دير سيّدة الانتقال للآباء الكبوشييِّن
يقول الأب شارل سلهب: إنَّ الكبوشييِّن وبعد مئة سنة على تأسيس رهبانيّتهم في روما، بدأوا يتطلّعون إلى الشرق فوصلوا إلى صيدا في 19 آب من العام 1626 فرحب البطريرك الماروني يوحنّا مخلوف بمجيئهم واهتمامهم بالتّنشئة الروحيّة والتّعليم والاستشفاء والزّراعة والبناء، ودَعَم الأمير فخرالدين المعني الثاني حضورَهم بعد أن كان قد تعرّف عليهم في توسكانا. ومن صيدا انطلقوا باتّجاه المناطق اللبنانية إلى عْبَيه وبيروت وإهدن ووادي قَنّوبين وقاديشا. وفي بلدة عْبَيه مركز الأُمراء التنوخييّن أسّس الكبوشيون دير سيدة الانتقال بالقرب من مقام الأمير السيد عبد الله التنوخي قدّس الله سره، بهبة قدّمها لهم الأمير مُلحم المعني حفيد الأمير فخر الدين وذلك سنة 1645 ليكون مركزاً طبيّاً. وفي العام 1882 قاموا بشراء قصر الأمراء الشهابيين وحوّلوه إلى مدرسة لغات يتخرج منها الطالب ترجماناً للقنصليات الأجنبية. وفي العام 1919 تحوّلت المدرسة إلى مؤسّسة اجتماعية ومدرسة مهنيّة ضمّت العديد من الطلّاب الأيتام وذوي الحالات الخاصة تخرّج منهم المئات من المهنيين: النّجار والحدّاد والحائك والكهربائي والمحاسب. وبعد غياب قسري بسبب الحرب اللّبنانية دام لأكثر من ثلاثين سنة عاد الكبوشيّون إلى عْبَيْه ورمّموا الدّير.
التنّوخيّون تبرّعوا ببناء دير سيدة الانتقال للآباء الكبوشييِّن في عْبَيْه والأمير فخر الدين المعني الأوّل أمر بتشييد كنيسة سيدة التلّة في دير القمر، والشيخان قبلان القاضي وعلي جنبلاط وهبا الأرض لبناء دير المُخلِّص، والشّيخ كنعان النّكدي قدّم كل ما يلزم لتشييد دير مار جرجس في النّاعمة.
