«إِنّي ربّما خَلَوتُ بنفسي، وخَلَعتُ بَدَنِي، وصِرتُ كأنِّي جوهرٌ مُجرَّد بلا بَدَن، فأكونُ داخلاً في ذاتي راجِعاً إليها، خارجاً من سائر الأشياء، فأرى في ذاتي من الحُسْنِ والجَمال والبَهاء ما أبقى له باهتاً مُتعجّباً، فأعْلَم أنّي جزءٌ مِن أجزاء العالَم الأعلى الفاضِل الشريف…»، هذه التجربةُ الرُّوحيّة ذات البُعد الأفلاطوني هي ما نقله القدماءُ عن كتاب «أثولوجيا-الرُّبُوبيّة» ونَسَبُوه خطأً إلى أرسطو، وهو في الحقيقة مختارات باللغة العربية من كتاب «التاسُوعَات» (Enneads) للفيلسوف المصري-اليوناني أفلوطين (Plotinus) (القرن الثالث للميلاد)، الذي شاركَ مُعلِّمَه أمونيوس ساكاس (Ammonius Saccas) (انظرْ العدد السابق من «الضّحى») في تأسيس مدرسة «الأفلاطونية المُحْدَثة»، ذاك الكتاب الذي جَمَعه تلميذُه فورفوريوس الصُّوري (Porphyry) في ست مجموعات تتألف كلٌّ منها من تسع مقالات.
وإذا ما وُسِمت هذه التجربة الرُّوحيّة بالبُعد الأفلاطوني ذلك أنّ مفاهيمَ أفلاطون في المُثُل وخلود النَّفْس و«الواحد» والفضيلة، والعدل والحب والخير والجَمال، قد تركت تأثيراً كبيراً لدى أفلوطين وتلامذتِه «الأفلاطونيين المُحْدَثين» من بعده. فقد حَرَص أفلوطين في مشواره الفلسفي الرُّوحي على تحليل المبادئ والفضائل الأفلاطونية الأساسية، حيث نجد تعاليم أفلاطون الأخلاقية، خصوصاً من مُحَاورات «فيدون» (Phaedo)، و«فايدروس» (Phaedrus)، و«الجمهورية» (Politeia)، و«المائدة» (Symposium) في صميم نظريات أفلوطين في تاسوعاته لا سيّما حول الفضيلة بكونها الصفة الجوهرية المُتَأصِّلة في النَّفْس البشريّة، وطَهَارة النَّفْس وصَفَائها في تَأمُّلِ المُثُلِ العُليا والحقائقِ الخالدة الأزلية وارتقائها نحو «العالَم الأعلى الشريف»، عالَم العقل الكونيّ «نوس» (Nous)، بحسب المفهوم الأفلاطوني.
وهناك إشارات إلى مُحَاورات ومبادئ أفلاطونية في جميع أعمال أفلوطين، وهو قد اعتمدَ «الصُّوفِيّةَ الرُّوحَانيّة الإصطِفَائيّة» (Eclectic Mysticism)، أي تلك التَّوفِيقيّة الرَّاقِيَة، لِمَا هو أَقدس وأرقَى في جميع التعاليم، وتَحدَّثَ عن «الحِكْمَة المُقَدَّسَة» (Theosophia) التي ثمة رموز وإشارات إليها لدى أفلاطون، وفي كُلّ التعاليم والأديان.
استِنَارة وجدانية
لكن كيف تغذّى أفلوطين على رحيق تعاليم أفلاطون التي هي جوهر فلسفته؟ قال فورفوريوس في كتابه «حول حياة أفلوطين وترتيب أعماله» إنّ شَغَف مُعَلِّمه بالفلسفة دَفَعَه للإستماع إلى العديد من محاضرات المُفَكِّرين في الإسكندرية لكنّه كان يعود حزيناً ومُحبَطاً إلى أنْ أرشَدَه صديقٌ إلى أمونيوس ساكاس، فَسُرَّ بمُحاضَراته أيما سرور: «هذا الرجل هو ما كنتُ أبحثُ عنه». فقد استمالَه بتعاليمِه عن النَّفْس وخُلودِها ورُقِّيَها و«التَأمُّل العقليّ» (theoria) الرُّوحاني، فَلَزَمَهُ أحدَ عشرَ عاماً، لينضمّ فيما بعد إلى حملة الإمبراطور الروماني غورديان الثالث (Gordian III) الفاشلة ضدّ الفُرْس أَمَلاً بتَقَصِّي أثر التعاليم الفارسية والهندية. وقال فورفوريوس إنّ أفلوطين «كان يَعْلَم الأسرارَ بَديهيّاً وتلقائياً من خلال استِنَارَتِه الوجدانية».
في الفترة الأخيرة من حياته، كَسَبَ أفلوطين احترامَ الإمبراطور الروماني غالينوس (Gallienus) وزوجته سالونيكا (Salonica)، وحاول إقناعه بإعادة إعمار مستوطنة مهجورة في «كامبانيا» (Campania) في إيطاليا لتكون مدينة للفلاسفة على أن تحمل اسم «مدينة أفلاطون» (Platonopolis) يعيش فيها السُّكّانُ وفق المبادئ والسُّنَنِ التي تَحدَّث عنها أفلاطون في مُحَاورة «القوانين» (Nómoi)، لكنّ الإمبراطور تراجع عن مَنْح هِبَة ماليّة لتمويل هذا الهدف المنشود لأسبابٍ لم يَطَّلِع عليها فورفوريوس، الذي نَقَل هذه المعلومات، غير أنّ صديقاً من أصل عربي اسمه زيثوس (Zethios) (زيد؟) وهبَه قبل وفاته جزءاً من ميراثه وقطعةَ أرضٍ ومنزلاً في «كامبانيا»، ذلك الذي قَضَى فيه آخر أيام حياته.
وكَتَبَ أفلوطين مادة «التاسوعات» على مدى 17 سنة، بدءاً من العام 253 ميلادي وحتى فترةٍ قصيرة سَبَقَت وفاته في العام 2070 ميلادي، وجَمَعها تلميذُه فورفوريوس، كما سبق القول، في مجموعاتٍ ست تتألّف كُلٌّ منها من تسع مقالات، ولهذا السبب سُمِّيَت «تاسوعات» (Enneads). ولم يكن أفلوطين قادراً على مراجعة نصوصه لشِحٍّ في نَظَرِه، فترك هذه المهمة وترتيبها لتلميذه فورفوريوس، الذي قام بدوره على أكمل وجه.
أنْ نصبح مُقدَّسين كالعالَم العُلُوي!
أضاء فورفوريوس الصُّوري على الفضائل الأفلاطونية كما شَرَحها أفلوطين في التاسوعتَين 1 و 2. وأشار إلى تدرُّجٍ رباعي للفضائل: الفضائل السياسيّة المُتَعلِّقة بالنِّطَاق العَمَلِي والمدني، والفضائل التطهِيريّة المُتَّصِلة بتَنقِية النَّفْس وصفائها وارتقائها من طينيّة الجسد، والفضائل النظرية المُتَعلِّقة بتأمُّل النَّفْس في المُثُل، ومن ثم تلك الفضائل الأرقى المختصّة بتأمُّل النَّفْس مباشرةً في عالَم «العقل الكونيَ» الشريف.
وصنَّف فورفوريوس المقالات التسع في المجموعة (التاسوعة) الأولى من «التاسوعات» بأنّها تختصّ بالأخلاقيات. فنظرية أفلوطين الأخلاقية تُناقَش في المجموعة الأولى، المقالة الثانية من «التاسوعات» تحت عنوان «الفضائل»، حيث يُحلِّل أفلوطين الفضائلَ الأساسية الأربع لدى أفلاطون: «الحِكْمَة العَمَلِيّة» (phrónēsis)، و«الشَّجَاعة» (andreía)، و«العَدَالة» (dikaiosýnē)، و«ضَبْط النَّفْس» (sōphrosýnē)، مُشدِّداً على طبيعة النَّفْس العقلانيّة والتأمُّلية. ويُضِيء أيضاً على أهمية الجَدَل المنطقي الحِواري (ديالكتيك) (Dialectic) لدى مُعلِّمه المُلهِم أفلاطون في ما يتعلّق بـ «التطهير العقلي للنَّفْس» (katharsis) وهدفه الإرتقاء بها.
وفي المقالة السادسة من المجموعة الأولى أيضاً من «التاسوعات» الموسومة بـ «حول الجَمَال»، يشير أفلوطين أيضاً إلى تلك الفضائل الأفلاطونية قائلاً: «فإنّه كما قيل في الأيام الخوالي، ضَبْط النَّفْس والشَّجَاعة والعدالة وكُلُّ فضيلة هي تنقيّةٌ وتطهير، وكذلك الحكمة بحدّ ذاتها… فضَبْط النَّفْسِ ما هو إلَّا النأي عن المُتَع الجسدية، والشجاعة هي عدم الخشية من الموت، وتكمن عظمة النَّفْس في التَرفُّع عن كُلّ تلك الأمور، فالحكمة هي نشاطٌ عقلي ينأى عن تلك الأشياء في الأدنى ويقود النَّفْس رقياً إلى تلك في الأعلى»، فأَرقى مَراقِي العدالة في النَّفْس لديه هو عروجها نحو العقل الأسمى.
ويفتتح أفلوطين المقالة الثانية «حول الفضائل» بسؤالٍ عن تحرُّر النَّفْس من الشُّرور في العالَم الدُّنيويّ: «بما أنّ تلك الشُّرور هي هنا، وباقية هنا بالضرورة، والنَّفْسُ تنشد الفرار من الشُّرور، فينبغي أن نفرّ من هنا، لكن كيف يكون هذا الفرار؟». لقد وجدَ أفلوطين الإجابة على سؤاله في مُحَاورة «ثياتيتوس» (Theaetetus) الأفلاطونية: «أَنْ نصبح قَدَر الإمكان مُقدَّسين كالعالَم العُلُوي»، ولا سبيل إلى هذا التماثُل إلَّا بفضيلة الحكمة، أي أسمى المبادئ في الكون.
الوَجْد الصُّوفي العِرْفَاني
أمّا من ناحية التجربة الرُّوحانيّة الفريدة لأفلوطين، فهي تُماثلُ الوَجْدَ الصُّوفي العِرْفاني، الذي هو بمثابة تأمُّلٍ عقليّ فِكْرِيّ رَاقٍ (Noetic ascent)، ترقى فيه النَّفْسُ الفاضِلَة المُتَعَالِيّة (Transcendental) إلى المَلأ الرُّوحاني العقلاني الأعلى، أولاً بطَهَارتها، ومن ثمّ بالإستغراق في حقيقتها (على خُطَى «إِعْرَفْ نَفْسَك»)، من ثمّ في «شُهُودها العِرفاني». ويشير أفلوطين في مقاربته الماورائية إلى إمكانية أن تَرتَقِي النَّفْس بهذا التأمُّل إلى أعلى مَراقِي عالَم المعقولات من دون محدودياتٍ، بل بصفائها وطهارتها وتأمَّلها في العُلُويات. فالفضائل بالنسبة إليه هي قوى من المعقولات موجودة في النَّفْس تستمدّ وجودَها من عالم العقل الأعلى، لذا تكون النَّفْس قادرة للعودة إلى عالَم المُثُل العقلية والتشبّه به. فهدفُ الإنسان الفاضل الحكيم إذاً هو أن يصبح أشبه بالعالَم العُلُوي، عالَم المعقولات المثالية، بصفائه ونقائه.
والفضيلةُ بالنسبة إليه «تُعَقلِن» النَّفْسَ «بجزئها الأعلى» في تأمُّلها الذاتي لعالَم المعقولات. فكُلُّ فضيلة لدى أفلوطين هي تنقيّةٌ وتطهير، وكُلُّ نَفْسٍ نقيّة تغدو كمبدأ المُثُل. فالنَّفْسُ الفاضلة ترتَقِي عقليّاً من دون الجسد إلى العالَم الأعلى الشريف، عالَم الخير والحَقّ والجَمَال.
أفلوطين الأفلاطوني
وأمام هذا الحضور القوي لمثالية أفلاطون، أجرى الباحث دايفيد يونت (David Yount) مقارنةً بين «ماورائيات» (metaphysika) أفلاطون ومثيلتها لدى أفلوطين لا سيّما في المجموعة الأولى من تاسوعاته، حيث يُقارِن بين مفهوم «الواحد» في محاورة «بارمينيدس» (Parmenides) الأفلاطونية (انظرُ عدد «» رقم 31) و«الواحد» لدى أفلوطين (التاسوعة 1 المقالة 3، والتاسوعة 6 المقالة 5)، ومن ثمّ التَّماثُل بين «الواحد» و«الخير» لدى الفيلسوفَيْن. فأفلاطون يُؤكِّد في «الجمهورية» أنّ «الخير» أرقَى من كَينُونَة الوجود الماديّ (einai)، و«فوق كلِّ ماهية» (Ousia)، وذلك ما ردّده أفلوطين في أكثر من «تاسوعةٍ» له.
مدرسة «توبانغن»
تؤكّد مدرسةُ «توبانغن» (Tübingen) الفلسفية المُتخصِّصة بأفلاطون منذ خمسينات القرن الماضي، أنّ «ماورائيات» أفلوطين تُشبه إلى حَدٍّ كبير «العقائد غير المُدَوَّنة» لأفلاطون (راجِعْ العدد الأسبق من «الضّحى»)، التي أشار إليها أرسطو وألمحَ إليها تلامذةُ الأكاديمية الأوائل وعلى رأسهم سبيوسيبوس (Speusippus)، بما يُثبِت أنّ «الأفلاطونية المُحْدَثَة» (Neo-Platonism) هي قراءة في عقائد أفلاطون غير المُدَوَّنة التي كان ينقلها إلى الخاصة من تلامذته شَفَهِيّاً. وترى هذه المدرسة الفِكْرِيّة أنّ أفلوطين كان استمراراً لفِكْرٍ ماورائي إنّما بدأه أفلاطون وتَبَلوَر في مُحَاوراته واستمرّ مع نُخبْة تلامذته، ويُؤكِّد ذلك وجهة نَظَر أفلوطين بحدّ ذاته الذي شَدَّدَ على أنّه فحسب مُفَسِّرٌ مُخلِصٌ لعقائد أفلاطون، ولو على طريقته الخاصة.
لكنّ معظمَ الباحثين المُخَتصّين بفلسفة أفلوطين دأبَ على التَّغافُل عن تجربته الرُّوحانيّة الصُّوفِيّة أو أنّ هؤلاء قد أخفقوا في تفسيرها وفَهْم أعماقها – فطريقة أفلوطين في وَصْف هذه التجربة الفريدة والشُهود الوَجْدي لا سابِقَة لها في تاريخ الفلسفة اليونانية.
التأمُّل الجَمالي الشُّهُودي في «الواحد»
«الواحد» عند أفلوطين مُتَعالٍ فوق الكِثرة والصِّفات والأرقام والأعداد وفوق كُلّ كينونةٍ، يفيضُ بالموجودات، بدءاً من الفيض الأول «العقل-نوس» الذي يُقارِن مع الـ «ديميورج» (Demiurge) في مُحَاورة «تيماوس» (Timaeus) الأفلاطونية، الذي يتأمَّل (يَعِي) «الواحدَ» أبداً، وهذا «العقل الكونيّ» يحوي كُلّ شيء من واحدٍ رياضيّ وأزواجٍ وكِثْرة وتَعَدُّدية وإمكانات، مستودع المعقولات والموجودات المُمكِنَة والأفكار وبالتالي المُثُل، وغاية تأمُّل الكائنات هي الإتّحاد به.
وإنّما هذا الارتقاءُ الرُّوحاني نحو «الإتّحاد بالعقل» يتمُّ بالتأمُّل الجَمَالي الذي أضاء عليه أفلاطون في مُحَاورتِه «المائدة»، لا سيّما عند تَحدُّثه عن «سُلَّم الحُبّ الارتقائي» (Ladder of Love) تَدَرُّجاً في تأمُّل «الجَمَال»، وهو مِثالٌ من أرقَى المُثُل. وقد وَضَع أفلاطون وصف هذه التجربة الروحية على لسان الفيلسوفة ديوتيما (Diotima) في المُحَاورة المذكورة مع مراحل رقي ذلك السُّلم نحو «بحر الجَمَال»، أي إلى مِثَال «الجَمَال» (وأقصى الجَمال هو «أن نصبح ذلك الجَمال بحد ذاته» بحسب قوله)، ومن ثمّ إلى ما هو أعلى وأرقَى، أي مِثَال «الخير الأسمى» (كما في «الجمهورية»)، الهدف النهائي للإرتقاء «الشُّهُودي»، كمثل نورٍ يظهر مُشِعَّاً للنَّفْس المُتَرَقِيّة على هذا النحو، وهو أشبه بـ «الفَيْض العِرفاني» أو «التَّبَدِّي النُّوراني» كما لدى أهل التصوُّف. وثمة تَشابُه مع الفِكْر الأفلاطوني أيضاً في التاسوعة 5 – المقالة 8 تحت عنوان «حول الجَمَال المُدرَك بالعقل».
إذاً، التجربةُ الرُّوحيّة عند «الشيخ اليوناني» (كما أسماه العرب) أفلوطين هي انتقالٌ من المفهوم النظري في الفلسفة إلى المنحَى العَمَلِيّ التطبيقي في مسائل مثل «تطهير النَّفْس» وتزكيتها، والإرتقاء تأمُّلاً في عوالِمِ الحقيقةِ والوَجْدِ والذوقِ الرُّوحاني. وهذا المنحَى الدِّيني الصُّوفيّ عند أفلوطين يُشبِه «النَّشْوَة الرُّوحانية» (Ékstasis) أو الإنجذاب أو الوَجْد الصُّوفيّ في نوعٍ من «الرؤية أو الكَشْف الإِلهَامِي الحَدْسِي» (بما يُشبِه «وحدة الشُّهود» Intuitive unveiling vision)، فتَتَحقّق فضيلة كاملة في نَفْسِ مَنْ يَتَأمَّلها. كما لدى الفِكْر الصُّوفيّ الذي تأثَّر به لاحقاً واستقى من مَنَاهلِه.
انتقلت مسحةُ أفلوطين الصُّوفية ببُعْدِها الرُّوحِي الأفلاطوني إلى أوغسطين (Augustine) والأكويني (Aquinas) ومن ثمّ إلى الفلاسفة المُسلمين، الكندي والفارابي وابن سينا وغيرهم، بل نجدها حتى في إشراقات الأفلاطونيين المُحْدَثين العرب، وفي الشُّروحات على أخلاقيات أرسطو، وقد تركت تأثيراً عميقاً لدى أهل التصُّوف ومواجيدهم، وعند «إخوان الصفا»، ومَنْ جاء بَعدهم… ونقِفُ هنا!