الجمعة, آذار 29, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, آذار 29, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

تلوّث الهواء

يبدو أنّ ما تراه العين يصعب أحياناً أن يُترجَم بمُستندات ووثائق رسميّة تعترف بما نستنشقه من تلوّث ومواد سامة ومُسَرطنة. دخان المولدات والمصانع والسيارات في لبنان وآراء الخبراء والمُختصّين في مجال التلوّث والأمراض الصدريّة والسّرطانية والأبحاث العلميّة التي يقودونها في هذا المجال، كفيلة بنقل صورة عن نوعيّة الهواء في لبنان. عيّنة صغيرة لمنطقة واحدة في بيروت تكشف حقيقة مخيفة عمّا نشهده.

نحن على معرفة تامّة بأنّ التلوّث موجود في لبنان عامة، ولو بنسبة متفاوتة بين منطقة وأخرى، على الرّغم من غياب الأرقام الرسميّة المفروض صدورها من الجهات والوزارات المعنيّة. المبادرات الفردية التي تقوم بها المراكز والجامعات الكبيرة المشهود لها بدقّتها كالجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف، تُظهر نوعيّة  الهواء الذي نتنشّقه وربما تفسّر نسبة السرطان المتزايدة في لبنان.

تتعدّد مصادر التلوث، من المصانع لى المولّدات والسيارات وغيرها من الانبعاثات السامّة ومعامل الزُّوق والجيّة وغيرها. وبعدها فقد وصلت نسبة التلوّث في بيروت إلى 3 أضعاف الحد الأقصى المسموح به وفق منظّمة الصحّة العالمية، وقد كشفت منظمة «غرينبيس» في أيلول 2018 نتائج تحليل «غير مسبوقة» لبيانات حديثة صادرة عن الأقمار الصناعية في الفترة المُمتدّة من 1 حزيران إلى 31 آب، عن تصنيف مدينة جونيه في المرتبة الـ 5 عربيّاً والـ 23 عالميّاً من حيث نسبة الغاز الملوّث «ثاني أوكسيد النيتروجين NO2» في الهواء. من جونيه إلى الحمرا، حيث أظهرت الدراسة التي أعدّتها الجامعة الأميركية نسبة الملوّثات المُسَبِّبة للسرطان الصادرة عن المولدات العاملة بالديزل في منطقة الحمرا.

تلوث الهواء في مدينة بيروت

قراءة هذه الوقائع والأرقام كفيلة بنقل واقع التلوّث في لبنان. لم نعد نبحث اليوم عن المسبّبات والعوامل، فكلّها باتت معروفة ومكشوفة بالعين المجرّدة. ما يهمّنا هو إيجاد خطّة عمل واستراتيجيّات للحدّ من هذا التلوث الذي يقتلنا بأمراضه ومواده المسرطنة.

لدى أستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت والمتخصّصة في تلوّث الهواء ومديرة مركز حماية الطبيعة، الدكتورة نجاة عون صليبا، الكثير من المُعطيات والأرقام التي تكشف حقيقة واقع التلوث، وهي تعرف جيّداً كيف تُلخّص ذلك. الانطلاقة كانت مع الدراسة العلمية التي أعدّتها الجامعة الأميركية في بيروت حول الملوثات المسببة للسرطان الصادرة عن المولّدات العاملة بالديزل، وذلك بتمويل من الجامعة الأميركية وبالتعاون مع الدكتورين عصام لقّيس وآلان شحاده.

رصدت الدراسة «الملوثات الصادرة عن المولدات العاملة بالديزل في منطقة الحمرا حيث شملت نحو 588 بناية سكنية من ضمنها 50 فندقاً». وأظهرت وجود 469 مولّداً في هذه المنطقة، وهو عدد هائل، مقارنةً بمساحة المنطقة، أي ما يقارب مولّداً واحداً لكلّ مبنيين. إزاء هذا الواقع، وإذا سلّمنا جدلاً بتشغيل هذه المولدات لمدة 3 ساعات يوميّاً في الوقت ذاته، فنحن نستهلك نحو 40 طنّاً من الفيول الذي يُنْتَج منه نحو ١،٥  طن من ثاني أوكسيد النيتروجين NO2 في الهواء.

عدد الجزيئات المنتشرة في الهواء الطّلق في لبنان […] أضعاف ما هو مسموح به وفق منظمة الصحّة العالمية.

وجود هذا العدد الهائل في مساحة صغيرة، يفسّر نسبة الجزيئات الخطيرة المسببة للأمراض والسرطان، حيث تسجّل تقريباً نحو 50 ميكروغراماً في المتر المكعب عند تشغيل هذه المولدات جميعها في التوقيت نفسه لمدة 3 ساعات فقط. إذاً، «تشغيل المولدات العاملة بالديزل في بيروت، يشكّل نسبة نحو 40 بالمئة من كميّة الهيدروكربونات الأروماتية المتعدّدة الحلقات التي يتعرّض لها السكّان في منطقة الحمرا. وإن استعمال المولّدات العاملة بالديزل في بيروت، ثلاث ساعات يوميّاً، يزيد من نسبة التعرّض للمسرطنات نحو 60 بالمئة عن المستويات الطبيعية، وهي أعلى بكثير في المناطق التي تعمل فيها المولّدات 12 ساعة في اليوم».

تشير الدراسة أن «هذه ليست سوى عيّنة صغيرة من واقع أكبر، ففي قراءة تقريبيّة، قمنا بدراسة استنتاجية عن توزيع المولّدات في منطقة بيروت الكبرى استناداً إلى نتائج منطقة الحمرا. وأظهرت النتائج أنّ استهلاك المولّدات يقارب الـ 750 طناً من الفيول وإنتاج نحو 30 طناً من ثاني أوكسيد النيتروجين وطنّاً من الجزيئات. علماً أنّ عدد الجزيئات المنتشرة في الهواء الطّلق في لبنان يراوح بين 30- 25 ميكروغراماً في المتر المكعب، وهو أضعاف ما هو مسموح به وفق منظمة الصحّة العالمية».

مشكلة النفايات في لبنان أحدثت كوارث بيئية خطرة جداً.

تشدّد الدراسة عن تلوّث الهواء على أنّ «مشكلة التلوّث ليست محصورة في مدينة بيروت فقط وإنّما تشمل كل المدن اللبنانيّة، وليست محصورة في المولّدات والانبعاثات الصادرة منها، وإنّما تطال أيضاً مشكلة السيارات القديمة التي تنتج منها انبعاثات سامة أهمّها ثاني أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد النيتروجين والجزيئات وغيرها من الانبعاثات التي تؤثر في نوعية الهواء وزيادة السموم والمواد المُسَرطنة فيه». بناء عليه، تكشف دراسة تُعدّها الجامعة الأميركية في بيروت عن وجود نحو مليون و500 سيارة صغيرة بين 2005 و2006 بلغ عمرها 19 عاماً. هذا الواقع يعكس أزمة حقيقية على أرض الواقع، فهذه الانبعاثات الناتجة من السيارات القديمة، تكون سامّة كلّما طال بقاؤها وازداد عمرها. وهي تكون أعلى من السيارات الحديثة المبرمج للسيطرة على هذه الانبعاثات بفضل التكنولوجيا الصناعية. فكلّما كانت السيارة قديمة أنتجت موادَّ سامة.

لا يخفى على أحد أنه يُحكى عن أرقام كثيرة في مسألة التلوث الهوائي، سواء من المولدات والمصانع أو حتى السيارات. وفي الحديث عن حماية نوعية الهواء، أنشأت وزارة البيئة في العام 2013 خمس محطّات لرصد نوعيّة الهواء في لبنان شكّلت قاعدة أساسية وأولوية لهذا البرنامج. وفي العام 2017 الجسيمات، ومختبر قياس واحداً، وثماني محطات مستقلة لرصد الطقس.

إنّ مراقبة نوعية الهواء هي الخطوة الأولى في مكافحة تلوّث الهواء والاتجاه نحو اعتماد استراتيجية لإدارة نوعية الهواء. وعلى الرغم من إقرار مجلس النوّاب في 13/ 4/ 2018 قانون حماية نوعية الهواء رقم 78، إلّا أنّ القانون هذا لم يترافق مع أيّة خطة عمل أو إجراءات للتخفيف من مصادر التلوث. كما لم نسمع أو لم تتمَّ مشاركتنا بأيّة نتائج حول ما أظهرته محطّات رصد تلوث الهواء. وفي انتظار وضع استراتيجيات واقعية يُعمل بها على، استُكملت المرحلة الثانية التي شملت 10 محطات لرصد نوعية الهواء مجهزة بالكامل، وثلاث محطات لرصد رض الواقع. ويكشف تقرير منظمة الصحّة العالمية هول مخاطر التلوث على صحتنا، إذ بيّن أنّ أكثر من 90%  من سكان العالم يتنشّقون هواء مُلوّثاً، أي أنّ هناك تسعة من كلّ 10 أشخاص في العالم يتنشقون هواء يحوي مستويات عالية من الملوثات. وبحسب بيانات المنظمة، يموت نحو سبعة ملايين شخص سنويًّا نتيجة تعرّضهم لجزيئات دقيقة تتسلل عميقاً إلى الرّئتين  وفي النظام القلبي ـ الوعائي، الأمر الذي يؤدي إلى أمراض  مثل الجلطات الدماغية ومشاكل القلب وسرطان الرّئة.

من معمل الجِيّة، إلى مولّدات الكهرباء، فالسيارات… أزمة لبنان البيئية تتفاقم

مرض التبقّع

ينتشر مرض تبقّع التفاح في كافة المناطق التي تزرع التفاح، وهو أكثر انتشاراً ووباءً في المناطق التي تكثر فيها الرطوبة خاصة في فصليّ الرّبيع والصّيف، وينخفض انتشار المرض في الأماكن أو المناطق ذات الرطوبة المنخفضة والدافئة نسبيّاً. مرض التبقّع أو جرب التّفاح هو أكثر أمراض التفاح خطورة من حيث تأثيره الأساسي والمباشر على الثمار مما يؤدي إلى خفض نوعيّته، ويشوه الثمار ويمنع الثمار من أخذ حجمها الطبيعي ويُقصّر مدّة تخزين الثمار المُصابة في البرادات. وإنّ إصابة الساق الذي يحمل الثمار الحديثة تؤدّي إلى سقوط الثمار قبل النضج. أما الإصابة الشديدة للأوراق فهي تؤدّي إلى تقليل سطح الورقة الفعّال في عملياّت التمثيل الضوئي وتؤدّي أيضاً إلى تساقط الأوراق قبل الأوان. هذا يؤدي إلى تكشّف البراعم الثّمرية وضعفها خاصة لمحصول السنة القادمة، وقد تصل الخسائر الناتجة عن مرض تبقّع التفّاح إلى حوالي 70% أو أكثر من إجمالي قيمة الثّمار عند اشتداد الإصابة.

 

أعراض الإصابة

تظهر الأعراض أوّلاً على السطح السفلي للأوراق الصغيرة في البراعم الزهرية على شكل بقع فاتحة اللون وغير منتظمة، سرعان ما تتحوّل إلى بقع مُتقرّحة زيتونيّة خضراء ذات سطح مخملي رمادي داكن اللون وذات محيط أكثر استدارة ثم تقرّحات بلون معدني أسود وقد تكون مرتفعة قليلاً.قد تبقى البقعة المتقرّحة واضحة وذات حواف مُحَدّدة أو أنها تلتحم مع بعضها البعض، وبعد الإصابة المُبكرة الشديدة للأوراق يمكن أن تصبح الأوراق صغيرة ومجعّدة وقد تسقط أخيراً.
تظهر الإصابات الثمريّة على شكل تقرّحات جرب متميّزة ودائرية تقريباً كما في الأوراق، ولكن تصبح بعد ذلك أغمق لوناً، وأحياناً تكون جرباء متشقّقة، والإصابة المُبكرة تكون ثمار مشوّهه ومشقّقة وغالباً تسقط قبل النضج.

أما الإصابات المُتأخرة في الموسم والتي تحدث عندما تكون الثمرة قد قاربت على النضج، فهي تؤدّي إلى تقرّحات صغيرة وقد تكون صغيرة جداً لدرجة لا يمكن مشاهدتها أثناء الجمع وتتكشّف أثناء التخزين إلى بقع جرب غامقة اللون.

الكائن المُسبّب لمرض تبقّع التفاح

يُعتبر فطر ميكروسكوبي VenturiaInaequlis المُسبّب لمرض تبقّع التفاحيات مُتخصّص على المُضيف.

الضّرر الاقتصاديّ

يُعتبر هذا المرض من الأمراض الوبائيّة وخصوصاً في مناطق زراعة التفاح ذات المناخ الرطب والحرارة المُعتدلة. وفي الحالات الشديدة تُسبّب ما يلي:
֍ تساقط الأوراق المُصابة قبل أوانها.
֍ تساقط الأزهار قبل مرحلة العقد.
֍ تشوّه الثمار الصّغيرة وتساقطها.
֍ إضعاف الأشجار بشكل عام نتيجة الإصابة وإعطاء براعم ثمريّة ضعيفة للموسم القادم.
֍ خفض جَودة ونوعيّة الثّمار المُصابة.
֍ حساسيّة الثمار المُصابة لأمراض التخزين أثناء تخزينها.

دورة حياة التبقّع

֍ يقضي الفطر المُمرض للتبقّع فصل الشتاء في الأوراق والثّمار المتساقطة على الأرض وفي بداية الربيع وبعودة المناخ الملائم لنمو الفطر.
֍ وعندما يصبح الفطر ناضجاً تندفع الفطريات من خلال فتحة وتنطلق جراثيم هذا المرض بقوّة في الهواء ويمكن للتيّارات الهوائية أن تحملها إلى أنسجة التفاح الخضراء القابلة للإصابة ويمكن أن يستمر انطلاق الجراثيم لمدة /3-5/ أسابيع بعد سقوط بتلات الأزهار.
֍ يُمكن أن تنبت فطريّات التبقّع وتسبّب إصابة عندما تبقى رطبة.
֍ وبعد الإصابة ولمدّة بضع أيام فإن خلايا البشرة لا تُظهر أية علامات للضّرر إطلاقاً ولكن بمرور الزّمن تظهر التقرّحات حيث يظهر على هذه الخلايا علامات استنزاف تدريجي في مُحتوياتها وأخيراً تنهار وتموت.
المكافحة المتكاملة لمرض تبقّع التفاح: التشجيع على استخدام غِراس أقل حساسية للإصابة بمرض تبقع التفاح، وهناك العديد من أصناف التفاح المتوفّرة المقاومة، ولكن جميع الأنواع المُنتشرة إمّا أنها متوسطة أو عالية القابلية للإصابة بهذا المرض.

الأعمال الزراعيّة التي تُقلّل من خطر الإصابة بتبقّع التفاح أهمها:

֍ الرشّة باليوريا (سماد آزوتي) بنسبة 46% وبمعدّل 12 كغ لكل 100 ليتر ماء للدونم (1000 م مربع) للأشجار والأوراق المُتساقطة في فصل الخريف.
֍ جمع الثمار المُتساقطة والمتبقية على الأشجار وتصنيعها خلّاً أو تقديمها علفاً للحيوانات أو طمرها في التربة بعمق يزيد على 60 سم.
֍ حراثة التّربة حراثة عميقة بعد الرّش باليوريا بحوالي الساعتين كحدّ أقصى من أجل طمر الأوراق.
֍ تقليم الأفرع المُصابة والتي تظهر عليها التقرّحات وجمع كافّة المُخلفات وحرقها في البستان.
֍ تقليم الأشجار على شكل كأسي للتقليل من نسبة الرطوبة داخلها.

المكافحة العضويّة بواسطة النّحاس مثل الجنزارة

بعد القطاف وفي مرحلة تساقط الأوراق بمعدّل 60 الى 80 % تُرَش الأشجار بمحلول 120 الى 150غرام جنزارة للتنكة 20 ليتر ماء (حسب كثافة الأوراق).
الرشة الثانية في أوائل الربيع عند بداية انتفاخ البراعم بمعدل 200 غرام جنزارة ويضاف إليها 100 غرام كبريت غروي للتنكة.

ملاحظة:

الرش بالجنزارة والكبريت المكروني وقائي فقط عند انتفاخ البراعم وبعد العقد يستعمل بنسب قليلة أي 70 غرام جنزارة و50 غرام كبريت. يمكن استخدام معظم المبيدات الفطرية المعدنية عند الإصابة الشديدة.

المياهُ: نعمةٌ منَ الله… فلنحفظها

تُعَدُّ المياه سرّاً من أسرار الحياة بأنواعها كافّة، سواء كانت جوفيّة، من الأمطار، أم غيرها، وبسبب مصادر المياه المحدودة ظهرت أهمّية البحث في الرّي وإيجاد طرق حديثة وجيّدة للاستغلال الأفضل للمياه ولتقليل كميّة المياه المهدورة بأكبر قدر ممكن. وتمّ اختيار الطّرق تلك بالاعتماد على عدّة أمور، منها: طبوغرافية الأرض، وهيكل التّربة، والزّمن بين عملية الرّيّ الأولى والعمليّة التّالية، ونوع النّبات المُراد ريّه، وحاجات النبات لكميّة المياه. وتختلف حاجة النّباتات للمياه من نوع لآخر وحسب كميّة المتساقطات، ونوعية التّربة، وتوفّر المياه في تلك المِنطقة، وتوفّر الأيدي العاملة…

أهمُّ الطّرق الاقتصاديّة في الرّي
الرّيّ هو تزويد التّربة بكميَّة مُناسبة من المياه التي تحتاجها لنموّ النباتات، وهو من شأنه المحافظة على مستوى رطوبة التُّربة التي تساعد على نموّ جميع الكائنات.
في عمليّة الريّ المُعتدلة، تُغسل التّربة من الأملاح الزّائدة عن حاجتها، ويُبقى على الكميّة المناسبة التي يحتاجها جذر النّبات، والتي يقوم بنقلها إلى باطن الأرض، كما أنّها تساعد النّبات على امتصاص المواد الغذائيّة الموجودة في التّربة من خلال تذويبها. ويقوم الرّيّ بمهمّة تنشيط البكتيريا الموجودة في التّربة، ووظيفة هذه البكتيريا تفكيك وتحليل وتحويل المواد العضويّة، حيث إنّ وصول الماء إلى مستوى جذور النباتات في التّربة وانتشاره فيها يحافظ على درجة الحرارة التي تتناسب مع النبات، ويخفّف من حدّة الصّقيع وآثاره كون هذه البكتيريا هي كائنات حيّة دقيقة.
هناك عدّة طرق لريّ المزروعات وأفضل طريقتين للرّي هي: الرّيّ باستخدام الرّذاذ والرّيّ بالتنقيط. وسنذكر مواصفات كلٍّ منهما:

الرّيّ بالرّشّاشات بدأ استعمال هذه الطّريقة الحديثة للرّيّ في أواخر القرن الماضي، وزاد انتشارها بعد توفّر كفاءة المضخّات والمواسير والمرشّات الخفيفة الحمل. في هذه الطّريقة، يتمّ رش الماء في الهواء من خلال الثّقوب الصّغيرة الموجودة في الرّشاشات حتى يسقط على سطح النباتات على شكل رذاذ مثل المطر. من مميّزات هذه الطريقة أنّها تمكّن المزارعين من إضافة السّماد والمبيدات مع الماء، كما أنّه يمكن استخدامها في الأراضي غير المستوية، وهي لا تحتاج إلى الأيدي العاملة، وتحمي النباتات من الصّقيع، وتعمل على المحافظة على درجة حرارتها، أمّا أضرار هذه الطّريقة، فإنّها تؤدّي إلى ظهور الأملاح على سطح التّربة وتساهم في نقل بعض الأمراض الفطريّة والبكتيريّة..

الرّيّ بالّتنقيط في هذه الطّريقة، يتمُّ ريّ النباتات بواسطة شبكة الرّي التي تتألّف من أنابيب بلاستيكيّة مثقَّبة خصِّيصا لهذا الغرض. من أهمّ ميّزات هذه الطّريقة أنّها تتناسب مع جميع أنواع الأتربة وتوزّع كميّة المياه بشكل مُنتظم بين الأشجار والشتول وتوزّع السماد الكيميائي بنفس الكميّة بين النباتات، كما تعمل طريقة الرّي بالتّنقيط على توفير كميّة لا يُستهان بها من المياه بالإضافة إلى تخفيض نسبة كبيرة من تبخّر الماء لأنّه لا يتجمّع على سطح التّربة. ومن سيّئات هذه الطّريقة كلفة شبكات الرّي.

ينشأ الهدر الكبير في المياه عن عدة عوامل أهمها:
1- استخدام مياه الشّرب في الاستخدامات العشوائيّة وغير المُنظّمة في المنازل.
2- عدم وجود رقابة في توزيع المياه من قبل الدّولة.
3- استنزاف كميّة لا يُستهان بها من مياه الشّرب المسحوبة من الآبار الجوفيّة دون دراسة حاجة المنازل وطرق استعمالها.
4- غياب تامّ للإرشادات الصّحيحة في استعمال المياه حسب الحاجة، أكان ذلك الاستعمال للحاجات المنزليّة أو الزّراعيّة.
5- الكثير من شبكات مياه الشّرب والرّي غير مؤهلة.
6- لا توجد دراسة اقتصاديّة لكفاية الحاجات المنزليّة والزّراعيّة والحيوانيّة من المياه.
7- استخدام طرق ريّ المزروعات تهدر كميّة كبيرة من الماء مثل الريّ بالجرّ على الجاذبيّة والريّ بالأثلام.
8- قطع الأشجار التي تلعب دوراً بارزاً في تغذية خزّانات المياه الجوفيّة خاصّة في مرحلة راحتها في فصل الشّتاء عبر القنوات الصّغيرة والمسامات التّرابيّة التي تكون بمحاذاة الجذور.

الحلول للحدّ من هدر الماء
1- وضع استراتيجيّة عامّة من قبل المؤسّسات الرّسميّة لاقتصاد الماء عبر:
تفعيل دور الدّولة في الرّقابة وتنفيذ القوانين لتخفيض هدر المياه، وقمع مخالفات هدر المياه، والحفاظ على ما تبقى من مياه جوفيّة ومجاري ينابيع تحت سطح التّربة كاحتياط للمستقبل.
صيانة شبكات المياه لضبط ومنع التسرّبات منها مع مراعاة الصحّة والسّلامة.
ارشاد المواطنين إلى استعمال المياه حسب الحاجة.
زراعة الأشجار والغابات: فزراعة الأشجار المثمرة والأشجار الحرجيّة تلعب دوراً هامّاً في إحداث المجاري أو القنوات الشعرية لتسهيل مرور مياه الأمطار مع جذورها لوصولها وتجميعها في الخزّانات الجوفيّة….
حثّ المواطنين على التّقليل من هدر الماء في الاستعمالات المنزليّة.
استخدام الطّرق الحديثة والسّليمة في ريّ المزروعات (الرّيّ بالتنقيط) التي تساعد على توزيع المياه بشكل يتناسب مع جميع المزروعات وضمن شروط كفاية النباتات من الماء.

تفعيل دور الإرشاد الزّراعي حول ريّ المزروعات حسب حاجتها من المياه.
على البلديّات واتّحاداتها اللّجوء فوراً إلى إنشاء السّدود والبُحيرات لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في ريّ المزروعات، كلّما كان ذلك ممكناً.
وضع خطّة من قبل وزارة الزّراعة لعدّة سنوات لزراعة الأشجار البرّيّة والحرجيّة في الأراضي الجرداء سنويّاً، منعاً لجرف الطّبقة التّرابيّة السطحيّة لهذه الأراضي وبالتالي امتصاص أكبر كميّة ممكنة من مياه الأمطار وتغذية الخزّانات الجوفيّة.
زراعة أشجار مثمرة تستطيع أن تنمو وتعطي إنتاجاً وفيراً باعتمادها على مياه الأمطار فقط، مثل: الزّيتون والكرمة….
إنشاء سدود وبحيرات لتجميع مياه الأمطار شرط أن يكون السدّ في وادٍ وعلى مجرى الأنهر، أمّا البحيرة، فيجب أن تُنشأ في مكان يوجد فيه سواقٍ صغيرة لإمدادها بمياه الأمطار. تفعيل دور الإرشاد الزّراعي حول ريّ المزروعات حسب حاجتها من المياه.
على البلديّات واتّحاداتها اللّجوء فوراً إلى إنشاء السّدود والبُحيرات لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في ريّ المزروعات، كلّما كان ذلك ممكناً.
وضع خطّة من قبل وزارة الزّراعة لعدّة سنوات لزراعة الأشجار البرّيّة والحرجيّة في الأراضي الجرداء سنويّاً، منعاً لجرف الطّبقة التّرابيّة السطحيّة لهذه الأراضي وبالتالي امتصاص أكبر كميّة ممكنة من مياه الأمطار وتغذية الخزّانات الجوفيّة.
زراعة أشجار مثمرة تستطيع أن تنمو وتعطي إنتاجاً وفيراً باعتمادها على مياه الأمطار فقط، مثل: الزّيتون والكرمة….
إنشاء سدود وبحيرات لتجميع مياه الأمطار شرط أن يكون السدّ في وادٍ وعلى مجرى الأنهر، أمّا البحيرة، فيجب أن تُنشأ في مكان يوجد فيه سواقٍ صغيرة لإمدادها بمياه الأمطار.

بحيرة لتخزين المياه
بحيرة لتخزين المياه

أهم طرق حصاد الأمطار
إنّ عمليّة تجميع مياه المتساقطات هي عبارة عن عمليّة تُستقْطَب بها مياه الأمطار التي يتمّ جمعها من عدّة مصادر، أهمّها:
المُسطَّحات الجبليّة ليتمَّ تخزينها بواسطة بحيرات طبيعيّة أو اصطناعيّة لاستعمالها في ريّ المزروعات.
أسطح المنازل وتكمن الغاية في تجميع مياه الأمطار في آبار محفورة في الأراضي الصخريّة أو خزّانات مصنوعة من الإسمنت أو البلاستيك لتُستخدم في عدّة أغراض كالشّرب للإنسان والحيوان أو للاستخدامات المنزليّة وريّ المزروعات وغيرها.
إنّ عمليّة تجميع أو حصاد مياه الأمطار قديمة جدّاً، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة في مختلف الأراضي الجافّة حول العالم، إلّا أنّ التّقنيات الخاصّة بهذه النّظم قد خضعت لتطوير كبير على مَرّ الزّمن وخاصّة في الشّؤون ذات العلاقة بالرّي، إلى جانب تطوير تقنيات حفظ المياه لتوفير مياه الريّ للإنسان والحيوان والمزروعات. كما تُعرَف أيضا بأنَّها مجموعة من الخطوات المتَّبعة لتخزين أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار والاستفادة منها بطريقة أو بأخرى خاصّة في السّنوات التي تكون فيها المُتساقطات قليلة نسبيّاً.
كما يجب أن يقوم مبدأ تجميع مياه الأمطار على عدم حرمان الأرض من نصيبها وخاصّة الخزّانات الجوفيّة.

بحيرة صناعية لتخزين المياه
بحيرة صناعية لتخزين المياه

أهمّية حصاد المياه
المساهمة في توفير كميّات من المياه الصّالحة للشّرب، وتعزيز مستويات المياه في الآبار الجوفيّة وبالتالي توسيع رقعة المساحات المزروعة في المِنطقة التي تحيط بأماكن تجميع المياه.
معالجة مياه الأمطار وتحليتها بتكلفة منخفضة نسبيّاً، إلّا أنّه من الممكن أن تحتاج المياه المجمّعة لتصبح صالحة للشّرب إلى معالجة قبل الاستهلاك.
إمداد المياه الجوفيّة وتعزيز مستوياتها تحت بند ما يعرف بعملية إعادة تغذية المياه الجوفيّة.
الحدّ من الفيضانات والتخلّص من مشاكل الصّرف الصّحي.
منع تكدّس الأملاح في التّربة وحمايتها أي غسلها.
مراقبة فعّالة من الدّولة للمزارعين وإرشادهم إلى أوقات وكيفيّة وضع الأسمدة العضويّة والكيميائيّة وكميّتها وأيضاً أوقات وكميّة المبيدات الكيميائيّة منعاً للترسّبات الكيميائيّة في التّربة والنّباتات وبالتالي في الفواكه والخُضار والحبوب.

إنشاء بحيرات ترابية في أماكن مشوهة بيئياً مثل المرامل والكسّارات والمحافر لإعادة تأهيلها وزراعتها
إنشاء بحيرات ترابية في أماكن مشوهة بيئياً مثل المرامل والكسّارات والمحافر لإعادة تأهيلها وزراعتها

نتائج حصاد المياه
تستفيد البيئات الجافّة من نُظُم حصاد المياه بجعل أمر الزّراعة أمراً ممكناً بالرّغم من ندرة الموارد المائيّة الأخرى في المِنطقة، إذ يأتي الحصاد المائي ليُساوي الفُرص في توزيع المياه المُستَقطبة من المتساقطات بين أكثر من مِنطقة.
تشجيع إنتاج كميّات أكبر من المحاصيل في المناطق البعليّة، ويُستخدم تجميع مياه الأمطار في رفع مستويات الإنتاج في المِنطقة ويساعد على استقراره.
توفير كميّات كافية من المياه الصّالحة للاستخدام البشريّ والإنتاج الحيواني.

طرق حصاد المياه
طرق ميكانيكيّة: تتطلّب هذه الطريقة ضرورة تجهيز الأرض وتهيئتها من خلال تنظيفها وتنعيمها ورصفها أو من خلال تغطيتها بمجموعة من الصّفائح البلاستيكيّة لضمان عدم تسرّب وفقدان المياه من خلالها. تجميع المياه.
طرق كيميائيّة: تُعتَبر المواد الكيمائيّة في هذه الطريقة حاجة ملحّة في الحدّ من نفوذيّة المياه في التّربة، ومن بينها موادّ تلحيم الصّفائح وشمع البَرافين وغيرها.
خزن المياه: يُلْجأ لاستخدام هذه الطريقة في حال كانت المِنطقة محدودة المصدر المائي إذ يُصار إلى تغطية السّطح بغطاء بلاستيكيّ بعد حصر المياه للحدّ من عملية التبخّر.
يستطيع الإنسان أن يجمع مياه الأمطار من أسطح المنازل والمباني وقد لا تكون هذه المياه صالحة للشّرب بشكل مباشر، وربّما تحتاج إلى معالجة قبل الاستهلاك بسبب اختلاطها ببعض الملوّثات، مثل المواد والملوّثات الكيميائيّة وبقايا النباتات أو من حرق الفحم، أو براز الحيوانات والطّيور ولكن بعد تعذّر استخدامها كمياه للشّرب البشري تتلخّص استخداماتها في عدّة مجالات أهمّها:
يمكن لمياه الأمطار التي تمّ جمعها من فوق أسطح المنازل والمؤسّسات المحلّية أن تقدّم مساهمة هامّة في ريّ المزروعات.
تساهم مساهمة فعّالة في تعزيز مُستوى المياه الجوفيّة وزيادة المساحات الخضراء في زراعة الأشجار الحرجيّة والغابات والأشجار المُثمرة، وزراعة الخضار والمحاصيل الحقليّة….
تُستخدم المياه المُجمّعة في ريّ المزروعات والمسطّحات الخضراء.
تُستعمل مياه الأمطار المجمّعة في الحاجات المنزلية كالغسيل والجلي والمسح وغسل السيّارات، ويمكن استخدام الفائض من مياه الأمطار في تغذية ورفع مُستوى المياه الجوفيّة، التي بدورها تُعزّز الحفاظ على المخزون المائي وزيادة تدفّق الينابيع ممّا يزيد من استخدام الأراضي في الزّراعة وإعادة تأهيل أو استصلاح الأراضي وزراعتها.
لا جدوى من حصاد أو تجميع مياه الأمطار في المناطق التي لا يزيد سقوط الأمطار فيها عن 250 ملم.
إنّ نظام تجميع مياه الأمطار سهل التّشغيل والتّركيب وذات كُلفة بسيطة مقارنة بالأنظمة الأخرى وتوفّر وتلبي بعض الحاجات من الاستهلاك المائي.
تجميع المياه يساهم في الحدّ من الجرَيان السّطحي لمياه الأمطار ويخفّف من احتمال حدوث فيضانات في المناطق السّاحلية ومن جرف وأضرار في الأراضي والمُمتلكات.
من المُهمّ جدّاً الأخذ بالاعتبار السّعة التّخزينية لأيّ نظام مائيّ حتى يكون قادراً على تلبية الحاجة والطّلب على المياه وخصوصاً في مواسم الجفاف.
أن تكون السّعات التخزينيّة المُستعملة في النّظام كبيرة بما يكفي لسدّ الاحتياجات اليوميّة للمياه وخاصّة في مواسم الجفاف.
الأخذ بالاعتبار مساحة المِنطقة المُستَخدمة لتجميع المياه بالنّسبة للمساحة الخارجيّة التي تُحيط بالسدّ أو البُحيرة.

تقنية زراعة الاشجار المثمرة

تشكّل الأشجار المثمرة الجزء الأهم والأساس من الزراعة وتعتبر ثمارها مصدر غذاء للإنسان كما أنها تعد مواد خام ضرورية للصناعات الزراعية الغذائية.
ولثمار الأشجار المثمرة فوائد طبية عالية وعناصر غذائية مختلفة كالبروتين والفيتامينات والأحماض والدهون…إذ تساعد الإنسان بعد تناولها على الهضم وتليين الجهاز العصبي والألياف وتنظيم الدورة الدموية.
إنّ علم الأشجار المثمرة يهتم بدراسة وتنظيم وتأهيل الأشجار المثمرة وتطوير إنتاجها اقتصادياً ويدرس الأعمال الحقلية من تقليم وري وحراثة وتنظيم أثمار وتسميد (حسب الحاجة) ومكافحة، إذا لزم الأمر، والقطاف للحصول على أفضل انتاج من حيث الجودة والكمية وتطبيق جميع الوسائل الحديثة.
يجب أن يبقى المزارع حراً طليقاً ولا يقيد أو يرتهن لشركات التصدير خاصة المنتجة للنباتات الزراعية؛ لأن الدعاية وطرقها تجعل المزارعين يعتقدون أن هذه الأصناف الجديدة هي المنقذ الوحيد لهم من عبء الغلاء (خاصة المعيشة منها). معظم هذه الأصناف الجديدة هي معروفة منذ القدم ولا زالت عند المزارعين المحترفين والذين يتقيدون ولا يؤمنون بالدعاية خاصة التجارية منها الخاضعة لمؤسسات غير حكومية (الشركات الأجنبية) التي تروجها على أنها أفضل الأصناف مثل التين والزيتون والرمان والكرمة والكرز وغيرها؛ ثم استبدالها ببعض الأصناف المحدثة وراثياً مما أدى ذلك إلى وضع المزارع “بين السندان والمطرقة” ويقف مكتوف الأيدي أمام هذه الحيلة. لذلك، أصبح المزارع مرتبكاً وغير قادر على اتخاذ القرار مما أدى إلى إهماله لأرضه ومزروعاته وبالتالي انخفاض إنتاجه ومزاحمته بالأصناف المعدلة وراثياً.
ونجد أن التراجع الكبير الذي حصل في أواخر القرن الماضي وبداية الحالي يتطلب جهداً لإعادة التوازن بين الانتاج والاستهلاك والتصدير من جهة أخرى.
لذلك تأتي اقتصادية الأشجار المثمرة بعد الأعمال المدروسة التي ينفذها المزارع في أرضه. إن الأرض والرجوع إليها هي الملاذ الأساس في حياتنا لذا يستحسن القيام بدراسة العوامل التالية.

المناخ
دراسة المناخ يتيح لنا معرفة الأصناف التي يجب زرعها والتي تعطي مردوداً اقتصادياً وفيراً وليس كما كان في السابق، فقد أهدرت بعض مساحات الأرض لتجربة أصناف جديدة بلا جدوى لأنها لا تنمو إلا على ارتفاع معيّن وفي تربة خاصة مثل زراعة أشجار المشمش على ارتفاع 1300 متر عن سطح البحر غير مجدية لأنها تحتاج إلى حرارة مرتفعة نسبياً في مرحلة الأزهار.
1- الحرارة: تحتاج الاشجار المثمرة الى حرارة مختلفة باختلاف
اصنافها، فمنها ما يحتاج إلى البرودة ومنها إلى حرارة معتدلة وأخرى إلى معتدلة دافئة شتاء.
2- الامطار: تنجح الاشجار المثمرة في المناطق التي يزيد فيها
معدل الأمطار عن 700 مم سنوياً خاصة في الأراضي البعلية.
3- البرودة: تحتاج بعض اصناف الاشجار المثمرة الى البرودة
خلال فصل الشتاء من اجل مرحلة السكون والراحة التي تمر بها اي ايقافها عن النمو.
4- الارتفاع عن سطح البحر: تزرع الاشجار المثمرة في الاماكن
حسب ما تحتاجه من ارتفاع ملائم لها ومدروس اقتصاديا.

موقع الارض
1- التربة الملائمة: تعتبر التربة من العوامل الهامة لنجاح زراعة
الأشجار المثمرة وإنتاجها وتأتي في الدرجة الثانية بعد عامل المناخ.
2- المسافات الزراعية: تختلف المسافات من صنف لأخر وحسب
حجم وعمر الأشجار وطبيعة التربة وخصوبتها وحسب الأصل الجذري المستخدم.
3- عمق التربة وخصوبتها: تحتاج الاشجار المثمرة الى تربة عميقة،
منها ما يحتاج إلى تربة عميقة لأن جذرها وتدياً ومنها ما يحتاج إلى تربة متوسطة العمق بين (150-200سم) وآخر إلى أقل من ذلك وكذلك حسب أنواع الأشجار وأحجامها.
4- استصلاح الارض: القدرة على استصلاح الارض وتسطيبها
إذا كانت منحدرة على أن لا يزيد انحدارها عن 40%.
5- الطرقات: قرب البساتين من الطريق عامل هام في الزراعة
لتوفير تكاليف وعناء المزارع من توصيل الشتول والمعدات المستعملة للزراعة والأسمدة العضوية وغيرها وكذلك نقل الإنتاج إلى الاسواق.
6- الري: إيجاد مصدر مياه للري لمساعدة الأشجار على اجتياز
الحرارة الشديدة في الصيف كما حصل في هذا العام خاصة في بداية نموها.
في مطلع الأربعينيات، دخلت الأشجار المثمرة المحسنة في بلاد المنشأ إلى لبنان كزراعات مربحة ولاقت شهرة واسعة وبدأت تحتكر من قِبل المتمولين للاتجار بها. أخذ بعض المزارعين بقطع أشجار الزيتون والتفاح والتين والرمان وغيرها واستبدالها بأشجار الدراق والخوخ والمشمش على سبيل المثال.
بعد ذلك، قام أخصائيون في أوروبا وبعض البلدان المتقدمة في مجال الزراعة بالعمل على تأصيل الأشجار المثمرة اقتصادياً. وتمّ استقدام بعضها إلى لبنان لأخذ المطاعيم منها وتطعيمها على الأصول البرية من قِبل تجار حصريين وأصحاب مشاتل وبدأت عملية الإكثار بعدة طرق. فالأشجار المثمرة تبدأ في الإنتاج بعد زراعتها بعدة سنوات. أما في وقتنا الحالي، تبدأ الأشجار بالإنتاج في السنة الثانية خاصة الأصناف المطعمة على أصول جذرية.

وبعد استصلاح الأرض، تنفذ الاعمال التالية:
1. الحراثة:
تحرث الأرض على عمق 40 سم تقريباً على جرار جنزير ثم تحرث حراثة سطحية بواسطة فرامة لتسوية سطح التربة وتكسير الكتل الترابية.

2. تخطيط الأرض:
طرق الغرس كثيرة أفضلها الشكل المثلث والمربع مما يتيح زرع أكبر عدد ممكن من النصوب. يتم تخطيط الأرض لتحديد موقع النصوب وتكون المسافة بين خطين متوازيين 3،5 متر للتفاح و4،5 متر للكرز وبين شجرة وأخرى 3،5 متر للتفاح و4،5 للكرز. كما إن هذه المسافات بين الخطوط تتيح المجال لاستخدام الآلات الزراعية مثل جرار الحراثة وغيرها. 3. حفر الجور:
بعد هطول الأمطار لأول مرة في فصل الخريف (عندما تروي الأرض)، تحفر جور في الأماكن المحددة على عمق 50 سم وعرض 50 سم تقريباً. ويوضع في قاعها حوالي 2 كلغ من السماد العضوي المخمر وخلطها مع التراب في قاع الحفر. تزرع الغراس بعد تساقط أوراقها (أواخر فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء) لأن الأوراق تستمر في عملية التبخر خاصة إذا ما ارتفعت الحرارة نسبياً، مما يؤدي إلى جفاف البراعم وبالتالي الغراس.

4. الشتول أو النصوب:
إن حاجة 10 دونم من أشجار التفاح والكرز 500 شجرة، عمرها بين سنة وثلاث سنوات، كي تدخل في الإنتاج بعد عام من زراعتها في الأرض المستدامة. أما مصدرها، فمن المفضل أن يكون من مشاتل موثوقة ومدروسة من حيث النوعية الجيدة والاقتصادية وخلوها من الآفات الزراعية ومرغوبة في السوق المحلي.

5. التسميد:
تحتاج أشجار التفاح والكرز نسب عالية من العناصر المعدنية خاصة عند مرحلة النمو والإثمار. فإن جميع أنواع الأتربة تحتوي على العناصر الضرورية للأشجار بنسب مختلفة وبحسب أنواعها، مثلا: التربة الطميية أغنى أنواع الأتربة والتربة الرملية أفقرها. لذا، يستحسن وضع الأسمدة العضوية البلدية المخمرة كالسماد الحيواني والأسمدة الكيميائية الضرورية وحسب الحاجة.

6. التقليم:
يعتبر التقليم من أهم الأعمال الحقلية للأشجار المثمرة لأنه من الأعمال الأساسية لزيادة الإنتاج وجودة الثمار وزيادة عمر الشجرة اقتصادياً. إن عملية تقليم الأشجار يساعدنا على التحكم بطبيعة نموها. فإن أفضل الأشكال في التقليم هو الشكل الكأسي حيث يكون الإنتاج من الخارج والداخل ويسمح هذا الشكل بدخول الشمس والضوء. تبدأ عملية التقليم بعد الغرس مباشرة على ارتفاع يتراوح بين 50 و70 سم ويفضل أن يكون الساق قصيراً لأنه يتعرض للعوامل الطبيعية من حرارة وصقيع. وبنفس الوقت، يجب الانتباه على أن يسمح بمرور الآلات الزراعية دون تضرر الأغراس. في العام الثاني، يبدأ التقليم التكويني وينتخب ثلاث أو أربعة فروع وتقص الفروع المتبقية. أما الفروع المنتخبة، فيقص نصفها العلوي على أن يراعى بقاء البرعم العلوي نحو خارج الشجرة. في العام الثالث، أيضا يستمر التقليم التكويني مع بدء تقليم تنظيم الأثمار خاصة في هذه الأصناف مبكرة الإنتاج. تقلم بنفس الطريقة على أن تراعى البراعم الثمرية ويكون هذا التقليم خضري وتنظيم إثمار في آن واحد. ومع تقدم عمر الأشجار، تزداد نسبة عملية التقليم لتنظيم الإثمار على التقليم الخضري للمحافظة على عمر الأشجار والحمل السنوي. وكذلك التقليم الإثماري يهدف إلى تنظيم الحمل بين الفروع والأغصان ليكون متساوياً نوعاً ما مع الإبقاء على بعض الفروع الثانوية لتكوين براعم ثمرية جديدة. أفضل توقيت لتقليم أشجار التفاح والكرز، يكون خلال الفترة الممتدة من تشرين الثاني وكانون الثاني أي بعد دخول الأشجار مرحلة الراحة والسكون وتساقط أوراقها.

7. حراثة الأرض:
يجب حراثة الأرض ثلاث مرات سنويا على الأقل خاصة في السنوات التي يقل فيها معدل تساقط الأمطار عن 700 ملم سنويا.

8. الري:
من المفضل توافر مصدر مياه للري لمساعدة الأشجار على اجتياز الحرارة الشديدة في الصيف كما حصل في هذا العام خاصة في بداية نموها وبعد زرعها في الأرض المستدامة لأن عندما تقلع النصوب من المشاتل يبقى قسم لا يستهان به من جذورها الشعرية الماصة في أرض المشتل وأيضاً تقلع قبل سقوط أوراقها وهذان العاملان يؤديان إلى ضعف الشتول وحاجتها إلى الري.

9. جني الانتاج:
تقطف ثمار الأشجار المثمرة قبل نضجها بحوالي الأسبوع كي تتحمل أعمال التوضيب والنقل والاستهلاك والتبريد. لكن لأصناف الفاكهه عدة مراحل للنضج حسب أنواعها؛ منها يتم نضجه خلال شهر آيار مثل الكرز وخلال شهر تشرين الأول مثل بعض أصناف التفاح. تعتبر الثمرة ناضجة عندما تأخذ الحجم واللون الطبيعيين لها وعندما يصبح مذاق الثمار يحتوي على القليل من المادة القابضة (البكتين). أما عند قطاف الثمار، فيجب مراعاة النقاط التالية:
• الانتباه لعدم الضغط على الثمار باليدين لأنه يؤدي إلى تلف الثمار بعد القطاف بوقت قصير.
• عدم جرح الثمار عند القطف.
• يجب قطاف الثمار برفق حيث تنفصل عند نقطة الالتحام بالغصن مع الانتباه إلى البراعم الأخرى التي يُعتمد على إنتاجها السنة القادمة.

مجموعات الأشجار المثمرة التي تنمو في المناطق التي تزيد عن 600 متر
1- التفاحيات: تضم التفاح، الإجاص،
السفرجل والزعرور.
2- اللوزيات: تضم الكرز، الدراق،
المشمش، الخوخ والجنارك.
3- الجوزيات: تضم الجوز، اللوز،
الكستناء، البندق والفستق
الحلبي.
4- الزيتون
5- الكرمة
6- التين
7- الرمان
8- الكيوي

200 دولة تتعهّد وقف تلويث المياه
بمخلفات البلاستيك

وقّعت 200 دولة في نيروبي في 6 كانون أول 2017 على قرار للأمم المتحدة يهدف إلى القضاء على التلوث الناجم عن إلقاء مخلفات البلاستيك في البحار والمحيطات، في خطوة على طريق إبرام اتفاقية دولية بهذا الشأن.
ولبيان خطورة الوضع قال برنامج الأمم المتحدة، الذي نظّم الاجتماع، إنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فكمية البلاستيك في البحار ستكون سنة 2050 أكبر من كمية الأسماك، وأضاف أنّ 8 ملايين طن من مخلفات البلاستيك ترمى سنوياً في البحار وتتسبب بقتل كائنات بحرية وتدخل بالتالي في السلسلة الغذائية للإنسان.

الياسميــن الأصفــــر الجميــــل ..القــاتــــل

الياسميــن الأصفــــر الجميــــل ..القــاتــــل

كل جـزء منـــه سام وحتـــى رحيـــق الأزهـــار
مميت ليرقات النحـل والعامـــلات الصغيـــرات

تناول زهرات قليلة منه قد يصيبك بالشلل أو الموت
لكن طب الأعشاب صنع منه ترياقاً لكثير من الأمراض

كتب المحرر الزراعي
كم مرة صدف أن مررت بمنازل تزين أسوارها أو مداخلها صفوف من الياسمين الأصفر المنورة بأغصانها الطويلة المتدلية وأوراقها الخضراء ومجموعات الأزهار الصفراء التي تعطي لهذه الشجيرة زهواً مدهشاً، ومع هبوط الليل تطلق أزهار الياسمين الأصفر شذاها الرائع ليحمله النسيم العذب إلى النوافذ والشرفات. هذا بالطبع مطلع قصة الياسمين الأصفر فقط وليست القصة كلها لأن للحديث تتمة قد تبدو صادمة للكثيرين وخصوصاً أولئك الذين يتباهون بصفوف الشجيرة العطرة التي تعتلي أسوار حدائقهم أو مداخل بيوتهم.

تتمة القصة هي أن الياسمين الأصفر جميل قاتل بكل معنى الكلمة، لأن زهوره الصفراء تحتوي على سمّ هو من القوة بحيث يمكنه أن يقتل طفلاً بمجرد امتصاصه لزهرات معدودة. فما هي حقيقة هذه الشجيرة التي قد لا يخلو منها حي أو شارع في بعض قرى لبنان؟ وهل يبرر جمال زهورها الاحتفاظ بها بين أشجار الحديقة أم أن سُمِّيتها العالية تحمل مخاطر تجعل من المفضل التخلّص منها؟

لنبدأ بتوضيح مهم وهو أن الياسمين الأصفر Gelsemium sempervirens يختلف تماماً عن الياسمين الشامي الأبيض Jasminum grandiflorum والذي يعتبر جزءاً أساسياً من تراث المدن المشرقية خصوصاً في سوريا ولبنان وفلسطين ويزرع بكثرة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، فهذا الأخير عطري لكنه غير سام وهو يستخدم في إنتاج أفخر العطور الباريسية.

الياسمين المزيَّف
أما الياسمين الأصفر فموطنه الأصلي هو الولايات المتحدة الأميركية، وهو شجيرة مستديمة الخضرة مزهرة ذات أغصان رفيعة تشبه السلك، وهي سريعة النمو ويمكن أن يصل ارتفاعها من 3 إلى 6 أمتار، ويتم استخدام العطر الذي تكونه زهرة الياسمين الأصفر في بعض أنواع العطور، لكن الخاصية الأهم التي عرف بها هو أن كل أجزائه تعتبر سامة، مما يفرض درجة معينة من الحذر في التعامل معه والانتباه لإمكان تناوله من قبل الأطفال الذين قد تغريهم ألوانه وحلاوة أزهاره ولا يدركون أنه سمّ زعاف، لهذا السبب، فإن من بين الأسماء التي أطلقت على الياسمين الأصفر اسم “الياسمين المزيّف” False Jasmine بينما اشتهر أحياناً باسم ياسمين كارولينا Carolina Jasmine لوجوده بكثرة في ولاية كارولينا الجنوبية الأميركية التي اتخذته رمزاً للولاية. ويوجد الياسمين الأصفر كنبات بري في الولايات الجنوبية الأميركية، لكنه زرع لاستخدامه كسياج للحدائق بسبب نموه السريع وميله للتشكل في شبكة أغصان كثيفة ومتداخلة وبسبب قوة نموه، لكن النبتة انتقلت إلى لبنان تدريجياً حيث استخدمت كنبات زينة بسبب سهولة زرعها وإمكان تكثيرها بالفسائل والعقل، لكن من المؤكد أن القليل من أصحاب هذه الشجيرات لا يعلم أن مظهرها الجميل يخفي مخاطر شديدة بسبب سميتها التي تقترب من سمية نبات سم الشوكران Hemlock المميت، وقد اشتهر الأخير بأنه أعطي لسقراط الحكيم في الكأس الذهبي الذي تجرعه وأدى إلى موته.

الياسمين الأصفر الجذاب القاتل
الياسمين الأصفر الجذاب القاتل

السم عندما يصبح ترياقاً
إن استهلاك أي قسم من أقسام النبتة يؤدي إلى آلام مبرحة تؤدي الشلل أو الغيبوبة أو الموت وذلك حسب الكمية التي تم تناولها، لكن كما في يحدث في طب الأعشاب فإن السم قد ينتج منه علاج شاف لبعض الأمراض، وبالفعل فإن الأجزاء الغضة من جذور النبتة السامة تستخدم من قبل الطب التماثلي Homeopathy في تحضير علاج لبعض حالات الخلل العصبي أو الجسدي، وقد تم استخدام الياسمين الأصفر في القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة لأغراض علاجية وجرى استخدام أزهاره أو جذوره من قبل السكان الأصليين (الهنود الحمر) لتحضير محاليل مسكنة للألم أو مخدَّرة أو كعلاج للحمى أو الربو أو السعال الديكي، وهناك نصوص قديمة جاء فيها أن أزهار الياسمين الأصفر استخدمت لصنع شاي يعالج اللهاث والسعال والاضطرابات المعوية. لكن استخدام الياسمين الأصفر اضمحل بعد ذلك بالنظر الى دقة عملية تحضيره وسميته العالية بكل جزء من أجزاء النبتة.

خطر الياسمين الأصفر على النحل
بالنظر إلى انتشار الياسمين الأصفر في الولايات الجنوبية للولايات المتحدة، فإن الأميركيين يمتلكون تجربة طويلة مع هذه النبتة، وقد أعدّت دراسات وكتب عن الآثار السامة للياسمين الأصفر على الإنسان والحيوان والنحل، والمهم هنا أن أكثر الدراسات والمقالات العلمية التي نشرت تؤكد خطر الياسمين الأصفر على خلايا النحل، وقد جاء في تقرير أعدّه كيميائي في ولاية جورجيا في آذار سنة 1919 طلب منه تحليل عسل قيل إنه أدى إلى حالة تسمم لدى بعض الأفراد أنه وجد فيه حبوب لقاح من الياسمين الأصفر.
وكتبت إحدى مربيات النحل في سان فرانسيسكو في العام 2013 تقول: إن هذه النبتة رغم كونها نبتة أميركية أصلية ليست مما يجب زرعه في أي مكان بسبب سميتها العالية جداً وإضرارها بالنحل لذلك دعت الكاتبة إلى الاستغناء عن هذه النبتة كما دعت من توجد في حديقته لأن يقتلعها.
وكتب نحال سنة 1879 يقول إنه لاحظ منذ تسع سنوات أنه في كل مرة يبدأ موسم إزهار الياسمين الأصفر كانت نحلاته تتعرض لاعتلال مميت كان يصيب بصورة خاصة النحلات الصغيرات وكان المرض يختفي فجأة بمجرد انتهاء موسم إزهار تلك النبتة، ولاحظ النحال أن أعراض تسمم النحل برحيق الياسمين الأصفر كانت تمدداً في بطنها وتصرف النحل كما لو كانت تحت تأثير الكحول، وكانت بعض النحلات وقد بدا أنها خسرت قوتها العضلية تزحف خارج الخلية حيث كانت تموت، وكانت كميات النحل النافقة كبيرة.
وجاء في تقرير أعدّته وزارة الزراعة الأميركية في العام 1936 : إن العاملات الصغيرات من النحل تتأثر فوراً بالتعرض لرحيق الياسمين الأصفر حيث تموت بعد مدة قصيرة، بينما لم يلاحظ التأثير نفسه على العاملات الناضجات. وأضاف التقرير أن يرقات النحل والعذارى ماتت بتأثير تغذيتها برحيق الياسمين الأصفر حيث بدت محنطة في العيون السداسية. لذلك يمكن القول إن تعرض الخلية كلها لرحيق الياسمين الأصفر أدى إلى إضعافها بصورة كبيرة.

الوضع في لبنان
لا يوجد الياسمين الأصفر في لبنان كنبتة برية ولا توجد منه كميات يمكن أن تؤثر على النحل السارح، لكن النحال الذي يجد في بيته الكثير من تلك النبتات التي ربما زرعت للزينة عليه أن ينتبه لأثرها المحتمل على الخلايا خصوصاً وأن الياسمين الأصفر يزهر في وقت مبكر من الربيع وقبل تفتح الأزهار البرية التي يتغذى عليها النحل وهو لذلك قد يكون لفترة مصدر غذاء أساسياً للنحل ويمكن لهذا السبب أن يؤثر على الخلية. وفي هذه الحال، فإنه من الأفضل اقتلاع تلك النبتات الغريبة عن بلادنا لأن أثرها التزييني قد لا يعادل ضررها على النحل وخطرها المحتمل على الأطفال أو بعض الحيوانات.

خنفساء الصنوبر تهدد غابات لبنان

خنفساء الصنوبر
تهدد غابات لبنان

تراجع تساقطات الأمطار والتقليم الجائر والتلوث البيئي
وفّرت الظروف المثلى لانتشار مرض يباس الصنوبر

مطلوب تحرك من البلديات لإزالة الأشجار المصابة
وتوفير الإرشاد ووسائل المكافحة لمالكي الغابات

أشجار صنوبر أصابها اليباس بسبب الخنفساء
أشجار صنوبر أصابها اليباس بسبب الخنفساء

يعتبر لبنان مركزاً هاماً للتنوع الحيوي Biodiversity كونه يجمع بين بيئات متعددة جبلية وساحلية وداخلية وتتعايش فيه عشرات بل مئات الأصناف من الأشجار والأزهار والنباتات البرية المتنوعة وذلك جنباً إلى جنب مع الزراعات التقليدية للزيتون والتين والكروم والفاكهة فضلاً عن الزراعات والأصناف التي أدخلت لاحقاً مع تزايد عمليات التبادل الزراعي مع الدول الأوروبية والآسيوية. لكن وسط هذه التغييرات التي نشهدها في المجال الزراعي بقي هناك ثابت أساسي يتميز به لبنان هو غابات الصنوبر التي تزين قممه وسفوحه منذ مئات السنين مع فارق أساسي هو أن الثروة الصنوبرية باتت تشكل مورداً اقتصادياً مهماً جداً لأصحابها بسبب ارتفاع أسعار الصنوبر البلدي وزيادة الطلب عليه، لذلك، فإن الأنباء المتزايدة عن انتشار حالات يباس في أشجار الصنوبر وظهور آفات لم تكن موجودة سابقاً مثل خنفساء الصنوبر يثير قلق المالكين كما يواجه الدولة وخصوصاً وزارة الزراعة بتحد جديد يتمثل في كيفية حماية هذه الثروة الحرجية وهذا المورد الاقتصادي للبنان. وبسبب تزايد انتشار حالات يباس الصنوبر فإن الحاجة باتت ماسة لوضع استراتيجية مكافحة فعالة وسياسات وقائية تحول دون عودة الآفات الحالية، وإلا فإن لبنان مهدّد بخسارة مساحات خضراء شاسعة، ومرفق اقتصادي مهم ومكون أساسي من مكونات البيئة اللبنانية الفريدة.
تشير مراكز الأبحاث البيئية في لبنان إلى أن لبنان يحتوي على 125 نوعاً من الحشرات، وهي نسبة تركز جغرافي عالية ، إذ إن بلداً مثل السويد تقدر مساحته بنحو 450,000 كلم2 يحتوي على 120 نوعاً فقط، لكن هذا الفارق طبيعي بسبب اختلاف المناخ إذ إن السويد تقع في القسم الشمالي النائي والبارد من الكرة الأرضية وهي تتمتع بمناخ قارس جداً في الشتاء وبارد عموماً على مدار السنة، بينما ينتمي لبنان إلى منطقة المناخ المعتدل المائل إلى الحرارة في الصيف، وهذا المناخ يولّد عوامل مشجعة لانتشار الكائنات الحشرية والطفيلية. لكن يجب القول إن عوامل حديثة تتعلق بانتشار العمران وانحسار المساحات الخضراء والاستخدام المكثف للمبيدات الكيميائية أدت إلى تراجع مناعة البيئة الطبيعية وانتشار الحشرات والطفيليات والآفات المقاومة للمكافحة الكيميائية، وهذا هو التفسير الأهم لتزايد هجمات الطفيليات والآفات والتي باتت تصيب أكثر المحاصيل اللبنانية، وها هي شجرة الصنوبر تأخذ قسطها من هذا التدهور في البيئة الطبيعية والزراعية اللبنانية.

نموذج للضرر الفادح الذي تسببه يرقات خنفساء الصنوبر
نموذج للضرر الفادح الذي تسببه يرقات خنفساء الصنوبر

آفات لم تكن معروفة
تمثّل أشجار الصنوبر نظاماً إيكولوجياً فريداً كان على العموم وحتى وقت قريب بمنأى عن الآفات، حتى دودة الصندل لم تكن معروفة بسبب وجود الأعداء الطبيعيين في بعض أنواع الطيور مثل السفاري، لكن تراجع أعداد تلك الطيور بسبب الصيد الجائر أدى إلى اختفائها تقريباً الأمر الذي سمح لدود الصندل بالتحول إلى وباء حقيقي يرهق المزارعين ويتطلب سنوياً جهوداً كبيرة للمكافحة وتنقية الأحراج الصنوبرية، وقد بدأت أعشاش دودة الصندل مثلاً ترى على أشجار الصنوبر المثمر (وليس أشجار الصنوبر البري – اليرز- فقط) وهذا في حد ذاته مؤشر إضافي على تراجع صحة البيئة الحرجية وتزايد ضغط الآفات وقدرتها على مقاومة عمليات المكافحة. ومن الآفات التي تصيب الصنوبر المثمر حشرة Leptoglossus occidentalis التي تصيب الأكواز (الثمار)، أما أخطرها وهي المتسببة في يباس أشجار الصنوبر فهي حشرة Tomicus Destruens التي بدأت تعاني منها غابات الصنوبر المثمر وتعتبر الأضرار الكبيرة التي أوقعتها تلك الحشرة في صنوبر حرج بيروت الذي بات منتزهاً ومتنفساً أساسياً لسكان العاصمة مثالاً واضحاً على خطورة هذه الآفة والحاجة الماسة للتصدي لها، وقد شملت عمليات مكافحة آفة خنفساء الصنوبر في تلك البقعة الجميلة من العاصمة إزالة ما يزيد على 700 شجرة مصابة من أصل 4500 شجرة أي حوالي 15 في المئة من الأشجار وهذه نسبة كارثية، لأن نسبة 5 في المئة هي من دواعي التدخل، كما تم استخدام المبيد المعروف باسم Lambda-Cyhalothrin مرة كل 15 يوماً، فضلاً عن توزيع المصائد الفيرومونية طول فترة الصيف حتى بداية تشرين الأول، وتقول مصادر الخبراء إن حرج بيروت دخل نتيجة لذلك التدخل الواسع مرحلة التعافي ، لكن المسؤولين مستمرون في عمليات المرافقة.

دورة حياة خنفساء الصنوبر
يقول الخبراء إن حشرة Tomicus موجودة في لبنان منذ زمن بعيد، إلا أن خطرها وحالات الإصابة بها بدأت تتزايد في أواخر القرن الماضي ومطلع القرن الحالي، وتعتبر الحشرة من “الخشبيات” أي أنها تقطن خشب الأشجار، وتتغذى يرقاتها في المنطقة من اللحاء والخلايا الوعائية المسؤولة عن نقل المياه من التربة والغذاء من الأوراق التي تسمى xylem، وهي تتغذى عليه، وفي الحالات الطبيعية لا تؤثر على الأشجار، كون الأشجار الصحيحة لديها مناعة كافية للقضاء عليها، إنما عندما تكثر هذه اليرقات بصورة كبيرة كما يحصل الآن أو عندما تنخفض مناعة الشجرة نتيجة عوامل طبيعية مثل الجفاف أو التغييرات المناخية غير الملائمة فإن في إمكان هذه الحشرات أن تتكاثر بسرعة وتقضي على الشجرة بالجوع والعطش، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى حالات اليباس.

صنوبرة مصابة
صنوبرة مصابة

راقبوا صنوبركم في آذار
وتبدأ دودة خنفساء الـ Tomicus دورة حياتها في آذار بمجرد ارتفاع حرارة الجو وقد يتأخر نشاطها إلى مطلع أيار في حالات الشتاء البارد وتأخر الجو الدافئ، وتبدأ الحشرة بالتزاوج في شهر أيار ثم تبدأ بالتغذي على لحاء الأغصان، ولاسيما المجموعات الطرية أو النموّات الجديدة، ويقدر الخبراء أن الشجرة المصابة تأوي عادة نحو 3000 حشرة بالغة نصفها من الإناث كحد أدنى، وهذه الحشرات تضع بيضها في لحاء الشجرة، ويبلغ عدد البيوض لكل منها ما بين 100 و120 بيضة، تفقس معظمها وتبدأ بالتغذي على اللحاء، أي أننا في نهاية الدورة نصل إلى ما يزيد على 150 ألف حشرة بالغة، ستعود لتبيض، وتعيد الدورة، وبعد نفاذ الغذاء، أي يباس الشجرة، ستنتقل إلى شجرة جديدة وهكذا، في السنة الأولى قد تصاب شجرة، لتصاب عدة أشجار أخرى في جوارها، وبعدها تنتقل الآفة لتصاب عشرات الأشجار في الموقع الحرجي. وبالنظر إلى التوارد التصاعدي أو التضاعفي لهذه الشجرة exponential فإن الحشرة تعطي 100 والـ 100 نصفها أي الإناث ستعطي مئة فلا غرابة أن يصل عددها في وقت قصير إلى الملايين!
ولحسن الحظ فإن دورة حياة خنفساء الصنوبر قصيرة لا تتعدى سنة واحدة وبعدها تنفق، وإلا فإن الكارثة ستكون أسرع، لكن في المقابل فإن خطر هذه الحشرة يتضاعف بسبب عدم وجود أعداء طبيعيين سوى نقار الخشب وهو نادر للغاية في بلادنا، كما إن الحالة لا تصيب الصنوبر فحسب، وإن كانت تفضلها، بل تصيب كل شجرة تحتوي جذعاً خشبياً، وغاباتنا فيها 12.700 هكتار صنوبر مثمر، و14 ألف هكتار صنوبر بري (يرز) وليست كلها مهددة بنفس الدرجة لأن المرض يزداد احتماله كلما انخفض الارتفاع عن سطح البحر وقلّت رطوبة التربة (الجفاف)..لهذا فإن من الممكن أن نربط بين تزايد حالات يباس الصنوبر بسبب عمل الخنفساء وبين تراجع معدل هطول الأمطار في موسم الشتاء وتعرض أحراج الصنوبر لحالات جفاف لسنوات عدة متتالية، وهذا التغيير غير المسبوق يرتبط بدوره بظاهرة التغير المناخي والتقلبات المتزايدة في طقس لبنان؛ وهذا المناخ هو الأكثر ملاءمة لتكاثر الحشرات المهاجمة لخشب الأشجار كما إن التقليم الجائر يزيد من ضعف الشجرة لأن الشجرة تفرز مواد تربنتينية تجذب الحشرات، لذا فإن من المفضل عدم القيام بعمليات تقليم لأية أشجار في حال وجود إصابات بهذه الآفة.

الخنفساء
الخنفساء

أهمية التبليغ عن الإصابات
نتيجة لانتشار حالات الإصابة بحشرة الـ Ponticus فقد نصح الخبراء بنشر أكبر قدر من التوعية بشأن هذه الآفة الخطرة وسط المزارعين إلى حد الإعلان عن “حالة طوارئ” والطلب من المواطنين التبليغ عن كل حالة يباس في أشجار الصنوبر وذلك لكي يتمكن المعنيون من اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل استفحال الأضرار وانتشار العدوى إلى مناطق جديدة، ومن ضمن الإجراءات التي تم اتخاذها تسريع وزارة الزراعة في إعطاء التراخيص بقطع الأشجار المصابة أو اقتلاعها، وكذلك تطبيق تقنيات معالجة سريعة مثل نزع اللحاء المصاب، وتعريض داخل الشجرة للشمس والهواء لتنفق اليرقات، أو لف الجذوع بالنايلون لخنقها، خصوصاً في الأماكن التي من الصعب نقل الأشجار فيها أو رش الشجرة المقطوعة بالزيوت الصيفية أو الشتوية لعزل اليرقات وخنقها.
ويؤكد الخبراء على ضرورة أن تتم المعالجة قبل آخر أيار أي قبل أن تصل الحشرة إلى أعالي الشجر وتعمل على قضم لحاء الأغصان والتزاوج، وتتطلب المعالجة في هذه الفترة من العام مصائد خاصة تشبه جذع الشجرة، تجلب من تركيا، ومادة فيرومونية موجودة لدى وزارة الزراعة، وهي مادة alpha-Pinene ومادة – Pinene beta ممزوجة مع مادة الإيثانول، ويبلغ سعرها مع العلاج أقل من 10 دولارات، وتدوم فعاليتها أكثر من 10 سنوات علماً أن من الضروري إعادة وضع المادة الفيرومونية الجاذبة داخل المصائد كل ستة أسابيع خلال فترة الإصابة.
ويذكر أن 85 % من الغابات في لبنان أملاك خاصة، مما يرتب على هؤلاء العناية بأشجارهم، علماً أن عدم قيامهم بقطع الأشجار المصاب يحملها مسؤولية معنوية (وفي بلدان أخرى مسؤولية قانونية) لأنهم بذلك يساهمون في انتشار الوباء إلى مناطق مجاورة لهم واستفحال التهديد للثروة الصنوبرية، وأن قانون الغابات الموجود منذ العام 1949 يفرض على المالكين أن يقوموا بتفريد الأشجار وإزالة اليابسة منها ابتداء من آذار من كل عام.

حشرة-أكواز-الصنوبر-بدأت-تصيب-بصورة-متزايدة-صنوبر-لبنان-2
حشرة-أكواز-الصنوبر-بدأت-تصيب-بصورة-متزايدة-صنوبر-لبنان-2

شبح كارثة حقيقية
على سبيل الاستنتاج، فإن من المهم أن يعي المزارعون وأصحاب الأملاك الحرجية والصنوبرية أننا نواجه شبح كارثة طبيعية حقيقية قد تؤدي إلى إزالة غابات بكاملها وتعرية قمم وأودية لبنانية هي اليوم عنوان جمال الطبيعة اللبنانية وقيمتها الاقتصادية، وأن على البلديات واتحادات البلديات بصورة خاصة التحرّك بسرعة وتنظيم حملات التوعية وتزويد أصحاب الأملاك بالتعاون مع وزارة الزراعة بكافة وسائل المكافحة وعمليات الإرشاد، وعلى البلديات أن تشرف بنفسها على قطع الأشجار المصابة وإزالتها من الغابات وعزلها وعلى جلب المصائد وتوزيعها، وإلا فإن حالات يباس أشجار الصنوبر ستزداد سنة بعد سنة بسبب تفاقم أعداد الحشرات، فالتحدي كبير ولا بدّ أن نكون على قدر التحدي، مواطنين وحكومة وبلديات وجمعيات.

البعوضة اللاسعة كيف ندرأ شرَّها؟

البعوضة المخيفة غرست خرطومها ونالت وجبة المساء

دورة حياة البعوضة

صورة معبرة تظهر البعوض الناضج على سطح المياه الراكدة حيث يضع بيضه بينما تزدحم بركة المياه بيرقات البعوض من مختلف الأعمار

البعوضة اللاسعة كيف ندرأ شرَّها؟

مزوّدة بأحدث تقنيات الإستشعار والهجوم
وأكثر ما يجذبها التنفس والعرق القديم

مادة الـ DEET طاردة للبعوض لكنها ضارة بالإنسان
وأهم البدائل الطبيعية زيت السيترونيلا والفيتامين B1

سهرات الصيف في الجبل على الشرفات وفي الصالونات والميادين أوقات سمر ومودة ومرح، لكن كائناً بالكاد تلحظه في تلك اللقاءات له القدرة على أن ينغص الجلسة ويصرف الحضور عن سمرهم إلى معاناة القرص والحك والأزيز الملحاح والمزعج حول الرؤوس الحائرة.
إنها البعوضة شريكة الصيف غير المرغوب بها، الهابطة على السهرات من دون دعوة ولا إذن لتبدأ اللسع الصامت لمن يعجبها من الحضور ويقول العلماء إن واحداً من كل خمسة أشخاص يعتبر من الأهداف الجذابة للبعوض، فهل أنت جاذب للبعوض وماذا يمكنك أن تفعل لتجنب أذاه خصوصاً في أشهر الصيف؟

الهجوم عن بعد
السبب الأهم لنجاح البعوضة في إقلاقنا هو أن بإمكانها أن تستشعر وتحلل عدداً كبيراً من العناصرالكيماوية الموجودة في جسدنا أو على جلدنا من مسافة لا تقل عن 40 متراً. لكن هناك فارق أساسي وهو أن ذكر البعوضة لا يهاجم الإنسان أما أنثى البعوض فأمر مختلف فهي عطشى دائماً للبروتينات وعنصرالحديد الموجود في دم الإنسان لكي تستطيع أن تضع بيضها. وفي ضوء المكتشفات العلمية الأخيرة، فإن هناك عناصر تجتذب البعوضة إلى جسدنا أهمها التالي:
البكتيريا: هناك أكثر من تريليون ميكروب تنتشر على جلدنا وتحدد رائحة جسمنا. 10% فقط من تلك البكتيريات مشتركة بين الناس، أما الـ 90% الباقية فتختلف باختلاف الفرد، والبعض منا يمتلك كوكتيلاً من البكتيريات يبدو جذاباً جداً للبعوض.
العناصر الكيماوية: عندما تبدأ البعوضة بتحليل جسدنا فإنها تبحث عادة بين نحو 227 عنصراً كيماوياً تم عزلها وتحديدها كعناصر جذب للبعوضة.
أكثر العناصر جاذبية للبعوض هو حامض اللاكتيك Lactic acid وحامض الكاربوكسيليك والأوكتنول الموجود في نفس الإنسان عند إخراجه الهواء من الرئتين وفي عرقه، وأكثر ما تحبه البعوض هو ثاني أوكسيد الكربون وهو الغاز الذي نخرجه من الرئتين ضمن عملية التنفس.
كلما أخرجت ثاني أوكسيد الكربون كلما كنت أكثر جاذبية للبعوض ولهذا، فإن الأشخاص ذوي البدانة يخرجون عادة قدراً أكبر من ثاني أوكسيد الكربون الأمر الذي يجعلهم عرضة للسعات البعوض أكثر من الأشخاص النحيلين، وهذا أيضاً السبب في أن الأطفال أقل عرضة للسعات البعوض من الأشخاص الكبار.
الحركة والحرارة: ينجذب البعوض إلى الشخص عندما يكون متحركاً بسرعة (كما عند ممارسة الرياضة في الصيف) فعندها يكون البعوض قد وجد هدفه الأمثل.

البعوض يحب العرق القديم
على عكس الظن السابق بأن البعوض ينجذب إلى عَرَق الإنسان، فإن الأبحاث العلمية أظهرت أن العرق في حد ذاته ليس هو ما يجذب البعوض، إنما هي البكتيريا التي تتوالد في العَرَق عندما يمرّ عليه وقت معين، وهذا يعني أن العرق لا رائحة له وهو يكتسب رائحته الخاصة من تكاثر البكتيريا فيه، وعندها يصبح جاذباً جداً للبعوضة التي تحب “العرق المتخمر”.
وقد أظهرت دراسة جرت في العام 1999 أن البعوض الناقل لجرثومة الملاريا ينجذب إلى الشخص بعد مرور يومين على تعرّقه دون أن يكون قد اغتسل وأزال العرق. ويؤدي تكاثر البكتيريا في العرق إلى إفراز الأمونيا وإلى تحول العرق البشري من محلول حمضي إلى محلول قلوي مناسب لعمل البعوضة.
لكن كما إن البعوضة تنجذب بقوة إلى رائحة معينة في بعض الأجسام، فإن أجساماً أخرى تفرز رائحة تحدث تشويشاً في عمل البعوضة وأحد هذه العناصر هو المتيل بيبرزين الذي يشل حاسة الشم لدى البعوضة بفعالية تجعلها لا تشعر أبداً بوجود اليد البشرية التي تشتهيها في المكان، لهذا فقد تم صنع بخاخات تحتوي على هذا العنصر لتضليل البعوضة لكن العلماء لم يفلحوا حتى الآن في منع تبخر تلك المادة ضمن مدة معينة. ويبدو أن بعض الأشخاص يفرزون قدراً أكبر من هذه المادة الأمر الذي يجعلهم لا يظهرون على “رادار” البعوضة وهو ما يفسر لماذا يتعرض بعض الأشخاص للسعات أكثر من غيرهم.

كيف تحمي نفسك؟
في السوق حالياً مئات المنتجات الطاردة للبعوض لكن الذي يدخل في تركيبها العنصر الفعال DEET لكن لهذا العنصر الكيميائي الذي يمكنه أن يذيب البلاستيك محاذير كثيرة على صحة الجلد وصحة الجهاز العصبي، خصوصاً بالنسبة الى الأطفال الذين يمتص جسمهم هذا العنصر الكيميائي بدرجة أكبر، وقد أثبتت 30 سنة من الدراسات لأثر الـ “ديت” على الصحّة أنه يساهم في ضعف الذاكرة وأوجاع العضلات والدوخة وتهيّج الجلد ومشاكل التنفس والصداع..
عنصر كيميائي آخر قد تجده في المحاليل الطاردة للبعوض هو البرمترين وهو من فئة العناصر الكيميائية المعروفة بأنها تسمم الجهاز العصبي، كما إن وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة اعتبرت البرمترين مادة مسرطنة يمكنها أن تتسبب بحصول أورام في الرئتين وفي الكبد وإضعاف نظام المناعة، كما إن البرمترين سام جداً للبيئة وخصوصاً للنحل والحياة المائية.

إجراءات احتياطية لاجتناب لسع البعوض
1. المياه الراكدة : يجب التخلص من أي مياه راكدة حول المنزل أو في الحديقة حتى ولو كانت في وعاء صغير لأن هذه المياه ستصبح حاضنة ليرقات البعوض.
2. ارتدِ ثياباً فاتحة اللون وواسعة نسبياً مع أكمام طويلة وبنطال مع كلسات
3. إجراءات مساعدة: الماريغولد أو أزريون الحدائق يفرز رائحة طاردة للبعوض، استعمال مروحة كهربائية في الخارج يساعد على طرد البعوض، أبو مغيزل أيضاً من أكبر مفترسي البعوض فلا تؤذوها.

علاجات طبيعية
هناك بدائل طبيعية لمادة الـ “DEET” المضرة وهي بدائل لا تقل فعالية عنها لكن من دون أي آثار جانبية منها ومن هذه البدائل:
• زيت ورق القرفة، أظهرت دراسة أنه أكثر فعالية في قتل البعوض من الـ “ديت”
• امسح زيت الفانيلا عيار 14 ممزوجاً بزيت الزيتون على المناطق المكشوفة من الجلد
• امسح زيت سيترونيلا صافياً (بنسبة 100%) على الجلد
• فيتامين B1 يجعل رائحة الشخص منفرة للبعوض وبما أن الفيتامين يذوب في الماء فإنه يذهب في البول ولا يبقى في الجسم، لذلك ينصح أطباء1 بتناول حبة واحدة يومياً من الفيتامين B1 خلال أشهر ظهور البعوض بين نيسان وتشرين الأول.

كيف تعالج لسعات البعوض؟
هناك مجموعة من الأعشاب التي يمكنها التخفيف من لسعات البعوض أهمها التالي:
1. الألوفيرا Aloe Vera
2. أزريون الحدائق Calendula
3. البابونج
4. زيت الخزامى أو زيت الزنزلخت
5. خل التفاح
6. الحبق
7. السيترونيلا

كما إن أطباء العلاج الطبيعي ينصحون باستخدام الثلج أو الحرارة العالية لمعالجة موضع اللسعة ويكون ذلك إما بوضع قطعة من الثلج على المكان المصاب وإما بالضغط على مكان اللسعة بملعقة صغيرة محماة على النار إلى درجة معينة بحيث تكون ساخنة يمكن احتمالها دون أن تسبب حروقاً. ويمكن تحمية الملعقة بوضعها تحت صنبور الماء الساخن أو وضعها في ماء ساخن مع اختبار الحرارة قبل وضعها على الجلد، وهذه الطريقة ستزيل ألم اللسعة وتطهر الجلد في الوقت نفسه فلا يتعرض إلى التهيج.

معجـــــزة الخلـــــق فـــــي النبـــــاتـــــات

معجـــــزة الخلـــــق
فـــــي النبـــــاتـــــات

النبات يشعر ويحب ويكره ويتواصل
ويقرأ أفكار البشر ويصدّ الاعتداءات

للنبات عالم خاص تحكمه قوانين وتسيّره مشاعر
، فهو يعلن الحب، وقد يعلن الحرب، وهناك من يحذّر من التفريق مثلاً بين الفول والخروع وإلا مات الاثنان! ولا تزرع الكرنب والكرفس متجاورين فقد تقوم بينهما الحرب !! إنه عالم النبات، إياك أن تدخله بنية سيئة أو بفهم مغلوط ! فقد أثبتت الأبحاث أن النبات ليس فقط يظهر أحاسيس ومشاعر معقدة بل إنه يرى ويسمع ويلمس ويتذوق ويشم بحساسية فائقة كما إنه، وهنا المعجزة، يستطيع أيضاً قراءة أفكار البشر .كما إنه يفرح ويخاف ويضطرب عند اقتراب الشخص الذي أساء إليه يوماً ما وربما “يغمى عليه”. هذه الحقائق التي أثبتها العلم بما يمتلكه من تكنولوجيات متقدمة جداً لقياس الموجات “الشعورية” في النبات تدعم ما كان يقوله السلف عن أهمية العناية بالأرض وفق المثل القائل:”اضحك للأرض تضحك لك” أي أنك إن أعطيت الأرض من اهتمامك وحنوت عليها وعلى نباتها وأشجارها فإنك ستحصل على محصول جيد هو مكافأة الأرض والنبات لك على ما تظهره من عناية وحدب. وقد أخبرنا الله سبحانه في قرآنه الكريم عن حياة النبات وامتلاكه لدرجة من الوعي عندما قال:نقص
وهذه الحقيقة حول امتلاك النبات لأحاسيس أكدتها تجارب أجراها أحد العلماء واستخدم فيها جهاز قياس للترددات التي يحدثها الانفعال في النفس يسمى Polygraph وقد قام هذا الباحث بتثبيت قطبي الشريط الموصل للجهاز على سطح ورقة سميكة من أوراق نبات الظل الموجود في مكتبه، ثم بدأ بري النبات بينما كان يتابع حركة المؤشر على شاشة الجهاز وكم كانت المفاجأة عندما وجد العالم أن ذبذبة مؤشر الجهاز تطابق تماماً نمط الذبذبات لأي إنسان يشعر بإثارة عاطفية ناعمة، مما يؤكد أن النبات يستجيب لريه بالماء ويشعر بالرضا والسعادة .وحدث العكس عندما فكر العالِم بإيذاء النبات (مجرد التفكير فقط دون الفعل) إذ همّ بإشعال عود ثقاب يُقرِّبه من أوراق النبتة فوجد قفزة فجائية في ذبذبات المؤشر مما يؤكد أن النبات استجاب لمجرد فكرة حدثت في عقل العالِم تضمنت نية الإيذاء، وهو ما يثبت أن النبات يتمتع بالقدرة على الإحساس والإدراك عن بعد وبالتالي الاستجابة لأفكار الناس الذين يقتربون منه.

النبات ينمو على الحنان
والنباتات مثلها مثل الأطفال تحتاج الى الرعاية الدائمة، فهي تنمو بالحب والحنان وتأنس لوجود الإنسان، بل إنها تستجيب للكلمات والحديث اللطيف وتظهر طاقة أكبر للنموّ، ومن هنا فإن تثبيت نبات الزينة الداخلي إلى جانب جهاز التلفون قد يكون مفيداً لأنه يتيح للنبات فرصة المشاركة والاندماج بالحضور الإنساني الذي يقوم إلى جواره والكلمة الطيبة الحلوة الموجهة الى النباتات يكون لها أثر السحر فهي لا تقل عن السماد الذي يخصب النبات ويؤدي إلى ازدهاره، وقد أجريت تجارب عدة تمّ فيها بث الموسيقى الناعمة أو الكلاسيكية في مواقع تربية الأبقار الحلوب وتأكد أن تلك الموسيقى أدت إلى زيادة الإنتاج من الحليب وإلى مظاهر رضا وصحة نفسية واضحة في سلوك الحيوانات الحلوبة.
والنبات حريص حرص الإنسان على استمرار جنسه والحفاظ على نوعه فلا يقبل عضو التأنيث في أي نبات إلا حبوب اللقاح التي من جنسه، ولو استقبلت أية حبة لقاحاً غريباً عن جنسها لفظته في فترة لا تزيد على ربع الساعة أي أن النبات وفيّ لجنسه ويتخير أسلوب التناسل الأمثل لاستمراره في الزمن.

رسائل تحت الأرض!
من الظواهر الخارقة في سلوك بعض النباتات أنها تتخاطب تحت سطح الأرض بهدف إبعاد جذورها عن بعضها بعضاً حتى تتيح الفرصة لجارتها لتنمو دون أي نوع من الاحتكاك أو الإعاقة ويكون ذلك عن طريق إشارات تصدر في صورة مادة كيميائية تشعر بها جارتها فتترجمها وتستجيب لها على الفور، وعند تعرض النبات للخطر تخبر النباتات بعضها بعضاً بالخطر القادم، وقد لاحظ العلماء أن مهاجمة إحدى الأشجار من قبل حشرات معادية (ضارّة) يصاحبها تغيّر كيميائي في أوراق الشجرة المهاجَمة بحيث تصبح كريهة الطعم منفرة للآفات، والعجيب هو أن الأشجار المجاورة للشجرة المصابة وعلى مسافة بعيدة أحياناً تتخذ الإجراءات الاحتياطية نفسها مما يؤكد نتائج الأبحاث العلمية الأخيرة وهي أن الأشجار تتواصل وتتبادل الرسائل بينها عبر شبكة الجذور وعبر شبكة أخرى موازية من الحساسات و”الناقلات العصبية” النباتية التي لم يكن العلم يدرك وجودها وهو بدأ مؤخراً فقط التعمق في درس كيفية عملها وتأثيرها.
وبعد البحث وإجراء التجارب تبيّن أن بعض النباتات تستخدم إشارات كيميائية تنطلق عبر الهواء وعن طريقها يمكنها التخاطب مع جيرانها ودق ناقوس الخطر .وقد أعلن مؤخراً عن أن المحبة والكراهية ليستا وقفاً على الإنسان، بل إن النباتات تشاركه فيهما ، فهل تعلم أن البصل والجزر صديقان حميمان وأن رائحة كل منهما تستطيع طرد الحشرات الضارة عن النوع الآخر؟
كما إن فول الصويا يحب أن يعيش مع الخروع وتستطيع رائحة الخروع إبعاد الخنفساء التي تضر بفول الصويا . وتنمو الذرة الشامية والبازلاء بقوة إذا زرعتا في نفس الحقل، كما إن رائحة العنب بإمكانها أن تصبح أشد عطراً إذا ما زرع زهر البنفسج إلى جانبه.

نبتة المستحية تنكمش على نفسها إذا لمست باليد
نبتة المستحية تنكمش على نفسها إذا لمست باليد

إكتئاب .. و«بكاء» بسبب العطش
وعلي العكس من ذلك، تنشأ الكراهية بين بعض النباتات حتى إنها تتحارب !! ومن شدة تركيبته الشعورية فإن النبات يتألّم ويبكي بصوت مسموع ويحتضر أيضاً، فبعد ملاحظة أحد العلماء لنبات ما كان يتألم ويحتضر سأل عن سبب ذلك فأخبروه أنه كان في غرفة مريض توفي حديثاً فكان من نتائج ذلك أن أصيب هذا النبات بالإكتئاب بعد طول معاناة وهو يعايش آلام المريض ويعاني مثله،كما لاحظ العلماء أن بعض النباتات تصدر أنيناً إذا تعرّضت للعطش، وهي تصدر أصواتاً تشبه البكاء عندما تفشل في الحصول على الماء اللازم لنموها في التربة .الطريف هو أن فريقاً من العلماء ابتكر ساعة نباتية مستنداً إلى الحقيقة العلمية وهي أن النبات هو من أقدر المخلوقات التي تشعر بالوقت، وتتكون هذه الساعة من الزهور التي تتميز بنظامها الدقيق فيستطيع الناظر إليها معرفة الوقت من خلال تفتح هذا النوع أو ذاك في وقت محدد من الليل او النهار .والنبات مزاجي، ويستجيب مثل الإنسان للمحرِّضات أو المنشطات التي قد يحصل عليها، فالنبات المحقون بمادة الكافيين يظهر نشاطاً ملحوظاً ، أما النبات المحقون بالكحول فيتطوح مثل الشخص المخمور . كذلك يستجيب النبات للموسيقى فيفرح ويزدهر عند سماع الموسيقى الهادئة ، وينزوي وينكمش عند سماع الموسيقى الصاخبة !

خبير جهاز كشف المشاعر كلايف باكستر يؤكد أن الاختبارات التي أجريت على النباتات بواسطة هذا الجهاز الحساس جدا أثبتت أن في إمك
خبير جهاز كشف المشاعر كلايف باكستر يؤكد أن الاختبارات التي أجريت على النباتات بواسطة هذا الجهاز الحساس جدا أثبتت أن في إمك

“بعض النباتات تتخاطب عبر شبكة جذورها تحت الأرض وبعضها يستخدم إشارات كيميائية عبر الهواء للتخاطب مع الأشجار القريبة ودق ناقـــــــوس الخطر”

هل للنبات ذاكرة؟
آخر ما اكتشفه العلماء أن النباتات لها ذاكرة وهي تستطيع بسبب وجودها أن تميِّز بين الصيف والشتاء مع انه ليس لها دماغ حسب مفهومنا وقد يكون الله سبحانه وتعالى قد أودعها آلة مفكرة من نوع لا نعرفه.
وفي كشف علمي أخير قال باحثون أميركيون إنهم تمكنوا من تحديد جزيء من الحمض النووي الريبي “RNA” يساعد النباتات على “تذكّر” الشتاء والانتظار إلى حين مجيء الربيع للإزهار في الوقت المناسب.. وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة في جامعة “تكساس” الأميركية إن إحدى الطرق التي تساعد النباتات على معرفة ربيعها هي “تذكّرها” بأنها مرّت في فترة محددة وموقوتة من البرد. وقال الأستاذ المساعد في علم الأحياء الخلوي سيبلوم سونغ إن “النباتات بالطبع، لا يمكنها التذكر بالمعنى الحرفي للكلمة، لأنها لا تملك أدمغة، لكن يمكن أن تكون لديها ذاكرة “خليوية” تمكنها من استشعار الشتاء، ويقدّم بحثنا تفاصيل حول العملية” وتدعى هذه العملية بالإرتباع، أي تعرض النباتات لدرجات حرارة منخفضة ولمدة كافية إلى أن يحين انبعاث الإزهار من جديد. واكتشف الباحثون جزيئاً من الحمض النووي الريبي سموه “كولداير” يحتاجه النباتات لصنع ذاكرة محددة حول الشتاء. وفي الخريف ينشط جين يدعى “أف أل سي” بكبح إنتاج النبتة للزهور، إذ إن الإزهار العشوائي قد يكون هدراً لطاقة ثمينة.

أثبتت الأبحاث العلمية أن أشجار الأكاسيا تدافع عن نفسها تجاه الغزلان التي ترعاها بإنتاج مادة شبه سامة في أوراقها
أثبتت الأبحاث العلمية أن أشجار الأكاسيا تدافع عن نفسها تجاه الغزلان التي ترعاها بإنتاج مادة شبه سامة في أوراقها

كيف تدافع أشجار البلوط عن نفسها؟
أحد محبي الطبيعة والباحثين الهواة في جنيف ذكر في شهادة له بأنه يلاحظ منذ خمسين سنة ما يحدث في حديقة بيته أو حتى في غابته المفضلة التي يتردد عليها باستمرار، وأن هناك تفاصيل ملفتة جذبت انتباهه، وهي كانت من الغرابة بحيث جعلت الناس يهزأون منه عندما كان يخبرهم عنها.
من ذلك تأكيده بأن الأشجار تتكلم في ما بينها أو على الأقل “تتواصل” في ما بينها، وهو يضيف بأنه تابع عن قرب عمليات تضامن لمجموعة من النباتات مع واحدة منها تعرضت إلى الكسر وتوصلت تلك النباتات إلى حدّ تنظيم دفاع مشترك تحمي به بعضها بعضاً، كلما شعرت بأن خطراً يهددها وهكذا توصل الرجل بعد عدة أبحاث معمقة وتجارب إلى أن أشجار البلوط تنبه بعضها عند اقتراب أي غزو للجعلان ( الجعل خنفساء مضرة بالنباتات ) تجاه إقليمها، حيث تطلق تلك الأشجار من حولها رائحة تحذر بعضها بعضاً من الخطر الذي يستهدفها مما يجعلها ( أي أشجار البلوط ) تُقوِّي بفضل مادة كيماوية مجهولة، سمك أوراقها، مما يمنح تلك الأوراق القدرة على تحمل الاعتداءات الخارجية التي تتعرض إليها بعد إفرازها لمادة سامة. فهذه الظاهرة تشبه الدفاع النباتي الذاتي ضد الجليد المفاجىء الذي يتسبب في ظهور تلقائي في النسغ ( ماء النبات ) لمادة قوية مضادة للصقيع ومنذ سنتين، في الصيف، يضيف الرجل، أنه لاحظ ظاهرة شبيهة بسابقتها وهذا في حديقة غزاها الجفاف ولم يبق فيها إلا بقايا الأشجار وبعضاً من غصونها وأوراقها التي كانت تهاجمها الحشرات من كل نوع. لكن تلك الحشرات ماتت مسمومة بعد أكلها لها.
هذه الشهادة التي تعتبر جديدة من حيث غرابتها جاءت في وقت كثرت فيه الدراسات العلمية والاكتشافات التي تؤكد وجود اتصال ما بين النباتات، وكذلك قدرتها على تبديل سلوكها بهدف حماية نفسها من المخاطر الخارجية. ويؤكد أحد علماء الحيوان في جنوب أفريقيا يعمل في جامعة “بريتوريا” ويدعى فان هوفن أنه بينما كان يحقق في ظاهرة نفوق قرابة نصف الظباء في محمية غابة “ترانسفال” لاحظ أولاً أن تلك الحيوانات كانت تموت بعيداً عن أسباب العطش أو الجوع أو أي مرض معلوم، لكن عمليات التشريح أثبتت أن مَعِدات تلك البهائم كانت تحتوي على أوراق acacia لم تهضم بشكل جيد و تحتوي على عدة مواد سامة، مما قاد العالم المذكور إلى مواصلة تحقيقه بجدية أكثر ليتوصل إلى نتيجة فاجأت علماء النبات، إذ تبين من الأبحاث أن أوراق شجرة الأكاسياAcacia وبسبب شدة الاعتداءات التي كانت تتعرض لها من قبل حيوانات المحمية، أفرزت تلقائياً موادّ سامة للدفاع عن نفسها، وذلك برفعها تلقائياً لمستوى مادة العفص التي تحتوي عليها، كما إن تلك الأوراق كانت تنبّه جاراتها من شجرة إلى شجرة بالخطر القادم إليها، من خلال إطلاقها في الهواء لمادة غازية وحسب – فان هوفن – فإن مدة عشر أو خمس عشرة دقيقة كافية لكي تتلقى شجرة تبعد بخمسين متراً الرسالة من الشجرة المنبّهة وخلال تلك الفترة الوجيزة تستطيع نفس الشجرة مضاعفة مادة العفص لكي تصبح سامة بالقدر الكافي لحماية نفسها من هجوم ظباء المحمية.

مواسم الزيتون

أقفاص وأكياس زيتون مكدّسة في المعصرة سبب أول لتدهور نوعية الزيت

زيتون تونس- مسافات متباعدة وإنتاج وفير

مواسم الزيتون في لبنان

أشجار الزيتون في لبنان هي أكثر من أشجار مثمرة ، بل هي شجرة تاريخية ولها عدة صفات من: شجرة المحبة، شجرة السلام، وأخيراً في التسعينيات من القرن الماضي أصبحت شجرة الزيتون من الأشجار التجميلية التي تزرع في الأماكن العامة وعلى جانبي الطرقات وفي الحدائق العامة ودور المنازل… إلا أنها غير مجدية إقتصادياً بشكل عام في لبنان، لعدم تطوير هذه الزراعة وعدم تماشينا مع النهضة الزراعية في الدول المتقدمة في زراعة الزيتون. أما أهم العوامل التي يجب اتباعها لزيادة الإنتاجية هي:

– تحسين إنتاجية الأشجار كما في بعض الدول المهتمة والمتقدمة في زراعة أشجار الزيتون مثل دولة تونس التي تفوقت على الكثير من دول العالم التي تعتمد في اقتصادها على زيت الزيتون وأصبحت متقدمة جداً في تحديث طرق زراعة وإنتاج أشجار الزيتون، إذ توصلت تونس الى إنتاج 600 كلغ زيتون من الشجرة الواحدة في بعض المناطق التي يتم عليها الأبحاث منذ أكثر من عشرين عاماً مقارنة مع إنتاج شجرة الزيتون في لبنان التي لا تزيد على 20 كلغ للشجرة الواحدة كمعدل وسطي وهذا في السنوات المنتجة….
– تخفيض كلفة الإنتاج، فإن كلفة الكلغ الواحد من الزيت في لبنان يبلغ 4,74$، تصبح كلفة التنكة المؤلفة من 16 كلغ 4,74 * 16 = 75,84 $، أما في تونس كلفة الكلغ 1,95 $ وتصبح كلفة التنكة 16* 1,95 = 31,2$ ويكون الفرق كلفة التنكة بين لبنان وتونس 75,84- 31,2= 44,64$ هذا يبين الفرق الكبير في كلفة إنتاج الزيت بزيادة 44,64$ للتنكة الواحدة.
– عدم زراعة عدد كبير من الأشجار في الدونم الواحد، إذ يصل العدد الى 40 شجرة في لبنان أي تكون المسافة بين الشجرة والأخرى حوالي 5 أمتار مما يؤدي ذلك الى مزاحمة بعضها على الغذاء، وقربها من بعضها يتسبب في الحفاظ على الرطوبة الزائدة التي تساعد على انتشار الأمراض الضارة وبالتالي تحدّ من إنتاجية الشجرة، تحديد حجم الأشجار الذي يحدّ من إنتاجها. أما في الدول المهتمة بزراعة الزيتون كما ذكرنا أعلاه عن تونس على سبيل المثال توصل الخبراء في هذا البلد الى أن يزرع في الدونم الواحد ما بين 6 و 8 أشجار زيتون وتصبح المسافة بين الشجرة والأخرى حوالي 20 متراً.

طرق معاملة أشجار الزيتون
تهيئة الأرض: من نقب الأرض وخلطها جيداً وصولاً الى تخطيطها لتحديد أمكنة الغراس.
الزرع: مع الإنتباه الى المسافة بين الشجرة والأخرى.
التسميد: وضع السماد العضوي المخمّر بشكل تستفيد الأشجار منه، وعدم الإكثار من السماد الكيميائي لأنه يقتل الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) في التربة التي تعمل على تحويل الغذاء للنبات والقضاء على الكثير من الجذور الماصة (الرعوانية) إضافة الى زيادة الأملاح الكيميائية في التربة التي تعيق النمو الجيد للأشجار.
الحراثة: حراثة الأرض مع الإنتباه الى عدم تقطيع جذور الأشجار السطحية أي حراثة لا تزيد على عمق 15 سم، ومن المفضل بواسطة السكة لأن الجذر يمشي مع السكة ويبقى في التربة ولا يتأثر إلا القليل منه، بينما الحراثة بواسطة الفرامة تؤدي الى تقطيع جميع الجذور التي تصل إليها.
الري: تروى أشجار الزيتون رياً تكميلياً أي عند الحاجة.
التقليم: تقليم أشجار الزيتون يجب أن يكون مدروساً حسب الغاية المرجوة منه أي زيادة عدد وطول الفروع التي تعطي الثمار في الموسم المقبل وزيادة حجم الثمار.
القطاف: وما أدراك من طرق القطاف التقليدية التي تساهم في خفض الإنتاج الى نسبة تقارب 80%، إذ يجب عدم قطاف الزيتون بواسطة العصا (المفراط أو المساس) حسب الطريقة التقليدية لأنها تتسبب بأضرار كبيرة للأشجار والثمار وهي:
1. كسر الطرود (الفروع) الطرية التي تعطي الأزهار في الموسم القادم لذلك أطلق على أشجار الزيتون (المعاومة) في الإنتاج أي تحمل موسماً وتستريح موسماً.
2. يجب نقل ثمار الزيتون بعد قطافه بواسطة الصناديق البلاستيكية التي تؤمن التهوئة اللازمة وتمنع إنتشار الأمراض الفطرية، ويجب أيضاً عدم نقلها في الأكياس تجنباً لارتفاع حرارة الثمار وتلفها.
3. أما الأضرار التي تحدث على الثمار من الفرط بواسطة العصا التي تؤدي الى إحداث جروح في حبات الزيتون بحيث تصبح هذه الجروح مدخلاً للفطريات التي تؤدي بدورها الى تعفن الثمار وزيادة نسبة الأسيد عن المعدل العالمي.
من أفدح الأخطاء التي يرتكبها المزارعون هو تكديس زيتونهم في أكياس قد تنتظر يومين أو ثلاثة أيام قبل أن يأتي دور عصرها، وخلال هذه الفترة ترتفع حرارة الزيتون يوماً بعد يوم داخل الأكياس المحكمة الإقفال الأمر الذي ينتح عنه تكاثر الفطريات المسببة للتعفن مما يرفع نسبة الأسيد في الزيت فيتحول هذا الزيت من زيت باب أول للغذاء الطازج الى زيت لصناعة الصابون. والأسلوب الصحيح للحصول على زيت زيتون طيب وذي نوعية جيدة هو نقل الزيتون من الحقل دون تأخير إلى المعصرة بحيث يتم عصره قبل طلوع شمس النهار التالي، ويتطلب ذلك تنسيقاً بين المزارع وبين المعصرة وكذلك عملاً أكثر تنظيماً من قبل المعاصر بحيث يعطى لكل مزارع موعد محدد لجلب الزيتون للعصر، وهذا يتطلب بصورة خاصة أن تنظم معصرة الزيتون عملها وأن لا تسمح بجلب أكياس الزيتون ورميها في أنحاء المعصرة فهي تتحمل قبل غيرها مسؤولية أولى في تأمين حصول المزارع على زيت جيد النوعية، أما الأسلوب الحالي فإن المعصرة لا تبدو مهتمة إلا بتقاضي أجور العصر من دون تقديم النصح للمزارع أو تنظيم العمل بصورة تحمي مصالح المنتجين وسمعة الزيت اللبناني.

زراعة الورد الشامي

زراعة الورد الشامي

ثــــــروة اقتصــــادية وعلاجــــية

اللتر الواحد من زيت الورد قد يباع بـ 12 ألف دولار
والحصول عليه يحتاج إلى أربعة أطنان من بتلات الورد

الاستخدامات الكثيرة للورد تجعل منه زراعة اقتصادية
ومستخلص الورد الدمشقي صيدلية قائمة بذاتها

لبنان عرف الورد الجوري واستعمله لإنتاج ماء الورد
لكن الورد الدمشقي من أهم الزراعات البديلة الواعدة

حذار مكافحة آفات الورد بالمبيدات لأنها تنتقل
إلى مقطر ماء الورد والمربى والزهورات

لا توجد كلمة تثير في النفس من المشاعر والراحة والخيال التعبيري والشعري ما تثيره كلمة “الورد” في النفوس والأذهان، وهي على الأرجح مع كلمات مثل القمر أو الشمس أو البحر من أكثر الكلمات تداولاً في آداب الشعوب وفي تراثها الثقافي، لكن عندما يتحدث الناس في بلادنا عن “الورد” فإنهم غالباً يعنون بذلك نوعاً محدداً منه هو الورد الدمشقي (أو الشامي) الذي عرف على مدى الأزمان باعتباره “ملك الورود” بسبب جمال أزراره وورداته المتفتحة وكذلك لونه الوردي الزاهي وعطره الفواح وهي صفات أهّلته لكي يصبح رمزاً للمحبة والطهر والإيمان والجمال. ولفرط الإعجاب بالورد والتعلق باستخدامه استكشفت الحضارات السابقة التي كانت لها خبرات واسعة في الفوائد الطبية أو الغذائية أو التزيينية للنباتات والأعشاب وسائل وحرفاً عديدة للإفادة من الورد الدمشقي وهي سرعان ما وجدت له من الاستخدامات ما لا حدّ له، فهم بدأوا بتقطير بتلاته لصنع ماء الورد وصنعوا من تلك البتلات مربى الورد اللذيذ وجعلوا منه مكوناً أساسياً في “الزهورات” التي يتم تناولها كشراب دافىء صحي، وفي بعض الحلويات مثل الملبن، ثم تمكنوا من استخراج زيته الغالي الثمن لاستخدامه في صناعة العطور، ثم انكبوا على درس خصائصه الطبية وسجلوا عشرات الحالات والعلل التي يمكن للورد أو مائه أم مغليه أن يساعد على شفائها. وبسبب تلك الفوائد تهافت الناس في بلاد الشام وبلدان المنطقة على زراعة الورد الدمشقي ولم يمض وقت حتى كان الرحالة الأجانب أو التجار أو الجنود ينقلون شتلات الورد إلى بلدانهم، فانتقلت زراعة الورد الدمشقي بذلك إلى أوروبا وآسيا وازدهرت في بلدان معينة مثل بلغاريا وفرنسا وتركيا والهند وهي دول تعتبر من أكبر المنتجين للورد الدمشقي في العالم.
فما هي قصة الورد الدمشقي؟ كيف يمكن زراعته والعناية به والحصول على الفوائد الكثيرة التي يقدمها؟

يعتبر الورد الدمشقي Rosa Damascena من أشهر أصناف الورد إطلاقاً، وهو واحد من نوعين فقط من الورد في العالم يمكن استخراج الزيت العطري منهما (النوع الثاني هو الورد الجوري Rosa centifolia المعروف في بلادنا أيضاً(، كما إن الورد الدمشقي لا يزرع بكميات تجارية إلا في أمكنة معينة حول العالم لأنه يتطلب مناخاً معتدلاً وتربة معينة، ورغم شهرته المتزايدة في لبنان فإن الورد الدمشقي سبقه في الشهرة الورد الجوري وهو نوع من شجيرات الورد التي تعطي في موسم الربيع إنتاجاً وفيراً من ورود أصغر حجماً وأقل كثافة في البتلات ولموسم إزهار قصير نسبياً بالمقارنة مع موسم الورد الدمشقي الذي قد يطول من الربيع وحتى أواسط الخريف، لكن الناس تخلط أحياناً بين النوعين وتطلق على الورد الدمشقي اسم “الورد الجوري”. وكان اللبنانيون ولا يزالون يستخدمون الورد الجوري لتقطير ماء الورد الزكي الرائحة لكنه أقل تركيزاً في عطره من ماء الورد المنتج من الورد الدمشقي، ولهذا السبب ربما نجد أن زراعة الورد الدمشقي بدأت تنتشر بصورة متدرجة سواء كزراعات منزلية أم كزراعات واسعة بهدف تقطير ماء الورد، لكن بالدرجة الأولى من اجل زيت الورد الغالي الثمن والمطلوب كثيراً في الخليج، ولاسيما في المملكة العربية السعودية.
وتعتبر بلغاريا أكبر بلد منتج للورد الدمشقي ومشتقاته وخاصة الزيت العطري ومن البلدان المنتجة الرئيسية أيضاً كل من تركيا وإيران والمغرب والهند والصين. ويعتبر زيت الورد الدمشقي الأكثر استخداماً في صناعة العطور ويمثل 90% من الزيوت الأساسية المنتجة في العالم بينما يأتي الـ 10 % من زيوت العطور من الورد الجوري. ويتطلب إنتاج لتر واحد من زيت الورد نحو أربعة أطنان من الورد الدمشقي، وهذا ما يفسر الثمن الباهظ لزيت الورد والذي يتراوح بين ثمانية آلاف و12 ألف دولار للكيلوغرام.

تاريخ الوردة
تمّ تهجين الورد الدمشقي من ثلاثة أنواع من الورد العطري بعضها كان برياً، لكن الورد الدمشقي المحسّن لم يعد موجوداً كورد برّي، ويعتقد أن أصله يعود إلى بلاد الشام وإلى دول منطقة الشرق الأوسط عموماً، لكن الأبحاث الجينية الأخيرة أظهرت أن الورد الدمشقي يحمل أيضاً جينات من المناطق الجبلية في آسيا الوسطى.
انتقلت نبتة الورد الدمشقي من المنطقة إلى أوروبا نتيجة للحروب الصليبية ودخول الألوف من الجند الأوروبيين إلى بلاد الشام، وينسب المؤرخون إلى القائد الصليبي روبير دوبري الفضل في نقل الورد الدمشقي من مدينة دمشق في سوريا إلى أوروبا. ووفق روايات أخرى فإن الرومان هم الذين جلبوا الورد الدمشقي معهم إلى جنوب بريطانيا بينما تقول رواية ثالثة إن الطبيب الخاص للملك هنري الثامن أهداه شجيرة من الورد الدمشقي في حوالي العام 1540.
وبرغم الشهرة التقليدية لبلغاريا وتركيا في صناعة أنواع الزيوت المستخرجة من الورد فإن الهند تفوقت مع الوقت في إنتاج كميات كبيرة وبسعر أقل بالنظر إلى رخص اليد العاملة، وتشتهر مدينة الطائف في المملكة السعودية في إنتاج الورد الدمشقي الذي يسمى في السعودية “الورد الطائفي” لكن القسم الأكبر من زيت الورد العالي النوعية الذي يباع في المملكة مستورد.

زراعة الورد الدمشقي
يمكن القول إن زراعة الورد الدمشقي على نطاق واسع ولأغراض التصنيع ما زالت محدودة وهذا على الرغم من المناخ اللبناني المثالي لإنتاج هذه الوردة التي تعتبر منتجاً اقتصادياً ممتازاً ويمكن أن تتحول إلى إحدى الزراعات البديلة التي تساهم في تنمية الريف اللبناني وقراه. لكن إدخال الورد الدمشقي كمنتج اقتصادي يتطلب إعادة تخصيص مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لهذا الغرض، وهناك مساحات كبيرة في الجبال اللبنانية أو في سهل البقاع غير مستخدمة استخداماً فعالاً، وهذه يمكن تحويل استخدامها لهذه الزراعة المربحة، وأي توسع في زراعة الورد الدمشقي سيجرّ حتماً إلى قيام صناعات لتقطيره أو لاستخراج زيته العطري الغالي الثمن، وهذا التطور يمكنه أن يخلق فرص عمل كثيرة لأبناء القرى ويعزز الاقتصاد الريفي فضلاً عن فوائده السياحية غير المباشرة، إذ إن حقول الورد يمكن أن تصبح مقصداً أو جزءاً من مشاريع للسياحة البيئية.
في هذا المقال، لن نركّز على خيار الزراعة الواسعة بل سنركز بصورة خاصة على زراعة الورد الدمشقي كمشاريع صغيرة أو متوسطة تلائم طبيعة الملكيات والواقع الريفي في الجبل بصورة خاصة.

“التعشيب الدائم لشتلات الورد ونكش تربتها أساسيان لعدم قدرة جذوره على منافسة الأعشاب الطفيلية الضـارّة”

ورد طائفي ملكي من إنتاج العربية للعود
ورد طائفي ملكي من إنتاج العربية للعود

تكثير الورد
إن الخطوة الأولى في إنشاء مشروع للورد الدمشقي هي بالطبع اختيار المساحة التي ستخصص لهذا الغرض، ثم توفير الشتول الناضجة التي يمكن الحصول عليها من مشاتل متخصصة بعمر سنتين وبسعر قد لا يزيد على 3 دولارات للشتلة، وهذا سعر معقول. لكن ما إن ينجح مشروع الورد حتى يمكن تكثير الشجيرات وتوسيع الزراعة من خلال التكثير المحلي. والمصدر الأول لتكثير الورد داخل البستان هو العُقَل أو “الأقلام” التي يمكن الحصول عليها عند تقليم الشجيرات في الشتاء تحضيراً لها لموسم إزهار جديد. ويمكن للمزارع اغتنام فرصة التقليم لانتقاء العقل الجيدة من الشجيرات علماً أن العقل الأفضل هي التي يتم أخذها من أسفل سيقان الوردة، كما إن العقل القاسية من الورد المختارة من السوق النامية في العام السابق أعطت أفضل النتائج لجهة نجاح التجذير والنمو. وبيّنت الدراسات أن أفضل وقت لأخذ العقل المعدة للتكثير هو شهرا كانون الثاني وشباط لأن العصارة النباتية تكون عندها في حالة سكون.
ويتمّ غرس العُقَل في أثلام أو مساكب بعد برش أسفل العقلة قليلاً بسكين أو قطع الطرف السفلي بصورة مائلة بما يشجع على نمو الجذور، على أن يتم نقل العُقَل بعد تطور نموها إلى عبوات زراعية والعناية بها لمدة سنة قبل نقلها إلى مكانها النهائي. ويمكن الاستغناء عن الخطوة الأولى بغرس العُقَل مباشرة في عبوات زرع بلاستيكية من الحجم الوسط (قطر 20 سم) مع ضغط التراب بقوة حولها منعاً لتسرب الهواء، ويتابع ري العقل بعد أن تورق وتبدأ بالنمو حتى موسم الزرع في نهاية الخريف ومطلع الشتاء، حيث يتمّ غرس الشتول الناتجة عن العُقَل في مكانها النهائي.

أسلوب الزرع
يتوقف أسلوب زرع الورد الدمشقي على عدة عوامل أهمها المساحة المخصصة له والغاية من زرعه أهي للزينة وللإستخدام المنزلي أم لأغراض تجارية. في الاستخدام للأغراض التجارية يفترض وجود مساحة واسعة مخصصة لزرع الورد وفي هذه الحال من الأفضل زرع الورد في صفوف متوازية بعد العمل على تخصيب التربة بالأسمدة العضوية مع ريّها بالنقطة وذلك لتوفير المياه ولتسهيل عملية القطاف والمعاملة مثل التقليم والنكش والتسميد. وفي حالات أخرى يتم زرع الورد الجوري كسياج للأرض أو على السياج المحيط بالمنزل وهذا الخيار يعطي عدة فوائد فهو يوفر الحماية المنتظرة من سياج شائك كما إنه يعطي منظراً رائعاً لمحيط الحديقة في موسم الإزهار وأخيراً فإنه يوفر الورد الذي يمكن الاستفادة منه بطرق مختلفة.

الري والتغذية
الورد الدمشقي لا يحتاج إلى الري الدائم ويمكنه أن يتحمل الري المتباعد خصوصاً مع زيادة عمر الشجيرة، وفي حال عدم توافر المياه بصورة كافية يمكن توفير الكميات المستخدمة لري الورد عبر تغطية الأثلام بغطاء كثيف من الحشائش اليابسة أو “السميسمة” أو ورق السنديان المتجمع في الأحراج وأي غطاء من النباتات حتى الخضراء يؤدي الغرض.
التغذية : يحتاج الورد إلى التغذية عبر التسميد المنتظم لأن الوردة يمكن أن تبقى في مكانها لسنوات طويلة ولا بدّ بالتالي من تجديد البيئة الغذائية للتربة الحاضنة سواء عبر التسميد الطبيعي وهو الأفضل لأنه يزيد في نوعية عطر الورد وقيمته الغذائية في حال استخدامه لصنع مربى الورد، لكن الأسلوب المهم لتغذية الورد هو مياه السماد العضوي المسماة أحياناً “محلول” الروث الحيواني Manure soup أو شاي الكومبوست Compost tea، ويمكن الحصول على ذلك بتثبيت خزان أو خزانين سعة 2,000 لتر للواحد ووضع كيس من سماد الماعز أو الدجاج البيتي أو الاثنين معاً مع العناية بوضع مضخة لتدوير المياه في الخزانين وهذا الأسلوب يحافظ على تهوئة المياه ويؤدي إلى إنتاج محلول غني جداً بالمواد الغذائية الطبيعية.
زراعة غراس الورد: يفضل زراعة غراس الورد خلال طور سكون العصارة في نهاية فصل الشتاء. من أجل ذلك تحفر حفرة بعمق 45 سنتم وتخلط التربة بمثلها من السماد العضوي ثم يوضع قليل من هذه الخلطة في أسفل الحفرة وبعد التأكد من وضع الغرسة بالشكل المناسب يردم خليط التراب والسماد حول الغرسة وترصّ التربة ثم تروى الغرسة. وتختلف المسافة بين الغرسة والأخرى حسب الهدف من الزراعة ونوع الصنف ورغبة صاحب الحقل.
من المفيد هنا الإشارة إلى ضعف قدرة جذور الورد على منافسة جذور النباتات الأخرى التي قد تحيط بها، لذلك فإنه من المهم جداً القيام بالتعشيب الدائم لأغراس الورد ونكشها وتسميدها في كل موسم.

المتطلبات البيئية
يحتاج الورد إلى الإضاءة الشديدة والحرارة المرتفعة ويلاحظ أن الإنتاج الأوفر من الورود يحصل في فصل الربيع والصيف حيث الإضاءة والحرارة كافيتان وعليه، فإنه لا ينصح بزراعة الورد الدمشقي في الأماكن الظليلة لكونه يحتاج على الأقل إلى 6 ساعات يومياً من أشعة الشمس المباشرة.
التربة: يفضل الورد التربة العميقة المتوسطة القوام الغنية بالمغذيات العضوية ولا تنجح الشجيرة في الأراضي الدلغانية أو الضعيفة التهوئة حول الجذور، كما إنه من المفيد عزق التربة وتحريكها وتفكيك التربة السطحية وتهوئتها.
الريّ: تفضل طريقة الريّ بالتنقيط، وإذا استخدم الريّ العادي (بالخرطوم) يفضل عدم رش الساق والأوراق منعاً من الإصابة بالأمراض، وتختلف احتياجات النبات من الماء بحسب الموقع والصنف ونوع الأرض ومرحلة النموّ وعمر الشجيرة وبحسب الظروف البيئية، وتؤدي عملية الريّ المنتظمة إلى زيادة النموّ الخضري وزيادة نسبة الورود التي تظهر على الشجيرة.
التقليم: تتم عملية التقليم خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع أي قبل بدء النمو الجديد وتزال الأفرع الميتة والتالفة كما تزال التفرعات المتجهة إلى وسط الشجرة ويكون التقليم حسب الصنف والغاية من الزراعة. وتكون عملية القطع فوق العيون (البراعم النائمة) بميل 45 درجة عن محور الساق، وذلك لمنع تجمع قطرات الندى والمطر التي تؤدي إلى حدوث تعفّن. وتختلف طريقة التقليم بحسب الهدف من تربية الشجيرة لأن هناك التربية العالية والتربية القصيرة ويجب بشكل عام أن تتناسب طبيعة التقليم مع طبيعة الصنف فمثلاً يستخدم التقليم الجائر للأفرع التي لها من العمر أربع سنوات وذلك بهدف تشجيع نمو أفرع نشطة تسهم في زيادة الإنتاج. ويستخدم التقليم المستمر لأصناف الورد التي تنتج أزهاراً عنقودية من مجموعات الورد وذلك للحصول على تفرعات وأزهار وفيرة.

معلومات سريعـــــــــــــــــــــــــة

• في الأرض المروية يمكن غرس ما بين 1,500 و2,000 شجيرة ورد بالدونم
• ويمكن أن يصل حجم الشجرة في الزراعة المروية إلى متر ونصف أو مترين ونصف المتر طولاً
• يعطي كل كيلوغرام من الأزهار 800 غرام من ماء ورد وكل واحد كيلوغرام من بتلات الورد واحد كيلوغرام من ماء ورد
• كل أربعة أطنان من الورد الشامي تنتج لتراً واحداً من زيت الورد
• يتراوح سعر اللتر الواحد من زيت الورد الشامي ما بين 10 إلى 12 ألف دولار
• تحمل شجيرة الورد الشامي أزهاراً عطرية وردية اللون تتفتح أزرارها في فصل الربيع وتتراوح أعدادها ما بين 1,500 و2,000 برعم للشجيرات المروية وقد يصل إلى 5,000 برعم بينما يتراوح عدد البتلات ما بين 30 و40 بتلة تقريباً للزهرة الواحدة
• يبلغ متوسط وزن الزهرة الواحدة ما بين 2 إلى 2.5 غرام

الآفات التي تهاجم الورد
المن: وهي حشرة صغيرة جداً متعددة الألوان تتطفل على النموّات الحديثة وعلى حواف البراعم الزهرية وأعناقها مؤدية إلى تشوّهها والتفافها بفعل سحب العصارة النباتية، كما إن مخلفات المنّ تجذب الحشرات الأخرى وبخاصة النمل وتؤدي الإصابة الشديدة إلى ظهور سائل عسلي يسمى الندوة العسلية يتحول لونه إلى أسود. يكافح المنّ بالأسلوب الطبيعي عبر رشه بمزيج من خل التفاح وبودرة الحر الأحمر اللاهبة وربما مع إضافة مقطر الصعتر إذا وجد، وهذه الخلطة كافية لإزالة المنّ بما في ذلك المن القطني.
التربس: وهو حشرة صغيرة تهاجم الأزهار وقمم الأفرع والأوراق وتؤخر من تفتح الأزهار، وهذه الآفة يمكن التخلص منها برش الخلطة المقترحة سابقاً لمعالجة آفة المنّ.

bw مصنع حديث لاستخراج زيت الورد الدمشقي تمهيدا لاستخدامه في صناعة العصوز الباريسية
bw مصنع حديث لاستخراج زيت الورد الدمشقي تمهيدا لاستخدامه في صناعة العصوز الباريسية

البياض الدقيقي : وهو مرض فطري يصيب الأوراق والأفرع والبراعم الزهرية وتؤدي الإصابة به إلى اتلاف الأوراق وذبولها كما تذبل الأزهار قبل تفتحها ويظهر مسحوق أبيض اللون أو رمادي يغطي الأوراق والأفرع، وهذا المرض من أخطر أمراض الورد ويزداد مع شدة ارتفاع الحرارة والرطوبة، لكن المرض ينتشر أكثر بسبب كثافة المجموعة الورقية للوردة وعدم تقليمها بطريقة صحيحة تسمح بدخول الشمس والهواء إلى داخلها، وينصح باستخدام مبيد فطري طبيعي مثل التغبير بالكبريت أو الجنزارة أو خليط من العنصرين أو استخدام مبيدات فطرية كيميائية مخصصة للزراعة العضوية.
الصدأ: وهو من الأمراض الخطرة التي تصيب الورد وتسبب ظهور بقع وبثور وردية إلى برتقالية على الأوراق والأفرع وتؤدي إلى زيادة فقد الماء وجفاف النبات بل وموته عند الإصابة الشديدة. ينصح بإزالة الأجزاء المصابة من الأسفل فوراً وحرقها لحماية باقي أجزاء الوردة كما ينصح بتجنب ترطيب الأوراق عند الري ومراعاة تهوئة الشتلة والمحافظة على قوتها الطبيعية.

حذار المبيدات الكيميائية
ومن الواجب التحذير هنا من أن المزارع يسارع في حال إصابة الورد بمثل هذه الآفات إلى رشّ الورد بالمبيدات السامّة الحشرية أو الفطرية بصورة متكررة، وهذه المبيدات عدا عن أنها تخلق مع الوقت مناعة عند البكتيريات والحشرات فإنها خطرة في حال استخدام الورد لتقطير ماء الورد لأن الترسبات السامة ستنتقل إلى ماء الورد الذي يستخدم في حالات كثيرة لترطيب العين أو البشرة، كما إنها ستنتقل إلى المربيات التي تصنع من بتلات الورد وتبقى فيها على شكل رواسب خطرة على الصحة.

لهو ومرح في مدينة اسبارطة التركية قبل الحصاد إلى وحدة تصنيع زيت الورد
لهو ومرح في مدينة اسبارطة التركية قبل الحصاد إلى وحدة تصنيع زيت الورد

تصنيع زيت الورد الدمشقي في بلدة تركية

تقع مدينة إسبارطة التركية في جنوب غربي البلاد على ارتفاع 1035م وهي غير إسبارطة اليونانية المعروفة التي خلدها هوميروس في الإلياذة. لكن رغم أن إسبارطة التركية ليست شهيرة بتاريخها فإنها شهيرة بزراعة الورد الدمشقي بحيث تسمى “مدينة الورود”. يعيش في المدينة نحو 222,500 نسمة يعمل قسم كبير منهم في حقول الورد المنتشرة على مدّ النظر حول المدينة أو في تصنيع زيت الورد في وحدات إنتاج حديثة. وتضم إسبارطة شركة سِبات أكبر منتج لزيت الورد في تركيا.
يبدأ قطاف الورد الدمشقي في إسبارطة في مطلع شهر حزيران حيث يكون الإزهار في ذروته ونسبة الزيت في الورد بلغت أيضاً أقصاها، ويتم قطاف الورد في الساعات الأولى من الفجر والصباح الباكر قبل صعود الشمس في السماء وقبل أن تتفتح الوردة فتكشف كمية الزيت فيها للتبخر لأن زيت الورد زيت طيار مثل غيره من الزيوت العطرية وهو قابل للتبخر بفعل الحرارة. ويتم قطاف الورد يدوياً ومن خلال تعاون أفراد الأسرة الزارعة للورد ثم ينقل الورد حوالي الساعة العاشرة صباحاً في سلال كبيرة سعة الواحدة منها 15 كلغ إلى مصنع استخراج زيت الورد الواقع على بعد 5 دقائق بالسيارة من الحقول. وتتم معالجة بتلات الورد في خزانات سعة الواحد منها 500 كلغ، وبعد التحقق من الوزن يتم إلقاء بتلات الورد في الخزان لتملأه حتى ثلاثة أرباعه ويضاف 1500 لتر من الماء ويتم تسخين المزيج حتى يبدأ بالغليان في عملية تسمى “التقطير” وعندها يبدأ جمع المياه المتبخِّرة والحاملة للزيت (ماء الورد) في خزان آخر، وهذه العملية يجب إعادتها ثلاث مرات بحيث يتم تقطير المزيج كل مرة بهدف تبخير المزيد من الماء وزيادة نسبة زيت الورد في ماء الورد المقطر. بعد ذلك يتم فصل زيت الورد الذي بسبب خفة وزنه يعوم على المياه فيتم جمعه وفصله ثم يمرّ أخيراً بعملية تكرير من الشوائب وبقايا الرطوبة ليصبح زيت ورد صافياً وجاهزاً للتصدير أو البيع في الأسواق.

موسم التين

التغيُّر المناخي حقيقة وآثاره بدأت بالظهور

مـاذا تعلمنــا من كارثــة تلــــف

موســم التيــــن العـــــام 2016

أصيب موسم التين العام الماضي بكارثة حقيقية لم يُر مثلها في سالف الأيام، وذلك عندما بدأت أفواج ثمار التين، فوجاً بعد آخر، تتشقق قبل نضجها فيتكاثر عليها البرغش والحشرات فتفسد نتيجة لذلك، وتتهرأ ثم تتساقط تحت الأشجار. وثمار التين المتشققة تفقد خواصها المميزة ونسبة كبيرة من السكريات، وتصبح بالتالي غير صالحة للتسويق والأكل والتصنيع.
يجب القول بادئ ذي بدء بأن الكثير من الأمراض والآفات الزراعية التي نراها تتكاثر وتصيب زراعاتنا لها أسباب عدة أهمها، تدهور البيئة الطبيعية، وتكاثر الطفيليات والحشرات الضارة في مقابل زوال الكثير من الأعداء الطبيعيين لتلك الآفات، كما أن لما يحصل علاقة محتملة بظاهرة التغيُّر المناخي، وما يتسبب به من تسخن للجو الأرضي، وتغيرات مناخية من أهمها حصول تقلبات مفاجئة بين مواسم برد شديد وبين موجات حرّ قياسية، وهذا النوع من المناخ “المتطرف” بدَّل كثيراً البيئة الحيوية للنباتات والعناصر التي تؤثر في إنتاجية الأشجار المثمرة. وفي لبنان نجمت الكارثة بصورة خاصة عن موجات رطوبة شديدة في الليل كانت تتبعها موجات حرارة مرتفعة خلال النهار، وهو ما خلق مناخاً إستوائياً غير ملائم إطلاقاً لثمرة التين التي تحب الطقس المعتدل للبنان واعتادت عليه طويلاً.
لا شيء بالطبع يمنع أن نشهد تكرار هذا النوع من الطقس غير المألوف بالنسبة إلى التين، لكننا نأمل أن يكون ما حدث الصيف الماضي حالة شاذّة، لأن مناخ لبنان هو في الأصل مناخ مثالي لزراعة التين، ولا يبدِّل في هذا الواقع بعض التقلبات الطارئة عليه، فطبيعتنا تختلف عن طبيعة الكثير من دول العالم التي تهتم بزراعة التين مثل دول شمال أفريقيا وغيرها التي تحدث فيها عواصف رملية صحراوية تؤدي إلى تخرّش حبات التين ومن ثمّ مهاجمتها من الأمراض وتعفنها.

مكانة التين في لبنان
تعتبر شجرة التين من أقدم الأشجار التي زرعها اللبنانيون، وهي من الأشجار القويّة والمعمِّرة التي قد يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار وقد تعيش لأجيال مديدة، وهي تزرع في جميع المرتفعات والمناطق اللبنانية من الساحل إلى الجبل، لأنها تتحمل التقلبات بين ارتفاع الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً، لكنها تنمو بشكل جيد وتعطي إنتاجاً وفيراً في المناطق الوسطى، وهي مصنّفة ضمن الاشجار الشبه إستوائية. وشجرة التين يمكنها أن تنمو في كافة أنواع التربة لأنها تتميز بمجموع جذري قوي له قدرة على التغلغل بين حبيبات التربة وخاصة الصغيرة منها مثل التربة الطينية (الدلغانية) لكنها تنمو بشكل جيد وتعطي انتاجاً أفضل من حيث الكمية والحجم والجودة في الأراضي العميقة والجيدة الصرف والغنية بالمواد الغذائية.

ظاهرة تشقق التين
ينجم عن تشقق ثمار التين عند نضجها (أو قبله)عوامل عدة أهمّها:
• الإفراط في الريّ، وعلى عكس ما يظن، فإن التين برغم كونه شجرة بعليّة، يمكن ريّه في حالات الجفاف وانقطاع الأمطار في الربيع لأن الري يحسّن نضارة الشجرة ويزيد الفروع المثمرة، لكن الإفراط في الريّ، في موسم نضج الثمار، يمكن أن يتسبّب بتشقق التين ويضعف مناعته، ويجب لذلك اجتناب زرع الخضار الصيفية المرويّة في أماكن وجود التين وتخصيص حقول منفصلة أو مزروعة بأشجار مثمرة لأن هذه عموماً تحب الماء في الصيف.
• ارتفاع الرطوبة الجوية التي تقلل كثيراً من عملية التبخر في الأشجار فتذهب العصارة النباتية بكميات كبيرة إلى الثمار وتؤدي إلى تفجير خلايا التين وتشققها. وبعد تشقق الثمار تدخل إليها الرطوبة (الندى) فتلتقط الفطريات التي يحملها الهواء ما يؤدي إلى تعفنها.

مكافحة تشقق التين
تقتصر أعمال مكافحة تشقّق ثمار التين على بعض الأعمال أهمها:
1. تنظيم الريّ (عندما لا يكون بستان التين بعلياً) بشكل مدروس حسب حاجة الأشجار والتربة إلى الماء مع وقف عمليات الريّ قبل شهر من بدء نضج الثمار.
2. تحسين قدرة الأرض على صرف الماء الزائد، ويتم ذلك بعد إجراء فحص للتربة في المراكز التابعة لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في المحافظات والمناطق اللبنانية التابعة لوزارة الزراعة، وتحديد مدى حاجة التربة للعناصر الغذائية الضرورية لأشجار التين.
3. زراعة أنواع مقاومة للرطوبة والجفاف (تعطي ثماراً متماسكة ولا تتشقق).
4. الاهتمام بأشجار التين والعناية بها حتى يصبح نموها الخضري جيداً ويساعد على تظليل الثمار وحمايتها من الحرارة المرتفعة نهاراً والحرارة المنخفضة ليلاً مما يساعد على حمايتها من التشقق.

ظاهرة تعفن التين
يعتري ثمار التين الكثير من الأمراض الفطرية وخاصة الفطريات الناقصة التطور مثل البينيسيليوم الذي ينمو في جميع الظروف المناخية. أما أعراض إصابة ثمار التين بالتعفن فتحدث بعد تشققها أو بعد إصابتها بالحشرات التي تثقبها مما يؤدي إلى إحداث مدخل للفطر، وتختلف ألوان الثمار المصابة بالتعفن بحسب نوع الفطر ولون الثمار.
أما الأسباب المباشرة لتعفن التين فهي:
ذبابة ثمار التين: Lonchae Aristella Bec
الأعراض: ثقوب صغيرة في الثمار من جراء غرز آلة وضع البيض للذبابة داخل الكوز. بعد فقس البيض، تبدأ اليرقات بالتغذية على لب الثمار وتؤدي الى تلف الثمار وتعفنها وعند فتح الثمرة المصابة نلاحظ وجود اليرقات ثم يتساقط عدد كبير من الثمار على الأرض والمتبقي على الشجرة غير صالح للأكل.
المكافحة: جمع الثمار المصابة وحرقها، كما من المفضل اللجوء إلى المكافحة الفيرومونية بهدف اجتذاب الحشرات إلى المصائد والتي تعطي نتائج جيدة.
حشرة التين الشمعية Fig Wax Scale: تعتبر من الآفات الرئيسية التي تضرّ بأشجار التين وتصيب الفروع والأوراق والثمار، وتنتشر في المناطق التي تكثر فيها المكافحة الكيميائية والتي تقضي على الأعداء الطبيعيين للحشرة. تتغذى الحشرة على العصارة النباتية ثم تفرز ندوة عسلية بكثرة تؤدي الى نمو الفطر الأسود فتضعِف الشجرة وتشوِّه الثمار وتؤدي الى تساقطها.
المكافحة: التخلص من الفروع والأوراق والثمار المصابة بقدر المستطاع وحرقها، واتباع سياسات مكافحة بيولوجية وغير كيميائية تحافظ على الأعداء الطبيعيين لهذه الآفة وبالتالي تحدّ من انتشارها.

تلف موسم التين نموذج عن ما ينتظرنا بسبب التغيّر المناخي
تلف موسم التين نموذج عن ما ينتظرنا بسبب التغيّر المناخي

تعاونيات النحل والغياب الكبير

لتعاونيات النحل في لبنان دور أساسيّ في دعم النحّال أبرزها التدريب، لأن مهنة النحل معقدة وتحتاج إلى احتراف وإلى معرفة وانضباط، وأهم شيء تحتاج إلى إستقامة في العمل فلا ينساق النحال إلى أساليب الغش أو التلاعب بهدف زيادة ربحه، والتعاونية يمكنها هنا أن تقدم المثل الأعلى وأن تدرب مربّي النحل على هذا الفن القائم بذاته، والذي يحتاج إلى شغف ومثابرة ومراكمة خبرة، وإذا لم تتوافر الخبرة والكفاءة للتعاونية فيمكنها دائماً الاستعانة بخبراء مستقلين من خارجها.
في نطاق التدريب نذكر مثالاً هو أهمية مراقبة ظهور الآفات، وتأمين الدواء وتعليم النحال كيفية وتوقيت وضعه في الخلايا، توزيع الخلايا في الأماكن المدروسة، تحديد عدد الخلايا في المكان الواحد تجنباً للمزاحمة بين العاملات، تأمين الشمع الخام الخالي من الأمراض وخاصة مرض تعفن الحضنة الأمريكي، وطرق التطريد الاصطناعيّ وأوقاته، وطرق تصريف الإنتاج وتحديد أسعاره وتحسين وضع النحال الاقتصادي والتنسيق مع البلديات والجمعيات البيئية لتشجيعها على زراعة الأشجار والنباتات العطرية الرحيقية بدلاً من الأشجار والنباتات التزينيّة غير المفيدة للنحل.
لكننا إذا نظرنا إلى واقع تعاونيات النحل نجد بعضها لا يهتم بالنحالين على الإطلاق ولا يعقد اجتماعات ويرتب الانتخابات في الكواليس و”بمن حضر” وهذه التعاونيات تصبح وسيلة لترويج مصالح البعض لكن لا فائدة تنتج عنها للمهنة أو للنحالين. وهناك تعاونيات تفتقد إلى المبادرة وتنتظر من يقدّم لها المساعدة، بينما قلّة قليلة من التعاونيات هي التي تعمل بنشاط لخدمة المهنة والأعضاء. أكبر دليل على غياب التعاونيات في قطاع النحل نسبة الغش المتزايدة في العسل والممارسات العشوائية لاستخدام المبيدات وغير ذلك، فمن أين سنبدأ إذاً في تطوير قطاع العسل اللبناني وحماية سمعته لدى المستهلك أو لدى أسواق التصدير؟

“الضحى”

ازهار الخزامي

زراعتها منتشرة في أوروبا وبدأت تتّسع في لبنان

أزهار الخُزامى العطريّة

جمـــــال وعـــــلاج وثـــــروة إقتصاديـــــة

تعتبر الخُزامى العطريّة Lavnendula. Officinalis من أشهر النباتات في العالم ومن أكثرها فائدة من النواحي الطبية والمنزلية والاقتصادية. ومن أهم عوامل الجذب في عشبة الخُزامى سهولة زرعها والعناية بها وطول عمرها والنسبة العالية من الزيت العطري الذي يمكن الحصول عليه منها بطريقة التقطير العادية. ولزيت الخُزامى استعمالات عدّة في الطب البديل وفي صناعات الصابون والعطور ومستحضرات التجميل وبعض الزيوت الطبية، وبسبب الطلب عليه فقد بات لهذا الزيت قيمة كبيرة، مما قد يجعل منه مصدر دخل حقيقيّاً في مشاريع الزراعة الكثيفة للخزامى العطريّة، كما يحصل خصوصاً في فرنسا والعديد من الدول الأوروبية. وفي لبنان لم تنتشر زراعة الخُزامى العطريّة على نطاق تجاري حتى الآن، لكن الإهتمام بها يزداد يوماً بعد يوم بسبب تزايد الطلب على الزيت العطري المستخرج منها. ولزراعة الخُزامى فوائد أساسية لمربي النحل بسبب الإقبال الكبير عليه من عاملات النحل، وهو يعتبر بالتالي، مع أعشاب أخرى مثل الصعتر وإكليل الجبل والقصعين، من الأعشاب الرحيقية العظيمة الفائدة لإنتاج أفضل أنواع العسل ذي الطعم المميز والخصائص الشفائية، وقد بدأ العديد من البلديات والجمعيات في لبنان بتنفيذ مشاريع لتوطين الصعتر وغيره من النباتات العطريّة بهدف تشجيع تربية النحل والاستفادة في الوقت نفسه من هذه المحاصيل العشبية لأغراض تجارية.

أنواعُه وخصائصُه
توجد الخُزامى بأنواع عديدة، لكن الأكثر انتشاراً منها في لبنان هو الخُزامى الإنكليزية وكانت تسمى Lavnendula. Officinalis والميزة الأهم لهذا النوع هو تحمله الجيد للصيف اللبناني في المناطق الجبلية، بحيث إن في إمكانه النمو والاستمرار لسنين طويلة دون حاجة لريّه، وإن كان الريّ المتقطع له في الصيف يساعد على نموه ويحسن إنتاجه من الأزهار. وللخزامى الإنكليزية (والبعض يسميها الخُزامى المُغربيّة) ميزة أساسية على الأنواع الأخرى مثل الخُزامى الهولندية هي أزهارها الكثيفة وطيب رائحتها والنسبة العالية من الزيت العطري الذي يمكن استخراجه منها، علماً أن الخُزامى تعطي أعلى نسبة من الزيت العطريّ إذا زُرِعت على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر وما فوق.
رغم أنها تُزرع في المناخات المعتدلة، فإن الخُزامى العطريّة تحقق أفضل النتائج في الأماكن المشمسة والتربة الجافة الجيدة الصرف والمختلطة بالحصى والتي تمرر بالتالي كميات كافية من الهواء لقاعدة النبتة وجذورها السطحية، وهي لا تحتاج إلى تسميد كيماوي أو عضوي لأنها نبتة قوية مثل النباتات البرية بل إنها بسبب قوتها غالباً ما تحول دون ظهور الأعشاب الطفيلية الأخرى في جوارها. على العكس من ذلك، فإن التسميد العضوي الزائد قد يزيد الرطوبة حول الجذور ويصيبها بالتعفّن، ومرض تعفن الجذور هو أحد الأمراض القليلة التي تصيب شجيرة الخُزامى وقد تؤدي إلى يباسها. ومن أجل الحؤول دون ذلك، فإنه من الأفضل فلش الحصى الناعم حول كعب الشجيرات، وكذلك تقليم النبتة تقليماً وافياً ونزع الأغصان الخشبية والقديمة وإعطاء الشجيرة فرصة إنبات فروع جديدة تكون أكثر خضرة وقوة. وفي ما عدا التقليم (الجائر) كل بضعة سنوات، فإن شجيرات الخُزامى لا تحتاج إلى عناية ولا يتعرض موسمها لآفات، كما إنها قادرة على البقاء والنمو سنة بعد سنة دون ريّ على الإطلاق، وهذه ميزة كبيرة في مشاريع الزراعة الكثيفة التي لا تتوافر لها إمكانات الريّ المنتظم، إذ لن يكون على المزارع أن يقلق بشأن توافر المياه لري الحقل. الاستثناء الوحيد هنا، هو ضرورة ري شتول الخُزامى خلال فصل الصيف التالي لزرعها لتمكينها من تعزيز كتلة الجذور والنمو حتى بلوغ فصل الشتاء. وفي الغالب، فإن الريّ لسنة واحدة غالباً ما يكون كافياً لإنطلاقة شجيرات الخُزامى ونموها المستمر في السنوات التالية، كما إن الخُزامى تحتاج إلى تشذيب وتقصير الجذوع بعد القطاف بهدف إراحة الشجيرة والحؤول دون ظهور سنابل جديدة في الموسم نفسه.

منتجات مختلفة مصنوعة بزهر الخزامى أو زيته
منتجات مختلفة مصنوعة بزهر الخزامى أو زيته

“الخُزامى مثاليّة للزراعة الكثيفة، قليلة استهلاك الماء قوية معمرة ومنتجة لعســـل لذيذ ولزيت عطــــــري غالي الثمن ومتعدد الاستـــخدامات”

تكثير الخُزامى
يمكن لأي صاحب مشروع أن يشتري شتول الخُزامى الجاهزة من المشاتل وهي عادة لا تكلف أكثر من دولار واحد للشتلة الجيدة من عمر سنة أو أكثر في الأكواب، لكن إذا كان مصدر الري الصيفي متوافراً فإن في إمكان المزارع تكثير الخُزامى محلياً بطريقة الأقلام المقتطعة من الشجيرات المعمرة الموجودة في البستان، على أن يتم انتقاء الأقلام من عمر سنة على الأقل وليس الأقلام النابتة في الموسم الجديد، وفي كثير من الحالات يمكن اختيار فسائل من على كعب الشجيرات القائمة تحمل بعض الجذور، الأمر الذي يعزّز حظوظ نجاح الفسيلة ونموها في المشتل. وأفضل وقت لأخذ الأقلام أو الفسائل هو أوائل شهر شباط عندما تكون العصارة متوقفة والطقس مائلاً إلى البرودة، ويتم وضع الأقلام أو الفسائل في أكواب بقطر 10 سم وتنظيمها في صفوف متلاصقة في مكان مناسب وظليل من الحديقة بحيث يسهل ريها بطريقة الرش وحيث يمكن لكميات قليلة من المياه أن تكفي لتأمين الري طيلة فصل الربيع والصيف. وفي نهاية هذه المدّة وعلى مشارف الشتاء تكون الشتول قد تجذّرت وأنتجت نُموّات ساقية وزهرية، وأصبحت بالتالي جاهزة لنقلها إلى مكانها الدائم. وهذا المكان يمكن أن يكون على جنبات الطرق أو مساكب للزينة أو في أراض زراعية مخصصة له في حال الزراعة الكثيفة، ويجب أن لا يغيب عن بال المزارع أن الشتلات التي نقلت إلى مكانها الدائم ستحتاج إلى ريها مجدداً طيلة فصل الصيف التالي كما ورد ذكره سابقاً.

قطاف الخُزامى
يختلف توقيت قطاف الخُزامى وأسلوبه وفقاً لنوع الإستعمال المتوقع للحصاد، لكن المبدأ الأساسي هو أن حصاد سنابل الخُزامى يمكن أن يبدأ بعد اكتمال الإزهار وتفتح أكثرها على السنبلة، وهذا الحصاد هو الأنسب لتجفيف الأزهار على شكل باقات تجمع وتُعلّق على حبال بإتجاه الأسفل، تمهيداً لتسويقها أو من أجل تقطيرها بهدف إستخراج زيت الخُزامى الغالي الثمن، وفي حال الرغبة في إنتاج الزيت الجيد فإن من الضروري تقطير الزهر بعد القطاف مباشرة ودون انتظار عملية التجفيف.
لكن رغم أهمية هذه الاعتبارات فإن المزارع قد يقرر تأخير موسم القطاف لأسباب أخرى منها وجود قفران النحل في البستان، إذ يهدف مربو النحل عندها إلى أن يتيح للعاملات أخذ النسبة القصوى من رحيق زهيرات الخُزامى لما في ذلك من فائدة لتحسين كمية العسل ومذاقه وخصائصه الشفائية، وهنا فإن ما يجنيه المزارع من العسل يعوِّض أو يزيد على ما كان يأمل الحصول عليه من التقطير المبكر لحصاد الأزهار. ويمكن للمزارع أن يقرر تأخير القطاف لأسباب “سياحية” كأن تكون مزارع الخُزامى جزءاً من مشروع سياحي مما يتطلب الإبقاء عليها في حالة الإزهار وعلى لونها البنفسجي الرائع لأطول مدة ممكنة.
يؤدي التأخُّر في قطاف سنابل الخُزامى إلى تحول الزهيرات من اللون البنفسجي الأزرق الزاهي إلى اللون البنّي الفاتح وربما إلى تساقط قسم منها، أما الزهيرات الباقية فإنها ستخسر قسماً من الزيت العطري عند تقطيرها وربما تأثرت أيضاً نوعية الزيت. ومن أجل تفادي هذا الأمر، فإن المزارع الذي يكون مربياً للنحل أو مهتماً بإطالة موسم الإزهار يمكنه أن يلجأ إلى “حل وسط” وهو البدء بالحصاد وعملية التقطير في منتصف الموسم وقبل أن تجف الزهيرات ويتغير لونها.

النحل يعشق زهرة الخزامى وينتج منها عسلا لذيذا شافيا
النحل يعشق زهرة الخزامى وينتج منها عسلا لذيذا شافيا

.إنتاجية الخُزامى من الزيت
تتوقف إنتاجية الخُزامى من الزيت العطري على مجموعة من العوامل أهمها:
1. موقع الزراعة : نوعية التربة والمناخ وارتفاع الحقل عن سطح البحر
2. عمر الشجيرة
3. وقت النهار الذي يتم فيه الحصاد
4. نوع شجيرة الخُزامى(الصنف)
5. توقيت التقطير
يقول خبراء صناعة تقطير الخُزامى إن الزهر المجفف لا ينتج نوعية جيدة من الزيت، وإن الحصول على نوعية جيدة منه ممكن فقط من السنابل التي تمّ قطافها للتو ويجب أن يتم تقطير هذه السنابل فور القطاف. وأفضل وقت لقطاف سنابل الخُزامى هو أواخر حزيران أو أواسط تموز. ورغم أن الخُزامى ينتج موسماً آخر (رجعياً) من الأزهار، إلا أن هذه لا تنتج زيتاً جيداً لأن نسبة الكافور فيها تكون عالية وبالتالي فإن زيتها يعتبر غير صالح تجارياً، لذلك يفضّل في أزهار الخُزامى العائدة للموسم المتأخر إستخدامها لأغراض الزينة أو بيعها كأزهار مجففة فقط.
وتقدّر إنتاجية الزيت في أزهار الخُزامى المقطوفة حديثاً والمقطرة على الفور بنسبة 2 إلى 5% وهي نسبة عالية، لكن العامل المقرر في تحقيق هذه الإنتاجية هو موقع الشجيرات وقوة نموّها. لكن في حال ترك الشجيرات حتى نهاية موسم الإزهار قبل البدء بقطافها فإن المحصول “الجاف” الناتج لن ينتج من الزيت بأكثر من 1%.

“زهر الخُزامى علاج معترف به لحالات القلق واضطراب النوم ومستخلص الزيت الطيار مفيد جدا ًلمعالجة التوتر والإنقبـاض النفسي”

جهاز منزلي حديث لتقطير زيت الخزامى
جهاز منزلي حديث لتقطير زيت الخزامى

فوائد زيت الخُزامى
يتمتع زيت الخُزامى بخصائص مطهرة ومضادة للإلتهابات، كما يستخدم في صناعة العطور وتعطير منتجات الصابون والكريمات وسوائل الإستحمام والكثير من مستحضرات العناية بالبشرة. وفي صناعة الصابون على البارد بصورة خاصة يمكن إضافة زيت الخُزامى إلى السائل بهدف إعطائه رائحة الخُزامى الطبيعية، كما يمكن إضافة الزيت لتعطير أنواع من الشامبو الطبيعي المنتج أيضاً بالطريقة التقليدية. ويضاف زيت الخُزامى إلى مزيج من زيت جوز الهند وزيت اللوز وزيت حبة البركة لإنتاج زيت ممتاز للعناية بالبشرة ومعالجة الجروح أو الأكزيما والتشققات وجفاف أو إحمرار البشرة.

الإستخدامات الطبية
من أهم الفوائد الطبية المعروفة للخزامى هو فعاليته الممتازة في تهدئة التوتر وإحداث شعور بالاسترخاء ومعالجة الأرق وتحسين نوعية النوم. إن تناول شاي من البابونج الممزوج بأزهار الخُزامى كاف لإحداث شعور بالاسترخاء وتسهيل الخلود إلى النوم، كما إن وضع زهر الخُزامى تحت غلاف الوسادة يساعد على تنشق عطرها والاستغراق في نوم عميق نتيجة لذلك. ولمقطر الخُزامى (ماء الخُزامى) أيضاً مفعول مباشر في معالجة الأرق، إذ يكفي وضع ملعقة منه في كوب ماء فاتر أو كوب حليب فاتر وتناوله قبل النوم لمعالجة الأرق أو أي توتّر نفسي قد يكون حائلاً أمام الإخلاد إلى نوم عميق.
ونتيجة لذلك، فقد اهتمت صناعة المكملات الغذائية والعلاجات العشبية بتصنيع كبسولات تحتوي على مستخلص اللينالول Linalool والليناليل أسيتات Linalyl Acetate المستخرجان من زيت الخُزامى كعلاج طبيعي لحالات الأرق وأثبتت دراسة علمية أجريت عام 2010 الأثر الفعّال لهذين العنصرين على نوعية النوم وعلى معالجة القلق وحالات التوتر، كما أثبتت أنه من الممكن تناول هذه الكبسولات دون أي مضاعفات أو آثار جانبية. وأثبتت الأبحاث أيضاً أن عسل الخُزامى (المنتج من النحل الذي يجني رحيقه من حقول الخُزامى) هو الأفضل كعلاج لتطهير وشفاء الجروح غير الملتهبة أو المتقرحة.

احذروا الغش
بالنظر إلى ثمنه المرتفع، والطلب الكبير عليه من الطبّ البديل ومن العديد من الصناعات، فإن زيت الخُزامى هو من أكثر المنتجات تعرّضاً للغش. وأكثر أساليب الغش شيوعاً هو استخدام اللافاندين Lavandin وهو الزيت المستخرج من الخُزامى الهولندية المتدنيّة النوعية باعتباره زيت الخُزامى الأصلي، ومن الأساليب أيضاً تخفيف زيت الخُزامى بزيوت رخيصة مثل زيت اللوز أو بمحاليل صناعية. وبالنظر إلى استخداماته الطبية فإن شراء زيت خزامى مغشوش يمكن أن يؤدي إلى أضرار ومخاطر مما يعني أهمية شراء الزيت الصافي من مصادر موثوقة ومعروفة.

(إعداد: قسم الصحة والغذاء)

بيئة و إرشاد زراعي

يبدو أنّ ما تراه العين يصعب أحياناً أن يُترجَم بمُستندات ووثائق رسميّة تعترف بما نستنشقه من تلوّث ومواد سامة ومُسَرطنة. دخان المولدات …

مرض التبقّع

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

الكابنودس

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?