الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

جامع الحاكم بأمر اللّه الفاطمي

نبذة تاريخية عن “الجامع الأنور” المعروف لاحقاً بـ“جامع الحاكم”

شُرع في بنـاء «جامع الخطبة» خارج باب الفتوح أحد أبواب القاهرة، في ولاية الخليفة الإمام العزيز بالله (344-386 هـ./ 955-996 م.)، «فكان أوَّل من أسَّسهُ وخطب فيه وصلَّى بالنَّاس الجمعة» كما ذكر المقريزي. ويشير المسبحي إلى أنَّ أساس الجامع الجديد خُطَّ بالقاهرة في شهر رمضان سنة 380 ه. وحين سار الخليفة إلى الصَّلاة فيه بعد نحو عام، «كان بين يديه أكثر من ثلاثة آلاف مُصَلٍّ.

ثمَّ يردُ في أحداث العام 393 ه. /1002 م. أنَّ الخليفة الإمام الحاكم بأمر الله (386-411 ه./ 996-1020 م.) أمر «أن يتمَّ الجامع… وقدَّر له نفقة…». وفي سنة 401 هـ. «زيد في منارته وعُمل لها أركان طول كلّ ركن مائة ذراع. وفي سنة 403 ه. أمر الحاكم بعمل تقدير ما يحتاج إليه من الحصر والقناديل والسلاسل فكان تكسير ما ذرع للحصر ستة وثلاثين ألف ذراع…». وفي كتاب كريزويل «العمارة الإسلاميَّة في مصر، المجلد الأول» تفاصيل وافية عن الجامع والزيادات فيه، يخلص فيه إلى القول بأنَّ إتمامه كان في النصف الأول من العام 1013 م./ 403 ه. حيث تمَّ افتتاحه رسميّاً بإقامة صلاة الجمعة به (P. Walker). ويقول المقريزي في ذلك: «وأذِنَ في ليلة الجمعة سادس شهر رمضان سنة ثلاث وأربعمائة لمن باتَ في الجامع الأزهر أن يمضوا إليه فمضوا وصار النَّاس طول ليلتهم يمشون من كلِّ واحد من الجامعَيْن إلى الآخَر بغير مانع لهُم ولا اعتراض… إلى الصبح، وصلَّى فيه الحاكم بأمر الله صلاة الجمعة…».

سُمِّي لاحقاً «الجامع الأنور»، وأُقِـرَّ به التَّدريس حيث «تحلَّق في الجامع الفقهاء الَّذين كانوا يتحلَّقون في جامع القاهرة يعني الجامع الأزهر» (عثمان: موسوعة العمارة الفاطمية). ولم يحمل اسم «جامع الحاكم» إلَّا بعد نهاية العهد الفاطمي. ويعتبرُه بول والكر (الباحث الشهير في التاريخ الفاطمي) جزءاً من منظومة «مؤسَّسات التعليم والعبادة» التي كانت موزَّعة في ردهات خاصَّة في «القصر الشرقي الكبير» (مجالس التأويل)، والمساجد، وأهمّها الأزهر والمقس والأقمر والجامع الجديد أي جامع الحاكم (الفقه والتفسير وعلوم القرآن وإقامة الصلاة)، ثمَّ دار العِلم التي سمِّيت دار الحكمة وغيرها (الفلسفة والعلُوم). وأشار إلى اهتمام لافت بالمساجد حيث كان يتمّ تزويدها بنسخ القرآن الكريم من كلِّ حجم «بعضها كُتِب كاملًا بالذَّهب».

وفي العام 703 ه. تعرَّض الجامع لأضرار كثيرة إثر زلزلةٍ ضربت أرضَ مصر والقاهرة وأعمالهما، فأمر الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير بإصلاح ما تهدَّم منه. وفي العام 827 ه. شهده المؤرِّخُ المقريزي عياناً فقال: «الجامع الآن متهدِّم». وفي زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 – 1801 م.) استخدمهُ الغزاة حصناً. وظلَّ مُهمَلًا تُستغلُّ المساحات فيه لأغراضٍ شتَّى إلى ما بعد استقلال مصر. وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، بذلَ زعيم طائفة «البهرة» جهوداً ومساعٍ لترميم المساجد التي تعود إلى العصر الفاطمي. و»البُهْرة» تفرَّعت من الاسماعيليَّة الذين لهم وجود عريق في بلاد الهند وما جاورها إذ ارتحل منهُم إليها الكثيرون بعد القضاء على الدولة الفاطميَّة من قبَل الأيوبيّين.

وقد أفلح «البُهرة» في زمن الرئيس السادات بالحصول على قرار رسميّ بالإشراف على مسجد الحاكم، وقاموا بترميمه بالشكل الذي نراه به اليوم (صحيفة «العرب»، 22 كانون الأول 2014: البُهرة في مصر.) وورد في التحقيق أنَّ طائفة البُهرة تعتبر صلاة المغرب يوم الخميس هي الصلاة المقدَّسة، وعند دخولها يُحاطُ مسجد الحاكم في القاهرة بستائر خضراء من جميع الاتجاهات، وتتوافدُ جموعُ المصلِّين على المسجد قبيْل الآذان.[Best_Wordpress_Gallery id=”17″ gal_title=”جامع الحاكم”]

47 عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة

احتفلَ شعبُ الإمارات العربيّة المُتّحدة في الثاني من كانون أوّل 2018 بمرور 47 عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، 1971- 2018.

قبل الحديث إيجازاً عن النجاحات الحديثة لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وهو نجاح لكل عربيّ حقيقي مخلص، (وآخرها تصنيف جواز سفرها الأوّل على مستوى العالم)، ربّما يجدر تذكير الشباب اليوم أنّ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة لم تولد بسهولة سنة 1971، وإنّما بعد مخاض طويل بل مواجهة حقيقيّة طرفاها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبو ظبي ومعه حكّام الإمارات المُتَصالحة يومذاك من جهة، وقوى إقليميّة شاهِنشاهية عرقلت، بل هدّدت ما استطاعت، لمنع قيام اتّحاد الإمارات التّسع – ونجحت جزئيّاً بمنع قَطَر والبحرين من الانضمام للاتّحاد العربي العتيد. إصرار المغفور له الشيخ زايد، وحِنْكَته، في تحقيق وحدة الإمارات هو ما دفع الرّئيس عبد الناصر إلى القول سنة 1968 “وُلِد زعيم كبير في الخليج العربي”.

زُرْت شخصيّاً دولة الإمارات العربيّة المتّحدة أكثر من عشر مرّات – إذْ لنا فيها أبناء وأصدقاء وأكاديميّون زملاء ومعارف – قضيت فيها أسابيعَ طويلةً، وزُرْت معظمَ جهاتها ومناطقها، فشاهدت عياناً نهضة الإمارات بسرعة وكثافة ودقّة وتخطيط شمولي غير مسبوق: إذ من الصّعب أن تجد منطقة أخرى في العالم تحوّلت في عشرين سنة، إيجابيّاً وفي كلّ مجال، بالقدر الذي باتت عليه مناطق دولة الإمارات العربيّة المتحدة.

لم يكن النجاح المُذهل ذاك نجاحاً في “الحجر” فقط، وإنّما قبل ذلك في البشر، أي في الإنسان: إذ لم أرَ في أمكنة أخرى كثيرة وزيراً لـ”السّعادة”، أو “التّسامح”، كما في الإمارات، وعلى سبيل المثال لا الحصر. وإنْ دلّ ذلك على شيء، فعلى أنّ الإنسان، وقبول الآخر واحترامه، حاضران بقوّة في وعي قيادات الإمارات العربية، وفي خططها للمستقبل. هذا هو، في رأيي، جوهر النّقلة السياسيّة التي أحدثها المغفور له المؤسّس الشيخ زايد ورفاقه، وهذا الروح مستمرّ بوضوح في خطط الإمارات وسياساتها الرّاهنة، وهو ما اختصرته احتفالات الذكرى 47 لقيام الاتّحاد بكلمَتَي “روح الاتّحاد 47″، وفي ذلك ما يكفي من الدّلالات.

حضارياً وثقافيّاً وسياسيّاً في الإنسان قبل الحجر، بالفعل وليس بالكلام، تميّزت السنوات السبع والأربعون الماضية من عُمْر دولة الإمارات بالسّمات المفصليّة الأساسيّة التّالية:

  • وَحْدَةٌ داخليّة حضارية، غير إلغائية، تحفظ التنوّع ولا تلغيه.
  • الجمعُ بوعي كامل بين الأصالة والحداثة.
  • الإنسانُ وترَقِّيه، الفرديّ والاجتماعي، هو الهدف الأخير.
  • “مجتمع سعيد، مُتسامح”، شعار يتردّد في كلّ زاوية.
  • عروبة غير عنصرية.
  • إسلامٌ معتدلٌ، منفتحٌ، يقبلُ الآخرَ ويتكامل معه.
  • دولة مدنية بمؤسسات حديثة، دستوريّة وإداريّة وتنمويّة، وسواها.
  • المرأةُ شريك كامل.
  • الهدف هو المستقبل لا الماضي.
  • اعتماد العلم في التّخطيط للمستقبل.
  • تنويع في القطاعات الاقتصادية ومصادر الدخل.
  • لا أهدافَ مستحيلةً أو لا يمكن تحقيقها.
  • ما من عقدة نقص، أو تبعيّة، حيال الشّرق أو الغرب.
  • طموح بغير حدود (الحكومة الإلكترونية، مدينة المستقبل الذكية، مثالان فقط)،
  • التزام تام بمعايير الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.
  • إخلاص ليس فوقه إخلاص، لشعب الإمارات، درسٌ حيٌّ برسم الكثيرين.
  • وأخيراً، يَدٌ خيّرة، معطاء، لكلّ محتاج، بمعزل عن لونه وجنسه ودينه وانتمائه، أطلقها المؤسّس الشيخ زايد قبل خمسين سنة وأصبحت مبدأً في سياسة الإمارات.

    “سعادتنا في قيام الاتحاد”، قالها ببساطة المغفور له الشيخ زايد، وهي تختصر النّظرية العربية القومية برمّتها.

في العيد السابع والأربعين لإعلان الاتّحاد، نتمنّى للإمارات العربيّة المتّحدة، شعباً ودولة، دوام الأمن والأمان والبحبوحة والازدهار والرّيادة في كلّ مجال، فتتحقّق نظريّة “المواطن الحرّ والشعب السعيد”. وهو عين ما نتمنّاه لكلّ الشعوب والدول العربية الشقيقة.

 وتُتَوِّج الضّحى ،التي تشارك الشّعب الإماراتي، واللبنانيين المقيمين في الإمارات، سعادتهم في الذكرى السابعة والأربعين، هذا الملفُّ الذي يلقي الضوء على احتفالات الثاني من ديسمبر في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، بلقاء مع سعادة سفير دولة الإمارات في بيروت، الدكتور حمد الشامسي، الذي ما انفك يمثّل روح دولة الإمارات العربية المتحدة في بيروت بثقافته العالية وعمله الخيري الإنساني الذي لم ينقطع لسنوات وفي المناطق اللبنانيّة كافّة، وفي حَضِّهِ على تعزيز روح المُصالحة والتّعارف والاعتراف بالآخر بين مكوّنات المجتمع اللبناني، وهي عناوين مؤتمر الحوار بين المكوّنات الدينيّة اللبنانيّة والذي دعا إليه سعادة السّفير وانعقد في فندق الحبتور في بيروت في أواخر كانون أوّل 2018 (وفي العدد كلمة سماحة شيخ العقل في هذا المؤتمر).

رئيس التحرير

خلوات جرنايا

جِـرنايا هي منطقة زراعيّة تقـع على هضبة مُشرفة بين بلـدتيّ كـفرحيم وديـر القمـر، في قضاء الشـوف، وبسبب وجـود مبنى الخلـوات بين منازلها، أصبح يُطلـق عليها “خلوات جرنايا”، وهي تضمّ مبنى الخلـوات بالإضافة إلى حـيّ سكنـي تقطنه عائلات مُتقاربة في النّسب، وأراضٍ زراعية متّسعة.
إنّ تسمية جـرنـايـا تعـود إلى الكلمة “الجـرين”، التي تعني بيـدر الحـَبّ(1)، والجـرينة تعني “ساحة القمح” أي الساحة التي يتم فيها تخزين وبيع القمـح، (فـفي سنة 1811م، كان ناظر الجرينة في مـدينة عـكّا في فلسطين، أبـو عمـر المِصري، والكاتب لويس أبو راس)(2)، مـع العلم أنـّه توجـد قـرية في قضاء جـزّين تـدعى جرنـايـا، ويـوجـد عين تُدعى “عيـن جرنايا” في جبل الشّيخ فوق بلدة راشيّا، ويوجـد أيضا عيـن في بلـدة عانـوت في إقليـم الخرّوب، تـُدعى “عين جرنـايـا”.

خـلال العهـد العثماني كان يُطلق عـلى جـرنايا “مـزرعة جـرنـايـا”، وكانت منفصلة عقاريّاً وإداريّاً عـن بلـدتي كفـرحيم وديـر القمر حيث كان يُفـرض عليها مبلغ (1000) إقجـة، ضرائب سنوية مختلفـة. ويفـرض على بلـدة كفـرحيم مبلـغ (5900) إقجـة، كمـا يُفـرض على بلـدة ديـر القمـر مبلـغ (33500) إقجـة(3).
على أثر الأحـداث التي حصلت سنة 1860، جَلَت عـن ديـر القمر العائلات الدّرزية التي كانت تقيم فيها، فانتقل آل نكـد إلى كفرفاقـود وديـر بابا، وعلي صالح وبوعلي يونس إلى عمّاطور، وأبو ناصر الدين إلى بطمـه، والخبيـص إلى كفرنبرخ، ونجّــار إلى بعقلين، وأبو ضرغـم إلى دميـث، وغنّـام إلى كفرحيم، وكان قـد جـلا عـن ديـر القمر بتاريخ سابـق :آل الشنيف إلى عين أوزيـه (عين وزين)، وآل السّعـدي وآل المُصفي إلى كفـرنبرخ، لخلاف وقـع بينهم وبين آل نكـد.
في بـداية عهـد المُتصرّفية سنة 1861، عنـدما عُيـّن داود باشا مُتصرّفا على جبل لبنان، تـمّ تقسـيم جبل لبنان بموجب النظام الأساسي الذي وضعته الدّول الأوروبية الخمس والدولة العثمانيّة إلى أقضية سـتّة. وقُسّـمت الأقضية إلى نواحٍ، وجَعَـل المُتَصرّف مـن ديـر القمر ناحية مُستقلّة عـن قضاء الشوف يرأسها مـديـر، ومرتبطة بالحكومة المركزية في بيت الدين، وبهـذا التدبير نـزع عـن ديـر القمر عاصمتها، ونقـل مـركز الحكومة منها إلى سـرايا بيت الـدين، بعـد أن اشترى السـرايا تلـك، من أرملة الأمير بشير الشهابي الثاني الست حُسْن جيهان، بمبلـغ خمسة آلاف قـرش، وألحَـقَ بـديـر القمـر بعـض القـرى المجاورة لها، وهـي :وادي الـديـر- بكـرزيه – بنحليه – ديـردوريت – خـلـوات جـرنايا(4)، ومنـذ ذلـك الحيـن، أصبحت خـلـوات جـرنايا والقرى المذكـورة تـلك، تابعـة عـقاريّاً وإداريّـاً لبلـدة ديـر الـقمـر. وفي سنـة 1863، بعـد أن عـاد بعـض المنفيين إلى الـوطن، ومنهم من ينتمي إلى العائلات الدّرزيّة التي كانت تقطـن ديـر القمر. اضطُـرّ المتصرّف أن يشجّـع بعضهم إلى النـزوح عـن الـديـر، وعـدم الإقامة فيهـا لتجنّب حصول صـدام بيـن الأهليـن؛ المسيحيين والدروز.

الـخـلــوات

كان مبنـى خـلـوات جـرنايا مبنيّـاً بالحجـر الصخري من اللون الأصفر، وقناطر حجريّة، وكان السطح ترابيّا مسقوفاً بجـذوع الأشجار، يُحـدل بالمِحْدلة الحجريّة أثناء الشتاء، والبناء مـركز دينـي يتّخـذه الشـيوخ المـوحّـدون الـدروز مكاناً للصلاة والتّعبّـد، كما كان يُتّخـذُ مكاناً لاجتماعات تُعقـد فيـه، لبحث أمـور تتعلّـق بمصلحة الوطن والأهلين، ومنها اجتماعات لجماهير من مُختلف االمناطق والمذاهب، خلال نهاية العقـد الثالث من القـرن التاسع عشـر، للاعتراض على حُكـم ابراهيم باشا المِصري(5).والأمير بشير الشّهابي الثاني.
أمـام مبنى الخلوات باحة خارجيّة فسيحـة، يوجـد في جانبها بئـر قـديم محفـور قسـم منـه في الصخـر يُمـلأ بمياه الأمطار في فصل الشّتاء، وتُسـتخـدم مياهـه للاسـتعمال المنزلي، وكانت توجـد خلوة أخرى قرب خلوات جرنايا، تُدعى خلوة الشيـخ صالح، وقـد تهـدّمت منـذ زمـن ولـم يعـد لها أثـر، بالإضافة إلى مبـانٍ سكنيّة عـديـدة تـقـطنها عـائـلات متقاربة في النّسـب(6).
لـم نتمكـن مـن معـرفة بـداية تاريخ بناء مبنى خلـوات جـرنايا، لعـدم وجـود مُستنـد أو وثيقـة تفيـد ذلك، لكـن مـن المـؤكـّد أنّه بُني قبل سنة 1700م. ومبنى الخلـوات هـو مـن أملاك عائلة غنّـام “فـرع عمّـار”، التي تقيـم أسـرها حاليّاً في بلدتي كفـرحيم ودميـت، وهـم أصلآً من عائلات ديـر القمر التي نـزحوا عنها بعـد أحـداث سـنة 1860، ووجـود أجـداد عائلـة غنّـام (فـرع عمّـار) في خلـوات جـرنايا يعـود لأكثـر مـن (350) سنـة (7)، وقـد ذُكـرت خلـوات جـرنايا في العـديـد من وصايا الشيوخ، ومنها وصية كُل من :الشيخ ناصيف أبو شقـرا، شيخ العقّال، المـؤرّخة سنة 1750م(8)، والشيخ أبو علي يوسـف بردويل أبو رسـلان، شيخ العقّال أيضاً والمؤرخة وصيّته سنة 1243هـ/ 1827م(9)، فقـد أوصى كلّ منهما إلى خلـوات جـرنايا بِحَسنَة نقـديّة، جـرياً على العادة التي كانت مُتّبعـة حينـذاك، مـع العلم بأنّه توجـد أراضٍ زراعيّة تابعة لخلوات جرنايا، تُعتبر أرض وقـف، ومن هـذه الأراضي ما يلي:
“في بيان بالأرزاق المُشتركة مناصفة بين آل جنبلاط وناصيف بك نكـد، والمؤرّخ في 17 رمضان سنة 1269هـ/ 1852م، ذُكـِرْ :جميع الرّزقة المعروفة بسليمان أبي عـز الدّين في حرف شالا(27) أصل زيتون وبمكانه(18) أصل زيتون شركة خلوات جرنايا”(10).
خـلال الحـرب الأهليّة التي حصلت سـنة 1859/ 186م، قـام حشـد مـن أهالي ديـر القمـر المسيحيين مـع مـن انضمّ إليهـم مـن بعض الأنحـاء بالهجوم على خلـوات جـرنايا وإحـراق منازلها(11) فانتقل سكانها للإقامة في بلدتي كفـرحيـم ودميت المجاورتين.

في السـنوات الأولى مـن عهـد المتصرّفية(12) وبعـد استقـرار الـوضع الأمني في بـلاد الشوف، عـاد سكان خلـوات جـرنايا للإقامـه فيها، بـعـد أن عملـوا على تـرميم مبنـى الخلـوات والمباني السكنية الأخـرى، حتى أصبحت صالحة للسكن، كمـا عملـوا على استصلاح وزراعـة الأراضي التابعة لهـا.
في بـداية عهـد الانتـداب الفـرنسي سـنة 1920، قـام رجـال عـديـدون مـن قـرى المناصف، وآخـرون مـن قـرى وبلـدات مختلفة بنقـل الأسلحة الحـربيّة وتنفيـذ أعمال جهاديّـة وعمليات عسكرية ضـد دوريـات الجيش الفرنسـي التي كانت تجـوب القـرى والبـلـدات في الشّوف والبقاع والجنوب. من هـؤلاء الرّجال، مـن كان يـقـوم بـهـذه العمليات بمفـرده، ومنهم مـن يقـوم بها ضمـن مجموعـة مجـاهدين، وبمـا أن خلوات جـرنايا تقـع على تلّـة تشـرف على قـرى الشوف شـرقاً، وقـرى المناصف غـرباً، وتمـرّ وسـطها طـريـق المشاة الرئيسـة التي تنطلق مـن ديـر القمـر إلى كفـرفـاقـود، ومنها إلى جسـر القاضي وقبـر اشـمون، لـذلك كان أولئك المجاهـدون يحضرون إلى خلوات جـرنايا في أوقات مختلفـة مـن الليل والنهار، لمـراقبة تنقّـلات دوريات الجيش الفـرنسي، كما كانت الدوريّات الفرنسيّة تحضر إلى الخلوات، لنصب كمـائـن لمـراقبة ومـداهمة المجـاهـدين للقبـض عليهم، وكان يحصل أحياناً اشتباك وإطلاق نـار فيما بينهم(13) مـن أجـل ذلك أصبحت الإقامة في خـلـوات جـرنايا غيـر آمنـة، فنـزح عنها سكانها، وانتقلـوا مجـدّداً للإقـامـة في بلدتي كفـرحيم ودميـت وآخـر مـن نـزح عنها، الشـيخ أبـو نجيب محمّـد عمّـار غنّـام سنـة 1923(14) مـع العلم بأن الأعمال الجهادية ضدّ دوريات الجيش الفرنسي، استمرّت من قِبَل المجاهـدين، طيلة عهـد الانتداب الفرنسـيّ وحتى بداية عهد الاستقلال.
بعـد أن نزحـت آخـر أسرة عن خلوات جرنايا سنة 1923، بقي مبنى الخلوات والمباني الأخرى خالية من السّكان لسنوات عـديدة، فتصدّع سقف مبنى الخلوات التّرابي وتهدّم قسم من الجدران، بسبب العوامل الطبيعيّة وعـدم الصّيانة، وخلال الزلزال الذي حصل سنة 1956، سقط سقف البناء، أمّـا بقيّة الجدران والقناطر الحجرية فقد بقيت قائمـة.
في سنـة 1982، تعرّض لبنان للاجتياح الإسرائيلي، وفي العام التالي أي في سنة 1983، وبعـد انسحاب الجيـش الإسرائيلي، وقعت حـرب الجبل وتعرّضت قـرى المناصف للقصف بقـذائف المدفعية، فقامت الميليشيات المسلحة التي كانت تسيطر على منطقة المناصف، بإقامة مراكز عسكريّة ومرابض مدفعيّة على تلّة خلوات جرنايا، وبسبب القصف المدفعي والقصف المضاد، تحـولت الأماكن السكنية فيها إلى بيـوت خَـرِبـة.

مبنـى الخلـوات الجـديـد

في سنة 1984، بعـد استقرار الوضع الأمني في منطقة الشوف، بـدأ أعيـان عائلة غنّام ” فرع عمّـار” في بلـدتي دمـيت وكـفـرحيم، بعـقـد اجتماعات دوريّة للبحث بشأن إعـادة بناء خلوات جرنايا بطريقة حـديثة ومُتقنة، وبما أنّ مساحة العقار الذي كان قـد بنيت عليه خلوات جرنايا في السابق لا تفي بالمطلوب، والعقارات التي تحيط بـه، انتقلت بالوراثة إلى مالكين عـديدين، فقد تـمّ الاتّفاق أن يقـوم كلّ فـرد من هؤلاء المالكين بالتنازل عـن قسم من عقاره وضمّ هذا القسم إلى عقار الخلوات. وبـدأت أعمال بناء خلوات جرنايا، وبعـد سنوات قليلة تـمّ إنجـاز بناء طابق سفلي يحتوي على غـرف عـدّة مع منافعها، تُستخدم لإقامة الشيوخ الذين يقيمون في الخلوة للعبادة والتنسّك مع قاعـة صغيرة، والطابق العلوي يحتوي على مجلس متّسع للرجال، وآخـر للنّساء تُقام فيهما الصلوات وحلقات الذّكر وشرح آيات الكتاب الكريم، وخلال عـام 1987، جرى افتتاح المبنى الجـديـد خلال اجتماع عام حضره سماحة شيخ العقل محمـّد أبو شقرا، والشيوخ :أبو حسن عارف حلاوي، وأبو محمـّد جواد وليّ الدّين، وأبو محمـّد صالح العنداري، وأبو ريـدان يوسف شهيّب، وأصبحت خلوات جرنايا مكاناً يقصده المريدون من طلاّب العبادة والتنسّك، وتجري فيـه اجتماعات بمناسبات دينيّة واجتماعيّة مُختلفة.
وبمـا أنّ مبنى خلـوات جرنايا يحتاج إلى من يـديره ويشرف عليه، من أجل ذلك تـمّ تأسيس جمعيّة تحمل إسم :”جمعيّة مجلس خلوات جرنايا الخيرية” وقد تـمّ الترخيص لهـا بموجب بيان علم وخبر رقم 1744 تاريخ 26/11/2008، صادر عن وزارة الداخلية والبلديات، وتألّفت الجمعيّـة من المؤسّسين السادة :حسن أحمد غنّام، وأمين محمـد غنّام، وسلمان محمود غنّام وجرى انتخاب هيئة إدارية(15)
في العام 2014، بـدأ العمل في خلوات جرنايا بتوسيع مساحة البناء، وإنشاء غرف جديدة تابعة للبناء السابق، لذلك قام مالكو العقارات المجاورة بالتنازل عن أقسام من عقـاراتهم، وضمّها إلى عـقار خلوات جرنايا، وجميع المالكين من عائلة غنّام “فرع عمّار” وذلك مجّـاناً ودون مقابل، وبعضهم قـدّم تبرّعات ماليّة، وجـرت عملية الضمّ والفرز في الدوائر العقاريّة حسب الأصول، وتمّـت أعمال البناء، مـع بناء بئـر لخـزن المياه، يُمـلأ بمياه الأمطار في فصل الشتاء، وأحياناً بمياه الشّفه، كما تـمّ بناء قناطر حجريّة على جميع جهات المبنى وقد بُنيت بالحجر الصّخري الأصفر بطريقة فّنيـة مُتقنة، وأمام المبنى سـاحة فسـيحة تُقـدّر مساحتها نحو الف متـر مربّـع، تُستخدم لوقوف السيارات.

وبما أنّ خلوة الشيخ صالح كانت قـد هـُدِمت منـذ زمـن بعيـد، ولـم يعــد يُعـرف مكانُها. وكان قـد تـوفّي الشيخ أبو محمـد نجيب حسن عمّار غنّام، بتاريخ 8 حزيران سنة 2014، وأقيم مأتمه في باحة خلوات جرنايا، وأثناء عمل الجرّافة بجـرف التربة لتوسـيع طريق السّيارات، ظهرت حجارة أساس مبنى خلوة الشيخ صالح، وبـدأ العمل على إعادة بنائها في ذات المكان والذي يبعـد عن مبنى خلوات جرنايا نحو سبعين متراً لجهة الشرق، وهي تتالف من مجلس للعبادة، وصالون لاستقبال الضّيوف، وتمّـت جميع أعمال البناء في خلوات جرنايا وخلـوة الشيخ صالـح عام 2017.
قامـت “جمعيّة خلوات جرنايا الخيريّة”، بجميع الأعمال اللازمة، مـن إنجاز عمليّات فـرز وضـمّ الأراضي وتسجيل العقارات بحسب المُقتضى القانوني، وقبول الهِبات والتبرُّعات، والإشراف على أعمال البناء، والاهتمام بالمـزروعات وغير ذلك.
كان الشيخ أبو حسين شبلي أبو المنى المتوفّى سـنة ( 1272هـ/ 1855م)، يحضـر لزيارة أصدقائه آل نكـد في قرية ديـر بـابا، خلال النّصف الأوّل من القـرن التاسع عشـر، وهـم أصحاب مقاطعة المناصف ودير القمر زمنذاك، ويقيم أيّاماً عـديدة في ضيافتهم، فكان يقيم سهرة دينيّة مساء يـوم الأربعاء من كل أسبوع في خلوات جـرنايا، بـرفقة شيوخ عـديدين من بعض قرى المناصف، وتخليداً لهـذه الـذكرى، يقيـم الشيوخ حالياً سهـرة دينية في خلوات جرنايا، مساء يـوم الأربعاء من كل أسـبوع، تقام فيها الصّلاة وشرح أيات الكتاب الكريم.(16)


المراجع:

(1) – ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط 6 – 2008، مـج 3 ص 132.
(2)- الجرينة تعني “ساحة القمح” حيث يتم فيها استلام وتسليم وبيع مادة القمح.. (ابراهيم العورة، تاريخ ولاية سليمان باشا العادل، تحقيق أنطوان بشارة قيقانو، دار لحد خاطر، بيروت، 1989، ص 167)..
(3)- عصام خليفة، الضرائب العثمانيّة في القرن السادس عشر، لادار، 2000 ص 197 و199 و203.- والأقجـة هي العملة التي كانت متداولة في الدولة العثمانية حتى نهاية القرن السابع عشر، وعندما هبطت قيمتها، سُكّت عملة بديلة بدلاً عنها هي البارة. وكل 40 بارة تساوي قرشاً واحداً.
(4)- أسد رستم، لبنان في عهد المتصرّفية، دار النهار للنشر، بيروت، 1973، ص 45.
(5)- نعيم فؤاد غنام- لمحة تاريخية عن خلوات جرنايا، مطبعة الدويك، كفرنبرخ، 2017 ص 17
(6)- وصيّة الشيخ يوسف عمّار غنّام المؤرخة سنة 1254هـ/ 1838م، المُدرجة في كتاب (لمحة تاريخية عن خلوات جرنايا) تأليف الأستاذ نعيم غنام، مطبعة الدويك- كفرنبرخ، 2017.
(7)- نعيم فؤاد غنّام، لمحة تاريخية عن خلوات جرنايا، م م.
(8)- وصية الشيخ ناصيف أبو شقرا، نسخة مصوّرة في مكتبة الباحث الأستاذ نايل أبو شقرا، عماطور.
(9)-فؤاد أبو رسلان، سيرة سماحة شيخ العقل الشيخ أبو علي يوسف بردويل أبو رسلان، 2004- لادار.
(10)- سليمان أبو عز الدين، مصادر التاريخ اللبناني، المركز الوطني للمعلومات والدراسات، يعقلين، 1996، ج 2 ص873
(11)- يوسف خطار أبو شقرا، الحركات في لبنان إلى عهد المتصرّفية، لا دار نشر، لا تاريخ ص 115
(12)- عهـد المتصرّفية من سنة 1861 حتى سنة 1914.
(13)- عزت زهر الدين ، المجاهدون الدروز في عهد الإنتداب، م}سسة التراث الدرزي. 2004
(14)- نعيـم غنّام، م.م. ص 15 .
(15)- نعيم غنّام م،م، ص 41 مع صورة عن بيان العلم والخبر.
(16)-الشيخ فرحان العريضي، مناقب الأعيان، ج 3 منشورات مدرسة الإشراق- عالية 2011 ص 193
– مقابلة مع خادم الخلوات الشيخ أبو زين الدين حسن أحمد عمّار غنام، في منزله في كفرحيم، بتاريخ 27/5/2018.
– تصوير راضي بو ضرغم

إتحاد بلديات السويجاني يواكب تطوير معمل فرز النفايات والاستاد الرياضي

عندما تنعطف بك طريق الصلّيب بإتجاه ظهور الكحلونية – مزرعة الشوف، ينتابك شعور وكأنك في روض غناء معلق بين السماء والأرض تمتع ناظريك بما تراه من سحر فاتن، وطبيعة خلابة حباها الله لهذه البقعة الجميلة من شوفنا الحبيب. لذا فإنك ترى كل شيىء جميلاً من حولك. فتطالعك من جهة الشرق محمية أرزالشوف الفائقة الروعة والجمال والآخذة في التمدد على طول المحيط الحيوي لجبل الباروك المشهور بغابات أرزه الأربع المنتشرة في المعاصر والباروك وعين زحلتا وبمهريه مظللة قرى الشوف الأعلى المنتشرة في سفوحه، وهو ما كان يطلق عليه في الماضي القريب “الشوف الحيطي”، حيث يتكىء بعضها على كتف وادي مرج بسري الخلاب قبل أن تغمره مياه السّد المنوي إنشاؤه لتأمين مياه الشفة لبيروت وضواحيها. فيقابلها لجهة الغرب عدد من قرى وبلدات “الشوف السويجاني”، وتقف المختارة بين هذين الشوفين العزيزين شاهداً على تطورهما ونموهما.
هناك، على تلك الهضاب المشرفة على كل ما حولها، يلفتك مشروعان كبيران هما في غاية الأهمية، جرى تنفيذهما منذ فترة وجيزة، ستاد السويجاني الرياضي، والمعمل المخصص لفرز النفايات في المنطقة قد تظن للوهلة الأولى ان الدولة هي المبادرة إلى تنفيذهما، نظراً للتكلفة المادية التي تستوجب إنشاء هكذا مشاريع. لكن سرعان ما تظهر لك الحقيقة جلية، فتستدرك بأن الدولة التي كانت ولا زالت غائبة او مغيبة ومنذ عقود من الزمن عن كل ما تحتاجه هذه المنطقة من مشاريع إنمائية وتنموية لا ناقة لها ولاجمل بكل ما يجري في منطقة الجبل بشكل عام والشوف بشكل خاص وهو بأمس الحاجة لها، وبخاصة في المجالات الصحية، والبيئية، والإقتصادية، والإجتماعية، والتربوية، والإنسانية.
بين أولئك الذين تعاقبوا على العمل الطوعي في منطقة الشوف السويجاني وكان لهم الفضل في ما أنجز من مشاريع إنمائية، وبالأخص المشروعان المشار اليهما، ثلاثة من كبار المهندسين المشهود لهم بالخبرة والكفاءة الذين تعاقبوا على رئاسة اتحاد بلديات الشوف السويجاني. المهندس سمير الفطايري الذي يعود له الفضل الأول في شراء العقار الذي بني عليه معمل فرز النفايات وستاد السويجاني. الدكتورة نهى الغصيني التي أشرفت على البناء والتشغيل. المهندس يحي أبو كروم الذي يواكب عملية التطوير والتشغيل في آن حتى أصبح يستوعب حوالي مئة طن من النفايات الصلبة. ويتولى حالياً استكمال البناء في الملعب من مدرجات ومضمار للركض وغيرها من الأقسام التي يسعى الإتحاد لتنفيذها، بالإضافة الى جهود رئيس بلدية بعقلين الأستاذ عبدالله الغصيني.

الغصيني: كان همنا تطوير مهارات الشباب وقدراتهم

الدكتورة نهى الغصيني الرئيسة السابقة لبلدية بعقلين ولإتحاد بلديات الشوف السويجاني تحدثت لـ عن دورها في إنشاء المجمع الرياضي في منطقة السويجاني، فقالت: نحن كإتحاد كنا نتطلع الى شبابنا الشوفي، فنرى وجوهاً تشع بالطموح والأمل، متسلحين بما تزودوا به من علم ومعرفة .. انهم شباب مدرك متفوق وطموح.. بهم نسمو الى غد واعد ونتطلع الى أفق منير. بهم نفخر ونكبر. بهم نتحدى ونطمئن الى مستقبل سعيد يوفر لمجتمعنا الشوفي الحياة الفضلى. ولفتت بأن اتحاد بلديات السويجاني يسعى الى تحصين حيوية الشباب الشوفي وحمايتها، وتحويل طاقاتهم الشبابية الى مصدر ابداع وتفوق. يقيناً منه أن الأمم الناجحة هي تلك التي تستمد قوتها من دفق الشباب الذي لا تعيقه المصاعب ومن ارادته التي لا تقهر. وانطلاقاً من ايماننا بدور الشباب الحيوي في مجتمعنا، وأهمية ممارسة الرياضة على مختلف أنواعها في تطوير مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم سعينا الى إنشاء مجمع رياضي ضمن نطاقه الجغرافي يكون مفتوحاً أمام جميع الشباب الشوفي واللبناني. ولتفعيل هذه المشاريع ووضعه قيد التداول. وضعت له البرنامج العملي وقدمت التصاميم المعمارية اللازمة له، آملة أن يتحمس المستثمرون لتنفيذ هذا المشروع الحيوي في منطقتنا مما ينعكس ايجاباً على شبابنا وشاباتنا، امل مستقبلنا. ولفتت بأن المجمع بوشر بتنفيذه على العقارات 1341و1343و1344 ذات المساحة الإجمالية البالغة 38180 م م من منطقة الكحلونية العقارية، ويسمح تصميم هذا المجمع الرياضي بتنفيذه على مراحل متعددة نظراً لكلفته العالية التي تصل الى مليون وثمانماية ألأف دولار اميركي.
وذكرّت الغصيني أن شبابنا في الناديين المصنفين إتحادياً، نادي شعلة الكمال الرياضي – بعقلين، ونادي التعاضد مزرعة الشوف، يتكبدان مشقات مادية جمة لمتابعة تدريباتهم الرياضية خارج منطقة الشوف السويجاني نظراً لعدم وجود ملاعب رياضية تسهل عليهم متابعتهم للتدريبات الرياضية في منطقتنا.

وفي تفاصيل المشروع أوضحت الغصيني أن مشروع الـ ستاد الرياضي يتشكل من عدة أقسام:

أقسام المجمع

القسم الأول: ملعب لكرة القدم وهو ما تم إنجازه مع حارات للجري حوله ومدرج يستوعب حوالي الألفي مشاهد. تبلغ مساحة هذا القسم حوالي 1500م.م
القسم الثاني: وهو ناد رياضي يأخذ شكل عصفورين ذي جناحين خافقين نحو العلى، يستريحان لفترة عند تلة الصلّيب. يحتوي هذا النادي على صالتين مقفلتين، واحدة لملعب كرة السلة والأخرى لرياضة السباحة. وفي الفسحات الخارجية للنادي تم تصميم مسبح خارجي للكبار وآخر للأطفال مع شرفة واسعة تشكل امتداداً خارجياً للمطعم والمقهى الملحوظين داخل المبنى.
القسم الثالث: حديقة عامة فيها مساحات لممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية مع مواقف للسيارات تخدم جميع اقسام المجمع. تبلغ مساحتها ستة آلاف م.م
بالإختصار يحتوي النادي الرياضي على الوظائف التالية:
صالة مقفلة لملعب كرة السلة مساحتها837م.م
صالة مقفلة للمسبح مساحتها837م.م
صالات رياضية عديدة مساحتها 611م.م
مطعم ومقهى داخل المبنى مساحته488م.م
مسبح مكشوف للكبار مع مسبح للصغار مساحتهم372م.م
شرفات حول المسابح الخارجية مساحتها 1730 م.م
مشالح وأدواش ووظائف أخرىمساحتها 405م.م
الإدارة مع قسم العناية التمريضية ومدخل المشروع 379م.م
مستودعات مساحتها 140م.م
المساحة الاجمالية للطابق السفلي مستوى المسبح الخارجي 1480م.م
المساحة الإجمالية لباقي المبنى مستوى المدخل وما فوق2700م.م
ويبقى الباب مفتوحاً للأيادي الخيرة التي بإمكانها مساعدة الإتحاد في تحقيق هذا الحلم، بحيث يتجلى الإتحاد بأسمى معانيه بفعل ارادتنا وإيماننا جميعاً بضرورة العمل سوياً من أجل تشجيع جيل جديد يشكل قوام شخصية الشوف الوطني، شباب منفتح على كل ما هو حق وحقيقة، شباب مؤمن بالقدرة الكبيرة على التغيير والتطوير.ابو كروم: نعمل على مشروع متكامل يكون عبارة عن أكاديمية تضم كل المؤسسات الرياضية.

المهندس يحي أبو كروم رئيس بلدية مزرعة الشوف ورئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني الحالي يقوم بجهود جبارة لتشغيل معمل فرز النفايات وتحديث وتطوير ستاد السويجاني، اشار في حديث لـ الى أبرز المحطات التي رافقت تطوير هذين المرفقين الحيويين. وهذا نص الحوار:

متى بدأت فكرة إنشاء ستاد السويجاني؟

إن فكرة إنشاء المجمع الرياضي تعود الى ما قبل العام 2000 منذ أيام الرئيس السابق لإتحاد بلديات الشوف السويجاني المهندس سمير الفطايري، هذا المشروع أكبر إنجاز تم تحقيقه لغاية اليوم من قبل الإتحاد، وذلك بعد أن تم شراء العقار البلغ مساحته قرابة 40 الف م م.

هل تعتبر فكرة إنجاز الـ ستاد الرياضي بالإستراتيجية؟

نعم يمكن وصف هذه الخطوة بالإستراتيجية، بالنظر الى الإرتفاع الجنوني في أسعار العقارات اليوم، ولو لم يتم شراء الأرض في تلك الفترة لتعذر علينا تنفيذ مشروع بهذا الحجم. كيف بوشر العمل بتنفيذ هذا المشروع؟
الجزء الأول من المشروع أنجز من قبل اتحاد البلديات السابق، وبإشراف شخصي من رئيسته الدكتورة نهى الغصيني، وبدعم مباشر من وليد جنبلاط. وإن نادي التعاضد – مزرعة الشوف، فالخطوة الأولى بدأت بزيارة المختارة لطلب المساعدة على إنشاء ملعب للرياضة، فأبدى استعداده للتعاون واعداً بمناقشة الموضوع مع الدكتورة الغصيني بعد ذلك اتفقنا على إقامة عشاء ريعي في فندق المير أمين تمكنا من جمع مبلغاً لا بأس به من المال، وتكفل وليد بيك بتقديم ما أمكنه للمساعدة. بعد انجاز الرخصة باشر الإتحاد بالعمل وتم أنجاز القسم الأول منه وقد تمكنت الدكتورة الغصيني من الحصول على دعم مالي لا بأس به من قبل الإتحاد الأوروبي استطاعت من خلاله تغليف الملعب بالموكيت الأخضر كما هو معتمد في المدينة الرياضية والملاعب الكبرى. بالإضافة الى تامين الإنارة الكاملة له. وهذه تعتبر خطوة هامة على طريق استكمال هذا المشروع الذي يتوقع أن تصل كلفته الإجمالية الى حدود 8 مليون دولار.

الملعب في حالته الحاضرة مصمم لكرة القدم هل لديكم نية لتطويره؟

الآن اصبح لدينا تصميم متكامل للمشروع كمركز رياضي بمواصفات عالمية، تؤهله ليكون من الملاعب الحديثة، يضم ملعباً لكرة القدم مع مدرجاته الخاصة به ، ومضماراً للجري، هذا المضمار سيتم تنفيذه بمساعدة من وزارة الشؤون الإجتماعية، بعد أن تم تلزيمه لشركة خاصة، ولقد أصبح في مراحله الأخيرة. ونكون بذلك قد انتقلنا الى المرحلة الثانية ضمن دراسة شاملة لـ ستاد رياضي يضم ملاعب مسقوفة ومسرحاً مكشوفاً. ولن يكون المشروع مجرد ملعب للرياضة فقط، بقدر ما نريده نقطة جذب لجميع محبي الرياضة على كافة انواعها. على ان يضم نادياً للثقافة، وقاعات للإجتماعات، ومجموعة مكاتب، أحدها للشؤون الإجتماعية، ومعهد الكونسرفتوار الوطني. وفي هذا المجال يهمني لفت النظر إلى أن معظم المكاتب المستأجرة والمستخدمة كفروع للإدارات العامة والمستقلة هي على عاتق الإتحاد، لذلك من الضروري تجميعها في مبنى واحد. كما يضم ايضاً مكاتب للشباب وللنشاطات المتعددة. مع إمكانية تحويل المجمع الى مركز حيوي يضم مطعماً وكافتيريا، ومدرجاً يتسع لعشرة آلاف متفرج.

هل تلقيتم مساعدات من وزارة الشباب والرياضة والمنظمات المانحة؟

وزارة الشباب والرياضة وعدت بالمساعدة ولكنها لم تحدد قيمة المساعدة. المهم أننا سنباشر ببناء إحدى جهات المدرج بدعم من تيمور بك.

هل لديكم فكرة عن الكلفة الإجمالية للمشروع؟

كلفة المشروع الإجمالية قد تصل الى 8 مليون دولار، ولا يمكن تنفيذه إلا على مراحل. علماً إن الملعب بدأ استقبال اللاعبين والفرق الرياضية والأندية من العام الماضي. وهذا الصيف شهد العديد من الدورات الرياضية كان آخرها دورة رياضية كبيرة بمشاركة معظم أندية الشوف العامة والخاصة. وهناك فرق رياضية تستخدم الملعب للتدريب بشكل يومي، ونحن كإتحاد نتحمل كلفة المدربين وبدل إنتقالهم من والى الملعب. لأن هدفنا جمع كل الفرق ضمن مؤسسة رياضية تكون مميزة في هذا الجبل، وهذه المؤسسة من شأنها أن تتولى توفير الدعم لكل الأندية الرياضية، وبالأخص المتوقفة منها. كل ذلك ضمن الإمكانيات المتوفرة على أمل أن نصل الى اختيار منتخب للشوف بعد إنتقال الفرق الناشطة الى الدرجتين الأولى والثانية، مع السعي المستمر لإيجاد الحوافز المشجعة على الرياضة وصولاً الى إنشاء المدرسة الرياضية مع تامين الجوائز المعنوية للمبدعين منهم.

ما هي الأهداف التي ترومونها من وجود ملعب بهذا الحجم في منطقة السويجاني؟

هدفنا كإتحاد بلديات الإهتمام بجيل الشباب لأنه أمل المستقبل في هذا الجيل ، لذا يجب تاطيره في بوثقة رياضية صرفة، تجعله يبتعد إرادياً عن الآفات المسيئة لشخصه ولسمعته، كالمخدرات وما يتفرع عنها. فمن خلال الرياضة يستطيع الشاب أن يجد نفسه ولا يعود يكترث بالمسائل الأخرى.

ألا ترى وجود صعوبة لتحقيق ذلك؟

إن العمل على تنمية بشرية نظيفة يتطلب التحرك على عدة اتجاهات، ولذلك أطلقنا حملة ( شوف خال من المخدرات) وضرورة تطوير هذه الحالة لمكافحة الإدمان ليس فقط على المخدرات فحسب وقد يكون الإدمان على الأجهزة الخلوية مسيئاً للشباب مثل المخدرات وأكثر. لذلك كان من الضروري ايجاد البديل والمكان الذي يستطيع الشاب ان يعبر عن ذاته رياضياً وجسدياً ونفسياً. فالعنوان الأساسي الذي نعمل عليه يتلخص بإنجاز هذا المشروع الذي هو مركز متكامل للشباب يضم بالإضافة الى ما تمت الإشارة اليه معهداً للموسيقى والغناء والدروس الجامعية، وغرف مطالعة ومكتبة عامة . وهذا كله يتماشى مع الرياضة التي نحن بصددها. وقد أعددنا لهذا المشروع دراسة متكاملة على أمل التمكن من تنفيذه في السنوات المقبلة، وإن لم ينفذ على أيامنا فقد ينفذ على يد غيرنا. المهم أننا انطلقنا والتوفيق على الله.

معمل فرز النفايات:

في القسم الثاني من هذا الحوار شرح أبو كروم المراحل التي قطعها مشروع تشغيل معمل فرز النفايات على الشكل التالي:

متى باشرتم العمل في معمل فرز النفايات؟

بعد إقفال مطمر الناعمة الذي كان لوليد بك الكلمة الفصل في ذلك، إنشغل المعنيون بالبحث عن أماكن بديلة لطمر النفايات فتضاربت الآراء وتشابكت الإقتراحات ولكن من دون أية نتيجة. ومع تكدس النفايات في الشوارع وأمام عجز وزارة البيئة المعنية المباشرة بهذا الملف دخل المجتمع المدني على خط الضغط على الحكومة لمعالجة المشكلة وإيجاد الحل المناسب لها ما أدى الى تفاقمها بدلاً من حلها. فكانت توجيهات وليد بيك جنبلاط تتمحور حول أمرين: الطلب الى وزير الزراعة أكرم شهيب بمساعدة رئيس الحكومة تمام سلام لإيجاد حل لمشكلة النفايات في العاصمة، ومعالجة أزمة النفايات بشكل آني وسريع في منطقة الجبل وعلى الفور أصدر أوامره بضرورة تشغيل معمل الفرز الكائن في منطقة الصليب التابع ادارياً لإتحاد بلديات السويجاني. يومها لم يكن هذا المعمل مجهزاً للعمل والمباشرة بعملية الفرز، على اعتبار أن شركة سوكلين كانت المعنية بجمع النفايات، وبالتالي ليس هناك من حاجة للتشغيل لما يرتب على اتحاد البلديات من تكاليف مادية كان بغنىً عنها. ومع نشوء الأزمة ونزولاً عند رغبة وإلحاح وليد بيك استنفرت القوى المعنية بتشغيل المعمل أقصى درجات الإستنفار وعقدت لهذه الغاية عدة لقاءات شاركت فيها يومذاك رئيسة الإتحاد المهندسة نهى الغصيني بالتعاون مع البلديات المعنية ووكالة الداخلية في الشوف، لكنها إصطدمت بعدم جهوزيته للعمل، وبدأ إتحاد بلديات السويجاني البحث عن الطرق الآيلة للتشغيل، الى أن تمكن من ذلك بعد جهد جهيد. وذلك بعد تلقيه الدعم المادي والمعنوي من قبل الأستاذ جنبلاط. لكن عملية استيعاب المعمل للنفايات بقيت محدودة جداً. وبدلاً من أن يستوعب المعمل ما بين 40 الى50 طناً وهو المعدل التي تفرزه المنطقة بشكل يومي، لم يستوعب سوى 15 طناً في اليوم. فتكدست النفايات في محيطه بطريقة عشوائية، كما لم تكن عملية الفرز تتم وفق الأصول المتبعة علمياً وفنياً، ما جعل الشكاوى من طريقة التجميع والتكديس والفرز تتفاقم، مع ما رافق ذلك من ملاحظات وإنتقادات بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه.

أبو كروم يتصدى للمشكلة ويستبدل الشركة المشغلة بفريق عمل دربه لهذه الغاية

متى بدأت بالإشراف شخصياً على تطوير عملية الفرز في المعمل؟

منذ اليوم الأول لإنتخابي رئيساً لبلدية مزرعة الشوف، وقبل أن أصبح رئيساً لإتحاد بلديات الشوف السويجاني. عكفت على دراسسة مكامن الخلل التي تعيق تشغيل معمل فرز النفايات بالطريقة المطلوبة. خاصة وإنني كمهندس قبل أن أتعاطى بالشأن العام كنت أعرف الكثير عن هذا المعمل وظروف إنشائه، والمشاكل التي تعيق تشغيله فور تسلمي رئاسة الإتحاد وعملاً بتوجيهات وليد بيك ومتابعة شبه يومية بعد ذلك من الأستاذ تيمور بعد تسلمه عباءة الزعامة من والده، قدمت بإسم الإتحاد كل التسهيلات والإمكانيات والتعاون بتصرف الشركة المشغلة المدمجة ( بريدي – ابومصلح ) لكن العمل في معمل الفرز لم يتطور ما أدى الى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
وفي 10 – 9 – 2016 الموعد المقرر لتركيب المعدات المطلوبة بموجب دفتر الشروط الموقع من قبل الشركة المذكورة من أجل تطور العمل، توقف عمال المعمل عن تشغيله من دون سابق إنذار بهدف إرباك الإتحاد والضغط عليه. وبنتيجة هذا التصرف غير المبرر وتجنباً لوقوع أزمة في المعمل شكل الإتحاد فريق طوارىء وبدأنا تشغيل المعمل، مع كل المعدات التي تمنعت الشركة المذكورة عن تركيبها فزادت كمية الفرز وتبيّن الفرق. وبعد خلاف استمر لأكثر من شهرين فضّينا العقد حبياً مع الشركة المشغلة، فيما تولى الإتحاد تأمين كل المعدات المطلوبة بالتعاون مع وكالة التنمية البريطانية عبر مشروع انتاج بالتعاون مع جمعية (مرسيكورت) التي قدمت لنا (بيك آب – بوب كات – جرافة – مكبس). وأن كل هذه الخطوات التي تمت كانت بدعم من حضرة الرئيس لتأمين النقص الذي يحتاجه المعمل ومنها: (مولد كهرباء) فيما تولى الإتحاد شراء وتأمين كل المعدات الباقية، مع الإستمرار بتنظيم وتدريب فريق العمل، وتأمين الألبسة الخاصة ل، إضافة الى حل مؤقت لمشكلة العوادم وتجميعها مؤقتاً في المطمر وعزلها الى حين إيجاد الحل النهائي لها مع المؤسسات المعنية.

كم تبلغ كمية النفايات التي ترسل الى المعمل كل يوم؟

في البداية كانت كميات النفايات المرسلة الى المعمل يومياً تتراوح ما بين 23 طن الى 40 طن فيكون المعدل اليومي 33 طن. وبناء عليه تكون نسبة الفرز بمعدل 95 في المئة. أما عدد العمال في المعمل حالياً فهو 25 عامل بالإضافة الى مراقب عام. أما اليوم فأصبحت الكمية تناهز المئة طن، خاصة وإن إتحاد البلديات يضم القرى والبلدات: بعقلين – مزرعة الشوف – جديدة الشوف – عين وزين – الكحلونية – غريفة – عينبال – عترين – السمقانية. ويتم نقل جميع نفايات هذه القرى الى معمل الفرز، بالإضافة الى نفايات دير القمر وموقع قيادة الجيش في بيت الدين. كما يتم تنظيف المعمل بصورة مستمرة مع الباحات الخارجية. أما الطرق المؤدية اليه فهي شبه خالية من النفايات على عكس الفترة الماضية. كذلك تم تصريف المواد المفرزة مما ساهم بنظافة المعمل وتحسين مظهره.

كيف تتم عملية الفرز؟

عملية فرز النفابات تتم بشكل يومي، ولا يوجد تراكم للنفايات على الإطلاق لأن عملية التشغيل لاتتوقف طوال الإسبوع بما فيها أيام الأعياد.
بعد عملية الفرز تتحول النفايات الى أسمدة عضوية، وتتم عملية تسبيخ المواد العضوية. ويعمل الإتحاد حالياً على تطوير المعمل لتصبح عملية الإستيعاب فيه افضل. كما يتم نقل العوادم بواسطة شاحنة مخصصة لهذه الغاية بدلاً من الجرافة. ويوجد صيانة دائمة للآليات المستخدمة والمقدمة من قبل الإتحاد، مع تركيب كاميرات مراقبة لمنع السرقات إضافة الى وجود مطافئ ضد الحرائق، وإنترنت للتواصل السريع.

تنويه من قبل دي فريج على دورالإتحاد في عملية التشغيل

ماذا كان دور الدولة بعد تشغيل المعمل وزيادة كمية الفرز؟

في الماضي إقتصر دور الدولة على التنويه بما قمنا به، واليوم نحن نسأل أين هي الدولة. فلقد وجه لنا وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة الرئيس تمام سلام نبيل دي فريج كتابين:
الأول بتاريخ 4 – 7 – 2016 طالبنا بموجبه بتحسين الأداء في المعمل بأسرع وقت ممكن. ثم أرفقه بكتاب تنويه جديد وقعه بتاريخ 9 – 12 – 2016 أي بعد اقل من خمسة أشهر على كتابه الأول، جاء فيه نشكر لكم جهودكم المتعلقة بتشغيل المعمل ونؤكد على أهمية التقيد بالتوصيات الواردة في التقرير المرفق من أجل تحسين الأداء وعلى ضرورة الإلتزام بالشروط الفنية المشار اليها في المرجع أعلاه.

مؤسسة العرفان التوحيدية منارة علم، ومشعال هداية، ورسالة تربوية، اجتماعية، دينية، صحية، ثقافية، إنسانية

الإضاءة على مؤسسة العرفان التوحيدية تختزل الحالة الاجتماعية لطائفة الموحدين الدروز بعاداتهم وتقاليدهم وإنتمائهم الوطني الذي يرتقي إلى أسمى القيم في العزة والإباء في الذود عن الأرض والعرض. فالموحدون الدروز عرب أقحاح وأصحاب نخوة، وأهل فضيلة وشرف وكرامة. من هذه القيم المثلى تأسست العرفان لتكون المدرسة والحاضنة للأجيال الصاعدة تسهر على تعليمهم ورعايتهم وتثقيفهم حتى بلوغهم الدرجات العليا من المعرفة والرقي.
ومن نافل القول ملاحظة رضى المجتمع التوحيدي عن المسار التربوي والوطني والأخلاقي التي تسلكه مؤسسة العرفان بشخص رئيسها فضيلة الشيخ علي زين الدين الذي واكب إنطلاقتها من خطواتها الأولى إلى ما وصلت إليه اليوم من العزة والسؤدد، يعاونه في ذلك مديرها العام والعين الساهرة على تطورها ورقيها فضيلة الشيخ نزيه رافع، وأمين عام مدارس العرفان الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ولفيف من المشايخ الأفاضل، وعشرات المعلمين والمعلمات والإداريين المشهود لهم بالخبرة والإلتزام بمسيرة هذه المؤسسة، التي تحظى باهتمام بالغ من رئيس الحزب الإشتراكي معالي الأستاذ وليد بيك جنبلاط الذي حرص طيلة تمرّسه العمل السياسي على توفير كل الدعم المادي والمعنوي لها، ولم يتأخر عن حضور مهرجاناتها والإشراف شخصياً على توزيع الشهادات على الطلاب الفائزين والمتفوقين، وكما حملً مؤخراً نجله النائب الواعد تيمور بيك كوفية فلسطين، أوصاه أيضاً بالعرفان، تلك الغرسة التي باركها والده المعلم الشهيد كمال جنبلاط والمغفور له المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين طيب الله ثراه منذ نيف وأربعة عقود.
فبين أحضان الطبيعة وفي قلب الجبل.. في السهل الذي شكل عبر التاريخ نقطة إلتقاء وتحول في تاريخ الإمارتين المعنية والشهابية وصولاً إلى ولادة الكيان اللبناني، الذي نفيء ظله، وعلى بعد بضعة كيلومترات من محمية أرز الشوف الخالد، وبالقرب من المختارة قلعة العروبة وعرين القادة الوطنيين، ومن وحي وشفاعة الأولياء الأطهار المخلدين، الراقدة أجسادهم بين حبيبات الرمل الذي استحال تبراً في الباروك وبعقلين، وغدت أرواحهم شفاعة لأهل الجبل أجمعين.
هنا في سهل السمقانية تتربع مؤسسة العرفان التوحيدية بمدرستها وثانويتها ومستشفاها وأعلامها المخمسة الألوان تخفق فوق صروحها الثلاثة، أبت إلا أن تفرّخ صروحاً مماثلة في راشيا وحاصبيا والبساتين وصوفر.
وبناء عليه، تستمر العرفان رسالة واضحة ثابتة، شاملة. حروفها نسخت بخيوط المحبة والعلم والتوحيد. كلماتها صيغت بمداد القلوب ونور العقول. رسالة الأجداد والآباء للأبناء والأحفاد.
رسالة العرفان… صفحات الأجيال وكتاب المستقبل… وجدت لتبقى وبقيت لتستمر، في نهجها التوحيدي والعلمي… وفي رسالتها التربوية، الاجتماعية، الصحية، الثقافية والدينية…
لقد أراد مشايخنا الأفاضل العرفان غرسة خير ودار حكمة ومعرفة من إيمان، فكان لتوجههم الأثر البالغ في بدء مسيرة العطاء والعمل الدؤوب، والتقى آنذاك التوجه الخيّر للمؤسسة بتوجه مماثل لدى القائد الكبير كمال جنبلاط الذي منحه الدعم والمساندة يقيناً منه بأنّ الإصلاح المنشود والنهضة المرجوة على صعيد المجتمع التوحيدي وعلى صعيد الوطن كله، لا يتمان إلا بسلوك نهج تربوي صالح في مواجهة هذا الإنهاك الحضاري المضطرب
وبعد افتتاح المدرسة الأم في السمقانية توالت خطوات العرفان في مناطق عدة، وكان كل ذلك بتصميم أكيد من هيئة المؤسسة، وبمساهمة فعالة من أصدقاء وأخوان ومؤسسات دولية ومحلية وبدعم أساسي من الأستاذ وليد جنبلاط الذي ما زال يؤكد بأن العرفان يجب أن تستمر وتنتشر لتؤدي خدمة أساسية ووطنية ولتكون بنهجها وإنفتاحها الرد المناسب على كل تساؤل أو إدعاء ولتكون أمل المجتمع في الدفاع عن المبادىء وصون التراث وترسيخ معاني الإنسانية في هذه الأمة.

، التي زارت مؤسسة العرفان التوحيدية لأكثر من مرة، والتقت القيمين عليها على كافة مستوياتهم ومسؤولياتهم لإنجاز هذا التحقيق، لمست بكل وضوح وشفافية جميع الموظفين والعاملين في كنفها ومدى حرصهم على القيام بواجباتهم تجاه مؤسستهم على أكمل وجه، وخلصت من ثمة إلى الحقائق التالية:
֍ مؤسسة العرفان ذات منفعة عامة مجالاتها التربية والتعليم، والرعاية الاجتماعية والطبابة، والدعم الاجتماعي والتنمية.
֍ أنشئت مؤسسة العرفان التوحيدية عام 1971 بموجب العلم والخبر رقم 483- أد 1971 بتاريخ 15 – 11 – 1971 وكان القصد من تأسيسها المساهمة في نشر العلم والثقافة وترسيخ قواعد الأخلاق والفضائل في المجتمع، إضافة إلى إنماء المجتمع اللبناني وقراه ومناطقه الواقعة خارج المدن، حيث كانت تلك المناطق تفتقد لأهم الخدمات الإنسانية كالتعليم والطبابة، وف مقدمتها مناطق جبل لبنان والبقاع الغربي وراشيا وحاصبيا في جنوب لبنان.
֍ وقد رعت تأسيس العرفان هيئة من رجال الدين الموحدين الدروز في منطقة الشوف من جبل لبنان، بتوجيه ومباركة الهيئة الروحية، وبدعم من رجل الفكر والعرفان والقيادة وعلى رأسهم الشهيد كمال جنبلاط حيث تلاقت أفكار المؤسسين مع فكره العرفاني ورؤيته الإنسانية الثاقبة.
֍ تشرف على إدارة المؤسسة وتتولى أمرها هيئتان عامة وإدارية، تضعان نصب أعينهما واجب خدمة الإنسان والمجتمع تحقيقاً لأهداف العرفان التربوية والاجتماعية والدينية..
֍ انطلقت مؤسسة العرفان التوحيدية كمؤسسة خيرية بهدف رعاية الأجيال وتربيتها وإقامة نهضة علمية في المجتمع، وللمساهمة في وضع أسس لمشاريع خدماتية تعني بالمواطن المحتاج والفقير وتقدم الخدمات التعليمية والطبية والإغاثة الاجتماعية دون تفرقة او تمييز.
֍ ترّكز نشاط المؤسسة الأساسي منذ تأسيسها، في مجالات التربية والتعليم ثم توسع ليشمل الرعاية والطبابة، ومن أجل ذلك أنشأت المؤسسة عدداً من المدارس في مناطق الشوف وعاليه والمتن والبقاع الغربي وحاصبيا وغيرها ومركزاً طبياً في منطقة الشوف يواكب النهضة الصحية ويؤدي قسطاً من الخدمات الطبية المقدمة، إضافة إلى مركز الرعاية الاجتماعية للعناية بالأيتام وذوي الحاجات الاجتماعية الصعبة. كما ساهمت المؤسسة وما زالت ببرنامج الدعم الاجتماعي والتنمية في مناطق تواجدها. خصوصاً في الفترات العصيبة التي مرّت ويمكن أن تمر على البلاد وتستدعي دعم العائلات المحتاجة وتنمية قدرات المجتمع وإمكانياته.

مدرسة العرفان - فرع السمقانية
مدرسة العرفان – فرع السمقانية

مدارس العرفان – تطورها وانتشارها
كانت باكورة مؤسسة العرفان التوحيدية المدرسة الأولى في السمقانية التي تأسست عام 1973 وهي تستوعب طلاباً من حوالي خمسين قرية ومدينة في منطقة الشوف، وقد توسعت حديثاُ فأصبحت تضم مبنى جديداً لثانوية العرفان في السمقانية 1993، ثم مدرسة العرفان في رويسات صوفر 1978 وتغطي عدة قرى في مناطق عاليه والجرد والمتن، ثم مدرسة العرفان في ظهر الأحمر- راشيا 1979 حيث تضم طلاباً من نحو عشرين قرية في تلك المنطقة البقاعية، وكذلك مدرسة العرفان في حاصبيا 1987، وقد أسست بناء على حاجة ملحّة أثناء احتلال الجنوب وتضم طلاباُ من عدة قرى في قضاء حاصبيا، عانى أبناؤها من قساوة العيش في الظروف الصعبة المحيطة بهم. وأخيراً مدرسة العرفان في البساتين وتأسست عام 1988 بعد إنتهاء الحرب الأهلية في الجبل وتستوعب قرى منطقة الغرب والشحار في قضاء عاليه.
وفي مدارس العرفان يتلقى العلم والتربية نحو خمسة آلاف طالب وطالبة، ينقص العدد أو يزيد حسب الظروف الاقتصادية وإمكانيات الاستيعاب، ويتوزع طلاب العرفان على المراكز الخمسة المذكورة، والتي تضم تسع مدارس مرخصة من وزاروة التربية، منها أربع مدارس خاصة- مجانية (باستثناء مدرسة العرفان البساتين) وخمس مدارس خاصة.

رسالة العرفان الدينية
تميزت المؤسسة بنشاطها الديني، من خلال تركيزها على التعليم الديني في مدارسها، وعلى إحياء التراث الديني، وقد أصدرت الدائرة الدينية عدداً من كتب التربية التوحيدية المرتكزة إلى كتاب الله العزيز، وإلى الأحاديث الشريفة، وسير وأقوال الأنبياء والصالحين وأولي الحكمة والتوحيد وأصحاب المسالك العرفانية السامية، وتسعى العرفان دائماً إلى توجيه أبنائها ومجتمعها للحفاظ على القيم الدينية والسلوكية مركزة على التواصل الثقافي والتربوي مع مجتمعها من خلال المنشورات والندوات الدينية وسواها.

مهرجان العرفان 1973
مهرجان العرفان 1973

العرفان رسالة اجتماعية
انطلاقاً من فريضة العلم والتعلم ومن واجب مساعدة المحتاج واليتيم التي يحض الدين والمجتمع عليها، رسمت مؤسسة العرفان التوحيدية لنفسها نهجاً واضح المعالم، وأهدت العلم للفقير قبل الغني، فحضنت العديد من من الأطفال والفتية والفتيات، أيتاماً ومحتاجين وأبناء شهداء ومعوقين وساندت المتفوقين والمميزين، وساهمت في مدارسها، بتأمين التعليم المتطور لهم ولسواهم من أبناء المجتمع من خلال تقديمها التعليم المجاني أو الشبه المجاني لآلاف الطلاب سنوياً ممن لايستطيعون تحمل عبء الأقساط المدرسية وكلفة التعليم.

مركز الرعاية الاجتماعية - عين وزين
مركز الرعاية الاجتماعية – عين وزين

رسالة العرفان الاجتماعية
لقد أولت المؤسسة اهتماماً خاصاً لموضوع الرعاية الاجتماعية، بتأمينها شروط الرعاية للطلاب من العناية والإيواء في مراكزها وخصوصاً في مركز العناية الاجتماعية في عين وزين – الشوف الذي أفتتح عام 2001.
وتتعاون المؤسسة في تحمل بعض التقديمات التربوية والرعائية مع وزارة التربية، ومع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتأخذ على عاتقها تحمل الجزء الأكبر من هذه التقديمات.
إضافة إلى ذلك، فقد وفرت المؤسسة فرص العمل للعديد من الرجال والنساء والشباب في مجتمعها في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد ولا تزال تعاني من آثارها.
ويعمل في مدارس العرفان نحو خمسمئة معلم وموظف، إضافة إلى نحو مئة وخمسين يعملون في القطاع الصحي في مستشفى العرفان التابع للمؤسسة، وعدد آخر من العاملين في مختلف القطاعات الإدارية والمالية والتقنية والاجتماعية.

مركز العرفان الطبي - السمقانية
مركز العرفان الطبي – السمقانية

العرفان الصحية
قبل بداية الثمانينيّات، وبعد أن كانت العرفان قد بلغت عامها السابع في الحقل التربوي، وفي مواجهة النقص الحاد في الخدمات الصحية في مناطق الجبل، أطلقت العرفان مشروعها الصحي تلبية للحاجة الماسة للخدمات الصحية المتنوعة وخصوصاً خدمات الطوارىء وجرحى الحرب، وفي عام 1983 تحول مشروع العرفان الصحي من مجرد مركز طبي عادي إلى نظام صحي متكامل يضم مستشفى عام يقدم خدمات العلاج السريري الأساسية على أنواعها، والجراحات المختلفة ويقدم خدمات الطوارىء ليلاً نهاراً، بالإضافة إلى مستوصف رئيسي يستقبل المرضى الفقراء، ومرضى الحالات المزمنة ويقدم لهم الدواء والعناية اللازمة، من خلال فريق طبي وتمريضي وتقني متخصص.

رسالة العرفان الصحية
يقدم المستشفى العلاج السريري في مختلف أقسامه لحوالي 1000 مريض شهرياً، ويستقبل في عياداته ومختبراته وأقسام التشخيص فيه أكثر من أربعة آلاف حالة شهرياً، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسات الدولة الضامنة على اختلافها، لكن المشكلة التي تكمن في العجز المالي لتلك المؤسسات ترتد سلباً على نشاط المستشفى من ناحية اضطرار المؤسسة لحمل جزء كبير من نفقات تشغيل المستشفى ذاتياً، خاصة في مجال تأمين الدواء المزمن لكثير من المرضى العجزة أو الأطفال الذين يحتاجون لدواء دائم غير متوفر لدى الدولة ومؤسساتها، كما أن المؤسسة تتحمل نفقات إعادة تأهيل المستشفى وصيانة معداتها أو تحديثها بالتعاون مع المؤسسات والجهات الصديقة.

معهد العرفان للإعداد المهني
انطلاقاً من مبدأ التكامل التعليمي أطلقت مؤسسة العرفان التوحيدية في العام 2005 معهد العرفان للإعداد المهني والتكنولوجي
شهاداته:
التكميلية المهنية BP
البكالوريا الفنية BT
الأمتياز الفني TS
الدبلوم الخاص ST
يمنح المعهد شهادات مصدقة من وزارة التربية والتعليم العالي، ويقوم بالتنسيق المتكامل مع أهم الجامعات في لبنان، كما يتعاون المعهد تعاوناً فعالاً مع قطاع الأعمال لتأمين فرص مميزة لطلابنا بعد تخرجهم.

هيئة أصدقاء العرفان
حرصاً على صيانة المؤسسة واستمرار دورها الاجتماعي والتربوي والإنساني، كان لا بدّ من التفكير بإنشاء هيئة لأصدقاء العرفان بهدف مؤازرة المؤسسة ومساندتها معنوياً ومادياً، وقد شكلت هذه الهيئة كجمعية خيرية باسم “جمعية أصدقاء العرفان” علم وخبر رقم 149 أد تاريخ 22 – 12 – 2004 تضم نخبة كريمة من الأصدقاء القادرين على المساعدة والمساندة والمؤآزرة معنوياً ومادياً واجتماعياً، وهي تضم نخبة من الشخصيات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية على مستوى لبنان كله برئاسة معالي الأستاذ وليد بيك جنبلاط.

هيئة أصدقاء العرفان
هيئة أصدقاء العرفان
ثانوية العرفان ومعهد العرفان للإعداد المهني والتكنولوجي
ثانوية العرفان ومعهد العرفان للإعداد المهني
والتكنولوجي

غاية وأهداف هيئة أصدقاء العرفان
֍ المساهمة في تحقيق أهداف مؤسسة العرفان التوحيدية، ومساندة عملها الثقافي والوطني لتستمر في كونها منبراً للثقافة والحوار الإيجابي في الوطن
֍ المساهمة في العمل الاجتماعي والإنساني لمؤسسة العرفان التوحيدية من خلال تأمين المنح المدرسية والمساعدات لطلاب وخريجي مدارس العرفان المتفوقين والمحتاجين
֍ الوقوف إلى جانب مؤسسة العرفان التوحيدية ودعمها في علاقتها مع المراجع الرسمية بما يؤدي إلى تطوير مواردها الناشئة عن عقود الدولة
֍ تدعيم علاقات مؤسسة العرفان التوحيدية مع المؤسسات الأهلية غير الرسمية ومع المؤسسات الدولية وذلك لمساعدة المؤسسة في تطوير وتحديث أبنيتها وتجهيزاتها وبرامجها.
المتحف التراثي العلمي
إضافة إلى نشاط المؤسسة ومجالات عملها المذكورة، أطلقت العرفان فكرة المتحف التراثي والعلمي عام 2000، وقد خصص له جناح في مبنى ثانوية العرفان – السمقانية وافتتح رسمياً في صيف 2001 ويتم العمل فيه من قبل فنانين وأساتذة وطلاب موهوبين، بحيث أصبح يضم مجموعة مميزة من المجسمات واللوحات الفنية وسواها من الزوايا العلمية والتراثية، على أمل توسيع المتحف ونقله مستقبلاً إلى مركز ثقافي خاص مزمع إنشاؤه. ويضم المتحف حتى الآن مجسمات لشخصيات تاريخية خالدة منها الثقافية والأدبية والقيادية التي تصل الماضي بالحاضر والمستقبل أمثال المعلم الشهيد كمال جنبلاط والرئيس جمال عبد الناصر والماهاتما غاندي وسلطان باشا الأطرش والرئيس رفيق الحريري والأمير شكيب أرسلان والأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، وميخائيل نعيمه وجبران خليل جبران ومارون عبود وسواهم ممن كان لهم حضور مشّرف في تاريخ الوطن والمنطقة العربية والعالم، إضافة إلى مجسمات لمراكز ومشاريع مختلفة وصور تحكي لبنان الحاضر والمستقبل، وأعمال فنية مبدعة، وذلك بإشراف الإدارة العامة للمؤسسة وبجهود فريق من الفنانين المبدعين. ويفتح المتحف أبوابه لزيارات محددة وقد حاز إعجاب زائريه ونال شهادات تقدير من معظم الشخصيات والزائرين الكرام.

إنجازات وأهداف
تضع المؤسسة في أولوياتها ضرورة تطوير برامجها التربوية والصحية والاجتماعية فنياً ومادياً، أفقياً وعامودياً وذلك بتركيزها على الطموحات المستقبلية والمشاريع التطويرية المقترحة وأهم هذه الأولويات:
֍ إنجاز المرحلة الثانوية في مدارس العرفان كافة لتحضن مئات الطلاب والطالبات الناجحين سنوياً في الشهادات المتوسطة
֍ التوسع نحو التعليم المهني والتقني في مناطق تواجد مدارس العرفان بحيث أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها مع تحول العلم في هذا العصر نحو التقنية وبالتالي توجيه الطلاب إلى المجالات المهنية المفيدة والمرتبطة بسوق العمل. وقد حصلت المؤسسة في نهاية 2005 على ترخيص للتعليم المهني من وزارة التربية.
֍ تحقيق حلم المجتمع والمؤسسة بافتتاح المرحلة الجامعية في العرفان، وخصوصاً في مركز المؤسسة الرئيسي في الشوف، كواجب وضرورة لاحتضان دراستهم الجامعية وتحمل جزء من هذا العبء الاجتماعي والمادي الكبير على ذويهم.
֍ إنجاز المشاريع المكملة للمدارس، خصوصاً تلك المتعلقة بالنشاطات المتعددة، الرياضية والثقافية والفنية، وما تتطلبه من تحديث القاعات واملاعب والمكتبات والمختبرات المتطورة.
֍ الاهتمام بالموضوع الثقافي من خلال إقامة مركز ثقافي ديني وتراثي وعلمي، للدراسات والتوعية والنشر، بهدف التواصل مع أبناء المجتمع المقيمين والمغتربين.

العلاقات الخارجية تفاعل دائم
وسبيل للتنمية والتطوير
انطلاقاً من سعيها الدؤوب لتطوير فروعها وخدماتها، ورغبة منها بالتعاون مع المصادر الصديقة التي ترغب بمؤازرتها في عملها الإنساني، نشطت العرفان بتوسيع دائرة صداقاتها مع مؤسسات ومراجع إنسانية تعمل في الحقل الإنساني أو تلك التي تنشط في المجالات التعاونية في الحقول التربوية والصحية، وأقامت المؤسسة علاقات ناشطة مع عدد غير قليل مع المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية، خاصة الأوروبية منها حيث أثمرت هذه العلاقات عدداً من المشاريع التنموية التي استفادت منها فروع المؤسسة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وتطول لائحة أصدقاء العرفان لتشمل مؤسسات ومراجع مثل الرؤيا العالمية في تايوان، ودوائر التعاون العلمي والتقني في اليابان والصين، وجهاد البناء الإسلامية الإيرانية، ثم إلى أوروبا وشمال أميركا حيث تعاونت العرفان مع دوائر العمل الإنساني والحكومي في المجموعة الأوروبية في بروكسل وفي المانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا. هذا بالإضافة إلى التعاون الذي قام أيضاً مع مؤسسات غير حكومية تعمل في الحقل الإنساني انطلاقاً من هذه الدول.
وتراوحت مشاريع التعاون هذه بين التقديمات العينية بناء على طلب المؤسسة وحاجتها في فروعها، وبين مشاريع إعادة إعمار وتأهيل لأبنية المؤسسة التعليمية والطبية، بالإضافة إلى تقديم عدد من المنح التي استفاد منها عدد كبير من الأطباء المهنيين في الحقول الطبية وعدد آخر من المعلمين في مدارس العرفان، وكان لهذه المنح دور كبير في تطوير مؤهلات وقدرات من استفادوا منها خلال السنوات الماضية.
ورغم أن الظروف الدولية ومتغيراتها الحاصلة خلال الأعوام الخمسة الماضية أثرت سلباً على إمكانات المنظمات غير الحكومية العاملة انطلاقاً من أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب آسيا، لكن ذلك لم يزد إدارة المؤسسة إلا إصراراً على الاستمرار في التعاون مع أصدقائها الحاليين والبحث عن أصدقاء جدد يمكن أن تتحقق معهم أهداف مؤسسة العرفان الإنسانية السامية.

الصفُّ التفاعلي
إيماناً منها بضرورة مواكبة التطور التكنولوجي في خدمة العملية التربوية، قامت مدارس العرفان بدعم من جمعية أصدقاء العرفان بنقلة نوعية، حيث حولت الصفوف العادية إلى صفوف تفاعلية مستفيدة من أنظمة التعليم الحديثة الأولى في هذا المجال لتصبح من المدارس الرائدة التي تستخدم هذه الأنظمة في كل صفوفها التعليمية لجميع المراحل. ويوجد أكثر من 200 لوح تفاعلي في صفوف مدارس العرفان كافة.

مدير عام مدارس العرفان الشيخ نزيه رافع
مدير عام مدارس العرفان
الشيخ نزيه رافع
رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين
رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين

أقوال في المؤسسة

وإنما التربية التوحيدية تحول وصيرورة… فهذه النفوس الطرية البريئة المشبعة بعطر ربيع الحياة ونشوتها، والتي ترعونها في معهدكم، فتلبسون منها الأجساد بهذه الأثواب البسيطة المحتشمة وكأنها أشكال حية لأزهار جنة القلوب… هذه النفوس لأولادنا وإخواننا، هي التي تسعون لتحويلها من طور الكثافة الموروثة إلى طور اللطافة.

الشهيد كمال جنبلاط في حفل تدشين العرفان – السمقانية 1974

إن مدارس العرفان سدت فراغاً كبيراً لم يملأه غيرها وقامت بتعليم ناشئتنا، مركزة على المناقب الدرزية الحميدة، وعلى الأخلاق والفضيلة، مرسخة في نفوس أبنائنا مبادى التوحيد والشيم المعروفية.

من كلمة المغفور له الشيخ محمد أبوشقرا في احتفال العرفان 1978

العرفان شجرة طيبة راسخة في ارض المعروفيين، خدمت أجيالهم بالتربية والمعرفة والأخلاق. ونمت وكبُرت حتى كأنها قمة من قمم هذا الجبل.

من كلمة سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في احتفال العرفان عام 2016

العرفان والمعروف والمعرفة تنبع من منابع واحدة، ولقد جسدت مؤسسة العرفان بسلوكها هذه المعاني، وهذه الينابيع التي كانت تغرف منها.

وزير التربية الأستاذ جان عبيد في الإحتغال المركزي 1997

إن سيد المختارة القائد والمعلم كمال جنبلاط وأهل العرفان صححوا التاريخ فزرعوا تلك النبتة الكريمة الإخلاقية في هذه الدوحة، دوحة الأخلاق والعلم في السمقانية

من كلمة الأستاذ وليد جنبلاط في حفل تدشين قسم الكمبيوتر في مدرسة العرفان 11 – 1 – 1995

هكذا تبنى الأوطان ومؤسسة العرفان كانت ولا تزال وستبقى إن شاء الله تعالى في طليعة المؤسسات التي ترفع راية الوطن

معالي الأستاذ ميشال إده العرفان 2003

الموحّدون الدّروز في أستراليا

لجالية أبناء الموحّدين الدروز في أستراليا حضورٌ كبير ومؤثّر منذ أنْ وطأت قدما أول مهاجر من الطائفة تراب أستراليا قبل أكثر من قرن، وقد توسَّع انتشار أبناء الجالية في الولايات والمقاطعات الأسترالية المختلفة لا سيّما أديلايد وسيدني وملبورن حيث يتّسِمون بمشاركة فعّالة في جميع النواحي، الاقتصادية والصناعية والتجارية والسياسية والاجتماعية والعلمية.

وكما هو الحال في بلدان الاغتراب الأخرى هناك مُعتَمَدون لمشيخة العقل في أستراليا في خدمة أبناء طائفة الموحدين الدروز، ويتولّى الشيخ منير غرز الدين حالياً تمثيل مقام مشيخة العقل بتكليف من سماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن.

مجلة “الضحى” تواصلت مع جاليات الموحّدين الدروز في هذه الولايات الرئيسية الثلاث، واستطلعت من مُعتَمد مشيخة العقل الشيخ منير غرز الدين، ورؤساء الرابطات في تلك الولايات الثلاث، الأساتذة الأفاضل أكرم أبو ذياب، وزاهي علامة، ونزار الحاج، شؤونَ وشجونَ ونشاطات ونجاحات أبناء جالية الموحّدين الدروز في تلك المغتربات، وسُبل تواصلهم مع الوطن الأم.

أديلايد ADELAIDE
معتمد مشيخة العقل الشيخ
منير غرز الدين
حفاظ على القيم المعروفية

كان لا بدّ بدايةً من استبيان كيف يجري تنظيم الأحوال الشخصية لأبناء الجالية في أستراليا من ناحية عقد الزواج، أو في حالات الطلاق، وتسجيل المواليد الجدد وغير ذلك من معاملات رئيسية، فبيَّنَ الشيخ منير غرز الدين أنّه منذ العام 2010، وبفضل جهودالمشايخ الأجلاء والأفاضل الكرام وعلى رأسهم الراحل الشيخ شكيب رشيد، صاحب الفضل الكبير، أصبحت طائفة الموحّدين الدروز معترفاً بها ومسجَّلة في الدولة الأسترالية، كطائفةٍ مستقلّة لها خصوصيتها وحيثياتها ومركزها على الصعيد الأسترالي كأحد أعمدة بناء هذه الدولة منذ أنْ قَدِمَ المهاجرون المعروفيون الأوائل. وكما شأن الطائفة المعروفية في لبنان، كذا أصبح وضع الطائفة في أستراليا، حيث تتعامل الدولة الأسترالية مع أبناء طائفة الموحّدين الدروز تماماً كما تتعامل معهم الدولة اللبنانية، إذ تُسجَّل جميع الوثائق والمعاملات، حتى الوصية منها، في الدولة الأسترالية، وقد واكبتُ شخصياً تحقيق هذا الإنجاز.
وأوضح قائلاً “بالنسبة إلى عقد الزواج بين أبناء الطائفة في أستراليا، فإنّنا كمُعتَمَدِين من قِبَل مشيخة العقل وبتفويضٍ من سماحة شيخ العقل نقوم باستقبال الخاطب والمخطوبة وذويهما لإجراء عقد الزواج ومن ثمّ القيام بالمقتضى الديني والاجتماعي وبعد ذلك يتم إرسال المعاملة إلى مكتب مشيخة العقل في دار طائفة الموحّدين الدروز في لبنان ليجري تسجيلها في سِجلّات الأحوال الشخصية”.

الشيخ منير غرزالدين أديلايد
الشيخ منير غرزالدين أديلايد

وكشف أنّ تكليف المُعتمد يتجدّد كلّ 3 أو 5 سنوات، وقد انتدبت مشيخة العقل أربعة معتَمدين في أديلايد، وثلاثة في سيدني، واثنَين في ملبورن، من ذوي الخُلُق التوحيدية والمسلك القويم والاطّلاع الكافي على الشعائر التوحيدية والقِيَم الدينية والأخلاقية. والعدد الأكبر هو في أديلايد نظراً إلى انتشار العدد الأكبر من المُغتربين الدروز هناك، فضلاً عن وجود مكتب مشيخة العقل حيث يقوم الشيخ غرز الدين بتمثيل سماحة الشيخ واستلام جميع المعاملات ذات الصلة ومن ثمّ يرسلها إلى مكتب مشيخة العقل في لبنان. وجديرٌ بالذكر أنّ عقد الزواج لأبناء طائفة الموحّدين يتم تسجيله في الدولة الأسترالية، ومن ثمّ يستلم الزوجان وثيقة الزواج بعد أسبوعٍ واحد أو أسبوعين من تاريخ العقد.
بالنسبة إلى الطلاق، أكد الشيخ غرز الدين “لا نقوم بأيّ إجراءات، حيث إنّنا كمُعتَمدين غير مكلّفين بمعاملات الطلاق في حال طُلِبَت منّا، إنّما نسعى إلى إصلاح ذات البَين بين الزوجين والتوفيق بينهما ما أمكنَ لنا ذلك، وفي حال تعذُّر الإصلاح فإنّ المتخاصمَين يُرسِلان معاملتهما إلى لبنان بتوكيلٍ مرفق إلى قريبٍ أو محامٍ”.
أمّا من ناحية تسجيل المواليد الجدد في الوطن، فعندما يُرزَق الزوجان بمولودٍ جديد يقومان بتسجيله في الدوائر الرسمية للدولة الأسترالية، ومن ثمّ تُرسَل وثيقة الولادة إلى القنصلية اللبنانية في أديلايد، مرفقة بوثيقة الزواج وإخراج القيد العائلي اللبناني. ومن هناك تُرسَل المعاملة إلى وزارة الخارجية اللبنانية ليتم تسجيل المولود الجديد في خانة الزوجين في الوطن.

الشيخ منير غرزالدين أديلايد ـ عمائم وبركة في أستراليا
الشيخ منير غرزالدين أديلايد ـ عمائم وبركة في أستراليا

ولفتَ الشيخ غرز الدين إلى دور مشيخة العقل في تنظيم شؤون الجالية الدرزية في أستراليا من جميع هذه النواحي. وأوضحَ أنّ في كلّ ولاية أسترالية يوجد مبنى خاص لطائفة الموحّدين الدروز، يشتمل على مدرسة عربية، ومجلسٍ ديني يجتمع فيه أبناء الموحّدين في ليالي الجُمَع للاستماع إلى الوعظ الديني والأناشيد والأشعار الدينية، يفدون من جميع الأعمار، لا سيّما خلال المناسبات كعيد الأضحى المبارك وشهر رمضان الكريم وعيد الفطر. وتُنظَّم ندواتٌ دينية وأخلاقية توعوية لمواصلة تعريف أبناء الجالية الدرزية بأصولهم التوحيدية الإسلامية العربية وتراثهم وتقاليدهم المعروفية، وذلك مرّاتٍ عدّة في السنة في كلّ ولايةٍ ينتشر فيها المغتربون الدروز. وتتم دعوة هؤلاء المغتربين في كلّ الولايات لحضور هذه الندوات والمحاضرات الدينية من خلال الجمعيات ولجانها الإدارية، فضلاً عن حضور نشاطات اجتماعية أخرى تشدّ أواصر أبناء الطائفة.
وكان للشيخ منير غرز الدين كلمة أخيرة قال فيها: “لمستُ خلال خمسةٍ وعشرين عاماً من وجودي في هذه القارّة المِعطاء البعيدة جداً عن تراب الوطن أنّها احتضنت ولا تزال تحتضن أبناءنا وعائلاتنا وتفتح لهم أبواب العمل والاستثمار حيث يتمتّعون بحقوقٍ كشأن حقوق المواطنين الأستراليين، بما في ذلك حقوق ممارسة شعائرهم وواجباتهم الدينية والاجتماعية. كما لمستُ من جاليتنا المعروفية الكريمة مدى التزامها بالحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا وشعائرنا التوحيدية الإسلامية الشريفة التي نشأنا عليها منذ القِدَم والحرص على نقلها لأولادها وأُسَرها. كما أُشيد بالتربية الصالحة لأبناء الموحّدين هنا في أستراليا من قِبَل الأهل وحثّهم الأبناء على المضي قُدُماً على هذا الطريق التوحيدي الشريف، وإتاحة الفرصة لهم لحضور الندوات الدينية كي يطّلعوا على الأخلاق والقِيَم المعروفية التوحيدية. والشكر الكبير لسماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن على اهتمامه الدائم بأبناء الجالية وحدبه عليهم ودعمه المتواصل، وإتاحة التنسيق المتكامل ما بين مشيخة العقل في لبنان ومكتب مشيخة العقل في أستراليا. وبدوري أشكر مُعتمدي مشيخة العقل في جميع الولايات لجهودهم الحثيثة في خدمة الجالية الكريمة دون أي مقابل، ونسأل الله جلَّ وعزّ أن يُجزيهم أجرَ ذلك”.

أديلايد وجنوب أستراليا
ADELAIDE
& South Australia
رئيس رابطة الجالية الدرزية في أديلايد وجنوب أستراليا الأستاذ أكرم أبو ذياب
حضورٌ ناجح للجالية وافتخار

أكدّ الأستاذ أكرم أبو ذياب، الحائز على ماجستير في العلوم التسويقية والدراسات الدولية، أنّه لا توجد إحصاءات دقيقة عن أعداد المغتربين الدروز في أستراليا عموماً كون هذه المسألة متعلّقة بالجالية الدرزية في كلّ ولاية على حِدَة ولكون الإحصاءات الحكومية لا تأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار. أمّا تقديراته الشخصية فتجعل العدد لا يتجاوز 9,000 مغترب درزي يتمركزون في ثلاث ولايات رئيسية هي سيدني، وملبورن وأديلايد، وأنّ هذا العدد ربّما يتساوى في كلّ ولاية أي حوالي 3,000 نسمة، بالإضافة إلى وجودٍ درزي في ولايتَي برزبن وبيرث.

أديلايد - أستراليا
أديلايد – أستراليا

من ناحية الاجتماعات الدورية أو السنوية التي يلتقي خلالها الموحّدون الدروز المغتربون، شدّد الأستاذ أبو ذياب على أنّ الجالية الدرزية في أديلايد وجنوب أستراليا تُعتبر من أكثر الجاليات الدرزية نشاطاً حتى على الصعيدَين اللبناني والعربي، وكشف أنّ الوجود الدرزي في أديلايد يعود إلى أكثر من مئة عام، و”البيت الدرزي” في الولاية كان من أول البيوت الدرزية خارج لبنان. وبسبب صغر الولاية من حيث المساحة وعدد السكّان فإنّ الزيارات بين العائلات والواجبات الاجتماعية إنّما تجمع عدداً أكبر من أبناء طائفة الموحّدين الدروز، بينما تعاني الولايات الأخرى من بُعد المسافات وهذا ما ساهم في جعل نشاطات الجالية في أديلايد ناجحة وتحظى بحضورٍ ممتاز دائماً.
على الصعيد الاجتماعي، أوضح أنّ هناك مناسبات عائلية تقوم بها “الرابطة الدرزية” كلّ شهرين تقريباً حيث تجتمع العائلات والأُسَر بجميع أفرادها والأصدقاء والأصحاب، وأنّ هدف الرابطة الرئيسي من ذلك هو لَمْ الشمل بشكلٍ دائم. أمّا من ناحية المناسبات، فأكّد أنّ هناك احتفالات تُنظّم بشكلٍ دائم مثل عيد الأضحى المبارك وعيد رأس السنة وعيد الأُم الذي تقوم بتنظيمه “اللجنة النسائية”، وكذلك نشاطات رياضية يقوم بها “النادي الرياضي لكرة القدم والفوتبول الأسترالي”. وتسعى الرابطة حالياً إلى تنظيم تقليد سنوي تحت تسمية “اليوم الرياضي” وإدخال رياضيات بدنية وذهنية، كما هناك أيضاً حفل تخريج سنوي تقوم به “اللجنة الشبابية” وهو من أرقى النشاطات على صعيد البلد، حيث يحضر حاكم الولاية وعدد كبير من الوزراء والنواب. ومن الناحية التربوية، أشار إلى “المدرسة العربية” وتضم هذه السنة حوالي 90 طالباً لتعليم اللغة العربية وبعض الإرشادات الدينية من عمر خمس سنوات إلى عمر التخرُّج الثانوي تقريباً.

أكرم أبو ذياب أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد

 

أكرم أبو ذياب أديلايد- مبنى رابطة الجالية في أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد- مبنى رابطة الجالية في أديلايد

وذكر أنّ هناك عدداً من اللقاءات منها موسمية ومنها سنوية، أمّا عن اللقاء السنوي بالتحديد فهو ليس محصوراً بالجالية الدرزية في أديلايد وجنوب أستراليا بل هو تقليد سنوي بين ولايات سيدني وملبورن وأديلايد وهذا ما يُسمّى باللغة الإنكليزية Druze Big Weekend حيث يجتمع عدد كبير من المشاركين في إحدى الولايات كلّ سنة ضمن برنامج معيّن يتم ترتيبه من قِبَل كلّ ولاية، وضمن فعاليات هذا البرنامج على سبيل المثال ندوة دينية ولقاءات تعارفية بين شباب وشابات الدروز وبعض النشاطات الثقافية والترفيهية وطبعاً الهدف منه هو الحفاظ على صلة التواصل بين أبناء الجالية في أستراليا والتعارف فيما بين أبناء طائفة الموحدين الدروز.
وبالنسبة إلى الشخصيات الدرزية الناجحة في أديلايد على مختلف الصُّعُد، أكد الأستاذ أكرم أنه في الجانب السياسي فإنّ الحضور الدرزي في الحكومة أو البرلمان للأسف غير موجود، وحتى على الصعيد اللبناني بشكلٍ عام، وذلك ليس لنقص القدرات طبعاً إنّما لكون عدد اللبنانيين عموماً والدروز خصوصاً في أستراليا ليس بالكبير مقارنةً مع الجاليات الأخرى المهاجرة كالإيطالية أو اليونانية مثلاً. وربّما هناك شخصيات برزت في الشأن العام أكثر منه في الشأن السياسي، على سبيل المثال السيّد دايفيد عنداري وهو حائز على وسام الملكة وانتُدِبَ أكثر من مرّة من قِبَل الحكومة الأسترالية لتمثيل الحكومة خارج البلاد. والسيّد ماكس بشير وهو شخصية بارزة في المجال العامّ واشتُهِرَ بدعمه للأنشطة والأندية الرياضية. أمّا من الشخصيات البارزة علمياً، فهناك الدكتورة أمل أبو حمدان وهي أخصائية في جراحة الدماغ وهي من الأبرز الأطباء في أستراليا وليس فقط في الولاية بكونها أصغر طبيبة جرّاحة في أستراليا. في الرياضة، هناك السيّد روجر رشيد وهو لاعب ومدرّب كرة المضرب، وكان مدرّبَ بطلِ أستراليا واللاعب المصنّف رقم واحد عالمياً. وهذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر.

أكرم أبو ذياب أديلايد- نشاط اجتماعي للجالية في أديلايد 2
أكرم أبو ذياب أديلايد- نشاط اجتماعي للجالية في أديلايد 2
أكرم-أبو-ذياب-أديلايد--نشاط-في-الهواء-الطلق-للجالية-في-أديلايد
أكرم-أبو-ذياب-أديلايد–نشاط-في-الهواء-الطلق-للجالية-في-أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد- مباراة رياضية لأبناء الجالية في أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد- مباراة رياضية لأبناء الجالية في أديلايد

أمّا في المجال التجاري والاقتصادي، فللدروز حضورٌ لا بأس به وهناك شخصيات عديدة تميّزت بنجاحات أكثر من غيرها في المجالات الخدمات السياحية والمطاعم والبناء ومنهم مَنْ وصل بوظائفه ودراساته إلى درجات ممتازة تفتخر الجالية بها وبهم جميعاً. ومن بينهم على سبيل المثال السيّد جهاد هاني وهو شخصية ناجحة تجارياً واقتصادياً ومالياً، وهو مستقر في أديلايد جنوب أستراليا، أمّا في بعض الولايات الأخرى فهناك السيّد عصام ثابت وهو أيضاً من الرجال الناجحين جداً على الصعيدَين المالي والتجاري.
وبشأن مشاركة أبناء الجالية في الانتخابات في الوطن الأم، أكد أبو ذياب أنّ الجمعية في أديلايد قامت بواجبها بإعلام الأهل جميعاً عن كيفية المشاركة والتسجيل من أجل القدرة على ممارسة الحق الانتخابي. ووفقاً لما تناهى إليه فإنّ المشاركة من قِبَل اللبنانين عموماً لم تكن على قدر جيد، موضحاً أنّ الرابطة تتصرّف بوعي وفطنة في هذا الخصوص.
وختم الأستاذ أكرم أبو ذياب: “أودُّ القول أخيراً أنّ الجمعية الدرزية في جنوب أستراليا قامت بشراء مبنى جديد للجمعية بعدما احترق المبنى الأول العام 2012، وقد مرّرنا بظروفٍ صعبة إلى حدٍّ ما من أجل لَمْ شمل أبناء الموحدين الدروز جميعاً. نأمل أن نُقدِّم ما فيه الخير لجاليتنا وأهلنا ومجتمعنا ومستقبل أولادنا. ونشكر سماحة شيخ العقل لمتابعته الدائمة ودعمه القيِّم لأبناء الجالية هنا. وأودّ أن أتقدَّم منكم ومن جانب إدارة مجلة الضحى الموقَّرة بجزيل الشكر والامتنان باسمي واسم الجمعية الدرزية وكافة الدروز في أديلايد وجنوب أستراليا على هذه اللفتة الكريمة للحفاظ على صلة التواصل الدائم بين الموحِّد المقيم والموحِّد المغترب، نأمل أن تكون بدايةً جيدة، وحجراً أساساً لمزيد من التعاون على الصُّعُد الدينية والتوجيهية والاجتماعية والاقتصادية، ودمتم في مسعاكم”.

دعوة للقاء ولمباراة رياضية في أديلايد
دعوة للقاء ولمباراة رياضية في أديلايد

 

سيدني
SYDNEY
رئيس رابطة الجالية الدرزية في سيدني المهندس زاهي علامة
أسبقية وتنسيق وطمأنينة

لفتَ المهندس علامة إلى أنّ هناك تقديرات متباينة إلى حدٍّ ما بشأن عدد المغتربين من طائفة الموحّدين الدروز في سيدني ومحيطها، لكنّه يراوح بين 7000 و 9000 مغترب، وربّما تكون النسبة الأكبر منهم في أديلايد.
وتحدّث عن اللقاءات والاجتماعات الدورية أو السنوية التي يلتقي خلالها الموحّدون الدروز المغتربون في سيدني، وأهم النشاطات الاجتماعية والثقافية، وأوضح أنّ “الرابطة الدرزية” في سيدني تقوم بلقاءات عدة لجمع شمل الموحدين الدروز والإبقاء على تواصل بين بعضهم البعض. ومن بين هذه اللقاءات:
֍ السهرة القروية السنوية
֍ ليالي العشر المباركة (إقامة ندوات دينية)
֍ احتفال بعيد الأضحى المبارك بإقامة حفل شواء وتوزيع ألعاب للأطفال خلال المناسبة
֍ لقاء الشبيبة الدرزية السنوي، حيث يجتمع شباب الموحدين الدروز من جميع الولايات ومن خارج أستراليا
֍ سهرة بمناسبة عيد الأم تقوم بها اللجنة النسائية
֍ الحفل السنوي للرابطة الدرزية
֍ مخيم للأطفال
֍ إقامة مباريات للجنة الرياضية في لعبة كرة القدم تجمع فرق ملبورن وأديلايد وسيدني من أبناء الجالية الدرزية.
بالنسبة إلى السهرة القروية، فهي عبارة عن لقاء يجمع أبناء الموحدين الدروز في قاعة الرابطة الدرزية ويتخلّله حفلٌّ غنائي مع إعداد خبز على الصاج ومأكولات بيتيّة من وحي المناسبة. والهيئة الإدارية للرابطة الدرزية هي المسؤولة عن التجهيز ودعوة أبناء الموحدين الدروز وحجز الفنّانين وغيره من المستلزمات اللوجستية.
أما الاحتفال بعيد الأضحى وليال العشر المباركة، فيكون من خلال لقاءٍ يُنظَّم كلّ سنة في مركز الرابطة الدرزية، وقد جرت العادة بأن يتوجّه الموحّدون إلى مركز الرابطة للاستماع إلى الأناشيد والأشعار الدينية من المشايخ الأفاضل. قمنا قبل نحو سنتين بتغيير جذري لاستقطاب الشباب الموحِّدين والشابات الموحِّدات بحيث نسّقنا مع سماحة شيخ العقل سنة 2016 لإقامة ندوات دينية في سيدني على نفقة الرابطة الدرزية. وقد حضر الندوات ما يفوق على المئتين شاب وشابة، وأصبح هذا تقليداً سنوياً لجمع الشباب الدرزي.
ومن ناحية لقاء الشبيبة السنوي، فهذا لقاء يجمع شبيبة الموحِّدين الدروز في العيد الوطني الأسترالي على مدى ثلاثة أيام للتعارف وتبادل الأفكار والتقارب، وهذا اللقاء يحصل مرّة كلّ سنة ويجمع الولايات الأسترالية كافة.

زاهي علامة سيدني- مقابلة تلفزيونية
زاهي علامة سيدني- مقابلة تلفزيونية
زاهي علامة سيدني- نشاط للجالية في الهواء الطلق
زاهي علامة سيدني- نشاط للجالية في الهواء الطلق
زاهي علامة سيدني- مبنى رابطة الجالية الدرزية في سيدني
زاهي علامة سيدني- مبنى رابطة الجالية الدرزية في سيدني

ولفتَ المهندس زاهي علامة إلى وجود عددٍ من الشخصيات من طائفة الموحِّدين الدروز الناجحة من النواحي الاقتصادية والصناعية والتجارية وحتى العلمية والأكاديمية والسياسية، من بينها دون حصر، وعذراً إذا ما غفلنا عن أحد، الدكتور ممدوح مطر الذي يملك مجمّعاً طبياً ويقصده قسمٌ كبير من أبناء الجالية الدرزية، والدكتور جمال غنام وهو مدير عام اثنين من أكبر المستشفيات في سيدني وعضو في نقابة الأطباء ومدقق عام، والبروفسور أسعد المصري وهو دكتور محاضر في أكبر جامعة في سيدني، والدكتور وليد رافع وهو طبيب أسنان يملك مركزين لطب الأسنان. وجدير بالذكر أنّ الأستاذ المهندس زاهي علامة في سابقةٍ من نوعها هو أول رجل أعمال في الجالية الدرزية يحصل على إذن نقابة المهندسين بإعطاء رخص لإنشاء المباني (Private Certifier).
وأشار المهندس علامة إلى أنّ المغترب الدرزي كشأن أي مغتربٍ من طائفةٍ أخرى يهتم بالشأن السياسي في الوطن الأم وخاصةً الانتخابات النيابية وأنه قد تمّ تسجيل عدد لا بأس به ممن شارك في الانتخابات.
وعبّر المهندس زاهي علامة عن شكره قائلاً: “لا بدّ لي أنّ أشكركم أولاً على هذا اللقاء والتواصل مع الوطن الأم وشكري الكبير لسماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن على ما قدّمه من دعمِ معنوي لمسيرة الرابطة الدرزية في سيدني”.
وأضاف: “أودّ الإضاءة أخيراً على أنّ التنسيق بين مشيخة العقل والرابطة الدرزية أدّى إلى طمأنينة وسط أبناء الجالية بأنّ هناك مرجعية دينية تهتم بهم وتسأل عنهم وبأنّ الاغتراب الدرزي هو جزء كبير من أولويات مشيخة العقل، وأتمنّى في المستقبل القريب أن تكون ثمة إمكانية لتنسيق زياراتٍ من مشيخة العقل إلى سيدني للاطلاع على أحوال الجالية وتعزيز سُبل التواصل”.

سيدني - أستراليا
سيدني – أستراليا
زاهي علامة سيدني- لقاء لأبناء الجالية في سيدني
زاهي علامة سيدني- لقاء لأبناء الجالية في سيدني
زاهي علامة سيدني- لقاء اجتماعي في عيد الأب
زاهي علامة سيدني- لقاء اجتماعي في عيد الأب

 

ملبورن-فيكتوريا
MELBOURN – VICTORIA
رئيس رابطة الجالية الدرزية في ملبورن-فيكتوريا المهندس نزار الحاج
مناصب إقليمية
ونجاح

نزار الحاج ملبورن
نزار الحاج ملبورن

تحدّث المهندس نزار الحاج عن انتشار أبناء جالية الموحّدين الدروز على وجه التحديد في ملبورن-فيكتوريا، وجنوب أستراليا ونيو ساوث ويلز.
أما أعداد أبناء طائفة الموحدين الدروز هناك بحسب تقديره فهي على الشكل التالي:
فيكتوريا: حوالي 600 عائلة.
جنوب أستراليا: تقريباً الأرقام مماثلة لولاية فيكتوريا.
نيو ساوث ويلز: حوالي 350 عائلة.
وإلى جانب الولايات الرئيسية الثلاث، لفتَ إلى أنّ الموحّدين الدروز ينتشرون في أماكن أخرى مثل كوينزلاند لكن بأعداد أقل.
وبالنسبة إلى اللقاءات السنوية والنشاطات الاجتماعية للجالية في ملبورن، أوضح الحاج أنّ الهيئة الإدارية للجمعية الدرزية في فيكتوريا تعمل على الحفاظ على التواصل بين أبناء الجالية عبر العديد من المناسبات والنشاطات في كل وقت ممكن، وخصوصاً الأعياد والعطل، لا سيما عيد الأضحى المبارك ورأس السنة، وكذلك من خلال اللقاءات الدورية العائلية والتثقيفية، فضلاً عن الندوات الطبية للتوعية الصحية.

ـنزار الحاج ملبورن مبنى رابطة الجالية في ملبورن
ـنزار الحاج ملبورن مبنى رابطة الجالية في ملبورن

ومن ناحية اللقاء السنوي المعروفي الذي تُقيمه الجالية الدرزية في ملبورن ومحيطها، أوضح الحاج أنّه منذ 13 عاماً، أطلقت الجمعية الدرزية في ملبورن حَدَث “الأسبوع الدرزي الكبير” Big Druze Weekend (BDW) بالتنسيق مع الجمعيات الدرزية في الولايات الأخرى، وأصبح هذا اللقاء سنوياً يُعقَد كلّ سنة في ولايةٍ من الولايات الأسترالية وذلك في آخر أسبوعٍ من شهر كانون الثاني. وقد أصبح هذا اللقاء دورياً حيث يلتقي الشباب والشابات ويجري تنظيم نشاطات دينية، واجتماعية وتسهيل فرص التعارف والتقارب بين أبناء الجالية في الاغتراب وخصوصاً الجيل الجديد. وكشف عن مشاركةٍ في الآونة الأخيرة من دروزٍ جاءوا من خارج أستراليا، مثل الولايات المتحدة ولبنان.
وأكّد المهندس نزار الحاج أنّ الكثير من أبناء الجالية الدرزية يعمل في جميع قطاعات الدولة ومؤسّساتها في القطاعَين العام والخاص على حدٍّ سواء. وقال: “شخصياً، تمّ تعييني في مطلع العام 2017 مستشاراً إقليمياً لولاية فيكتوريا في وزارة تعدُّد الحضارات والجنسيات، حيث نعمل في المجلس الاستشاري بشكلٍ أساسي على تحديد الأولويات للوزارة في شؤون المواطنين والمجتمعات”. وهناك ثمانية مجالس استشارية في أنحاء الولاية، يتمثَّل دورُ كلٍّ منها في إبلاغ “وزراة تعدُّد الحضارات والجنسيات” حول مسائل وتحدّيات ذات تأثيرٍ على هذا التعدُّد الحضاري في كلّ منطقة، والبقاء على اطّلاع حول شؤون الجاليات المتعدّدة الجنسيات والحرص على التنوُّع الثقافي والديني واللغوي، وتحديد السُّبُل والفرص لإرساء المشاركة والتواصل بين الجاليات وتنظيم نشاطاتٍ ومناسبات لتوثيق العُرَى في ما بينها، والتنسيق ما بين المغتربين وممثِّلي الحكومة المحلية.
وعن نجاح بعض الشخصيات الدرزية في نواحٍ عدّة، لفتَ الحاج إلى أنّ الكثير من أبناء الجالية الدرزية برزوا في مجال الأعمال والاقتصاد، من بينهم بدون حصر الدكتورة فريال ملاعب خداج المحاضرة الجامعية في مجال التكنولوجيا، والسيّدان مازن وماهر ثابت مؤسِّسا “فندق لينبروك” Lynbrook Hotel، و”ريدان أخوان” أصحاب “مطاعم صوفيا” Sofia Restaurants، والسيّد سليم زين الدين وغيرهم كُثر في مجال المطاعم والفنادق، فضلاً عن السيّد علي خضر صاحب الشركة المتخصِّصة في مجال إنتاج مستحضرات العناية بالبشرة والتجميل “أدفاندس ناتشورال” Advanced Natural .

نزار الحاج ملبورن لقاء رياضي لشباب الجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن لقاء رياضي لشباب الجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن في لقاء فكري واجتماعي للجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن في لقاء فكري واجتماعي للجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن حملة تبرعات خيرية للجالية في ملبورن فيكتوريا
نزار الحاج ملبورن حملة تبرعات خيرية للجالية في ملبورن فيكتوريا

وممّا يستحقّ الذكر أنّ المهندس نزار الحاج هو خبيرٌ مُحترِف في تكنولوجيا المعلومات مع خبرةٍ تزيد عن سبعة عشر عاماً كمستشارٍ ومحلِّلٍ في النُّظُم المعلوماتية، ومهندس أنظمة وشبكات، وهو ناشطٌ في هذا الخصوص لا سيّما عبر إحدى شركاته في ملبورن المتخصِّصة بـ “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات” (ICT) والتي يصل نطاق خدماتها إلى بعض أنحاء العالم، بعدما رسّخت حضورها بين مزوِّدي خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أستراليا. وهو يملك ثلاث شركات ناجحة في مجال تكنولوجيا المعلومات في فيكتوريا-ملبورن وهي:
I.T. ENGINEERING PRO (www.itepro.com.au)
Online Plus (www.onlineplus.com.au)
ITE Systems (www.itesystems.com.au)
وحول رغبة المغتربين الدروز في المشاركة في الانتخابات النيابية، كشف أنّه بذُلت مساعٍ حثيثة لتشجيع التسجيل للمشاركة في الانتخابات النيابية، لكنّ الاقبال كان ضعيفاً، وتمّ تسجيل حوالي 100 شخص من ولاية فيكتوريا من أصل 200 درزي تسجّلوا من أستراليا.
وقال المهندس الحاج ختاماً: “حالياً، نحن في صدد إنهاء المرحلة الأخيرة من بناء دار الجمعية الدرزية في ولاية ملبورن-فيكتوريا، على مساحة 22,500 م2، يقدّر أن يكون واحداً من أكبر المباني التي تعود للدروز في العالم، حيث يضم صالتَين تتّسعان إلى ما يزيد عن 800 شخص، فضلاً عن 170 موقف سيارات، ومكاتب وقاعات اجتماعات. نأمل أن يكون هذا المبنى صرحاً للجالية الدرزية في أستراليا والعالم أجمع”. ووجّه الحاج شكراً خاصاً لسماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز لاهتمامه الدائم بشؤون أبناء الطائفة في أستراليا وعبّر عن أمله بتكثيف هذا التواصل عبر إرسال نخبة من أصحاب الفكر والقيم المعروفية إلى أستراليا لتعزيز الوعي بين أبناء الجالية.

ملبورن - فيكتوريا
ملبورن – فيكتوريا

وخلُصَت “الضحى” في مشوارها الأسترالي وسط الأهل المغتربين، إلى أنّ جالية الموحّدين الدروز هناك، بنجاحاتها ونشاطاتها وشخصياتها الفاعلة، هي مجتمعٌ زاخر بالحيويّة يلتزم بقيمه وأخلاقياته وهويّته وجذوره المعروفيّة التوحيديّة حتى ولو كان في النصف الأخر من الكرة الأرضية بعيداً عن الوطن، وعينُ مشيخةِ العقلِ ساهرة على الأبناء وعلى هذا الالتزام الذي يدعو إلى الفخار. وشُكرٌ خاص للشيخ رامز حمزة في سيدني لبصيرته النيِّرة ولمساعدته القيِّمة في إنجاز هذا التحقيق.

نزار الحاج ملبورن موقف السيارات الخماسي لمبنى رابطة الجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن موقف السيارات الخماسي لمبنى رابطة الجالية في ملبورن

وادي لامارتين

الموقع
ملتوّياً كالرّقطاء تحفُّ به أسوقُ الصنوبر والدّلب والعفص، والزيزفون، يمتدّ وادي لامارتين من مشارف قناطر زبيدة صعوداً حتى أعتاب شاغور حمّانا ، مارّاً بمزارع عِدَّة، منها ما هو قائم حتى اليوم، ومنها الدّارس بفعل عوادي الزمان من مثل: دار قنات، ودار صيّا، ودير خونة، ودير الرُّغم التابع لبطريركية السّريان الكاثوليك…

أمّا حكاية هذا الدير فتعود إلى العام 1650 حين وفد جماعة من المسيحيين العراقيين إلى لبنان هرباً من الاضطهاد، حيث إستوطنوا بادِءَ الأمر مدينة طرابلس، وهناك ألتقوا أشخاصاً من آل رعد من بلدة الشبانية الذين نصحوهم بالإنتقال إلى الشبانية، حيث قدّم لهم الوقف الماروني قطعة أرضٍ لتشييد ديرٍ عليها شرط تغيير هويتهم من روم إلى كاثوليك.. وهكذا كان .” سريان كاثوليك”.
وأنت تمرُّ في حنايا الوادي وثناياه وتعرّجاته،إذا بالدّهر يسترجع ضجيج مواكب خطرت ذات زمنٍ، فإذا الدروب بوح خُزامى، ونفح صعتر، ووزّال ونُعناع، وشدو بلابلَ، وتراتيل غدرانٍ، وهاكه النسيم أيضاً يحمل على أجنحته ترجيع صدىً لنوح ناياتٍ، وغُصَّةِ أوتارٍ، وبُحة نغمٍ شرودٍ …أمّا على الأديم فيستوقفك التياعٌ وآهاتٍ، وحطام قيثارةٍ خنقها الشجا، إذ إنّ الوادي كان مأهولاً حتى مطالع القرن الثامن عشر…
على هذا الوادي المترامي الأطراف تنتشر عدّة قرىً وضياع: الهلالية، شويت، العبادية، رويسة البلوط، بعلشمية، عين موفق، رأس الحرف، قتالة، القرّية، قبيع، الشبانية، حمّانا، بمريم، الحصيحص، القلعة، الخريبة، بتبيات، دير الحرف، بتخنية، ورأس المتن.. كما تُطلُ عليه من علٍ بلدات: بحمدون المحطة، صوفر، فالوغا وقرنايل..

القارىء العزيز إذا خطر لك أن تقرأ الوادي كلمةً كلمة، بل وحرفاً حرفاً، فإني أشيرُ عليك أن تُشرف عليه بعيني صقر، من هناكَ من فوق، من باب البقعة- المغيثة- من حيث يتدلّى الشلال بحبال بيضاءَ حاكها من حبيبات ثلج علٍ و نوله، ليفترشها النّهر تحته بساطاً متموجاً من الكوثرعلى طول قامته المديدة..

وادي لامارتين الثروة
الوادي غنيٌّ بالمياه، فهو الرافدُ الرئيس لنهر بيروت، فعلى امتداد الوادي هناك أكثر من نبعِ وبئر أرتوازي يُغذي العديد من المناطق بمياه الشفة، لعلَّ أبرز هذه الينابيع وأقدمها استخداماً، نبع الدّلبة الذي يُغذي أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت…
وحديثاً تم حفر بئرين واحد في بلدة بمريم، وآخر في بلدة القلعة، حيث يغذيان عدة قرى متنيّة..

إضافةً إلى الثروة المائية، هناك الثروة الحرجية، فعلى امتداد الوادي تقوم غابات الصنوبر – ذهب الجبليين الأسود- إضافة إلى كروم الزيتون، التين، والعنب، والصبّار، وصنوفٍ أُخرى من الأشجار المثمرة..

كما تقوم على ضفاف الوادي الغنّاء بضعة مقاصف ومطاعم ومنتجعات سياحية يقصدها الرّواد من كل حدب وصوب..
وتجدر الإشارة إلى أنه كانت تقوم على هذا الوادي مجموعة من معامل الحرير والمطاحن التي كانت تعمل أحجار رحاها على الماء..

البيئة
تعيش في الوادي بعض الحيوانات البرّية، فإلى الذئب تجد الضبع والثعلب وابن آوى والقنفذ .. كما يعجُّ الوادي بصنوف الطير، فلثغة الشحرور المتناسقة مع خرير المياه تكاد تسمعها على امتداد الوادي، من أخمص قدميه حتى مفرق مشيبه، فوق عند مرمى الثلج.. إضافة إلى البلابل والدوري، وأجواق الحساسين المقيمة عندنا سعيدة، والتي يعكّر صفوها بعض هواة القنص.

ألفونس دي لامارتين
ألفونس دي لامارتين

من أين جاءت تسمية الوادي ؟!
ألفونس دي لامارتين 1790-1869
أثناء زيارة الفونس دي لامارتين النائب في البرلمان الفرنسي، وزعيم الحركة الرومنطقية، وأحد كبارالشعراء الفرنسيين لبنان العام 1833 نزلَ ضيفاً في دارة آل مزهر في حمّانا والواقعة على ضهر شقيفٍ صخري مُطلٍّ على الوادي حيث دامت إقامته واحداً وعشرين يوماً .. شُغف بسحر الوادي وجماليته، ومناظره التي تخلُبُ الأبصار، ما حفّزه على التغنّي بهذه التحفة الطبيعية التي خصَّ الله بها المتن الأعلى، ومما قاله في هذا الوادي:” إن أحد أجمل أعمال الله التي تقع عليه عين الأنسان هو – وادي حمّانا- “.
قرظ لامارتين الوادي بضعة قصائد ضمّنها ديوانيه ” التأملات”و “جوسلين” إضافة إلى مقطوعاتٍ نثرية في مؤلّفه ” رحلة إلى الشرق”.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ لامارتين إنتقل من حمّانا إلى دير القمر حيث مكث فيها واحداً وعشرين يوماً أيضاً، دوّن فيها مشاهداته عن لبنان ضمّنها أيضاً كتابه ” رحلة إلى الشرق” الذي صدر العام 1838..

فُجع لآمارتين في أثناء إقامته في لبنان بوفاة أبنته البالغة من العمر ثماني سنوات فدُفنت في بيروت..
ولمناسبة مرور مئة عام على زيارة ” لامارتين” لبنان وإقامته في حمّانا .. أحيت السفارة الفرنسية العام 1933 إحتفالاً في دارة المقدّم كامل مزهر، وخصّت الدار بمنحوتةٍ لوجه الشاعر لامارتين كعربون تقدير وعرفانٍ بالجميل للدّار المضيفة..


ترغب الضحى بالإبقاء على النص الإنجليزي كما هو ليتمكن مسؤولو بلديات المتن الأعلى (ومن خلفهم المسؤولون في الوزارات المختلفة، وبخاصة وزارة السياحة) أن يتعرّفوا بدقة على أحدث السيناريوهات الممكنة للسياحة في وادي لامارتين والقرى المتنية المحيطة. يقترح تقرير خبير التنمية السياحية د. سموري أن يجري التركيز على أنماط السياحة البيئية الممكنة في وادي لامارتين والقرى المحيطة، ويتجنب الحديث على أنماط السياحة التقليدية mass tourism، التي صارت عبئاً على البيئة كما على المجتمعات المضيفة. الغاية من ذلك واضحة، وهي التطابق مع المعايير الدولية المعتمدة للتطوير السياحي اليوم، Quality tourism ، البيئية، التاريخية، الثقافية، الفولكلورية، وما شابه، أي بما لا يدمّر أو يؤذي البيئة بأنواعها المختلفة (الإيكولوجية والثقافية والاجتماعية وغيرها).
هذا هو العنوان للأفكار والمقترحات التفصيلية التي يسهم بها التقرير في خدمة التطوير السياحي المستقبلي لمنطقة وادي لامارتين في المتن الأعلى والقرى المحيطة.

LEBANON’S LAMARTINE VALLEY
Touristic Survey

By Dr. Jaque Sammouri

< Salima Village

architecture.

Ras el-Matn is located on the western steep slopes of Mount Lebanon in the upper section of Lamartine Valley.
This town is known for its panoramic views and pine trees, giving a splendid view across the valley to the towns of Dhour Chweir, Baabdat, Broumana and Beit Mery.
All roads leading to the town, whether from Monteverdi and Qortada or from Araya and Abadieh or via Baalishmeih, Chbeniyeh, Hamana and Deir el-Harf; traverse unspoiled landscape of pine-clad hills and rivers such as the Jaramani river along the Monteverdi road.
The most notable building inside the town is the historical Serail of the Abillama Princes built in 1775. Visitors can still appreciate the serail’s elegant courtyard and bell tower. (This building requires restoration to safeguard the heritage of this important town.)
The village is remarkable for its natural water spring with an impressive arched façade built in 1472 (Nabaa Ein el Marj).
Much older, are the ancient tombs carved into the rocky cliffs and headlands of Ras el-Matn, while just below the village the refuge of a holy woman, Sitt Sarah can be found in a rock-scattered field. According to the legend, a rock miraculously opened into a cave to shelter Sitt Sarah as she fled from danger. Finally carved from living stone, the site is an ancient tomb chamber.
Many grottos are located in the steep pine-clad slopes above the town, giving visitors and hikers superb views. The umbrella pines that surround the village are a source of pine nuts; while olives, grapes, figs, apricots and other fruits are cultivated here as well.

Deir el Harf is a small village above Ras el-Matn. The Greek Orthodox Monastery of St. George stands in a pine forest, built around an

Lamartine Valley is one of the most panoramic areas of Mount Lebanon; commanding a stunning view of the majestic green mountains of Lebanon, the clear blue sky and the azure Mediterranean Sea. It offers a wonderfully rich environment that is calling out to be explored.
Pine-covered, Higher Matn villages (Ras El Matn, Btikhnieh, Hammana, Shbanieh, Falouga, Qirnayel, Salima, Arsoun, Kobieh, Bzibdine, Bmariam, Baalshmaieh, and others) could be the center of tourist attraction of the area: typical Lebanese Villages nestled in the heart of Lamartine Valley, from 600 to 1200 meters above sea level. Higher Matn district is of the country’s most popular mountain resorts with orchards, red-tiled stone houses, old nostalgic souks and historic palaces. It is famous for its numerous water springs and imposing waterfall known as Shaghour Hammana in Mount Lebanon.
Mezher Palace, in Hammana, a striking Matn monument standing proudly on a cliff overlooking the valley once hosted Lamartine, his wife and daughter Julia during their expedition to the Orient in 1932. Enchanted by the magic of the place, Lamartine wrote (commemorative plaque): “One of the most beautiful views that men have ever beheld, an opportunity to paint the creation of God, is the Valley of Hammana. Painting or words can describe only one detail of the fairylike treasure with which the Creator endowed, going down in succession and filling the valley with their riches”.
Both, Ras El Matn and Salima, hold two big historic monuments: Remains of Lameiin Saray سرايا اللمعيين (governed Matn Region for two centureies).
Qirnayel, Falougha, Shbanieh, and others, have a lot of historic hotels which hosted for decades numerous Arab visitors in addition to special historic events.

Mezher Palace also called Lamartine Palace
Mezher Palace also called Lamartine Palace

THE PROMINENT TOURIST ATTRACTIONS OF THE MAIN villages SURROUNDING LAMARTINE VALLEY

Salima is reached via Baabdat on a road that winds down through an unspoiled valley then up to the opposite hillside.
The main attraction is Salima Palace, a Druze Fortress of the Abillama Dynasty built in 1721 by Emir Hussein, the first Abillama Prince. The main portal of this prominent building is enclosed in an ornate arabesque molding with two lions flanking the central arch. Above the portal is the old diwan which leads you to the
A tour around the town will reveal several old churches the oldest of which was built in 1684 as well as a number of ancient houses contemporary with the castle.
All these old structures still stand, but unfortunately, most of them are in an advanced state of ruin. Salima has in spite of all a feudal architecture.

Ras el-Matn is located on the western steep slopes of Mount Lebanon in the upper section of Lamartine Valley.
This town is known for its panoramic views and pine trees, giving a splendid view across the valley to the towns of Dhour Chweir, Baabdat, Broumana and Beit Mery.
All roads leading to the town, whether from Monteverdi and Qortada or from Araya and Abadieh or via Baalishmeih, Chbeniyeh, Hamana and Deir el-Harf; traverse unspoiled landscape of pine-clad hills and rivers such as the Jaramani river along the Monteverdi road.
The most notable building inside the town is the historical Serail of the Abillama Princes built in 1775. Visitors can still appreciate the serail’s elegant courtyard and bell tower. (This building requires restoration to safeguard the heritage of this important town.)
The village is remarkable for its natural water spring with an impressive arched façade built in 1472 (Nabaa Ein el Marj).
Much older, are the ancient tombs carved into the rocky cliffs and headlands of Ras el-Matn, while just below the village the refuge of a holy woman, Sitt Sarah can be found in a rock-scattered field. According to the legend, a rock miraculously opened into a cave to shelter Sitt Sarah as she fled from danger. Finally carved from living stone, the site is an ancient tomb chamber.
Many grottos are located in the steep pine-clad slopes above the town, giving visitors and hikers superb views. The umbrella pines that surround the village are a source of pine nuts; while olives, grapes, figs, apricots and other fruits are cultivated here as well.

Deir el Harf is a small village above Ras el-Matn. The Greek Orthodox Monastery of St. George stands in a pine forest, built around an open courtyard. It has a rust- colored stone church and communal buildings around. The monastery’s known history begins sometimes in 18th Century and the church itself dates to 1790. It possesses and iconostasis of wood as well as a collection of beautiful icons, mostly from the 19th Century. The frescos covering the walls and vaults were completed in 1972 by Romanian painters.
Visitors can spend a whole day in this monastery as a religious pilgrimage.

Chbaniye like most villages in Lamartine Valley area Chbaniye is covered by trees and orchards. It is located amidst a beautiful vast valley which dazzled the French Poet Lamartine.
Chbaniye extends from Damascus Road, at Mdeirej station on the east, to Delbeh Spring Valley on the west which bursts from the last plot in the village and irrigates the last suburbs of Beirut.
Chbaniye has a large pine forest and is a remarkable summer resort which attracts a noticeable number of visitors for vacation and relaxation.
Apart from Hammana which is the core tourist attraction of Lamartine Valley and a hub station in the area; many spoke destinations rotate around.

Organized
Sightseeing
Package Tours

A series of organized package tours could be arranged in the area as the core center of attraction. These package tours can extend from one to three-days, with a stay of one or two nights in conventional hotels, tourist resorts, family guesthouses or eco-lodges. Such tours could be themed as scenic drives, nostalgic trails or romantic tracks; visiting panoramic natural sites, historical monuments and different cultural attractions in the surroundings of Hammana, Ras El Matn, Qarneyel, Btekhnie and other Matn villages.
The different itineraries of these package tours could include visits to different villages located on both banks of the valley, namely Hammana heights, Falougha and Kornayel – Bzebdine Woodlands, Hasbaya, Salima and Baabdat – Mtein, Bois de Bologne and Mrouj – Mdeirej, Sofar, Bhamdoun and Chbaniyeh…
Tourists can enjoy as well pleasant drives along scenic routes passing through peaceful villages, farmlands and fruit orchards overlooking fascinating views of the pine-covered Lamartine Valley:
֍ Aabadiyeh > Roueissat el Ballout > Ras el Metn > up to Hammana
֍ Baaleshmay > Ras el Harf ascending to Falougha and Hammana.
֍ Ras El Matn > Qirnayel > Btekhnai > Hammana or Bzibdine > North Matn ditinct


Diverse Ecotourism Activities (Natural and Cultural) in the region

On both banks of the river that runs through one of the deepest valleys of Lebanon, it offers an ideal environment for outdoor activities built on ecotourism. Such non-polluting and low-impact activities include hiking, trail biking, canyon rappelling, abseiling over the waterfall, trekking through a cedar forest that is 100-years old or snowshoeing in winter. These activities will delight both experienced nature lovers and amateurs alike, enjoying the nature, the mountains, forests and woodlands.
During their visit to the district, tourists can appreciate as well some cultural attractions and historical monuments such as:
֍A walk through the old souk of Hammana, Ras El Matn, Qirnayel, for example, where small shops area located around a well-preserved traditional fountain or historic monuments, etc, which draw back to the old days of Lebanon, and sell various handicrafts, fresh produces and mouneh agro-food products.
֍The 300-years old Mezher Palace, old residence of the Druze governors of the higher Metn district.
֍Ras El Matn Lamii Saray
֍Hammana Artist House dedicated to the performance of visual arts.
֍Various old churches pertaining to different Christian rites.
֍The Religious sites.
֍The annual Cherry Festival which is a 50-years old tradition and one of the main attractions of Hammana famous for its wide variety of cherry orchards. It is held yearly in the month of June. During this festival, visitors coming from all surrounding villages in Lamartine Valley district can enjoy picking their own cherries and partake in different rural activities.

Different Types of Tourist Lodgings with multiple Activities

A wide range of tourist accommodation types and lodgings are offered in the region. Individuals, couples, groups and families can find their preferred levels of comfort according to length of stay, purpose of visit, budget and activities performed. The different categories of accommodation can be classified as follows:
֍Country Clubs with lots of outdoor adventures and leisure activities for groups and friends such as camping, picnicking, archery, climbing, rappelling and abseiling.
֍Village-Vacances where students and families enjoy hiking, biking, sightseeing, treasure hunts and neighborhood explorations.
֍Ranch Houses offering numerous adventures such as horseback riding, skeet/trap shooting, animal feeding, vegetable picking, campfires, knots and ropes.
֍Eco-tourist resorts and lodges providing educational activities relative to organic food and agriculture, traditional nutrition practices and activities related to ecology and natural conservation, as well as responsible camping and practical guidance.
֍Guesthouses owned by rural families where visitors can share the customs and traditions of rural communities, taste their local food recipes and partake in their agricultural and farming activities.
֍Eco-lodges built with local materials, often with clay or thatched roofs in a local style complying with its natural environment and respecting strict environmental regulations regarding energy supply, water usage and waste disposal.
֍Obviously, classical tourists can spend their overnights in two or three conventional hotels in Hammana offering regular tourist services.

Innovative Projects

Some new projects are worth to be considered as they contribute to the development of the area, promote the tourism sector and generate more income to the region.
֍An observatory platform with a telescope situated on a commanding cliff at the summit of Hammana village enabling visitors to contemplate the splendor of Lamartine Valley and discerning the gorgeous view of the canyon. A revolving café restaurant at the top with a parking area on the platform would further valorize this project.
֍A cable-ride (teleferique) over Al Shaghour Waterfall crossing the distance between two platforms in the mountain and overlooking the Cedar Forest and/or a funicular or cable railway ascending Al Shaghour Canyon, in which an ascending car counter balances a descending car.
֍Encouraging twinships between Matn Villages and European villages (Hammana twinship with Macon in France is a good example). Similar arrangement could be done at other Matn villages, a way to exhibit the rich cultural activities and tourist attraction held in Higher Matn distinct.

صوفر

صوفر

حيث يلتقي التاريخ الغني
بالجغرافيا النادرة!

صوفر
صوفر

جغرافية صوفر

في قلب جبل لبنان، وربما في قلب لبنان – بالتمام والكمال – وفي أعلى نقطة من جرد قضاء عاليه، وكما لو كانت واسطة العقد، ومفترق الطرق الإلزامي، بين جهات الوطن الأربع، تتموضع بلدة صوفر لكيلومترات ستة أو سبعة امتداداً، وكيلومترين عرضاً، لا أكثر، بين اتجاه البقاع شرقاً واتجاه العاصمة غرباً، وبين المتن شمالاً والشوف جنوباً.
وعلى مسافة لا تزيد عن 21 كيلومتراً عن العاصمة غرباً، و15 كيلومتراً عن شتورة (مركز محافظة البقاع) شرقاً، تمسك البلدة الاستراتيجية بمفارق الطرق التي تذهب في كل اتجاه. وعلى علو متدرج يصل إلى 1250 متراً، تتربع صوفر الجبلية على قمة هضبة حادة يستطيع الناظر من أعلاها أن يرى في نصف دائرة نصف جبل لبنان تقريباً، من بحر جبيل وبلدات هضاب صنين شمالاً إلى العاصمة بيروت وبحرها ومحيطها في الوسط، إلى عشرات البلدات والقرى الشوفية بدءاً من تلال الدامور الساحلية صعوداً إلى دير القمر وبعقلين وقرى العرقوب، فالشوف الأعلى وتومات نيحا، وصولاً إلى جزين المترامية في أقصى المشهد الجنوبي.
ومن شرفة “كورنيش صوفر”، المورفة بظلال الحور الباريسي الذي يكاد يبلغ المئة سنة من العمر، والممتد لثلاتة كيلومترات، تطل صوفر على بحر صنوبر وادي ’لا مارتين’ المتني، وقراه القرميدية السقوف، يمتد أمامك فتكادُ تحصي شجيراته واحدة واحدة، وصولاً إلى مياه البحر المتوسط الزرقاء الممتدة من شاطئ جبيل شمالاً إلى شاطئ الدامور والسعديات جنوباً.
أما جناحا صوفر، فجبل صنين من جهة وجبل الباروك وغابة أرزه الكبرى من جهة مقابلة، وبكامل ثلجهما الأبيض طيلة فصل الشتاء. وعليه، ففي وسع الساهر على إحدى شرفات قصور صوفر أن يستقبل القمر ساعة يولد من خلف ثلوج جبل الباروك ثم يودعه فجراً عند أبعد أفق حالم في المتوسط، ودون أن يغيب لحظة واحدة عن ناظريه. ولذلك، فقمرُ صوفر ليس كباقي الأقمار، ولن ترى ما يشبه جلال طلته، أو زرقة محياه، وبخاصة حين يكون بدراً.
وبعد، فليس غريباً في شيء أن تجعل فرنسا صوفر مقراً لسفارتها صيفاً (في حرج شربين مساحته 33 ألف متر مربع قبل أن تتخلى عنه قبل بضع سنين)، وأن يكون قصر الدونا ماريا (الإيطالي الطراز المعماري) مقراً صيفياً لرئيس الجمهورية اللبنانية في الخمسينيات، وأن يكون “فندق صوفر الكبير” مقر إقامة عشرات الحكام والقادة العرب منذ إنشائه سنة 1885، وإلى جواره سكة حديد بيروت – صوفر- شتورا تحمل من العاصمة، وحتى من مصر، قبل إنشاء الكيان الإسرائيلي، الساسة والتجار والصيارفة والفنانين يقضون في صوفر بعضاً من أحلى أيام فصل الصيف.
وإلى ذلك أيضاً، بضع عشرات أخرى من فيلات ومنازل لمعظم رؤساء الحكومة اللبنانيين السابقين، ولحكام وأمراء خليجيين وعرب، ولمواطنين من أطياف الوطن كافة، تتوزع جوانب البلدة الصيفية الصغيرة الهادئة، التي كانت شاهدة عيان لمعظم الأحداث العربية المعاصرة، منذ إقامة جمال باشا في فندق صوفر الكبير، إلى اجتماعات لجان تأسيس “جامعة الدول العربية”، إلى “اجتماع اللجنة العسكرية” غداة تأسيس الكيان الصهيوني، إلى قمم واجتماعات وأحداث سياسية واجتماعية وثقافية كثيرة، إلى استضافة الشاعر الفرنسي لامارتين والريحاني وفريد الأطرش وأسمهان ولائحة طويلة من الشخصيات البارزة في كل مجال والتي اختارت صوفر مقر إقامة دائمة أو صيفية مؤقتة، لمناخها الصحي، أو الثقافي، أو السياسي، وفي فترة مبكرة جداً، فتشكلت في فندق صوفر الكبير، أو في الدونة ماريا، أو في فنادق وقصور أخرى جزء كبير من صورة لبنان والمنطقة العربية حتى صيف سنة 1976، حين أقفل قسراً كتاب صوفر “التاريخ الغني والجغرافيا النادرة”، على أمل أن يُفتح الكتاب الجميل ذاك من جديد، وبهمّة الشباب المحلي المخلص هذه المرّة، وفي طليعتهم رئيس البلدية الحالي الأستاذ كمال شيّا.

تاريخ صوفر

ظلّت صوفر حتى عام 1924 تعرف بعين صوفر، الوارد تعريفها في معجم اسماء المدن والقرى اللبنانيّة وتفسير معانيها، على أنها “عين صيّاد الطير من Sefra: طائر صغير أو عين العصفور، والجذر الذي يجب أن يرد إليه الاسم هو “صفر” وله معان عدّة: الصّفر ومنها العصفور، والصفرة (اللون) والصباح، والظفر. ويجب أن تكون إما عين العصفور Sefar، أو الصباح Scar.
في عام 1857م، حصل الكونت “ادمون دو برتوي”، وهو ضابط سابق في البحرية الفرنسية، مقيم في بيروت، من السلطنة العثمانية، على إمتياز شق طريق للعربات (الكارات) والحوافل (الدليجانس)، بين بيروت ودمشق، لصالح الشركة الفرنسية “شركة طريق الشام العثمانية”، بموجب الفرمان السلطاني المؤرخ في 20 تموز 1857، وبالفعل بدأت الشركة المذكورة العمل تحت إشراف المهندس الفرنسي ديمان، وكان تدشين الطريق البالغ طولها 112 كيلومتر وعرضها سبعة أمتار، في الاول من كانون الثاني عام 1863. وبهذا التدشين، ترسّخ دور عين صوفر كمحطة إستراحة أساسيّة على هذا الطريق، خاصّة وأنها آخر محطة قبل الصعود الى ممر ضهر البيدر بإتجاه البقاع فدمشق، وأقيم في عين صوفر وقتها خان أبو خطّار في رويسات صوفر وخان أبو زهران. ومع إنشاء خط سكّة الحديد بين بيروت ودمشق، التي افتتحتها “الشركة المساهمة العثمانية لخط بيروت دمشق الاقتصادي”، في الثالث من آب عام 1895، مخفضّة تكاليف النقل الى الثلث تقريباً، وبالتالي نمو حركة التبادل التجاري والتنقل بدافع السياحة أو الزيارة أو غيره من الدوافع، تكرّست عين صوفر واحدة من أهم المحطات على هذا الخط، ولا تزال بقايا محطة القطار ماثلة ليومنا هذا.
والحدث الأهم تأثيراً في تشكّل ونمو عين صوفر كقرية مأهولة، والواقع بين حدثي فتح طريق العربات وخط سكّة الحديد، كان إنشاء فندق صوفر الكبير عام 1885م، الذي شكّل حجر الزاوية، في قيام عين صوفر كقرية بحدّ ذاتها، وليس مجرد محطة إستراحة، إذ، ومع بدء العمل بفندق صوفر الكبير، بدأ المصطافون العرب واللبنانيّون، بتشييد منازل لهم في عين صوفر للاستمتاع بالهدوء واعتدال المناخ ونقاء الهواء، وهذا استتبعه قدوم كثر من أهالي قرى الجوار، بهدف تأمين المنتجات الزراعية والخدمات للمصطافين وأيضاً للعمل في فندق صوفر الكبير وغيره من الفنادق. واستمر المسار التصاعديّ لعين صوفر، لتصبح في النصف الأول من القرن العشرين، درّة مشّعة الى جانب قريناتها من مدن وقرى الاصطياف اللبنانيّة، واستقبلت بين حناياها كبريات الأحداث والشخصيات التاريخيّة، من لبنانيّة وعربيّة ودوليّة. ولعلّ من أهم محطّات هذا التحول، كانت المضبطة الإدارية لتشكيل مجلس بلدي في عين صوفر، عام 1913م، لكن انتخاب هذا المجلس الذي كان محدداً في 23/8/1914، لم يحصل، بسبب ظروف الحرب العالميّة الأولى. وانتظرت عين صوفر حتى عام 1922م لتشهد ولادة أول مجلس بلديّ فعليّ، بموجب القرار رقم 1458 الصادر عن حاكم لبنان الكبير “ترابو” بتاريخ 25 تموز 1922. وبعدها بسنتين كان تأسيس بلدة صوفر، وذلك بموجب القرار رقم 2775 الصادر عن حاكم لبنان الكبير “الجنرال فندنبرغ”، والقاضي بجمع “الأمكنة المعروفة باسم عين صوفر المقسومة حتى الآن ما بين قضاءي الشوف والمتن والموضوعة تحت ادارة شيخي قريتي شارون وقبيع”، لتصبح “قرية واحدة تسمى قرية صوفر”، وتلحق مباشرة بلواء جبل لبنان.

ومع بزوغ فجر الجمهورية، ظلّت صوفر مقصداً لكبريات العائلات اللبنانية والعربية، واتخذها ثلاثة من رؤساء الجمهورية، هم إميل اده، الفرد نقاش وأيوب تابت، مقراً صيفياً لهم، بالاضافة لعدد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية.

وفي عهد الاستقلال، حافظت صوفر على موقعها، واسطة عقد قرى الاصطياف اللبنانية، مستضيفة سلسلة من الاحداث والمناسبات الهامة، كمثل الاجتماع العربي الذي انبثقت عنه “اللجنة العربية العسكرية” عام 1944، والتي شكلت نواة قيام “جامعة الدول العربية” عام 1945م. وفي أواسط الخمسينيات، تمّ تحديد صوفر الى جانب بعض المدن والقرى الاخرى، كمراكز اصطياف، بموجب المرسوم رقم 8610 تاريخ 10 آذار 1955. واستمر الألق السياحيّ لصوفر حتى منتصف السبعينيات، عندما حلّت الحرب الأهليّة اللبنانيّة، معلنة بداية مرحلة مؤلمة من تاريخ لبنان، تركت آثارها على مختلف الأصعدة الاجتماعيّة والاقتصاديّة.

لقاء مع رئيس بلدية صوفر
الأستاذ كمال شيا

الأستاذ كمال شيا
الأستاذ كمال شيا

في صوفر مختاران، السيد وجيه شيّا والسيد وجيه فياض، يكرسان وقتهما مجانا لخدمة البلدة وأهاليها. وفي صوفر مجلس بلدي مؤلف من اثني عشر عضواً موزعين على لجان لتوفير ما تحتاجه صوفر من خدمات، وفي المقدمة رئيس المجلس البلدي كمال شيّا، خريج الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، أحد ناشطي منظمة الشباب التقدمي لفترة طويلة، ثم أحد ناشطي المجتمع المدني، ومسؤول واحدة من الجمعيات المعنية بالتنمية المحلية في البقاع والشمال ومخيمات اللاجئين وسواها. يتولّى منذ 2016 رئاسة بلدية صوفر مع صحب مخلص ومصمم على تحقيق ما يصبو له أهالي صوفر ومنطقتها وما ينعش من جديد حاضرها بعد ماض كانت فيه حتى أواسط سبعينيات القرن الماضي درة بلدات الأصطياف اللبنانية.
بعد أكثر من 100 سنة على قرار إنشاء بلدية صوفر كيف يقيّم رئيس بلديتها عمل بلدية لها تاريخ طويل وما هي النجاحات والاخفاقات والطموحات:
ما أهم انجازات بلدية صوفر في السنوات الأخيرة؟
شبكة الصرف الصحي، مركز الجرد للتنمية والثقافة، والذي نأمل أن يتحول مركزاً ثقافياً مستداماً ليس لصوفر وحدها وإنما لمنطقتها أيضاً خصوصاً أنه مجهز تقنياً وفيه بداية مكتبة ورقية وألكترونية.

هل من خطط لدى البلدية لحفظ تاريخ صوفر الحديث والأمكنة التي استضافت أهم الأحداث العربية واللبنانية؟
لدينا اقتراح لإقامة متحف إلكتروني في منزل قديم. لدينا اقتراح لوزارة الاشغال بترميم موقف سكة الحديد وخزان المياه التابع له وتشجير الأرض التابعة له وإقامة طريق ذات طابع بيئي للمشاة والرياضة والدراجات.

هل من خطط لتوسعة الحدائق العامة التي بدأت بها البلدية؟
هناك الآن حديقتان في صوفر، حديقة المرحوم الشهيد كمال جنبلاط، وحديقة المرحوم الدكتور بشارة الدهان، الطبيب والمناضل التقدمي والقومي ورئيس جمعية كل مواطن خفير. ولدينا مشروع إقامة محمية صغيرة لسوسنة صوفر: irissefrana

السؤال دائماً عن فندق صوفر الكبير بعد 30 سنة من تدميره لماذا لم يجر الترميم؟
بدأ العمل من قبل مالكيه آل سرسق. لكن العمل بطيء بسبب الوضع. لديهم دراسة جدوى اقتصادية.

وكذلك قصر الدوناماريا الذي كان بمثابة القصر الجمهوري صيفاً؟
انتهت الدراسة الفنية لترميم القصر. الآن يقوم المالكون وهم من آل كوكرين بالمعاملات اللازمة بدعم ومساعدة من البلدية.

ما هي خططكم لوضع صوفر على خارطة السياحة اللبنانية الحديثة؟
أقمنا مواقع الكترونية متعددة للبلدة. المشاريع التي أشرنا إليها والترميم للمواقع التاريخية تساعد في هذا الصدد. ونحن نتعاون مع معنيين وجمعيات صديقة لصوفر لتسويق المواقع الطبيعية والأثرية والتاريخية الموجودة في صوفر على لائحة الوجهات السياحية المطلوبة. وللتذكير فكورنيش صوفر هو أحد المواقع المعروفة على مواقع “الأرض” ومواقع أخرى شديدة الحضور سياحياً. كما أن بلدية صوفر حرصت دائماً على ألّا يتعارض اي نشاط اقتصادي مع طابع صوفر البيئي والتراثي.

هل من مشاريع أخرى تودون التحدث عنها للضحى؟
هناك مشاريع وأفكار كثيرة لتطوير البنى التحتية وتحسين خدمات مياه الشفة، وإعادة صوفر إلى خارطة السياحة البيئية، وخصوصاً مع مهرجان “‘سوسنة صوفر”.

عائلات صوفر:
طربيه، فيّاض، حمدان، الأعور، ميرزين، الأحمدية، بو فخر الدين، الصايغ، فليحان، دلّان، بو ملهب، معوض، نخلة، بو جودة، النوّار، سرسق، مطر، عبد الملك، جورجس، طراد، حمصي، الأعور، شيّا، أبو فراج، عبد الخالق، البنا، أبو عمار، أبو جمعة، أبي المنى، الدمشقي، عز الدين، نادر، أبو جودة، أبي عبد الله، نجم، متى، بوتاري، كحالة، مقبل، السهلي.

من اهم المواقع في صوفر:
֎ فندق صوفر الكبير
֎ قصر الدونا ماريا
֎ قصر جنبلاط
֎ كورنيش الرئيس اميل ادّه
֎ عين صوفر
֎ حديقة كمال جنبلاط العامة
֎ حديقة الدكتور بشارة الدهان العامة
֎ كنيسة سيدة الانتقال للروم الكاثوليك
֎ كنيسة الرسولين بولس وبطرس للروم الارثوذكس
֎ كنيسة السيدة العذراء للموارنة

هل من موسوعة أو ثُبْت على الأقل بالقادة العرب واللبنانيين الذي سكنوا صوفر؟
اللائحة طويلة لمئة سنة، ولكن يمكن تذكر أبرز القادة، الرسميين، رجال الأعمال والفنانين الكبار الذين سكنوا صوفر، ومن بينهم:
رؤساء جمهورية:
إميل إده، ألفرد نقاش، أيوب ثابت، بشارة الخوري، كميل شمعون
رؤساء حكومة:
رياض الصلح، رشيد كرامي، صائب سلام وشفيق الوزان.
سياسيون وشخصيات عامة لبنانيون:
فيليب تقلا، كمال جنبلاط، مجيد أرسلان، بهيج تقي الدين، عمر بيهم، عبد الحميد كرامي، ريمون وبيار وكميل إده، ألفرد وميشال وابراهيم وجرجي سرسق، محي الدين النصولي، رشيد جنبلاط، بيار دكاش،
ملوك ورؤساء وشخصيات عرب:
الملك الأردني حسين بن طلال، الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس الوزراء جميل مردم بك، الزعيم المصري سعد زغلول، أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الامير عبد الله بن عبد العزيز، الشيخ ناصر الصباح، الشيخ عبد الله الغانم، الاميرة مريم ناصر الصباح، الشيخ خالد المرزوق….
سياسيون وضباط عثمانيون وفرنسيون:
جمال باشا، انور باشا، الوالي علي منيف، المفوض العام الجنرال كاترو، مدير أعمال المفوضية الفرنسية القاضي روبير دي كاي….
فنانون عرب ولبنانيون:
محمد عبد الوهاب، فريد الاطرش، أم كلثوم، ليلى مراد، سامية جمال، صباح، سميرة توفيق…وآخرون.

لوحات فنية طبيعية ترسمها فصول السنة في صوفر

عنجر

عنجر

بناهـــــــا الأُمويـــون ثــــــم دمّروهـــــــــــا
وخلّدها فخرُ الدّين وأحيـــاها الأَرمــــــن

عَنجَرٌ اليوم جنائنُ ورياضٌ وبساتينُ غنّاءَ وسياحةٌ
ومياهٌ رقراقةٌ قامت على ضفافها أفخمُ المُنْتزَهات

تكتسبُ بلدةُ عنجرَ في البقاع أهمّية خاصة بسبب طابعها التّاريخيّ وتنوّع ثروتها الآثارية وكذلك ما تختزنه ذاكرتها من أحداث ومحطّات تاريخيّة، وهي التي كانت شاهداً على توالي عدد من الحضارات الكبيرة على أرضها وعلى معارك وحروب أضافت فصولاً إلى تاريخها الغنيّ لكنّها تسبّبت في خرابها، ومن أشهر أحداث التّاريخ التي ارتبطت بها موقعة عنجر التي تمكَّن فيها الأمير فخر الدّين المعني من إلحاق هزيمة قاسية بجيوش العثمانيين في تشرين الثّاني من العام 1623 فأصبح هذا النّصر عنواناً لتعلّق اللّبنانيين بالاستقلال وأصبحت عنجر في ثقافتهم مصدر اعتزاز على مرّ الزّمن.
أمّا عنجر اليوم بقلعتها وقصرها الأمويّ الشهير فهي بلدة بقاعيّة جميلة تتوسّط سهولاً خصبة وطبيعة ومياه وهي من أبرز المقاصد السّياحيّة بمنتزهاتها الوارفة الظّلال ومطاعمها التي تتمتّع بشهرة وشعبيّة بين اللّبنانيين. كما أنّ عنجر تشتهر في المساهمة الكبيرة التي أضافها الوجود الأرمنيّ اللّبنانيّ إلى تاريخها إذ إنّها استضافت طلائع اللّجوء الأرمنيّ إلى لبنان في أربعينيّات القرن الماضي وأصبحت بفضل الشعب الأرمني ونشاطه وثقافته مدينةً زاهرةً من أجمل حواضر البقاع.

تفترش بلدة عنجر البقاع الأوسط على مساحة 20 كلم مربع بتعداد سكّاني يناهز الـ 2500 نسمة معظمهم من الطّائفة الأرمنية، كما يُطلق على البلدة حوش موسى، والتّعداد السكّاني قابل للارتفاع خلال فصل الصيف من خلال زيارة أرمن الشّتات إلى هذه البلدة التي تُعتبر مرجعاً مهمّاً لهم.

عنجر-الأموية-كما-تبدو-اليوم
عنجر-الأموية-كما-تبدو-اليوم

التّسْمِيَة
كانت تُطلق على البلدة تسمية “ عين جرّه “ وهذه التّسمية تعود إلى القرن الثّامن حيث كانت تطلق على المناطق المجاورة لقلعة “جرّة “ وهي المدينة الأثرية التي أسّسها العرب الأيطوريون خلال حقبة حكم الأسكندر المقدونيّ وهي القلعة المعروفة اليوم باسم قلعة عنجر ليُصار في ما بعد إلى ربط الكلمتين بكلمة واحدة تسهيلاً للفظها فأصبحت عنجر، لتنتقل بالتّواتر على ألسنة النّاس .
كما ذهب المؤرّخون إلى اعتبار عنجر، هي نفسها “خلقيس” أو “كلسيس” القديمة التي يُنسب الفيلسوف “بمبليخُس” شارح أفلاطون إليها والتي ورد ذكرها في كتابات ورسائل “تلّ العمارنة” في مصر عام 1500 قبل الميلاد كما جاء في كتاب “تاريخ زحلة” للمؤرّخ اللّبناني عيسى المعلوف. كما أنّ ذكر المدينة ورد في معجم “ياقوت الحمويّ” تحت اسم “أمجرا” وقد ميّزها ببركة ماء وينبوع “تجزُر مياهه تارة وتمدُّ تارةً أخرى”، وقدم وصفاً مُسهباً لقنوات قديمة وطواحين وأحواض كانت تُستعمل في تجميع وجرّ مياه الينبوع إلى المدينة.
أقيمت مدينة عنجر الأثرية على أحد أهمّ منابع أو عيون نهر اللّيطاني في موقع مميّز على خارطة الطّرقات التي كانت تشقّ البقاع في الأزمنة القديمة والوسطيّة لتشكّل عقدة رئيسية تلتقي عندها الطّرق التي كانت تصل مناطق سوريا الشّماليّة بشمال فلسطين وتلك التي كانت تصل السّاحل بغوطة دمشق. وقد أسهم في ازدهاره العَين التي تنبع من السّلسلة الشّرقيّة والتي أعطت البلدة اسمها الحاليّ.
أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بين عاميّ 705 و 715 بإنشاء مدينة محصّنة على بعد كيلو متر واحد من نبع المياه المعروف في حينه بـ “عين جرّة” ولتنفيذ هذا المشروع استعان الخليفة بعدد من المهندسين والحرفيين والصنّاع البيزنطيّين والسّوريين البارعين بفنّ العمارة والزّخرفة المتوارثة من العصر الرّوماني حيث عمد هؤلاء إلى استخراج الحجارة من عدد من المقالع المجاورة .

عنجر الأموية
اكتمل بناء المدينة العربيّة في عنجر بحلول القرن السّابع للميلاد فجاءت تحفة في المنعة والجمال وشكّلت أسوارها وحصونها أرفع نموذج للفنّ المعماريّ العسكري الدّفاعيّ لدى العرب، وقد بُنيت وفقاً لتخطيط المدن الرّومانيّة البيزنطيّة، ثمة شارعان رئيسان يتقاطعان وسط المدينة ويقسمانها إلى أربعة أجزاء. يبلغ عرض الشّارع الأوّل عشرة أمتار ويمتدّ من الشّمال إلى الجنوب والثّاني يمتدّ من الشّرق إلى الغرب بعرض عشرة أمتار، هذا وتحفّ بالشّارعين سلاسل طويلة من الغرف المقنطرة والحوانيت والمخازن يبلغ عددها الإجماليّ ستمائة غرفة. في نقطة تقاطع الشّارعين وسط المدينة وعلى مقربة من القصر الكبير، تنتصب أربعة أعمدة ترتفع فوق مستوى القصر وفي أعلاها ما يشبه برج المراقبة، وقيل إنّه برج لاستقبال الحمام الزّاجل وإطلاقه أمّا الأحياء السكنيّة فقد كان كلّ حيٍّ يتألّف من بيتين أو ستّة بيوت كحدًّ أقصى كلّها ذات تصميم متشابه يضمّ حَوْشاً يتوسّط عدداً من الغرف، بينما تحفّ الحوانيت بالطّريق الرّئيسيّ، وهناك البوّابة الرّباعيّة الأسوار منذ أيّام الرّومان والإغريق، كما تخترق وسط المدينة شبكة من قنوات تصريف المياه المُبتَذلة مجهّزة بالفتحات اللّازمة لتنظيفها.
وبسبب وجودها في سهل البقاع الذي اعتُبِر في فترة بمثابة “إهراءات روما” فقد قام اقتصاد عنجر على تجارة الحبوب مثل القمح والشّعير والعدس والأعلاف إلّا أنَّ البلدة أنتجت أيضا الفواكه والخضار المجفّفة من خيرات سهل البقاع، وكانت تقوم بتصديرها إلى الأسواق المجاورة أو البعيدة. وكانت عنجر تستورد بضائع وموادّ أخرى للاستهلاك المحلّي أو لإعادة طرحها في الأسواق، كالأقمشة الصّوفيّة والقطنيّة والكتّان والعطور القادمة من الجزيرة العربيّة والزّيوت من سوريا التي كانت تشتهر بزراعة الزّيتون، والأسماك المجفّفة من بحيرة طبريّا في فلسطين وكذلك الدّهون والمراهم والبلاسم. أمّا تجارة الحرير فقد لعبت فيها عنجر دوراً مهمّاً كمركز التقاء وتقاطع بين الشّرق الأقصى والشّرق الأدنى وبلدان حوض المتوسّط حيث كانت معامل بيروت وصور تتسلّم الحرير الخام المُستَورد من الصّين فتصبغه باللّوْن الأرجواني الذي كان يشهد إقبالا منقطع النّظير ثمّ ترسله إلى سوق عنجر لبيعه من التّجار والمسافرين بأسعار مرتفعة.

من-آثار-عنجر
من-آثار-عنجر
منظر-عام-لآثار-القصر-الأموي-في-عنجر
منظر-عام-لآثار-القصر-الأموي-في-عنجر

 

 

 

 

 

 

 

“فرنسـا اشترت أرض عنجر من ملاك تركي بـ 8 ملايين فرنك فرنسي بهدف إيواء اللّاجئين الأرمن وقامت بتصميم وبناء القرية التي أصبحت من أجمل قرى البقاع”

مهرجانات-قلعة-عنجر
مهرجانات-قلعة-عنجر

نقطة تقاطع لخطوط التجارة
تدلّ بقايا الآثار التي مازالت موجودة داخل أسوار القلعة والأماكن المحيطة بها على أهمية الدّور الذي كانت تلعبه القلعة في التّاريخ حيث تبرز كمركز للتّبادل التّجاريّ لوقوعها في منطقة تشكّل عقدة مواصلات.
ورغم أنّ الحفريّات الأثريّة تناولت عنجر منذ الخمسينيّات، فإنّ الموقع ما زال يحتفظ ببعض أسراره ولا سيّما من حيث علاقته بمدينة جرّا خاصة وأنّ العديد من الباحثين يؤكدون أنّ 30 بالمئة فقط من آثار عنجر تمّ التنقيب عنها.
ومن الملاحظ، أنّ مدينة الوليد لم تكن بعد قد اكتملت عندما دمّرها مروان الثاني، وهذا ما يظهر من خلال وجود أجزاء واسعة في داخلها لم يعثر فيها على أيّة بُنىً إلّا إذا كانت هذه المساحات مخصّصة للتّنزّه داخل أسوارها.
وكان المهندسون في مراحل التّنقيب الأولى بدأوا بتجفيف مياه المستنقعات، ثم زرعوا أشجار اليوكاليبتوس والسّرو التي ما تزال مزدهرة إلى يومنا هذا، وتضفي على هذه الآثار العظيمة طابع المنتزه. وقد شملت أعمال التّنقيب حتى الآن كلّ الموقع ورمّمت بعض المعالم وأهمّها: القصر الكبير والجامع في الجناح الجنوبي الشّرقي، والمنطقة السّكنيّة في الجناح الجنوبيّ الغربيّ، والقصر الصّغير في الجناح الشّماليّ الغربيّ وقصر ثالث وحمّام عامّ في الجناح الشّماليّ الشّرقيّ .

دمار وأطلال
من المُفارقات الكبيرة عبر التّاريخ أنّ مدينة عنجر لم تدُم طويلاً بعد وفاة مؤسّسها حيث عمد الخليفة مروان الثّاني إلى تدميرها سنة 744 م. على أثر انتصاره على منافسه إبراهيم بن الوليد في معركة دارت على مقربة منها وما لبثت البلدة أن بدأت تتداعى حتى تحوّلت في القرن الرّابع عشرَ إلى تلال من الأطلال والتّراب وسط مستنقعات. وظلّت على هذه الحال إلى أن نال لبنان استقلاله في العام 1943 إذ بدأ الاهتمام بالآثار وبكلّ معالم التّاريخ اللّبناني فبدأت المديريّة العامّة للآثار الاهتمام بهذه المنطقة التّراثيّة والتّنقيب عن الآثار التي دُفنت تحت التّراب. وقد كان الموقع أوّل الأمر متواضعاً بالمقارنة مع باقي المواقع الأثريّة في لبنان لكنّ المعلومات التي كانت في حَوزة علماء الآثار زادتهم شغفاً بالمجيء إلى هذه البقعة الغنيّة بالدّفائن الثّمينة. وكان الخبراء يتوقّعون أن تكون آثار السّلالة الأمويّة مدفونة تحت هذه المدينة التي أخضعت المنطقة لسلطتها وهذه الخطوة كانت مهمّة في حينه لأنّ لبنان يُعتَبر مُتحَفاً لكافّة الحضارات التي تعاقبت على الشّرق لكنّه كان يفتقد إلى آثار الحضارة الأمويّة .

الأرمنُ في عَنجر
بعد الأحداث الأرمنيّة الأليمة وترحيل مئات الألوف من السّكّان الأبرياء من ديارهم على يد جموع الغوغاء وبعض فلول القوّات التّركيّة المهزومة في الحرب العالميّة الأولى، بدأ اللّاجئون الأرمن رحلة عذاب طويلة توزّعوا خلالها أوّلاً على تجمّعات ومخيّمات لجوء مؤقّتة في الدّول المجاورة، ثم توجّهت موجات منهم جنوبا باتّجاه بلاد الشّام، المعروفة بثقافة التّسامح وتعايش الطّوائف الإسلاميّة والمسيحيّة، فاستقرّ بعضهم في شمال سوريا. وفي رسالة وجهّها في 6 أيّار 1939 إلى المفوّض السّامي لفرنسا، اقترح وكيل أعمال السّجلّ والإصلاح العقاريّين الفرنسيّ وكان يدعي دورافور أن يتمّ إسكان الأرمن في جهات لبنان الأربع ومن هذه الجهات البقاع ومدينة عنجر.
بعد أن أنهت سلطات الانتداب دراسة الموضوع، باشرت مفاوضاتها مع رشدي بك توما وهو ملاّك تركي ورث عن درويش باشا عقاراً مساحته 1540 هكتاراً في عنجر. فطلب لبيع الأرض 53 مليون فرنك، سأل المفوّض السّامي الدّبلوماسيّة التّركيّة أن تمارس الضّغط عليه خاصّة وأنّ الأرمن كانوا يعيشون في ظروف صعبة ويسكنون في العراء. فوافق بعد مساعٍ على بيع الأرض بمبلغ 8 ملايين فرنك فرنسيّ مقابل تعويضه عن بيعه الأرض بأراضٍ هجرها الأرمن في السّنجق.
نُقل الأرمن في بادئ الأمر من جبل موسى إلى سوريا (مخيّم البسيط) ثمّ إلى عنجر، حيث حلّوا أولاً في مخيّم، ثمّ رسمت دائرة الأشغال العامة التابعة للمفوضيّة العليا الفرنسيّة تصميماً للقرية التي جرى بناؤها وتزايد عدد سكانها مع الزّمن واتّسعت حتى أصبحت اليوم من أجمل مدن البقاع .

طعام-وسمر-في-أحد-مطاعم-عنجر
طعام-وسمر-في-أحد-مطاعم-عنجر
مطعم-على-نبع-عنجر
مطعم-على-نبع-عنجر

 

 

 

 

 

 

عنجر البلدة
عنجر التي صَنّفت منظّمة اليونيسكو قلعتها في التّراث العربي، هي اليوم نتاج جهد وتعب وإتقان تظهر كلها في جنائن ورياض قلّ نظيرُها وبساتينُ غنّاءَ ومياه رقراقةٌ قامت على جنباتها أفخم المطاعم والمنتزهات والفنادق، وكما كانت عنجر في السابق مصيفاً للأمويّين يقصدونها للرّاحة والاستجمام وقد بَنَوْا قلعتهم فيها وقد باتت عنجر اليوم ملاذاً طيِّباً لطالبيّ الرّاحة وروّاد المنتزهات الهاربين من صخب المدينة وحرِّها.
مهرجانات قلعة عَنجر
أُقيمت مهرجانات قلعة عنجر على ثلاثة مراحل عام 1971 في عهد الرّئيس الرّاحل سليمان فرنجية الذي ترأست عقيلته لجنتها وتألف اعضاؤها من النواب الأرمن، فنظم المهرجان في كل فصل صيف على مدى خمسةَ عشَرَ يوماَ، وكان الفنّان وديع الصّافي من أبرز الفنّانين الذين أحْيَوْا المناسبة، لكنّها توقّفت مع اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان عام 1975 لتعود من جديد عام 1992 في عهد الرّئيس الرّاحل اِلياس الهراوي الذي تَرَأّسَتْ عقيلته اللّجنة.
واستضافت قلعة عنجر في تلك الفترة فرقَ باليه عالميّة وفنّانين بارزين محلّيين وأجانب. وفي عام 2004 انطلقت المرحلة الثّالثة للمهرجانات وتَرَأَّسَتْ لجنتها السيدة نسيمة الخطيب عقيلة الوزير السّابق سامي الخطيب، ولم تكن البلديّة معنيّة بشكل مباشر بهذه المهرجانات بينما كان رئيس بلديّة عنجر السّابق عضواً فخريّاً لا يتدخّل بميزانيّة المهرجانات ومصاريفها.
وبصورة عامة فقد أدّى تفاقم الأوضاع الإقليميّة وانعكاسات الحرب في سوريّة فضلاً عن الأوضاع الأمنيّة في البقاع إلى تأثير سلبيٍّ على مهرجانات عنجر التي خَفَتَ بريقها وتراجعت قدرتها على اجتذاب الفنّانين وجمهور الحضور، وقد حلّ محلّ المهرجانات بعض الحفَلات التي تُنَظّم من حين لآخرّ في القلعة من منتجين مستقلين.

الباروك

البـــــــاروك.

دار الزمن على الباروك الزّاهرة، وعصفت أحداث وتقلّبت دول وتوالت أزمات أخذت معها الكثير من فرح الأيّام الخوالي. يوم كانت البلدة خليّة نحل لا تهدأ يتهافت النّاس على تفّاحها الطّيب المذاق وفاكهتها والمتنزهون على نبعها ومقاهيها والمصطافون على بيوتها. يوم كان الوئام سائدا بين الناس والتّسامح سيّد الآداب وقانون الجيرة والشّراكة في العيش.
تبدّلت أشياء لكن بقيت أشياء وما ذهبت ببعضِه الحرب أعاد الباروكيّون بناءه أو ترميمه بجدّ وإخلاص لكنّ الباروك التّاريخيّة غاب الكثير منها كما حدث لكثير من قرى الجبل أمام زحف الدّكاكين وأبنية الإسمنت و”عجقة سير” السّيّارات التي استحوذت على المساحات والساحات والطرقات. لا يهمّ فالباروك وشقيقتها التوأم الفريديس تعيش اليوم ازدهاراً من نوع جديد، لكن أيّاً كانت خيارات البلدة في حاضرها فإنّ أمسها الزّاخر بأفعال الرّجال وأمثولاتهم لا يزال ماثلاً في الأذهان وهو الذي يعطي لهذه القرية العريقة مكانتها في تاريخ الشّوف وجبل لبنان. فماذا نعرف عن الباروك حاضراً وتاريخاً ماضياً؟

جارةُ الأرزِ والنّبعِ وبلدةُ التّفّاح والضّيافة
عَصْرٌ ذهبيٌّ غيَّبَتْه الأزَمات فمتى يَعود؟

من أعلامها مؤلّف النّشيد الوطنيّ رشيد نخلة
والمرحوم قاسم العماد وعارف بك أبو علوان

الشّيخ أبو حسن عارف حلاوة قُطب علمٍ وتقوى
ومُلْهِم البطولة وأخلاقِ الرّحمة في الحربِ والسّلام

التّسمية
تعتقد مراجع عدة أنّ أصل كلمة الباروك يعود الى واقعة مرور قوافل التّجارة عبر البلدة في اتّجاه البقاع عبر الممرّات الطبيعيّة في جبل الباروك، والذي تطلّ سفوحه الشرقية على سهل البقاع، فكانت البقعة الخضراء وتوافر المياه سبباً لاختيارها كمحطّة لجمال القوافل المحمّلة بالبضائع والتي كانت بهدف الراحة “تبرك” أي تحطّ رحالها ردحاً من الوقت قبل استئنافها رحلتها. لذلك سمّي المكان بـ “الباروك” أي مكان البَرك أو حيث تبرك جمال القوافل. وهناك تفسير آخر وهو أن يكون الاسم فينيقيّاً بمعنى المبارك وهو اسم مناسب لنبع ماء غزير. لكن في الحالين فإنّ اسم البلدة يبدو مرتبطاً بقوّة بميزة البلدة ولاسيّما أرض النّبع ودور القرية الخضراء في تجارة القوافل لفترة طويلة من التاريخ.

الموقع
تقع الباروك في سفح جبل شاهق عُرِف بجبل الباروك نسبة لاسم البلدة، ويقدّر عدد سكانها بستة آلاف نسمة يتوزّعون على 1150 وحدة سكنيّة، وتعلو الباروك عن سطح البحر بين 1,000 و1,200 متر وهي تبعد عن العاصمة بيروت 47 كلم وعن مركز المحافظة 41 كلم. ويدير شؤونها المحليّة مجلس بلدي من 15 عضواً أنشئ سنة 1920 خمسة عشر عضواً بالإضافة إلى مخاتير ثلاثة.

ميزة الباروك
تمثّل الباروك نموذجاً مُصَغّراً عن الوطن اللّبناني ففيها غابة الأرز وما تمثله شجرة الأرز التاريخيّة من الشعار الوطني للبنان، وهي تتوسّط علمه، كما أنّ الباروك تفخر بأنّ أحد أبنائها وهو الشاعر رشيد نخلة هو مؤلّف النشيد الوطني اللبناني، كما أنّها تقدّم مثالاً على العيش اللّبناني الدّرزي المسيحيّ المشترك إذ إنّ نسبة كبيرة من سكانها هم من الأسر المسيحيّة وفيها كنيستان عريقتان هما كنيسة مار جرجس للموارنة، وكنيسة مار انطونيوس للروم الكاثوليك. في القرية أيضا مجلسان للموحّدين الدّروز كما يقع فيها ضريح الشّيخ العالم أبو حسن عارف حلاوي الذي كان أبرز مشايخ الهيئة الرّوحية لطائفة الموحدين ولعب دوراً أساسيّاًّ في حماية العيش المُشترك في الجبل ومواجهة نَزَعات التعدّي والتعصّب.

باروك
باروك

اقتصاد البلدة
أبرز معالم اقتصاد الباروك وفرة المياه في البلدة إذ ينبع من سفوح جبل الباروك عدد من الينابيع، أبرزها نبع الباروك الذي يشكّل عند مصبّه على البحر المتوسّط نهر الأوّلي، أحد أطول أنهار لبنان. وبسبب غزارة مياهه ونقائها شكّل نهر الباروك تاريخيّاً الأساس لقيام اقتصاد زراعيّ في وادي النّهر بدءا ببلدة الباروك نفسها وامتداداً حتى مصبّ النّهر. وكانت الباروك البلدة الأولى في المنطقة التي اعتمدت زراعة التّفاح كما يشير رئيس تعاونيّة مزارعيّ التّفّاح الشّيخ توفيق أبو علوان، لافتاً إلى أنّ زراعة الفاكهة والتّفاح خاصّة بلغت أوجها في الخمسينيّات والستينيّات (عندما كان لبنان مصدّراً رئيساً إلى الأسواق العربيّة وكان موسم الاصطياف يستهلك قسماً مهمّاً من الإنتاج المحلّيّ، واستمرّت الزّراعة على ازدهارها وإنتاجيّتها العالية حتى العام 1973 عندما بلغ إنتاج الباروك من التّفّاح وأنواع الفاكهة نحو 190 ألف صندوق. وكان تفّاح الباروك من أفضل النّوعيات. ينقل الشيخ توفيق عن والده المرحوم الشيخ عارف أبو علوان الذي كان مهاجراً في تشيلي المشهورة بتفاحها، أنّ تفّاح الباروك كان يضاهي تفاح تشيلي. وعلى صعيد الزّراعات الأخرى فقد كان في الباروك بالإضافة إلى زراعة الحبوب والتفّاح زراعة العنب وكان في البلدة أربع معاصر للعنب تخدم الإنتاج الوفير الذي كانت تتمتّع به البلدة.
لكنّ اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان وظهور خطوط التّماس بين المناطق وتعرقُل حركة الترانزيت إلى الدّول العربيّة، وكذلك تعطّل الشّحن البحري والجوّي لفترات طويلة من السّنة، عرقل عمليات التّصدير وأدّى إلى تدهور الأسعار، فتراجعت كلّ الزّراعات من حبوب وعنب وفاكهة بالإجمال وفاقم الوضع عدد من العوامل التي نشأت أيضاً عن ظروف الحرب وأهمّها عدم توافر الإرشاد الزراعيّ بدرجة كافية وضآلة المساعدات مثل النّصوب المؤصلة المقاومة للآفات وغير ذلك من التقديمات فأصبح إنتاج الباروك من التفّاح اليوم لا يتجاوز 30,000 صندوق والباقي لم يعد موجوداً.
ويضيف الشّيخ توفيق القول: “لا توجد حقيقة خطّة حكوميّة جادّة لتنمية الزّراعة، وهذا يُشعر المزارع أنّه لوحده في معظم الأحيان، ويجعله يخشى الاستثمار في الزراعة. على العكس من ذلك، فإنّ الدّول التي تهتمّ بالزّراعة والمزارعين لديها دراسات مفصّلة عن سبل تنمية الزّراعة ودعم المزارعين، وهذه الدّول تدرس طبيعة كلّ أرض أو تربة وارتفاع الموقع عن سطح البحر وطبيعة المُناخ وتوافر المياه بهدف توجيه المزارعين للزّراعات الأنسب والأكثر جدوى كما أنّهم ينشئون مصانع للمنتجات التي يتعذّر تصديرها أو تصريفها محليّاً”

السفير نهاد محمود عندما كان ممثلا للبنان في الأمم المتحدة يعرض الموقف اللبناني أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2006
السفير نهاد محمود عندما كان ممثلا للبنان في الأمم المتحدة يعرض الموقف اللبناني أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2006

تربية الماعز
نظراً لمساحات جبل الباروك الشاسعة والمراعي الطبيعية في سفوح الجبل فقد نمت في الماضي تربية المواشي وخاصّة الماعز منها، لكن كبير مربي قطعان الماعز في الباروك السيد أبو فريد ملحم محمود يشكو تبدّل الحال مشيراً إلى تراجع ثروة الماعز في السّنوات الأخيرة والتي باتت لا تتجاوز الـ 3,500 رأس ماعز لدى ثلاثة أو أربعة مربّين، وبما أنّنا لم نعد نجد أشخاصاً مستعدّين للمساعدة في الرّعي فقد أصبحنا نأتي بالرّعيان بالحصّة أي بنصف الإنتاج لأربع سنوات وبعد ذلك يصبح كلّ القطيع مناصفة. وتشمل الشّراكة مُنتجات الحليب علماً أنّ تصنيع الأجبان والألبان يتمّ يدويّاً لعدم وجود مصانع تتسلّم الحليب.
إنّ كلفة تربية القطيع أصبحت مرتفعة، لأنّه لم يعد في إمكاننا نقل الماعز إلى السّاحل في فصل الشتاء، كما كانت الحال في الماضي، نظراً للظّروف الأمنيّة وأصبحنا مُجبرين على أن نقدّم الأعلاف للماشية في الشّتاء مما يرفع تكلفة القطيع فيأكل من الأرباح.

تربية الأبقار
لا يوجد في الباروك مزارع أبقار على مستوى كبير وواسع بل يوجد عدد قليل من مربّي الأبقار الصّغار وحيث لا يتجاوز عدد بقرات كلّ حظيرة العشر بقرات ويصرّف إنتاجها محلّياً، وهناك القليل الذي يُوَرّد إلى تعاونيّات المنطقة.

تربية النّحل
توفّر تربية النّحل دخلاً إضافيّاً لعدد من النّحّالين في الباروك الذين يملكون في ما بينهم نحو 800 خليّة نحل أو “قفير” وتستقطب تربية النّحل مزارعين أو متقاعدين يتّخذونها حرفة ثانويّة، لكن ما من نحّالين يعتمدون بالكامل على إنتاج العسل كما أنّ ضعف الرّعاية الحكوميّة للنّشاط والإرشاد والتّكلفة المتزايدة للاستثمار والجهد المطلوب للعناية بالنّحل على مدار العام قلّص من عدد المهتمّين بهذا القطاع. مع العلم أن موقع الباروك على سفح سلسلة من الجبال المشهورة بأزهارها البرّية يمكّنها من إنتاج عسل جرديّ فاخر وذي خصائص علاجيّة.

بلد النزهات والاصطياف
كانت الباروك وحتى اضطراب الأوضاع الأمنيّة في لبنان بلد اصطياف ومنتزهات ومطاعم يقصدها السّيّاح العرب أو المتنزهون اللبنانيّون ويتوزّعون بصورة خاصّة بين مطاعم النّهر والفنادق ومدينة الملاهي التي مضى عليها سنوات طويلة وباتت تُعتَبر مَعلماً مهمّاً لتسلية العائلات. وقد جذبت الباروك عدداً من أثرياء السّعوديّة والخليج الذين بنَوْا فيها فيلات وبيوتاً للاصطياف، كما قامت عدة فنادق في مواقع قريبة من النّهر أو على طريق الأرز بهدف استقطاب النّزلاء وحفلات الزّفاف وروّاد المطاعم.

 صعوبة نقل الماعز إلى الساحل شتاءً يرفع تكلفةُ تربيةِ القُطعان لأنه يُجبِر المربّين على تقديم الأعلاف والتّضـــــحية بأكثر الأرباح
صعوبة نقل الماعز إلى الساحل شتاءً يرفع تكلفةُ تربيةِ القُطعان لأنه يُجبِر المربّين على تقديم الأعلاف والتّضـــــحية بأكثر الأرباح

فنادق ..للصّيفيّة
يشير صاحب فندق باروك بالاس السيّد حافظ محمود إلى أنّ أكثريّة مطاعم ومنتزهات الباروك تقفل في فصل الشّتاء، أمّا نحن فنقفل الفندق والمنتجع في البلدة ونبقي على مطعم وفندق السّائح مفتوحا طيلة أيام السّنة، حيث نستقبل روّاد جبل الأرز في موسم الثّلج.
وذكر محمود إنّه تمّ قبل سنوات طُرِحت فكرة إنشاء تلفريك ينقل السياح فوق غابة أرز الباروك، وكان المشروع في مرحلة متقدّمة ويقترب من التنفيذ بالشراكة مع شركة ألمانية عندما وقعت حرب تموز 2006 فتخلّت الشّركة عن المشروع بسبب ما اعتبرته تراجع الجدوى في ظل الوضع الأمني المستجدّ.
يعزز ميزات الباروك كبلد نزهات واصطياف عدد من المواقع الطبيعيّة والأثريّة منها غابة أرز الباروك (والمعاصر) وهي أكبر غابة في لبنان وشرق آسيا تحتوى على ثلاثة ملايين شجرة تقريباً، ويزورها أكثر من 50 ألف سائح سنوياً، ونبع الباروك والذي يروي نحو مائة قرية.
حرج دلبون الطّبيعيّ ويحتوي على مئات الألوف من أشجار السّنديان المعمِّرة
ومن المواقع الأثريّة: مغارة وادي الكشك في سفح جبل الباروك.و “جرن النّاووس”

بلديّة الباروك – الفريديس
عاهد المجلس البلديّ الأهالي على تنفيذ عدّة مشاريع تنمويّة تسهم في تحسين صورة الباروك كبلد اصطياف وسياحة وقدّم رئيس البلديّة هبة لصيانة شبكة الكهرباء وإضاءة المصابيح كما اتّخدت البلديّة قراراً ببناء قصر بلديّ وتمّ شراء الأرض والبدء بالبناء. ومن المشاريع التي أوردها المجلس البلديّ في برنامج عمله: تنفيذ مشروع الصّرف الصّحيّ مع إنشاء محطّة تكرير وتجميل مداخل البلدة وتوسيع الطّرقات وشقّ طرق زراعيّه وإنشاء ملعب بلديّ نموذجيّ.

“مشروع تلفريك الأرز كان على وشك التّنفيذ من شركة ألمانية لكنّ حرب تموز 2006 ذهبت بالشّركة.وبالمشروع! “

مميّزون من الباروك
الباروك بلدة تضمّ عائلات عريقة لعبت دوراً في تاريخ لبنان وأحداثه ولا يكتمل موضوعنا عنها من دون التوقّف للتّعريف بعدد من رجالاتها الأفذاذ السابقين، ونحن نعلم هنا دقّة المهمّة كما نعلم أنّ البلدة قدّمت في العقود المعاصرة عدداً كبيراً من الشّخصيّات المؤثّرة والبارزة لكنّنا سنتوقّف في ما يلي عند عدد من الرّجالات والسيّدات من السّلف أو من الذين عاشوا في مطلع القرن الماضي أو أواسطه وذلك بناء على بعض المراجع المتوافرة مع علمنا أنّنا لم نُحَط بالموضوع لذلك فإنّنا نستميح القارئ عذراً إذا وجد في هذا الباب نقصاً لأنّه نقص تسبب من عدم كفاية المراجع أو هو من قبيل السّهو غير المقصود.

رشيد بك نخلة
شاعر كبير اشتُهر بكونه مؤلّف النّشيد الوطنيّ اللبنانيّ، كان أيضاً سياسيّاً بارعاً وكان أحد أركان الإدارة والقضاء في عهد الرّئيس حبيب باشا السّعد. باشر الوظائف كاتب تحريرات قائمقاميّات بلاد الشوف في عهد الأمير مصطفى أرسلان، ثمّ مديراً للعرقوب ثم مديراً للمعارف في لبنان، ومديراً “للأوقاف والأديان والمصالح العامّة في الجبل. ومع إنشاء دولة لبنان الكبير عُيّن مفتّشاً للأمن العام ثمّ محافظاً لصور 1925. نُفي إلى فلسطين في مدّة الحرب العالميّة الأولى بسبب نضاله الاستقلاليّ ثم نُفي بعد عودته إلى بلاد الأناضول. كان زعيماً شعبيّاً ووطنيّاً مجاهداً ونادى في عهد الانتداب الفرنسي بالاستقلال التّامّ وترأس المؤتمر الوطنيّ عام 1933 الذي كان من أهمّ مقرًراته وضع دستور للبلاد على أساس غير طائفي.

أمين نخلة
كان أمين نخلة شاعراً وكاتباً ومحامياً وسياسياً وصحافياً تميّز بحسن الخلق والرّصانة واللين ولقّب “بشاعر العرب”. تعلّم في مدرسة الأخوة الرّيمانيين في دير القمر وحين وقعت الحرب الكونية الأولى عاد إلى بيته، فسعى الأمير شكيب أرسلان إلى تعيينه مديراً لناحية العرقوب ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشْرةَ من عمره فكان أصغر حاكم إداري في الدولة العثمانية. زاول المحاماة وأصدر جريدة “الشّعب” التي كان قد أسسها والده وترك الكثير من المؤلّفات في الأدب واللّغة والتّاريخ والقانون. وكان له صداقات كبيرة منها مع الملك فيصل بن عبد العزيز، الأمير شكيب أرسلان، كمال جنبلاط، بولس سلامة وخليل مطران وأمين الريحاني وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي ورياض الصّلح وأحمد رامي.
فؤاد الحداد: كاتب وأديب وناقد سياسي
حبّوبة الحدّاد: أديبة ومؤلّفة قصصية.
مُنتهى الحداد: ولدت في الباروك وأمضت حياتها في مهنة التّعليم منذ مطلع القرن العشرين وتحملت مسؤوليات مدرسة الباروك معلّمة ومربّية لأجيال كبيرة من أبناء البلدة. كانت موضع تقدير واحترام من كافة أبناء الباروك.
فريد أسعد الحداد: كان مناضلا تقدّميا في قوّة حفظ الأمن أثناء الأحداث الأهليّة، استشهد عام 1976 في بلدة معاصر الشوف أثناء عمليّة أمنيّة وملاحقته أحد المطلوبين للعدالة.

عائلة أبو علوان
يعود أصل هذه العائلة إلى عبد الله بن غطفان من بني أسد الملقّب بالعلوي نسبة إلى عائلة مجيدة وسمّي ايضاً شيخ أبي علوان قرّب الأمير فخر الدين المعني شيوخ هذه العائلة منه ولاسيّما أصحاب العمائم لوفائهم وصدقهم وبرز من العائلة رجال كان لهم ادوار وبصمات في الحياة السّياسيّة والاجتماعيّة منهم:

بو علوان بن ناصر الدّين بن نعمان المعروف بالباروكي
ولد في الباروك سنة 1603 م. في الباروك واشتهر بهيبته وسكوته وبقوته الهائلة، كان من المقرّيبين إلى الأمير فخر الدّين الثّاني فخاض معه كثيراً من المعارك وكان إلى جانبه في أوقات ضعفه وبقي معه حتى آخر أيّامه قبل أن يستسلم على يديّ أمير البحر جعفر باشا وحارب ضدّ المعنيين في عهد الأمير علي علم الدّين.

سعيد بن مصطفى بن نبهان بن غيث بن عثمان بن شبلي أبو علوان
وُلد في الباروك وقبل ودرس في المدرسة الداوودية إلى جانب العربية التركية والفرنسية والانكليزية وفي سنة 1875 انتخب عضواً في مجلس إدارة جبل لبنان، لكن المتصرف رستم باشا كان يحقد عليه بسبب انتصاره للمطران بطرس البستاني وارساله عرائض بهذا الموضوع الى السلطان على يد رافع عبد الصمد فحل رستم باشا مجلس الإدارة لكن سعيد بك أبو علوان عاد بنسبة عالية من الأصوات: اشتُهر سعيد بك بنزعته التحرّرية وبكونه رجل الملمّات وفي عهد المتصرف نعوم باشا كانت أعقد المشاكل تُحلُّ بسبب صداقته القوية مع المتصرف. شغل عضوية مجلس إدارة جبل لبنان لمدة طويلة ثم عُيِّن مديراً لناحية العرقوب ثم قائمقاماً للشوف.

نهر-الباروك-أحد-أهم-االمواقع-السياحية-في-لبنان-يوزع-مياهه-على-أكثر-من-مئة-قرية
نهر-الباروك-أحد-أهم-االمواقع-السياحية-في-لبنان-يوزع-مياهه-على-أكثر-من-مئة-قرية

شكيب بن فارس بن نعمان بن نبهان أبو علوان
ولد في الباروك سنة 1898 وتوفي سنة 1975 وأنهى دروسه الثانويّة في المدرسة الشّرقيّة في زحلة وتابع علومه في الاستانة ، تولّى منصب مدير ناحية المناصف، سافر بعدها الى أميركا الجنوبية اشتهر بنبله وانسانيته وشخصيته القوية.

ضاهر بن خطّار بن فاعور أبو علوان
كان من وجهاء قومه لكنّهم ثاروا عليه وقتلوه لأنّه كان يخالفهم في ميله إلى الشيخ عبد السلام عماد ومخالفته غرضيتهم الجنبلاطية فحضر الأمير يوسف الى الباروك لمعاقبة المجرم ففر آل أبي علوان خارج البلاد فاستنجدوا بالجزّار في عكا الذي مدّهم بالعسكر فخاضوا معركة خاسرة في نَهر الحمّام ضدّ الشيخ كليب أبي نكد ومعركة أخرى في عَلمان ضدّ ابنه الشّيخ بشير فتغلّبوا فيها لكنّهم آثروا الرّجوع عمّا ابتغَوْا فعادوا بالعسكر إلى صيدا.

عارف بن فرحان بن سعيد بن مصطفى أبو علون
وُلِد في الباروك وتلقّى علومه في المدرسة الشّرقيّة في زحلة وكان لامعاً وخصوصاً في اللّغة العربية حيث كتب النّثر والشّعر وعُدّ بين الأدباء.
عمل عارف بك مستشاراً لدى الملك فيصل عندما دخلَ الشام ثم رجع إلى لبنان ليُعنَى بالزّراعة في أملاكه من غير أن يغفل عن السّياسة، فكان مقرّباً من دار المختارة في عهد فؤاد بك ثم السّت نظيرة ثم كمال بك ثم أسهم في تأسيس الحزب التّقدميّ الاشتراكيّ، وكان عضواً في الجبهة الوطنيّة. ناصر الثّورة الشّعبيّة سنة 1958 برجاله وماله. توفّي في تلك السّنة وأبّنه كمال بك جنبلاط وعدد من الخطباء حضر مأتمه سفير مصر عبد الحميد غالب الذي كان يحمل رسالة تعزية من الرّئيس جمال عبد النّاصر.

عبد القادر بن يوسف بن عبد الحميد أبو علوان
وُلد سنة 1920 م. ونبغ باكراً ومال إلى الزّهد والتّقشّف والتّقوى وأولع بالعلوم الدّينية وسير الأنبياء والأولياء والصّالحين وفي الثّالثة عشرَةَ من عمره نظم قصيدة كانت من الأشعار الرّوحية المميّزة، وهي القصيدة المخمّسة المعروفة بالقادريّة.

عثمان بن نبهان بن عفيف بن شبلي أبو علوان
وُلِد في الباروك ونشأ نشأة صالحة في بيت وجاهة فكان ذكيّاً شجاعاً محبّاً للعلم واسع الاطلاع. وعندما وقعت احداث 1825 كان مع بيت أبو علوان إلى جانب الزّعيم الجنبلاطي وأصابهم ما أصابهم من نقمة الأمير بشير واضطهاده. فنزحوا معه ولم يرجعوا إلا عند رجوع المنفيّين سنة 1840 فوجدوا ديارهم خراباً. ثار بالاتّفاق مع الشّيخ يوسف بك عبد الملك على عمر باشا النّمساوي سنة 1842 وفي سنة 1860 اعتقله فؤاد باشا مع عدد من زعماء الدّروز ونفيَ إلى بلغراد قرابة أربع سنوات ولمّا عاد من المنفى اعتزل السّياسة وارتدى الزِّيَّ الدّيني وانصرف الى العبادة، وتوفّي سنة 1876.

فرحان سعيد مصطفى غيث أبو علوان
وُلِد في الباروك وتلقّى علومه في المدرسة الشّرقيّة في زحلة فاتقن إلى جانب العربيّة الفرنسيّة والتّركيّة والايطاليّة والانكليزيّة فعُيّن قائمّقاماً للشّوف سنة 1911 وفي العهد الفرنسيّ كان فرحان بك عدوّاً لدوداً للفرنسيين. كانت له أيادٍ بيضاء على الفقراء والمعوزين. شارك في مأتمه الشّيخ محمد الجسر ممثلاً رئيس الجمهورية شارل دباس.
محمد نجم شبلي أبو علوان المعروف بالباروكي
رجلٌ تقيّ ورع صاحب فضيلة وكرامات أُولِع بالأسفار في شبابه فطاف في بلدان آسيا حتى وصل إلى الصّين واكتسب كثيراً من العلم والمعرفة الرّوحيّة حتى صار من أغزر مشايخ الطّائفة علماً وأوفرهم طيبة ورقة وتقوى.

يوسف نجيب سلمان أبو علوان
كان مسكنه الفريديس وكان من وجهاء البلاد فلمع نجمه – وبعد أن قضى الأمير بشير على آل نكد وانصرف للقضاء على آل عماد استدعى آل أبو علوان واخذ يُزيِّن لهم السيادة ويثير طامعهم ويشجّعهم على عداوة آل عماد. وبعد نزع يد آل عماد أطلق يد آل أبو علوان وكان على رأسهم الشّيخ يوسف الذي انقلب على الأمير وحرّم على رجاله المرور في المنطقة فحرّض الأمير أبناء أخيه عليه ومنّاهم بالوعود فقتلوه غدراً لكنّ الأمير حين طالبوه بما وعد أمر بإعدامهم.

آل العماد
جدود آل عماد في الباروك ثلاثة هم عماد وسرحال وبوعذرا. قدموا من الجبل الأعلى وسكنوا الزّنبقية وعين وزين ثم استقرّوا في الباروك. وكانت الرّئاسة لأحد الإخوة وهو الشّيخ عماد وكان له أربعة أولاد تقول الرّوايات بأنهم قُتلوا جميعا في ساحة القتال: الأوّل سنة 1633 في معركة خان حاصبيّا التي قتل فيها الأمير علي بن فخر الدّين وقُتل الثاني مع التّنوخيين الذين قتلهم الأمير علي علم الدين في عبيه، وفي السّنة التي تلتها قُتل الثالث في المغيرية ثم مات الرّابع وجميعهم ماتوا بلا عقب.

الشيخ توفيق أبو علوان
الشيخ توفيق أبو علوان

فايز حسين حمد جهجاه عماد
وُلدَ في الباروك وتلقّى علومه في مدرسة القرية ثم في الدّاودية عبيه ثمّ في الجامعة الوطنيّة وتخرّج مُزَوّداً بعلم وافر. عيّن سنة 1921 مديراً لعرقة الجنوبي خلفاً للشّيخ مصطفى العيد ثمّ قائمّقاماً للشّوف سنة 1923 وفي سنة 1929 ترشّح للنّيابة عن الشّوف فابعدته السّياسة الانتدابيّة عن النّجاح فعُيّن سنة 1937 قائمّقاماً للبترون ثمّ سنة 1938 لزغرتا ثم سنة 1941 لِجِزّين ثمّ انتقل إلى جديدة المتن ثم كُلّف محافظاً للشّمال مدّة 14 شهراً سنة 1952 ثم أُعيد إلى مركزه ثمّ أُسندت إليه محافظة البقاع بالوكالة وكان طيلة حياته معروفاً بالنّزاهة والإخلاص.

قاسم تامر قاسم عبد السّلام فارس عماد
وُلِدَ في الباروك وتلقّى علومه في الجامعة الوطنيّة/ عاليه ثمّ تخرّج محامياً من جامعة القدّيس يوسف واشتغل في المحاماة وفي سنة 1962عُيّن رئيساً لمصلحة الصّحافة والقضايا القانونيّة في وزارة الأنباء ومثّل وزارة الإعلام في مؤتمر الإعلام العربيّ في الجزائر ثمّ عُيّن مديراً عامّاً لوزارة الدّفاع ثمّ بالوكالة. اغتيل في طرابلس سنة 1975 عندما كان محافظاً للشّمال ودُفن في الباروك.

مصطفى كنج ناصر الدين عماد
وُلِدَ في الباروك ودرس مبادىء القانون وتعلّم التّركيّة وعيّنته الدّولة مديراً للمال في قضاء الشّوف ثم عيّنه مظفّر باشا برتبة بكباشي في الجندية سنة 1899 عُرف خلالها بالنّزاهة والجرأة والاستقامة. وأثناء الحرب العالميّة الأولى نُفي إلى الأناضول واشترك هناك بتأسيس حزب الثالوث مع الأمير توفيق أرسلان وفؤاد بك عبد الملك والشّيخ محمود جنبلاط والشّيخ محمود تقيّ الدّين، وبعد عودته من المنفى عيّنته الدّولة الفيصليّة عضواً في المجلس الثّوري في دمشق ثمّ عُيّن عضواً في اللّجنة البرلمانيّة وأحرز الرّتب والأوسمة العثمانيّة والفرنسيّة.

ناصر الدّين بو النّصر بشير عماد سيد أحمد عماد
وُلدَ في الباروك كان بطلاً مغواراً شجاعاً مقداماً قال عنه الشّدياق أشجع أهل زمانه اشترك في كثير من الأحداث التي جرت في البلاد.
ففي سنة 1807 طلب جرجس باز من الأمير بشير الشهابي أن يعاقب آل عماد فبعث إليهم بسبعين مُحَصّلاً يرهقونهم ويثقلون عليهم فطلب المشايخ إلى الأمير حسن أن يتوسّط لدى أخيه الأمير بشير فوعدهم شرط أن يقتلوا جرجس باز وأخاه عبد الأحد وبما أنّ جرجس باز كان يحرّض الأمير على المشايخ فقد وافقوا على قتله وذهب الشّيخ ناصر الدّين الى جبيل مع رجاله وتبادلوا إطلاق النّار مع عبد الأحد وأصيب الشّيخ ناصر الدّين في يديه، وقُتِل الشّيخ خطّار المُصفي أمّا الأمير بشير فقد قَتَل جرجس باز في اليوم نفسه في دير القمر.
كما قاتل مع مصطفى باشا والي حلب وكان من موالي الشّيخ بشير جنبلاط ضدّ الأمير بشير وفي سنة 1831 بعد موافقة الأمير بشير على رجوع النازحين من آل عماد رجع الشيخ ناصر الدين واستقرّ في الباروك.

الشّيخ أبو حسن عارف حلاوي
ولي من أولياء لبنان، وعلم من اعلام التقى والورع والزهد، ولد في الباروك عام 1899 ميلادية، وقضى قسماً كبيراً من حياته في بلدة معصريتي، كان مزاراً ومقصداً لكبار القوم كما لعامتهم وقد قدم للتبّرك به رؤساء ووزراء ونواب وشخصيات عديدة من البلاد أيضاً وبعد وفاته أصبح مقامه مزاراً لكل الناس. وقف الى جانب القيادة السياسية أثناء عواصف واحداث الجبل للحفاظ على وحدة الكلمة والموقف. كما كان داعياً من دعاة المحبة والخير والسلام. كما كان داعماً للوحدة الوطنية على أساس الاحترام المتبادل والعيش المشترك. وكثيراً ما كان يردد: (من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).

رفيق سعيد حسين حلاوي
وُلِدَ في الباروك وتلقّى علومه الاوّليّة في المدارس المحلية ثم في مدارس جبل الدّروز والتحق بالكلّيّة الجوّيّة الحربيّة في الجيش السّوري في حلب سنة 1954 وانتقل إلى الكليّة الحربيّة في حمص وتخرّج سنة 1957 برتبة ملازم ترقّى في المناصب العسكريّة وكان قائدا لأحد قطاعات جبهة الجولان سنة 1967.
عُيّن نائباً لرئيس محكمة أمن الدّولة برئاسة العماد مصطفى طلاس ثمّ تخرّج من معهد الأركان ثمّ عُيّن قائداً للواء 78 برتبة عقيد ونال وسام الجيش ووسام الثّورة وعدداً آخر من الأوسمة. عُرِف بالرّصانة والجديّة واستشهد في معارك القنيطرة عام 1973.

آل محمود
يُعتبَر آل محمود من أكبر العائلات في بلدة الباروك وقد برز منهم عدد من الشّخصيّات في السّلك الأمنيّ والعسكريّ والإداريّ كما برز منهم مشايخ تقوى وورع، ومن أبرز الشّخصيّات التي تنتمي إلى العائلة السّفير نهاد محمود الذي كان سفيراً للبنان في المكسيك وفي عدد من العواصم العالميّة وبرز اسمه بصورة خاصّة أثناء العدوان الإسرائيليّ على لبنان في تمّوز 2006 إذ كان يومها ممثّلاً للبنان في الأمم المتّحدة ولعبَ دوراً مهمّاً في إبراز الموقف اللّبناني في مواجهة المزاعم الإسرائيليّة وقام بعمله بكفاءة مشهودة.

الكنيسة
الكنيسة

نجيب قاسم نعمان حلاوي
وُلِدَ في الباروك وتلقّى علومه الأوّليّة في المدارس المحلّيّة ثمّ سافر إلى الآستانة وتخرّج من كلّيّة الطّب طبيب أسنان سنة 1912 مارس المهنة أوّلاً في راشيّا بناءً لدعوة من صديقه وزميله الدّكتور قبَلان الحدّاد طبيب القضاء هناك ثمّ انتقل إلى بيروت حيث مارس مهنته بكثير من الإنسانيّة حتى تقدّمت به السّنّ فاعتزل المهنة واعتكف في بيته في الباروك ليعتني بادارة أملاكه توفّي سنة 1976.

حَمّود الينطاني
عاصر الحكم العثمانيّ والفرنسيّ وكان مُكلّفاً من قبل الشّيخ خطّار العماد بجباية إيرادات أملاكه وقد كان شجاعاً ومشهوداً له بالرّجولة والبطولة ومقاومته للاحتلال العثمانيّ والفرنسي.

ملحم فارس أبو علي كرباج
وُلِدَ في الباروك وهاجر في مطلع شبابه إلى الأرجنتين وفي العام 1905 أسّس وأصدر جريدة الحقائق باللّغة العربيّة التي استمر إصدارها حتى وفاته.

عين عطا

  بلدة عيــــن عطا انتقلــت من موقعــها السّابق إلى تلال حصينة بعد صِدام مع الجند العثماني

عَيْن عَطا

البلـــدة التــي غيّــــرت مَكانَهــــا
ولــــم تُغَيِّــــــــر عُنفُوانَــــــــــــــها

ثروةُ ينابيع واقتصاد زراعيّ أضعفه النّزوح
وثروةُ آثار أضاعها الإهمال وجَشَع اللّصوص
حمايةُ الأحراش وحَملات التّشجير زوّدت عيْن عطا
بأكبر غطاء أخضر وصنّفتها بين القُرى الأنقى بيئيّاً

لقرية عين عطا الوادعة في منطقة راشيّا تاريخ حافل بأحداث وتحدّيات وإسهامات في مواقع وأكثر من جهاد في الدّفاع عن الكرامة والأرض والعِرض، وبسبب الكرامة والذّود عن الشّرف اصطدم أهلها بالجند العثمانيّ، حيث قاتلوهم واضطرّوا بعدها لتبديل موقع القرية إلى تلال حصينة في مرتفعاتها هرباً من انتقام الجند ومظالمهم. وأبرز سمات عين عطا، عدا التّعايش المسيحيّ الدّرزيّ الطّويل، هو احتضانها لمقام أحد أبرز أولياء الموحّدين، المرحوم الشّيخ الفاضل والذي يُعْتَبر من أهمّ المزارات الرّوحية للموحّدين الدّروز في لبنان وفي المنطقة. فماذا نعرف عن هذه القرية وعن تاريخها وعن واقعها الرّاهن؟

الموقع
تقع عين عطا عند سفوح جبل الشّيخ وعلى ارتفاع يتراوح ما بين 1350 و 1500 متر عن سطح البحر في الطرف الجنوبي لقضاء راشيا وهي تتبع ادارياً لقضاء راشيّا، محافظة البقاع.
وبسبب موقعها الجغرافيّ الوسيط تشكل عين عطا صلة الوصل الطّبيعية بين البقاع والجنوب وتحيط بها وتجاورها عدّة قرى منها قرى الكفير والخلوات من الجهة الجنوبيّة الغربيّة وبلدة شبعا من الجنوب ومن الغرب قرية مرج الزّهور ومن الجهة الشّماليّة قرية عين حرشا وقرية تنّورة ومن الشّمال الشّرقي بلدة راشيّا ويُعتبر جبل الشّيخ الحاجز الطّبيعي الذي يفصل بلدة عين عطا عن القرى والبلدات السّورية من الجهة الشّرقيّة وعلى وجه التّحديد قرى عرنة والرّيمة السّوريّتين. وتبعد البلدة عن زحلة مركز محافظة البقاع نحو 50 كلم وعن العاصمة بيروت 103 كلم

عين عطا في التّاريخ
يذكر الأستاذ نعمان السّاحلي مدير ثانوية الكفير ومنسّق مادّة التّاريخ فيها أنّ تاريخ عين عطا يعود الى عهد سولوقس أحد خلفاء الإسكندر حيث الآثار والنّقوش الحجريّة والكتابة الرّومانيّة تدلّ على تلك الحِقبة، فالموقع الجغرافيّ لبلدة عين عطا وامتداد جبالها ووديانها يقيمان ارتباطاً عميقاً بين لبنان وسوريا وفلسطين، وكان للبلدة أهمّيّة خاصّة بسبب وقوعها على خطّ القوافل التّجاريّة التي كانت تنتقل في رحلاتها الصّيفيّة من دمشق عبر بلدة دير العشاير وصولاً إلى منطقة جبل الخان أو ما يعرف ببير الخان، الذي كان يعتبر مكاناً لاستراحة القوافل قبل أن تتابع سيرها نحو فلسطين وصولاً إلى عريش مصر. ومن أبرز المعالم في عين عطا نصب إله الشمس “هيليوس” والذي يعود إلى الحقبة الرّومانية إضافة إلى العديد من الآثار المجاورة له .
ويشير الأستاذ السّاحلي إلى أنّ البلدة كانت قديما ً تقع على طريق يعرف بطريق السّلطانة الذي يربط وادي التّيم من طرفيه راشيّا وحاصبيّا وهي النّقطة الوسطيّة في وادي التّيم أو ما كان يُطلق عليه شجرة الغربي التي اجتمع تحتها أعيان ووجهاء الوادي تأييداً ودعماً لدروز سوريا في حربهم ضد إبراهيم باشا، وتم الاتفاق على جمع الذّخيرة والمؤنة وإرسالها إلى أبناء جبل الدروز حيث قام بنقلها الشيخ إسماعيل شقير من بلدة عيحا .
أمّا سبب انتقال البلدة إلى الموقع الحاليّ فيعود إلى واقعة تاريخيّة إبّان العهد العثمانيّ إذ قام بعض الجنود العثمانيّين أكثر من مرة بالتّحرّش ببعض نسوة البلدة، وفي يوم دخل جنديّان إلى أحد المنازل عنوة فما كان من أصحاب المنزل إلّا مبادرة احد الجنود بضربة من سكة الحراثة قضت عليه. على أثر ذلك تعرّضت البلدة إلى المضايقات والتّنكيل وتهديم المنازل، الأمر الذي أجبر أصحابها على تركها والانتقال إلى التلّة المرتفعة والتَّحَصُّن بها حيث كان يصعب الوصول إليها لكثافة الأشجار وصعوبة المسالك الجبليّة.
ولا بد هنا من الإشارة إلى وقوف أبناء البلدة إلى جانب شبلي آغا العريان الأوّل في حربه ضد إبراهيم باشا في معركة جنعم الواقعة بين عين عطا وشبعا، ومن بعدها أعلن القائد المصري شبعا منطقة مفتوحة وقام أعيان شبعا بالمحافظة على العائلات الدّرزية التي انتقلت فيما بعد إلى قرى حاصبيّا وتعمّقت العلاقات بين البلدتين وأهليهما.

في ظلّ الانتداب الفرنسي
كان لحكمة وجهاء البلدة وأعيانها من دروز ومسيحيّين الدّور الرّياديّ في تجنيب البلدة الحريق والدّمار والتّهجير الذي تعرضت له العديد من قرى وبلدات راشيّا من قبل جيش الانتداب الفرنسيّ، إلّا أنّ اتفاقاً أُبرم بين الكولونيل climent وأعيان البلدة قضى بإخراج الثّوار من البلدة مقابل تجنيبها القصف وهذا ما حصل إلّا أنّ الثوّار إنتقلوا إلى بلدة راشيّا وكان لهم الكلمة الفصل إذ اقتحموا قلعتها الحصينة وسيطروا على مخزن الأسلحة ثمّ قاموا بتوزيعها على الثّوار المهاجمين حيث سقط للثوّار المهاجمين عدد من الشّهداء نقشت أسماؤهم على اللوحة التذكارية داخل قلعة راشيّا .

السكّان والعائلات
يبلغ عدد سكّان البلدة المسجّلين 3225 نسمة لكنّ المقيمين منهم لا يزيد عددهم على 1650 نسمة بسبب انتقال قسم من سكّان البلدة إلى خارجها سواء بفعل العمل في المهاجر أو في العاصمة وغيرها من المدن وهذه في الواقع حال الكثير من القرى الجنوبية ومعظم قرى لبنان.
سكان البلدة المقيمون والمغتربون هم من الدروز والمسيحيين ويتوزّعون على العائلات التّالية:

دروز: القاضي، الحاج، الساحلي، جابر، حمدان، خضر، خير، ريدان، شديد، فرج، ميرهم، عبد الحق، غازي، غزالي، وهبة، يونس.
مسيحيّون: الحدّاد، الزّين، ثابت، خوري، موّال.

وفرة مياه
تتميّز هذه القرية بوفرة مواردها المائيّة العذبة التي تتمثّل بعدد من الينابيع الدّائمة ولعلّ أبرز هذه الينابيع نبع عين اللّوز الذي تُعتبر مياهُه من المياه الأعذب والأنقى في لبنان حيث ينبع من جبل الشّيخ على ارتفاع يزيد عن 2400 متر عن سطح البحر وتمّ جرّ مياهه في منتصف ستينيّات القرن الماضي حيث كان للمعلّم كمال جنبلاط دور أساسيّ في جرّ مياه النّبع إلى البلدة وتوزيعها على منازلها كافّة وهناك ينابيع أخرى منها عين الضّيعة وعين الغرقة وعين جبّ ملكة وعين الكروم وكل هذه الينابيع العذبة تنبع في محيط القرية.

الاغتراب
لعب الاغتراب دوراً مهمّاً في تحريك العجلة الاقتصاديّة في البلدة لاسيّما من خلال الأموال التي يرسلها المغتربون إلى ذويهم أو من خلال بعض الاستثمارات الصّغيرة في بعض المشاريع التي تساهم في تفعيل اقتصاد البلدة أو في خلق بعض فرص العمل وعلينا ألّا ننسى تقديمات المغتربين إلى أبناء البلدة خلال فترة الحرب الأهليّة وإبّان الاحتلال الإسرائيلي وفي طليعتهم محمّد حسن خضر الذي ساهم في تشييد مدرسة لطلّاب البلدة وملعب لكرة القدم وبناء مستوصف إضافة إلى العديد من التّقديمات الاجتماعيّة ودعم الطلّاب المتفوّقين كذلك المغترب سليمان علي ريدان الذي كان له اليد البيضاء في تشييد قاعة عامّة للبلدة ومدّ شبكة الكهرباء وغيرها من المشاريع وهناك أيضاً مساهمة أبناء الخوري حبيب الحداد في إقامة مكتبة عامّة للبلدة .

النّزوح
تُعتبر ظاهرة النّزوح الموسميّ من عين عطا إلى ضواحي العاصمة بيروت وعلى وجه التّحديد منطقة الشّويفات ودير قوبل ملفتة حيث أنّه في تلك المنطقة أصبح ما يزيد على مئة أسرة تمتلك شققاً بالإضافة إلى شقق ومنازل في عاليه وبيروت وضهر الأحمر. والسّبب الأساسيّ للنّزوح هو البحث عن فرص العمل أمّا الثاني والمهمّ فهو موضوع تعليم أبناء الأسر في جامعات لأن اقرب الجامعات الى القرية تقع في زحلة ولا يستطيع الطلّاب الانتقال إليها بشكل يوميّ نظراً لغياب وسائل النّقل وإن وجدت فهي تكبّد الطلّاب مشقّة الطريق وهدر الوقت نظراً لبعد المسافة .

حراك اجتماعي
ينشط في عين عطا عدد من الجمعيّات الشبابيّة والمنظّمات الكشفيّة ونادٍ رياضيّ لعب دوراً مهمّاً خلال العقود الماضية في جمع المجتمع المحلّي تحت راية الرّياضة إضافة إلى عدد من الجمعيّات التي تُعنى بالشّأن المحلّي مثل جمعيّة الرّعاية الصحيّة والاجتماعيّة وتعاونيّة عين اللّوز لتصنيع المنتجات الزراعيّة المحليّة التي تقوم بمساعدة المزارعين على تصنيع منتجاتهم وحمايتها من الكساد والتّلف وهذه المنتجات يتمّ تسويقها في القرى والبلدات المجاورة ومن خلال المشاركة في المعارض على مساحة الوطن وتمتاز عن سواها من التعاونيّات الزّراعية بكون منتجاتها خالية من الموادّ الحافظة والمنتجات بعليّة لا تدخلها الأسمدة كذلك ساهمت في خلق العديد من فرص العمل لفتيات ونساء القرية.

إقتصاد القرية
لازالت عين عطا تعتمد بشكل جزئي على النّشاطات الزراعيّة وفي طليعتها زراعة الزّيتون والكرمة وزراعة الصّنوبر إضافة إلى زراعة القمح وتربية النّحل. وقد ازدهرت مؤخّرا مهنة إعداد الخبز المرقوق (خبز الصّاج) والتي تحقّق دخلاً إضافيّاً للعديد من ربّات المنازل، وهناك الآن سبعة أفران تؤمّن احتياجات أبناء البلدة وما يزيد يتمّ تسويقه في القرى والبلدات المجاورة
ويشكل انتاج الصّنَوبر بصورة خاصّة مردوداً جيّداً ولاسيّما في الآونة الأخيرة بعد ارتفاع اسعاره وأصبحت بلدة عين عطا الآن محاطة بمساحات من الصّنوبر المعمر إضافة إلى قيام ابناء القرية بتشجير مساحات واسعة من السّفوح المحيطة بالبلدة بشجيرات الصّنوبر. واستقدمت التعاونيّة الزراعيّة كسارة خاصة بفصل حب الصنوبر بسبب وفرة الإنتاج.

مقام الشيخ الفاضل
مقام الشيخ الفاضل

التّعليم
تم افتتاح مدرسة في البلدة في مطلع السّتينيّات من القرن الماضي وتمّ تطويرها وتدعيمها لاسيّما خلال الحرب الأهليّة حتى وصل عدد الطلّاب إلى أكثر من ثلاثمائة طالب قبل أن تنهار في العقد الأخير وتقفل أبوابها ليتمّ توزيع الأساتذة على المدارس المجاورة، أمّا السّبب في ذلك فيعود من جهة إلى تأثير النّزوح على انخفاض عدد الطلّاب دون الحدّ الأدنى اللّازم، وكذلك تفضيل عدد متزايد من الأهالي تعليم أولادهم في المدارس الخاصّة، علماً أنّ هناك ما يزيد على عشرين حافلة مدرسيّة تخرج من البلدة في صباح كلّ يوم.
ويتمّ تعليم المرحلة الثّانوية في ثانويّة الكفير الرّسمية وفي ثانويّة راشيّا الرّسمية القريبتين من البلدة. أمّا مرحلة التّعليم الجامعيّ فلا تخلو من الصّعوبة لغياب الاختصاصات عن الجامعة اللّبنانيّة في راشيّا والّتي تنحصر في اختصاص إدارة الأعمال، ممّا يدفع الطلّاب للانتقال إلى مدينة زحلة أو إلى العاصمة بيروت .

مقام الشّيخ الفاضل
يقع في عين عطا المقام المهيب للشّيخ محمّد أبي هلال المعروف بالشّيخ الفاضل وهو أحد أهم الأولياء الدّروز ومن أبرز العلماء الزّاهدين. وحسب بحث للأستاذ منير سعيد مهنّا من راشيا الوادي فإن الشّيخ عاصر الأمير فخر الدين المعني الثّاني في القرن السّابع عشر، ويُعتقد أنّه ولد في سنة 989 للهجرة (1577م).امّا مكان ولادته فإحدى حارات قرية كوكبا في منطقة راشيا الوادي تدعى الشعيري. وقد نشأ يتيم الأب، وارثاً عن أهله بعض الماشية التي كانت مصدر معيشة له ولوالدته.
ويذكر مهنا أنّه “ولمّا لم يكن في قريته أستاذ يعلّمه أصول الكتابة فقد اصطنع لنفسه لوحاً كان يحمله في تجواله مع قطيعه سائلا من يلتقيهم من أهل العلم والمعرفة أن يدوّنوا له الحروف ويعلّموه شيئاً من الكتابة، فأتقن الخط وتعلم القراءة ببداهة لافتة تدلّ إلى فطنة وشغف بالعلم مذ كان طفلاً”.
بعد مدة أمضاها الشّيخ الفاضل في قريته كوكبا، كان قراره الذّهاب إلى دمشق لتحصيل العلوم الدّينية، كما فعل من قبله الأمير السيّد عبدالله التّنوخي، والذي كان يعتبره الشّيخ مرجعاً في شرح أمور عقيدة التّوحيد ومسلكها
تنقّل الشّيخ الفاضل بين قرى عدّة منها شويّا في منطقة حاصبيّا (وما زال فيها كهف معروف باسمه) حتى وافته المنيّة في بلدة شبعا، ونقل جثمانه بعد ذلك إلى عين عطا، حيث دفن في مقام يزوره الموحّدون الدّروز حتى اليوم. ومن وصاياه عندما دنا أجله قوله: “مطلوبي أن لا تدفنوني إلاّ في حقل يُحرث حتى لا يُعرف لي قبر أبداً، ولا تنعوني إلى أحد، وبلّغوا عن لساني ألا يرثيني أحد ببيت شعر”
يُعتبر مقام الشّيخ الفاضل من أبرز المقامات الرّوحية لطائفة الموحّدين الدّروز وهو يزار يوميّاً ويحظى بإجلال خاص لدى المؤمنين.

ثروة آثار
يقول الأستاذ نعمان السّاحلي إنّ الكثير من آثار عين عطا تعود إلى الحقبة الرّومانية وهي موزّعة في أمكنة مختلفة من البلدة، إلّا أنّ إهمال الاهتمام بها من قبل الدولة أدى الى إندثارها، وما بقي منها فلأنه صعب على العابثين سرقته. كما أنّ حصول الكثير من أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة غير معالمها فتعرضت للتشويه منطقة جبل الخان حيث إله الشمس “هيليوس” وفي أعلى البلدة “خلة الجرن” شرق البلدة توجد صخرة منقوش عليها صورة لملكة والحراس من حولها وهذا يعود إلى الحضارة الهلنستية ويشكل دليلاً على أهميّة هذه المنطقة خلال تلك الحقبة ، أمّا الآثار الموجودة في مقام الشيخ الفاضل فتضمّ منحوتة لنِسرٍ مجنّح إضافة إلى بعض الآثار المجاورة وبعض المسلّات والأحجار التي يوجد عليها أيضاً بعض الكتابات اليونانيّة .

منظر عام للبلدة
منظر عام للبلدة

مجموعة الشيخ أسعد خير
تاريخ عين عطا العريق، يوجد الآن نماذج كثيرة منه في مجموعة المقتنيات القديمة للشّيخ أسعد خير الرّجل السبعيني الذي سعى لحفظ معطيات الزّمن السّابق (زمن البركة) بمصنوعاته الخشبيّة التي ترجم من خلالها شغفه بفن الحفر على الحجر والخشب على حدّ ٍ سواء. وممّا أنجزه إعادة تصنيع وحفر جميع مقتنيات الأسرة الرّيفية في القرن الماضي مثل:
• المَوْرَج: وهو عبارة قطعتين من خشب الصّنوبر بعرض المتر تقريبا ً تُجمع مع بعضها البعض لتصبح مسطّحاً خشبيّاً تُحْفَر في أسفله ثقوب تُزرع بالحصى الخشن ومعظمها صوّانيّة سوداء اللّون، وهذه الحجارة تمرّ على سنابل القمح المجمّعة في البيدر فتدرسها أي تفصل حبّات القمح التي تحملها عن السّاق الجافّ والذي بدوره يتكسّر تحت المَوْرج ليصبح “تبناً” يتمّ خزنه لاستخدامه كعلف للماشية. وكان المورج يُجَر عادة بثور أو أكثر وفي حالات أخرى استُخدمت البغال لجرّه على البيدر.
• النَّير: عبارة عن قطعة خشبيّة لها فتحتان وتوضع على رقبتي حيوانَيْ جرّ بهدف جمعهما إلى بعضهما بحيث يعملان سويّاً عند حراثة الأرض أو جرّ المَوْرج أو غير ذلك من مهمّات الجَر.
• العُود: يتألّف من عدّة قطع خشبيّة ويثبّت في طَرَفه “سكّة” من الحديد ويتمّ ربط طَرفه الآخر بالنّير أيضاً وهو مزوّد بـ “كابوسة” وهي القبضة التي يمسك بها الفلّاح لتوجيه السكّة أثناء الفلاحة.
• الزّحف (الرّحْت): قطعة خشبيّة تُستخدم لإزالة الثّلوج من أسطح المنازل التّرابيّة ويتمّ التّنظيف بعد الزّحف بواسطة المقحاط .
• الماعوس: وهو عبارة عن قضيب من حديد قطر 14مم على شكل حرف u مفتوح عند رأسيه يدخل في ثقبي المحدلة الجانبيين ليساعد على جرّ ها.
• المحدلة: وهي عبارة عن قطعة أسطوانيّة من الحجر تستخدم بعد المطر أو جرف الثلج عن سطح المنزل لرصّ ترابه بهدف منع المياه من التسرّب إلى سقف المنزل ومنه إلى أرضه.
إضافة إلى الأواني التي كانت تستخدم في المنازل القديمة وهي جرن القهوة والمهباج ويتبع بالمبرّدة الخشبية التي يتمّ وضع القهوة بها بعد تحميصها لتبرد، الجاروشة وهي عبارة عن قطعتين من الحجر يعمد بواسطتها إلى جَرش البُرغل .
ومن مستلزمات المنازل القديمة مجموعة من وسائل الإنارة تُعرف بالقِنديل و الشّمعدان والفَنار والنّواصة والسّراج .
والهدف من إحياء هذه المقتنيات هو تخليدها في ذاكرة الأجيال الصّاعدة التي لا تعرف عنها شيئاً ولحمايتها من الاندثار
ويتابع الشيخ أسعد خير حديثه: “إنّ الزّمن الجميل الماضي كان زمن مباهج حقيقية وليست مزيفة وقد كان النّاس يومها يفرحون أو يحزنون لفرح أو لحزن بعضهم البعض هو زمن كانت الناس تاكل من معاجن بعضها البعض، فالتّعاون كان السّمة الاساسيّة لعين عطا ولأيّ قرية وكان تقليد “العَوْنَة “ يمثّل المساعدة الجماعيّة التي يُسديها الجيران لبعضهم في الأعمال التي تحتاج إلى أيد ٍ كثيرة والفكرة انطلقت من مفهوم حسن الجوار ومن العصبيّة التي جمعت أبناء العائلة أو الحي أو القرية وفرضتها طبيعة المجتمع بحكم عُزلته الجبليّة القاسية. وهذه العَوْنة كانت تتجسّد في مختلف مظاهر الحياة كسَلق البُرغل ونقله إلى السّطح، وهو المكان الذي يتم تنشيفه عليه، أو في قطاف الكروم أو في قطع العجين وترويجه قبل الخَبْز، أو في حدل الأسطح الترابيّة أو في سقف المنازل المبنيّة حديثاً.. أمّا اليوم قد ذوّبت التّقنيات الحديثة والقيم الفرديّة الدّخيلة التي غزت مجتمعاتنا هذه الألفة، وجعلتها من الذّاكرة حتى أفراد الأسرة الواحدة هم بعيدون عن بعضهم وإن وجدوا في غرفة واحدة!

الأستــاذ نعمــان الساحلي
الأستــاذ نعمــان الساحلي

العمل البلدي
لبلدية عين عطا تجربة نوعيّة في الخروج عن التّقليد في العمل البلدي والاهتمام بالجانب العمراني إلى جانب آخر يعني الإنسان بشكل مباشر حيث اعتبر رئيس البلدية طليع خضر في حديث إلى “الضّحى”إنّ واجب المجلس البلدي متابعة هموم المواطن وحماية البيئة إضافة إلى تأمين الخدمات الأساسية للمواطن.
وأضاف السيّد خضر: إنّ البلدية قامت بدورها على صعيد حماية الثّروة الحرجية الموجودة في محيط البلدة وزيادة المساحات الخضراء حتى باتت عين عطا من البلدات القليلة في راشيّا التي تتمتّع بغطاء أخضر متنوّع النّباتات، وهو ما ساهم في تصنيفها بين البلدات الأنقى بيئيّاً على مستوى الشّرق الأوسط من قبل إحدى البعثات الأجنبيّة التي زارت البلدة.
وشرح رئيس البلديّة أبرز إنجازات وخطط البلديّة على النّحو التّالي:
• أحيت البلديّة العمل بمستوصف البلدة بما في ذلك عيادة طب الأسنان التي تساهم في معالجة أبناء القرية بأسعار مدروسة. وهناك عمل على تجهيز سيارة إسعاف.
• أطلقت البلدية تجربة رائدة هي مدرسة محو الأمية التي تهدف الى مساعدة من يرغب من كبار السن في تحصيل القراءة والكتابة وهذه التجربة الناجحة أدخلت المجتمع داخل البلدة في شباب متجدد .
• تمت الاستفادة من وسائل التّواصل الاجتماعي لإقامة مجموعة لأبناء البلدة في المغترب أو داخل لبنان حيث أصبح بإمكانهم التّواصل الدّائم ومعرفة كل ما يجري داخل البلدة من أتراح وأفراح أو أي حدث في وقت حصوله.
• تسعى البلدية إلى إقامة قاعة عامة للمناسبات في البلدة وضعت الخرائط لها على أن يجري العمل بها في وقت قريب لتكون قاعة مميزة تليق بالبلدة وبضيوفها .
• كما يتمّ التّحضير لإقامة حديقة عامّة في وسط البلدة تكون متنفّساً ومَعْلماً بيئيّاً. وكذلك توسيع مدخل البلدة الجنوبي الشّرقي.
• قامت البلدية بمتابعة وضع اللّاجئين السّوريين داخل البلدة من خلال عمليّة الإحصاء والمتابعة المستمرّة لضبط وجودهم داخل البلدة .
• ومن مشاريع البلديّة توسيع طرقات البلدة الدّاخليّة وتعبيدها لتصل إلى كافة المنازل والعمل على تطوير شبكة الكهرباء وشبكة مياه الشّفة وإنشاء برك لتجميع مياه الأمطار في

منزل قديم 1 (1)
منزل قديم 1

أعلى البلدة يستفيد منها المزارعون وأصحاب المواشي .

حكاية نخوة غير معهودة

من العادات والتّقاليد التي مازالت تتوارثها الأجيال حتى يومنا هذا النّخوة التي تتمثل في مؤازرة الناس بعضهم لبعض في الأفراح والأحزان وتقاليد الكرم وتكريم الضيف.
ويروي أبناء البلدة كمثال على ذلك قصّة الشّيخ أبو توفيق حسين القاضي الذي كان يعتني بكرمه الواقع على طرف القرية، عندما صادف مرور مجموعة من مشايخ الجليل بقربه فبادر إلى التّرحيب بهم ودعاهم إلى تناول العنب من كرمه وسارع إلى قطف مجموعة من عناقيد العنب وناداهم أن “تفضلوا جابرونا”.
إلا أنّ المشايخ بادروه برمي الحرام عليه ألّا يقطف أيّاً من العناقيد ظنّاً منهم أنّه ناطور وأنّه يقدم الضيافة من كروم الآخرين وتابع المشايخ سيرهم. لكنّ الشّيخ القاضي انزعج ممّا حصل وأراد أن يثبت للمشايخ حسن النّيَّة وأن الرّزق حلال فلم يجد طريقة أفضل من اقتلاع الدّالية من أرضه واللّحاق بالمشايخ على الدّرب الذي سلكوه وفور وصوله إليهم طلب منهم أن يقطفوا بيدهم من الدّالية لإبعاد الحرام الذي رموه عليه، وكان لهذا التّصرّف وقعه على المشايخ الذين بادروا إلى المشاركة وقطف العنب من الدّالية وهم مندهشون من نخوته وحرصه على توضيح موقفه حتى لا يبقى هناك التباس في ذهن أحد عن استقامته.

ازمة النفايات

[su_accordion]

[su_spoiler title=”الضحى ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

صبحي الدبيسي

رُبَّ ضارّة نافِعة

كيفَ تؤدّي أزْمَةُ النّفايات
إلى نهضةٍ في العملِ المُدُنيّ

ما زلنا عند رأينا أنّ الحل البديهيّ والأقل تكلفة لمشكلة النّفايات في جبل لبنان من شماله إلى جَنوبه هو فرز النّفايات العضويّة في المصدر، وإن كان ذلك يتطلّب إرساء وتطوير ثقافة يصبح فيها المواطن جزءاً من الحلّ وليس فقط مصدر المشكلة. ونحن نُحيّي بحرارة بلديتي بريح وعبَيهْ على مبادرتيهما الرائدتين لفرز النّفايات المنزليّة في المصدر وندعو بقية البلديّات لأن تنظر إلى تجربتي البلدتين المختلفتين في الأسلوب؛ لكن الموحّدتان في الهدف (وأيّة تجارب أخرى ناجحة) كسابقات مفيدة وكدليل على أنّ من الممكن عندما تتوافر الإرادة أن نحلّ مشكلة النّفايات بأسلوب عمليّ غير مكلف، بل وحضاريّ.
الشّعب اللبنانيّ مشهور بروح الابتكار والمبادرة وهذا يعني أنّ حلّ الفرز في المصدر يمكن أن يتّخذ أشكالاً عديدة، والعامل المقرّر هنا سيكون ولاشكّ تنوّع التّجارب ومدى توافر المال الذي يُمَكِّن من شراء التّقنيات الأكثر تطوّراً، والفارق بين تجربتي بريح وعبَيه أن الأولى أوجدت حلّاً بسيطاً وخياراً رخيصاً للقرى التي قد لا تكون لها الموارد الكافية لتصنيع النّفايات العضويّة.
إنّ وجود وحدات معالجة محلّيّة وقليلة التكلفة للنّفايات العضويّة المنزليّة حلٌّ جيّدٌ لأنّه يوكل أمر نفايات كلّ بلدة بالبلديّة ويجعلها بالتالي مسؤولة عن بيئتها وعن صحّة مواطنيها، لكن هناك مؤكداً إمكانية لإنشاء مصانع حديثة لتحويل النّفايات العضويّة إلى سماد عضويّ (ربّما بمساعدات أوروبيّة أو أميركية أو عربيّة أو من الأمم المتّحدة) لكنّ ذلك يتطلّب أوّلاً أن تتدرّب البلديّات على تقليد فرز النّفايات العضويّة في المصدر وأن يصبح هذا الأمر تقليداً يقوم به المواطنون من تلقاء أنفسهم بروح من التّعاون مع بقيّة السّكان ومع البلديّة في معالجة المشكل الذي يمسّ الجميع، وهذا يوازي خلق ثقافة مدنيّة مختلفة عن ثقافة إلقاء المشكلة على الآخرين.
لقد كان تلزيم “سوكلين” أمر النّفايات خطأ كبيراً أوّلاً لأنّه كان مكلفاً جدّاً وثانياً لأنّه كان حلّاً يعتمد على جمع النّفايات من مكان ثم طرحها في مطامر كبيرة في بلد لا توجد فيه أماكن نائية صالحة لهذا الأمر. وأسلوب الجمع والطّمر أسلوب متخلّف لمعالجة النّفايات لا يوجد مثيل له في أي دولة متقدمة. لكن الأسوأ من ذلك هو أنّ حلّ “سوكلين” جعل المواطن يعتبر أنّ في إمكانه إنتاج أيّ كم من النّفايات ثم رميها في الشّارع لأنّ هناك من سيتولى جمعها ونقلها. لذلك، عندما وقعت الواقعة وتوقّف العمل مع الشّركة وجدنا المواطن يستمرّ في عادة رمي النّفايات في الشّارع، كذلك البلديّات التي كانت معتمدة على عمل “سوكلين” فاجأتها الأزمة وهي غير مهيّأة فحصل هرج ومرج وتخبّط قبل أن يبدأ الجميع في التّفكير واستنباط الحلول تحت ضغط الوضع الطارئ. بهذا المعنى، فإنّ الأزمة التي ولّدها توقّف “سوكلين” كانت “ضارّة نافعة” لأنّها أجبرت الجميع على أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم ويبدأوا في ابتكار الحلول، وهناك مؤشرات مشجّعة من أكثر من مكان في لبنان ونحن نذكر بريح وعبَيه في الجبل لكننا على يقين بأن هناك بلدات أخرى بدأت تقوم بالأمر نفسه، وما يهمّنا هو أن تدرك البلديات كافة أن هناك طريقة لتطوير ثقافة فرز النفايات العضوية في المصدر فلا تبقى متأخرة عن الرّكب، وإذا كانت بلديّات معيّنة قد نجحت في حلّ الفرز من المصدر فهذا يعني أنّ البلديّات الأخرى يمكنها أن تنجح، لكنّ المهمَّ هو أن نقرّر، وأن نقبل ببذل الجهد الصّبور مع المواطنين في كلّ قرية وأن نوجد الحوافز المعنويّة وأن نستمرّ في شرح أهمّية هذا الحلّ للجميع.
إنّنا بتوسيع نطاق حلّ الفرز في المصدر سنكون قد نجحنا في أمرين معاً: حلّ مشكلة النّفايات العضويّة (وهي أصل المشكلة) بطريقة حضاريّة، ونكون قد نجحنا أيضاً في تطوير العمل الاجتماعيّ والمُدُنيّ، وهذا التحوّل في ثقافة المجتمع مهمٌّ جدّاً لأنّه سيُنتج لاحقاً ثماراً طيّبة طويلة الأمد قد نرى مع الوقت مفاعيلها في مختلف مجالات العمل الاجتماعيّ والتّنمية البلديّة.

 

[/su_spoiler]

[su_spoiler title=”صبحي الدبيسي” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

تجربتــــــان لفــــرز النفايــــات العضويـــــــــة في المصــــدر

عبيه بنت مصنعاً لتحويل النفايات العضوية إلى سماد
وبريح تفرزها وتحوّلها في حفر ترابية إلى سماد

شكّل إقفال مطمر الناعمة منذ السابع عشر من تموز 2015 حافزاً لدى جميع اللبنانيين من مسؤولين، وسياسيين، وبلديات، وجمعيات أهلية، بحثاً عن وسائل بديلة لاستيعاب جبال النفايات التي تكدّست في الشوارع والأحياء والساحات العامة. وكانت أولى الخطوات قيام 9 بلديات يضمها اتحاد بلديات الشوف السويجاني بتشغيل مصنع فرز النفايات الصلبة في منطقة الصليِّب وإنشاء معمل آخر في بعذران لاستيعاب نفايات الشوف الأعلى، وبما أنّ الحاجة أمّ الاختراع كما يقول المثل، فلقد توصلت بعض البلديات الى مخارج علمية وصحية لمعالجة نفاياتها عن طريق الفرز المنزلي، ونورد هنا مثالين ناجحين هما بلدتي بريح وعبيه.
في بريح أبلغنا رئيس البلدية صبحي لحود، أنّ البلدة نجحت بعملية الفرز المنزلي للنفايات بنسبة مئة في المئة. ولا يوجد مستوعب واحد للنفايات في كل بريح، كما لا يمكن أن تشاهد محرمة كلينكس واحدة في كل الطرقات، وذلك بفضل وعي الأهالي وقبولهم تعلم طريقة الفرز المنزلي للنفايات. وهذه النقطة هي الأساس في نجاح خطة التخلص من النفايات بشكل جذري.
لحود شرح لـ “الضحى” الطريقة التي اعتمدت لإنهاء هذه المشكلة التي استحقت التنويه بها من أرفع المراجع المسؤولة. وقال بأنّ كيفية الفرز من المصدر، هي عبارة عن مستوعب لتجميع أوراق النايلون ومشتقاته، وآخر للورق والكرتون، وثالث لفضلات الأكل، ورابع للمواد الصلبة. أما عملية الجمع فهي موزّعة على أيام الأسبوع. يوم الاثنين تأتي سيارة مخصصة لجمع النايلون، والثلاثاء للكرتون، والأربعاء للنفايات العضوية، والخميس للزجاج والمواد الصلبة، وبهذه الطريقة تمكّنا من حلّ المشكلة من دون أي ضجيج. وكشف لحود بأن مجموعة من شباب البلدة قاموا بهذه الفكرة، والبلدية تبنتها بعد اقتناعها بها وقمنا بإستئجار قطعة أرض أنشأنا فيها 30 حفرة توضع فيها النفايات، ثم تنقل من حفرة الى أخرى حتى تتحلل وتصبح سماداً عضوياً، يباع الكيس بـ 2500 ليرة. وقال: لدينا مكبس للكرتون وآخر للبلاستيك، بالإضافة إلى حفرة مساحتها 16متراً مربعاً بعمق 3 أمتار لطمر العوادم. أما الكلفة فهي لا تتجاوز 5,000 ليرة عن كل بيت، ولا تكلف البلدية أكثر من 2,000 دولار في الشهر بينما كانت ”سوكلين” تتقاضى 12,000 دولار في الشهر من البلدية عن طريق القائمقامية.

تحويل النفايات إلى سماد عضوي
في عبيه أفادنا نائب رئيس البلدية يوسف غريِّب، أن بلدية عبيه أنشأت مصنعاً لفرز النفايات في شهر تموز 2015 أي بعد أزمة مطمر الناعمة بعدة أشهر. وتعتبر بلدية عبيه من أوائل البلديات التي بدأت بفرز نفاياتها. وأشار بأن عملية الفرز تبدأ من المصدر، أي من قبل الأهالي، وفي المقابل قمنا بتأمين حاويات متوسطة الحجم بمعدل 3 حاويات لكل بيت. والبلدية تتولى رفع الكرتون والبلاستيك بمعدل مرتين في الأسبوع. أما النفايات العضوية فترفع بشكل يومي ويتم نقلها إلى المصنع لإعادة فرزها ومعالجتها بطريقة فنيّة تحوّلها إلى سماد عضوي يقدّم مجاناً للأهالي لاستخدامه في تنمية مزروعاتهم. ولفت إلى أنّ المصنع هو عبارة عن مجموعة اسطوانات تعمل بطريقة حديثة جداً ولم يسجل فيه أي عطل من تاريخ إنشائه حتى اليوم.
غريّب أشار من جهة ثانية، إلى قيام البلدية ببناء مبنى المدرسة الرسمية للبلدة بمواصفات وزارة التربية. وأنّ البلدية قامت بشراء 12,000 متر مربع خصصت لهذه الغاية وأنّ عملية البناء تتم على نفقة البلدية على أن تقوم الوزارة بالتجهيزات اللازمة، وذلك “للتخلص من الإيجار الذي أرهقنا”.

[/su_spoiler]

[/su_accordion]

تحقيقات