كنيسة الرّوم الملكييِّن الكاثوليك أو المقرّ الصّيفي
حكاية هذه الكنيسة تعود إلى ما قبل العام 1811 وهي في الأساس كانت قصراً لـ غندور باشا السعد الذي قتله الأمير بشير الشهابي في تلك الفترة وكان الأمير مُعْجباً بزوجته حنّة. وبعد انقضاء أُسبوعين على مقتل زوجها، أوفد إليها من يبلّغها نيّته القيام برحلة لصيد الحجل في رشميّا والحلول ضيفاً عليها طيلة المدّة التي سيمكثها في تلك المنطقة، لكنّها بحنكتها طلبت إليه تأخير الزّيارة حتى انقضاء أربعين يوماً على وفاة زوجها جرياً على التقاليد التي كانت مُتَّبعة آنذاك وبدأت تبحث في السرّ عن طريقة تُخَلِّصها من هذا الطاغية الذي قتل زوجها ويريدها عشيقة له. وقيل لها بأن لا أحدَ يمكنه شراء القصر ويسلم من حُكم الأمير الأحمر المتعطّش للدّم سوى الكنيسة. عندها ذهبت إلى دير المُخلّص وعرضت على البطريرك أغابيوس الثالث شراء القصر لأنّها لم تعد بحاجة إليه. وهكذا أصبح القصر مُلكاً للرهبانية المُخلّصيّة بينما هي اختفت عن الأنظار.
في العام 1811 أسّس البطريرك أغابيوس الثالث مقر عين تراز ليكون أساساً إكليريكية للرّوم الملكييّن الكاثوليك. وفي الواقع لم يُستعمل هذا المقرّ سوى في الفترات الآمنة في القرن التاسع عشر. وأفادنا الأب نقولا قسطنطين الذي يتولّى شؤون الكنيسة أنّه بعد إنشاء إكليريكية القدس في فلسطين لم يعد هناك من سبب لإبقاء إكليريكية عين تراز، فأُبقي عليها لتكون مركزاً لتنشئة الدعوات الكهنوتيّة المتأخّرة أو للكهنة المتزوّجين. ومنذ العام 1981 أصبحت المقرّ الصيفي للبطريركيّة نظراً لجَوْدة مُناخها، والمقرّ الدائم لاجتماعات السينودوس المقدس الذي يعقد في كل سنة. وفي العام 2011 أحتُفل باليوبيل المئوي الثاني لتأسيسها.
