الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

زراعة الخضار الصيفية

زراعــــة الخضــــار الصيفيــــة

مصـدر غـــذاء طبيعـــي يحمـــي صحـــة الأســـرة
ومصـــدر دخـــل وفيـــر للمزارعيـــن المحترفيـــن

حذار التسميد الزائد لأنه يضعف المحصول ويسبب الآفات
ويؤدي أخيراً إلى تملح التربة وقتل الكائنات المفيدة فيها

الخضار خصوصاً العضوية وغير المطهية هي المصدر الأهم للفيتامينات والأملاح والانزيمات والمعادن والألياف الطبيعية

جميع أمراض الخضار لا تحتاج الى مكافحة كيميائية
لوجود بدائل مثل المكافحة اليدوية والبيولوجية والعضوية

زراعة الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامة التي تلعب دوراً أساسياً في الإقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيداً للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله من حيث المعاملة، المكافحة، الري، التغذية، والقطاف ثم التوضيب، البيع، والتصنيع. ويتوزّع الاهتمام بزراعة الخضار بين مزارعين صغار هدفهم تأمين حاجة البيت من الخضار الطبيعية التي لا تدخل في إنتاجها المبيدات والأسمدة الكيميائية أو هرمونات النمو، وهي أساليب باتت مع الأسف شائعة، وهناك المشاريع الزراعية الصغيرة (من دونم حتى خمسة دونمات)، وهذه يستهدف أصحابها تأمين العيش أو دعم مداخيلهم بدخل إضافي يحصلون عليه من استثمار أرضهم، خصوصاً إذا توافرت لهم المياه. ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه الخضار في تحقيق الأمن الغذائي وفي رفع مستوى المعيشة وتدعيم الإقتصاد الوطني، نضع بين أيادي المزارع اللبناني، أكان محترفاً أو تقليدياً، هذا الموضوع الذي يتطرق الى سبل كيفية زراعة الخضار بدءاً من تهيئة الأرض حتى القطاف.

كانت زراعة الخضار في المناطق الجبلية حتى أربعينات القرن الماضي مقتصرة على الزراعة البيتية كجزء من الاقتصاد المنزلي الذي يشمل أحياناً تسمين الخراف أو تربية الدواجن، وكان الهدف سدّ حاجة سكان القرى الذين كان العمل في الأرض أسلوب حياتهم ومصدر عيشهم، أي أن الزراعة البيتية كانت جزءاً من حياة الكفاف التي طبعت اقتصاد الجبل، وقد حال دون التوسع فيها نقص المال والمعدات وعدم توافر المياه أو البنى التحتية مثل الطرق ووسائل النقل والخبرات اللازمة. لكن الزراعة لأغراض التجارة أو التسويق المحلي بدأت تتطور منذ منتصف القرن الماضي بسبب نمو المدن والقوة الشرائية للمقيمين فيها وتطور الاقتصاد عموماً، وقد اكتشف المزارعون تدريجياً الزراعة الحديثة ووجدوا فيها مصدر دخل وفير فبدأوا في تعلمها وإتقان فنونها. وقد نشأ عن ذلك تطور القطاع الزراعي في لبنان وتحوله إلى أحد أركان الاقتصاد، لا سيما وقد ذاعت في الدول العربية سمعة وجودة الإنتاج اللبناني. وزادت من قوة القطاع الزراعي خبرة اللبنانيين في استقدام أو تطوير أصناف جديدة مرغوبة من المستهلك اللبناني أو العربي، وتتمتع بخصائص وراثية جيدة ومتطورة من حيث قدرتها على مقاومة الآفات الزراعية وجفاف التربة وتأقلمها مع جميع أنواعها، إضافة الى قدرتها على إنتاج أكبر كمية ممكنة من الخضار مع مواصفات مميزة للبذور والثمار عن الأصناف السابقة. كما تطورت خبرة المزارعين في تنظيم عملية التسميد الذواب وطرق الري والمكافحة العضوية والكيميائية، وبات ممكناً تصدير الكثير من هذه المنتجات للأسواق الخارجية، إضافة الى تصنيع المنتجات الغذائية، خاصة الخضار التي لا تصلح للتسويق والإستهلاك الطازج.
عالم من التنوع
زراعة الخضار عالم واسع من التنوع، وهناك في لبنان محاصيل خضرية كثيرة شائعة تطلبها السوق والمزارع، وأهمها:

الفصيلة الباذنجانية تضم البندورة، البطاطا، الباذنجان، والفليفلة.
الفصيلة القرعية تضم الخيار والكوسا والبطيخ الأحمر والأصفر والقرع والقثاء، واليقطين.
الفصيلة الصليبية تضم الملفوف والقرنبيط واللفت والفجل، والبروكولي.
الفصيلة الخيمية تضم الجزر والبقدونس.
الفصيلة المركبة تضم الخس.
الفصيلة النرجسية تضم البصل والثوم والكراث.
الفصيلة الرمرامية تضم السلق، السبانخ، والشمندر السكري.
الفصيلة الخبازية تضم البامياء.

وتختلف إنتاجية هذه الأصناف حسب إختلاف عوامل الوقت والمعاملة والأحوال الجوية وطبيعة التربة وعمقها وصلاحيتها للزرع وإصابتها بالآفات الزراعية من حشرات وعناكب وفطريات وبكتيريا وفيروسات وغيرها. هذا بالإضافة إلى مدى توافر العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات أو زيادة إستهلاك عنصر غذائي أكثر من غيره مما يؤدي إلى ظاهرة عدم إمتصاص باقي العناصر.

أهمية الخضار كغذاء
تتصدّر الخضار على إختلاف أنواعها قائمة المواد الغذائية التي تقدم لجسم الإنسان ما يحتاج إليه من الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية، إضافة إلى وجود الألياف النباتية الهامة للتغذية وإستمرار الحيوية. فالإنسان منذ القدم أدرك حاجته لجميع أنواع الخضار الشتوية منها والصيفية فإعتمدها في قوائم طعامه اليومي.
لذا، فزراعة الخضار لها أهمية ملحوظة في تأمين جزء من الإحتياجات الغذائية للإنسان. والخضار هي نباتات عشبية حولية أو ثنائية الحول. الحول الواحد معروف بالموسم الواحد أي الخضار التي تزرع في وقت أقل من سنة على سبيل المثال: البندورة تزرع بدءاً من شهر نيسان في المناطق الساحلية حتى شهر حزيران في المناطق الجبلية، وتتوقف عن الإنتاج في شهر تشرين الثاني عند تدني الحرارة. الحولان أي موسمان وهي النباتات التي تعطي الجزء الذي يؤكل في الحول الأول والأزهار والبذور في الحول الثاني مثل البقدونس والسلق.
وتزرع الخضار سنوياً حسب حاجة السوق، منها ما تستخدم أجزاؤها للتغذية فقد تؤكل ثمارها طازجة أو مطبوخة مثل: البندورة، الملفوف، والبازيلا؛ ومنها ما تؤكل نوراتها الزهرية مثل: القرنبيط، والبروكولي؛ أو أوراقها مثل: الخس، البقدونس، السلق، والرشاد؛ أو جذورها مثل: الفجل، الجزر، الشمندر، اللفت، والبطاطا الحلوة؛ أو أبصالها مثل: البصل، والثوم.

تقسيم النباتات
تصنّف علوم النبات أنواع الخضار إلى مجموعات تجمع بينها خصائص مشتركة، وذلك بهدف تسهيل فهم خصائص كل منها ومتطلباته، مع العلم إن النباتات التي تنتمي الى فصيلة واحدة لا تتشابه جميعها في الحاجات والعمليات الزراعية من تغذية وري ومكافحة… ولا في الإحتياجات البيئية من حرارة وتربة… وتقسّم هذه النباتات الخضارية الى مجموعات عدة بحسب الجزء الذي يستعمل للتغذية، وهي كالتالي:
1. خضر ورقية: وتشمل الخضار التي تؤكل أوراقها وتضم: الملفوف، الرشاد، الجرجير، السلق، السبانخ، الخس، البقدونس، الهندباء، الكرفس، الشمرة، البقلي، والكزبرة.
2. خضر ساقية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الساق في التغذية سواء كانت هذه الساق هوائية كما في الهليون، أو ساقاً منتفخة كما في الكرنب، وإما ساقاً متحورة تحت سطح التربة مثل البطاطا، والقلقاس.
3. خضر جذرية: وتضم الخضار التي تؤكل فيها الجذور وتتضخم جذورها كما في الجزر، اللفت، البطاطا الحلوة، والشمندر.
4. خضر زهرية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الأجزاء الزهرية مثل: الأرضي شوكي، القرنبيط، والبروكولي.
5. خضر بصلية: وتضم الخضار التي تؤكل منها الأبصال سواء كانت هذه الأبصال ناتجة عن تضخم قواعد الأوراق كما في البصل؛ أو من تضخم براعم أبطية موجودة في قواعد الأوراق كما في الثوم.
6. خضر ثمرية: وتشمل الخضروات التي تؤكل ثمارها سواء أكانت ناضجة مثل: البندورة، البطيخ الأحمر والأصفر؛ أو غير ناضجة مثل: الخيار، القثاء، الكوسا، اللوبياء، الباذنجان، والبامية.
7. خضر بذرية: وتضم جميع الخضار التي تؤكل بذورها طازجة أو جافة كما في: الفاصولياء، الفول، الحمص، والبازيلاء.

النحل ضروري لتلقيح المحاصيل لكن المبيدات تهدّده بالزوال
النحل ضروري لتلقيح المحاصيل لكن المبيدات تهدّده بالزوال

الإحتياجات البيئية
تحتاج بعض أنواع الخضار الى تنشئة بذورها في مشاتل صغيرة سواء عبر وضع تلك البذور في أوعية خاصة أو وضعها في التربة مباشرة. بالنسبة للبذور الصغيرة مثل: البندورة، الخس، الفليفلة، والباذنجان، يتم بذرها قبل موعد الزرع بحسب النوع من 20 الى 45 يوماً في أتربة مشجّعة للإنبات، والتي تحوي عناصر غذائية، مثل التورب، مع تظليلها (بقطع من النيلون أو في البيوت الزجاجية إن وجدت) تنقل الشتول الصغيرة الى أوانٍ خاصة (صوانٍ أو كبايات صغيرة) لتسريع نموها مع إبقائها في الجو المظلل. بعد ذلك، تتم زراعتها في مكانها المعين عندما يصبح الجو ملائماً والأرض مهيئة. وتساعد هذه العملية في إستمرار النباتات في النمو مباشرة ومن دون الحاجة لتظليلها خاصة إذا كان الجو حاراً، مثل: البندورة، الفليفلة، الباذنجان، الخس، والملفوف.
ملاحظة إن الشتول التي تقلع من المشتل لتزرع في الحقل تفقد قسماً كبيراً من جذورها الماصة مما يؤدي الى تأخيرها مدة أسبوع على الأقل لتبدأ بتكوين جذور حديثة ومن بعدها تبدأ في النمو. لهذا تحتاج الى تظليل بعد الزرع مباشرة.
الموقع: يجب أن يكون في مكان مكشوف لا تتجمع فيه الرطوبة التي تؤدي الى تكاثر وإنتشار الأمراض وغير معرضة للرياح الساخنة التي تؤدي الى تلف الأزهار وجفافها، قرب الموقع من الطريق لتقليل الكلفة، ووجود نبع ماء أو خزان لتجميع مياه الأمطار.
التربة: تحتاج نباتات الخضار الى تربة جيدة الصرف، عميقة ومفككة، وصالحة للزراعة، غنية بالمواد المعدنية الضرورية لها.
الحرارة: تنمو نباتات الخضار في حرارة معتدلة الى حارة نسبياً كونها من الخضار الصيفية. تتراوح درجات الحرارة ما بين 15 الى 33 درجة مئوية. أما الحرارة التي تزيد على 33 درجة مئوية، توقف نمو النباتات وتمنع عقد أزهارها، كما في إنخفاض الحرارة عن المعدل المطلوب، مما يؤدي الى إنخفاض المردود الإقتصادي لهذه الزراعة.
الري: بشكل عام، جميع نباتات الخضار تحتاج الى ري ولكن بمعدلات مختلفة على سبيل المثال: تحتاج البندورة الى حوالي 20 لتراً من الماء في الاسبوع عند مرحلة جني المحصول. أما نبتة القثاء (مقتي)، فلا تحتاج لأكثر من 10 لترات ماء أسبوعياً. إن الخضار تستجيب بشكل جيد عند إشباعها بالماء والسماد وتعطي إنتاجاً ذات جودة وكمية عاليتين.
التسميد: تحتاج الخضار الى كميات متفاوتة من الأسمدة العضوية والكيميائية. بشكل عام، كلما كان حجم وتفرع وعدد الأوراق أكبر، تحتاج الى عناصر غذائية أكثر وتتفاوت حاجة النباتات الى هذه العناصر في مراحل نموها وحسب إنتاجها. فالنباتات الورقية مثل: البقدونس، الخس، والرشاد، تحتاج الى عنصر الآزوت أكثر من الفوسفات والبوطاس، كما أن الخضار التي تعطي ثماراً مثل: البندورة، البطيخ، واللوبياء، تحتاج الى الآزوت أكثر من غيره في مراحل النمو الأولى وتحتاج الى الفوسفور أكثر في مرحلة الإزهرار، والى البوطاس في مرحلة نمو الثمار لزيادة حجمها ونضجها.

مخاطر التسميد الزائد
إن الإفراط في زيادة كميات الأسمدة الكيميائية للخضار يؤدي الى تراجع الخضار عن المقاومة الذاتية للآفات الزراعية وتلف الثمار في وقت قصير وترسبه في التربة كأملاح معدنية وقتل بعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة، والتي تساعد النباتات على إمتصاص العناصر الغذائية مع الماء بعد تفكيكها وتحليلها وتحويلها كغذاء صالح للإمتصاص من قبل الجذور. مثلاً، يعطي الكثير من المزارعين لشتلة البندورة حوالي 100 غرام في الشهر من الأسمدة الكيميائية الذوابة (20-20-20 + عناصر صغرى) بينما تحتاج البندورة الى حوالي 30 غراماً من هذا السماد في الشهر ويقدم على دفعتين كل 15 يوماً.
أما الدونم الواحد فيحتاج بين 600 و1000 كلغ من الأسمدة العضوية المخمرة، والتي تؤدي دوراً كبيراً في تحسين خواص التربة والحفاظ على الرطوبة والحرارة. وهي الحاضن الطبيعي والأساسي للكائنات الحية الدقيقة والمساعد على تكاثرها، إضافة الى وجود بعض العناصر الغذائية فيه كالآزوت.
تهيئة الأرض قبل الزرع: تحرث الأرض حراثة أولى متوسطة بواسطة الجرار الذي يحمل السكك على عمق حوالي 40 سم مع إزالة الأعشاب البرية والحجارة إن وجدت التي تعيق العمليات الزراعية مثل الزرع، التسميد، الري، المكافحة، والقطاف، ثم حراثة سطحية على عمق 15 سم تقريباً بواسطة الفرامة أو العزاقة لتكسير الكتل الترابية ولتنعيم وتسوية سطح الأرض أو التربة. من المفضل أن تقسم الأرض الى خطوط متساوية أو أثلام أو مساكب لمعرفة سعة الأرض من الخضار المنوي زراعتها. بعد تقسيم الأرض، يوضع السماد العضوي في أماكن الزرع ويفضّل خلطه مع التراب لتحسين خواصها وإمداد النبات بالمواد الغذائية اللازمة، إضافة الى وضع محيط الجذور مفكك وسهل لتغلغلها بين حبيبات التراب. وأخيراً، تمدّد شبكة الري المعدّة خصيصاً لهذه الغاية ليتم بعدها الزرع حسب المسافات بين الشتلة والأخرى ومتوازية للنقاط الذي يمد الشتلة بالماء مباشرة اثناء عملية الزرع.

المكافحة العضوية تعتمد على الخل والحرّ القارس والثوم ومقطر الزعتر مع إمكان استخدام برش الصابون البلدي والكبريت الغروي والجنزارة

التعشيب: إن عملية العزق أو التعشيب هي من العمليات الهامة التي تحتاج اليها زراعة الخضار لأن الأعشاب تزاحم نباتات الخضار على الغذاء والماء، وتكون الناقل والحاضن لبعض الآفات الزراعية من أمراض وحشرات مشتركة ضارة، ومما يؤدي بالتالي الى إنخفاض الإنتاج.
المكافحة: تصاب نباتات الخضر بآفات عديدة تندرج تحت مجموعتين: الأمراض تسببها الفطريات، البكتيريا والفيروسات؛ والمجموعة الثانية تسببها الحشرات والعناكب، ومن المفضل أن تكون المكافحة متكاملة.
أهم الأمراض: اللفحة المتقدمة، اللفحة المتأخرة، الرمد، التبقع، الفوزاريوم، التبقع، والفيروسات. وهناك الحشرات الضارة مثل المن والذبابة البيضاء والدودة راعية الأوراق ودودة الثمار والدودة الخياطة والبسيلا، وهناك اخيراً العناكب مثل الأكاروز والحلم.
لا تحتاج جميع أمراض الخضار الى مكافحة كيميائية متخصصة بل نستطيع أن نقي الكثير من الخضار بواسطة المكافحة: الميكانيكية، البيولوجية، العضوية.
المكافحة الميكانيكية: أي يجب إزالة النباتات المصابة خاصة بالفيروس وحرقها، كما يجب إزالة الأعشاب البرية التي تنمو عليها بعض الآفات الضارة. يجب التقليل من الرطوبة المحيطة بالنبات والجذور خاصة في مرحلة النمو الأول (بعد الزرع).
المكافحة البيولوجية: تتم بواسطة الأعداء الطبيعية للآفات الضارة مثل أسد المن، أم علي سيري، المتوفرين بوفرة في الحقول التي لا تعامل كيميائياً.
المكافحة العضوية: منها ما يحضر منزلياً خاصة لمكافحة الحشرات من خل صابون التفاح (500 ملل) والفليفلة الحارة القارس (حوالي 50 غراماً) ومقطر القصعين أو الزعتر أو النعنع (50 غراماً) مع القليل من برش الصابون البلدي ويضاف كبريت غروي إذا كان الخضار مصاباً بأمراض فطرية. تضاف جميعها الى 20 لتر ماء وتخلط جيداً وترش على النباتات. والمكافحة العضوية أيضاً تتم بواسطة المبيدات العضوية المتوفرة في الصيدليات الزراعية منها الجنزارة وكبريت الزهرة. يخلط جيداً 1 كيلو كبريت الزهرة مع 200 غرام جنزارة (مادة نحاسية من مصدر موثوق)، ويتم تعفير هذا الخليط على النباتات في بداية نموها مثل الباذنجانيات، القرعيات والبقوليات. ويعمل الكبريت والجنزارة على منع إصابة الخضار بالفطريات والتقليل من إصابتها بالأمراض البكتيرية والفيروسية وإعاقة تكاثر ووصول الكثير من الحشرات والأكاروز الى أجزاء نبات الخضار لإمتصاص عصارتها وقضم بعض أجزائها. فهذا الخليط يشكل طبقة فاصلة، نوعاً ما، بين الآفة وجدار النبات. لكن، ينصح بعدم إستخدام الخليط في حرارة تزيد على 32 درجة مئوية، وفي الأيام التي تزداد فيها الرطوبة. وبعكس ما هو سائد ومعروف منذ القدم، يجب أن لا يكون التعفير باكراً على الندى لأنه يتجمع في أماكن حاملة للندى على أجزاء النبتة مما يؤدي الى حرقها وتبقى أجزاء غير محكمة بالكبريت مما يسمح بدخول الآفات. ومنذ سنوات عدة، بدأت تتوفّر في لبنان مبيدات عضوية متخصصة.
جني المحصول: تقطف ثمار الخضار عند مرحلة النضج تدريجياً التي تحدد باللون مثل: البندورة والبطيخ الأصفر؛ بالحجم مثل الكوسا، الخيار، واللوبياء؛ بعدد الأيام مثل البطاطا. والخضار الورقية تحدد بالحجم مثل الخس، البقدونس، والهندباء.
التوضيب والتسويق: من المفضل أن يتم فرز الخضار الثمرية حسب الحجم والنوعية ووضعها في عبوات صغيرة مكشوفة لأن هذا يساعد على تسويقها بوقت أسرع وبأسعار أعلى. يستحسن بيع الخضار الطازجة الى المستهلكين مباشرة.
التصنيع: هناك العديد من الخضار صالحة للتصنيع وبطرق وأشكال عدة:
صناعة المجففات: بعد تقطيع الثمار الكبيرة الى أجزاء صغيرة مختلفة الأشكال، مثل: البندورة، اللوبياء، البامية، والكوسا، توضع في الأجهزة المعدة للتجفيف أو في أماكن مظللة وقليلة الرطوبة ويجب أن لا تتعرض الى أشعة الشمس المباشرة، بالإضافة الى حمايتها من الغبار والشوائب التي تؤدي الى تلفها.
صناعة التوابل المجففة: بعد قطاف الثمار وتقطيعها أو قطع جزء من نباتات الخضر الورقية، تجفف في الظل لتصبح خالية من الرطوبة نوعاً ما، بعد ذلك يتم تنعيمها مثل: النعنع، الصعتر، المردكوش، والحبق؛ أو طحنها مثل: الفليفلة الحمراء، البصل، والثوم.
صناعة العصائر: الثمار الكبيرة والمشوهة في الشكل والتي لا تصلح الى التسويق وغير المصابة بأي مرض أو حشرة، يعمد الى عصرها وتقديمها طازجة كما في الجزر، والبندورة.
صناعة المخللات: الثمار التي لا تصلح للبيع أو التصدير، تغسل وتنظف وتعد الى تقطيعها وترتيبها في آوانٍ زجاجية وتوضع في محلول من الماء والملح عيار 1 ملح الى 7 أو 8 ماء تقريباً، كما في كبيس الخيار، القثاء، الفطر، الفليفلة، اللفت، القرنبيط، والجزر؛ أو تكبس في زيت الزيتون كما في الفليفلة الحرة، صعتر الخلاط، اللوبياء، والباذنجان المكدوس.
صناعة المربيات: تصنع من بعض أنواع الخضار المربيات، حيث تقطف الثمار بعد نضجها كما في اللقطين؛ وقبل النضج وهي في حجم صغير كما في الباذنجان.
صناعة المقطرات: إن بعض النباتات العطرية هامة جداً من حيث فائدتها الغذائية والطبية والإقتصادية للإنسان خاصة في مرحلة الإزهار مثل النعناع، والصعتر.
صناعة المركزات: إن بعض ثمار نباتات الخضار في غذائنا طازجة ومصنّعة، كما في البندورة، الفليفلة الحلوة والحارة؛ والثمار غير الصالحة لهذه الغاية تحضّر لتركيزها بعد غسلها وإزالة الشوائب منها، ثم تركز على حرارة الشمس أو النار مثل: رب البندورة، الكاتشب، ورب الفليفلة.

الري-بالنقطة-أكثر-الوسائل-فعالية-في-زراعة-الخضار
الري-بالنقطة-أكثر-الوسائل-فعالية-في-زراعة-الخضار
استنبات-شتول-الفليفلة-من-البذور
استنبات-شتول-الفليفلة-من-البذور

 

 

 

 

 

 

 

 

يرقة-أسد-المن-أكثر-أعداء-المن-شراهة-وفعالية
يرقة-أسد-المن-أكثر-أعداء-المن-شراهة-وفعالية

 

الدورة الزراعية
تعني “الدورة الزراعية” عدم زراعة محصول الخضار نفسه أكثر من موسم في المكان نفسه. ويفضّل إتباع دورة زراعية ثلاثية أي كل ثلاث سنوات من فصائل مختلفة. مثلاً: تزرع الأرض في الموسم الأول بنبات الخيار الذي يتبع الفصيلة القرعية. في الموسم القادم، تزرع نباتات اللوبياء التي تنتمي للفصيلة البقولية. وفي الموسم الثالث، تزرع بنباتات البندورة التي تتبع فصيلة الباذنجانيات. لأن نباتات الخضار التي تنتمي للفصيلة الواحدة تحتاج تقريباً الى العناصر الغذائية نفسها، ولكن بكميات ونسب مختلفة وتحمل بعض الأمراض مثل: الرمد، اللفحة؛ والحشرات المشتركة مثل: الدودة الخياطة، المن الأخضر، الذبابة البيضاء؛ وتطفل عليها النباتات المتطفلة نفسها مثل الهالوك (الجعفيل) التي تنمو على جذورها ولا تسمح بمرور إلا القليل من الغذاء الى القسم الموجود فوق سطح التربة من النبتة مما يؤدي الى هلاكها.

تأصيل نباتات الخضار
إن تأصيل النبات يستوجب الأخذ في الإعتبار عوامل عدة هامة. يجب مراقبة النبتة خلال الموسم لمعرفة قدرتها على تأقلمها مع المناخ والأرض المزروعة فيها، مقاومتها للأمراض والحشرات الضارة، تحملها للعطش، وأيضاً مراقبتها من حيث النمو الخضري الجيد للخضار الورقية والإنتاجية العالية للأزهار والثمار، بالإضافة الى شكل الثمار المتناسق وجودتها العالية من حيث الحجم واللون والطعم، هذا في الخضار الثمرية أما في الخضار الدرنية، فتجمع الدرنات الصغيرة بعد القلع لتزرع في الموسم القادم كما في البطاطا. تجمع بذور الخضار الورقية والزهرية بعد نضجها وتحفظ للموسم الذي يليه بعد تجفيفها ونقعها لمدة دقيقتين في محلول نحاسي مثل: البندورة، الفليفلة، القرنبيط، والباذنجان.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading