«أخلاقيات أصحاب المهن القانونية، شروط وأحكام»، دراسة قانونية، تأليف القاضي الدكتور غسان رباح: عضو المجلس القضاء الأعلى، والمجلس العدلي، سابقاً، أستاذ قسم الدراسات العليا في كليات الحقوق، ومعهد الدروس القضائية، بيروت، منشورات الحلبي الحقوقية، في 336 صفحة، من القطع الكبير، أهداها لذكرى سماحة الإمام هاني فحص، رمز الأخلاق، والمبادئ الوطنية السامية. بعد مقدمة، هناك ثمانية فصول مع أربعة ملاحق. تتحدث الفصول جميعاً عن سلوكيات واخلاقيات أصحاب المهن القانونية التي تبدأ حكماً بأخلاق القضاة، ثم المحامين، والمساعدين القضائيين، وكتّاب العدل، والأطباء الشرعيين، والمختارين، والوسطاء الماليين، والسماسرة، والوسطاء العقاريين، من حيث ما لهؤلاء، منفردين ومجتمعين، من سلطات قانونية أو شرعية، تكبر أو تصغر بحجم الأدوار التي يقومون بها في أقرار مبدأ العدالة، التي تقوم عليها الدول والسلطات المدنية، وفي جوانب أخرى التطور والإنماء المطردين في حياة الشعوب الحية، الآخذة بركاب الحضارات، والملتسمة لها في القرن الحادي والعشرين. وما يلفت بشدة في هذه الدراسة المستفيضة، تناول المؤلف موضوعي القانون والأخلاق بتوسع موضوعي، وبتمكن العارف، العالم بزواياهما المرجعية، وذلك بعرضه العديد من الأحداث والتجارب والتي عرضها بصفته القضائية، فكان شاهداً عليها، مفصلاً فيها، في الأحكام والسلوكيات بين ما كان تجاوزاً للقوانين المرعية الإجراء، أو تجاوزهما كليهما معاً. وهذا ما يحصل في هذه الأيام ، ما يعني أن لبنان اليوم في أزمة شديدة متفاقمة تنذر بأوخم العواقب، لا شيء إلا لأن المسألة وصلت إلى قدس الأقداس، إلى مناعة بعض القضاة، وإلى أخلاقهم التي لا مقول بعدها لحقوق أو لرجاء في قيام دولة مؤسسات تجمع اللبنانيين على هدف واحد، أو مساواة واحدة متى فقد القضاء والقضاة. إن الدخول في تفاصيل هذا الكتاب بتطلب إمعاناً في الشرح، كم حيث هو عمل أكاديمي نتركه لذوي الاختصاص من القضاة والمحامين، على ما في ذلك من تقارب شديد أو ربما التزام بين تنفيذ القوانين بحذافيرها والتمسك بالأخلاق بحذافيرها عند أصحاب المهن القانونية، ولكن لا بد من قول ما في أهمية كالب الدكتور رباح. لقد جاء في أوان الحاجة إليه ففتح أهلّة في زمن انعدمت فيه الأخلاق على معظم الصُعد. رحم الله من قال:
صـــلاحُ أمـــــرك للأخـــلاق مرجـعــــه فقوّم النفـــــــس بالأخــــــلاق تسـتـقـــم
فهل نستفيق أم نبقى نياماً؟ ألأيس في لبنان رجال مصلحون قبل فوات الأوان.