الجمعة, تشرين الثاني 15, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, تشرين الثاني 15, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

مَوقعَةُ بَيروتَ ومقتلة أمراء تنوخ

مَوقعَةُ بَيروتَ ومقتلة أمراء تنوخ

الأمــراء التنوخيــون يدفعــون ضريبــة الــدم الباهظــة
فــي التصــدي للحملــة الصليبيــة علــى فلسطيــن

تعتبرُ موقِعةُ بيروت أولى المعاركَ التي خاضها التنوخيون دفاعاً عن عروبة لبنان، ومحطةً بارزةً حدّدت بوضوحٍ عمق التزامهم بالدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه تمسكهم بأرضهم التي ارتوت بدمائهم وعرق جبينهم. وتُعدّ هذه الموقعة نموذجاً عن التضحيات التي تكبّدها الموحدون الدروز عبر تاريخهم جرّاء الدور الذي ارتبط برسالتهم المشرقية، وهو دور الدفاع عن الثغور الإسلامية والذود عن حياض الدولة الإسلامية مهما كانت التضحيات. ويفخر الموحدون الدروز أنهم كانوا دوماً أوفياء لهذا الدور، ولم يترددوا في أي وقت وبغض النظر عن حجم القوى المعتدية عن أداء ضريبة الدم والتصدي لتلك القوى بإيمان وعزم.
وقبلَ الحديث في هذا الموضوعِ نورد نصَّيْنِ لكاتبينِ ثقتيْنِ، كيْ يتعرَّفَ القارِىءُ عنْ كثَبٍ علَىْ التنوخيين، فيعلْمَ ما كانوْا عليْه مِنِ حميْد المنهجٍ وعلُوِّ الكلِمَةِ، ويُدرِكَ حجْم التضحيات التِّيْ قدّموها قبل أَنْ يُثبتوُاْ أقدامهُمْ أمراء للجبل ولمناطق واسعة من لبنان. قالَ الشًّيْخُ علَمُ الديّنِ سُليمْاَنُ بْنُ حُسيْنِ بنِ نصْرِ فِي كتَابِ «دُرَّةِ التَّاجِ» وَسُلَّمِ المعراجِ فِي معْرِضِ حديْثِهِ عَنْ آلِ تنْوخَ: «مُلُوْكٌ سابقةٌ وجُدُوْدٌ فائِقَةٌ، حاربُوْا الإفْرَنج بسيوْفٍ بارقَةٍ وأسنَّةِ خارقَةِ، لبثوُا فِي الغرْبِ مدَّةً مِنَ الزَّمَانِ تتداوَلُ أيامهُمْ بالوسْعِ والإمكَانِ، شيدَّوا الإسلاَمَ ورفعوا في دحْضِ الكُفرِ الأعلاَمَ. أقاموْا شعائَر الدّينِ والتزموْا الشّرائِعَ الإسلاميَّةَ فيْ الحلاَلِ والحرامِ فوقَّرهُمْ كلُّ منْ لهُ مقامٌ، علماَءُ حكماَءُ شهداءُ فِيْ الطّاعَةِ، أبرارُ وأخياَرُ لهُمْ في الدّينِ الوراعَةُ، أظهرُوْا الفنوْنَ وأبهرُوْا العيوْنَ وطرّزوْا كلَّ صناعةٍ، فرسانُ شجعانٌ عُرفتْ بهمْ الوقائِعُ، كتبوُاْ بأقلامِ الطبقاتِ وبلغَتَ مكارمهُمُ الزّيادَاتِ، ولهُمُ العطايَا الفاخراتُ وفضلُ العاداتِ. ملوكُ زمانهِمْ بالعزّ والرّعاياتِ، ملكوْا ثغْرَ بيروتَ بقصورِ عمرّوهَا وقلاعٍ حصّنوهَا وحروْبٍ شهدوْها».
وقالَ الشّيْخُ محمّدُ الأشرفانِي: «ولمَّا توجّهَ ساداتُ الصّحابَةِ إلَى فتوْحِ الشّامِ، أَتَى فخْذ مِنَ التَّنوخيّيْن لنصرتهِمْ, وخرجوْا إلى ثغْرِ بيروُتَ بعددهِمْ وعدَّتهِمْ، ورفعوُاْ في دحْضِ الشّرْكِ الأعلاَمَ وأقاموْا شعائِرَ الدّيْنِ، وضربَتْ سيوفهُمُ البارقَةُ رقابَ المشركيْنَ وملكوْا بلاَدَ الغرْبَ وجبل بيروْتَ. ولمْ تزَلْ تتداوَلُ بالسَّعْدِ أيّامُهم ويعلُوْ مقامهُمْ وينفُذُ كلامهُمْ وترتفِعُ أعلامهُمْ وتخضَعُ لهُمُ الرّجالُ المجيدة، وتفِدُ عليهِمِ الوفوْدُ العديدَةُ، وتعرفُ بهِمِ الأفعًالُ الحميدةِ، ويقابلوُنَ الملوُكَ الشّديدَةَ، حتّى خافتهُمُ الأعداءُ فيْ البّرِ والبحْرِ، وحكَمَ لهَمُ الدّهرُ بتتابُعِ النَّصْرِ. فرسَان شجعان كتبة بأعلَى الطّبقاَتِ، حكمَاء كرماء لهُمُ العطايَا الفاخراَتُ، والعدْلُ فِي الرَّعَايا ومكارِمُ الأخلاقِ والمزَايَا».
هَذانِ النَّصاَّن يعطيَانِ صورَةً مشرِّفة عَنِ التنّوخيّيْنَ الأوائِلِ، وهذا مع العلم أن التوخيين لم يشتهروا بالشجاعة والبطولات الحربية بل أن مؤرخي ذلك العصر أفاضوا في الحديث عن أخلاقهم المَلَكيّة وورعهم وتمسكهم بالدين الحنيف وشرعته، ولم يذكر التاريخ أنَّ أحدَاً من أمراء تنوخ تعاطىَ منكرَاً، أَوْ عدَلَ عنْ مستقيْمِ الصراطِ، أوْ ظلمَ رعيَّة.
ولمّا برَزَ الطّالِعُ السّعيْدُ الميمُوْنُ في مصْرَ، أقبل التنوخيون علَى الدّعوَةِ الهادِيةِ المهديَّةِ. وكانَ منهُمْ دعاةُ بارزوْن قاموْا بواجبهِمْ في نشْرِ تعاليْمِ هذا المسلك الإسلامي الزهدي بين رعاياهُمْ وترسيخِهِ في نفوسْهِمْ، لكن قبْلَ أنْ تنقضِيَ المائَةُ الأوْلى علَى ظهورِ الدّعوَةِ التوحْيدِيَّةِ، أقبَلَ الصّليبيوْنَ الإفرنج مِنْ مختلفٍ أنحَاءِ أوروبَّا وافتتحوْا مدينَةَ نيقية في بلاد الأناضول سنة 1097م ثم مدينة أنطاكيَة سنة 1098م وأقامُوْا فيْ منطقة الرها أولى ممالكِهِمْ في الشرق واستمروا قرابة قرنين من الزمن (1097-1291م) مصدر قلق وبؤرة إزعاج ومصدر تهديد للعالم الإسلامي والعربي ومقدساته.
ولمَّا كانَ هَمُّ الإفرنج الأولُ الوصوْلَ إلى القدْسِ فقد زحفوا جنوْباً ومرُّوْا بالسواحِلِ اللبنانيّةِ دونَ أنْ يتعرَّضوْا للمدُنِ القائمةِ على الشواطِئ فلم يلقوا مقاومة تذكر بإستثناء بعض المناوشات التي لم تكن لتؤثر على تقدمهم وزحفهم نحو بيت المقدس، والتي احتلوها سنة 1099م وجعلوها مملكة بقيادة «غودفري دي بويون». لكِنَّ التّنوخيّيْنَ القاطنيْنَ في منطقَةِ الغرْبِ والجبالِ المحيْطَةِ ببيرُوْتَ والمطلَّةِ عليهَا استفزهم مشهد الحملات الصليبية في توجهها نحو القدس الشريف واجتياحها لذرى الإسلام فقرروا، وعلى الرغم من عدم تكافؤ القوى، التصدي والقيام بواجبهم في مقاومة هذه الحملة ومحاولة وقفها وردها على أعقابها.
وبالفعل، فقد انطلق التنوخيون إلى مواجهة الحملة الصليبية بقيادَةِ الأميْرِ عُضْدِ الدّولَةِ عليّ، وقطعُوْا الطريْقَ على الغزاةِ عندَ منطقَةِ نهْرِ الكلْبِ، وهْوَ ممرُّ إجباريَّ ضيّقٌ محصوْرُ بيْنَ الجبالِ والبحْرِ، لا بُدَّ لكُلِّ مَنْ يجتازُ السّواحِلَ منَ المروْرِ فيهِ فكانَتْ معركُة نهْرِ الكلْبِ سنَةَ 495هـ-1099م أوَّلَ معركَةٍ بيْنَ الإفرنج وبين التّنوخيّين، والذين استبسلُوْا في القتال وتمكنوا من وقف الحملة في ذلك الموقع. لكنّ التنوخيين قليلي العدد لم يتمكنوا من حسم المعركة بسبب التفوق الكبير في الجيوش والسلاح بينهم وبين جحافل الصليبيين، مما اضطرهم إلى الانسحاب نحو المرتفعات والعودة إلى مواقعهم وحصونهم.
يذكر أن شجاعة التنوخيين وبسالتهم في التصدي للإفرنج لفتت أنظار الأمير دقّاق السلجوقي، فأضاف إلى إمارتهم المشتملة على الغرب وبيروت إمارة صيدا، وقدّم لهم المساعدات اللازمة لتحصين المدينتين. أما الصليبيون الإفرنج فقد أضْمَروا الحقد للتنوخيين وأسرّوه في أنفسهم. فلَمْ يكَدْ يستقرّ بهِمِ المقامُ بعْدَ فتحهِمْ لمدينةِ القدْسِ حتَّى توجهت أنظارهم إلى المدن الساحلية التي كانت كثيراً ما تضايقهم أثناء تنقلهم بين أنطاكية والقدس، فوجهوا حملاتهم نحوها، فأول ما سقطت مدينة عكا ثم تبعتها جبيل سنة 1104م، وسقطت بعدهما طرابلس سنة 1109م، فتفرغوا للثأر من التنوخيين لأن معركة نهر الكلب وما حل بهم خلالها من خسائر بقيت في ذاكرتهم.
جمَعَ الملِكُ بُولدوِن، وهو أحَدُ أمراَءِ فرنْسَا المشاركيْنَ فِي الحملَةِ الصَّليبيَّة، جيوشه وجعل «برتران» قائداً لفرسانه وقصَدَ مدينَةَ بيروْتَ فِيْ العَامِ 504 للهجرَةِ، وحاصَرَهَا مدَّةَ شهرَيْنِ، فصَمَدَتْ المدينَةُ التنُّوخيَّةُ التِيْ كانَتْ بقيادَةِ الأميْرين التنوخيين عُضْدِ الدولة وشُجاعِ الدَّولَة وجَماعَةٍ مِنْ أقارِبِهِم، وكان من أهم الأسباب التي ساعدت بيروت على الصمود ثلاثة رئيسية هي:
-1 وجود المدينة على مقربة من منطقة جبلية حصينة، وحواجز طبيعية صعبة لا يمكن اجتيازها إلا عبر ممرات إجبارية ضيقة المسالك تسهل فيها إقامة الكمائن وحرب العصابات.
-2 وجود سور قوي متين عالٍ يحيط بالمدينة، معزز بحامية متيقظة تستميت في الدفاع عنها، فلا يمكن أخذها على حين غرة.
-3 وجود الأسطول الفاطمي الذي قدم من مصر لنجدة مدينة طرابلس ولكنّه وصل متأخراً بعد سقوطها بثمانية أيام فتحول للدفاع عن بيروت وصيدا.
وللتغلب على هذه العقبات الثلاث جمع الإفرنج سفنهم وتوجهوا بها إلى بيروت، ثم شرعوا في ب ناء برج متحرك لينصبوه على سور المدينة بما يمكنهم من تسلق أسوارها وفتح ثغرات في دفاعاتها. فلما أتموا صنعه زحفوا به واقتربوا من السور، لكنّ التنوخيين قذفوه بالحجارة الثقيلة من المنجنيق الذي كانوا يحسنون استعماله، فحطموه. صنع الإفرنج برجاً آخر فلم يكن مصيره بأفضل من مصير سلفه، ومن ثم تمكّن الأسطول الفاطمي من التغلب على مراكب الإفرنج التي أرسلوها إلى شواطئ المدينة، فاستولوا على بعضها واستمروا في تمويل المدينة التنوخية مما مكّنها من مقاومة الحصار وإطالته مدة أكثر.
عندئذ استنْجَدَ بُولْدوِن بإفرَنْجِ السَّواحِلِ وأُمَراءِ المَرَدَةِ في شمال لبنان والأسطول الأوروبي المرابط في ميناء جنوى الإيطالي، فنَهَضَ إفرَنْجُ الشَّمالِ وتَجَمَّعُوا مَعَ المَرَدَةِ في جُبَيْل، بينَمَا اجتَمَعَ إفرَنْجُ الجَنوْبِ فِيْ مَرْجِ الغازيَّةِ قُرْبَ صَيْدَا، وتَحَرَّكَ الفريقَانِ فِيْ يَوْمٍ واحِدٍ باتِّجاهِ بيروْتَ ودَهَمُوْا الغرْبَ صبَاحَاً فغدروا بسكانه ونَهَبُوْهُ وأحرقوْهُ، ثم قتلُوْا وأسرُوْا مَنْ وَجَدُوْهُ. فلَمْ ينْجُ مِنْ أهلِهِ سِوَىْ الغائبيْنَ والجالين والمختبئيْنَ، فقُتِلَ مِنَ الأمرَاءِ التنوخيين الأميْرُ مُوسَى بْنُ إبراهيْمَ بْنِ أبِيْ بَكْرِ المنذِرِ وأولادُهُ الصِّغارُ والأميْرُ قاسِمُ بْنُ هشَامِ بْنِ أبي بَكْرٍ وَوَلَدُهُ الأميْرُ إدريْسُ، والأميْرُ مَوْدُوْدُ بْنُ سَعيْدِ بْنُ قابُوْسَ وَوَلَداهُ الأميْرُ أَسَدُ والأميْرُ زُهَيْرُ، والأميْرُ مالِكُ بْنُ مصطَفَى بْنِ عَوْن والأميْرُ عُبَيْدُ بْنُ مِعْضَادِ بْنِ حُسَامِ والأميْرُ يَحْيَى بْنُ الخُضْرِ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيْ وأخوْهُ الأميْرُ يُوسُفُ والأميْرُ عَلِي بْنُ حَليمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ فَارِسِ الفَوَارِسِيْ وأولادُهُ وإخوتُهُ وبَنُو عمِّهِ. فانقطعَتْ بموتهم سلالَةُ بنِيْ فوارِسٍ. ولَمْ يبْقَ مِنَ الأمرَاءِ سوَى الأميْرُ بُحْتُرَ بْنِ الأميْرِ عُضْدِ الدَّولَةِ، الَّذِيْ هربَتْ به والدتُهُ إلَى عَرَمُوْنَ، حيْثُ بقيَتْ هناكَ إلَى أَن انجلَتِ الحملَةُ الصَّليبيَّةُ عَنِ الغرْبِ، وفي هذه الأثناء وصل الأسطول الجنوي فأنزل بالأسطول الفاطمي هزيمة قاسية، فتابعَتْ جموْعُ الصَّليبيِّينَ طريقَهَا إلَى بَيْرُوْتَ وشدَّدُوْا الحصار عليْهَا من كل الجهات في البر والبحر، فتمكنوا من اختراق أسوارها وافتتحوْهَا عُنْوَةً وأقاموا فيها مذبحة رهيبة قاسية ذهب ضحيتها الآلاف واستشهد الأميْرُ عُضْدِ الدَّولَةِ عَلِيُّ فضُمَّ اسمُهُ إلَى أسماءِ أكثر من 20 أميراً تنوخياً سقطوا شهداء في الدفاع عن العمق العربي الإسلامي لجبل لبنان، واعتبر مع رفاقه من الأبطال الصناديد الشرفاء الذين سطروا ببذلهم وتضحيتهم ملحمة لا يزال التاريخ يسجلها بأحرف من نور، ولا يزال الأبناء والأحفاد يتذكرونها بكثير من الأسى والفخر والاعتزاز. وقد وَصَفتُ هذه الموقعة بهذه المقطوعة الشعرية المؤرخة:

نَفَـــــــى الـنـــــــَّـوْمَ عَـــــــنْ عَـيْـنـــــــَـيَّ شَــــــــرُّ جَـحَـافِــــــــــلٍ
صَـلِـيْـبِـيَّـــــــــــــــةٍ تَـغْـــــــــــــــزُوْ الـبِـــــــــــــــلادَ وَتَـنْـهَـــــــــــــــبُ
أَتَــــــــوْا مـــــــِنْ بِـــــــلادِ الـغَــــــــرْبِ يَـبْـغُــــــــوْنَ مَـوْطِـئــــــــاً
لأَقْـدَامِـهِـــــــــــــمْ فِـــــــي الـشَّــــــــرْقِ بِئْـــــــسَ الـتَّـطَـلُّــــــــبُ
وَفِـــــــْي زَعْـمِـهـــــــِـمْ يَحْمُــــــــوْنَ مَـهْـــــــــــــــدَ نَـبِـيِّـهِـــــــــــــــمْ
فَـأَحْـبَــــــــطَ مَـسْـعَـــــــــــــــاهُـمْ تَـنُـــــــــــــــوْخٌ وَيَـعْـــــــــــــــرُبُ
تَـفَـانَــــــــوْا حُـمَــــــــــــــــاةً لِـلـدِّيَــــــــــــــــــــــارِ قَـسَــــــــــــــــاوِراً
لُـيُــــــــوْثَ وَغَـــــــــــــــىً مِنْهـــــــَا الـعِـــــــــــدَى تَـتَـهَـيّــــــــــــــَـبُ
سُــــــــرَاةً أُبَــــــــــاةً نَـاهِـضِـيْــــــــنَ إلــــــــــــــَى الـعُـــــــــــــــلَـىْ
وَخُلْـقُـهُــــــــــــــــمُ سَــــــــــــــــامٍ رَفِـيْــــــــــــــــــــعٌ مُـهَـــــــــــــــذَّبُ
رِمَـاحُـهُـــــــــــمُ تَـفـْــــــــــــــري صُــــــــــــــدُوْرَ خُصُـوْمِـهِــــــــمْ
وصَــــــــارِمُـهُــــــــمْ عَـضْـــــــــــبٌ يَـمَـــــــــــــــانٍ مُـخَـضَّــــــــبُ
تَصَـــــــــــــدَّوْا لَهُــــــــــــــمْ مُـسْـتَـبْـسِـلِـيــــــــــــــْـنَ بِـقُـــــــــــــــوَّةٍ
وَلـــــــَمْ يَحْـــــــذَرُوْا سَـيْــــــــلَ الـجُـمُـــــــــــــــوْعِ وَيَـرْهَـبُــــــــوْا
قَضـــــــَىْ مِـنْـهُــــــــمُ الآلاف نُـجْـبـــــــــــــــــــــا فَوارِســــــــــــــا
وَكُـلُّـهُـــــــــمُ نَــــــــــــــــــــــدْبٌ كَـمِـــــــــــــــــــــــيٌّ مُـجَـــــــــــــــرَّبُ
دِمَــاؤُهــــــــــــــُــمُ أَرْوَتْ تُـــــــــــــــــــــــــرَابَ جُـدُوْدِهِــــــــــــــــمْ
وَرَايَـاتُـهُـــــــــــــــمْ فــــــــــــــَوْقَ الـسِّـمَـاكَـيْـــــــــــــــنِ كَـوْكَــــــبُ
هَـــــــــــــــوَوْا فِـــــــيْ دِفـــــــَـاعٍ عَـــــــنْ عُـرُوْبَــــــــةِ أرْضِـهِـــــمْ
تَـسَـــــــامَـى لَهُـــــــمْ فِـــــــيْ الخُلـــــــْـدِ هَــــــــامٌ وَمَـنْـكِــــــــبُ
وَأَثْــــــــوَوْا كِـرَامــــــــــــــــاً فِـــــــيْ مَـوَاطِــــــــنِ عِـزِّهِـــــــــــــــمْ
يَـسُـــــــحُّ عَـلَيْـهِـــــــــــــــمْ مِـــــــنْ ذُرَى المَجْــــــــدِ صَـيِّــــــــبُ
عَـرِيْـنُـهُـــــــــــــــمُ الـمِعْـــــــــــــــطَـاءُ أَرَّخَتْـــــــــــــــهُ حِـمـــــــــىً
وَمَـنْـزِلُـهُـــــــــــــــمْ زَاهِـــــــــــــــيْ الـمَـنَـاقِــــــــبِ طَـيِّـــــــــــــــبُ
سنة 504 هـ

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading