بحيث تنجح زراعة أصناف الكاكي بشكل تجاري في المناطق الدافئة التي يشبه مناخها مناخ منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولا تستطيع الأشجار تحمّل درجة حرارة تقل عن الصفر لأكثر من عشر ساعات لأنها قد تصاب بأضرار بالغة منها موت أو يباس جميع الفروع التي تعطي انتاجاً في الموسم المقبل. وكلما زاد الوقت مع إنخفاض الحرارة كلما امتد موت أجزاء من اشجار الكاكي وصولاً إلى الجذور اي موت الشجرة بكاملها.
البرودة: تحتاج اشجار الكاكي الى البرودة خلال فصل الشتاء من اجل مرحلة السكون والراحة التي تمر بها اي ايقافها عن النمو، فإن الكاكي لا تحتاج لأكثر من ( 100 ساعة ) برودة لا تزيد حرارة الجو فيها على سبع درجات فوق الصفر.
التربة: تعتبر التربة من العوامل الهامة لنجاح زراعة اشجار الكاكي وانتاجها وتأتي في الدرجة الثانية بعد عامل المناخ، وتنمو الكاكي في غالبية الأتربة لكنها تفضل الأراضي الخصبة العميقة والجيدة الصرف.
الامطار: تنجح زراعة اشجار الكاكي في المناطق التي يزيد فيها معدل الامطار على 700 مم سنوياً خصوصاً في الاراضي البعلية، لكنها محبة للمياه خلال فترة نموها ونمو ثمارها.
الضوء: من الضروري، دخول الضوء الى اشجار الكاكي لمساعدتها على تكوين براعم ثمرية من الداخل وبالتالي انتاج الثمار الجيدة من حيث اللون والطعم، لذا يستحسن في التقليم إزالة الاغصان والفروع المتشابكة والمتزاحمة لزيادة المساحة الغذائية المناسبة.

” الكاكي معمرة وقوية ومقاومة لأكثر الآفــــات الزراعية ورشة الكبــــريت والجنزارة الشــــــتوية هي كل ما تحتاجه  “

السبـعة الكبــــار
أكبر الدول المصدرة لثمارالكاكي في العالم
(عام 2011- بالطن)

الصين 3259334
كوريا 390820
اليابان 207500
البرازيل 154625
اذربيجان 146084
اسبانيا 70000
ايطاليا359 50236

 

 

مربى ثمرة الكاكي
مربى ثمرة الكاكي

كيف ننشىء بستان الكاكي
يجب للحصول على بستان كاكي منتج وسليم تنفيذ الأعمال الزراعية التالية:
•نقب الارض: تنقب الارض على عمق حوالي 70 سم ثم تنظف من الأحجار وجذور الاشجار البرية ان وجدت. في المرحلة الثانية، تحرث الارض حراثة متوسطة على عمق 40 سم تقريباً ايضاً لإزالة ما تبقى من حجارة وبقايا النباتات، وأخيراً حراثة سطحية لتسوية سطح التربة وتكسير الكتل الترابية. ملاحظة: ان افضل وقت للنقب هما شهرا آب وأيلول عندما تصبح التربة جافة نوعاً ما اي لا تحتوي إلا القليل من الرطوبة وقبل هطول الأمطار.
•تخطيط الارض: ان طرق التخطيط ترتكز على شكل الأرض من حيث مساحتها والمصاطب او الجلول هذا إذا كانت الأرض منحدرة، اما افضل الأشكال الهندسية لزراعة الأشجار المثمرة هي المثلث والمربع. يتم تخطيط الارض لتحديد موقع النصوب، مما يتيح لنا زرع اكبر عدد ممكن من النصوب وبخاصة بالشكل المثلث، كما إن هذه المسافات بين الخطوط تسمح لنا ايضاً إستخدام الآلات الزراعية مثل جرار الحراثة، والمكافحة…
•المسافات الزراعية: تختلف المسافات بين الأشجار بإختلاف انواع الأراضي او الأتربة وطبيعة التربة وخصوبتها وحسب الاصل الجذري المستخدم. اما المسافات المفضلة بين اشجار الكاكي هي 3,5 أمتار بين الشجرة والشجرة وايضاً بين الصف والصف هذا في الأصناف القليلة النمو مثل هياكومي، اما في الأصناف المعمرة والقوية فإن المسافة بين الشجرة والأخرى قد تصل الى 5 أمتار مثل تاموبان وهاشيا.
•حفر الجور: بعد تحديد أمكنة النصوب، تحفر الجور بعد ان تروى الأرض من امطار شهري تشرين الأول والثاني ويكون عمق الجور لأشجار الخرما حوالي 50 سم وعرض 40 سم ومن المفضل وضع حوالي 2 كلغ من السماد العضوي في الجورة وخلطها مع تراب في قاعها.

زرع الأشجار
يستحسن، قبل الزرع، وضع حوالي 50 غراماً من السوبرفوسفات الثلاثي في قاع الحفرة وخلطه مع التراب لانه يساعد المجموع الجذري على نمو افضل مما يؤدي الى حجم اكبر للاغراس. اما غرس الأشجار في الحفر المهيأة فيجب ان تكون الاغراس مستقيمة وان تكون منطقة الإلتحام (الإتصال) بين الأصل (المطعم عليه) والمطعوم على مستوى سطح التربة حتى نمنع حدوث انبات فروع طفيلية من الأصل اذا كان الطعم يعلو عن سطح التربة، وعدم السماح للطعم من انبات الجذور اذا ما طمرت منطقة الطعم تحت سطح التربة. ويؤدي ذلك الى عدم مقاومتها للأمراض والجفاف وعدم قدرتها على تكوين مجموع جذري كبير.

تكاثر الكاكي
تتكاثر أشجار الخرمة بعدة طرق اهمها: البذرة، الجذور، التطعيم بالقلم، او التطعيم بالرقعة (العين) وهي انجحها. تكون اوقات التطعيم للقلم في اوائل الربيع عند بدء انتفاخ البراعم وسريان العصارة النباتية ويكون التطعيم لسانياً او تاجياً اي ببري المزلوف من جهة واحدة ويدخل بين اللحاء (القشرة) وخشب الشجرة.
أوقات التطعيم بالرقعة تكون في الوقت الذي تنضج فيه البرعمة القشرية والخشبية على الفرع الحديث الذي لا يزيد عمره على الأربعة اشهر اي خلال شهر حزيران، وتنزع البرعمة عن الفرع بتأنٍ وبطول حوالي 2 سم وعرض حوالي 0,5 سم وتوضع في شجيرات الكاكي التي اصبحت بطول 1 متر تقريباً وبعد إحداث حرف (T) وإدخال البرعمة بها وربطها بورق الرز او بتلزيق الكهرباء مع الإنتباه على إبقاء البرعمة ظاهرة.
الري: لا بدّ من وجود مصدر مياه للري لمساعدة الاشجار على اجتياز الحرارة الشديدة في الصيف كما حصل في هذا العام خصوصاً مع بداية نموها. اما افضل وأحدث طرق الري للأشجار المثمرة فهي طريقة التنقيط عبر شبكة من الأنابيب الرئيسية والفرعية التي تساعد على ايصال كمية المياه والسماد الكيماوي بالتساوي الى جميع الأشجار هذا إذا اضطررنا لإستخدام السماد الكيماوي الذواب منعاً من تساقط بعض الثمار.

أهم القيم الغذائية في الخرما

(حبة بوزن 168 غ)

118 % من الحاجة اليومية وحدات حرارية
6غ 24% ألياف
فيتامينات
فيتامين A 55%
فيتامين C 21%
فيتامين E 6%
فيتامين B6 8%
فيتامين K 5%
معادن
منغانيز 30%
بوتاسيوم 8%
مغنيزيوم 4%
نحاس 9%
فوسفور 3%

ثمرة الكاكي لها مقطع نجمي جميل إذا قطعت أفقيا
ثمرة الكاكي لها مقطع نجمي جميل إذا قطعت أفقيا
تجفيف-وحفظ-ثمار-الكاكي-على-الطريقة-الصينية
تجفيف-وحفظ-ثمار-الكاكي-على-الطريقة-الصينية

التقليم
يعتبر التقليم من اهم الاعمال الحقلية لشجرة الكاكي لانه من الاعمال الاساسية لزيادة الانتاج وجودة الثمار وزيادة عمر الشجرة اقتصادياً. ان عملية تقليم الاشجار تساعدنا على التحكم بطبيعة نموها. فإن افضل الاشكال في التقليم هو الكأسي حيث يكون الانتاج من الخارج والداخل ويسمح هذا الشكل بدخول الشمس والضوء. اما تقليم اشجار الكاكي فيختلف عن الكثير من الأشجار لأنه يعطي إنتاجه في النموات الحديثة كما في الكرمة والكيوي الى حدّ ما، لذا يكون تقليم الكاكي مختلفاً، تبدأ عملية التقليم بعد الغرس مباشرة على ارتفاع يتراوح ما بين 50 و70 سم ويفضل ان يكون الساق قصيراً لانه يتعرض للعوامل الطبيعية من حرارة وصقيع. وبنفس الوقت، يجب الانتباه على ان يسمح بمرور الآلات الزراعية من دون تضرر الاغراس. في العام الثاني، ينتخب ثلاثة او اربعة فروع وتقص الفروع المتبقية. اما الفروع المنتخبة، فيقص نصفها العلوي على ان يراعى بقاء البرعم العلوي نحو خارج الشجرة. في العام الثالث هذا التقليم يكون لإدخال الأشجار في مرحلة الإثمار اي يكون التقليم للأفرع الرئيسية وتقصيرها او إزالة نصفها. اما الأفرع المتبقية فتزال الصغيرة والضعيفة مع الإبقاء على فرع او فرعين في الغصن من دون تقليم لتعطي الأزهار ثم الثمار هذا في اعلى الأغصان. ويجب ان نحافظ على الطرود الصغيرة والقصيرة على الأغصان لتعطي الأوراق التي تحمي الأغصان والساق من أشعة الشمس المباشرة إضافة الى إعطائها الثمار. ومع تقدم عمر الاشجار، تزداد عملية التقليم لتنظيم الاثمار للمحافظة على عمر الاشجار والحمل السنوي.
من المهم والضروري جداً في تقليم الاشجار ان نحافظ على استمرار نمو الاشجار نحو الاعلى وان تبقى مستقيمة وليس ملتوية كي يكون ممر العصارة النباتية المشبعة بالمواد الغذائية سهلاً وسريعاً وتصل الى الاوراق وتطبخ وتوزع على جميع اجزاء الشجرة. وكذلك التقليم الاثماري يهدف الى تنظيم الحمل بين الفروع والاغصان ليكون متساوياً نوعاً ما مع الإبقاء على بعض الفروع الثانوية لتكوين براعم ثمرية جديدة.

التسميد
ان اشجار الكاكي تحتاج الى العناصر المعدنية خصوصاً عند مرحلة النمو والإثمار. فإن جميع انواع الاتربة تحتوي على العناصر الضرورية للاشجار بنسب مختلفة وحسب انواعها مثلاً: التربة الطميية اغنى انواع الاتربة والتربة الرملية افقرها. لذا، يستحسن وضع الاسمدة العضوية البلدية المخمرة كالسماد الحيواني واهمها سماد الماعز، سماد الدواجن، سماد البقر، سماد الخيل والغنم.
هذه الاسمدة هي الحاضنة الطبيعية والوحيدة لتكاثر الكائنات الحية الدقيقة التي تفكك وتحلل وتحول المواد الغذائية لامتصاصها من قبل اشجار الكاكي. جميعها غنية بالآزوت (اليوريا) وتلعب دوراً اساسياً في خصوبة التربة وتساعد على تباعد حبيبات التربة الصغيرة مثل الاتربة الطينية والثقيلة وتقرب الحبيبات الكبيرة كما في الاتربة الرملية لتسهيل مرور الجذور بينها، كما إنها تساعد التربة على الحفاظ على الرطوبة لوقت اطول وتجديد جذور الاشجار وزيادة عمرها الاقتصادي واكتسابها مناعة لابأس بها ضد الجفاف والآفات التي تعتريها.

آفات الكاكي
اشجار الكاكي من الأشجار القليلة التي تقاوم الآفات الزراعية، فتمتاز بمناعتها ضد الأمراض والحشرات والعناكب. ففي لبنان لا تحتاج اشجار الكاكي الى المكافحة كما في الأشجار الأخرى لأنها لا تصاب إلا بمرض واحد «التبقع» وهو مرض يسببه فطر لا يظهر على الأشجار في كل سنة. اما إذا أصيبت الأشجار بهذا المرض، فمن السهل مكافحته لأن افضل الأدوية لهذا المرض هما: الجنزارة والكبريت الغروي، ولزوم 20 لتر مياه 150 غراماً جنزارة و100 غرام كبريت غروي تذاب جيداً في وعاء خاص ( سطل ) ثم تفرغ في المرشة وترش على أشجار الكاكي وهي في مرحلة تعريتها من الأوراق وفي مرحلة بدء سريان العصارة النباتية وانتفاخ البراعم في بداية فصل الربيع تقريباً، وترش مرة ثانية في حال ظهور المرض على الأوراق في مرحلة النمو بالكبريت الغروي فقط وبمعدل 50 غراماً لـ 20 لتر مياه.
تساقط الثمار: إن تساقط الثمار لا تسببه آفة، ولكن هي عملية طبيعية، فإن أشجار الكاكي تفرد نفسها بنفسها طبيعياً، لأنها لا تستطيع ان تحمل وتكبّر جميع الثمار التي تعقد الى مرحلة النضج، إضافة الى تحويل المواد البكتينية ( العفصية ) الى سكريات وفيتامينات. هناك عاملان يساهمان في تساقط الثمار أيضا: الأول نقص المياه فإذا كانت كمية الرطوبة في التربة قليلة، تؤدي الى تساقط بعض الثمار وخاصة إذا كانت الأشجار مزروعة في أراض خفيفة ومعرّضة للجفاف مثل التربة الرملية. ثانياً نقص التغذية، فإذا كانت كمية المواد الغذائية ضئيلة جداً في التربة المزروعة فيها أشجار الكاكي تؤدي الى تساقط بعض الثمار واصفرار في الأوراق خصوصاً النقص من العناصر الغذائية الصغرى كالحديد، البور، المغنيزيوم، والكالسيوم إضافة الى العنصر الرئيسي الفوسفور.
الطيور: لا تؤثر الطيور اقتصادياً على ثمار الكاكي في لبنان، لأن الطيور كما الإنسان لا تأكل ثمار الكاكي الا بعد نضجها وتصبح حلوة المذاق، كالبلبل،… كما إن ثمار الكاكي لا تترك على الاشجار لتكمل عملية النضج بل تقطف فجة (عجرة).
جني الانتاج: تقطف ثمار الكاكي عند مرحلة النضج اي عندما يصبح لون الثمار بلون البرتقال الفاتح وهذا يساعد الثمار على تحمل اعمال التوضيب والنقل. وعند قطاف ثمار الكاكي يجب الانتباه لعدم الضغط على الثمار باليدين لانه يؤدي الى تلفها بعد القطاف بوقت قصير، وعدم جرح الثمار عند القطف. يجب قطاف الثمار مع العنق الذي يحملها وبرفعها الى الاعلى تنفصل عند نقطة الإلتحام بالغصن مع الانتباه الى البراعم الاخرى التي يعتمد على انتاجها السنة القادمة.

“لا تنس تقديم الغذاء العضوي الوفير لها واروها جيداً لتحصــل على أكبر الثمار”

إرشاد زراعي