الجمعة, نيسان 18, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 18, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الأديرة في جبل لبنان الجنوبي:

كنيسة سيّدة التلّة

وهي المَعلمُ الدّيني المسيحيّ الأبرز في دير القمر إلى جانب دير الصّليب ودير مار عبده لدى الموارنة، ودير مار الياس للرّوم الأرثوذكس.

يقول الدكتور نبيه الجُرْدي صاحب كتاب “صفحات من تاريخ دير القمر” إلى جانب الرموز الوثنيّة هناك رموز أخرى مسيحيّة تتضافر على توطيد رأي القائلين بِقِدَم كنيسة سيدة التلّة وقِدَم مدينة دير القمر. ولقد اكتُشف في الجدار الجنوبي من الكنيسة حجر تاريخي يزيد طوله عن المتر ونصف المتر، وعرضه قرابة المتر، يمثّل نشوء الصّليب، وبداخله قرص الشمس، قد اكتشفه الأب عبد الله مْعَرْبس في القرن السادس عشر وهو الذي سبق أن أسّس ديراً في موقع سيّدة التلّة اليوم.

كنيسة سيّدة التلّة | دير القمر.

أمّا اسم سيّدة التلّة فيعود مصدره إلى كنيسة سيّدة التّلال في روما لأنّ اللوحة الأصلية لسيّدة التلّة نُسخت عن صورة مُكَرّمة في ذلك المعبد الروماني. وهناك رأي آخر يقول إنّ كنيسة سيّدة التلّة عُرفت بهذا الاسم لأنّها بُنيت في سفح تلّة أُطلق اسمها على المكان. وفي العام 1673 أذِنَ الأمير أحمد المعني وهو آخر الأمراء المعنيين لأولاد كاتبه الحاج منصور الأهدني أبو فارس وأبو نادر بهدم سقف الكنيسة الخشبي واستبداله بِقَبْوِ عَقْدٍ مُدّ بالإسمنت ممّا ساعد على تطويرها في العامين 1760 و1831 بحسب ما جاء في كتاب الأب إفرام حنين الديراني “العيشة الهنيّة”.

ولسيّدة التلَّة المقام الأول في حياة الدّيريين وقد يكون من حسن الطالع وجود الكنيسة إلى جانب السّرايا المعنيّة والشهابيّة. ويقال أنّه في سنة 1776 اجتمع خصوم الأمير يوسف الشهابي ليلاً في سيّدة التلة ولم تكن نيَّتهم صافية فأحبطت السيدة العذراء مؤامرتهم. وفي معركة نابلس سنة 1829 – 1830 قطع الشيخ ناصيف النّكدي نذراً على نفسه أن يُوَرِّق الكنيسة إذا ظفر بأعدائه، وبعد أن حالفه النصر وفى بنذره. ومن الأخبار الدّالة على روح المحبّة والوئام بين دروز ونصارى دير القمر في ذلك الزمن، أنّ مشايخ النّكديّة (مالكو دير القمر) قُبيل ذهابهم إلى الحرب كانوا يطلبون شفاعة سيّدة التلّة. ولقد احتفلت دير القمر لأوّل مرّة سنة 1937 بعيد سيّدة التلة. وقرّروا منذ ذلك التاريخ أن يجعلوا هذا العيد مهرجاناً وطنيّاً وإقليمياً يظهرون فيه عبادتهم ومحبّتهم لشفيعتهم السيدة العذراء. ولا يزال هذا العيد موعداً مميّزاً ينتظره الدّيريون وأبناء المنطقة في كلّ عام.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي