عندما تنعطف بك طريق الصلّيب بإتجاه ظهور الكحلونية – مزرعة الشوف، ينتابك شعور وكأنك في روض غناء معلق بين السماء والأرض تمتع ناظريك بما تراه من سحر فاتن، وطبيعة خلابة حباها الله لهذه البقعة الجميلة من شوفنا الحبيب. لذا فإنك ترى كل شيىء جميلاً من حولك. فتطالعك من جهة الشرق محمية أرزالشوف الفائقة الروعة والجمال والآخذة في التمدد على طول المحيط الحيوي لجبل الباروك المشهور بغابات أرزه الأربع المنتشرة في المعاصر والباروك وعين زحلتا وبمهريه مظللة قرى الشوف الأعلى المنتشرة في سفوحه، وهو ما كان يطلق عليه في الماضي القريب “الشوف الحيطي”، حيث يتكىء بعضها على كتف وادي مرج بسري الخلاب قبل أن تغمره مياه السّد المنوي إنشاؤه لتأمين مياه الشفة لبيروت وضواحيها. فيقابلها لجهة الغرب عدد من قرى وبلدات “الشوف السويجاني”، وتقف المختارة بين هذين الشوفين العزيزين شاهداً على تطورهما ونموهما.
هناك، على تلك الهضاب المشرفة على كل ما حولها، يلفتك مشروعان كبيران هما في غاية الأهمية، جرى تنفيذهما منذ فترة وجيزة، ستاد السويجاني الرياضي، والمعمل المخصص لفرز النفايات في المنطقة قد تظن للوهلة الأولى ان الدولة هي المبادرة إلى تنفيذهما، نظراً للتكلفة المادية التي تستوجب إنشاء هكذا مشاريع. لكن سرعان ما تظهر لك الحقيقة جلية، فتستدرك بأن الدولة التي كانت ولا زالت غائبة او مغيبة ومنذ عقود من الزمن عن كل ما تحتاجه هذه المنطقة من مشاريع إنمائية وتنموية لا ناقة لها ولاجمل بكل ما يجري في منطقة الجبل بشكل عام والشوف بشكل خاص وهو بأمس الحاجة لها، وبخاصة في المجالات الصحية، والبيئية، والإقتصادية، والإجتماعية، والتربوية، والإنسانية.
بين أولئك الذين تعاقبوا على العمل الطوعي في منطقة الشوف السويجاني وكان لهم الفضل في ما أنجز من مشاريع إنمائية، وبالأخص المشروعان المشار اليهما، ثلاثة من كبار المهندسين المشهود لهم بالخبرة والكفاءة الذين تعاقبوا على رئاسة اتحاد بلديات الشوف السويجاني. المهندس سمير الفطايري الذي يعود له الفضل الأول في شراء العقار الذي بني عليه معمل فرز النفايات وستاد السويجاني. الدكتورة نهى الغصيني التي أشرفت على البناء والتشغيل. المهندس يحي أبو كروم الذي يواكب عملية التطوير والتشغيل في آن حتى أصبح يستوعب حوالي مئة طن من النفايات الصلبة. ويتولى حالياً استكمال البناء في الملعب من مدرجات ومضمار للركض وغيرها من الأقسام التي يسعى الإتحاد لتنفيذها، بالإضافة الى جهود رئيس بلدية بعقلين الأستاذ عبدالله الغصيني.
الغصيني: كان همنا تطوير مهارات الشباب وقدراتهم
الدكتورة نهى الغصيني الرئيسة السابقة لبلدية بعقلين ولإتحاد بلديات الشوف السويجاني تحدثت لـ عن دورها في إنشاء المجمع الرياضي في منطقة السويجاني، فقالت: نحن كإتحاد كنا نتطلع الى شبابنا الشوفي، فنرى وجوهاً تشع بالطموح والأمل، متسلحين بما تزودوا به من علم ومعرفة .. انهم شباب مدرك متفوق وطموح.. بهم نسمو الى غد واعد ونتطلع الى أفق منير. بهم نفخر ونكبر. بهم نتحدى ونطمئن الى مستقبل سعيد يوفر لمجتمعنا الشوفي الحياة الفضلى. ولفتت بأن اتحاد بلديات السويجاني يسعى الى تحصين حيوية الشباب الشوفي وحمايتها، وتحويل طاقاتهم الشبابية الى مصدر ابداع وتفوق. يقيناً منه أن الأمم الناجحة هي تلك التي تستمد قوتها من دفق الشباب الذي لا تعيقه المصاعب ومن ارادته التي لا تقهر. وانطلاقاً من ايماننا بدور الشباب الحيوي في مجتمعنا، وأهمية ممارسة الرياضة على مختلف أنواعها في تطوير مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم سعينا الى إنشاء مجمع رياضي ضمن نطاقه الجغرافي يكون مفتوحاً أمام جميع الشباب الشوفي واللبناني. ولتفعيل هذه المشاريع ووضعه قيد التداول. وضعت له البرنامج العملي وقدمت التصاميم المعمارية اللازمة له، آملة أن يتحمس المستثمرون لتنفيذ هذا المشروع الحيوي في منطقتنا مما ينعكس ايجاباً على شبابنا وشاباتنا، امل مستقبلنا. ولفتت بأن المجمع بوشر بتنفيذه على العقارات 1341و1343و1344 ذات المساحة الإجمالية البالغة 38180 م م من منطقة الكحلونية العقارية، ويسمح تصميم هذا المجمع الرياضي بتنفيذه على مراحل متعددة نظراً لكلفته العالية التي تصل الى مليون وثمانماية ألأف دولار اميركي.
وذكرّت الغصيني أن شبابنا في الناديين المصنفين إتحادياً، نادي شعلة الكمال الرياضي – بعقلين، ونادي التعاضد مزرعة الشوف، يتكبدان مشقات مادية جمة لمتابعة تدريباتهم الرياضية خارج منطقة الشوف السويجاني نظراً لعدم وجود ملاعب رياضية تسهل عليهم متابعتهم للتدريبات الرياضية في منطقتنا.
وفي تفاصيل المشروع أوضحت الغصيني أن مشروع الـ ستاد الرياضي يتشكل من عدة أقسام:
أقسام المجمع
القسم الأول: ملعب لكرة القدم وهو ما تم إنجازه مع حارات للجري حوله ومدرج يستوعب حوالي الألفي مشاهد. تبلغ مساحة هذا القسم حوالي 1500م.م القسم الثاني: وهو ناد رياضي يأخذ شكل عصفورين ذي جناحين خافقين نحو العلى، يستريحان لفترة عند تلة الصلّيب. يحتوي هذا النادي على صالتين مقفلتين، واحدة لملعب كرة السلة والأخرى لرياضة السباحة. وفي الفسحات الخارجية للنادي تم تصميم مسبح خارجي للكبار وآخر للأطفال مع شرفة واسعة تشكل امتداداً خارجياً للمطعم والمقهى الملحوظين داخل المبنى. القسم الثالث: حديقة عامة فيها مساحات لممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية مع مواقف للسيارات تخدم جميع اقسام المجمع. تبلغ مساحتها ستة آلاف م.م
بالإختصار يحتوي النادي الرياضي على الوظائف التالية:
صالة مقفلة لملعب كرة السلة مساحتها837م.م
صالة مقفلة للمسبح مساحتها837م.م
صالات رياضية عديدة مساحتها 611م.م
مطعم ومقهى داخل المبنى مساحته488م.م
مسبح مكشوف للكبار مع مسبح للصغار مساحتهم372م.م
شرفات حول المسابح الخارجية مساحتها 1730 م.م
مشالح وأدواش ووظائف أخرىمساحتها 405م.م
الإدارة مع قسم العناية التمريضية ومدخل المشروع 379م.م
مستودعات مساحتها 140م.م
المساحة الاجمالية للطابق السفلي مستوى المسبح الخارجي 1480م.م
المساحة الإجمالية لباقي المبنى مستوى المدخل وما فوق2700م.م
ويبقى الباب مفتوحاً للأيادي الخيرة التي بإمكانها مساعدة الإتحاد في تحقيق هذا الحلم، بحيث يتجلى الإتحاد بأسمى معانيه بفعل ارادتنا وإيماننا جميعاً بضرورة العمل سوياً من أجل تشجيع جيل جديد يشكل قوام شخصية الشوف الوطني، شباب منفتح على كل ما هو حق وحقيقة، شباب مؤمن بالقدرة الكبيرة على التغيير والتطوير.ابو كروم: نعمل على مشروع متكامل يكون عبارة عن أكاديمية تضم كل المؤسسات الرياضية.
المهندس يحي أبو كروم رئيس بلدية مزرعة الشوف ورئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني الحالي يقوم بجهود جبارة لتشغيل معمل فرز النفايات وتحديث وتطوير ستاد السويجاني، اشار في حديث لـ الى أبرز المحطات التي رافقت تطوير هذين المرفقين الحيويين. وهذا نص الحوار:
متى بدأت فكرة إنشاء ستاد السويجاني؟
إن فكرة إنشاء المجمع الرياضي تعود الى ما قبل العام 2000 منذ أيام الرئيس السابق لإتحاد بلديات الشوف السويجاني المهندس سمير الفطايري، هذا المشروع أكبر إنجاز تم تحقيقه لغاية اليوم من قبل الإتحاد، وذلك بعد أن تم شراء العقار البلغ مساحته قرابة 40 الف م م.
هل تعتبر فكرة إنجاز الـ ستاد الرياضي بالإستراتيجية؟
نعم يمكن وصف هذه الخطوة بالإستراتيجية، بالنظر الى الإرتفاع الجنوني في أسعار العقارات اليوم، ولو لم يتم شراء الأرض في تلك الفترة لتعذر علينا تنفيذ مشروع بهذا الحجم. كيف بوشر العمل بتنفيذ هذا المشروع؟
الجزء الأول من المشروع أنجز من قبل اتحاد البلديات السابق، وبإشراف شخصي من رئيسته الدكتورة نهى الغصيني، وبدعم مباشر من وليد جنبلاط. وإن نادي التعاضد – مزرعة الشوف، فالخطوة الأولى بدأت بزيارة المختارة لطلب المساعدة على إنشاء ملعب للرياضة، فأبدى استعداده للتعاون واعداً بمناقشة الموضوع مع الدكتورة الغصيني بعد ذلك اتفقنا على إقامة عشاء ريعي في فندق المير أمين تمكنا من جمع مبلغاً لا بأس به من المال، وتكفل وليد بيك بتقديم ما أمكنه للمساعدة. بعد انجاز الرخصة باشر الإتحاد بالعمل وتم أنجاز القسم الأول منه وقد تمكنت الدكتورة الغصيني من الحصول على دعم مالي لا بأس به من قبل الإتحاد الأوروبي استطاعت من خلاله تغليف الملعب بالموكيت الأخضر كما هو معتمد في المدينة الرياضية والملاعب الكبرى. بالإضافة الى تامين الإنارة الكاملة له. وهذه تعتبر خطوة هامة على طريق استكمال هذا المشروع الذي يتوقع أن تصل كلفته الإجمالية الى حدود 8 مليون دولار.
الملعب في حالته الحاضرة مصمم لكرة القدم هل لديكم نية لتطويره؟
الآن اصبح لدينا تصميم متكامل للمشروع كمركز رياضي بمواصفات عالمية، تؤهله ليكون من الملاعب الحديثة، يضم ملعباً لكرة القدم مع مدرجاته الخاصة به ، ومضماراً للجري، هذا المضمار سيتم تنفيذه بمساعدة من وزارة الشؤون الإجتماعية، بعد أن تم تلزيمه لشركة خاصة، ولقد أصبح في مراحله الأخيرة. ونكون بذلك قد انتقلنا الى المرحلة الثانية ضمن دراسة شاملة لـ ستاد رياضي يضم ملاعب مسقوفة ومسرحاً مكشوفاً. ولن يكون المشروع مجرد ملعب للرياضة فقط، بقدر ما نريده نقطة جذب لجميع محبي الرياضة على كافة انواعها. على ان يضم نادياً للثقافة، وقاعات للإجتماعات، ومجموعة مكاتب، أحدها للشؤون الإجتماعية، ومعهد الكونسرفتوار الوطني. وفي هذا المجال يهمني لفت النظر إلى أن معظم المكاتب المستأجرة والمستخدمة كفروع للإدارات العامة والمستقلة هي على عاتق الإتحاد، لذلك من الضروري تجميعها في مبنى واحد. كما يضم ايضاً مكاتب للشباب وللنشاطات المتعددة. مع إمكانية تحويل المجمع الى مركز حيوي يضم مطعماً وكافتيريا، ومدرجاً يتسع لعشرة آلاف متفرج.
هل تلقيتم مساعدات من وزارة الشباب والرياضة والمنظمات المانحة؟
وزارة الشباب والرياضة وعدت بالمساعدة ولكنها لم تحدد قيمة المساعدة. المهم أننا سنباشر ببناء إحدى جهات المدرج بدعم من تيمور بك.
هل لديكم فكرة عن الكلفة الإجمالية للمشروع؟
كلفة المشروع الإجمالية قد تصل الى 8 مليون دولار، ولا يمكن تنفيذه إلا على مراحل. علماً إن الملعب بدأ استقبال اللاعبين والفرق الرياضية والأندية من العام الماضي. وهذا الصيف شهد العديد من الدورات الرياضية كان آخرها دورة رياضية كبيرة بمشاركة معظم أندية الشوف العامة والخاصة. وهناك فرق رياضية تستخدم الملعب للتدريب بشكل يومي، ونحن كإتحاد نتحمل كلفة المدربين وبدل إنتقالهم من والى الملعب. لأن هدفنا جمع كل الفرق ضمن مؤسسة رياضية تكون مميزة في هذا الجبل، وهذه المؤسسة من شأنها أن تتولى توفير الدعم لكل الأندية الرياضية، وبالأخص المتوقفة منها. كل ذلك ضمن الإمكانيات المتوفرة على أمل أن نصل الى اختيار منتخب للشوف بعد إنتقال الفرق الناشطة الى الدرجتين الأولى والثانية، مع السعي المستمر لإيجاد الحوافز المشجعة على الرياضة وصولاً الى إنشاء المدرسة الرياضية مع تامين الجوائز المعنوية للمبدعين منهم.
ما هي الأهداف التي ترومونها من وجود ملعب بهذا الحجم في منطقة السويجاني؟
هدفنا كإتحاد بلديات الإهتمام بجيل الشباب لأنه أمل المستقبل في هذا الجيل ، لذا يجب تاطيره في بوثقة رياضية صرفة، تجعله يبتعد إرادياً عن الآفات المسيئة لشخصه ولسمعته، كالمخدرات وما يتفرع عنها. فمن خلال الرياضة يستطيع الشاب أن يجد نفسه ولا يعود يكترث بالمسائل الأخرى.
ألا ترى وجود صعوبة لتحقيق ذلك؟
إن العمل على تنمية بشرية نظيفة يتطلب التحرك على عدة اتجاهات، ولذلك أطلقنا حملة ( شوف خال من المخدرات) وضرورة تطوير هذه الحالة لمكافحة الإدمان ليس فقط على المخدرات فحسب وقد يكون الإدمان على الأجهزة الخلوية مسيئاً للشباب مثل المخدرات وأكثر. لذلك كان من الضروري ايجاد البديل والمكان الذي يستطيع الشاب ان يعبر عن ذاته رياضياً وجسدياً ونفسياً. فالعنوان الأساسي الذي نعمل عليه يتلخص بإنجاز هذا المشروع الذي هو مركز متكامل للشباب يضم بالإضافة الى ما تمت الإشارة اليه معهداً للموسيقى والغناء والدروس الجامعية، وغرف مطالعة ومكتبة عامة . وهذا كله يتماشى مع الرياضة التي نحن بصددها. وقد أعددنا لهذا المشروع دراسة متكاملة على أمل التمكن من تنفيذه في السنوات المقبلة، وإن لم ينفذ على أيامنا فقد ينفذ على يد غيرنا. المهم أننا انطلقنا والتوفيق على الله.
معمل فرز النفايات:
في القسم الثاني من هذا الحوار شرح أبو كروم المراحل التي قطعها مشروع تشغيل معمل فرز النفايات على الشكل التالي:
متى باشرتم العمل في معمل فرز النفايات؟
بعد إقفال مطمر الناعمة الذي كان لوليد بك الكلمة الفصل في ذلك، إنشغل المعنيون بالبحث عن أماكن بديلة لطمر النفايات فتضاربت الآراء وتشابكت الإقتراحات ولكن من دون أية نتيجة. ومع تكدس النفايات في الشوارع وأمام عجز وزارة البيئة المعنية المباشرة بهذا الملف دخل المجتمع المدني على خط الضغط على الحكومة لمعالجة المشكلة وإيجاد الحل المناسب لها ما أدى الى تفاقمها بدلاً من حلها. فكانت توجيهات وليد بيك جنبلاط تتمحور حول أمرين: الطلب الى وزير الزراعة أكرم شهيب بمساعدة رئيس الحكومة تمام سلام لإيجاد حل لمشكلة النفايات في العاصمة، ومعالجة أزمة النفايات بشكل آني وسريع في منطقة الجبل وعلى الفور أصدر أوامره بضرورة تشغيل معمل الفرز الكائن في منطقة الصليب التابع ادارياً لإتحاد بلديات السويجاني. يومها لم يكن هذا المعمل مجهزاً للعمل والمباشرة بعملية الفرز، على اعتبار أن شركة سوكلين كانت المعنية بجمع النفايات، وبالتالي ليس هناك من حاجة للتشغيل لما يرتب على اتحاد البلديات من تكاليف مادية كان بغنىً عنها. ومع نشوء الأزمة ونزولاً عند رغبة وإلحاح وليد بيك استنفرت القوى المعنية بتشغيل المعمل أقصى درجات الإستنفار وعقدت لهذه الغاية عدة لقاءات شاركت فيها يومذاك رئيسة الإتحاد المهندسة نهى الغصيني بالتعاون مع البلديات المعنية ووكالة الداخلية في الشوف، لكنها إصطدمت بعدم جهوزيته للعمل، وبدأ إتحاد بلديات السويجاني البحث عن الطرق الآيلة للتشغيل، الى أن تمكن من ذلك بعد جهد جهيد. وذلك بعد تلقيه الدعم المادي والمعنوي من قبل الأستاذ جنبلاط. لكن عملية استيعاب المعمل للنفايات بقيت محدودة جداً. وبدلاً من أن يستوعب المعمل ما بين 40 الى50 طناً وهو المعدل التي تفرزه المنطقة بشكل يومي، لم يستوعب سوى 15 طناً في اليوم. فتكدست النفايات في محيطه بطريقة عشوائية، كما لم تكن عملية الفرز تتم وفق الأصول المتبعة علمياً وفنياً، ما جعل الشكاوى من طريقة التجميع والتكديس والفرز تتفاقم، مع ما رافق ذلك من ملاحظات وإنتقادات بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه.
أبو كروم يتصدى للمشكلة ويستبدل الشركة المشغلة بفريق عمل دربه لهذه الغاية
متى بدأت بالإشراف شخصياً على تطوير عملية الفرز في المعمل؟
منذ اليوم الأول لإنتخابي رئيساً لبلدية مزرعة الشوف، وقبل أن أصبح رئيساً لإتحاد بلديات الشوف السويجاني. عكفت على دراسسة مكامن الخلل التي تعيق تشغيل معمل فرز النفايات بالطريقة المطلوبة. خاصة وإنني كمهندس قبل أن أتعاطى بالشأن العام كنت أعرف الكثير عن هذا المعمل وظروف إنشائه، والمشاكل التي تعيق تشغيله فور تسلمي رئاسة الإتحاد وعملاً بتوجيهات وليد بيك ومتابعة شبه يومية بعد ذلك من الأستاذ تيمور بعد تسلمه عباءة الزعامة من والده، قدمت بإسم الإتحاد كل التسهيلات والإمكانيات والتعاون بتصرف الشركة المشغلة المدمجة ( بريدي – ابومصلح ) لكن العمل في معمل الفرز لم يتطور ما أدى الى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
وفي 10 – 9 – 2016 الموعد المقرر لتركيب المعدات المطلوبة بموجب دفتر الشروط الموقع من قبل الشركة المذكورة من أجل تطور العمل، توقف عمال المعمل عن تشغيله من دون سابق إنذار بهدف إرباك الإتحاد والضغط عليه. وبنتيجة هذا التصرف غير المبرر وتجنباً لوقوع أزمة في المعمل شكل الإتحاد فريق طوارىء وبدأنا تشغيل المعمل، مع كل المعدات التي تمنعت الشركة المذكورة عن تركيبها فزادت كمية الفرز وتبيّن الفرق. وبعد خلاف استمر لأكثر من شهرين فضّينا العقد حبياً مع الشركة المشغلة، فيما تولى الإتحاد تأمين كل المعدات المطلوبة بالتعاون مع وكالة التنمية البريطانية عبر مشروع انتاج بالتعاون مع جمعية (مرسيكورت) التي قدمت لنا (بيك آب – بوب كات – جرافة – مكبس). وأن كل هذه الخطوات التي تمت كانت بدعم من حضرة الرئيس لتأمين النقص الذي يحتاجه المعمل ومنها: (مولد كهرباء) فيما تولى الإتحاد شراء وتأمين كل المعدات الباقية، مع الإستمرار بتنظيم وتدريب فريق العمل، وتأمين الألبسة الخاصة ل، إضافة الى حل مؤقت لمشكلة العوادم وتجميعها مؤقتاً في المطمر وعزلها الى حين إيجاد الحل النهائي لها مع المؤسسات المعنية.
كم تبلغ كمية النفايات التي ترسل الى المعمل كل يوم؟
في البداية كانت كميات النفايات المرسلة الى المعمل يومياً تتراوح ما بين 23 طن الى 40 طن فيكون المعدل اليومي 33 طن. وبناء عليه تكون نسبة الفرز بمعدل 95 في المئة. أما عدد العمال في المعمل حالياً فهو 25 عامل بالإضافة الى مراقب عام. أما اليوم فأصبحت الكمية تناهز المئة طن، خاصة وإن إتحاد البلديات يضم القرى والبلدات: بعقلين – مزرعة الشوف – جديدة الشوف – عين وزين – الكحلونية – غريفة – عينبال – عترين – السمقانية. ويتم نقل جميع نفايات هذه القرى الى معمل الفرز، بالإضافة الى نفايات دير القمر وموقع قيادة الجيش في بيت الدين. كما يتم تنظيف المعمل بصورة مستمرة مع الباحات الخارجية. أما الطرق المؤدية اليه فهي شبه خالية من النفايات على عكس الفترة الماضية. كذلك تم تصريف المواد المفرزة مما ساهم بنظافة المعمل وتحسين مظهره.
كيف تتم عملية الفرز؟
عملية فرز النفابات تتم بشكل يومي، ولا يوجد تراكم للنفايات على الإطلاق لأن عملية التشغيل لاتتوقف طوال الإسبوع بما فيها أيام الأعياد.
بعد عملية الفرز تتحول النفايات الى أسمدة عضوية، وتتم عملية تسبيخ المواد العضوية. ويعمل الإتحاد حالياً على تطوير المعمل لتصبح عملية الإستيعاب فيه افضل. كما يتم نقل العوادم بواسطة شاحنة مخصصة لهذه الغاية بدلاً من الجرافة. ويوجد صيانة دائمة للآليات المستخدمة والمقدمة من قبل الإتحاد، مع تركيب كاميرات مراقبة لمنع السرقات إضافة الى وجود مطافئ ضد الحرائق، وإنترنت للتواصل السريع.
تنويه من قبل دي فريج على دورالإتحاد في عملية التشغيل
ماذا كان دور الدولة بعد تشغيل المعمل وزيادة كمية الفرز؟
في الماضي إقتصر دور الدولة على التنويه بما قمنا به، واليوم نحن نسأل أين هي الدولة. فلقد وجه لنا وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة الرئيس تمام سلام نبيل دي فريج كتابين:
الأول بتاريخ 4 – 7 – 2016 طالبنا بموجبه بتحسين الأداء في المعمل بأسرع وقت ممكن. ثم أرفقه بكتاب تنويه جديد وقعه بتاريخ 9 – 12 – 2016 أي بعد اقل من خمسة أشهر على كتابه الأول، جاء فيه نشكر لكم جهودكم المتعلقة بتشغيل المعمل ونؤكد على أهمية التقيد بالتوصيات الواردة في التقرير المرفق من أجل تحسين الأداء وعلى ضرورة الإلتزام بالشروط الفنية المشار اليها في المرجع أعلاه.