السبت, كانون الثاني 4, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, كانون الثاني 4, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

نسبه وإسلامه

عمر ابن الخطاب كنيّ بأبي حفص ولقّب بالفاروق قرشيّ النسب طويل القامة في وجهه حمرة.
كان والده الخطّاب بن نفيل حكما في قريش تتحاكم القبائل اليه.
لما عرف عمر (ر) باسلام اخته وزوجها داهم بيتها وبطش بهما وكان في يد اخته صحيفة رفضت تسليمها لعمر قبل ان يغتسل أولا فذهب واغتسل ثم عاد اليها فأخذ الصحيفة وقرأ ما فيها من القراّن الكريم حتى وصل الى قول الله تعالى في سورة طه: «انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري ان الساعة اّتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنّك عنها من لا يؤمن بها واتّبع هواه فتردى». (الاّية 16).
عند انتهائه قال: ينبغي لمن يقول هذا الّا يعبد معه غيره دلوني على محمد. وذهب الى الرسول محمد (ص) وكان عند الصفا وأعلن إسلامه فكبّر رسول الله لاسلام عمر.

صفاته وموافقاتها للقراّن (الوحي)

كان عمر (ر) مهتما بالشعر والأدب وعمل في أول حياته برعاية الابل والغنم لوالده واشتغل بعد ذلك بالتجارة. واشتهر بشجاعته وفقهه وحسن معاملته للرعية لما تولّى الخلافة ورد المظالم والانصاف والعدل دون اي تمييز بين مسلم وغير مسلم. كان عمر (ر) صاحب ارادة قوية وشخصية مميزة وادارة حكيمة وفراسة ملفتة.

اشتهر عمر (ر) بكثرة السؤال لقربه من رسول الله (ص) واجتهاده الصائب وابداء الرأي بجرأة ودونما تردد وإطلاع عميق على مقاصد الشريعة وقد وافق رأيه التنزيل في مواطن كثيرة نذكر منها:
من موافقات الوحي انه أشار يوما على رسول الله (ص) قائلا» له يا رسول الله لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلّى. فأنزل الله قراّنا: وإتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى. (سورة البقرة الاّية 125)
وكذلك في أمر الحجاب لأمهات المؤمنين نزلت اّية الحجاب موافقة لمشورة عمر (ر) وموافقة رأيه في معاتبة أزواج النبي (ص):
«عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجا خيرا منكن..» (سورة التحريم الاّية 5)
ونذكر اخيرا موافقة رأي عمر (ر) يوم بدر بشأن الاسرى فنزلت الاّية الكريمة مؤيدة لمشورته: «ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الأرض.» (سورة الأنفال الاّية 68)
وغير ذلك من موافقات رأيه للوحي الكريم ويذكر انها بلغت إثنا عشر موضعا».

العهدة العمرية وأهم إنجازاته

قبل اسلام عمر (ر) كان المسلمون يتخفون ولا يعلنون دخولهم في الدين الجديد خوفا» من اضطهاد المشركين لهم في مكة المكرمة عند بدء البعثة النبوية المباركة.

لما اسلم عمر بن الخطاب أسد قريش الذي يجيد كل فنون المصارعة والقتال وركوب الخيل ومتمرس في فن الخطابة والصلح ويملك من الشجاعة والجرأة والقوة ما يجعل الناس يحسبون له الف حساب ويهابون منازلته او اعتراضه.

جاء عمر (ر) الحريص على اعلان اسلامه وتحمل كل الصعاب في سبيل ذلك لاعلاء كلمة الله في مكة المكرمة الى رسول الله (ص) وقال له: «يا رسول الله ألسنا على الحق؟ ففيم الاختفاء؟
وكان قد اّن الاوان لاعلان الدعوة ونزلت الاّية الكريمة: «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين.» (سورة الحجر الاّية 94)
وبات الجهر بالدعوة للاسلام بعد اخفائه أمرا» منزّلا» سمح الرسول (ص) بإظهاره ونشر الدين في أرجاء مكة فما كان من حمزة وعمر (ر) الا ان ذهبا للكعبة واشهرا اسلامهما وصلّيا بعد ان أذّنا متحدّين كفار مكة لما يتمتعان به من هيبة وقوة وشجاعة واحترام.

تربى عمر (ر) على مصدر وحيد للتلقي لملازمته رسول الله (ص) الا وهو الوحي (القراّن الكريم) فكان صفيّ النفس مستقيم الفطرة يعرف ان الكمال لله وحده وان الانسان في صراع دائم مع الشيطان.

عرف عمر (ر) ان الله مصدر كل نعمة وان علم الله يحيط بكل شيء وان الحياة دار ابتلاء وان لا ملجأ من الله الا اليه وانه ولي الصالحين ولذلك رشّحه أبو بكر (ر) لخلافته وقبل ان يأخذ الترشيح قوته الشرعية بالتكليف من أعيان الصحابة أهل الحل والعقد باشر عمر (ر) مهامه كخليفة للمسلمين وكان ذلك أقرب الى التعيين إنصافا للتاريخ ونزولا عند رغبة الصدّيق (ر).
عندما تولّى عمر (ر) الخلافة ختم خطبته قائلا»:
وإني انزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم ان استغنيت عففت وان إفتقرت أكلت بالمعروف.
أكّد عمر (ر) في قولته نهج الزهد وعدم الفتنة بالمال والسلطة وحرصه الشديد على موارد الأمة والدولة وحفظ ثرواتها من قبل الحكام.

اشتهرت خلافة عمر (ر) بالعدل بين الرعية ومحاسبة الولاة دونما اي محاباة او تمييز واهتم بتوزيع الثروة على الناس بحسب حاجاتهم لها وفقا للامكانيات المتوفرة لديه.

حرص عمر (ر) على قاعدة التشاور وقد أثر عنه (ر): لا خير في أمر أبرم من غير شورى. وكان علي بن ابي طالب عليه السلام اهم المستشارين لديه وقد نصحه بعدم الذهاب لقيادة جيش المسلمين في معركة القادسية بنفسه وتكليف غيره من الصحابة وأشار عليه بالذهاب الى القدس لاعطاء الأمان للنصارى فيها فيما إشتهر تاريخيا «بالعهدة العمرية».

لما فتحت فلسطين ودخل المسلمون القدس اشترط أسقفها ان لا يسلم مفتاح المدينة الّا الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (ر).

حضر عمر (ر) الى القدس ووقع العهدة العمرية مع أسقفها في ايله ومما جاء فيها عن إعطاء الامان للنصارى:
لهم كنائسهم وصلبانهم لا ينتقص منها ولا يكرهون على دين. ومن اراد ان يقيم منهم في القدس له ذمة الله وذمة رسوله وعهد امير المؤمنين عمر ومن جاء من بعده لا يعتدى عليه وله الامان في ماله وعرضه وإن اراد ان يلحق بقومه من الروم فله الامان حتى يبلغ مأمنه.

وطلب الاسقف ان يضيف عمر بندا: أن لا يسكن معهم في القدس يهوديا قط فانه لا امان مع اليهود. ابتسم عمر (ر) ووافق قائلا نعم الرأي نضيفها إذا». وأمهل عمر (ر) اليهود أربعة أشهر للخروج من المدينة (القدس).

كفل عمر أثناء خلافته الحريات العامة من الاعتقاد والتنقل والملكية الفردية والتجارة والأمن للناس كافة ضمن حدود الشريعة دون تمييز بين مسلم وغير مسلم.

حافظ عمر (ر) على حقوق الأقليّات في دولة الاسلام ولم يسمح بالتعرض لهم او الضغط عليهم او الكبت والظلم والاضطهاد واشتهر عمر (ر) بانصاف اهل الكتاب من اليهود والنصارى فأعطاهم العهد ولا يحملهم ما لا يطيقون وان ارادهم عدوهم بسوء قاتلنا دونهم وثبت عن عمر (ر) انه كان شديد التسامح معهم حيث كان يعفيهم من الجزية (الضرائب) عندما يعجزون عن تسديدها في حين كان يتشدد في دفع الزكاة والصدقات ومصاريف الجنود على المسلمين.

وعرف عن عمر (ر) أنه أمر لأهل الكتاب عند عجزهم بنصيب من بيت مال المسلمين قائلا»: ما انصفناهم ان اكلنا شيبتهم ثم نخذلهم عند هرمهم فأعفى الكتابي (النصراني واليهودي) المسنّ الهرم من الجزية بل وخصص له معاشا» من بيت مال المسلمين وأمر بمعاملتهم برفق وإنسانية وكفالتهم من دولة الإسلام.
كان عمر أول من اعتمد التاريخ الهجري واول من خصص نفقات للعاملين في الدولة واشتهرت خلافته بالفتوحات في العراق ومصر وليبيا والشام وبلاد فارس (معركة القادسية) وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وفلسطين وظهر في عهده التطوير العمراني.
ومما يذكر لعمر (ر) انه رفض ان يصلي داخل الكنيسة في القدس لكي لا يحولها المسلمون الى مسجد من بعده بحجة صلاته فيها وصلّى بقربها فكان المسجد العمري اقرب المساجد لها في القدس.

كان من فطنة عمر (ر) انشاء بيت مال المسلمين ودار القضاء وبناء المدارس في كل الامصار التي فتحها والمساجد لنشر الدين والعلم واللغة العربية واهتم برعاية النساء وبنى السجون للمجرمين ووضع نظام البريد والقوانين للخراج والفيء والغنائم إنه الفاروق عمر الذي فرّق الله به بين الحق والباطل او عمر الفاروق وما ادراك ما عمر! عدل في الرعيّة وفتوحات سجيّة.

مصرع أمير المؤمنين عمر وجمع من الصحابة

كان عمر (ر) حصنا» منيعا» للأمّة فهو القائد والفقيه والقاضي والجريء والسلطان. من قرارات عمر (ر) بعد ان حرر العبيد وترك السبايا قال قولته المشهورة: «متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا». لعمرو بن العاص وهو والي مصر.

كره عمر (ر) ان يدخل العبيد والسبايا الى المدينة المنورة عاصمة دولة الإسلام وأغلبهم من نصارى الشام ومصر ومجوس العراق وفارس وحذّر من تاّمرهم وكيدهم وحقدهم على أهل الإسلام وبغضهم للخلافة وكان ان قرر منعهم من دخول المدينة والسكن فيها الّا بإذن خاصّ وقد سمح لبعضهم بدخول المدينة على كره منه وحذر شديد.

وعند صلاة الفجر وبحضور عبدالله بن عباس وبعد الإنتهاء من القراءة في الركعة الأولى هجم أبو لؤلؤة وكان عبدا» مجوسيا» للمغيرة وطعن عمر (ر) بسكين مسموم وما مرّ على أحد يمينا» وشمالا «الّا طعنه وبلغ عدد ضحاياه ثلاثة عشر رجلا» مات منهم سبعة ولما تمكن منه الصحابة وأمسكوا به طعن نفسه فقتل.

توجه عمر (ر) بعد طعنه الى إبنه عبدالله قائلا» له: أنظر ما عليّ من دين فوفّه عني من أموال ال عمر لا من بيت مال المسلمين.

طلب من إبنه ان يؤد عنه دينه من ماله حرصا» على أموال الأمّة واستأذن عائشة ان يدفن مع صاحبيه الرسول (ص) و«ابو بكر» فأذنت له.

مات عمر (ر) بعد حكم دام لقرابة عشر سنوات وضاع عدل عمر وإنسانية عمر ونهج الأحرار واشتراكية عمر في الماء والكلأ والنار (الطاقة).

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

نسبه الشريف وفضائله

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو من قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وهو ابن عم رسول الله (ص) الّذي نصره وأواه وحماه في أوّل بعثته، ومنع المشركين من إيذائه وقتله حتّى أتاه اليقين.

قال فيه الرسول محمد (ص): «عليّ مني وأنا من علي».
كان علي أوّل رجل أسلم مع الرسول ولم يسجد لصنم قطّ، وأوّل من صلّى مع النبي في مكة المكرمة.

هو الطاهر وإمام أهل بيت النّبوة بنص اّية التطهير. فاتح خيبر في المدينة المنوّرة. حبّه حبّ للنبي وطاعته طاعة للرسول.

هو من رسول الله كمنزلة هارون من موسى (ص) دون النبوة. علي ولي الله وأمير المؤمنين. قال فيه الرسول الكريم (ص):» الزموا عليًّا في الفتن من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه .علي أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم. اللّهم والِ من والاه وانصر من نصره، واخذل من خذله وأَدِرِ الحق معه.

من ميزاته عليه السلام

العلم والحكمة والشجاعة والتواضع والعدل والنباهة والهيبة والتسامح والكرم والسخاء والفراسة والبصيرة.

ومن ألقابه عليه السلام: أسد الله، وعمود الدين، والعروة الوثقى، وقائد الغُرّ المُحجَّلين، حيدرة الكرّار وأبو تراب، ويعسوب الدين، وزوج البتول، وباب مدينة العلم.

من تراثه «نهج البلاغة». جمعت فيه سيرته وأقواله وحكمه، وخبراته في شتّى الميادين. كان عليه السلام إذا دعي للطعام قال: «أجيب ونأتيك على ألّا تتكلف ما ليس عندك».

اشتهر بحبّه للمساكين، ونصرة المظلومين، والمساواة والعدل بين المتخاصمين. وامتاز بخشونة اللباس، وتبنى قضايا الفقراء لتحقيق العدالة الاجتماعية، والتجرّد عن المحسوبيات في السلطة والحكم والقضاء العادل.

من انجازاته

– إفتدى رسول الله (ص)، وبات في فراشه ليلة الهجرة المباركة لما تاّمر المشركون لقتله واجتمعوا عليه.
– كان مؤتمنًا على كتابة الوحي القراّني لثقة رسول الله (ص) به.
– شغل سفيرًا للرسول (ص) إلى القبائل كافّة.
– عمل مستشاراً خاصًّا ومقربًّا جدًّا من النبي (ص) في الأمور كلها.
– تثبيت دعائم الدّين الاسلامي ونشره في الأمصار.
– إعزاز الدين وحامليه على أرض الاسلام.
– الاقتداء بالرسول (ص) وتعظيمه والسير على منهجه.
– شارك في الفتوحات الاسلامية: بدر، وأحد، والأحزاب، والخندق، فتح خيبر..
– نصّ وحرّر كتاب صلح الحديبية قبل فتح مكة المكرمة.
– نقل مركز الخلافة الاسلامية من المدينة المنورة إلى الكوفة/العراق وشارك في 26 فتحاً مظفرًا.
– أهم ميراثه الامامين الحسن والحسين، والأئمة الأطهار من ذرية أهل بيت رسول الله (ص) الاثني عشر، حملة لواء الدين وأئمة الهدى. وممّا رُوِي عن رسول الله (ص): «نحن أهل بيت النبوّة لا نورّث درهمًا ولا دينارا، إنّما نورّث العلم. من أخذ به أخذ بحظ وافر».

حادثة مصرعه وإغتياله

كان الفيلسوف الفرنسي» روجيه غارودي» من أشد المتأثرين بفكر ونهج وانسانية وحكمة الامام علي عليه السلام، حيث وصفه بأنّه أول من وضع أسس ميثاق حقوق الانسان، عندما قسّم البشرية إلى: أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

وكان يردّد «غارودي» دومًا حادثة إغتيال الامام علي أمام طلابه في الجامعة، ونشرها في مؤلفاته معبّرًا عن مدى تأثّره بالوصيّة وما فيها من قيم الانسانية والرحمة والرّقي والحكمة:
«يا ولدي أوصيك الرّفق بأسيرك الذي ضربني وارحمه، وأحسن إليه واشفق عليه، بحقي عليك أطعمْه يا بني مما تأكل، واسقِه مما تشرب، ولا تقيّد له قدمًا، ولا تغلّ له يدًا ، فإنْ أنا متّ فاقتصّ منه، بأن تقتله بضربة واحدة، ولا تحرقه بالنار، ولا تمثّل بالرجل. وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه».

ويكمل وصيته عليه السلام لولديه الحسن والحسين عليهما السلام:
«أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا، ولا تأسفا على شيء منها، وقولا بالحق واعملا للأجر، وكونا للظالم خصما ً وللمظلوم عونًا… إلى اللقاء على الحوض».

من أجمل ما ورد عنه عليه السلام:
وقال أيضًا:
وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي
ولا تجزع إذا ما ناب خَطْبٌ فكم لله من لطف خفي.

وقال أيضًا:
دواؤك فيك وما تبصرُ وداؤك منك وما تشعر
أتزعم أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ.

شخصيات إسلامية تاريخية