الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

المُجِدُّ المجاهد

ألا أيُّها الشيخُ المُجِدُّ المجاهدُ
حسيبٌ، وحسبُ الدارِ أنْ ذاعَ صيتُها
وعارفُها الصِهرُ الأمينُ على التُّقى
تباركَ بيتٌ َضمَّ فيه ثلاثةً

حَمَلتَ التُّقى إرثاً سما فيه والدُ
بأسعدِها، والشيخُ في القومِ رائدُ
بمسلكِه، وهْوَ التقيُّ المُكابدُ
وهل مثلُهم في الزُّهدِ زاهٍ وزاهدُ

بنَوا في حمى الرحمنِ خلوةَ ذكرِهم
أيا خلوةَ الشيخِ المُعمَّمِ بالنَّدى
سواعدُ أهلِ الحقِّ جادتْ وجاهدتْ
على دربِ حِفظِ الدينِ ساروا وشمَّروا
ففاضتْ بليلِ الذِّكرِ منها الفوائدُ
ويا معبداً ترنو إليه المعابدُ
وأعلتْ مقاماً، والشيوخُ روافدُ
فصانُوه من عصفِ الرَّدى وتعاهدوا
فما قيمةُ الدنيا، ولو فاض مالُها
وهل ينفعُ الأبناءَ جاهٌ وحُظوةٌ
بنى الوالدُ الفذُّ القصورَ بخلوةٍ
بساطةُ عيشٍ آمِنٍ، وأخوَّةٌ
ومعظمُ مَن فيها عدوٌّ وحاسدُ
إذا لم يحفظوا ما قد بَنتْه السواعدُ
وزيَّنها بالذِّكرِ قارٍ(1) وقائدُ
هي البيتُ، أمَّا غيرُها فزوائدُ
ألا يا حسيبٌ مذ حسِبتَ بأنَّها
فلم تُعنَ إلَّا بالثِّمارِ ولم تُعِرْ
هو الحقُّ والمعبودُ، لا حقَّ غيرُه
فمَن عاش قرناً كاملاً، وهْو راسخٌ
 

جناحا بَعوضٍ حرَّكتكَ المقاصدُ محاسنَها
بالاً، وفي البالِ واحدُ
ويا سعدَ عبدٍ، وهْو للهِ عابدُ
رسوخَ الروابـــي، فهْـــــــــو بـــــــــاقٍ وعـــــــــــــائدُ

صَرعتَ الهوى يومَ الشبابِ، مُقاوِماً
فشوقٌ إلى الأُخرى وتَوقٌ إلى النُّهى
ولم تَلوِكَ الأهوالُ يوماً، وفي الحِمى
إذا ما عوادي الدهرِ بالشرِّ زَمجرتْ
وما كنتَ إلَّا السَّيفَ، والصوتُ راعدُ
وما غيرَ ذاكَ الهمِّ هَمٌّ يُطارِدُ
فؤادٌ له كلُّ القلوبِ وسائدُ
حكتْ عنك دوماً بالثباتِ العوائدُ
هُمامٌ، ولو بانَ المَشيبُ، فلونُه
كذلك همْ أهلُ المكارمِ والتُّقى
حياةٌ مع الرحمن عاشوا بهاءَها
فحزمٌ وعزمٌ إنْ قضى الحقُّ والحِجى
صفاءٌ ونُبلٌ، حكمةٌ وقواعدُ
اْلأجاويدُ، نعمَ الأتقياءُ الأماجِدُ
فَجادوا وسادوا، ما لَواهُمْ تَقاعدُ
ولينٌ ودِينٌ دائماً وتعاضُد
أيا مُعصريتي أنتِ دوماً عَليَّةٌ
وواديكِ يَحكي ما حكاهُ شيوخُنا
ويا قمَّةً تعلو بإرثٍ مبارَكٍ
لئنْ غابَ عنَّا سيِّـدٌ قامَ سيِّـدٌ
تُحاكيكِ من أعلى الجبالِ الهَداهدُ (2)
وفي كل جِيدٍ من غِنـاهمْ قلائدُ
وسرٍّ من التوحيــدِ عالٍ وصامدُ
وصوتُ بني معــروفَ كالحقِّ سائدُ
أيا صائغَ التقوى بنفسٍ أبيَّةٍ
فمعهدُ إيمانٍ يُحاكي بعلمِه
ومعهدُ أخلاقٍ ولُطفٍ وحَنوةٍ ومعهدُ
جِدٍّ، والمواقفُ شيخُها
سبائكُها بين الأنامِ معاهدُ
اْلمعاهدَ جوداً، منهُ تالٍ وتالدُ (3)
على القومِ إمَّا هدَّدته المكائدُ
كريمٌ على دربِ الكرامةِ صاعدُ
أبيٌّ متى يُرجى الإباءُ، وزاهدٌ ومثلُ
الأبِ المِفضالِ عاشقُ حكمةٍ
عشقتَ الكتابَ المُستطابَ، كأنَّه
فعادةُ ختم النصِّ في كلِّ ليلةٍ
غفَوتُم، وإنْ تَغفُ العيونُ، فإنَّما
وفي كلِّ حالٍ عن حِمى الحقِّ ذائدُ
تجلَّتْ، ولا تَثنيه عنها الموائدُ
غِذاءٌ وماءٌ، دونَه العيشُ بائدُ
ويومٍ لها عندَ الكبارِ مَذاوِدُ (4)
على نغمةِ الآياتِ، والقلبُ ساهدُ
سلامٌ على مثواكَ، والقومُ حبُّهم
وسيلٌ من الأنوارِ يَهمي على الثَّرى

زَرعتَ الحقولَ السُّمرَ خيراً وحكمةً

شهاداتُ إخلاصٍ لكم، وشواهدُ (5)
فيُنعِشُه، والزَّرعُ بالخيرِ واعدُ

وها أنتَ جانٍ ما زرعتَ وحاصدُ

شهِدتَ لدين الحقِّ، حقَّاً، فأثمرتْ

وسيلاً من الرَّحْماتِ من كلِّ جانبٍ

شهاداتِ إخوانٍ لكم تتزايدُ

وفاءً لروحٍ طهَّرتْها الشدائدُ

هنيئاً أيا شيخَ الأجاويدِ والصَّفا
وبُشرى أيا شيخَ الجبالِ، لك الهنا
تسامَيتَ حتَّى توجَّتْكَ المحامدُ
عَلَوتَ، وما زادتْ عُلاكَ القصائدُ.

 

شروحات:

(1): قارٍ أي قارئٍ (مخفَّفة)
(2):الهداهد: جمع هدهُد
(3):التالد: الموروث أباً عن جَدّ
(4):المِذوَد: اللسان, جمع مذاوِد
(5):الشاهد جمعه شواهد: الدليل والبرهان

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي