الآفة
الآفة هي كل كائن حي، يلحق ضرراً مباشراً أو غير مباشر بالإنسان، مثل: الفيروسات – البكتيريا – الفطريات – النباتات الطفيلية العشبية – الديدان الثعبانية – العناكب – الحشرات – بعض الفقاريات.
المبيد
المبيد هو أية مادة كيميائية منفردة أو أي خليط من مجموعة مواد تكون الغاية منها الوقاية من أي آفة أو القضاء عليها أو تخفيض نسبة تواجدها، ناقلات الأمراض للإنسان، أو للحيوان، أو للنبات. إلا أن هذه المبيدات قضت على نسبة عالية جدا من الحشرات والفطريات والبكتيريا النافعة، وفي غياب الرقابة الدقيقة والتقيد بالأسس العلمية الصحية المنظمة لهذا الاستخدام.
عدم المعرفة بطرق وأساليب الاستخدام الأمثل للمبيدات وطرق الوقاية من أضرارها يؤدي الى: تلوث البيئة – الأرض – الثمار – النبات بشكل عام – مياه الينابيع والخزانات الجوفية – الحشرات والحيوانات والطيور النافعة…
المبيدات واخطارها
يقول الدكتور جابر الدهماني، أستاذ أمراض ووقاية النبات في كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات: «إن المبيدات الزراعية عبارة عن مادة أو خليط من مواد تستخدم في الزراعة لغرض معالجة الإصابة بالآفات الزراعية لكن جميعها تحتوي على مواد كيميائية سامة.»
وقد قدرت منظمة الصحة العالمية وبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، أن هناك ثلاثة ملايين عامل زراعي في البلدان النامية يتعرضون سنوياً إلى حالات تسمم شديدة، منهم ثمانية عشر ألفا يلقون حتفهم. كما إن التعرض للمبيدات الزراعية يؤدي إلى تطور الأمراض المرتبطة بالأورام الخبيثة – السرطانات، بالإضافة إلى تهيج الجهاز العصبي، واضطرابات أخرى تؤدي للوفاة، حتى عند المستهلكين الذين قد يتناولون المبيدات الزراعية التي نمت داخل الخضراوات والفواكه.
لمحة تاريخية
في أوائل القرن الماضي، كانت الحكومات تشجع على استعمال المبيدات لأنها اعتبرتها مظهراً من مظاهر الزراعة الحديثة. سنة 1957، اقتُرح مفهوم الادارة المتكاملة للآفات لأول مرة في لبنان.
المفهوم في ذلك الوقت كان «كافح فقط عندما تتجاوز الآفة عتبة الضرر الاقتصادي» لكن لم يكن مفهوم استعمال المبيدات الزراعية السامة متلازما مع مفهوم عتبة الضرر الاقتصادي.
أما في السنوات القليلة الماضية ونتيجة للدورات والمدارس الزراعية، فقد تطورت قليلاً مفاهيم استخدامات الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية.
تعريف الإدارة المتكاملة للآفات
هي مقاربة مستدامة لإدارة الآفات الزراعية عبر دمج الوسائل البيولوجية، الزراعية، الفيزيائية والكيميائية بطريقة تخفض المخاطر الاقتصادية، الصحية والبيئية إلى الحد الأدنى.
بحسب منظمة الاغذية والزراعة العالمية، الادارة المتكاملة تكون بالأخذ بعين الاعتبار وبشكل دقيق كل التقنيات المتاحة لمراقبة الآفة والتعديل اللاحق من خلال إدخال طرق مناسبة للحيلولة دون ازدياد معدل وانتشار الآفات الضارة ولإبقاء المعالجة بالمبيدات في مستويات تبرر وتخفف الأخطار المحدقة بالإنسان وبالبيئة.
مراقبة الآفات: الخطوة الأساسية الأولى في الادارة المتكاملة للآفات تكون من خلال معرفة أوقات ظهور الآفة وتكاثرها ومراحل تطورها بالإضافة الى معرفة أطوارها من بيضة حتى حشرة كاملة وما هو الطور الذي يسبب الضرر ومكان سباتها الشتوي.
مقارنة
الإدارة التقليدية في الإقتصاد | الإدارة المتكاملة للآفات في الإقتصاد | |
مزيد من التكاليف. | تحسين ادارة المحصول. | |
مزيد من الترسبات الكيميائية السامة. | تخفيض تكاليف الانتاج وزيادة الربح. | |
مزيد من تلوث البيئة بجميع عناصرها: الهواء، التربة، المياه… | بيئة نظيفة نوعا ما من خلال: تقليل استعمال المبيدات وتخفيض نسبة السموم، السماح للأعداء الحيوية بالتكاثر والاستيطان في البساتين. | |
مزيد من قتل وتخفيض أعداد الأعداء الطبيعية المفيدة التي تتطفل وتأكل الآفات الضارة. | العامل الاجتماعي من خلال: التحفيز على العمل التعاوني، بناء المجموعات، شبكة العمل، مهارات الاتصال، التعليم، العوامل الصحية، التوظيف، الخ…). |
يجب التحوّل من ممارسة تعتمد أكثر على المبيدات الى ممارسة تعتمد أكثر على طرق الزراعة الطبيعية وصولا الى العضوية ….
يجب على المؤسسات الرسمية إرشاد وتحفيز المزارعين على استعمال كل التقنيات المتاحة لإنتاج محصول زراعي ذي ترسبات منخفضة للمبيدات الكيميائية السامة إلى أدنى مستوياتها وضمن المعدل العالمي عن طريق إدارة الآفات على هذا المحصول مع المحافظة على التوازن الموجود في عناصر البيئة المتمثلة بالحشرات – الأمراض المفيدة – الانسان – التربة والمياه….
أهم مضار الآفات على المزروعات:
- تسبب خسارة كبيرة للمزارع بشكل مباشر وغير مباشر.
- خسارة بسبب النقص في الإنتاج.
- خسارة بسبب تدهور النوعية (اي يصبح الإنتاج غير قابل للتسويق)
- تشكل أحد أسباب ارتفاع كلفة الإنتاج من خلال المكافحة المتواصلة، التعريب والتوضيب والتسويق.
- المكافحة الخاطئة تسبب أضرراً جسيمة للإنسان وللبيئة بشكل عام بالإضافة الى ارتفاع كلفة الإنتاج.
ترقّبوا الجزء الثاني من المقال في العدد القادم لمعرفة الأمراض والحشرات التي تصيب شجر الزيتون، بالإضافة إلى طرق العلاج.