الخضار الخضراء اللون مصدر أساسي للماغنيزيوم الغذائي
الماغنيزيوم عنصر أساسي لصحة القلب والشرايين ومعالجة ارتفاع ضغط الدم
الماغنيزيوم
عنصر بالغ الأهمية لصحة القلب والشرايين
وعامل مساعد في معالجة ارتفاع ضغط الدمّ
النسبة الكبرى من الماغنيزيوم يمكن أخذها
من الخضار والبندورة والسمسم واللوز وبذر اليقطين
ماذا تعلم عن الماغنيزيوم وأهميته بالنسبة لصحتك؟ هل تعلم أن مئات الدراسات العلمية باتت تؤكد أن الحفاظ على مستوى جيد من الماغنيزيوم في خلايا الجسم يعتبر من أهم وسائل الوقاية من أمراض الشرايين والقلب ولاسيما ارتفاع ضغط الدم؟
هل أنت متأكد من أنك لا تشكو من نقص في هذا العنصر الحيوي وأنك تزيد بذلك مشكلة ارتفاع ضغط الدم التي قد تشكو منها، وحتى إن كنت مدركا لأهمية الماغنيزيوم فهل تسعى للحصول عليه مصنعا كمُكمِّل غذائي وهل تعلم أن في إمكانك تأمين نسبة كافية منه من خلال العديد من مصادر الغذاء الطبيعي.
فما هو عنصر الماغنيزيوم وما هي أهميته لصحة الجسد وكيف نتأكد من أننا نحصل فعلا على المعدل الكافي منه؟
بين المعادن التي يعتمد عليها جسمنا فإن الماغنيزيوم يأتي في المرتبة الرابعة من حيث الأهمية ومن حيث حجم تركزه في الخلايا، وهناك أكثر من 300 أنزيم تعتمد على الماغنيزيوم من أجل فعالية عملها، ويلعب الماغنيزيوم دورا مهما في العمليات البيوكيميائية للجسم ومن أهم هذه العمليات:
• تصنيع فوسفات الأدينوسين الثلاثي
• إرخاء الشرايين وبالتالي المساعدة على خفض ضغط الدم المرتفع
• دعم وظائف العضلات والأعصاب بما في ذلك عضلة القلب
• التكوين الصحيح للعظام والأسنان
• تنظيم سكر الدم وحساسية الأنسولين
الماغنيزيوم وصحة القلب
إن كنت مصابا بنقص في ماغنيزيوم الخلايا فإن ذلك قد يؤدي إلى تردي وظائف التمثيل الغذائي خصوصا على مستوى الخلايا، وهذا التردي يمكن أن يقود إلى مشاكل للقلب.
أضف إلى ذلك أن من الضروري أن يكون هناك توازناً بين معدني الماغنيزيوم والكالسيوم ، وتشير الدراسات إلى أن النسبة الأكبر من الناس، وبسبب عادات التغذية السيئة والتركيز على الأطعمة الجاهزة أو المعلّبة، لا تحصل على نسبة كافية من الماغنيزيوم هذه الأيام بينما هي تحصل على نسبة أكبر من المعدل من عنصر الكالسيوم، ومن المعروف أن النقص في الماغنيزيوم يتسبب في الانقباض المفاجئ والمؤلم للعضلات وهذا الأمر قد تكون له نتائج بالنسبة للقلب أيضا خصوصا في حال ارتفاع نسبة الكالسيوم في الجسم.
سبب أهمية الماغنيزيوم هو أنه يعمل كموصل كهربائي Electrolytes وهو لذلك بالغ الأهمية لكل النشاطات الكهربائية في الجسم. إذ بدون الموصلات الكهربائية مثل الماغنيزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم فإن الإشارات الكهربائية يصعب أن ترسل أو يتم استقبالها وبالتالي فإن قلبك لن يتمكن في غياب تلك الإشارات من ضخ الدم بصورة كافية إلى الدماغ والذي لن يستطيع العمل بصورة طبيعية.
تشرح الدكتورة كارولين دين هذه الحقيقية في كتابها “معجزة الماغنيزيوم” بالقول أن القلب هو أكثر أعضاء الجسم احتياجا لعنصر الماغنيزيوم ولاسيما البطين الأيسر المسؤول عن ضخ الدم المحمل بالأوكسيجين إلى خلايا الجسم، وهذا يعني أن القلب من دون كميات كافية من الماغنيزيوم لن يستطيع العمل بصورة طبيعية، وسيتسبب ذلك بمرض ارتفاع ضغط الدم واضطراب إيقاع القلب وخطر السكتة القلبية وكل هذه الأعراض تحدث نتيجة نقص الماغنيزيوم أو اختلال التوازن بينه وبين عنصر الكالسيوم.
وقد أثبتت دراسة نشرت هذا العام في المجلة الأميركية للغذاء العلاجي وشملت 240,000 شخص أن هناك علاقة أكيدة بين توافر عنصر الماغنيزيوم وبين إبعاد احتمال الإصابة بالسكتة القلبية أو الجلطات وبات العلماء ينسبون إلى هذا العنصر الحيوي أهمية لا تقل عن أهمية الفيتامين (د) D والذي لم تتضح مدى أهميته للعديد من وظائف الجسد أيضا إلا في العقدين الأخيرين.
فضلا عن ذلك فإن الماغنيزيوم يعتبر عنصراً مهما في تنظيف الجسد من السموم التي تتسرب إليه من البيئة الملوثة خصوصا في المدن، لاسيما وأن أهم مضاد للأكسدة في الجسم وهو عنصر الـ glutathione يحتاج إلى الماغنيزيوم لكي يعمل بفعالية.
أهمية الماغنيزيوم العلاجية
لقد أثبتت دراسة شاملة أخرى على أشخاص غير مصابين بأمراض القلب والشرايين أن وجود نسبة وافية من الماغنيزيوم في الجسم أدت إلى التالي:
• خفض 48% في احتمالات الإصابة بضغط الدم المرتفع
• خفض 69% في احتمالات الإصابة بمرض السكري المتأخر Type 2
• خفض 42% في احتمال الإصابة بتكلّس الشرايين
كما أثبتت الدراسة التي أجريت على 32,900 شخص أن وجود معدل جيد من الماغنيزيوم يؤدي إلى خفض ملحوظ في مؤشر أعراض الالتهابات وهو المسمى CRP الذي يمكن قياسه في فحص الدم. ويعتبر نقص مؤشر الالتهاب أحد أهم أسباب الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة.
أعراض نقص الماغنيزيوم
هناك فحوصات مخبرية يمكن أن تدل على معدل الماغنيزيوم لكنها ليست دقيقة بما فيه الكفاية نظرا لأن 1% فقط من هذا العنصر موجود في الدم بينما يوجد الباقي في مختلف خلايا الجسم ولهذا فإنه مع فائدة الفحص المخبري كمؤشر فإن من المهم الانتباه لأعراض نقص الماغنيزيوم التي قد تظهر أولا في إشارات مبكرة مثل فقدان الشهية والصداع والدوخة مع التقيّؤ والشعور العام بالضعف ونقص الطاقة الجسدية.
وفي الحالات الأكثر وضوحا فإن النقص المرضي في عنصر الماغنيزيوم قد يظهر في أعراض أكثر خطورة مثل:
• خدر في الأطراف والتنميل
• الانقباض المفاجئ والمؤلم في بطة الرجل عند مد الرجل وشدها Cramp
• تبدّل في المزاج الشخصي
• اضطراب إيقاع ضربات القلب
• الشعور بتقلص أو اهتزاز قوي ومتكرر في الشرايين
كيف تعزز معدل الماغنيزيوم في الجسم؟
تؤكد الباحثة الدكتورة سوزان شتاينبوم أن من الممكن الحصول على 370 ملغ من الماغنيزيوم من خلال تناول وجبات غذائية صحية وبالتالي دون الحاجة لتناوله كمُكمِّل غذائي على شكل أقراص. وأفضل غذاء يمكن تناوله لزيادة معدلات الماغنيزيوم في الجسم هو الخضار الخضراء الأوراق مثل البروكولي والسبانخ والسلق وأوراق الشمندر والخس، كما يمكن تناول الأفوكادو لاحتوائها على البوتاسيوم والذي يخفف من أثر الصوديوم على الشرايين. يجب أن يضاف إلى الخضار الخضراء اللون بذور اليقطين والكاجو واللوز والسمسم الغنيّة جميعها بالماغنيزيوم.
ويستحسن أن يضاف إلى ما سابق ثمار التوتيات مثل الفريز والتوت البري والتوت الشامي والفرامبواز وكذلك البندورة والبابايا والشمام واليقطين.
أخيرا، فإن الفائدة الأهم التي نستخلصها من الدراسات العلمية حول الماغنيزيوم هو الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه كعامل مساعد في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وهذا دائما بالطبع مع اتخاذ كافة الاحتياطات الأخرى الأساسية في الأمر مثل خفض الوزن الزائد والامتناع عن السكريات والنشويات قدر الإمكان وممارسة الرياضة وخصوصا المشي والابتعاد عن المؤثرات والمحرضات التي تسبب التوتر والضغط النفسي.