الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

اللجنة الإدارية في المجلس المذهبي تزور المعهد الوطني للإدارة

قام وفد من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بزيارة المعهد الوطني للإدارة، ضمَّ كل من رئيس اللجنة الإدارية في المجلس العميد المتقاعد بسَّام أبو الحُسن وأعضاء اللجنة السادة الشيخ محمد غنَّام وعامر صياغة وزاهر الأعور والمهندسة دنيا أبو خزام الشعار بالإضافة إلى عضو اللجنة الاجتماعية أسامة ذبيان، حيث كان في استقبالهم كل من مدير عام المعهد جمال الزعيم المنجد ومسؤولة إدارة الجودة فيه نجاح حمدان.
في بداية اللقاء أبلغ العميد أبو الحُسن تحيات سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن لإدارة المعهد وتقديره للمسيرة الرائدة التي خطاها في الأعوام العشرة الأخيرة لصالح التنمية البشرية المستدامة في القطاع العام، ثم شكر مدير عام المعهد لسماحته ثقته الغالية بالمعهد وبفريق عمله.
بعدها تمحور الاجتماع الذي دام لأكثر من ساعتين حول التحضيرات التي يجريها المعهد منذ فترة لتقديم مجموعة ورش عمل تدريبية مكثفة بعنوان «المهارات القيادية والبروتوكول والأتيكات»، حيث ستضم حوالي ٢٠ متدرباً من ممثلي المجلس وموظفيه، وستشمل عدداً من الموضوعات موزعة على أكثر من ٥٠ ساعة، من بينها:
– الذكاءات المتعددة
– مهارات الذكاء العاطفي
– مهارات القيادة الإدارية
– مهارات إدارة الوقت والاجتماعات
– مهارات التواصل الفعَّال والإنصات الإيجابي
– مهارات إدارة الضغوط والغضب
– إدارة التغيير
– التفكير الإبداعي
– الخرائط الذهنية
– البرمجة اللغوية العصبية
– تقنيات لغة الجسد
– البروتوكول والأتيكات
وأخيراً تم الاتفاق على قيام وفد من المعهد بزيارة قريبة لسماحة شيخ العقل في دار الطائفة (فردان) لشكره على ثقته الكريمة وللتنسيق بين الطرفين حول تفاصيل ورش العمل التدريبية التي ستبصر النور في الربيع القادم.

وفد من المجلس المذهبي يزور معالي وزيرة الإعلام مهنئاً

استقبلت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد، وفدا من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ضم: رئيسة اللجنة الاجتماعية المحامية غادة جنبلاط، رئيس لجنة التواصل والعلاقات العامة اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري ورئيس اللجنة القانونية المحامي نشأت هلال.

وقد نقل الوفد تهنئة رئيس المجلس شيخ العقل نعيم حسن وأعضاء المجلس لتوليها الوزارة، متمنيا لها «النجاح في مهمتها الوزارية كما في عملها ضمن الحكومة لمصلحة اللبنانيين جميعهم وتحديدا في هذه المرحلة الصعبة جدا».
كما أبلغ الوفد عبد الصمد عضويتها في المجلس المذهبي، وأكدت استعدادها للتعاون مع المجلس في عمله من أجل المصلحة العامة.

وفد من المجلس المذهبي يزور معالي وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة مهنئاً

زار وفد من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ضم أعضاء مجلس الإدارة اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري والعميد الركن المتقاعد بسام أبو الحسن والأستاذ ناجي صعب، وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي مشرفية، حيث نقل الوفد تمنيات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن وأعضاء المجلس المذهبي إلى الوزير مشرفية بالتوفيق في مهماته الوزارية، وأبلغه بعضويته في الهيئة العامة للمجلس طيلة توليه الوزارة، كما وضعه الوفد في أجواء عمل المجلس المذهبي ولجانه التي تجهد للقيام بدورها في خدمة أبناء الطائفة دون استثناء أو تمييز. وجرى التشديد على ضرورة توحيد الجهود تحديدًا في هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب تعاون الجميع.

المجلس المذهبي اجتمع برئاسة شيخ العقل: على الحكومة التصدي لأسباب الأزمة الاقتصادية

عقدت الهيئة العامة في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعاً ترأسه سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن؛ عرض شؤون وأعمال المجلس، وكذلك مناقشة موازنة ٢٠٢٠ حيث تقرر تخصيص ما نسبته 54٪ من نفقاتها للشق الاجتماعي بسبب الظروف الاقتصادية القاسية في البلاد.

وبمناسبة الاجتماع أصدر مجلس إدارة المجلس المذهبي البيان التالي:
أولاً: يؤكد المجلس أن أولوية عمل الحكومة يجب أن تكون في التصدي العملي والسريع لأسباب الأزمة الاقتصادية الخانقة بجدّية تامة تطلب ملفات الهدر التي استنزفت خزينة الدولة؛ فبذلك فقط يمكن التأسيس لمسارات سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية تنقذ البلاد وتعطي الحكومة مشروعيتها.
ثانياً: يطالب المجلس وزارة الاقتصاد القيام بدورها كاملاً بالطلب من مصرف لبنان تأمين الاعتمادات اللازمة لاستيراد المواد الأساسية لضمان توفرها؛ وبمحاسبة كل من يحاول استغلال الأزمة ورفع الأسعار بما لا يتناسب مع ارتفاع سعر الصرف.
ثالثاً: يعلن المجلس عن وضع كل الإمكانات المتوافرة لديه بخدمة العمل الذي تؤديه اللجنة الاجتماعية لتأمين المساعدات المعيشية والمدرسية والصحية والطبية الملحّة؛ وثمّن ما قامت وتقوم به اللجنة في هذا المجال حيث بلغ حجم هذه المساعدات في العام ٢٠١٩ وحده سبعمائة مليون ليرة لبنانية؛ مشدداً على أهمية استمرار برامج المساعدات ومضاعفتها في هذه المرحلة الصعبة.
رابعاً: يشجب المجلس بشدة إعلان ما سُمِّيَ بـ «صفقة القرن»؛ التي تستهدف جوهر قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني؛ وأهمها حق قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة؛ ويتوجّه المجلس بدعوة صادقة إلى الفصائل والشعب الفلسطيني لإتمام الوحدة الداخلية وتعزيز كل أشكال المقاومة الشعبية التي وحدها تضمن مواجهة المخططات العدوانية للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.

تقرير موجز عن تقديمات اللجنة الاجتماعية خلال الفصل الأول من العام 2020

في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي نمر بها والتي توجب على كل منّا تحمّل مسؤوليته تجاه أهلنا ومجتمعنا، نضع بين أيديكم تقريراً يبيّن البرامج التي تتابع اللجنة الاجتماعية العمل بها، على قدر الإمكانات المتوفرة، على الشكل الآتي:

1) برنامج الاستشفاء للمرضى الذين يدخلون للمعالجة على حساب وزارة الصحة العامة، حيث تم توسيع شريحة المستفيدين بحيث شملت أيضاً المرضى الذين يدخلون على حساب الجهات الضامنة (الضمان الاجتماعي، تعاونية الموظفين، فوق ال64، …) OUT، ويعجزون عن دفع فروقات الوزارة أو الضمان تغطي اللجنة عنهم كامل أو جزء من هذه الفروقات في 14 مستشفى ومركزاً صحياً، بعد أن تعاقدت اللجنة مؤخراً مع مستشفى الوطني في عاليه ومستشفى مرجعيون وحاصبيا. على أن يكون سقف التغطية OUT: 200,000 ل.ل مائتي ألف ليرة، وسقف التغطية IN 300,000 ل.ل ثلاثمائة ألف ليرة لبنانية.
وقد قدّمت لجنة الاغتراب تبرّعاً مشروطاً للجنة الاجتماعية بقيمة 120,000,000 ل.ل مائة وعشرين مليون ليرة لبنانية تمّ تخصيصه لبرنامج الاستشفاء، ساهم في عدم تخفيض سقف المساعدة المرضية في برنامج ال IN، نتيجة تزايد عدد المرضى وارتفاع كلفة الفاتورة الاستشفائية.

2) متابعة العمل بالمركز الصحي في عاليه، واستقبال 750 حالة بالرغم من قرار التعبئة والحجر الصحي، ويتم التعاون في هذا الإطار مع جمعية American Druze Foundation “ADF” ، عبر جمعية شبكات الأمان الخيرية، وقد أرسلت اللجنة الاجتماعية لوائح بالأدوية المطلوبة لـ 29 مستوصفاً ومركزاً صحياً موزعين على جميع المناطق ومن ضمنها المركز الصحي في عاليه، التابع للجنة الاجتماعية، من أجل تأمين هذه الأدوية عبر ال ADF لهذه المستوصفات والمراكز بأقرب وقت.

3) متابعة أوضاع عائلات شهداء 7 أيار، بالتعاون مع جمعية شبكات الأمان الخيرية.

4) توزيع ١٥٠٠ حصة ضمن خطة الطوارئ «بونات مازوت» في مناطق الشوف، المتن، حاصبيا، راشيا، عاليه الجرد، عاليه الغرب، وحصص غذائية في الشويفات، ديرقوبل، وبيروت.

5) على صعيد الحصص الغذائية، يتم التعاون مع الجمعيات في المناطق ومع مؤسسة الفرح الاجتماعية، والتواصل مع الجهات المختصّة من أجل تأمين الحصص الغذائية لأهلنا الذين هم بحاجة اليها.

6) تجهيز وتشغيل مركز العزل الصحي في بحمدون «فندق سبأ» بمساهمة كريمة من أصحاب الفندق عبر تقديمه، ومن رئيس لجنة شؤون الاغتراب الأستاذ جمال الجوهري عبر تقديم كلفة تشغيله. وقد كلّف المجلس المذهبي مستشفى عين وزين ومستشفى الجبل تقديم الرعاية والعناية الطبية، وقد بات جاهزاً لاستقبال أي حالة.

جدول بعدد المرضى والمبالغ التي دفعت عنهم في الـ IN والـ OUT من 1/1/2020 لغاية 31/3/2020:
مرضى الـ INمرضى الـ OUT

٦٧٥ مليوناً تقديمات اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي للعام 2019

انجزت اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموّحدين الدروز تقريرها السنوي عن العام 2019، والذي لحظ تقديم نحو 675 مليون ليرة كمساعدات استشفائية واجتماعية، استفادت منها مئات العائلات ضمن برامج صحية وتربوية واجتماعية وتوعوية الى جانب تقديمات المركز الصحي في عاليه سارت عليها اللجنة في السنوات الاخيرة، في سياق مواجهة الظروف الاقتصادية والمالية الاستثنائية التي تأثّر بها لبنان.

وقد شكّل الفصل الاخير من العام بدءا من يوم 17 تشرين الاول الماضي تاريخا مصيريا في حياة اللبنانيين مع بلوغ الامور حدّا مأساويا وشبه انهيار معيشي، الامر الذي ضاعف من حاجات المواطنين وفرض اعداد خطة طوارىء اجتماعية، وسّعت مروحة شرائح المجتمع المستفيدة وحجم التقديمات وماهيتها في برامجها وهي: الإستشفاء للمرضى غير المضمونين المعالَجين على نفقة وزارة الصحة العامة، حيث التزمت اللجنة تغطية فروقات وزارة الصحة (كلياً أو جزئياً) عن المرضى العاجزين عن دفعها، وقد وصل عدد المستفيدين حوالي 2862 حالة بمجموع مبالغ تقريبية 453.741.000 ل.ل. مع ايلاء مرضى السرطان الأولوية في تقديم المساعدة. اذ تولّت اللجنة تغطية كامل فروقات وزارة الصحة العامة عنهم حتى سقف 300 الف ليرة لكل جلسة علاج، أو كل دخول مستشفى.

ثم المساعدات الاجتماعية التي تتضمن مساعدات نقدية لثلاث فئات وهي،المسنّون وذوو الإحتياجات الخاصة والأرامل الذين لا معيل لهم، فتمت مضاعفة عدد المستفيدين نتيجة ارتفاع عدد ذوي الحاجة الذين تنطبق عليهم المعايير المحددة من اللجنة بحيث بلغ 480 مستفيدا توزعوا على مناطق بيروت، المتن، عاليه، الجرد، عاليه الغربي، الشوف، راشيا، وحاصبيا، بمجموع 96 مليون ليرة.
ثم عوائل شهداء وجرحى 7 أيار2008، حيث بلغت مجموع المساعدات 16 مليون ليرة.

ويأتي بعد ذلك المرضى الOUT المضمونون الذين عجزوا عن دفع فروقات الضمان او تعاونية موظفي الدولة وغيرها من الجهات الضامنة في المستشفيات المتعاقدة معها اللجنة، لحوالي 398 حالة بمبلغ 61.683.500 ل.ل.

ثم برامج المساعدات النقدية لطلاب الإختصاصات المهنية (ممرض – مساعد ممرض)، المركز الصحي – عاليه، الى الهيئة الاستشارية لمعالجة المشاكل الاسرية، والانشطة، فالبرامج التنموية التي هي قيد الدرس.
اما المركز الصحي في عاليه فقدّم خدمات طبية ومعاينات كبيرة في إختصاصات أمراض القلب والشرايين، وطب الأطفال، والصحة العامة، وطب العيون، وطب الأسنان (للأطفال والكبار)، وأمراض الكلى والمسالك، وسكري وغدد، وأمراض الجهاز الهضمي، وطب نسائي، وغيرها من إختصاصات الى جانب الفحوصات المخبرية بالتعاون مع مركز الأطباء (Doctors Center)، والأدوية لا سيما الأمراض المزمنة بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحية، وذلك بالتزامن مع تجهيز المركز بعيادة أسنان، ليصل المجموع العام للتقديمات الى ٦٧٥ مليون ليرة عن العام المنصرم.

وختمت اللجنة، «اننا في مرحلة صعبة جدا ودقيقة تتطلب منّا جميعا مؤسسات وجمعيات وافراداً تظافر الجهود والتعاون على كل المستويات، من اجل الصمود الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي الذي يكفل الأمن الغذائي والصحي لشرائح المجتمع.

حفل العشاء السنوي

أقامت اللجنتان الاجتماعية، وشؤون الاغتراب، في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، العشاء السنوي الخيري في فندق فينيسيا، بمشاركة شخصيات وفعاليات عدة كان في مقدمها ممثلين عن رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أنور الخليل، وعن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رئيس لجنة الاغتراب في المجلس جمال الجوهري، وعن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وزير الصناعة وائل أبو فاعور، والنواب نعمة طعمة، ومروان حمادة، وهنري حلو، وفيصل الصايغ، وهادي أبو الحسن. كما حضر كلٌ من النواب السابقين ناصر نصرالله، وانطوان سعد، وعلاء ترو، وعصام نعمان، والوزيرين السابقين اللواء أشرف ريفي وابراهيم شمس الدين، وممثل الوزير السابق ناجي البستاني، والأستاذ عباس خلف، وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة.

كما شارك رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن أمين العرم، وقائد الشرطة القضائية العميد أسامة عبد الملك، ومدير الأمن القومي العميد وائل أبو شقرا، وعضو المجلس الدستوري القاضي رياض أبو غيدا، ومفوض الحكومة في مجلس الإنماء والإعمار الدكتور وليد صافي، والمدراء العامين الدكتور عمّار، وأحمد محمود، وزياد نصر، والمراقب المالي لمجلس الجنوب ياسر ذبيان، ومستشار وزير التربية والتعليم العالي أنور ضو، وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، والقيادي حليم أبو فخر الدين، والدكتور ناصر زيدان. كما شارك في الاحتفال عددٌ من المفوضين ووكلاء الداخلية، وأمين عام جبهة التحرر العمالي العام أسامة الزهيري، ورئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، وعضو هيئة الاتحاد العمالي العام أاكرم عربي، وقائمقام الشوف مارلين قهوجي إلى جانب أمين السر في المجلس المذهبي نزار البراضعي، ومدير عام المجلس مازن فياض، ومدير مشيخة العقل ريان حسن، ورؤساء لجان وأعضاء في المجلس، وأمين عام مؤسّسة العرفان التوحيدية الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ووفد من اللقاء الروحي في لبنان ممثلاً للطوائف الإسلامية والمسيحية، وشخصيات وفاعليات سياسية، وعسكرية، وحزبية، واجتماعية، وبلدية، ووفودٌ اغترابية مختلفة.

جنبلاط
بعد تقديمٍ من الأستاذ جهاد الاطرش، ألقت رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي السيدة غادة جنبلاط كلمةً قالت فيها، «كلما التقينا أتينا كلجنةٍ اجتماعية، ومعنا الجديد. معنا الإنجاز المحقّق على صورة لبنان الذي نريد. كلما التقينا فرحنا بكم… وحزنّا على لبنان، وكأننا ها هنا في المشهد القديم ذاته. لا زيادة ولا نقصان. بلى. ثمة نقصانٌ في الفرحة، وفي الآمال. فكلَّما داوينا جرحاً سالت جراح. وفي السياق ذاته، وعلى الايقاع نفسه، تتفجّر الأزمات من حيث لم يكن يدري أحد، أو يتوقع. ولكن، وكما يُقال في زمن الأزمات تأتي الفرص، ونحن لهذه الفرص بالمرصاد. وسنعمل ما استطعنا لكسبها على الارتقاء بوحدتنا الجامعة. وكلمتنا السواء مهما تعدّدت الآراء وتنوعت. فكلّنا في نهاية المطاف موحدون… فلنتوحد هنا وهناك، ولنعمل معاً لما فيه خير الجميع».

ولفتت إلى «تقديم نحو ستة عشر ألف مساعدة بقيمة تفوق الـ 3 مليارات ليرة أخذت طريقها إلى مستحقيها وفق برامج محددة، وآلياتٍ معينة، ومعايير مدروسة، وثمة بعدُ المزيد. أهم أهدافنا في ثالث ولاية أوجزها كالتالي: تفعيل العمل في المركز الصحي في عاليه، مركز الرعاية الأولية، وتوسيع مروحة التقديمات والخدمات الطبية لتشمل اختصاص العيون، وطب الأسنان للأطفال، وحصلنا في هذا الإطار على عياداتٍ مجهزة بأحدث التقنيات. وسوف نُطلق حملةً قريباً تحت شعار: «صحة الاطفال في صحة أسنانهم. واسمحوا لي هنا أن أتقدم بجزيل الشكر من السيّد مروان نعيم الذي تبرّع بعيادة العيون، ومن السيدتين لُمى ولميس الجوهري اللتين تبرعتا بعيادة الأسنان.

الجوهري
وألقى الأستاذ جمال الجوهري، ممثل سماحة شيخ العقل، كلمةً قال، «نجتمع معكم في هذا العشاء السنوي الذي تميّز هذا العام بشراكة اللجنتين الاجتماعية وشؤون الاغتراب، لكي نشبك أيادي المقيمين والمغتربين معاً للارتقاء بطائفة الموحدين الدروز على كل المستويات، وقد لبّى النداء عددٌ كبير من المغتربين يمثّلون أكثر من 15 دولة ومنطقة، جاؤوا خصيصاً للمشاركة، رغم الوقت القصير جداً على تلقّيهم الدعوة، ما يمثل حرصهم، وشوقهم، واندفاعهم للتعاون والعمل من أجل أهلِهم ووطنهم».
وأضاف: «لقد وضعنا في إطار الخطط الخمسية والرؤية المستقبلية للمجلس المذهبي، برنامجَ عملٍ طموحاً للجنة، يتمحور حول مساراتٍ ثلاثة رئيسية تبدأ بتعزيز التواصل مع المغتربين، لبناء قاعدة بيانات مستدامة لخدمة شؤون أبناء الطائفة والوطن، وذلك من خلال الناشطين والمتطوعين والمؤسّسات في لبنان، وفي بلدان الاغتراب. وقد تمّ إطلاق المنصة الإلكترونية لتكون بمثابة، «بوابة معرفة» لأبناء الطائفة حول العالم. كما بدأنا وضعَ برنامجٍ خاص بالأنشطة والفعاليات لتعزيز التعاون والشراكة، وباكورة هذه الأنشطة المؤتمر الاغترابي 2020، الذي ومن هذا العشاء نطلق فعالياته وإياكم. وندعوا أبناء الطائفة المقيمين، كما المغتربين، للحضور والمشاركة بما يحقّق أهدافه التي تتلخص في جمع الشمل، والإضاءة على التحديات، واقتراح الحلول والأفكار، وسيكون للّجنة جولة على مختلف دول الاغتراب للتأكيد على أن المشاركة في المؤتمر هي فعلٌ وخطوةٌ باتّجاه صناعة وعيٍ جماعيٍ وطني لبنان بأمسّ الحاجة إليه. وتشمل فعاليات المؤتمر إطلاق برامج ونشاطات اجتماعية دينية ثقافية فنية واقتصادية، وسيشكل منصة لإطلاق مبادرات ومشاريع ذات أثرٍ اجتماعي، ومن شأنها توفير حركة اقتصادية إنمائية مهمة تضفي على المجلس المذهبي ميزةً إضافية تتمثل في جعله مجلس إنماء وتطويرٍ وحداثةٍ، وخدمة اجتماعية واقتصادية عامة».

وختم بالقول «باسم سماحة شيخ العقل نؤكّد على أن طائفة الموحدين الدروز، المؤمنة بقيام الدولة العادلة والمتوازنة، والمبنية على الشراكة الفعلية الحقيقية، تتمسك بالميثاق الوطني والعيش المشترك، والمصالحة الوطنية التاريخية في الجبل. وهي ستقرن الأمل بالعمل من أجل تحقيق مجتمعٍ ديمقراطي ترعاه وتحكمه القوانين والأنظمة بعيداً عن كل أشكال الاستئثار، والتحريض، والفتن، والتعطيل».

وتابع: «مهما تغيّرت الظروف وتبدّلت الأوضاع، بنو معروف هنا باقون. أرضنا هنا ونحن فيها متجذرون. تراثنا هنا، أجدادنا، آباؤنا. تاريخنا هنا، ومستقبلنا هنا. همّنا واحدٌ، خير الإنسان، ومصلحة الطائفة والوطن هي المعيار والمحرّك والدافع. نحمِلُ الطموح، ونسعى لتحقيقه لنرتقي معاً بهذا الوطن إلى المصاف الذي نريد».

وختاما جرى تكريم الراحلة عفيفة المصري، ونضال أبو لطيف بدرعين تقديريين من قِبَل ممثلي الرئيس برّي، وشيخ العقل، والنائب جنبلاط، وغادة جنبلاط.

القمة الروحية: أكدت التمسك بالثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون

شددت القمة الروحية المسيحية – الإسلامية على «التمسك بالثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون». داعية «المسؤولين في مواقعهم والقيادات السياسية والمجتمع الأهلي الى حفظ هذه الثوابت في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة ترسيخاً لوحدة لبنان وسلامته ورسالته في الاخوّة الإنسانية والعيش المشترك». ورأت إن أيّة اساءة للعيش المشترك في أيّة منطقة من لبنان وبخاصة في الجبل، هي إساءة الى لبنان الفكرة والرسالة،
وتعرض حاضره ومستقبله للأخطار والأزمات».

انعقدت القمة الروحية المسيحية – الإسلامية في دار طائفة الموحدين الدروز، بدعوة من سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، ومشاركة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبطريرك الروم الاورتوذوكس يوحنا العاشر يازجي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ احمد الخطيب ممثلا رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك جوزف عبسي، وبطريرك الأرمن الارتوذوكس الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار بطرس العشرون، والمطران مارثاوفيلوس جورج صليبا ممثلا بطريرك السريان الارتوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، ورئيس الكنيسة القبطية الارثوذكسية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، ورئيس المجمع الأعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس جوزف قصّاب، ورئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي ممثلا بالنائب العام رافييل طرابلسي، ، نائب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور، النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار آسيان ممثلا بالاب توفيق بو مرعي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، رئيس أساقفة ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، رئيس الطائفة الآشورية الارتوذكسية في لبنان المتروبوليت مار ميليس زيا ممثلا بالخوري كيفركيس يوحنا.

كذلك شارك نائب رئيس المجلس الشرعي الدكتور عمر مسقاوي، وامين عام دار الفتوى الشيخ امين الكردي، والوزير السابق خالد قباني، والمعاون البطريركي جورج اسادوريان، والقس رياض جرجور، وأعضاء لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي.

وجاء في بيان القمة، «بدعوة من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، انعقدت القمة الإسلامية – المسيحية في دار الطائفة بحضور المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية. وبعد التداول في الشؤون الوطنية والعربية العامة صدر عن المجتمعين البيان التالي:

إيماناً بلبنان الوطن السيِّد الواحد أرضاً وشعباً ومؤسَّسات، الذي نُحيي قريباً مئويته الأولى، والمنتظمة مبادئ قيامه وديمومته واستقلاله بالبنود الصريحة الواضحة الواردة في مقدِّمة دستوره وميثاقه الوطني، والذي نشأ على قاعدة تحترم الحريات العامة والخاصة وتقوم على الشراكة الوطنية والعيش الواحد للمواطنين اللبنانيين، باختلاف أديانهم وتوجهاتهم. وبعد ثبات صيغته الإنسانيَّة الراقية وسط العواصف والأزمات التي تعرَّض لها عبر تاريخه القديم والحديث. وبعد نهوضه من ويلات الحروب ومحنة التطرُّف والإرهاب وتصدّيه المستمر للعدو الاسرائيلي بفعل تضحيات المؤسسة العسكرية ومقاومة شعبه، بقي متمسّكاً بثوابته الوطنيَّة، محافظاً على وحدته، أميناً لرسالته، ومحقّقاً التضامن الوطني.

وفي الوقت الذي لا يزال لبنان يواجه تداعيات أزمات شائكة نتيجة التقاطعات الضاغطة على ساحته وتداعياتها المقلقة على أكثر من صعيد، خُصوصاً في أمنه – وأشدّها خطراً تهديدات العدو الصهيوني – وفي اقتصاده الذي بات موضع ترصُّد دائم وتقييم دقيق من الدول ذات الاهتمام، ومن المؤسسات الاقتصادية الدولية ذات الاختصاص، وفي وضعه الاجتماعي بتفاقم مشكلة النازحين، وتراكم الأعباء المترتّبة عنها في مستويات عدّة لا سيّما الاقتصادي والمعيشي منها.

وفي الوقت الذي يواجه لبنان بتفانٍ التحديات نتيجة للموقف الوطني الجامع برفض التوطين شكلاً ومضموناً. فإن المجتمعِين يرَون أنَّ المطلوب إزاء كل ذلك المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ضوء ما يُحاك من مشاريع ومخططات معلنة وغير معلنة تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة وفرض أمر واقع جديد على دولها وشعوبها، لا سيما ما يُخطط لتهويد القدس وفلسطين التاريخية.

إن الوحدة الوطنية التي نشأت بين العائلات الروحية اللبنانية على قاعدة المواطنة والميثاقية والعيش المشترك والتعددية، والتي أرسى ثوابتها اتفاق الطائف بتعديلاته الدستورية، تشكل الأساس والضامن لبناء لبنان الغد. وعلى هذا الأساس فإن أي اساءة للعيش المشترك في أي منطقة من لبنان وبخاصة في الجبل، هي إساءة الى لبنان الفكرة والرسالة، تعرض حاضره ومستقبله للأخطار والأزمات. وإن إطلاق وصف الـ «كنز» على مصالحة الجبل التاريخية هو أبلغ تعبير عن أهميتها في أبعادها الوطنية والمعنوية والميثاقية والمستقبلية، وهو كنزٌ برسم الوطن من أقصاه الى أقصاه. ولا يسع الرؤساء الروحيون إلا أن يعربوا عن ألمهم الشديد لحادثة البساتين المؤسفة التي أدت بنتائجها إلى تعطيل عمل الحكومة الذي هو حاجة ماسة للإستقرار السياسي والأمني وللنهوض الإقتصادي، ودعوا إلى إيجاد الحل المناسب والسريع لكي تستعيد البلاد حياتها الطبيعية.

من أجل ذلك، فإن القمة الروحية المسيحية – الإسلامية إذ تؤكد على التمسك بهذه الثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون، تدعو المسؤولين في مواقعهم والقيادات السياسية والمجتمع الأهلي الى حفظ هذه الثوابت في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة ترسيخاً لوحدة لبنان وسلامته ورسالته في الاخوّة الإنسانية والعيش المشترك، والالتفاف حول المؤسسات الرسمية الدستورية والإدارية والقضائية والأمنية، وتفعيل عملها ودورها، والاحتكام إليها في كل ما يعترض الحياة الوطنية من أزمات، وإطلاق خطة نهوض شاملة بالوطن ومحاربة الفساد بكل مستوياته وتأمين الحد الأدنى من متطلبات المستقبل الأفضل الذي ننشده لجميع أبنائنا.

ولمناسبة عيد الجيش وجهّت القمة الروحية تحيّة الى المؤسَّسة الوطنيَّة الجامعة التي يجسِّدُها الجيشُ اللبناني الساهر دائماً على سلامة الوطن وأمن شعبه. وأكدّت القمة المسيحية – الاسلامية على أهمية الأخلاق من حيث هي قيمة إنسانية سامية تشكل العمود الفقري لقيام المجتمعات، ودعت الى التمسك بمحمولها المعنوي وتجنب الابتذال نهجاً وعملاً في كل الأداء السياسي والإعلامي والثقافي والتربوي والأدبي والفني والاجتماعي لكي تبقى الحرية في لبنان مصانة بمفهومها الحضاري الراقي.

إن القمة الإسلامية – المسيحية تؤكّد على أصالة الدور الحيويّ الذي تميّز به لبنان في إثراء الحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة خصوصاً بعد تحقيق استقلاله. وله في هذا المجال الحضاري مخزونٌ بالغ القيمة والأهمية، يؤهله ليكون مركزاً دولياً للحوار لما يتماهى به من تعدّد ديني وثقافي وإيمانٍ بالكرامة الإنسانية. وأعرب أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة والفضيلة عن رفضهم المُطلق لما تتعرض له مدينة القدس والشعب الفلسطيني برمّته من انتهاكات لحرمة الأديان وكرامة الانسان وحقوقه. وأكدوا بقاء القدس مدينة الديانات السماوية، التي لن تنال منها الاعتداءات والانتهاكات والممارسات الجائرة من الاحتلال الغاصب، ولا الخطط المشبوهة على اختلاف أشكالها وتسمياتها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، والتي تقوض كل فرص السلام المنشود وتعرض المنطقة لمزيد من العنف والحروب.

وأكد المجتمعون الرفض المطلق للقرار العنصري المسمى بـ» قانون يهودية الدولة» الذي يحمل في مضمونه وأهدافه خطراً وجودياً على فلسطين التاريخية وهويتها العربية، وأدانوا التدمير الممنهج للأحياء التراثية ومنازل الفلسطينيين في القدس بما هو إجراء عدواني لا إنساني، وأعربوا عن تضامنهم مع البطريركية الأرثوذكسية المقدسة في سعيها إلى الحفاظ على ممتلكاتها، وعبّروا عن وقوفهم إلى جانبها في إدانة أي تصرف إسرائيلي بالأملاك الوقفية للكنيسة لمصلحة المحتل الإسرائيلي، والمطالبة باسترجاع ما تم الاستيلاء عليه بطرق ملتوية وغير شرعية. فالقدس بمكانتها الروحية المقدّسة، لا يجوز التفرد في تقرير مصيرها بقوة الأمر الواقع ولا بقرارات أحادية جائرة، بل هي كانت وستبقى ملك الإيمان البشري المشترك وحقاً تاريخياً للشعب الفلسطيني عاصمةً لفلسطين الدولة المستقلة، إلى جانب كل الحقوق الفلسطينية الأساسية في العودة وبقاء الأرض والحياة الكريمة.

وأدان المجتمعون القرار الأحادي المرفوض في إعلان سيادة مزعومة للكيان الغاصب على الجولان السوري المحتل، مؤكدين أن هذه الأرض العربية لن تتغير هويتها مهما طال ليل الإحتلال. إنَّ المجتمعِين بما يمثّـلونه في مواقعِهم، وبما يعبِّرون عنه من رمز لتضامن وتعاضُد الأُخْوة في المشترَك الإنسانيّ النبيل الجامع للقيَم الرُّوحيَّة والمُـثُــل الأخلاقيَّة والفضائل السامية التي بها ترقى المجتمعات إلى أنبل الغايات، يُدركُون بإيمانهِم ما يُمكِن لإلهِ المحبَّةِ والنِّعَم، الرحمن الرَّحيم، أن يمُنَّ به علينا جميعاً، وعلى شعبنا وشعوب المنطقة، بالفرَج والمغـفرة والسَّلام، وأن يسلك الجميع في العالم العربي والإسلامي وفي العالم أجمع نهج الحوار والتفاهم ورفض الظلم والعدوان، لتحقيق مبتغى الشعوب وصون إنسانيتها.

نسألُه تعالى أن يحفظَ لنا في قلوبِنا نِعَمَ الهداية والاستقامة والفلَاح، وأن يوفِّقَنا ويوفِّقَ كلَّ مَن في مواقع المسؤوليَّة إلى نهْج التعقُّـل والرُّشد والسَّداد، وأن يلهمَنا جميعاً إلى ما فيه الخيْر والحقّ والعدْل. اشملنا يا ربّ برحمتك ولطفك، إنَّك أنتَ السَّميع المُجيب، الكريم الغفور.

الافتتاح
وكانت اعمال القمة افتتحت قرابة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر بكلمة افتتاح لسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن جاء فيها،»بُوركَت قلوبُكُم حين تداعيْتُم، بلا تردُّدٍ بل بالمحبَّـةِ والإرادة الطيِّـبةِ إلى اللقاء. وأيُّ لقاء هذا الَّذي يجمعُ من هذا الـحيِّزِ الجغرافيّ الاستثنائيِّ هذا القدْرَ من القادِمين من مساجِدَ كنائس وخَلَواتٍ ﴿يُذكَرُ فيهَا اسمُ الله كثيرا﴾. من جبالِ لبنان وسهلِه وساحِلِه، إذ تُردِّد الأصداءُ نداءاتِ الآذان وترانيمَ الآباء منذُ مئات السّنين. ويُدعى فيها النَّاسُ إلى بذل الهمَّة في تزكيةِ النَّفس وتطهيرِ الخُلُق وتنقية الرُّوح نَهَلًا من مَعِين الرِّسالاتِ السَّماويَّة التي هي في لطائفِ معانيها ومكنُوناتِ مقاصِدها نورٌ لهُم وهُدًى. إنَّ للقِمَّةِ الرُّوحيَّة التي تُـمثِّلُون مَزيَّـةَ التلاقي في رِحابِ الإيمان بالكُتُبِ الـمُوحَى بها من الله العزيزِ الحكِيم، ﴿نُورُ السَّمواتِ والأرض﴾، منهُ الحياةُ التي «كانتْ نُورَ النَّاس» تجمعنا إرادةُ فعل المحبة، التي من ثمرها الطيب اللقاءُ والوقوفُ على ما يُملِيه علينا الحقُّ والخيرُ والسّلام. ولدينا جميعاً الفُسحةُ النُّورانيَّة من الـمُشترَكاتِ الإنسانيَّة التي تُحفَظُ فيها القِيَمُ الخالِدةُ لكلِّ حركةٍ حضاريَّةٍ بالمعنى الإنسانيّ النبيل، قِيـَمُ العدْلِ والبِرِّ والرَّحمةِ والـمَحبَّةِ والحِلْمِ والتَّواضُعِ والوَداعَةِ وانْكسارِ الأنَانيَّةِ لأنَّ استشعارَ وُجُودِ النِّعمةِ الإلهيَّة تُـثمِرُ في القلْبِ التَّقوى الَّتي هي ﴿خَيْر الزَّاد﴾ كما جاء في الكتاب الكريم».

وأضاف،»إن لقاءنا اليوم هو في محل التقدير البالغ والإكبار المستحق، بما تمثلون ونُمثّـله وبما نحفظُه من أمانةِ التزامِنا بتلك القيَم، ومن موقع النُّصْحِ والدَّعوةِ إلى انتهاجِ سبيل الحِكمةِ وحَصافَةِ الرّأي والحِنْكةِ في إدارةِ الأمُورِ وحُسن التَّدبير، لكي نؤكِّدَ على الثَّوابتِ الوطنيَّة التي هي في الحقيقةِ الأسُسُ الـمتينةُ التي انبنى عليها الصَّرحُ الوطنيُّ الَّذي يظلِّلنا بسقفِه دولةً وشعباً ومؤسَّسات. والشَّعبُ حين يمنحُ الثِّقةَ لممثّليه فإنَّما يمنحُها للحفاظ على سلامةِ الصَّرح وأمنِه واستقراره وازدهاره لا للخلافات بينهم، كي تكونَ الحياةُ فيه كريمةً والعيْشُ رَغْداً والكرامةُ محفوظةً والمستقبلُ واعداً بكُلِّ خيْر. لتكن تلك الثوابت والمبادئ في المستوى الذي يعلو فوق ساحة التنافس الديموقراطي الإيجابي الدائر وفق قواعد النظام الذي تحدّده القوانين والتشريعات الدستوريَّة. وأمّا إذا حصل العكس – وللأسف هذا ما تظهر بوادرُه بل ظواهرُه في المشهد السياسي العام خصوصا منذ نهاية الاستحقاق الانتخابي- فإنَّ ما يُخشى هو طغيان النزعات الشعبويَّة القائمة على أهداف «شدّ العصب الطائفي»، وهذا يقود إلى الوقوع في أسر دائرةٍ مُقفَلَة من التنافُر والتنافُر المُضاد ما يؤدّي بدوره إلى عواقب وخيمة في بُنية وطنِنا المُهدَّد بالكثير من الأزمات في شتَّى الحقول.

وأنَّ الاحتكامَ إلى الدَّولةِ ومؤسَّساتِها الدُّستوريَّة والقضائيَّة والأمنيَّة ليس خِياراً يَنتقِيهِ هذا الطَّرَفُ أو ذاك، بل هوَ التزامٌ بالعقدِ الاجتماعي الذي ارتضاهُ الشَّعبُ الَّذي هو مصدرُ السُّلطةِ. وبالطَّبعِ، يبقى «كَنْزُ المصالحة»، وفق وصف غبطة البطريرك الراعي بحقّ، أمراً جوهريّاً برسم التحقُّق الدائم المتواصل، والأحرى أن يكون نهجاً عامّاً لكلِّ اللبنانيِّين حين يتطلَّب الأمرُ ارتقاءً سامياً فوق الشَّحذِ الطائفيّ البغيض، وظلمة الأزمَات عند غفلات العقل والرُّوح. وإننا لنعتبر الجبل أساساً «لوحدة الأرض والإرادة» استناداً إلى التاريخ، ليس في سرد الوقائع فيه، بل خصوصاً في ضمائر الناس ووجدانها وتراثها الذي يمتلك الكثير الكثير من المساحات المشتركة التي جعلت من لبناننا العزيز وطناً فريداً مُميَّزاً علينا أن نستحقَّه».

وتابع، «من هنا من داركم دار كل اللبنانيين، دار المسلمين الموحدين الدروز جميعاً، نرفع معكم نداءً استثنائياً في هذا الزمن الاستثنائي الصعب والتي تمر به بلادُنا حيث المخاطر تحُدِق بنا والأزمات تعصف بكل قوة في منطقتنا.نداؤنا هو نداء المسؤولية، ونداء المحبة، المسؤولية التي يجب على كل مسؤول من موقعه التحلي بها قبلَ كل شيء، المسؤوليةُ الوطنية والإنسانية التي بها فقط يتحققُ الاستقرار وينقضي التعصب والاحتقان، فليكن كلُ مسؤولٍ على قدر ما هو ملقى على عاتقه، وعلى قدر آمال اللبنانيين الذين يريدون الحياة الكريمة على قاعدة المواطنة والحرية والأمن والازدهار، وكيف يتحققُ ذلك في ظل شحن النفوس؟ بدلاً من التعالي والتسامح، وكيف نضمن الازدهار والتقدم في ظل تعطيلِ عملِ الحكومة ومحاصرةِ موقع رئاستها وشلّ اقتصاد البلاد، وكيف يكون الأمنُ والاستقرارُ في ظل عودة الخطاب إلى مآسي الماضي وأثقاله التي طويناها جميعاً إلى غير رجعة بإذنه تعالى.هو نداء المحبة إلى اللبنانيين: عودوا إلى أنفسكم، أقيموا على المحبة والتعاطف علاقاتكم، تحرّروا من أحقادكم، تعاونوا فيما ينفعكم ويرفع من مستوى حياتكم، تحابَوا، سيروا على هدى العقل لا الغريزة، انبذوا صغائر السياسات، وفساد الغرضيات».

واردف، «من دار الموحدين الدروز، نتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بما يمثله من موقعٍ دستوريٍّ مؤتَمنٍ على الدستور وعلى الميثاقِ الوطني ومندرجاتِ اتفاق الطائف. وعلى منع كل ما يناقض صيغةَ العيشِ المشترك؛ والمسؤولُ الأول والأخير عن تحويل عهدِه الرئاسي الى عهدِ إنتاجٍ وخيرٍ وبحبوحةٍ وأمنٍ على كل اللبنانيين، ندعوه الى جمع اللبنانيين تحت سقف هذه الثوابت، ومنع أي سعيٍ لضربِ ركائزِ الصيغةِ اللبنانية وأسُسِ قيامِ الِكيانِ اللبناني المبنيّ على الحريات والتنوعِ والتعدديةِ والديمقراطيةِ والتوازناتِ الوطنيةِ والشراكةِ ونبذِ الإلغاءِ وَالاستفرادِ والاستئثار والاستقواء. وسوف يكون الكلُّ معكم للنهوض بلبنان مالياً واقتصادياً ومعيشياً».

وختم،» رجاؤنا أخيراً أن نخرجَ بأسرع وقتٍ من الأزماتِ وأن نستعيدَ معاً عافيةَ لبنان، وعملَ مؤسساته، لتحقيقِ ريادتهِ في كل المجالات. سائلين الله تعالى أن يلهمَنا إلى ما فيه رضاه، وأن يسدِّد خطانا في كلِّ خيْر، وأن يهبَنا بألطافه وأنواره البصيرةَ النيِّرةَ التي تهدينا سَواءَ السَّبيل وتثبِّتُ نفوسَنا في طاعته، لا إلهٌ غيرُه ولا معبودٌ سواه».

الراعي
بدوره قال البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي». نشكر صاحب السماحة على هذه الصفحة الوطنية التي قدمها لنا واننا معكم في النداء الى كل القيادات السياسية وبخاصة رئيس الجمهورية من هذه الدار للموحدين التي فنشكل عائلة واحدة بما يعطي للبنانيين الطمأنينة ويشعر انه على مستوى الرؤساء الروحيين واحدا، وكذلك الشعب يجب ان يعيش واحدا وهذه ميزة لبنان في التنوع والوحدة».

وأضاف، «اننا نعيش ظروفا صعبة والناس تنظر الينا بأمل ورجاء لانهم مجروحين ومتألمين، والدولة متعثرة، والفقر يزداد، ونفكر هنا بالناس الذين ينظرون الينا وفي ان نكون جامعين للسياسيين ولشعبنا كرؤساء، حيث لا نستطيع ان نرى الشعب متشرذما ومقهورا الا وان نكون معه».

مفتي الجمهورية
وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان،» هذه القمة هي على صورة لبنان الحقيقية، بتعدده وتنوعه، نحن كمرجعيات دينية كنا دائما على تواصل من أجل حل الأمور المعقدة التي تواجه الوطن واللبنانيين، وكنا دائما نبحث عن الحلول من اجل انهاء الأزمات كي يبقى الوطن. ان من مسلماتنا هي الوحدة الوطنية، وعلينا مسؤولية في تثبيتها، كما أن العيش الواحد هو من المسلمات الأساسية أيضا، ونحن نعتز بأننا تجاوزنا كل الخلافات، وتوافقنا كمرجعيات دينية على صون العيش الواحد في لبنان، لاننا في النهاية مسيحيين ومسلمين لبنانيون ومن واجبنا ان نحافظ على عيشنا المشترك». وأضاف، ننشدد على استقرار لبنان والتي تقضي التمسك بالدستور واتفاق الطائف نصا وضوحا، وعلى السياسيين ان يلتزموا بالدستور واتفاق الطائف، ونحن سنقف كمرجعيات دينية سدا منعا أمام الالتفاف حول نصوص الطائف. نحن من هذه القمة نتوجه الى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الى حماية الدستور واتفاق الطائف، لأن ما يجمعنا كلبنانيين سوى الوحدة الوطنية والعيش الواحد واحترام الدستور.ان مجرد اللقاء اليوم، يضفي على اللبنانيين روحا من الاطمئنان، لأننا نحن المرجعيات الدينية أخذنا على عاتقنا أمانة في الحفاظ على الدستور واتفاق الطائف، لان الدستور واتفاق الطائف دفع اللبنانيون دماء عزيزة ونحن كمرجعيات سوف نقف سدا منيعا امام الالتفاف على صلاحيات اتفاق الطائف الدستورية للرئاسات الثلاث، ونحن من هذه القمة نتوجه الى فخامة رئيس الجمهورية الذي اقسم على الدستور بالمحافظة عليه، وندعوه الى حماية هذا الدستور واتفاق الطائف بالممارسة لانه لا يجمعنا كلبنانيين الا هذه القواعد ألاساسية الثلاث، الوحدة الوطنية والعيش الواحد والمحافظة على الدستور، اما باقي الأمور فهي تفصيل لانه بالمحافظة على الأساسيات والثوابت تحل كل المشاكل والأزمات، كما ان مشاكلنا لا تحل بالتشنجات، نحن لا نريد أن ندخل اللبنانيين في المجهول، لان الوقت الحالي متأزم ونريد الكثير من الحكمة».

الخطيب
والقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ احمد الخطيب كلمة، اكد فيها على «المصالحات التي أنجزت بين اللبنانيين وعلى تقويتها ومن جملتها المصالحات بين أبناء الجبل. وعدم نكأ الجراح أو افتعال مشكلات جديدة لغايات سياسية ونحن على يقين من أن أبناء الجبل كما كل اللبنانيين لن يسقطوا في الفخ مرة أخرى ولن يستطيع أحد أن يجرهم إلى فتنة جديدة سواءً كانت فتنة: درزية – درزية، أو درزية – مسيحية، أو إسلامية – مسيحية أو غيرها، كما نؤكد على ضرورة العودة إلى المؤسسات الدستورية لحل المشكلات التي تنشأ بينهم.»

وأضاف، «ندعو الجميع إلى الإنشغال بما يحتاجه اللبنانيون من إنماء للمناطق ومشاريع اقتصادية وإيجاد مجالات عمل للبنانيين الذين أصبحوا بفضل هذه السياسات، عاطلين عن العمل، وبوضع اقتصادي مزرٍ ينذر بأسوء العواقب، فلا يجوز أن يبقى مجلس الوزراء معطلا ً، ونحن ننتظر انعقاده بأسرع وقت ممكن وهو ما يريده اللبنانيون، كما أنه لم يَطُل ارتياحنا لإنجاز الموازنة حتى بدت عقبات جديدة أمام توقيعها ونشرها، لذلك فإننا نأمل من المسؤولين الإسراع في توقيعها ونشرها فإن البلد لا يمكنه الانتظار والوضع لا يحتمل مزيدا ً من الوقت.»

يوحنا العاشر
من جهته البطريرك يوحنا العاشر، شدد على «أهمية التنوع الذي نحن عليه، يدل أننا عائلة روحية واحدة، ونؤكد اننا كقادة روحيين في هذه الديار، وكل المسؤولين والدساتير تحتكم الى الانسان. وبالتالي كقادة روحيين وسياسيين علينا ان نعمل من أجل الانسان لا سيما ما نعانيه اليوم من اوضاع معيشية اقتصادية صعبة». وأضاف، «نحن نؤكد بلقائنا هذا أننا نريد خير لبنان وان نبعد كل المخاطر الآتية من الداخل او الخارج. كما ان مجرد هذه الصورة بهذا التنوع هي رسالة قوية تدل أن ما من شيء يفرقنا، نحن عائلة واحدة يحترم كل واحد منا الآخر».

كشيشيان
وأشاد الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان والبطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان،»اننا نحن لا نرى الا لبنان الواحد والعائلة الواحدة، وان ما يصيب طائفة يصيبنا جميعنا، وهذه هي صورة لبنان التي نترجمها في لقائنا اليوم».

يونان
أما البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان فقال:»علينا أن نكون واقعيين، ونطوي صفحة الماضي والتطلع الى المستقبل، وان نعطي هذا الشعب نفحة أمل للمستقبل، وسيبقى لبنان وطنا حضاريا لشعبه.»

بعد ذلك جرت مناقشة البيان واستضاف شيخ العقل المدعوين الى مأدبة غداء في دار الطائفة.

إفطار جامع في دار طائفة الموحدين الدروز

اقامت مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموّحدين الدروز برئاسة سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت، حفل إفطار جامع، لمناسبة حلول شهر الرحمة والغفران، وذلك غروب يوم السبت في ٢٥/٥/٢٠١٩ الموافق
فيه ٢٠ رمضان ١٤٤٠هـ.

  وشارك في الإفطار ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير شؤون المهجرين غسان عطالله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أنور الخليل، ورئيس الحكومة سعد الحريري وزير الاعلام جمال الجرّاح. ومفتي الجمهورية اللبنانية المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، والرئيسان السابقان حسين الحسيني، فؤاد السنيورة، وممثل الرئيس امين الجميل النائب السابق فادي الهبر، وممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع النائب جورج عدوان، وممثل وزير الدفاع الياس أبو صعب وقائد الجيش جوزيف عون رئيس الأركان اللواء الركن امين العرم، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خليل حمادة. والنواب: نعمة طعمة، فريد البستاني، مروان حمادة، محمد الحجار، وفيصل الصايغ. والنائب السابق غازي العريضي. وممثلون عن قيادة حركة امل، والجماعة الاسلامية، وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ووفد من القيادة. كما حضر سفراء مصر نزيه النجّاري، والمغرب محمد كرين، وعمان بدر بن محمد المنذري، والجزائر احمد بو زيان، والامارات حمد الشامسي، والسعودية وليد البخاري ممثلا بأحمد التيماني، والسفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتاري ممثلا بالمطران ايفان سانتوس.

كذلك شارك ممثلون عن رؤساء الطوائف والمرجعيات الروحية، حيث مثل المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز فضيلة الشيخ امين الصايغ الشيخ اكرم الصايغ، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الاب ايلي كيوان، ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان مفتي صور وجبل لبنان الشيخ حسن عبدالله، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المونسنيور جوزيف شانيه، وبطريرك الروم الارتوذكس يوحنا العاشر يازجي المطران كوستا كيّال، وبطريرك الأرمن الارتوذكس آرام الأول كيشيشيان المطران بارين مارتنيان، ومطران بيروت للروم الارتوذكس الياس عودة، ورئيس الكنيسة القبطية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، ورئيس الطائفة الآشورية المتروبوليت مار ميليس زيّا المونسيور مترون كوليانا، ورئيس المجمع الأعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس جوزيف قصّاب القس جوزيف مراد، وبطريرك الأرمن الكاثوليك ممثلا بالمطران جورج اسادوريان، امين عام دار الفتوى امين الكردي، وممثل العلاّمة السيد علي فضل الله الشيخ فؤاد خريس، ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب، ورؤساء لجان وأعضاء المجلس المذهبي ومدير عام المجلس مازن فياض، ومدير عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، ورئيس مؤسسة الاشراق الدكتور الشيخ وجدي الجردي. كما حضر الأمير عادل أرسلان، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية، وحشد من الشخصيات والفاعليات السياسية والحزبية والروحية والاجتماعية والإعلامية، ومدراء عامون.
  استُهِلّ حفل الإفطار بآيات من الذِّكر الحكيم تلاها الشيخ بلال المُلّا، وتعريف من رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، و أخيرآً كلمة في المناسبة من سماحة شيخ العقل نعيم حسن جاء فيها،

  «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيه المصطفى محمد سيّد المرسلين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيّبين. أُرحِّبُ أطْيب التّرحيب بكُم جميعاً، في هذه الفسحة الرمَضانيَّة الزكـيَّـةِ التي تجمعُنا على خبْزها وملحِها المباركَيْن باسم الله تعالى، الرَّحمن الرَّحيم. والصَّومُ، في مكنُون معناه، مَنسَكٌ يتقرَّبُ الإنسانُ بسَلكِه، مُكافحاً شرْطَهُ الجِسمانيّ سعياً إلى آفاق الرُّوح التي لا فِكاكَ لها حتماً عن مُثُـل الخيْر والعدْل والحكمة ومحاسن التدبير الرَّشيد العاقل. لقد ارتبط الصَّومُ في الإسلامِ بشهر رمضان المبارك ﴿الَّذي أُنزِل فيه القرآنُ هدًى للنَّاس﴾، وكان قد ارتبطَ في المسيحيَّة بالفِصْحِ، وكِلاهُما يعنِيانِ سبيلَ توبـةٍ وبذلٍ ورحمـةٍ وارتقاء. وبرَكةُ المعاني السامية تجمعُ اللبنانـيّين تحت سقف وطنِهم أينما التقُوا. نسأله تعالى في هذا الأيام المباركة ان يلهمَنا الى كلّ خير، وان يسدِّدَ خطانا في كلّ محمدة، وان ينير بصائرنا ويطهر قلوبنَا، وينقي نوايانا في طاعته.

  الحضور الكريم، لبنان، حين يكونُ حاضراً على سجيَّــتِه، يُخرجُنا من حدُودِ المكان إلى رحابِ فكرتِه الراقية، ويُعتِقُنا من قيودِ فـئويَّاتِنا لنكونَ معاً أساسَ مقوِّماتِ وطنٍ تجاوز عبر مئات السنين حقولَ الجمرِ والرَّماد نحو ائتلافِ ميثاقٍ اجْتماعيّ هو في الحقيقةِ فكرةٌ ضروريَّـةٌ لعالَمِ اليوم الَّذي تفكِّـكُهُ «الهويَّاتُ» المتنازعة، والانقسامات المتسارعة تحت وطأةِ صخبِ الشعبويَّات. عالَـمٌ تعودُ فيه نزعةُ إقامةِ «الأسْوار» العازلة التي هي، بالمناسبَةِ، النَّقيضُ الخالِص لِما علَّمَنا إيَّاهُ وطنُنا لبنان الَّذي، بالرُّغم من كلِّ شيء، وعلى مدى التَّاريخ، ما كاد يقومُ سورٌ بين أبنائه إلَّا وهدموه وحوَّلوه أنقاضاً بقوَّةِ إرادتِهم في «العيشِ معاً «، وبإيمانهم بالمشتركات الإنسانيَّة التي تشدُّ بعضُها بعضاً في ما يحفظونه من تراثِهم من قيـَم وثوابت وأقانيم ليس أقلّها الحرِّيـَّـة والعدْل والمشتركات الإنسانيَّة الـمُستَلهَمَة من الرِّسالات السماويَّة التي بها يؤمنُون، ومن إحساسهِم الحضاريّ المتطلِّع إلى دولةِ المواطنة والحقوق الأساسية والمساواة والخِيار الديموقراطي الحاضِن لكلِّ أبنائها. إنّنا اليوم في هذه المناسبة المباركة، نكرِّر تمسُّكَنا بثوابتنا التي هي في الوقت عينه ثوابت سلامة لبنان وتعزيز صمودِه ونهوضِه. إنَّ المبادئَ الدستوريَّةَ المتجدِّدة في الطائف، وروحَها الميثاقيَّةَ التي لم يكن دونها كيانٌ لبلدنا، هي قاعدة صلبة للحفاظِ على ميزتنا السياسيّة بل والحضاريّة في هذا المكان من العالَم، و لا نرى في الأفق المنظور بديلا عنها، بل نراها ضمانةً لجميع المخلصِين المتطلّعين إلى مستقبلٍ واثق لوطننا لبنان. إنَّنا، في هذه الدَّار داركم، لا نستشعرُ وطنيّاً إلا الأصداء التي تُردِّدها المواقف التي أُطلقت منها عبر السنين الماضية، ومع ما نادى به القادةُ الروحيون على الدوام. الموحدون الدروز ما كانوا يوماً إلَّا دعاة إلى وحدة لبنان عامةً ووحدة الجبل خاصةً، وإلى دعم الدولة القويَّة العادلة وجيشها الوطنيّ، وإلى تأكيد ثوابت العيش المشترك والمصير الواحد. مطلبُنا بناءُ الدَّولةِ بِـبُنيتِها القادرة على مواجهةِ تحدِّي العبور إلى كيانٍ سياسيّ مستقرٍّ بآليَّاته الدستوريَّة، وإلى قضاءٍ عادل، وصحافةٍ حرَّة مخلصةٍ لرسالة الحقيقة، الدولةُ التي تحرِّرنا من بوتقات الطائفيَّة السياسيَّة ومناوراتها الشعبويَّة التي لها أسوأ الأثر في بلدٍ كبلدِنا. والمحافظة على ثروة شبابنا، والمضيّ قدُماً بعزيمةٍ لا تهدأ من أجل تنظيم مسار الماليَّةِ العامة وانتظام إدارتها وخنق مكامن الفساد دون المسّ بحقوق المواطنين وجيوب الفقراء والموظفين، وأيضاً وقف الهدر ومكافحة الفساد ومنع السمسرات والصفقات والعمولات على حساب خزينة الدولة، وبضرائب متوازنة، وبطرق الأبواب الموصدة بوجه كل إصلاح حقيقي. وإنّ الاستفادة من الثروة النفطية يُشكِّل أملاً وإسهاماً أساسياً في الدفع نحو تقليص الفوارق في كثير من المجالات الاقتصادية والاجتماعية. ولا بُـدَّ من أخذِ مسألة الإنماء المتوازن بكلِّ جدِّيَّـة. إننا نطالب بتحويل وزارة المهجرين الى صندوق انماء الجبل. والمضيّ بمقاربةٍ عمليَّة مدروسةٍ بتطبيق اللامركزيَّة الإداريَّة. ويقينُنا أنَّ ديناميَّة العمل الحكومي والبرلماني برعاية الرئاسة الحكيمة تدفعُ إلى آفاقٍ إصلاحيَّة أساسيَّة، فالحرَكة الناشطة هي أساس الحياة، والمراوحة في مستنقع الأزمات لا تخدم مصلحة أحد. إننا ندعو الجميع إلى التعاضد لمجابهة كافَّة الأخطار، فمناعة الدولة تُحصَّن بمتانة نسيجِها الوطني، ولدينا الثقة بأنَّ الكلَّ قادر في لحظةٍ حاسمة على اجتراح قاعدة الحلول لاستعادة الثقة المحليَّة والدوليَّة باللبنانيين وبقدرتهم المشهودة على استقرار بلدهم.

  الحضور الكريم، يصادف لقاؤنا بكم اليوم ذكرى الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي، عيد المقاومة والتحرير، بما يعنيه هذا اليوم من تاريخ وطني يبعث على الفخر بما حققه اللبنانيون في دحر العدو الاسرائيلي الذي شكَّل محطَّة تاريخيَّة مضيئة في تاريخنا الحديث. وفي هذا الشهر الفضيل قلوبنا وعقولنا شاخصة نحو فلسطين. فلسطين التي تصدّت لكل المؤامرات ولا تزال. أقول إنّ الشعب الفلسطيني الصامد سيبقى بعونه تعالى حائلاً دون تجريد قضيته من بعدها السياسي والعربي والإسلامي. والقلق الأكبر هذه الأيام من التوتر الحاصل في المنطقة العربية، دعاؤنا أن يقف الجميع في فسحة النور، وأن تجمعهم إرادة فعل الاخوة والمحبة والتسامح التي من ثمارها الطيبة اللقاء والوقوف على ما يمليه الحق والخير والسلام. ونسأله تعالى أن يمنَّ علينا بلطائف رحمته، وجميل كرمه، وأن يحفظَ أمَّتنا ووطننا من كلِّ ضيْم، إنه هو الحليم الكريم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.»

لجنة التواصل والعلاقات العامة تقوم بسلسلة لقاءات

قامت «لجنة التواصل والعلاقات العامة» في المجلس المذهبي برئاسة اللواء متقاعد شوقي المصري، وعضوية كل من الشيخ فادي العطار، الشيخ شاهين هاني، الدكتور زهير عمر، الاستاذ علي فايق، الاستاذة دنيا بو خزام، الاستاذ عصام حيدر، الاستاذ رمزي جماز، الاستاذ نادر فخر، طوال الأسابيع الماضية بجولة زيارات شملت المرجعيات الروحية وعدداً من مشايخ الدين الأجلاء في طائفة الموحدين الدروز في أقضية عاليه والشوف والمتن الأعلى لوضعهم في جو عمل المجلس ومشاريعه المستقبلية الهادفة إلى تطوير أنشطة مؤسسات المجلس في خدمة أبناء الطائفة والوطن بعامة. وكانت الزيارات مناسبة لأخذ بركة المراجع والمشايخ الأجلاء والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم القيّمة في كل مجال، على أن تستكمل الجولة في قضاءي راشيا وحاصبيا في وقت قريب. شملت الجولة (ووفق الترتيب الزمني) المرجعيات والمشايخ الأجلاء التالية أسماؤهم: المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، المرجع الروحي الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، المرجع الروحي الشيخ أبو صالح محمد العنداري، الشيخ أبو سعيد أنور الصايغ، الشيخ أبو محمود سليمان عبد الخالق، الشيخ أبو فارس مروان فياض، الشيخ هاني جابر، الشيخ ريدان شهيب، الشيخ نعيم الفقيه، الشيخ جميل شميط، الشيخ رجا شهيب، الشيخ نسيب شهيب، مدرسة الإشراق حيث التقى رئيس جمعية الإشراق الشيخ أبو علي محسن الجردي وأعضاء الهيئة الادارية للجمعية، خلوات القطالب، الشيخ أبو داوود منير القضماني، الشيخ أبو زين الدين حسن غنام، خلوة المرجع الراحل المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين في بعقلين، خلوات الزنبقية، الشيخ أبو شوقي مهنا البتديني والشيخ أبو مهدي فؤاد اﻷشقر، مقام المرحوم المرجع الديني الراحل الشيخ أبو حسن عارف حلاوي في بلدة الباروك، الشيخ أبو يوسف أمين العريضي، الشيخ أبو نبيل أديب ملاعب، الشيخ أبو محمود سعيد فرج، كلية اﻷمير السيد عبد الله التنوخي الجامعية للعلوم التوحيدية، الشيخ أبو هاني وفيق حيدر، الشيخ أبو حسن ناصوح حيدر، الشيخ أبو هيثم شوقي الخشن، خلوة العمروسية، الشيخ نزيه صعب، الشيخ أبوطاهر منير بركة، الشيخ أبو حسن عادل النمر، مقام المرحوم الشيخ أبو حسين سعيد ماضي، مقام المرحوم الشيخ حسين ماضي، مجلس بلدة بتخنيه، الشيخ أبو صالح كريم أبو الحسن والشيخ أبو نعيم مهيب أبو الحسن، منزل الشيخ أبو يوسف سلمان منذر في بلدة بزبدين، خلوة المرحوم الشيخ أبو علي يوسف مكارم، فضيلة القاضي الشيخ غاندي مكارم، الشيخ أبو سليمان غالب مكارم، الشيخ أبو حمزة فؤاد صالحة، الشيخ أبو حسين محمود مكارم، الشيخ أبو أنور يوسف صالحة، الشيخ أبو فايز أمين مكارم، الشيخ أبو جهاد سامي القنطار، مقام المرحوم الشيخ الجليل أبوسعيد أمين أبو غنام، الشيخ أبو سلمان فارس أبو غنام، الشيخ ابو فوزي رامز أبو غنام، الشيخ أبو انور كميل أبو غنام، الشيخ أبو نزار نجيب أبو غنام، الشيخ أبو غازي عفيف أبو غنام، منزل الشيخ ابو عفيف رفيق أبو غنام، الشيخ ابو سليمان حسيب أبو غنام، الشيخ أبو أمين فريد المهتار، الشيخ عدنان الحلبي، الشيخ معن يحيى، الشيخ ابو ايوب فوزي دقدوق، مجلس آل الجوهري.

[Best_Wordpress_Gallery id=”15″ gal_title=”لقاءات لجنة التواصل”]

 

ندوة للجنة الثقافية في المجلس المذهبي ومؤسسة أديان حول “وثيقة الأخوَّة الإنسانيّة”

أقامت اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ومؤسسة «أديان» ندوة حول «وثيقة الأخوَّة الإنسانيّة» التي وقَّعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر في دولة الإمارات العربية المتّحدة في 4 شباط 2019، في قاعة مكتبة بعقلين الوطنية، حضرها ممثل شيخ العقل الشيخ نعيم حسن الشيخ الدكتور سامي أبي المنى وممثل النائب تيمور جنبلاط الدكتور ناصر زيدان وممثلون لكلٍّ من سفارة الإمارات العربية المتّحدة والسفارة البابوية وسفارة المملكة العربية السعودية في لبنان وحشدٌ من رجال الدين والعلماء والقضاة من مختلف الطوائف، وأعضاء من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ومن مؤسسة أديان ومؤسسة العرفان التوحيدية ومهتمِّين بشؤون الثقافة والحوار.

الشيخ د. أبي المنى
افتتح الندوة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى رئيس اللجنة الثقافية ناقلاً تحيات سماحة شيخ العقل ومباركته للقاء، وشاكراً كلَّ من لبّى الدعوة، معتبراً «أنّ في التلبية دليلاً على الاهتمام بنهج المصالحة والعيش معاً الذي انتهجه أبناءُ الشوف والجبل قيادةً وفاعلياتٍ دينيةً وثقافيةً واجتماعيةً وتربوية ومواطنينَ خُلَصاء خاضوا التجاربَ المرَّة وعادوا إلى كنف المحبة الجبلية والوطنية، مؤمنين بالمصالحة وبرسالة الحوار والعيش المشترك والأخوّةِ الإنسانية».وخاطب إخوانه في المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدُّروز، قائلاً: «إنّ رسالتنا التوحيدية والوطنية والإنسانية تحملُ في مضمونها رسالةَ الحوار والدعوةَ إلى تعزيز قيم الإيمان الصحيح والأُخوَّة الإنسانية والمواطَنة الصالحة، وإذا كان القدَّاس الذي يُقام اليوم في دير القمر دليلاً إضافياً على طيِّ صفحة الحرب والمآسي التي طويناها نحن من قبلُ صادقين وطواها وليد جنبلاط إلى غير رجعة، مع أمثالِه من القادة الكبار الأقوياء بإرادتهم ومواقفهم وبمن يُمثِّلون، وفي طليعتِهم غبطة البطريرك صفير ومن بعده غبطة البطريرك الراعي، فإنّ اجتماعنا هنا في نفس الوقت حول وثيقة الأخوّة الإنسانية ما هو إلَّا تأكيدٌ على السَّير معاً في نفس المسار والاتِّجاه نحو ترسيخ المصالحة وتجسيدِها ثقافةً وعملاً ونهجَ حياة».

وقال: «إنَّ تنظيمَنا لهذه الندوة حول وثيقة الأخوَّة الإنسانية بالتعاون مع مؤسسة أديان وبمشاركة سفارتَي الإمارات العربية المتَّحدة والفاتيكان لَهو جزءٌ لا يتجزَّأُ من تلك الرسالة التي نحمِلُها معاً ونُناضلُ معاً من أجل نشرها وتعميمِها، وتحويلِها إلى مناهجَ وبرامجَ تربويّةٍ وإعلاميّةٍ واجتماعية….(فهي) تُقدِّم للشرق الأوسط وللعالَم بأسرِه أرقى نموذجٍ للتعايش الكريم الآمن وللحريَّة الدينيَّة والأُخوَّة الإنسانيَّة».
ممثل السفير الإماراتي
ممثِّل السفارة الإماراتية حمدان الهاشمي اعتبر «أنّ اللقاء مختلف وله طابعه الخاص، وأن الحديث عن السلام هو من أسمى الرسائل التي يمكن للإنسان التطرق إليها. إن صناعة السلم في العالم قد لا تتوَّج دائماً بنتائج نهائية لكن الساعي إلى الخير كفاعله، ونحن في هذا المسار سنبذل كلَّ جهد لإعلاء راية السلام والمحبة، ولقاء البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر ما هو إلَّا ترجمة عملية لمساعينا من أجل تعميم ثقافة السلام».وختم بالقول: «لا أشك بأنكم لمستم حرص دولة الإمارات على أن تكون رسالة الأخوّة الإنسانية واضحة المعالم لا يشوبها أي التباس، وقد نصّت الوثيقة على ضرورة أن تتحوّل بنودُها إلى موضع بحث وتأمُّل للخروج بأفكار تطبيقية ومبادرات تتيح تنشئة الأجيال على الخير والسلام».

السفارة البابوية
من جهته رأى السكريتير الأول في السفارة البابوية إيفان سانتوس أنَّ ما حصل في الإمارات يمثِّل «حاجة ملحّة لكل إنسانٍ اليوم لخلق أرضاً مشتركة تمكنه من سماع الآخر وتسمح بالانفتاح على تقديماته»، وتابع: «إن الوثيقة تدعو للحفاظ على ما هو مشترك بين الأديان وهو الكرامة الإنسانية، والحوار لم يعد نوعاً من الجدل والمفاوضات للوصول إلى تفاهم وللبحث عن نقاط تلاقٍ ولا محاولة لإزالة الفروقات، بل إنه الحضور للتكلم وخلق الحرية وتوليد الأمل، وهذا لا يمكن إلَّا بالأخوَّة».وختم مستشهداً بكلام البابا: «لا يوجد بديل، إمَّا أن نبني المستقبل معاً، أو لا مستقبل لنا جميعاً… إن الله مع الذين يبحثون عن السلام، وهو يبارك من عليائه كل خطوة على الأرض في هذا السبيل».
الأب فادي ضو
رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو تكلَّم عن أهمية الوثيقة وبنودها، مثنياً على دور الإمارات العربية المتَّحدة، ومؤكِّداً على أهمية تجسيد مبادئ الأخوّة الإنسانية واقعاً ملموساً ومناهجَ وبرامجَ عمل، معتبراً أنَّ الوثيقة تعكس روحية هذا الجبل وصورته المبنية على المحبة والأخوَّة والعيش الكريم معاً.
وبعد كلمات الافتتاح كانت هناك ثلاث مداخلات قيِّمة في مضمون الوثيقة للمطران إيلي بشارة الحداد راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك، والقاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام، والشيخ حسين شحاذة أمين عام ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار باسم العلامة السيد علي فضل الله رئيس الملتقى. ثمَّ جرى تقديم الدروع باسم المجلس المذهبي ومؤسسة أديان للمتكلمين ولمدير المكتبة الوطنية غازي صعب، واختتم اللقاء بكوكتيل الضيافة.

حفل اللقاء الإعلامي التكريمي الأول

بدعوة من مكتب الاعلام في “المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز”، وبرعاية سماحة شيخ العقل، وحضور أعضاء المجلس المذهبي، انعقد في قاعة استقبالات دار طائفة الموحدين الدرزية في فردان/بيروت، اللقاء الإعلامي التكريمي الأول. حضر اللقاء رؤساء تحرير صحف ومحطات إذاعية وتلفزيونية، وحشد كبير من الإعلاميين والإعلاميات. تحدّث في اللقاء سماحة شيخ العقل عن الوضع العام والظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد، وضرورة تكاتف الجهود وتقديم مصلحة البلد فوق المصالح الجزئية. كذلك تحدث رئيس لجنة التواصل والإعلام الأستاذ صالح حديفة الذي قدّم عرضاً بأعمال لجنة الإعلام ولجان المجلس الأخرى في قطاعات الصحة والتعليم والسكن والمساعدات الاجتماعية، والمشاريع المنوي تحقيقها في العام الحال 2019. بعد ذلك جرى تقديم ميدالية تذكارية للسيدة نجوى البعيني أرملة المرحوم الأستاذ نجيب البعيني تقديراً لعطاءاته الأدبية والوطنية، كما جرى توزيع العدد 26 من مجلة على المدعوين. وأخيراً دُعي الجميع إلى حفل غداء بالمناسبة.

أنشطة المجلس