الأربعاء, أيار 1, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأربعاء, أيار 1, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

هذا العدد

على قدر أهل العزمِ..

نستخدم هذه المساحة عادة للتواصل مع قرائنا ووضعهم في جو ما نفكر به ونخطط له في سياق تطوير تجربة المجلة كأداة تنوير وتفعيل للهوية الفكرية والإرث الثقافي والروحي للجماعة. وفي هذا العدد سنتحدث عن أمرين أولهما يتعلق بسياسة التحرير أما الثاني فهو يتعلق بسعر بيع المجلة أو اشتراك الدعم السنوي.

أما الموضوع الأول فيبدو واضحاً من غلاف المجلة وموضوعه الذي يختلف عن طبيعة الإهتمامات التي شكّلت في الأعداد الثلاثة عشر السابقة موضوع غلاف “الضحى”. موضوع الغلاف لهذا العدد يتعلق بشأن مصيري وما يدور حولنا من مآسٍ إنسانية ومشاريع دولية تهدّد وجودنا كعرب وتهدّد بالتالي وجودنا كموحدين وكمسلمين وكمسيحيين ننتمي جميعاً إلى هذا الشرق الزاهر الذي يجلس على تاريخ عظيم من الإسهامات الحضارية فضلاً عن كونه مهد الديانات السماوية الثلاث التي يتبعها أكثر من نصف البشر.

إن ما يجري في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا وفي أفغانستان أيضاً (وربما لاحقاً في بلدان عربية أو مشرقية أخرى)، يمثّل أعظم خطر يهدّد وجودنا ليس فقط ككيانات سياسية وكدول بل كشعوب. لهذا، وعلى الرغم من أن “الضحى” تتبع نهج الابتعاد عن الشأن السياسي الضيق، فإنها وجدت في ما يجري في المنطقة ما لا يسمح بإتخاذ موقف المتفرج، لأن الخطب جلل،، ولأننا نستوحي في موقفنا هذا مواقف عظمائنا الذين لم يتوانوا على مدى الأزمان عن النضال وبذل التضحيات عندما ألمت الأخطار ونزلت النوازل على هذه الأمة العريقة.

إن الوضع الذي نواجهه يتطلب مدّ البصر إلى أبعد من أنوفنا والإستمساك بقيمنا وبتاريخنا وبدورنا الوطني، لأن الموحدين الدروز لم يستمروا في هذا الشرق إلا لأنهم رفضوا عقلية الأقليات ومشاريع الدويلات وأصروا على انتمائهم الإسلامي والعربي، ولأنهم شاركوا الأمة انتصاراتها ونكساتها، ولأنهم اتخذوا مواقعهم دوماً في المقدمة في كل مرة كان الإمتحان امتحان التضحيات وبذل الأرواح في سبيل منعة الوطن وتقدمه وكرامته.

إن اعتناء مجلة “الضحى” بشؤون الوطن الكبرى لا يعني أننا قررنا تبديل رسالة المجلة التي ستبقى في الأساس متضمنة في شعارها الذي رفعته وهو : “للنهضة، للأرض، للمعرفة” فنحن لسنا مجلة سياسية بل مجلة تنوير وثقافة، ولأن المجال السياسي كما أعلنا دوماً له مؤسساته ووسائل إعلامه ولأن صيغة المجلة كأداة تنوير وثقافة لاقت قبولاً واسعاً وأكسبت المجلة ثقة الجميع ودعمهم.

نأتي الآن إلى الموضوع الآخر وهو موضوع سعر بيع المجلة لنشير أولاً إلى أن الدخل الذي تحققه المجلة من بيع الأعداد في المكتبات أو بهمة بعض الأخوان بالكاد يغطي 30% من تكلفة إنتاجها، وطالما أننا لم نباشر بعد بتلقي الإعلانات أو الحصول على مداخيل من مصادر أخرى، فإن تغطية الباقي ستبقى معتمدة على مساهمة الأخوة الأمناء الذين يغطون مشكورين تمويل معظم ميزانية المجلة على سبيل التبرع والدعم. إن فكرة “الضحى” ليست قائمة على تحقيق الربح، ولا يمكن لمجلة ثقافة ورصينة أن تحقق ربحاً، ومن هذا المنظار فإننا نأمل من القارئ الذي يشتري المجلة أو يشترك بها أن ينظر إلى مساهمته في ضوء مساهمة الآخرين، وأن يكون سعيداً بإسهامه فلا ينظر إلى شراء المجلة من منظار السعر بل من منظار كسب الأجر والمساهمة في قضية تحمّل الخير لأسرته ولمجتمعه. ونحن، كما يقال، لن “نغتني” من زيادة سعر البيع أو رفع قيمة الاشتراك، بل القارئ هو الذي سـ “يغتني” لأنه يزيد إسهامه ولو بنزر يسير في قضية تستحق الدعم. وأي قارئ يمكنه أن يقارن حجم الزيادة في سعر مجلة (تصدر كل ثلاثة أشهر) مع ما يبتاعه كل يوم من أشياء بعضها ضروري وبعضها قد لا يكون ضرورياً بل ضاراً!

فصل الخطاب في قول المتنبي:
على قدرِ أهلِ العزمِ تَأتي العزائمُ وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ
والسلام..

العدد 14